مخلفات الماركسية والقومجية العربجية يتحسرون على ماضيهم

[حد من الوادي]

اللقاء الأخير مع الدكتور رفعت السعيد

صحيفة الآيام العدنية

19 أغسطس 2017 الساعة 10:00

في مارس من هذا العام التقيت الدكتور رفعت السعيد وهو امتداد للقاءاتنا في عدن والقاهرة ودمشق وغيرها من اللقاءات في بلدان العالم في المؤتمرات الاقليمية والدولية وزياراتنا الخاصة، واتذكر زيارته لعدن برفقة المناضل الوطني الكبير خالد محيي الدين الذي زار خلالها عدن وحضرموت والتقى بالعمال والفلاحين وبقية جماهير الشعب، وشارك خلالها شعبنا اليمني بالذكرى العشرين لثورة 14 اكتوبر، وقد مُنح الرئيس الخالد جمال عبدالناصر وسام ثورة 14 اكتوبر تقديراً لدوره القومي في دعم هذه الثورة حتى تحقق النصر في 30 نوفمبر، كما اعلن في خطابه بتعز عام 1964م ان على الاستعمار البريطاني ان يحمل عصاه ويرحل من عدن، وقد سلم الوسام لرفيق نضاله المناضل خالد محيي الدين وكان معه الدكتور رفعت السعيد الذي رحل عنا (اليوم)، وكان نبأ رحيله صاعقا وبكل ما يحمله تاريخ هذا المناضل الكبير من دلالات في تاريخنا الوطني العربي والأممي نظراً لارتباطه الوثيق بقضايا الامة العربية واليسار العربي عبر كل المنعطفات التاريخية، وكان يتابع كل ما يجري في اليمن والمنطقة اولاً بأول وتحظى آراؤه ومواقفه ومواقف حزبه بالتقدير عند كل الاطياف.

وقد كنت دائم الاتصال والتواصل معه ومع حزبه المناضل طوال السنوات الماضية للتشاور بشأن آخر التطورات في اليمن ومصر وسوريا وليبيا وبقية دول المنطقة التي تتعرض اليوم لأخطر الهجمات في تاريخها وتستهدف تدمير قدراتها البشرية والاقتصادية والعسكرية لصالح اعداء امتنا العربية.

وفي اللقاء الاخير لم اكن ادري انها لحظات الوداع الاخير، ولكني وبصدق المشاعر حرصت خلال ذلك اللقاء على تبادل وجهات النظر مع شخصيتين بحجم وثقل وتاريخية دورهما في ملفات نضالنا المشترك، حيث شارك في هذا اللقاء اللواء الوزير محمد عبدالسلام المحجوب الذي تحدث لنا عن ذكرياته في الثورة اليمنية وانه كان اول من وصل إلى صنعاء بعد قيام الثورة، على الطائرة المصرية التي اقلعت من مطار القاهرة في فجر يوم 26 سبتمبر، اي مع انطلاق الثورة كما شارك في هذا اللقاء الاخ العزيز الدكتور علي عبدالكريم الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي اليمني.

انني اتذكر تلك اللحظات الوداعية تعبيرا عن تقدير عال لمواقف ونضالات د. رفعت السعيد، واعزي مصر الشقيقة رئيساً وحكومة وشعباً بهذا المصاب الجلل، كما اعزي افراد اسرته شديد العزاء، وحزبه وقيادته اللذين فقدا برحيله هامة وقامة كبيرة ستظل حية في ضمير كل الذين كان يناضل في سبيل قضاياهم الوطنية والاجتماعية.

المجد والخلود لفقيد الشعب المصري والامة العربية.. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وألهم كل محبيه الصبر والسلوان.

علي ناصر محمد

الرئيس السابق لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية