الجنوب العربي"بين الأستقلال والفيدرالية "دروس مستفادة من لقاء القاهرة

[حد من الوادي]

دروس مستقاة من اللقاء التشاوري للفيدراليين الجنوبيين بالقاهرة

بواسطة: ابو معتز القسيمي
بتاريخ : الجمعة 20-05-2011 02:54 صباحا

شبكة الطيف - بقلم : احمد باحبيب

فوجئ الكثيرون بالنجاح غير المتوقع للقاء التشاوري الذي دعى اليه الرئيسان علي ناصر محمد وحيدر العطاس. المذهل ليس في انتقال عناصر كثيرة من مربع فك الارتباط الى الفيدرالية بل في إعلان الرئيسين بكل وضوح ان هدفهما هو حل القضية الجنوبية عبر الفيدرالية بدلا من وضع رجل في الوحدة واخرى في الاستقلال. قد يذكر البعض انه عند صدور رؤية العطاس لاول مرة اضطر كثير من مناصريها الى القول انها ليست فيدرالية بل استقلالية الاتجاه وان كل ما يقال عن عدم التزام العطاس بالاستقلال ما هو الا تحريف لما يقول الرجل صادر عن اعداء حاقدين.

اول درس يجب ان نستوعبه من لقاء القاهرة هو ان الشعب الجنوبي وكثير من ناشطيه ومثقفيه يحترمون الوضوح في الطرح. لم يخسر العطاس ولا رفيق دربه علي ناصر شيئا عندما اعلنا بوضوح انهما وبعد تفكير وتحليل عميقين للازمة اليمنية وللوضع الداخلي في اليمن والجنوب وكذا الوضع الاقليمي والدولي اعلنا انهما يريان في الدولة الاتحادية بين اقليم يمني شمالي واخر جنوبي حلا عمليا للازمة اليمنية والقضية الجنوبية

الدرس الثاني, انه رغم الوضع الثوري في اليمن الذي تجره قاطرة ثورة الحراك الجنوبي و قاطرة الثورة الشبابية فإن المرتزقة والانتهازيين لم تقل اعدادهم بل هم في تزايد. على مستوى الثورة الشبابية لم يبقى إلا ان يعلن الفندم علي عبدالله صالح انضمامه الى الثورة الشبابية لتكتمل حلقات الثورة المضادة التي لا يمر يوم دون ان ينضم اليها سارق او فاسد جديد من اعضاء النظام الفاسد بشقية .. الحكومة اليمنية ومعارضتها الرسمية. أما على مستوى حل القضية الجنوبية فلم يبقى الا ان يعلن العزيز احمد عبدالله الحسني والرئيس علي سالم البيض انضمامهما الى جماعة الحل الفيدرالي. اما المبررات فقد سبقهم في تجهيزها الانتهازيون (سمع الانتهازيون ان العالم كله مع الفيدرالية وان النظام صار قاب قوسين او ادنى من السقوط فتسابقوا لحجز مناصبهم ولسان حالهم يقول لا ماشي ماشي وزير) وما عليهما, أي الحسني والبيض, إلا استخدام (القص واللزق) من بيانات الانتهازيين للطلوع ببيان يدعيان فيه انهما (والله العظيم) لم يسمعا بفك الارتباط ابدا ابدا وان كل الهجوم الشرس على العطاس وناصر لم يكن لهما علم به بل هو مؤامرة إسرائيلية

