الفصل بين: ( التراث ـ الآثار ـ التاريخ )

[سالم علي الجرو]

ـ 8 ـ إن الإحساس بآلام المعاناة من قبل نخبة جعلتهم ينظرون إلى معاناة طرف آخر وهو الحمار وكان من واجب العاقل أن يقف إلى جانب الصابر المسكين ، فكان الموقف الآدمي تجاه الحمار: " جمعية الحمير " في جريدة الصباح اليومية ، العدد: 569 ـ الأحد 27 شعبان 1412هـ 1/3/1992م " إختيار الرئيس الفرنسي لرئاسة جمعية الحمير ـ عدد أعضاء فرق القاهرة أصبح: 30 ألفا " . بين الشعب البريطاني والحمارعلاقة تعاطف حميمة ، حملت صحفهم إعلانات تدعو إلى التّبرّع لجمعيّة رعاية الحمير الضّالّة أو شراء الحمير المعذّبة لدى أصحابها . في إحدى سنين خلت ثارت ثائرة الشعب البريطاني على الشعب الأسباني حينما أراد الأخير التّلهي والتسلّي بلعبة كل عام يتعرّض فيها الحمار للضرب والإهانة وتمكنّت الصحافة اللندنيّة من إقناع السلطات المحلّية الأسبانية ، فألغي المهرجان المتعلّق بالحمار .

[سالم علي الجرو]

ـ 9 ـ لجمعية الحمير شروط ولأعضائها مراتب ودرجات وألقاب في التّرقّي . تتصدّر استمارة طلب العضوية هذه العبارة: ( بعد النّهيق ... أرجو النّظر في قبول عضويتي بالجمعية ).في البداية يحصل المنتسب على لقب: " حرحود " ، أي جحش صغير ، ويترقّى بعد ذلك في العمل ليحصل على لقب: " حامل اللجام " ، ثمّ حامل البردعة ، وأرقى الألقاب: " حامل الحدوة ". أهداف الجمعيّة:خدمة الناس بدون مقابل ، وشعارها: " إنكار الذّات "تهتمّ برعاية المرضى وتقديم المساعدات للفقراء ، ومعاونة اليتامى والأرامل ومساعدة المقبلين على الزواج ورعاية مرضى السرطان من خلال مرتبات شهرية لأسرهم وفتح عيادات بيطرية لعلاج كل حمار في مصر ، فكل عضو له دور: الأطبّاء لعلاج المرضى بالمجان والأساتذة لاقتراح الأفكار ، والمهندسون الزراعيون في تخصصهم .

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر من دموع [ مشاهدة المشاركة ]

ــ 1 ــ خياران أحلاهما مر كلام فارغ أو: " كلام مليء بالكلام الفارغ " وقد صوّر ابن الوردي الحال أو المشهد الذي يأتي على هذا الشكل بأنه حال يديره صنفان ، لا ثالث لهما: " مقرف أو من على الأصلِ اتَّكلْ "

ـ

10 ـ كلام فارغ حمير نوم عميق ــ الكلام الفارغ هو الكلام الذي لا جدوى منه وليس له أهداف ، فعندما تنسخ صورا مقزّزة على سبيل المثال وتستهل عرضها بآيات من القرآن لتستعطف بها القراء ، أو تدغدغ مشاعر شريحة ، طيّبة لتجيب بها على من كتب المقال ، فماذاك قدرة منك على مجاراة بل عجز والعاجز أبدا لا يأتي إلا بكلام فارغ. المقال يقابله مقال والمقالين يمثلان بناء ، أمّا أن يأتي مقال من بنيّات أفكار ويقابله قصّ ولصق وصور وهذيان يكون بين: 1- كلام فارغ 2- كلام فارغ مليء بكلام فارغ . فإن المحصّلة: كلام فارغ يقرؤه بين مستيقظ ، حذر ذكي وبين مستيقظ في سبات عميق

[سالم علي الجرو]

ـ 11 ـ القول في النصوص ، مثل هذا النّص: " أحبّ لأخيك ما تحبّه لنفسك " " من يحترم نفسه يحترمه الناس " " لا تنه عن خلُقٍ وتأتي مثله = عار عليك إذا فعلت عظيم " والفعل في السلوك، ونسأل السلوك: هل من فعل يؤكّد أننا نحب للآخر ما نحبّه لأنفسنا؟ هل من احترام يقابله احترام؟ هل أنهينا أنفسنا عن خلق سوء ، أمرنا غيرنا بالإنتهاء عنه؟ أمضى من عمره قرابة ست سنوات في قرية كونية ، قرأ النصوص وقرأ السلوك ووضح البياض من السواد كمشهد باين للعيان وتأبى النصوص إلا أن تجعل من اللون الأسود بياضا والعكس . هي المعاناة بدون شك لكنّها تتحول إلى رحلة نزهة فيها من المتعة مساحة كبيرة عندما يصمم المرؤ عللا الأخذ بالقياس عبر السلوك وليس عبر النّصوص ، والعبرة بالنتائج .

