المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!


هكذا حطم اتفاق "جدة" أحلام شرعية الإخوان! قراءة في الأهداف والمضامين

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
قديم 10-17-2019, 09:20 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

Arrow هكذا حطم اتفاق "جدة" أحلام شرعية الإخوان! قراءة في الأهداف والمضامين



2019/10/17
هكذا حطم اتفاق "جدة" أحلام شرعية الإخوان! قراءة في الأهداف والمضامين


فيما وصف فريق (الصقور) في حكومة الشرعية المختطفة من الإخوان اتفاق جدة بالخيانة وصفه فريق (الحمائم) في حكومة هادي بالانتصار والإنجاز العظيم؛ حيث تمكنت فيه الشرعية من تصوير أحلام الانتقالي بأنها مجرد لهث وراء المناصب، وأنه تخلى عن حلم شعب الجنوب التواق للانفصال. ولكن السؤال المنطقي هو: هل مسودة الاتفاق هي كذلك أي ستقضي على حلم الجنوبيين في الانفصال؟ وما هي مكامن الضعف والقوة في المسودة؟ وهل هناك مكاسب أو خسائر ستلحق بالانتقالي في حالة موافقته على التوقيع على هذه الوثيقة ؟



الصفعات الثلاث

الاتفاق يوجه ثلاث صفعات في وجه إخوان اليمن (حزب الإصلاح):

الأولى: حينما منحت المسودة الانتقالي اعترافاً وشرعية سياسية ودولية لتمثيل الجنوب.
الثانية: حينما أكدت على رعاية الإمارات العربية المتحدة لهذا الاتفاق، وهذا رد اعتبار لهذه الدولة التي قدمت الغالي والرخيص من أجل تحرير الجنوب.
الثالثة: حينما اعترفت هذه المسودة بوجود قوات خارج المؤسسات الدولة، وهذه إشارة واضحة للتنظيمات الإرهابية.


الاعتراف بالانتقالي ممثلاً لشعب الجنوب

ظلت أبواق الإخوان ومرتزقتها من الإعلاميين تعكف على التطبيل وعلى مدى شهرين، وشنت هجوما عدائيا على الانتقالي، تعلن رفضها للحوار معه، فكيف إذن ستبرر لجماهيرها الخروج المفاجئ لهذه المسودة المفصلة - والتي تشير إلى مشاركة فعالة في الحوار - هذا الجمهور والذي دائما ما كان يتقبل منها التضليل والتزييف للحقائق؟ ولكن قطعاً هذه المرة لن يكون بمقدورها التنصل من أقوالها التي قذفت بها الانتقالي بأبشع الأوصاف، وعلى مدى 24 ساعة يوميا، من التحليلات والأخبار الكاذبة في قنواتها الإعلامية. فبماذا ستفسر لهم هذا الانقلاب الكبير في منح الانتقالي تمثيلاً لشعب الجنوب ووعدا بتأجيل البت في موضوع الانفصال؟ وهذا ما يفسر انقسام الشرعية، ففي حين لا يزال فريق متمسكاً برفضه للانتقالي فإن فريقاً آخر يمدح المسودة ويعتبرها إنجازاً له.



مكافحة التنظيمات الإرهابية

أشارت المسودة إلى التزام جميع الأطراف لمحاربة التشكيلات المسلحة المتواجدة خارج إطار القانون، وهذه إشارة واضحة إلى التنظيمات الإرهابية، وهذا الأمر من شأنه أن يقلق الإخوان باعتبار أنها تعطي غطاءً شرعياً لهذه التنظيمات، وهي أحد أذرعها العسكرية المستخدمة في احتلال الجنوب (طبعاً هذه التنظيمات لا تستخدم في الشمال). إذن ماذا سيكون مصير هذه الجماعات؟ وهل سيتخلص من الإخوان ويُضحى بها؟



الانتقالي.. حنكة وكفاءة في الحوار

أظهر الانتقالي حنكة وكفاءة في حوار جدة، كاشفاً كل الأوراق والوثائق التي تدين الطرف الآخر، وذلك من خلال ثلاثة أمور:

