المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


عدن وبريطانيا والعمليات البحرية :وألأتراك في اليمن

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-01-2008, 03:12 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي عدن وبريطانيا والعمليات البحرية :وألأتراك في اليمن



عدن وبريطانيا والعمليات البحرية

«الأيام» نجمي عبدالمجيد:



بعد دخول بريطانيا إلى عدن في 19يناير 1839م سعت إلى رسم حدود نفوذها بالعمق الجغرافي لهذه المدينة، حيث حددت المسافات الحدودية بين عدن وولاية اليمن نهائية في عام 1905م، وكانت القوات التركية قد فشلت من عام 1907م حتى عام 1918م في ضرب ثورة السيد محمد الإدريسي، وعندما قامت الحرب العالمية الأولى (1914-1918م) كانت القوات البحرية التركية تفرض إدارتها على طول المسافة من الشاطئ الشرقي للبحر الأحمر كله، من العقبة حتى الشيخ سعيد، من غير عسير التي كان يسيطر عليها رجال قبائل من أتباع الإدريسي.

وعندما أعلنت دول الوفاق الثلاثي (أي الحلفاء) الحرب ضد تركيا، كان لابد لها من التحرك في المياه البحرية الممتدة من عدن إلى ولاية اليمن، وكانت تعد الممر الهام الرابط بين الهند وأستراليا والعالم العربي بمكان الحرب الرئيس في فرنسا، وقد عقدت بريطانيا معاهدتين مع الإدريسي في الأعوام 1915-1917م، تنص بموجبها «أن يهاجم الأتراك، وأن يسعى إلى طردهم من مواقعهم في اليمن، وأن يبذل كل قوته في مطاردة الفرق التركية في اتجاه اليمن»، كما تعهدت بريطانيا بأن تعمل على حماية إقليم السيد الإدريسي من محاولة هجوم على ساحل البحر من أي تحرش يتعرض له، وقدمت وعدا بمواصلة الحرب حتى النهاية، أما في المعاهدة الثانية فقد تعهد الإدريسي بطلب دعم ومساعدة حكومة بريطانيا إذا تعرضت جزر فرسان أو المواقع الموجودة على ساحله البحري للهجوم أو تم تهديدها من الخارج.

وكانت بريطانيا قد عقدت اتفاقا بتاريخ 19 فبراير عام 1915م مع شيخ ماوية محمد ناصر مقبل، من أجل محاربة الأتراك وطردهم من مناطق العدين وإب والمخا وقعطبة وكل لواء تعز، ولكنه فشل في ذلك الأمر، وفي شهر نوفمبر عام 1914م كانت القوات البريطانية الموجودة في عدن لاتساعد على وقف تقدم الفرقة التركية 39 إلى داخل محمية عدن، حيث وصلت إلى منطقة الشيخ عثمان التي تبعد عن عدن مسافة 7 أميال، فأرسل السير (جورج ينجها سنبد) إلى عدن، واستطاع بحملة عسكرية إخراج الأتراك إلى لحج، وظلوا بها حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.

كانت لعدن مكانتها وأهميتها في إدارة وحماية الطرق البحرية بواسطة السفن الحربية البريطانية، وكانت السفن ترسل عدة رسائل إلى المقيم السياسي في عدن الذي كان يشغل هذا المنصب (بريجيدير جنرال سي. إتش . يو. برايس) (1915 - 1916م)، وهذه إحدى الرسائل:

(215)

(كتاب)

من قائد البارجة (نورثبروك) الكابتن (إل . إن. تورين) إلى المقيم السياسي - عدن.

الرقم 106-2

التاريخ : البارجة (نورثبروك) في 29 حزيران / يونيو 1916م

«سيدي،

أتشرف أن أبعث إليكم المراسلات المرفقة طيا التي دارت بيني وبين الإدريسي بين 18-27 حزيران/ يونيو 1916م.

القسم الأول من المراسلات تركز بشكل صرف على حث الإدريسي على الإقدام على تحرك هجومي فوري ضد الأتراك.