[سالم علي الجرو]

بسم الله الرحمن الرحيم

من مقدّمة كتاب:

( الرمز والتّشبيه في الشعر العامّيّ الحضرمي )

كتب البعض عن التراث اليمني ، وقالوا أنه [ لغزا مطلسما أمام الباحثين المعاصرين ، لا أحد يعرف مكنونه ولا محتواه ] . إن من يقف على التاريخ اليمني ويصاحب القول العامّي ، من قصيدة ومثل يقف على عذوبة الكلمة وسحر القول وخلاصة تجارب قدمت عن طريق التراكمات ، وارتباط هذا بذاك في عناق وتناغم . إنه الحضور الذكي الكلي للتفاعل مع الكل في موازاة ومن ثم صياغة المفردات الناطقة عن المخزون الحي لإنسان ترتبط جذوره بالأعماق في ماض سحيق .
الشعر العامّي الحضرمي يمثل حضورا حيا لساحة ذات خصوصية وتفرد ، ولذلك تميز بالرمز وهو سحر عذوبته .

إن خلود بيت الشعر يتوقف على ما حواه من معنى أو ما انطوى عليه من رمز
كقصيد سجين مدينة حيدر آباد بالهند عام 1830م تقريبا:

ياالمعتني بَوْ صيك بالقرطاس = لا عند عالـم يعـرف التفسير
إذا اتّفقْ شور الخضرْ والياس = قل اطْلعوا يوسف سقط في البير

رمز إلى أميرين عربيين متضادين في حيد آباد إلى: الخضر والياس ، وهو بيوسف وشبّه السجن بالبئر .

وقصيدة الحامدي السيباني مع أحد سلاطين آل باعمر بعد هزيمة الأخير في غيل باوزير:

يا كافر اسلم جاك سيّدنا علي = ذاك لي أرّخْ لنا قصّة تميم
لا يا سماء صُبّي ويا قاع ابْلعي = لمّا يمدّون الصراط المستقيم

أجاب السلطان المكبّل:

مسلم في الإسلام شُفْ قدني بطي = بوشترهْ ألاّ أنت مَثْواك الجحيم
كسروا سيوفك والعرب كلٍّ بري = بَكْسرْ سيوفك بين زمزم والحطيم

سالم علي عبدالله الجرو

[/frame]

[سالم علي الجرو]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بحر من دموع [ مشاهدة المشاركة ]

إن خلود بيت الشعر يتوقف على ما حواه من معنى أو ما انطوى عليه من رمز كقصيد سجين مدينة حيدر آباد بالهند عام 1830م تقريبا: ياالمعتني بَوْ صيك بالقرطاس = لا عند عالـم يعـرف التفسير إذا اتّفقْ شور الخضرْ والياس = قل اطْلعوا يوسف سقط في البير رمز إلى أميرين عربيين متضادين في حيد آباد إلى: الخضر والياس ، وهو بيوسف وشبّه السجن بالبئر . وقصيدة الحامدي السيباني مع أحد سلاطين آل باعمر بعد هزيمة الأخير في غيل باوزير: يا كافر اسلم جاك سيّدنا علي = ذاك لي أرّخْ لنا قصّة تميم لا يا سماء صُبّي ويا قاع ابْلعي = لمّا يمدّون الصراط المستقيم أجاب السلطان المكبّل: مسلم في الإسلام شُفْ قدني بطي = بوشترهْ ألاّ أنت مَثْواك الجحيم كسروا سيوفك والعرب كلٍّ بري = بَكْسرْ سيوفك بين زمزم والحطيم سالم علي عبدالله الجرو [/B][/RIGHT][/SIZE][/COLOR][/frame]

أبيات خلفها تاريخ
من هما الخضر والياس؟
من هو يوسف؟
ما المقصود بالبئر؟
وأخيراً ، ماذا حدث بعد وصول الأبيات إلى الأمير العولقي؟
ـــــــــــــــ

من هو المشبّه بالكافر ، وبات عليه أني يسلم ، أي يستسلم ويرضى بسلطان القعيطي؟
من هو بو شتره؟ ، والشترة تعني: القبّعة
ما المقصود بقول: : باكسر سيوفك بين زمزم والحطيم
نحن في طور البحث والدراسة ، وليست المنافسة ، ونعني بالبحث والدراسة: الغوص في التراث الحضرمي ( الشعر الشعبي ) بمنهجيّة وحرفيّة وليس بـ:
كلام فارغ أو كلام مليء بكلام فارغ