الأول: أن الحكومة لن تكون بعد اليوم حكراً على جماعة أو حزب معين، بل ستكون مناصفة بين الجنوب والشمال على قاعدة الكفاءات.
الثاني: الاعتراف بوجود فساد في الحكومة وخلل فيما يسمى بالجيش، ولذلك لابد من معالجة أسباب الفساد وإعادة هيكلة الجيش.
وأخيراً: إن المعركة القادمة ستكون في مواجهة الحوثيين ولا بدّ من تفرغ الجميع لذلك الهدف، وإن كان هذا الأمر تنازلاً للانتقالي إلا أن ذلك كان بمقابل الاعتراف بحق تقرير المصير للجنوبيين بعد هذه المعركة والمشروطة بإصلاحات داخل الجيش الوطني.


مصالح الجنوب فوق كل اعتبار

فيما أكدت المسودة إلى أن الحكومة لن تكون بعد اليوم حكراً على جماعة أو حزب معين، بل ستكون تمثيلاً بين الجنوب والشمال ومناصفة، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير لسبب بسيط، وهو أن الأزمة ليست أزمة حكم فقط بل أزمة بين الجنوب والشمال، وكانت قوى الشمال ترفض الاعتراف بأن الوحدة المشؤومة تمت بالاتفاق بين دولتين وبمجرد أن يحدث خلل في تطبيق هذا الاتفاق فإن فك الارتباط وحل الدولتين هو الوسيلة الوحيدة لحل النزاعات بينهما.

وأعطت مسودة الاتفاق بقية المكونات من الحراك الجنوبي أيضاً تمثيلاً في الحكومة، ومع أنني على غير اطلاع بالثقل الجماهيري التي تمثله هذه المكونات، ولكن في كل الأحوال على هذه المكونات أن تضع في الاعتبار مصالح الجنوبيين في تحقيق حلمهم في الانفصال فوق كل اعتبار، وعليها أن ترفض أي استخدام خبيث لها من قوى الشمال من شأنها أن تضر باستقلال الجنوب. والشيء ذاته بالنسبة للقوى الحزبية والسياسية الجنوبية والتي ستمثل الجنوب، عليها أن تضع في الاعتبار أيضاً مصالح الجنوب لا المصالح الحزبية الضيقة.

منحت الاتفاقية الرئيس هادي بتسمية أعضاء حكومته وخصوصاً وزراء السيادة، ولكن الرياض اعترضت على إعادة تعيين وزيرين هما الميسري والجبواني؛ لما كان لهما من دور سلبي في أحداث عدن وشبوة الأخيرة، بل لاستيائها لما قاما به من اتهامات للسعودية بالانحياز لفريق الانتقالي، وهذا ما أدى إلى طردهما من السعودية ثم طردهما من جمهورية مصر العربية وانتهى بهما المطاف إلى اللجوء إلى مسقط عمان، حيث يقومان بالاجتماع مع الحوثيين والإخوان للتآمر على الجنوب بالتنسيق مع قطر وإيران، وهذا يعد تحدياً صارخاً لإرادة التحالف؛ بل يمثل تهديداً للأمن الإقليمي أيضاً.



حكومة لا تستحق البقاء

في حين أن المسودة أشارت بوضوح إلى تورط الحكومة الشرعية المختطفة من الإخوان في عمليات فساد كبيرة، فما فعلته الحكومة من أعمال فساد تقشعر لها الأبدان، لدرجة أنه في بعض أعمال الفساد سقطت الحكومة سقوطاً أخلاقياً بلغ حداً يرقى إلى مستوى جرائم الحرب، فليتصور معي القارئ كيف استخدمت الحكومة سلاح تعطيل الخدمات في عدن استخداماً سياسياً بهدف الضغط على المواطن الجنوبي للاستسلام أو التمرد على الانتقالي، ليس هذا فحسب بل كيف استخدمت الحكومة سلاح عدم صرف المرتبات للعسكريين الجنوبيين بهدف إخضاعهم وإذلالهم، وهذا يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان وجريمة حرب، وهي لا تكترث بما قامت به.

