بيان رقم ( 1 ) من المــــــكلا

[كلام في محله]

يوم أمس كان المرة الأولى التي أحضر فيها مهرجاناً احتجاجياً في المكلا منذ أن اندلعت الانتفاضة الجنوبية السلمية من خلال سلسلة اللقاءات والاعتصامات والمهرجانات وبقية الفعاليات الشعبية التي أقامها الجنوبيون على طول وعرض تراب الجنوب العربي المحتل ,,,

انتقلت أنا واثنين من رفاقي أحدهما من أبناء المكلا إلى ساحة الاعتصام بعد أن انسحبنا عن المجموعة التي ذهبت برفقة الناشط السياسي أحمد عمر بن فريد ,,, والتي تأخرت عن الدخول إلى الساحة لحين الموعد الرسمي لافتتاح المهرجان ,,,


وصولنا إذن كان قبيل بدء الاعتصام بقرابة نصف ساعة تقريباً ,,, وأثناء ذهابنا التقينا في طريقنا بالناشط فادي باعوم الذي انضم إلينا هو ورفيقه توجهنا بعدها إلى منصة الحديث في الساحة مباشرة بعد أن تلقى فادي باعوم اتصالاً يفيد بمحاولات بعض أنصار المشترك استلام الميكروفون وربما لإدارة المهرجان بعد أن علمنا أن المشترك تم استبعاده تماماً من سلسلة المهرجانات والاعتصامات المفتوحة التي ابتدأتها قيادة الفعاليات الشعبية في المكلا وأقامت من حينها ثمانية اعتصامات بصفة دورية في كل يوم سبت من كل أسبوع كان تاسعها هذا المهرجان الذي حضرناه هذه المرة ,,,


التنظيم الذي رأيته بأم عيني لم أر مثله في أي من المهرجانات التي أقامتها فعاليات اللجان والجمعيات في مختلف مناطق ومحافظات الجنوب ,,, وشعرت أن الترتيب الذي لمسناه في حينه كان أشبه بترتيب مهرجانات الأحزاب والتنظيمات السياسية في فترات الانتخابات فالمنصة او واجهة التمثيل القيادي للمهرجان معدة بمجموعة من الكراسي لكبار الحضور من أبناء المنطقة أو الوافدين من خارجها ,,, والأرض مغطاة ببساط بلاستيكي أزرق لأجل بقاء الناس جلوساً أثناء الاعتصام وبالرغم مما يتبادر إلى الذهن من كلمة اعتصام ومفهومها الذي يصور لسامعها مجموعة من أفراد أو تجمعات بشرية يقفون في مساحة معينة رافعين شعارات أو لافتات تعبر عن مطالبهم وحقوقهم ,, لكن هذه الصورة لم تكن هي المعدة في جميع مهرجانات المكلا التي يبقى فيها الحاضرون جلوساً يستمعون بصمت إلى كل ما يلقى من جهة المنصة ومن دون مقاطعة للمتحدثين ,,, كما أن الهتافات لها وقتها ولها من يتصدرها بطريقة منظمة ( مدبرة أو عفوية ) تبدأ بانتهاء كلمة المتحدث أو سكوته المؤقت بين فقرة وأخرى وتنتهي بمعاودته لإلقاء الكلمة ,,, وهي عادة عظيمة درج عليها المعتصمون في المكلا لم نرى مثلها في بقية مهرجانات عدن والضالع وردفان التي كان المستلمون للميكروفون فيها يعانون من العجز عن إسكات الجماهير التي تتحدد بدء كلمة المتكلم وانتهاءها أو التوقف عند جزء منها للاستماع الي الهتافات التي تتصاعد وتنخفض بطريقة غير منظمة وعائدة إلى رغبات الجماهير بعفويتها وتلقائيتها ومن دون تنظيم من اللجان التحضيرية التي بالكاد نرى أعضائها يمارسون مهامهم بعد أن يبدأ المهرجان رسمياً أو بقرار جماهيري ,,,


الكلمات ابتدأها الشاعر صالح وبران بقصيدة رائعة حصلت بعد إلقائها على نسخة موقعة منه ,,, كان قد وعدني بها ليلة المهرجان مثلما وعدني بالحصول على بقية قصائده السابقة التي وعدته بنشرها بمجرد الحصول عليها ,,, جاءت بعدها كلمة العميد النوبة الموقعة بصفته رئيساً للهيئة الوطنية الجنوبية (!!) ورئيساً لمجلس التنسيق (!!) والتي تحدث فيها بشكل أساسي حول اختلاف الغايات والأهداف لدى قيادات الحراك بين الاستقلال وتقرير المصير والفدرالية والحكم المحلي وإصلاح مسار الوحدة مع همز السلطة بقبول مالا يصل منها إلى إعادة الوضع إلى ما يسبق العام 90 بالرغم من نفي النوبة نفسه وجود خلافات عند البدء بإلقاءه كلمته ,,, وقد حصلنا على نسخة من الكلمة سيتم نشرها هنا إن لم يكن قد نشرها غبرنا ,,,,

كانت هناك أيضاً كلمة مرتجلة للأخ جمال عُبادي رئيس الهيئة الوطنية لأبناء عدن تحدث فيها عن أن الهدف من هذا الحراك الشعبي هو مطلب الاستقلال وأن الجماهير لم تخرج في احتجاجاتها المستمرة إلا لأجل هذا المطلب وقد لقيت كلمته ترحاباً كبيراً من الحضور الذين هتفوا بتوصيف عدن بـ " أم الأحرار" وبهتافات بالروح بالدم نفديك ياجنوب " وبقية الهتافات المتعارف عليها في جميع مهرجانات الجنوب بما في ذلك هتافات " حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية " وهو الشعار الحضرمي الأول ,,,



الناشط السياسي أحمد عمر بن فريد ألقى كلمة توفيقية تجميعية تحدثت كما هو معروف عن صاحبها عن روح التصالح والتسامح والتضامن وأهمية إشراك الجميع في القضية الجنوبية وهي كلمة حظي صاحبها بترحاب كبير وتصفيق حار ,,,, بأمانة وبدون مجاملات

كلمة علي هيثم الغريب كانت ( مسالمة ) كثيراً تحدث فيها بما يتحدث به النائب محسن باصرة دائماً عن السلطة والثروة والموارد وتخصيص أجزاء منها لصالح أبناء المناطق التي تحتضنها وعندما تحدث الأخ علي هيثم الغريب عن أنه لابد أن يأتي يوم تشرق فيه الشمس على ( جنوب محرر ) كدت أن أرفع يدي للتصفيق بحرارة لكنني بدلاً من التصفيق ضربت كفاً بكف بعد أن أكمل كلمته بقوله ( محرر من الظلم والفساد ) (!!) وهي التكملة التي أوقفت تصفيق الجماهير الذي لم يتداركوا الأمر إلا بعد الإضافة التي بينت نوعية التحرير المطلوب فيما يبدو ظاهرياً من وجهة نظر الأخ علي هيثم الغريب ,,,

الشاعر باقروان ألقى قصيدة لقيت إعجاب الجماهير لكنني لم أتمكن من سماع الجزء الأكبر منها لانشغالي حينها ببعض المكالمات التي دفعت بي إلى خارج الساحة فلم أسمعها هي وكلمة الأخ شلال علي شايع

بعدها ألقى الناشط الشاب شفيع العبد كلمة ناشد في نهايتها الوقوف صفاً واحداً مع القضية الجنوبية وبعد الانتهاء من الكلمة أخذ المكروفون العميد ناصر النوبة الذي تحدث عن رغبته في الإفصاح عن أن هدفه هو والأخ باعوم هو تقرير المصير – بحسب قوله وأن هناك رغبات أخرى تختلف عن هذه الرغبة تدور حول الفدرالية والحكم المحلي وإصلاح مسار الوحدة مؤكداً احترامه لهذه الرغبات مع عدم وجوب فرض طرف رؤيته على الطرف الآخر (!!)

الشاعر زين المشألي ألقى قصيدة رائعة ألهبت حماس الجماهير وقد وعدني بنسخة منها سيتم نشرها عند استلامها كما حصلت منه على مجموعة كبيرة من قصائده الغير منشورة وعدته بنشرها تباعاً متفرقة أو مجتمعة إن أمكن ,,,, وفي خاتمة الاعتصام ألقى الأخ فادي باعوم كلمة بإسم شباب الجنوب تلتها كلمة والده المناضل حسن باعوم التي اقتصرت على توصيف الحصار الإعلامي الذي حدث لبيان الثالث عشر من يناير والتلاعب الذي تم من بعض الجهات في بعض بنوده وطلب قراءة البيان بعد الانتهاء من كلمته وقد أعيد قراءة البيان فعلاً وفقاً للمسودة الأصلية التي تمت محاصرتها بحسب توصيف عميد المناضلين الجنوبيين وهي نفس المسودة التي تم نشرها في موقع صوت الجنوب من دون شطب أو تعديل ,,,, وبعد الانتهاء من البيان انفضت الجماهير بطريقة حضارية مثلما تجمعت في البدء ,,,

تحياتي لأبناء المكلا الذين شكلوا ولا يزالون صورة حضارية راقية لمفهوم النضال السلمي بشكله الحقيقي وصورته الأنصع ,,,,



احترامي ,,,

شعيفان

المكلا

الأحد - 27-1-2008