أعراس حضرموت.. موروث يستهوي النفوس

[حد من الوادي]

أعراس حضرموت.. موروث يستهوي النفوس

كتب\سعيد الصوفي

في قصر (عشة) التاريخي بمدينة تريم هناك أقيم المعرض الوثائقي السنوي الثالث 2007م تحت شعار “توثيق التراث والحفاظ عليه رسالة الجميع” هناك حيث مقر الجمعية اليمنية للتاريخ وحماية التراث، احتوى المعرض على عدة أجنحة كان منها جناح البيت الحضرمي التقليدي، وركز فيه على كثير من تجهيزات العروس الحضرمية وكذلك العريس، الجناح احتوى على ما يجهز به العروس والعريس (قديماً) من لباس وحلى وفرش وما يتبعها من تجهيزات أخرى، صندوقها وما فيه من دهن وحلى وأدوات الزينة، ولباس العريس حسب مكانته الاجتماعية الصاروح والكوت والشال والعمامة والرمال والدسمال والجنبية واللمشة والمسبت، والأواني القديمة التي تعطى للعروس من أهلها مثل أدوات الزراعة وعرض ما تحتويه بيت العريس وغرفته (قديماً) وبعض الأواني الأخرى القديمة التي تستعمل مثل عدة القهوة وعدة المطبخ...الخ.

مبارك سعيد باعيشة كان يعمل في الجناح التراثي لمنزل أسرة قديمة ببلدة (قسم) قال:

هنا سوف تعرف كيف كانت الحياة بسيطة في السابق، فيتيسر على الشباب أمر الزواج، وطرح في حديثه المقارنة بين الماضي والحاضر وقال: لونظرت اليوم لمتطلبات الزواج وقارنت القديم مع الحديث ستعرف الفرق.. طالباً مني النطق بالحكم في ذلك..
هذا الموقف ذكرني بما قاله شاعر “الدان” الحضرمي سعيد مرزوق:

ذا خرج فصل باتذكر زماني
لا تلومون من قلبه يحن عا زمانه
لو لي لي مضى وقت المجاني
يارفيع السماء عود لنا ذيك الزمان
أشبه بتاج فرعون

ويؤكد المؤرخ جعفر السقاف أن ثمة عادات كثيرة انقرضت وقال كان في الماضي عندما تزف العروسة يضعون على رأسها تاجاً من الفضة والذهب مرصعاً بالياقوت والتاج يشبه إلى حد ما تاج فرعون على حد وصفه.
إلا أن هذه المظاهر اختفت في الوقت الحاضر، لأن التاج من ناحية مكلف على العروسة ويصل ثمنه إلى ملايين الريالات وقد تم استبداله بـ(الشرعة) وهي تورد من فرنسا، ويبدي المؤلف السقاف أسفه من ترك ذلك التاج واستيراد ما يشابهه من الخارج وبالعملة الصعبة، مع أن هذا التاج يبقى مئات السنين، وكل عروسة تزف تستعير ذلك التاج، وهو ذو منظر جميل مطرز ومزخرف عليه السلاسل وملون وعليه الأحجار الكريمة والعقيق اليماني.

محسن أحمد الحامد مهتم بالتاريخ والتراث كان واقفاً في جناح البيت الحضرمي القديم في مبنى قصر (عشة) حيث مقر الجمعية اليمنية وحماية التراث بمدينة تريم يستعرض فيها أثاث العريس والعروس الحضرمي، وكان أكثر حرصاً على أن يتحدث لي عن كل شيء بهذا الخصوص، عن زي العريس قال كان الحضارم قديماً يأخذون زي العريس ويتداولونه كـ(عارة) من عريس إلى آخر وهكذا وكما هو موضح في الصورة أن هذا الزي خاص بالقبائل وهو موجود عند السادة حيث لا زالوا محتفظين به ضمن تقاليدهم.
بينما زي العروسة كان يعد من أغلى البز (بز سنغافوري) ويتم تداوله من عروسة إلى أخرى..

محسن الحامد قال لي: “نحن نعرض كل هذه التقاليد والأدوات كمآثر تاريخية قديمة لم يعد يتداولها الناس هنا غير السادة فقط.. مشيراً إلى أن موضات الألبسة الحديثة طغت على كثير من الملابس التقليدية والتراثية القديمة وفي الجناح نفسه تم إبراز معروضات من حلي العروسة الحضرمية (الحجل، منثورة، سلسلة، حناشة، خلخال، صموت، رعد، محرس (حزام) وهذا كان منتشراً في كثير من المناطق ماعدا السادة فكانوا لا يلبسون ذلك..

وإلى جانب ذلك هناك لباس العريس (السباعية، المسبت، الكوت، الجنبية، الفتيني (نوع من أنواع السلاح القديم) الدسمال، السيف، العمامة) وللعروسة ثوب الدخول (ثوب الزفة) النقبة، العصابة، الكع كوع، الباروكة، الخرش، (الحلي) معظمها كانت من الفضة، وصحن الحتيكة، ومستلزمات الغسلة، الحناء والغسل، والصابون، وأواني الغشلة، وأدوات زينة الوجه (زباد، براق حبشي، ورس، هرد) وغيرها من مدخرات العروسة من العطور والبخور والنقود.

وللكعك مذاق حلو

حين كنت ضيفاً في جمعية التاريخ وحماية التراث على إثر دعوة تلقيتها عند زيارتي لمدينة تريم، هناك في قصر “عشة” التحفة الهندسية والمعلم البارز لفن المعمار الحضرمي، تذوقت حلاوة ولذة الطعم في قرص الكعك الذي قدم لي ولكن دون عروسة، كون ذلك القرص لا يقدم إلا للعرسان فقط، وما هو أدنى منه يقدم “للواسطة” والضيوف..

خالد بايغوث أمين عام الجمعية وسالم باحنان الناشطان في مجال التوثيق وحماية التراث كانا حريصين على إهدائي ذلك القرص العرائسي الذي كان ضمن المعروضات في المكان الخاص بوجبات العريس في يوم افتتاح المهرجان التوثيقي السنوي الثالث للجمعية، ذلك القرص بعد أن أخذت كسرة منه وتذوقتها جبراً لخاطرهما، كلما تذكرته تبادر إلى ذهني الحديث عن طقوس الأعراس في مدن وادي حضرموت.

وأنا أغوص في الموروث الثقافي والتراث الشعبي باستقاء المعلومات من المهتمين تولدت في نفسي الأمنية لحظة الحديث: “ليتني عريساً” أحاطت به هذه الطقوس وتلك العادات والتقاليد العرائسية، ليتألف الماضي والحاضر في ظرف (عرس) سأرقص رقصة (المعرس) والناس حولي يشاركونني الفرحه

اي والله موروث جميل فيه السلا والترويح عن النفس اضافه الى اضفى شي من الخصوصيه لزواجاتنا لاتجدها في المشارق والمغارب 00 شكرا اخي حد من الوادي