لذلك كانت مسودة الاتفاق واضحة حينما أشارت إلى إنهاء حالة الفساد في صفوف القوات المسلحة وتشكيل لجان مراقبة لمتابعة عمليات صرف المرتبات (تمت الإشارة لموضوع المرتبات لأكثر من مرة).

إن حكومة تقوم بتجويع شعب الجنوب وقتله وإثارة الفوضى وزعزعة الأمن في المدن الجنوبية لا تستحق البقاء، فشعب الجنوب ليس غبياً، فهو يعرف من هم وراء تعطيل الخدمات في مدينة عدن وغيرها من المدن الجنوبية.



إعادة هيكلة الجيش الوطني أول مراحل إسقاط انقلاب الحوثيين

إن إنهاء حالة الفساد في صفوق القوات المسلحة، لا أظن أنه ممكناً مالم يتم إقصاء بؤر الفساد والمتمثلة برموزه، أمثال الجنرال علي محسن الأحمر القائد الفعلي لتنظيم الإخوان والأب الروحي للإرهاب، مالم فلن يكون هناك أي تقدم في محاربة الفساد طالما أن زعماء الفساد يتربعون على عرشه.

ويمكن تلخيص أهم الإصلاحات العاجلة في التالية:

فك ارتباط وزارة الدفاع عن تمويل واستخدام التنظيمات الإرهابية التي يتم استخدامها في القيام بنشاطات إرهابية ضد أبناء الجنوب فقط (هذه التنظيمات لا تقوم بأعمال إرهابية في الشمال).
الكشف عن قاعدة البيانات المتعلقة بالمرتبات الوهمية وإلغائها من قاعدة البيانات الرسمية والإشهار الرسمي للميزانية السنوية لوزارة الدفاع والمشاريع التابعة لها.
إلغاء التعيينات الغير شرعية والخارجة عن القانون مثل تعيينات أئمة المساجد وجماعات الإخوان وزعماء التنظيمات الإرهابية كقادة للألوية.
إعادة هيكلة وزارة الدفاع على أساس مبدأ الكفاءات والتراتبية العسكرية واعتماد العقيدة القتالية المتمثلة بالولاء للوطن وليس للمصالح الحزبية الضيقة.
ولذلك - وكما أشارت المسودة - ينبغي تفرغ الجميع في جبهة التصدي لانقلاب الحوثي لن يتم مالم يتم التخلص من الحرس القديم الذين أظهروا عدم نيتهم في محاربة الحوثي، بل إننا نسمع في الفترة الأخيرة أن هناك تنسيقا وعملا مشتركا بين الإخوان والحوثيين للحرب على الجنوب.

ولذلك يحتاج الأمر إلى تصحيح هذا الوضع من خلال نزع مكامن القوة لهؤلاء المتنفذين من خلال حرمانهم من مصادر الثروة التي يعبثون بها لتخريب اليمن شماله وجنوبه؛ وذلك بتخصيص حقيبة الدفاع والمالية لوزراء جنوبيين أو من التكنوقراط يختارهم، وأن يكون تشكيل قيادة الأركان مناصفة بين الجنوبيين والشماليين، وهذا لن يكون له مكاسب ونتائج سريعة للجنوبيين فقط ولكن للشماليين ودول التحالف أيضاً.



(الشيطان يكمن في التفاصيل)

يقول المثل: "الشيطان يكمن في التفاصيل" فهناك تفاصيل كثيرة غير واضحة، بل إن هناك عبارات تحمل أكثر من معنى، ولكن الانتقالي سيتبع سياسة النفس الطويل ويمنح الدول الراعية لهذا الاتفاق الثقة الكاملة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية وتحديد الآلية المناسبة في تنفيذ الاتفاق وسيترك للسعودية الحرية في ضبط إيقاع المرحلة القادمة، بالرغم من أن هناك توقعات بمحاولات للقوى الشمالية للعمل على إفشال هذا الاتفاق، كما فعلت من قبل حينما عطلت وأجهضت اتفاق ما سمي بوثيقة العهد والاتفاق في 1994 الذي وقعته في عمان وعادت وانقلبت عليه، وشنت حرباً على الجنوب واحتلته.

