علي ناصر (سفّاح) مجزرة يناير ( 2011 م )

[حد من الوادي]

علي ناصر (سفّاح) مجزرة يناير ( 2011 م )
الكاتب alteef
الأحد, 02 يناير 2011 02:35
شبكة الطيف – بقلم : اسكندر شاهر

كما تُنسب إلى الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد كثير من المآثر السياسية والوطنية والوحدوية من أهمها التوقيع على أول اتفاقية للوحدة في القاهرة 1972م ، والإسهام في إيقاف حروب المناطق الوسطى وتطبيع العلاقة مع الشطر الشمالي ومع الخليج ، تُنسب إليه أيضاً (تاريخياً) الرصاصة الأولى التي تمخضت عنها حرب الأخوة الأعداء فيما يُعرف بأحداث 13 يناير 1986م ، ودوماً تحضر هذه الأحداث التي كان أوارها يعتمل في مثل هذه الأيام من القرن الماضي كلما حضر علي ناصر برأي أو مقابلة أو تصريح صحفي ، بالرغم من معرفة العارفين بأن رصاصة علي ناصر أو حارسه الشخصي لم تكن –عملياً- السبب الرئيس في أحداث يناير بل الرصاصة رقم واحد والتي جعلت مسدسات الرفاق الجاهزة تتنفس الصعداء بعد أن كانت مهيأة في أية لحظة للإجهاز على الخصوم المختلفين في واقع الأمر على خيارات سياسية منها موضوع (الوحدة) بين من يريدها سلمياً وعلى رأسهم علي ناصر وبين من يريدها بالقوة (وليتهم يعودون) ، وكل ذلك في ظل احتقان سياسي كان سائداً توازى مع احتقان مناطقي بغيض ألقى بظلاله البائسة فيما بعد على مجريات الحرب وآثارها آنذاك والتي لا تقل شأناً عما جرى في حرب واحدة فقط من حروب صعدة الست إذا ما عقدنا مقارنة موضوعية.

كان ذلك جزءًا من التاريخ الجنوبي الذي تعمّد الرئيس صالح استحضاره مؤخراً في جامعة عدن مضيفاً في الوقت ذاته جملة من القصص التاريخية المفبركة والمتناقضة والتي من بينها أنه ليس (صدام الصغير) بل علي سالم البيض الذي قال (واصداماه) (هكذا يُفهم من خطابه) و–عبثاً- حاول توظيف المغالطات لمصلحته فراح يغرد بعيداً وكعادته عندما يحوّل (أثقال) الخطاب الرئاسي إلى (ثقالة) ، إذ قام بتوصيف سيء حتى للقيادات الجنوبية التي باتت في ذمة الله كالرئيس عبد الفتاح إسماعيل الذي وصفه بـ "الأمين غير الأمين" ، وصولاً إلى محاولة تسويق نفسه كراع للتصالح والتسامح الذي رفضته سلطته نفسها ولاتزال ترفضه بل وصل بها الأمر لمحاولة نبش القبور في وقت سابق لإحياء الفتنة لأن التصالح والتسامح كان خطوة تاريخية استثنائية قام بها الجنوبيون لطي صفحة الماضي وكان مقدمة لما يسمى اليوم الحراك الجنوبي السلمي .

علي ناصر في تصريحه الأخير لوكالة آكي الإيطالية وضع اليد على الجرح وعلى الألم الذي تعاني منه السلطة المهترئة ، وفي تقديري أنّ وضعه اليد على الجرح لم يأت فقط لتناوله مقاطعة الانتخابات واعتبارها مزورة سلفاً -وهي كذلك في كل مرة- بل لأنه قام من خلال دعوة الجنوبيين للمقاطعة بتحييدهم من صفقات المؤتمر و المشترك المرتقبة والتي بات لنا معها تاريخ حافل ، فهو –حقيقة- أطلق رصاصته السياسية على منظومة السلطة بوجهيها (المعروفين) ولم يفرق بينهما إلا في جوانب شكلية وبطريقته الدبلوماسية المعهودة ، فقد قال بأن المشترك اختار تبنى الهبة الشعبية ولديه تجربة مع الحاكم وهو اليوم وفقا لذلك أمام اختبار هام وعليه أن يقرر القرار المناسب– وفي تقديري- هذه رصاصة تم تسديدها بعناية وحذق سياسي قلّ نظيره ، وذلك فضلا عن التساؤل الملغوم الذي أورده في التصريح حول مدى ارتباط قيادات المشترك بقواعدها عضوياً وسياسياً وفكرياً ، وهو تساؤل عابر ولكن لا يخلو من علاقة موضوعية بقصة الهبة الشعبية التي نسمع جعجعتها ولم نر طحينها حتى الآن .

الذين خذلوا علي ناصر في مسألة الحوار الوطني الفاشل حينما أصروا على أن يكون هو شخصياً جزءًا منه ، ومضى معهم حتى النهاية ، وانتهى الأمر باتفاق المشترك والمؤتمر بدار الرئاسة ، عليهم أن يتقبلوا رصاصته السياسية اليوم بروح رياضية ، على أن لا يستمدوا هذه الروح من خليجي 20 الذي بات من الثوابت الوطنية للحاكم وللمرحلة برمتها .

و في تصريحات علي ناصر المقتضبة نلحظ رداً سياسياً عاجلاً على كلمة الرئيس صالح في عدن ففي حين تجنب الرد على الشتائم التي وردت في الخطاب الذي وصف أحداث يناير بالوجبة الخبيثة التي ينبغي توثيقها بندوة خاصة ، قام ناصر بالتركيز على المقصد الجوهري منه والمتعلق بالرهان على الفتنة وانقسام الجنوبيين ، وربط ذلك بما ورد في وثائق ويكليكس في هذا الخصوص ، وكلنا نعرف أن الحاكم في حال لا يحسد عليها وعلى مشارف انتخابات تبدو كما لو كانت طوق النجاة بالنسبة له في ظل التداعيات على مختلف الأصعدة .

موقف علي ناصر الأخير لاقى رواجاً واسعاً ايجابياً عند الجنوبيين لدرجة أن بعضهم اعتبره سلاح التوحيد الأخير للحراك الجنوبي في ساعة الانقسام الراهن والمتعاظم وبخاصة في فترة ماقبل الانتخابات النيابية ، وقد لاحظنا حرص الرئيس صالح على المكوث بعدن لتدشين الحملة الانتخابية من هناك حيث توظف لأجلها مختلف الإمكانيات وأهمها شراء الذمم والدس والتحريض و...إلخ .
الإعلام الرسمي أو (الرعوي) لم يكن إلا منسجماً مع خطاب حُكم (القبيلي) ومكرساً له ، فكان الهجوم على شخص علي ناصر على قدر الألم وبما يكشف حال السلطة ويؤكد ماذهب إليه من خطورة المرحلة وخطورة الانسياق وراء انتخابات مزورة لا يمكنها حجب القضية الجنوبية العادلة -على حد تعبيره- .

إن الغضب الحكومي وهجوم صحيفة الثورة الرسمية والمقالات الموجهة في هذا الاتجاه والتي منها تلك التي ضلت سبيلها وحاولت الفتنة بين ناصر والقيادة السورية بغباء ممجوج ومكرور ، تجعلنا نتساءل عن النهم الذي أصابهم .. فقد امتلكوا بـ (القوة) الأرض والسلطة والثروة والقرار والمصير ، ولم يكتفوا بكل ذلك بل يبدو إن لديهم الرغبة لامتلاك المنافي أيضاً والتي شردوا إليها اليمينيين قادة وناشطين وسياسيين ومواطنين حول العالم .
وأمام كل ماسبق من المفارقات ، والنبش المتعمد للماضي بانتقائية مكشوفة وتوظيف ممقوت يحسب المرء أنهم لا يتحدثون عن (سفاح ) يناير 86م بل (سفاح) يناير 2011م .. إنه خلط رهيب للأوراق والأحداث ، وللسنوات بل و القرون أيضاً .
--------------------------------------------
تعليق حد من الوادي
نكبة شعبنا في حضرموت ولحج من صنع مخلفات اذنا ب الماركسية عبد الشيطان وعصاباتة وها نحن اليوم في النكبة لد ح ا ب ي ش اليمن الاعلى؟
ولكن لا يلدغ المؤمن من جحر 3مرات؟

[الوسيط العملاق]

) لايحيق المكر السيء إلا بأهله
حسبنا الله ونعم الوكيل