القسم الأخير منها يركز على المعلومات التي وصلت من المقيم السياسي في عدن، وإنني في موقع يؤهلني للقول فيما يتعلق بالكتاب الأخير إنه لا أحد سوى الإدريسي وسيد مصطفى من اطلع على الكتاب أو الرد عليه.

أستميحكم أن أضيف التعليقات الأخيرة.

لاشك في أن الإدريسي ينظر إلى القنفذة والمناطق المحيطة كملك له الحق فيه، وأنه على الرغم من استعداده للتصرف بصورة ودية إزاء الشريف فيما يتعلق بهجومهما المزدوج ضد الأتراك، فإنني أعتقد أن علاقاتهما مشكوك فيها جدا.

لو وجد الشريف أن شن هجوم عام على الأتراك يخوله شن هجوم مستقل على القنفدة، فمن المحتمل أن ينشأ بين الشريف والإدريسي موقف خطير إلى أبعد حد.

يرحب الإدريسي بتعاون قبيلتي (حاشد وبكيل) إذا كان مدعوما من الحكومة البريطانية.

وبالنسبة للهجوم على أبها يقترح الإدريسي فرض حصار محلي في وقت قصير، وأنه لن يسمح بدفعه على الإسراع بشن هجومه على اللحَيَّة، رغم أنه يصرح أنه سيهاجمها بالتأكيد في وقت لاحق.

وهو مقتنع بأن الموقف الحالي هو موقف عدائي، وليس هناك ما يدعو إلى أن يبقي قواته في الجنوب لهذا السبب.

ويصرح أيضا أن الإمام لن يكون أبدا صديقا له، لأنه يذهب دوما إلى الطرف الذي يدر عليه مزيدا من المال.

إنني لا أعتقد أن هناك تصادما بين الإمام والإدريسي يوشك أن يقع، بل ليس محتملا أيضا.

وأخيرا أود للمرة الثانية لفت الانتباه إلى الخدمات الثمينة التي قدمها لي (اللفتنانت نولدر) من البحرية الملكية، الذي ساعدني كمترجم خصوصي عند التعامل في أمور ذات طابع سري.

وإن نصائحه في كل المناسبات كانت جيدة ومباشرة، وله الفضل إلى حد كبير في قيام العلاقات الودية الموجودة بيننا وبين الإدريسي عبر السيد مصطفى.

ملاحظات اللفتنانت نولدر مرفقة طيا.

أتشرف، إلخ..

(موقع) إل .إن . تورين كوماندر قائد البارجة».

تحركات البحرية الريطانية

بتاريخ 14 أغسطس 1914م غادر الطراد (بلاك برنس) قناة السويس نحو عدن لحماية ناقلات الجنود، وفي ثاني يوم استولى على السفينة إيستريا التي كانت حمولتها تصل إلى 4200 طن، والسفينة سود مارك، وهما من السفن الألمانية، وهي تابعة لخط هامبرج - أمريكا، وفي تاريخ 16 أغسطس من نفس العام صدرت له أوامر بعدم الإبحار إلى عدن، وكان السبب وجود قطعة بحرية تركية تحمل المدافع في منطقة السويس، وكانت في حالة اتصال مستمر مع إستانبول، وفي طريق العودة إلى السويس ومعه السفينتان المعاديتان، مر الطراد بلاك برنس بالطراد دوق أدنبرة، وكان قد استولى على السفينة آلتير التي تصل حمولتها إلى 3،200 طن، والتابعة لشركة آربو، وعند وصول الطراد بلاك برنس تلقى أوامر من إمارة البحرية البريطانية (الأدميرالية) بالسير نحو عدن، لأن القافلة البحرية القادمة من الهند بحاجة ماسة لحمايته، لذلك يجب أن لايكون بعيدا عن عدن، وفي شهر سبتمبر عام 1914م طرح المقيم السياسي البريطاني بريجيدير جنرال جاي.أيه.بل (1910 - 1914م) فكرة قصف الحديدة التي كانت تعتبر الميناء الرئيس لولاية اليمن، غير نائب الملك، ونظرا لدخول تركيا الحرب بتاريخ 31 أكتوبر 1914م، وكانت كل من روسيا وبريطانيا وفرنسا قد أعلنت في 5 نوفمبر الحرب على تركيا كانت قد أغلقت قبل شهر الدردنيل والبوسفور أمام الملاحة الغربية، وكان الألمان يدربون الجيش التركي منذ أواخر عام 1913م.

ذكر في عدة برقيات بتاريخ 7 نوفمبر 1914م أن عملية فرض الحصار على الحديدة لقطع إمدادات الغذاء عن القوات التركية هو أفضل من عملية القصف.

بتاريخ 17 فبراير 1915م وضعت قضية احتلال جزر البحر الأحمر في دائرة الدراسة، حين أبلغ المقيم السياسي البريطاني في عدن حكومة الهند بوصول برقيات ورسائل بريدية ومبالغ من المال إلى القيادة التركية في اليمن، وقد أرسلت في زوارق صغيرة عبر البحر من جدة إلى اليمن، وحول ذلك كتب المقيم «إن مما له أهمية قصوى» أن تتم عملية قطع لهذه الاتصالات، كما أقترح إرسال قوة بشكل سريع عددها 200 جندي على متن السفينة آمبرس أوف راشيا، والسفينة منتو لاحتلال كمران التي سوف تستخدم منذ ذلك الوقت كقاعدة عسكرية بحرية في المستقبل، ولم يصدر أي اعتراض من إمارة البحر (الأدميرالية) على هذه العملية، أما القائد البحري في قيادة بورسعيد فقد رأى أن فائدة كمران تكون باعتبارها قاعدة بحرية للسفن الصغيرة، وحينها وضعت وزارة الهند مقترحا لإبلاغ حكومة الهند بأن 200 رجل يعدون كفاية، وأنه إذا كان من الممكن الاستغناء عنهم وأخذ غيرهم من عدن، فيجب على حكومة الهند أن تبلغ المقيم السياسي في عدن بأن يتقدم بحملة كمران، وعلى موجب ذلك تم إبلاغ نائب الملك (جورج الخامس) ملك بريطانيا، وإمبراطورالهند 1910-1936م، وبعد مرور ستة أيام من ذلك التاريخ طرح نائب الملك رده في 4 أسباب على وزارة الهند، يوضح لماذا كانت عملية كمران أمرا غير مرغوب فيه؟، وقد شرحت بالنقاط التالية:

1- ليس من المحتمل أن يذعن العرب المحليون للاحتلال.

2- مثل هذه العمليات قد تزعج الإدريسي، وتثير عداوة رعاياه.

3- قدم نائب الملك ثاني الحجج التي كانت قد وضعت من قبل منذ أكتوبر الماضي، وهي أن احتلال كمران قد يساء فهمه من جانب المسلمين.

4- كانت هناك عدة اعتراضات على نقل قوات من عدن.

بتاريخ 3 مارس أبلغ المقيم السياسي البريطاني في عدن بناء على ذلك بأنه لايمكن التصديق على مقترحه، لأن الظرف لم يكن مناسبا لقيام عملية حربية ضد كمران، غير أنه أصرّعلى أن تستخدم هذه الجزيرة كقاعدة لمراقبة الممرات الخفية عبر البحرالأحمر، وقد وصلت إلى عدن أخبار تذكر بأن جماعات تغادر مصوع إلى شبه الجزيرة العربية، وكانت وجهة نظر المقيم أنه من الضروري أن تحتل بريطانيا كمران، وتجعل منها قاعدة لمراقبة الموانئ المجاورة والتابعة للأتراك، وكرر طلبه في 7 مارس بالسماح له بإرسال 200 جندي إلى الجزيرة، أما وزارة الهند فقد شاركت المقيم السياسي البريطاني في عدن تلك المخاوف، وأرسلت برقية مرة ثانية لنائب الملك أنه إذا وجد 200 جندي كفاية، فيجب عليه أن يأمر المقيم البريطاني في عدن بالاستيلاء على كمران، وفي برقية ثانية أرسلت في نفس اليوم أبدت وزارة الهند مساندتها لحجج المقيم، وأخبرت نائب الملك بأنها «مكتفية بقبول رأي المقيم»، أما مسألة رضى العرب أو عدم رضاهم لاحتلال الجزيرة فقضية أخرى، ولكن الأهم هو منع الألمان من العبور إلى شبه الجزيرة العربية.

ولكن نائب الملك كرر اعتراضه على تلك العملية، واقترح أن ميناء بورسودان يمتلك القدرة على تقديم تسهيلات أفضل للسيطرة على حركة الملاحة في البحر الأحمر، وقبل هذا الرأي في لندن، وأبلغ المقيم في عدن للمرة الثانية بأنه لايجب أن يتخذ أي إجراء ضد جزر البحر الأحمر، وأنه «من غير المرغوب فيه القيام بأي عمليات عسكرية ذات طابع محدود، قد تدفع العرب إلى الانضمام بنشاط فعال إلى الأتراك»، ولكن جاء اشتراك إيطاليا في هذه الحرب بتاريخ 23 مايو 1915م، عندما أعلنت الحرب على النمسا بعد شهر من توقيعها معاهدة لندن السرية، وكانت إيطاليا قد أعلنت حيادها في بداية الحرب، ومن هذا الفعل تصاعد القلق لدى وزارة الخارجية البريطانية، وبدخول إيطاليا الحرب قد تجد أي ذريعة لاحتلال جزيرة فرسان وجزر أخرى في البحر الأحمر، وذلك سوف يخلق عدة تعقيدات في الجزيرة العربية، وكذلك في علاقات حكومة بريطانيا مع حكام هذه المناطق العرب، لذلك يكون من الأفضل إحباط العمل الإيطالي من خلال احتلال سريع من جانب البحرية البريطانية لهذه الجزر، بالرغم من الرفض السابق، وبناء على هذا الوضع طلب من وزير الخارجية البريطاني (تشمبرلن) أن يطرح وجهة نظره حول مقترح بإرسال قوات فورية من عدن لاحتلال جزر فرسان وكمران وجبل زقر، وعندها ردت وزارة الهند إلى نائب الملك المقترحات والآراء التي وصلتها من وزارة الخارجية، وطلب منه معرفة رأيه في هذا الجانب.

قبل وصول رد نائب الملك أبرق المقيم السياسي البريطاني في عدن إلى كل من حكومة الهند ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الهندي قائلا: «من الناحية السياسية فإن النتيجة الحسنة فقط هي التي سوف تترتب على الاستيلاء على كمران، سواء باعتبارها قاعدة للسيطرة على ميناء الحديدة أم من أجل حركة سفر الحجاج، أما بالنسبة لجزر فرسان فإنها الآن في أيدي الإدريسي، وسوف يكون من الممكن الاستيلاء عليها، وتفسير عملنا للإدريسي بأنه إجراء مؤقت، ولكن يفضل أن يكون ذلك بعد أخذ كمران حتى يعلم الإيطاليون أن جزر فرسان في يد حاكم يتمتع بحمايتنا». وقد أضاف على ذلك بأنه يمكن من وجهة نظره السيطرة على جزيرة جبل زقر، ويمكن تجهيز قوات لهذا الغرض من عدن.

وكان رد نائب الملك على هذه الخطة في 30 مايو: «إننا نعتبر أنه من الأمور البالغة الأهمية ألا يسمح لإيطاليا بالحصول على موطئ قدم على الساحل الشرقي للبحر الأحمر أو الجزر»، ولكنه يطرح رؤية كمقترح من منطلق تبادل وجهات النظر مع إيطاليا حول قضية الجزر وساحل البحر الأحمر قائلا: «لكي نتجنب من جانبنا ضرورة القيام بأي عمل لاتتطلبه بصورة مؤكدة مقتضيات حربنا مع تركيا، وإذا لم يقابل مثل هذا التبادل للآراء بالموافقة»، وكان اقتراحه أن يظل الإدريسي متحفظا على جزيرة فرسان التي استولى عليها بعد انسحاب الترك منها، أما بالنسبة لكمران فقد ظل غير مقتنع من احتلالها ولكنه اعترف: «إن الظروف المتغيرة قد تحتم هذا.. والرغبة في تسهيل الحج يمكن أن تكون ستارا لاحتلال مؤقت»، وعندها أقرّ بمسألة احتلال مشروط أو مؤقت على حد سواء لجزيرة جبل زقر طالما أن خطة الاحتلال سوف تشمل أيضا جزيرة حنيش الكبرى وغيرها من جزر الأرخبيل.

بتاريخ 4 يونيو 1915م أرسلت وزارة الهند برقية إلى نائب الملك تؤكد فيها أن الحكومة البريطانية تخشى أي إجراءات محتملة تصدر عن الجانب الإيطالي، وتعد المقترح معه غير مجدٍ، لذلك ترى وزارة الهند من الأفضل الاعتراف باحتلال الإدريسي لجزيرة فرسان، وفي نفس الوقت يجب تنفيذ عملية احتلال جزر كمران وزقر وغيرهما، ومن هذا الموقف لم يعد عند نائب الملك من حل أو خيار إلا إصدار التعليمات إلى القائد العام في عدن ليتحرك بسرعة لاحتلال جزر البحر الأحمر.

على ضوء ذلك اتخذت كافة التجهيزات في عدن لتحرك هذه الحملة البحرية، وفي الساعة الرابعة مساء من تاريخ 7 يونيو عام 1915م صعدت القوات البحرية البريطانية إلى ظهر السفينة الحربية آمبرس أوف رشيا، وبعد ساعتين أبحرت السفينة وكان عليها من المعدات والجنود:

1- شعبة من 15 مدفعا ميدانيا.

2- فصيلتان من كتيبة بريكنوشير الأولى من رجال حدود جنوبي ويلز.

3- شعبتان من مدافع 450 الآلية من كتيبة بريكنوشير.

4- ثلاث سرايا من لواء المشاة 109.

5- شعبتان من مدافع 450 الآلية من لواء المشاة 109 وبعض الأطباء.

وفي تاريخ 8 يونيو 1915م وصلت السفينة إلى جزيرة حنيش الكبرى وهبط منها ضابط هندي و45 رجلا من لواء 109 مع رجال من سلاح المدفعية الميكانيكية رقم 450، ومجموعة أخرى من المشاة، وفي نفس اليوم هبط عدد مماثل من القوات على جزيرة زقر، حيث تم رفع العلم البريطاني في مكان جعله يبدو بشكل واضح، وفي تاريخ 9 يونيو 1915م أنزلت تلك السفينة الحربية البريطانية عددا من القوات المسلحة تحت قيادة الميجور فيلوز من لواء المشاة رقم 109 إلى جزيرة كمران، وقد شغل منصب الضابط السياسي في الجزيرة بعد الاحتلال مساعد الجراح (ج.أ. ريتشاردسون) الذي كان في السابق نائب قنصل في الحديدة وكمران مع مسئولية إضافية عن البوليس والخزانة والجمارك، كما تقدمت السفينة إلى الصليف في محاولة لإطلاق سراح 6 من السجناء الإنجليز كانوا قد احتجزوا عند الأتراك، وبعد غياب دام يومين عادت السفينة آمبرس أوف راشيا إلى كمران لإنزال ما بقي على ظهرها من جنود وإمدادات تصلح لمدة شهر واحد، وتولى الميجور فيلوز قيادة الإدارة العسكرية بشكل مؤقت في الجزيرة بوصفه الرئيس السياسي والقائد العسكري، وعبر هذه الصلاحية أرسل هيئة محطة الحجر الصحي التركية إلى عدن.

بعد هذه الأحداث توسعت التحركات البحرية البريطانية منطلقة من عدن (القاعدة العسكرية) نحو الجزر والمناطق، مثل العمل الذي تم ضد قرية الشيخ سعيد القريبة من جزيرة ميون، التي تحتل موقعا هاما على مسافة 2 ميل من البر العربي، عند مدخل البحر الأحمر، واحتلال ميون يجعل منها قاعدة هامة لأي دولة راغبة في مراقبة السفن الداخلة إلى البحر الأحمر أو الخارجة منه، وقد كانت قرية الشيخ سعيد محطة للبرق، وعلى مسافة 3 أميال يقع حصن التربة الذي يمتلك القدرة وقت الحرب- إذا سلِّح بشكل جيد- على السيطرة على الممر المائي بين ميون وبين الساحل، وبعد دخول تركيا الحرب أرسلت قوات من العرب والأتراك إلى الشيخ سعيد، وأحدث هذا العمل قلقا عند الإنجليز، وبينما ظلت لندن منشغلة بمسألة الجزر في البحر الأحمر انتهز نائب الملك الفرصة بنقل الجنود من الهند إلى مصر، وأمر بعمل فوري ضد المواقع التركية في الشيخ سعيد، وبتاريخ 5 نوفمبر 1914م اقترح أن تقوم السفن التي تحرس الجنود بقصف وتدمير المدافع في الشيخ سعيد، ويقوم فوج من المشاة بإنزال إلى البر لنسف المباني وتخريب مصادر المياه.

ومازالت مصادر التاريخ تقدم الكثير من المعلومات حول هذا الموضوع الذي قدمنا منه بعض الأحداث.

المراجع:

1- العمليات البحرية البريطانية ضد اليمن إبان الحكم التركي 1914 - 1919م

تأليف: جون بولدري

ترجمة وتقديم دكتور سيد مصطفى سالم، المطبعة الفنية القاهرة.

2- الجزيرة العربية في الوثائق البريطانية (نجد والحجاز)

المجلد الثاني 1916م.

اختيار وترجمة وتحرير نجدة فتحي صفوة

دار الساقي لندن.


جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة الأيام للصحافة و النشر Designed & Hosted By MakeSolution.com
  رد مع اقتباس
قديم 02-01-2008, 11:21 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



[color=FF6347]الصلات الوثيقة بين حضرموت والحجاز في مركز ابن عُبيدالله بسيئون
السقاف: علاقات تجاوزت مايعرف حديثاً بالمواطنة والإستعمار البريطاني كان سبباً في خلخلتها


01/02/2008
خاص, سيئون, نيوزيمن:
صلات وثيقة بين حضرموت والحجاز منذ القدم شملت جميع جوانب الحياة ومن أهمها الروابط الدينية لقدسية الحرمين الشريفين وقبلة عموم المسلمين وتوائم البيئة الفكرية و الثقافية وخلفياتها المشتركة التي كرست وحدة العقيدة ووحدة الثقافة و المصير.

ذلك أهم ما أكده عليه المؤرخ والأديب جعفر بن محمد السقاف في محاضرة حول (شخصيات حجازية عرفتهم حضرموت) في مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيئون ضمن فعالياته الأسبوعية.
وأشار السقاف إلى عمق الروابط الفريدة في مختلف العصور بين حضرموت والحجاز تجاوزت ما يسمى في اصطلاح ما يعرف اليوم بالمواطنة, ملفتاً إلى أنه في الحجاز تولى الكثير من أبناء حضرموت التدريس والإفتاء والإمامة في الحرمين الشريفين و منهم شيوخ القراء ناهيك عن الرتب السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية التي كان لهم وبها الدور الأبرز والمشهور في خدمة عموم المسلمين وخدمة تلك البقاع الطاهرة وأهلها بقت مآثر ذلك ماثلة إلى يومنا هذا.

واضاف "وقد كان أوج ذلك أبان حكم الأشراف وقبل توغل الاستعمار البريطاني في المنطقة الذي فرق الوطن الواحد وأحدث أنظمة الحدود والهويات ووضع المعوقات المحكمة للحد من ذلك وللتضييق على الثائر الداعي إلى الله حسين بن عبدالله الدباغ ورفاقه الذين فروا إلى حضرموت في أوائل خمسينيات القرن الميلادي المنصرم طلباً للنجاة والأمان وممارسة حرية الرأي والفكر حيث وجدوا في حضرموت كل ذلك وقد انخرطوا في عموم جوانب الحياة إلا أن الفكر و السياسة كان أبرزها".

وتابع "حيث توج الدباغ كزعيم وطني امتلك قوة عسكرية يخشاها ويخشاه الإنجليز وبعض حكام عصره وقد آثر ورفاقه الفارين معه طاهر بن مسعود الدباغ وعثمان عرب وعبدالرؤوف الصبان وأحمد عبدالله عيشان وعبدالعزيز الطيار وهم الواردة أسمائهم في خطاب تعميمي سري صادر من السفارة البريطانية بجدة بتاريخ 19 مارس 1933 ـ يحث على تعقبهم و رصد الجوائز والمكافئات السخية وتجنيد الاستخبارات والمرتزقة للقبض عليهم أو تصفيتهم في أي موضع وبأي صورة", مشيراً على ان حسين الدباغ قد فر كغيره من أبناء الحجاز إلى حضرموت عندما ضمها عبدالعزيز آل سعود خشية منه,

واستأثرت حضرموت على وجه الخصوص عن عدن ويافع وغيرها باهتمام الدباغ ورفاقه فأولوها محبة خاصة بإيثار فأثروا في جوانب من الحياة التعليمية والثقافية والإدارية و وطوروا العديد من المرافق والمؤسسات الحكومية والعسكرية وقد أسس الدباغ مدارس في بعض المدن والقرى في حضرموت وعدن ويافع وسماء كل منها مدرسة الفلاح تيمناً بمدرسة الفلاح الأم في الحجاز.

ولفت السقاف إلى أسر الدباغ في دوعن من قبل الإنجليز وتسليمه محفورا إلى ابن سعود حيث أكرمه و انطوت صفحات حياته في جازان عام 1962م, ووصف بعض الحقب التاريخية وأحداثها واهتمام شريف مكة وأميرها بحضرموت وإيفاد مندوبه السيد محمد بن علوي السقاف عام 1335 بغرض الإصلاح والتواصل مع سلاطين حضرموت, ولم يغفل عن الشيخ سعيد جان والشنقيطي والسنوسي وحسن شيبي الذي لا زالت بصماته الفنية ماثلة في قصور آل الكاف بحضرموت.


ووصف السقاف علاقته المباشرة والوثيقة بكل هؤلاء ومدى الحفاوة التي لقوها أثناء وجودهم بحضرموت الأمر الذي حقق لهم استقرار أسري وذرية, وخلص المحاضر إلى الدور الهام لحكومتي الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية للنظر بعين الاعتبار في كل شأن يخدم رعاياهما.

[/color]
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اليمن ، إلى أين ؟ - 4 - التأريخ والجغرافيا .. الإنسان والحضارة (3) حضرموت 2 نجد الحسيني سقيفة الحوار السياسي 41 02-22-2010 10:22 PM
سلام لكم من أهل مصر يا اهل اليمن الدور القبلي الســقيفه العـامه 25 10-01-2009 12:39 PM
حملة يمنية على الجنوب وقادتة / علي سالم البيض.. حقائق للتاريخ عن (ثقافة اليمن الجنوبي حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 4 05-25-2009 02:13 PM
اليمن تتقدم بطلب رسمي لتسليمها عناصر يمنية مطلوبه مقيمة في السعودية وعمان حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 3 04-29-2009 07:46 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas