وتبقى الصّغائر للصغــــار

[سالم علي الجرو]

علي آخر الدرب يبدو شهيــــــد=يعانــق بالدمــــــع كل الرفــــــاق
أتـوا يحملون زمانــــــا قديمـــــا=لحلـــم غفا مرة.. واستفـــــــاق
فوحد أرضا.. وأغني شعوبــــــا=وأخرجها من جحـور الشـقـــــــاق
فهذا أتي من عيون الخليـــــل=وهذا أتي من نخيل العـــــــراق
وهذا يعانق أطـــلال غــــــزة=يعلو نداء.. يطــول العنـــــــــاق
فكيف تشرّد حلم بــــــــريء=لنحيـــا مـــرارة هذا السبـــــــاق؟
وياويل أرض أذلـّت شموخـا=لترفـــع بالزيــف وجه النفــاق

شهيد مع الفجر صلى.. ونادي=وصاح: أفيقوا كفـــــاكم فســــادا
لقد شردتكم همــوم الحيـــــاة=وحين طغي القهر فيكم.. تمادى
وحين رضيتم سكـون القبــور=شبعتم ضياعا.. وزادوا عنادا
وكم فارق الناس صبح عنيـــد=وفي آخر الليل أغفي.. وعادا
وطال بنا النوم عمرا طويــــلا=وما زادنا النـوم.. إلا سهــــادا

علي صدر سيناء يبكي شهيـــد=وآخر يصرخ فـــوق الجزائـــر
هنا كان بالأمس شعــب يثـــور=وأرض تضج.. ومجــــــد يفاخــــــر
هنا كان بالأمس صوت الشهيد=يزلزل أرضا.. ويحمي المصائر
ينام الصغير علي نار حقــــــــد=فمن أرضع الطفل هذي الكبائر ؟!
ومن علم الشعب أن الحــــروب=كـرات تطير.. وشعب يقـامر ؟!
ومن علم الأرض أن الدماء=تراب يجف.. وحــزن يسافـــــــر
ومن علم الناس أن البطولـــــــة=شعب يباع.. وحكم يتــــــاجر؟!
وأن العروش.. عروش الطغاة=بلاد تئن.. وقهر يجـــــــاهر
وكنا نـباهي بدم الشهيــــــــــــــد=فصرنا نباهي بقصف الحناجر!
إذا ما التقينــــــا علي أي أرض=فليس لنا غير صدق المشاعر
سيبقي أخي رغم هذا الصـــراخ=يلملم في الليل وجهي المهاجر
عدوي عدوي.. فلا تخــدعوني=بوجه تخفـي بمليون ساتــــــر
فخلـــف الحـــــــدود عـــدو لئيــم=إذا ما غفونا تطل الخناجـــــر
فلا تتـــركوا فتنـة العابثيـــــــــن=تشـوه عمرا نقي الضمائــــــر
ولا تغرسوا في قلــوب الصغــار=خرابا وخوفا لتعمي البصــــائر
أنا من سنين أحـــب الجـــــزائـــر=ترابا وأرضا.. وشعبـــا يغامـــر
أحب الدمــاء التي حررتــــــــــه=أحب الشموخ.. ونبل السرائر
ومصر العريقة فوق العتـــــــاب=وأكبر من كل هذي الصغــــائر
أخي سوف تبقي ضميري وسيفي=فصبر جميل.. فللــيـــل آخــر
إذا كان في الكون شيء جميـــــل=فأجمل ما فيه.. نيل.. وشاعر

[سالم علي الجرو]