.
الدرس الثالث, ان المناطقية عدو الحراك الجنوبي. نعلم انه الى قبل اجتماعات يافع والنقبة وقبل الانتفاضة الشبابية كان التيار الفك إرتباطي (الاستقلالي) في الحراك قد اسكت كل صوت ينادي بحل القضية الجنوبية خارج إطار الانفصال. إجتمع لهذا التيار كل وسائل القوة والنجاح فالشعب الجنوبي كان مقتنعا ان الشماليين حكومة ومعارضة وشعبا ضده وإن اختلفوا في اشياء فهم متفقون على الابقاء على البقرة الحلوب (الجنوب) قي حضيرة الوحدة. ولذا لم يكن يعلو صوت على صوت فك الارتباط. لكن سوسة المناطقية كانت تنخر في جسد الحراك متخفية وراء شعار (إستعادة دولتنا) وكان المناطقيون يسعون بالفعل لاستعادة دولتهم, دولة ما بعد 13 يناير 1986 وقبل 22 مايو 1990. دولة تعيد لهم مناصبهم كمدراء وسفراء ولا ماشي ماشي وزراء. دولة إقصائية تتجشع مجازر الماضي الجنوبي وتتعامل مع (التسامح والتصالح) كتكتيك. لم يتردد المناطقيون في إرهاب ابناء مناطقهم وحتى تخوين من يقف معهم في خندق النضال من اجل فك الارتباط والاستقلال فصاروا ينبشون في إنتماءات الاباء والاجداد واجداد الاجداد فهذا خائن لانه من ابين او من شبوة وهذا خائن لانه عدني وبالتالي شمالي حتى لو كان اسمه باحبيب. والنتيجة ان كثيرا من النشطاء الجنوبيين اخذ يبحث عن مظلة تقيه حر جهنم المناطقيين فوجد ضالته تحت المعاملة الحسنة للرباعي علي ناصر والعطاس ومحمد علي احمد وصالح عبيد, ومن ثم الفيدرالية

الدرس الرابع, من لا ينفتح على الناس ينفضوا من حوله. بعد خروجه من عمان وإعلانه فك الارتباط وصلت شعبية الرئيس البيض السماء بين ابناء الجنوب. كان الجميع يؤمنون بوعده انه سيقود الجنوبيين نحو فك الارتباط تكفيرا عن ادخالهم جحر الوحدة. وكالعادة كان الانتهازيون هم السباقين للاحاطة (بالجوكر) الجديد لتلتقط لهم الصور معه خاصة وانهم سمعوا ان (الرِّجال مُبَوِّن). لم ينفتح البيض على كل الجنوبيين ولم يتمكن من ان يكون رئيسا لكل الجنوبيين فقرب الى نفسه وتقرب منه واحاط به من لا يؤمن بالتسامح ولا التصالح فطلعوا بشعار (الرئيس الشرعي) يضربون به وجه من هو ليس منهم. وهكذا تناقص انصار الرئيس البيض حتى بين محبيه. لم يكتفي البيض بالجراح التي يشقها المحيطون به في الجسد الجنوبي بل وفشل في التعاطي مع بقية القيادات الجنوبية التاريخية ليصبح بحق وحقيق رئيسا شرعيا لكل الجنوبيين بما فيهم بقية القيادات التاريخية التي عرضت عليه ان يكون رئيسا لها. أصبح الاخ البيض رئيسا عربيا بحق وحقيق يحيط به رجال البلاط يقدسون بحمده علنا ويسخرون منه سرا. واصبح البيض من عيال (إندوا) رافضا لكل شئ ياتي من غيره كما يقول الطفل العدني الصغير إذا دخل مرحلة العناد. وقادت (إندوا) الى عدم الفعل وادى ذلك الى الانشقاقات وتراجع القضية الجنوبية. وبينما توقف البيض عن الحركة

تحرك علي ناصر والعطاس فكسبا احترام الكثيرين من الشرفاء. لذا لم يخطئ اجدادنا عندما قالوا في الحركة بركة. لكن للاسف التحق بهما بعض المرتزقة الوصوليين الانتهازيين تاركين رئيسهم الشرعي البيض يضرب اخماسا باسداس

الدرس الخامس, ليس كل الشماليين اعدائنا. بغض النظر عن الاخطاء التي صاحبت انفتاح الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر العطاس على امثال حميد الاحمر وعلي محسن الاحمر فليس كل انفتاح على الشماليين يعني, بالضرورة, قبر او دفن القضية الجنوبية بل إن عدم الانفتاح عليهم وعدم الدخول في حوار معهم, خاصة مع ممثلي الثورة الشبابية, دليل على الشعور بالنقص الذي نعاني منه نحن كجنوبيين منذ اتفاقية الوحدة عندما (زاد) الامي على عبدالله صالح و(لا حزب) المؤتمر الشعبي على فطاحلة ودكاترة الجنوب و على (حزب) الطليعة من (نامونة) جديدة الحزب الاشتراكي اليمني. عقدة النقص هذه تجعلنا نخاف من مواجهة اي شمالي حتي لا (يزيد) علينا وحتى لا يلدغ جنوبي من جحر مرتين. لكن الحقيقة عكس ذلك. كما يقول المثل الامريكي (لا يمكن ان يركب احد على ظهرك الا اذا انحنيت). وما دمنا نعرف ما نريد ونسير منتصبي القامة فلن يركب على ظهورنا شمالي ولا حتى جنوبي. الدليل على ما اقول هو بيان المنظمة الثورية الشبابية (خلاص اليمنية) التي لم تكتفي بالاعتراف بالقضية الجنوبية في وقت سابق بل واعلنت في تعليقها على لقاء القاهرة التشاوري انها مع ما يقره الجنوبيون.

في الامكان ان نعدد الكثير من الدروس المستخلصة من لقاء القاهرة التشاوري ولكن نود ان نختتم مقالنا بالقول ان اللقاء التشاوري الجنوبي-الجنوبي بالقاهرة حقق (جولا) في صالح الفيدرالية وفي مرمى فك الارتباط. السؤال الان هل سنتحرك نحن انصار فك الارتباط لنساهم في هذا الحراك نحو خلق رؤية موحدة للجنوبيين ام اننا سنلتحق بحزب (إندوا). الكرة في ملعبنا فهل نحن متحركون وداعون الى لقاء تشاوري للاستقلاليين لا نستثني ولا نقصي منه احدا يؤمن بفك الارتباط ونستفيد من تجربة الفيدراليين الذين سبقونا فنحتضن إيجابياتهم ونتجنب سلبياتهم ولا بأس ان ندعو ممثلين عنهم ليشاركونا لقائنا ويفرحوا لنا كما فرحنا لهم. ام اننا سنبقي التسامح والتصالح حبرا على ورق وقسما وكلاما في الهواء

ملحوظة: نرجو ان يكون تحركنا قائما على التنافس الشريف مع الفيدراليين ومقارعة الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة والموقف الجميل بما هو اجمل منه والرؤية الناضجة برؤية انضج منها والبيان السياسي الصالح ببيان اصلح منه وليس قائما على الإنتقاص من جهد الفيدراليين اوغيرهم كما فعل

بعض (الاستقلاليين المزيفين) عندما اتحفنا أحدهم بتقرير (من قلب الحدث الفيدرالي... ههههه) بان الاخ محمد عباس ناجي الضالعي كان سكرانا وان فلانا حصل على غرفة مطلة على المسبح وان فلانا ارسلت له تذاكر سفر. كما ارجو ان لا ننزلق الى الحقد المناطقي كما فعل آخر عندما اشاد زيفا بالعطاس وذكر لنا ما قاله فلان وفلتان وعندما ذكر عمر بن هلابي ذكر لنا انه القى كلمة المغتربين في امريكا (يقصد امريكا الشمالية- الولايات المتحدة وكندا) ولكنه لم يتنازل ويعطينا ولو جملة واحدة من كلمة بن هلابي. لكن الفضيحة العظمى ان حقده الطغماوي لم يسمح له حتى بذكر كبير الزمراويين علي ناصر محمد لان التسامح والتصالح ليس إلا كلمة على لسانه لم تدخل ولم تخرج من قلبه

[email protected]
واشنطن
19 مايو 2011