فهل يفعلها الأحمر بإجهاض هذه الاتفاقية في مهدها وشن حرب على الجنوب؟ نقول: إنك لن تستطيع؛ لسبب بسيط هو أنك في وضع لا تحسد عليه، فأنت في أضعف حالاتك، وجنوب اليوم ليس كما جنوب الأمس.











ظ‡ظƒط°ط§ ط/////ط·ظ… ط§طھظپط§ظ‚ "ط¬ط¯ط©" ط£ط/////ظ„ط§ظ… ط´ط±ط¹ظٹط© ط§ظ„ط¥ط®ظˆط§ظ†! ظ‚ط±ط§ط،ط© ظپظٹ ط§ظ„ط£ظ‡ط¯ط§ظپ ظˆط§ظ„ظ…ط¶ط§ظ…ظٹظ† | ط§ظ„ط£ظ…ظ†ط§ط، ظ†طھ
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 10-18-2019, 12:17 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي السيناريوهات المحتملة للخارطة السياسية بعد حوار جدة


أخر تحديث للموقع
الخميس, 17/أكتوبر/2019 - الساعة 05:06 ص بتوقيت مدينة عدن
القائمةالأيامموؤسسة الأيام للصحافة و الطباعة و النشر

الرئيسية / سياسه-

السيناريوهات المحتملة للخارطة السياسية بعد حوار جدة



الخميس, 17 أكتوبر 2019 - 05:01 ص3,944 مشاهدة
قراءة تحليلية للكاتب: أنيس الشرفي

يتسم المشهد السياسي اليمني بحالة من الإرباك الناتجة عن تعدد أطرافه وتشعبها في حلقة متتالية من المتغيرات. إذ تفرز الصراعات المحلية على الساحة اليمنية طبيعة ونمط فريد، تتداخل فيه المصالح والأهداف وتتعارض بين عددٍ من الأطراف على مختلف الصُعد المحلية والإقليمية والدولية في آن واحد. محدثة حالة توازن بين القوى، لكنه -توازن ضعف- الذي يجعل كل طرفٍ أقل من أن يتغلب على خصمه، وأكبر من أن يُهزم. وهو الأمر الذي ضاعف مستويات الإرباك والتشتت، وبات من الصعب لأي طرفٍ سياسي التفرد أو الاستئثار بالسلطة والقرار وإقصاء الآخرين أو ترضيتهم بالفتات.

لقد أضحى لدى كل طرف ما يرتكز عليه من مصادر القوة التي تجعل منه عنصر فاعل ومؤثر بالإيجاب أو السلب ميدانياً وسياسياً.

وأمام ذلك يصبح من الصعوبة بمكان فك طلاسمها أو التكهن بمالاتها المستقبلية، دون الغوص في أعماق تشعباتها، والإلمام بمصالح وأهداف وعلاقات كل طرفٍ منها على المستويين الإقليمي والدولي، للوصول إلى تكوين فكرةٍ مقاربة لمجريات الواقع إلى حدٍ ما.

مرت الأزمة اليمنية الراهنة منذ حرب 2015م بأحداث دراماتيكية، بدءاً بالانقلاب الحوثي على شرعية الرئيس هادي واحتلال أغلب الأراضي اليمنية، ومروراً بتحرير الجنوب وأجزاء من الشمال، وتمكن حزب الإصلاح من السيطرة على حكومة الشرعية وإقصاء القوى المناوئة له، تبعه إعلان المجلس الانتقالي في 4 مايو 2017م، ثم مقتل صالح على أيدي حلفائه الحوثيين بصنعاء في 4 ديسمبر 2017م، وأحداث عدن بين الحكومة والانتقالي في أواخر يناير 2018م، وأحداث الحديدة وتدخل الدول الكبرى والأمم المتحدة للضغط على التحالف العربي بهدف إيقاف عملية تحرير الحديدة، وتوقيع اتفاقية ستوكهولم بتواطؤ بعض أطراف الشرعية، ثم تسليم معسكرات حزب الإصلاح في دمت ومريس والبيضاء في أبريل 2019م بالتزامن مع تكثيف العقوبات الأمريكية على إيران، لإفساح طريق الحوثيين لمهاجمة الجنوب من جهة الضالع ويافع، قبل أن تنتهي بانكسارهم وهزيمتهم شر هزيمة، ثم أحداث أغسطس 2019م في عدن وأبين وشبوة، التي جاءت نتيجة تواطؤ إصلاحي حوثي لتصفية قيادات الجنوب وتدمير قواته العسكرية، بعد فشل خطة إدخال الحوثي إلى الجنوب، وما آلت إليه تلك الأحداث بعد تدخل التحالف العربي والدعوة لحوار جدة، الذي وجد تجاوبا إيجابيا من قبل الانتقالي، وتعنت وتهرب من قبل الحكومة المختطفة من قبل الإخوان.

كل تلك الأحداث وغيرها ألقت بظلالها على المشهد العام فكانت منطلقاً لتغيير المعادلات، وإعادة رسم وصياغة المشهد السياسي اليمني وخارطة التحالفات السياسية على مستوى المنطقة لترتسم معها معالم خارطة الحاضر وتتبلور خارطة التحالفات المستقبلية.

حيث إن ما أفرزته الحرب من متغيرات على أرض الواقع ولدت حقائق عسكرية وسياسية واجتماعية يصعب القفز عليها، وفي نفس الوقت عمقت من حالة الإرباك نتيجة تكافؤ ميزان القوى بين مختلف أطراف الصراع المحلية والإقليمية والدولية الفاعلة على الساحة. كما أنه في حال وُجِد تراجع أو انحسار لقوة أحد الأطراف سارع حلفاؤه الإقليميون وأصدقاؤه الغربيون لإسناده وترجيح كفته، أو تقوية موقفه بما يمنع انهياره ويحول دون تقليص نفوذه.

ونتاجاً لذلك، تصبح حالة المراوحة في ذات الموقع واستمرار الوضع على حاله لأطول وقت ممكن هي السمة السائدة على المشهد، ما لم يتمكن أحد الأطراف من اختراق إحدى الجهات الخارجية -الحليفة أو الصديقة المساندة لهذا الطرف أو ذاك- ويستطيع تحييدها لتجريد خصمه أو التحالف معها لتغيير الواقع العسكري على الأرض، بما يمكنه من ترجيح الكفة لصالحه.

السيناريوهات المحتملة للأزمة:
السيناريو الأول: تثبيت الواقع الراهن
تعيش اليوم جبهات الحرب في الشمال حالة جمود عسكري في مختلف خطوط التماس بين مختلف القوى المتصارعة، عدا ما يحدث فيها من مناوشات محدودة، بالإضافة إلى تقدم الحوثي وتوسعه في بعض جبهات الحرب داخل صعدة والجوف، لا ينتج عنها أي تغيير جوهري في خارطة السيطرة العسكرية.

إذ جاء التوسع الحوثي في صعدة والجوف نتيجة إخلاء قوات حزب الإصلاح للعديد من مواقعها في الجبهات وقامت بتوجيهها لاجتياح الجنوب وتدمير القوات العسكرية الجنوبية، انتقاماً منها لنجاحها، حيث شكلت رأس حربةٍ في التصدي للتمدد الحوثي الإيراني ومكافحة الإرهاب، في حين ظلت جبهات حزب الإصلاح جامدة متخاذلة عن تحقيق أي تقدم عسكري.

وفيما يعيش الشمال حالة جمود عسكري في مختلف الجبهات، فإن هناك حالة تحشيد وتعزيز عسكري شمالي (من قبل الحوثي، وحزب الإصلاح) إذ يتم إرسال العديد من الأرتال العسكرية إلى مناطق التماس مع القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، رغم أن هناك هدنة عسكرية بين الحكومة الواقعة تحت سيطرة حزب الإصلاح، والانتقالي الجنوبي.