رسالة وردت إلى الإيميل أنقلها كما هي لعلّ بها فائدة

رسالــــــة لكـ .. فلا تخرج دون ان تقرأها ..
Thursday, April 22, 2010 7:21 AM
From:
"
رسالــــــة لكـ: ..::..
و ارجو أن أجد لديك الاستعداد اللازم لاستعاب مضمونها،
نحن كإدارة...... طرحنا موضوع البحث عن مشرفين ذووا الكفاءات المطلوبة
لخوض غمار الاشراف في منتدى يهدف إلى تصحيح المسارات التي دنستها أكثر المنتديات العربية!
أردنا أن نُـغـير مفهوم كلمة المنتدى الذي اصبح مرادفاً لسوق الخُـرْدَة !
نحن نبحث عن مشرفين يُـقَـدِّرون المسؤولية و يمارسونها، هدفهم تغيير المفاهيم المستوردة
و تبني الجدية و الهدف النبيل، نريد مشرفين لهم الاستعداد للتضحية ببعض من أوقاتهم في سبيل الله!
نريد مشرفين لهم همة عالية و نظرة متبصرة ، يعملون ولا ينتظرون الثناء ،
لا يهمنا الكم و لا تفرحنا الكثرة إن كانت لا تستوعب نهجنا ..
نفضل أن يكون لنا مشرف واحد محب لمهمته و مقدر لمسؤوليته و يعمل لها
خير من 100 يريدون الاشراف للتباهي و المفاخرة!
شمسنا منتدى بسيط و متواضع لكنه لن يرضى بالدنية في منهجه!
إخواني أخواتي ، فكروا جيداً في هدفكم من الابحار على النت!
و لا تكونوا إلا نافعين أو مُنتفعين ، و إياكم من الصنف الثالث فتهلكون..
ارجو الدخول للموضوع من هنا:

********************
..... رمز الابداع و التميز

[سالم علي الجرو]

وتكبر في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظـائم

يحكى عن صاحب الهمّة العالية واليد الطّولى: هرون الرّشيد أنهّ كان يحاكي النفّس في الزّواج من ابنة عمّه: محمد بن العبّاس وحثد أن كتب الشاعر ربيعة الرّقّي بيتين من الشّعر امتدح فيهما محمد بن العباس: إنّ الملوك إذا تسايروا في بلدةٍ=كانوا كواكبها وكنت هلالها إنّ المكارم لم تزل معقولة= حتّى حللت براحتيك عقالها بيتان قدّمهما في رقعة لم يسبقه إليهما أحد . كافأه محمد بن العبد العباس وأعطاه دينار واحد فقط . غضب الشاعر ابن الرّقي وطلب من غلام الأمير أن يأتيه بالرّقعة وكتب خلفها:

مدحتك مدحة السّيف المحلّى=لتجري في الكرام كما جريتُ
فهبها مدحةً ذهبت ضياعا= كذبت عليك فيها وافتريتُ
وأنت امرؤٌ ليس له وفاءٌ=كأنّي إن مدحتك قد زنيتُ

قرأها محمد بن العباس وغضب غضبا شديد وعلى الفور ذهب إلى هرون الرشيد وأطلعه على ما اعتقد أنّها خطيئة في حقّه . قرئت على هرون وبدا عليه وجهه الغضب وأمر بمجيء ربيع الرّقّي ومثل أمامه ، فسأله: ماذا قلت في ابن عمّي وأنت تعرف منزلته عندي؟ أجابه: مدحته في وجه الرقعة ثم كتبت ما قرأت يا مولاي خلفها فسأل عن الرقعة وقرأ قصيدة المديح ثمّ قال: والله ما قيلت قبلا في أحد وسأل ربيعة: ـ كم أعطاك؟ ردّ عليه: دينار واحد يا مولاي الأمير ، فقال هرون: وحياة الأمير كم أعطاك؟ ـ دينا واحد أيّها الأمير. إلتفت إلى عمّه منزعجا ، غاضبا قائلا: ـ أمن قلّ في المال أم من نقص في الحسب والنسب والمنزلة؟ وأمر بمكافأة مجزية لبريعة . الآن وقد عرفنا القصّة فلنعد إلى رغبة الأمير في الزواج من ابنة عمّه محمد بن العباس . قرر من حينها إلغاء الفكرة

[عفاف]

فاقد الشيء لا يعطيه أستاذي الفاضل ,,,, أني أتوقع ان اذا جاءهم خبر مفرح يقولوا ((اللهم اجعله خير )) !
لانهم غير متعودين إلا على السخرية من الاخرين ......
لانهم لوا كانوا محبين وفرحين لاحبهم الناس !

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفاف [ مشاهدة المشاركة ]

فاقد الشيء لا يعطيه أستاذي الفاضل ,,,, أني أتوقع ان اذا جاءهم خبر مفرح يقولوا ((اللهم اجعله خير )) ! لانهم غير متعودين إلا على السخرية من الاخرين ...... لانهم لوا كانوا محبين وفرحين لاحبهم الناس !

أهلا بالعفاف ... أنت عظيمة

لا نريد تصوير أنفسنا وكأننا نعني أحد ، لا والله ، وإنّما هي تجارب وتجاوب مع معطيات قضت بها المنتديات .

المنتدى لا يخرج عن نطاق الثقافة العامّة والسياحة والتعليم . فهو إذن يكشف ما دونها ونحن هنا نتعاطى مع ما هو دون في اتّجاه التّرقّي وتجاوز ثقافة تعظيم الصّغائر والتفاهات ، والتّجربة غنيّة بعد عمر من الفعاليّة والحراك الثقافي كشف عن العظماء وعن نفوس وأرواح والوضعاء نفوسا وأرواحا على امتداد ساحات العالم وأينما يوجد إنسان .

لا نجد سببا للربط بين شخص وموضوع هنا بقدر ما هو تفاعل بين حراك أدبي وفاعلية أنماط من السّلوك

" العظيم هو أبعد الناس حديثاً عن نفسه "‏ " العظيم هو من يشعر الآخر بأنّه عظيم " " العظيم من يضع التّطور فوق التقاليد " " العظيم هو أديب الأفكار لا أديب الألفاظ " " العظيم من يكتب من أجل الآخرين لا لمصلحة شخصية ..‏ "

قال برنارد شو:
" لقد كسبتُ شهرتي بثباتي على الكفاح كي أحمل الجمهور على أن يعيد النظر في أخلاقه ... وحين أكتب مسرحياتي أقصد أن أحمل الشعب على أن يصلح شؤونه وليس في نفسي باعث آخر للكتابة إذ إننَّي استطيع أن أحصل على لقمتي بدونها ..

شكرا يا العفاف وأتمنّى لو أنّك ترفعين سقف التّعاطي مع الشأن الأدبي والسلوكي للإنسان لاسيّما وأن التّجارب غنيّة في كذا اتّجاه وصعيد: تربوي ـ أخلاقي وما عكسه ذلك على طبيعة النفاق وحبّ الذّات مما أدى إلى اختلال الموازين في الحياة العامّة بحيث بات نصيب من يعمل من أجل الغير الفتات المصاحب لبعض من قهر وبات من يعمل لذات كافّة الملذّات الحسّية . يجب أن نرتقي وإذا صادفك إنْموذج هنا أو في أيّ مكان فما ذاك إلا جزئيّة من ثقافة عامة وسلوك ، فلا يكبّرنّ أحدا فكره على أساس أنّه المعني .

[سالم علي الجرو]

إنّ للنقد ثوب وقار الصغيرة أن يذهب البعض بقلمه إلى التجريح فيكتب ابتذالا من بوّابة النقد أو الإنتقاد: وإذا ما علمنا بأن الهدف هو التّجريح وليس النّقد لغياب موهبة النّقد أصلا وفي الأساس ، فإن الصورة تبدو هزيلة ، أي أصغر من الصغائر . النقد الهادف لا تصاحبه ألفاظ جارحة ، تخرج عن حدود اللياقة والعادة في التخاطب مع الطرف الآخر . النّقد إن وجد فهو يقود إلى تصحيح عيوب العمل وليس إلى الطعن والتّجريح في الشّخص .

نموذج

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]

