مظاهر رمضان والعيد في الحجاز

[قمران]

ولد الحارة - جدة


تباينت مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان وعيد الفطر المبارك على مر العصور، حيث لكل عصر سماته والعادات السائدة فيه وفقاً للإمكانيات المتاحة، ولكن يظل عبق الماضي القريب حاضراً في وجدان الرجال الذين عاشوه بكل ما تميز به من مظاهر لا تزال محفورة في أذهانهم.



"عالم السعودية"التقت أربعة من عمد الأحياء الذين أجمعوا على حلاوة ورونق وسحر أيام وليالي رمضان أيام زمان، وانتقدوا الكثير من العادات والمظاهر الدخيلة على مجتمعنا في هذا الشهر الفضيل.



بداية يحدثنا العمدة/ عبدالصمد محمد عبدالصمد، عمدة حارتي اليمن والبحر فيقول: جدة كالحلم الجميل وهي تحتضن ليالي رمضان المتلألئة، كنا نقابل هذا الشهر بكل الفرحة والسرور والشوق إضافة إلى الروحانية الجميلة التي كنا نعيشها في الشهر المبارك، وكان الاستعداد لشهر رمضان المبارك يبدأ من الأيام الأخيرة لشهر شعبان حيث يبدأ الأهالي بالتزود من الأطعمة والمقاضي من الأسواق، وفي هذه الفترة كانت الأسواق تشهد حركة غير عادية، وعندما تأتي ليلة رمضان يبدأ الأهالي في معايدة بعضهم البعض، وتبدأ الحياة تتغير منذ دخول الشهر الفضيل، وعادة بعض أهالي جدة في اليوم الأول لشهر رمضان هي الفطور عند كبير العائلة، حيث يجتمع أفراد العائلة على مائدة واحدة، وعند قرب صلاة العشاء كنا نذهب للمسجد لصلاة العشاء والتراويح، وبعد الصلاة تبدأ جلسات السمر والسهر على المركاز أو أماكن تجمع بعض أهالي الحارة حتى وقت السحور.


ويحدثنا العمدة/ هشام أبو العينين عمدة حي البغدادية الغربية فيقول: مدينة جدة تتميز في ليالي رمضان بالكثير من العادات التي تنبثق من طبيعة أهل جدة، وبالنسبة لشهر رمضان بجدة فهو مميز عن باقي المدن ومعروف منذ القدم ومنبثق عن طبيعة الأهالي وما جرت عليه عاداتهم وتقاليدهم، ونذكر منها استعدادهم لقدوم الشهر المبارك وتلقي التهاني والزيارات المتبادلة بين العوائل والأصدقاء، ومن العادات التي يحرص عليها أهالي جدة التنوع في الأطعمة والمشروبات التي تزين مائدة الإفطار مثل الفول، حيث لا تخلو المائدة من هذا الطبق، وكذلك الشوربة وخصوصاً شوربة الحب، والسمبوسة والمقلية بالإضافة إلى الشراب المميز (السوبيا)، والسوبيا كانت أنواع، منها الأحمر والأبيض، وكذلك الزبيب عصير قمر الدين والتمر هندي، وأما الحلويات فهناك أنواع عديدة مثل اللدو والهريسة والخشاف والمهلبية والسق دانا والرز باللبن، أما في السحور فكان أهل جدة يفضلوا أكلة السمك والصيادية، كما كانت هناك أكلات شعبية في بعض البسطات الموسمية في جدة القديمة مثل الكبدة والبليلة.



وعن الاستعداد لليلة العيد يحدثنا العمدة/ سامي باعيسى عمدة حارتي الشام والمظلوم فيقول: يبدأ الاستعداد للعيد تقريباً من الليالي الخمس الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حيث يبدأ الأهالي بترتيب أمور الاحتفال بالعيد من شراء الملابس والحلويات وتجهيز الحلويات الشعبية والمعمول في البيوت من قبل ربات البيوت، وتبدأ ربات البيوت بتنظيف المنازل وتجديد الباطرمة (نوع من الأثاث) وشراء مستلزمات العيد للأطفال من ملابس وألعاب، وعند ضرب مدافع العيد التي توجد قديماً بجوار (باب جديد)، تبدأ ليلة العيد، وفيها يستعد جميع الأهالي للذهاب إلى صلاة العيد بالمشهد، وبعد الصلاة يقومون بالمعايدة على بعضهم البعض ويجتمعون في مركاز العمدة، ثم بعد ذلك تبدأ مراسم العيد بالذهاب إلى أكبر شخص في العائلة لمعايدته والإفطار عنده بحضور كافة أفراد العائلة، ويتم تقديم العيدية للأطفال، وهنا أتذكر أول عيدية أخذتها من والدي يرحمه الله وكانت عبارة عن نصف ريال، وكان العيد قديماً أحلى وأبهى من الآن وبالذات في حارتي الشام والمظلوم والعيدروس لأن كثيراً من المعاني الجميلة التي يحملها العيد قد غابت في وقتنا الحاضر.

وعن مواقع الأعياد قديماً يقول العمدة/ عبدالصمد، كانت هناك مواقع لإقامة الأعياد سابقاً، ومثال على ذلك العيد الذي كان يقام في البرحة التي كانت موجودة أمام مسجد الحنفي وكان يعرف بعيد الشام، بالإضافة إلى عيد الفلاح أمام مدارس الفلاح، وكان قديماً يسمى بعيد الكدوة، وكانت الألعاب هي الألواح الخشبية والأعيقلية والشبرية وألعاب الصناديق بالإضافة إلى بسطات البليلة والحمص والأيسكريم، وبالنسبة لعيد الفلاح لا يزال موجوداً حتى يومنا هذا بالعيدروس، وعلى الرغم من ملاحقة التكنولوجيا والتطور الحضاري لكل مناحي الحياة إلا أن مظاهر العيد التي تحفل بالكثير من عاداتنا وتقاليدنا التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا لا تزال على حالها، ومن ضمن هذه العادات الموروثة عادة الفطور أول أيام عيد الفطر المبارك ويضم جميع أفراد الأسرة في بيت الجد أو الجدة بعد أداء صلاة العيد حول سفرة واحدة لتناول طعام الإفطار، ومن أهم الأطباق التي كنا نحرص على وجودها في المائدة "الدبيازة" التي تتكون من بعض الفواكه الجافة بالإضافة إلى أطباق متعددة ومتنوعة من الأكلات الشعبية إلى جانب "التعتيمة" التي تتكون من حلاوة اللدو واللبنية والهريسة بالإضافة إلى الجبنة بأنواعها والزيتون بأنواعه والمربات والأمبة للتحديق.





© نوفمبر 2005 مجلة " عالم السعودية ".

[مايسه]

شكرا قمران وننتظر غيرة

[قمران]

شكرا على المرور

[مايسه]

تشكر اي مرور

هههههههه

[قمران]

طيب نريد مظاهر رمضان في عدن