ويترافق ذلك الواقع مع حراك سياسي إقليمي ودولي تشهده مدينة جدة التي تقود فيها المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة، حواراً سياسياً بين الحكومة والانتقالي، فيما تقود واشنطن ومسقط عملية حوار آخر مع الحوثيين.

وبذلك يذهب العديد من المحللين إلى تفسير الأمر بمثابة إرساء معالم خارطة التقسيم الإداري استناداً إلى ما رست عليه الخارطة العسكرية، واحتفاظ كل طرف ببسط سلطاته على المناطق الواقعة تحت سيطرته.

بيد أن هذا السيناريو يعد احتمالا مستبعد التحقق ومستحيل النجاح، لا سيما في الجنوب. إذ إن هناك إصرارا كبيرا لدى كافة أطياف شعب الجنوب على مطلب استعادة استقلال دولة الجنوب، ولا يمكن التسليم أو القبول باستمرار الوحدة بأي شكلٍ كانت، ولا بتجزئة الجنوب أو تقسيمه أو إلحاقه بالشمال، ولا بفرض أي تواجد عسكري شمالي أو تابع لقوى شمالية، ولا بعناصر إرهابية على أي بقعةٍ من أراضي الجنوب.

السيناريو الثاني: إفشال حوار جدة وتفجير صراع في الجنوب
تصر قيادة التحالف العربي بأن لا خيار لأحد طرفي الصراع الراهن في الجنوب، إلا من خلال الالتزام بمشاورات حوار جدة، وتمارس كل الضغوط لتحقيق تسوية سياسية سلمية تمنع انهيار صفوف القوى المناوئة للحوثي.

حيث تعاطى الانتقالي مع جهود التحالف بإيجابية، فيما أن طرف الحكومة التابعة للرئيس هادي، وبرغم ضغوط دول التحالف العربي لإقناعه، إلا أن تعنت جناح حزب الإصلاح، المعروف بانتمائه للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين، يمارس عشرات الخروقات يومياً للهدنة المعلنة، سواءً على صعيد إرسال الأرتال العسكرية المتلاحقة من مأرب إلى شبوة وأبين، أو إيقاف الرواتب والخدمات، وتعطيل عمل المؤسسات العامة بما فيها الأحوال المدنية والهجرة والجوازات، الأمر الذي تسبب بوفاة العديد من المرضى نتيجة عدم حصولهم على جوازات سفر، وضعف الخدمات الطبية في الداخل.

فضلاً عن تهربهم من المشاركة في حوار جدة، والتحايل على المبادرات، وعدم التعاطي بجدية مع مساعي الوسطاء، بالإضافة إلى تسريب عشرات المسودات المضللة عبر قنوات الفتنة "الجزيرة" ووسائل إعلام الحزب، والترويج بأنها هي ما تم التوافق عليه في حوار جدة.

كما أن ما تقوم به قوات حزب الإصلاح من ممارسات قمع واضطهاد وقتل خارج إطار القانون، واعتقال الصحفيين والجنود والسياسيين في محافظة شبوة، والتعذيب الوحشي للمعتقلين، ونشر الفوضى، وإعادة نشر عناصر الجماعات الإرهابية في شبوة وأبين ووادي حضرموت، وتهريب أعداد كبيرة منهم إلى العاصمة عدن والمحافظات المجاورة الواقعة ضمن نطاق سيطرة المجلس الانتقالي.

كل تلك المؤشرات تشي بما لا يدع مجالاً للشك، بأن ما يدعى بالحكومة المختطفة من قبل حزب الإصلاح، تتهيأ لحربٍ قادمة، قد تفجرها قبل أو أثناء أو بعد توقيع اتفاق حوار جدة، ويرجح العديد من النشطاء هذا السيناريو، مستشهدين بما عُرف عن قوى نظام صنعاء من تفجير الحروب عقب كافة المحطات السياسية، إذ لا زالت حرب "صيف 1994م" التي تلت توقيع "وثيقة العهد والاتفاق"، وانتهت باجتياح الجنوب، ووضعه قيد الاحتلال القسري، وكذلك الحرب التي لا تزال تدور رحاها مع الحوثي، لم تكن سوى نتاج لمسرحية "الحوار الوطني".