لقد أكرم الله الشعراء العظام في حضرموت الرحيل نحو الجناب الأسنى ، قبل أن يدركوا أن شعرا كهذا الشعر (( الصلعمي )) ينظمه صاحب الميزان الرولكسي والجلكسي ينشر على حبال سقيفة الشبامي في الشبكة العنكبوتية يقرأه القاصي والداني مع اصرار صاحب تلك الأبيات على أنها من الحداثة وان الحداثة أمتدت لشعره (( وعليه نحت القوافي وماعليه إن لم تفهم البقر )) ...!! شعرعجيب وغريب فيه اختلطت الميازين مع رائحة الدمان وروث الحمير، فأزكمت انف الشاعر الرولكسي منذ أن كان شابا يافعا في قريته ، ومن بعدها فقد التمييز بين الشعر والمتشاعر ، وبين الشعر الرصين والشعر الغث الهزيل ، ولم يستطع أن يميز شعر الزامل من شعر (( الدمان والرعه )) لهذا لاغرابة أن نقرأ له في أحد زوامله قوله لافض فوه: نا اليوم في نعمه وقد كنته صبح = أوّل عل ريقي وندمن عا الحمير حقا كان يدمن عالحمير واليوم (( حمار الشعر يدمن عليه )) ، ولعل القدر ساقه الى سقيفة عذب القوافي ليجعلها له ولحماره البائس ، ولدمانه مكانا تفوح منه تلك الأشعار التي استعرضناها حيث اختلطت روائح البصل مع البسباس والثوم والبهارات وتكشونة مطبخ جربف .. مع رائحة روث الأبقار والجاموس والدمان ورائحة مخلفات الحمير ...!! أنه شعر الزامل في هذا الزمن الردئ ..!! .

في ردّ واحد لم يتجاوز الثمانية اسطر تردد التالي: ربما بلغ الجهل بالشاعر المخشني صاحب الميزان الرولكسي أن شعر الزامل الذي ينفثه صاحب الميزان الرولكسي يقول شاعر الميزان الرولكسي فإن حال الشعر مع صاحب الميزان الرولكسي لذا تتجلى صور (( البصل والبسابس والمندي ومطبخ جريف والصحون ، والخبز والهريس والحجف والتميس والعصيد )) وصل إليها الشعر الشعبي الحضرمي في سقيفة (( عذب البصل والبسباس والمندي والجريف والهريس والتميس والخبز واحجافه )) وإذا ذهبت إلى ما تبقى فلن تخرج بفائدة

الصغيرة أن تجد تزكية من ناقد أكاديمي:

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باشراحيل [ مشاهدة المشاركة ]

خطرات نقدية رهيبة , وعمق في الطرح النقدي لأشعار دونت في هذه السقيفة يمتزج فيها الجد بالفكاهة والطرافة .. نقد شعري صريح , واستهجان في موضعه من بعض الاشعار الساذجة الفاقدة صدق العاطفة وحرارة المشاعر وعمق التجربة .. خطراتك النقدية يا ابا عوض في محلها بعيدا عن الاستعراض والمماحكة والتهريج .. لقد اضفت الى عقولنا وعواطفنا وذائقتنا الكثير .. تقبل تحياتي .

[غالي الأثمان]

جزاك الله خير استاذ سالم، لك مني السلام .

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غالي الأثمان [ مشاهدة المشاركة ]

جزاك الله خير استاذ سالم، لك مني السلام .

شكرا جزيلا

[سالم علي الجرو]

من شعر الكبار في لقاء الكبار من أجل الأهداف الكبيرة

الله أكبر على من جار واتْكبّرْ=من يضلل الله خاسر ما له من هاد
أطلبك وادعوك لي كلّ أمر يتيسّر= أنت القويّ في السّماء واحنا ضعاف عباد
يا رب يا الله جنّبنا طريق الشّرْ=طريق أهل البلاء والكيد والحسّاد
والفي صلاتي على الهادي الذي بشّرْ=محمد المصطفى هو سيّد الأسياد

وبعد: أهلا بمن شرّف ومن قدّرْ=شرّفتوا الحفل وحضرتوا في الميعاد
سادة, مشائخ ،قبائل داخل البندرْ=بوجودكم عيدنا من خيرة الأعياد
والشّيء بالشّيء في هذا المحل يذكرْ=الناس بالناس لا قاصر ولا ذا زاد
سيبان ما حد في الماضي لنا فكّرْ=كلّين مشغول بالعيشة وبالأولاد
وخيولنا لا مشت قدّام تتأخّر=ولا قطع شي مراحل لي بدون جواد

واليوم نادى المنادي من على المنبرْ=ويقول ياذي نسيتوا سيرة الأجداد
كسرى به الفرس والرّومان بالقيصر=تفاخروا بينهم بالصّيت والأمجاد
واحنا لنا صيت له منبع وله مصدرْ=سيبان يا نسل حمير يا خلوفة عاد
من زام عاد العرب بالرّمح والخنجرْ=والخيل هو والدّرق والسّيف لي هو حاد
واهلنا خلفوا تاريخ يتْسطّرْ=ونحن نقول ايش للأولاد والأحفاد

فرصة لنا اليوم نطرح ساس به نفخرْ=ونجدّد العهد والتاريخ والميلاد
والحمد لله لمّا ربّنا قدّرْ= بأمر المهيمن كسرنا القيد والأصفاد
تعاونوا واظْهروا في خيرة المظهرْ=لا عنصريّة ولا فتنة ولا أحقاد
ورماحكم سيب ما ظنّيت تتكسّرْ=وان قد تفرّقن با يتْكسّرن آحاد
سيبان وحدته من ضمن اليمن لَكْبر=ونحن مع ريّس الوحدة بدون فساد
وكل مسئول ما هو زين يتغيّرْ=نبغى عمل ما بغينا مكابرة وعناد

وطْلب من اخواننا ليهم في المهجرْ=واللي هنا في اليمن مشكور كل من جاد
مطلوبنا العون من ليمن ومن ليسرْ=بالدّعم والنصح والتّوجيه والإرشاد
والشّعر لي ما تسلّفته من الدّفترْ= لا سألت نجّار في القافي ولا حدّاد
وختمها بالنّبي الهادي مائة مخْطرْ=في كلّ ساعة وحين الذّكر والإنشاد

الشاعر: عبد الله محمد باصرّة السيباني


ـــــــــ
البندر: الميناء وهي إشارة إلى مدينة المكلا حيث تمّ لقاء قبيلة سيبان
لَيمن ، ليسر: الأيمن والأيسر وهما وادايان تتشكّل منهما ( دوعن ).
مَخْطَرْ: ( بفتح الميم وسكون الخاء وفتح الطّاء وسكون الرّاء ): مرّة ، مائة مخطر يعني مائة مرّة.

[الخليفي الهلالي]

من سكريات الماضي لا تسأل السلطان ولا تتدل عليه لا يكونن طلبك ما عند الوالي بالمسألةِ، لا تستبطئه، وإن أبطأ عليك. وليس أطلب ما قبله بالاستحقاق له، واستأنِ به وإن طالتِ الأناُة منه. فإنك إذا استحققته أتاك عن غيرِ طلبٍ، وإن لم تستبطئه كان أعجلَله. لا تخبرنَ الوالي أن لك عليهِ حقاً، وأنك تعتد عليهِ ببلاء وإنِ استطعت ألا ينسى حقك وبلاءك فافعل. وليكن ما يذكره بهِ من ذلك تجديد كله النصيحةَ والاجتهاد، وألا يزالَ ينظر منك إلى آخرٍ يذكره أول بلائك. واعلم أن السلطانَ إذا انقطع عنه الآخر نسي الأولَ، وأن الكثير من أولئك أرحامهم مقطوعٌة وحبالهم مصرومٌة، إلا عمن رضوا عنه وأغنى عنهم في يومهم وساعتهم. إياك أن يقع في قلبك تعتب على الوالي أو استزراءٌ له. فإنه إن وقع في قلبك بدا في وجهك، إن كنت حليماً، وبدا على لسانك، إن كنت سفيهاً. فإن لم يزد ذلك على أن يظهر في وجهك إلآمنِ الناس عندك فلا تأمنن أن يظهرذلك للوالي. فإنّ الناس إلى السلطان بعوراتِ الإخوانِ سرا ع، فإذا ظهر ذلك للوالي كان قلبه هو أسرع إلى النفورِ والتغيرِ من قلبك فمحق ذلك حسناتك الماضية، وأشرف بك على الهلاك، وصرت تعرف أمرك مستدبراً وتلتمس مرضاةَ سلطانك مستصعباً. ولو شئت كنت تركته راضياً وازددت من رضاه دنواً. من كتاب: الأدب الكبير والأدب الصغيرابن المقفع طبتم ؛؛؛؛؛