بيد أن هذا السيناريو غير مضمون النجاح، إذ إنه سيدخل المنطقة في خطرِ شديد، لا سيما أن أي سيطرة لقوات حزب الإصلاح على عدن وجوارها، يسلب السعودية والإمارات أحد أهم مرتكزات قوتهم، في مضيق باب المندب، ويسلمها لقطر وتركيا، وربما بمعية إيران.

ولهذا فإن أي توجه لقوات حزب الإصلاح المحسوبة على الحكومة للتعنت عن الانسحاب، أو تنفيذ أي هجوم، سيجد نفسه في مواجهة مباشرة مع السعودية والإمارات، قبل أن يخوض أي معركة مع القوات الجنوبية، التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، بالتالي فأي مغامرة من هذا النوع، ستؤدي لإنهاء الترسانة العسكرية المملوكة لحزب الإصلاح بقيادة الجنرال الأحمر.

السيناريو الثالث: إقامة تسوية تضمن استقرار الجنوب وتوجيه الجهود لمحاربة الحوثي
تستقيم جهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وبدور فاعل من دولة الإمارات العربية في هذا الاتجاه، وتحت هذا الإطار، وهو إقامة تسوية سياسية، تنتهي بتوحيد صفوف القوى المناوئة للحوثي، وذلك من خلال القيام بإعادة هيكلة الشرعية، وإنهاء الاحتكار الذي يمارسه حزب الإصلاح على كافة مؤسساتها، بحيث يعاد تشكيلها بالمناصفة بين الجنوب والشمال، يكون الانتقالي ممثلاً فيها للجنوب.

فضلاً عن تمكين الجنوبيين بقيادة الانتقالي الجنوبي من إدارة شؤون المحافظات الجنوبية إدارياً وأمنياً واقتصادياً، وسحب كافة القوات العسكرية من أراضي الجنوب إلى خطوط التماس في جبهات الحرب ضد الحوثيين، وإجراء مراجعات شاملة للسياسة الاقتصادية والإستراتيجية الأمنية والعسكرية والسياسية، ودمج الحزام والنخب الأمنية ضمن الداخلية، وإعادة الحكومة للعاصمة عدن، وإشراك الانتقالي في العملية السياسية الشاملة كممثل للجنوب.

على أن يجري تنفيذ كافة بنود الاتفاق المزمع توقيعه اليوم الخميس أو بدخول الأسبوع المقبل كحدٍ أقصى، تحت إشراف ورقابة المملكة العربية السعودية، وبمشاركة لجان تمثل طرفي الاتفاق.

هذا السيناريو يواجه باستئثار وعنت وصلد قيادات حزب الإصلاح الإخواني والعديد من قيادات الحكومة المنتفعة من إدامة الفوضى، وتجار الحروب الذين يجدون في أوضاع الفوضى والحروب بيئة ملائمة للتكسب والفيد والتجار والاغتناء السريع.

علاوة على محاولات بعض دول الجوار والقوى الإقليمية والدولية ومساعيهم لإفشاله، وعلى رأسهم قطر وإيران وتركيا، بل حتى سلطنة عمان، بهدف هدم جهود قطبي التحالف -السعودية والإمارات- ونشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في مضيق باب المندب، وخليج عدن والحر الأحمر، كي يتسنى لتلك القوى المارقة تنفيذ أجنداتها التخريبية في المنطقة.

السيناريو الرابع: محاصرة الحوثيين وقطع الإمدادات عنهم وتضييق الخناق عليهم.
إذا كتب النجاح لجهود التحالف بقيادة السعودية، وهو الاحتمال الأكثر توقعا من وجهة نظري، فإن هذا السيناريو سيؤدي إلى إحداث استقرار ونهضة تنموية في المحافظات المحررة، ويقود عملية عسكرية ناجحة لمحاصرة الحوثي والقضاء عليه في ظرف وقتٍ قصير.

إذ إن سحب القوات العسكرية من حضرموت والمهرة وشبوة وغيرها من المدن المحررة، وتوجيهها إلى خطوط التماس ستقود إلى محاصرة الحوثي والإطباق عليه من كافة الجهات، ووضعه أمام خيارين أحلاهما مر، إما الاستسلام أو مواجهة حالة فشلٍ محتم قادم لا محالة.

بالتالي فإما يلتزمون بتنفيذ مشروع قرار مجلس الأمن الدولي 2216 ، وإما يتم تحرير الحديدة وسواحل البحر الأحمر، وتعز وإب وما تبقى من مأرب والبيضاء، ومن ثم محاصرة إقليم آزال من جميع الجهات وحرمان ميليشيات الحوثي من كل مصادر الثروة والنفوذ، التي يتغذون منها لدعم المجهود الحربي، حتى يذعنوا للسلم عن يدٍ وهم صاغرون.

السيناريو الخامس: دخول التحالف في صراع مباشر مع قوات حزب الإصلاح الإخواني
في حال طال الأمد بالحوثي دون الجنوح للسلم، أو حال لجأ الأحمر والمقدشي، ومن معهم من قيادات الزيدية المستترين تحت جناح الشرعية، لممارسة عمليات ابتزاز أو تعطيل لجهود محاربة الحوثي، أو إفشال للتسوية المنبثقة عن جهود التحالف من خلال حوار جدة، حينها يمكن لقيادة التحالف أن تلجأ للآتي:

- تمكين حزب المؤتمر من الإمساك بزمام السيطرة والسلطة بمحافظات الشمال المحررة.

- توجيه ضربة عسكرية خاطفة لميليشيات حزب الإصلاح الإخواني.

- دعم الجنوبيين لاستعادة دولتهم، لاسيما أنهم سيكونون قد اكتسبوا وقتاً كافياً لإرساء دعائم البناء، وإعادة الإعمار، واستعادة المؤسسات، وتسوية أية تباينات بين القوى الجنوبية، والتوافق على خارطة مستقبل الجنوب، وإعداد رؤية ما بعد الاستقلال.

إذ إن الجنوبيين هم الطرف الوحيد الصادق مع دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وهو الأمر الذي لطالما أكد عليه الجنوبيون بالتشديد على أن ارتباطهم الأصيل بمحيطهم الجغرافي في الخليج، واشتراكهم معهم في النسيج الاجتماعي، والأمن القومي والمصالح والهم الواحد والمصير المشترك.

وتأكيدهم على أن أي استهداف للسعودية أو للإمارات أو لأرض الجنوب، يعد استهدافا للجميع، إذ لن يستثني الآخرين ولن يسلموا شروره، ولا يحتاجون للتدليل على ذلك، فمن يستهدف الجميع هي مشاريع قومية مختلفة بما تحمله من مصالح اقتصادية وأهداف سياسية وثقافية وتاريخية تقوض وجودنا وتستهدف مصيرنا، وتهدد ثقافتنا وعقيدتنا وأمننا القومي، بل والأمن والسلم الدوليين في هذه المنطقة الحيوية والموقع الإستراتيجي الهام للعالم.

لاسيما في ظل ما يتهدد أمن المنطقة من انتشار الإرهاب، وتزايد حدة التنازع مع عددٍ من المشاريع والأجندات الإقليمية والدولية وفي صدارتها توجهات التمدد الإيراني والتركي والإسرائيلي، وغيرها من القوى الإقليمية والدولية التي تتنافس على تقاسم الكعكة العربية.

كما يمكن للتحالف أيضاً القيام بمساعدة المناطق الوسطى المحررة من إعلان إقليم كونفدرالي أو دولة مستقلة في الوسط، بمعزل عن سطوة قوى النفوذ الزيدية، لضمان بقاء الزيود في إقليم تنعدم فيه الثروات وتتعدد فيه أقطاب النفوذ لمحاصرة صراعاتهم على النفوذ ضمن ذلك الإقليم حتى يصيبهم الوهن من طول أمد الصراع ويصبح من السهل ترويضهم.

  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas