من تراث المرأة الحضرمية (( جـــر الذيـــول ))...!!!

[أبوعوض الشبامي]

.

كلما قرأت كتابا في تاريخ حضرموت للمؤلفين الحضارمة وقفت متشككا حول قصة غزو القائد العباسي (( معن بن زائد الشيباني )) الذي جهزه الخليفة المنصور لقيادة جيش كبير لأخضاع اليمن وحضرموت ، وذكروا أن هذا القائد العباسي خضع حضرموت ونكل بأهلها وأصدر الأوامر ضدهم وأمرهم بأن يلبسوا السواد ، وأن تجعل نساؤهم ذيولا طويلة يجرنها خلف ثيابهن تسحب في الأرض ، ومن بعد تاريخ هذا القرار اصبحت عادة جر الذيول في ثياب نساء حضرموت إلى هذا اليوم .
وما يدفعني بالشك في مصداقية رواية (( لبس السواد وجر الذيول )) وعدم صحتها اطلاقا ، أن رجعت للمراجع العربية لمعرفة جذور واصول تصميم الثوب التقليدي الحضرمي التراثي والخاص بالنساء ، والمتميز كما نعرف جميعا ( بالمنطق والذيل )وكانت حصيلة القراءة كما هائلا من المعلومات .
أولا ما هو المنطق: المنطق بكسر الميم وسكون النون وفتح الطاء ، هو ما يشد به الوسط وفي رواية ( النطق ) بضم النون والطاء وهو جمع منطق قال ، وقيل المنطق النطاق وجمعه مناطق وهو أن تلبس المرأة ثوبها ثم تشد وسطها بشئ وترفع وسط ثوبها وترسل إلى الأسفل عند معاناة الأشغال لئلا تعثر في ذيلها وبه سميت أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين لأنها كانت تطارق نطاقاً فوف نطاق ، وقيل كان لها نطاقان تلبس أحدهما وتحمل في الآخر الزاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر في الغار ، وقيل شقت نطاقها نصفين فاستعملت أحدهما وجعلت الآخر شدادا لزادهما . ومن هذه الرواية تؤكد لنا أن المنطق هو (( الحزام )) الذي لازال تستخدمه كثير من النساء في قرى وبادية وأودية حضرموت . تستعمل النساء (( المنطق )) أو مايعرف ب (( الحزام )) وتتفاوت مقدرة النساء على شراء هذا (( المنطق )) الحزام وفي الماضي منهن من كانت تستخد حزاما (( منطق )) مصنوعا من الحبال أو من وبر الجمال أو صوف الأغنام ، ومنهن من تستخدم حزاما من مشغولات بعض المعادن الرخيصة ، ومن هن ّ ميسورات يستخدمن الفضة ، وربما تتزين النساء الميسورات بالحزام المشغول من الذهب في أيام الأعياد والمناسبات .
أما ما يثبت معرفة نساء العرب للمنطق (( الحزام )) ما جاء في رواية إبن عباس فقد قال ابن عباس : أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقاً لتعفي أثرها على سارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جراباً فيه تمر وسقاء فيه ماء .... الخ
وقالوارواة السير : بأن ( هاجر ) أم سيدنا اسماعيل أول من أحدث في نساء العرب جر الذيول .إلا أن هذه الرواوية رواية (( جر الذيول )) والزعم بأن أم إسماعيل هي التي احدثتها مسألة تحتاج اعادة النظر فيها ...!!
فما هو جر الذيل ؟؟ نقصد بجر الذيل هو أن المرأة العربية كانت في القديم تصمم ثوبها بحيث يبدو فيه من الخلف ذيلا يسحب . وتوصف مشية المرأة التي تجر من خلفها الذيل ب ( الترفل ).
والرفل: كما جاء في اللغة هو جر الذيل، و امرأة رافلة ورفلة، أي: تترفل في مشيها.
وكما يقال بأن الشعر ديوان العرب فقد ذكر الشاعر عمر بن أبي ربيعة جر الذيول في قوله :

كتب القتل والقتال علينا .... وعلى الغانيات جر الذيول

وقال ابن مقبل يصف نساء:

يمحن بأطراف الذيول عشية ... كما وهز الوعث الهجان المزنما

أي أنه شبه مشي النساء بمشي إبل في وعث قد شق عليها. ولم يتوقف الشعر العربي من تصوير تلك الذيول التي تترفل بها المرأة العربية فقد قال الشاعر نزار قباني :

أنا بقايا البقايا
من عهد جر الذيول
أهواك مذ كنت صغرى
كصفحة الإنجيل

خلاصة هذه المعلومات التاريخية نؤكد بأن الثوب التقليدي الحضرمي بمظهره الحالي وفي وجود الذيل من خلفه ، هو من ثياب النساء العربيات منذ القدم ، وليس له علاقة بالقائد العباسي (( معن ابن زائدة )) حسبما ذكرت بعض من مصادر تاريخ حضرموت ، ولا زال شائع الاستعمال في حضرموت .

فماهو الثوب التقليدي الحضرمي ؟
غالبا ما تلجأ المرأة الحضرمية في معظم قرى ومدن وبادية حضرموت في تصمصم ثوبها التقليدي ، تقدير احتياجات استعمال الثوب ، ووضع المقدرة المالية للأسرة في الحسبان ، في حالة اختيار نوع القماش .فالبنسبة للقماش هناك نوعان من القماش :
النوع الأول : ويسمى (( المخمل )) وهو قماش سميك وغالبا ماكان تقتنيه الأسر الميسورة ، من طبقة القبائل خاصة من سكان الأودية ( ساه - عدم - دوعن - العين - عمد - رخيه ) وتهتم المرأة في تشكيل تصميمه بتصاميم زخرفية بارزة حول الصدر ومن حول أطراف الأكمام وربما غلبت الزخارف على مساحات كثيرة من الثوب ، وهي عبارة عن تطاريز بخيوط فضية أو ذهبية تطعم بأصداف البحر ، وقطع من الأقمشة الحريرية الملونة ، حتى يبدو الثوب لوحة فنية جميلة . وغالبا ما تتسخدم هذا النوع من الثياب في المناسبات الكبيرة ، كالأعراس والأعياد وغيرها .

النوع الثاني : القماش العادي سوى كان هذا القماش مصنوعا من القطن أو غيره من المنسوجات ، وربما يكون مشجرا ، أو يكون من لون واحدا (( ساده )). وهذا النوع من القماش شائع الاستعمال بين جميع الطبقات ، وهو للإستخدام اليومي ، و غالبا ما تختار المرأة الحضرمية اللون الأسود في تصمصم الثوب الخاص بالعمل خارج البيت . وكما نعلم بأنه من خاصية اللون الأسود أنه يساعد على امتصاص الحرارة .

مع ملاحظة أن الثوب التقليدي الحضرمي يتميز بذيل من الخلف وقدمة من الأمام ، والقدمة غالبا ما تكون قصيرة نوعا ماء حتى لاتتعثر المرأة ... ويحرص تصميم الثوب الحضرمي على ظهور المرأة بصورة محتشمة ، فلا يتعمد الإثارة في إظهار تقاطيع جسم المرأة ، لهذا نرى أن المرأة تحرص في تصميم ثوبها بأن يكون واسعا فضفاضا وطويلا من الخلف على هيئة (( الذيل )) وقصيرا قليلا من الامام حتى لا تتعثر المرأة في مشيتها ، فوجود حزام في الوسط تتمنطق (( تتحزم )) به بشده في وسط الخاصرة يساعد المرأة ، وغالبا ما يكون هذا الحزام من المشغولات الفضية ، وربما بالغن بعض نساء البادية في شكل وحجم الحزام الفضي كضرب من ضروب التباهي والتفاخر ، وتلجأ نساء البادية الى تزيين الحزام بخلاخيل تحدث صوتا ايقاعيا مميزا في حلبة الرقص الشعبي .

وتصميم الثوب ولونه الأسود يغني المرأة من لبس ما يعرف ب (( العباءة )) ، لذا لازلن نساء البادية في حضرموت ونساء أغلب الأودية يتمسكن بالثوب التقليدي الحضرمي بغض النظر عن ظهور الفساتين بتشكيلاتها المختلفة وظهور العباءات المختلفة .

.

.

[عفاف]

موضوع رااااااااااااااااااااائع ,, ثوب الذيل وقدمه
يعطيك العافية .

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفــــــــاف [ مشاهدة المشاركة ]

موضوع رااااااااااااااااااااائع ,, ثوب الذيل وقدمه يعطيك العافية .

شكرا لمن مر على الموضوع قارئاً ، وشكرا لعفاف التي عقبت على (( الذيل وقدمه )) ولكن ؛ ماهي مدلولات الذيل ، وإلى ماذا يحيلنا رمزيته أن تتمسك به المرأة ؟؟؟
هذا السؤال يستحق الجواب ..!!






.

[الماسه*]

اكثر من راااااااااااائع حقيقة مدهش انت ياأستاذ ابو عوض!!بارك الله فيك.
كم استمتعت بقراءة ماجاء في موضوعك القيم جدا وقد استوقفني الوصف الدقيق لتصميم الثياب
والتمحيص والتدقيق في تحري صدق مقولة القدمه والذيل

المثير في الموضوع ان هذا الثوب مازال يشد انظاري رغم قِدم تصميمه والذي يطلق عليه في تريم اسم(المجوّق)
فانا اعتقد ان من صمم هذا الثوب يستحق لقب مصمم من الدرجه الأولى وبلا منازع!!
فجمال الثوب في مزاياه المتعددة الاغراض وهي المزايا (الجماليه والصحيه والدينية ).

فمن الناحية الجماليه وهي ناحية تهتم بها المرأه كركيزة اساسية في لباسها ان هذا الثوب الرائع
يحتوي على المشغولات التي تزينه بكثافة استطيع ان اجزم انها تاخذ وقتا وتتطلب صبرا طويلا جدا في تحضيره ليأخذ شكله المطلوب.والقصة االتي تميز الثوب ب(الذيل والقدمه) تذكرني بالطاؤوس!!
فالطاؤوس لديه ذيل يجره خلفه مزدهيا به بغرور!!وماجاء في تعريفك لكلمة (رفل) هي مايحدث بالتحديد عند مشي النساء بذلك اللباس!!

اما الناحية الدينية فقد عنى المصمم بتصميم الثوب بالحشمة تأسيا بشريعتنا الغراء..فاحتوى على الجمال الفاخر الطاهر ولم تزده الحشمة الا جمالا على جمال!!

واما من الناحية الصحية فقد كان اختيار قماش القطن للألبسة "العادية اليومية" فيه راحة للمرأه التي تلبسها وكونها فضفاضة تسمح بالتهوية المعقولة اثناء ممارسة الأعمال الصعبه وبخاصة اثناء اشتداد القيظ وتصبب العرق الغزير..
تبقى مشكلة اللون .. لاأعلم سببا وجيها للتمسك بلون واحد وخاصة اللون الأسود
رغم ان هذا اللون يسبب امتصاص الحرارة اكثر من غيره !!هل لهذا سبب "فقهي كما أظن"أم ان له أسبابا اخرى اجهلها؟؟؟!!!

يقول المثل الشيء بالشيء يذكر واظن ان عشقي لهذا الثوب هو مايهيج ذكرياتي.. فقد كان اول مرة شاهدت فيها هذا الثوب هو اثناء ظهور فتيات فرقة الرقص لمحافظة حضرموت يرتدينه في احتفالات اعياد ثورة نوفمبر.. وحينها لسبب لست ادريه جن جنوني لرؤية هذا الثوبربما سيقول البعض بانني ابالغ لابأس ..ولكن هذا هو ماحدث بالفعل..وكم تمنيت حينها ان البس هذا الثوب وضل ذلك حلما يراودني حتى اللحظه ولكن للأسف الشديد لم استطع تحقيقه..

المهم بعد يومين من رؤيتي للأحتفالات في التلفاز جاءت احدى المدرسات العراقيات الي عندما علمت اني (حضرميه) تسالني ان كان هذا الثوب بالفعل من حضرموت فاجبتها بكل فخر( ان نعم)!!..فما كان منها سوى ان طلبت مني ان ادلها على المكان الذي يبيعون فيه هذا الثوب لأنها هي وزميلاتها العراقيات يردن ان يقتنينه فأخبرتها بانني لاأعلم اين يبيعونه.. ولكن يمكنها الذهاب الى حضرموت والسؤال هناك..
وستجد الأجابه بكل تأكيد.

هذه الذكرى تدل على ان جمال هذا الثوب قد تعدى حدود الذوق المحلي وانه في حالة الاعتناء به وتقديمه بالشكل المشرف وعرضه في عروض الازياء سيتقدم على كثيرمن الألبسة الحديثه التي تكشف عن الكثير من اجزاء الجسد وتعتمد الأثارة اسلوبا في تصميم الملابس الحديثه.مع اني اعتقد (وهذا رأيي الشخصي)
ان جمال الملابس المحتشمة يتعدى بمراحل جمال الملابس الخليعة ..
آسفه على الأطاله استاذي الفاضل..ودمت لنا معلما نستظل في افيائك ودوحاتك لنجد دوما الجميل والمفيد..شكرا لك.

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الماسه* [ مشاهدة المشاركة ]

اكثر من راااااااااااائع حقيقة مدهش انت ياأستاذ ابو عوض!!بارك الله فيك. كم استمتعت بقراءة ماجاء في موضوعك القيم جدا وقد استوقفني الوصف الدقيق لتصميم الثياب والتمحيص والتدقيق في تحري صدق مقولة القدمه والذيل المثير في الموضوع ان هذا الثوب مازال يشد انظاري رغم قِدم تصميمه والذي يطلق عليه في تريم اسم(المجوّق) فانا اعتقد ان من صمم هذا الثوب يستحق لقب مصمم من الدرجه الأولى وبلا منازع!! فجمال الثوب في مزاياه المتعددة الاغراض وهي المزايا (الجماليه والصحيه والدينية ). فمن الناحية الجماليه وهي ناحية تهتم بها المرأه كركيزة اساسية في لباسها ان هذا الثوب الرائع يحتوي على المشغولات التي تزينه بكثافة استطيع ان اجزم انها تاخذ وقتا وتتطلب صبرا طويلا جدا في تحضيره ليأخذ شكله المطلوب.والقصة االتي تميز الثوب ب(الذيل والقدمه) تذكرني بالطاؤوس!! فالطاؤوس لديه ذيل يجره خلفه مزدهيا به بغرور!!وماجاء في تعريفك لكلمة (رفل) هي مايحدث بالتحديد عند مشي النساء بذلك اللباس!! اما الناحية الدينية فقد عنى المصمم بتصميم الثوب بالحشمة تأسيا بشريعتنا الغراء..فاحتوى على الجمال الفاخر الطاهر ولم تزده الحشمة الا جمالا على جمال!! واما من الناحية الصحية فقد كان اختيار قماش القطن للألبسة "العادية اليومية" فيه راحة للمرأه التي تلبسها وكونها فضفاضة تسمح بالتهوية المعقولة اثناء ممارسة الأعمال الصعبه وبخاصة اثناء اشتداد القيظ وتصبب العرق الغزير.. تبقى مشكلة اللون .. لاأعلم سببا وجيها للتمسك بلون واحد وخاصة اللون الأسود رغم ان هذا اللون يسبب امتصاص الحرارة اكثر من غيره !!هل لهذا سبب "فقهي كما أظن"أم ان له أسبابا اخرى اجهلها؟؟؟!!! يقول المثل الشيء بالشيء يذكر واظن ان عشقي لهذا الثوب هو مايهيج ذكرياتي.. فقد كان اول مرة شاهدت فيها هذا الثوب هو اثناء ظهور فتيات فرقة الرقص لمحافظة حضرموت يرتدينه في احتفالات اعياد ثورة نوفمبر.. وحينها لسبب لست ادريه جن جنوني لرؤية هذا الثوبربما سيقول البعض بانني ابالغ لابأس ..ولكن هذا هو ماحدث بالفعل..وكم تمنيت حينها ان البس هذا الثوب وضل ذلك حلما يراودني حتى اللحظه ولكن للأسف الشديد لم استطع تحقيقه.. المهم بعد يومين من رؤيتي للأحتفالات في التلفاز جاءت احدى المدرسات العراقيات الي عندما علمت اني (حضرميه) تسالني ان كان هذا الثوب بالفعل من حضرموت فاجبتها بكل فخر( ان نعم)!!..فما كان منها سوى ان طلبت مني ان ادلها على المكان الذي يبيعون فيه هذا الثوب لأنها هي وزميلاتها العراقيات يردن ان يقتنينه فأخبرتها بانني لاأعلم اين يبيعونه.. ولكن يمكنها الذهاب الى حضرموت والسؤال هناك.. وستجد الأجابه بكل تأكيد. هذه الذكرى تدل على ان جمال هذا الثوب قد تعدى حدود الذوق المحلي وانه في حالة الاعتناء به وتقديمه بالشكل المشرف وعرضه في عروض الازياء سيتقدم على كثيرمن الألبسة الحديثه التي تكشف عن الكثير من اجزاء الجسد وتعتمد الأثارة اسلوبا في تصميم الملابس الحديثه.مع اني اعتقد (وهذا رأيي الشخصي) ان جمال الملابس المحتشمة يتعدى بمراحل جمال الملابس الخليعة .. آسفه على الأطاله استاذي الفاضل..ودمت لنا معلما نستظل في افيائك ودوحاتك لنجد دوما الجميل والمفيد..شكرا لك.

شكرا لأختنا الماسة على هذا التعقيب وإثراء الموضوع بالمفيد ...!!
وإن نأت بها المسافات ، وتنقلت عبر المطارات ، وبعدت عن وادي النخيل الباسقات ، إلا أنها ستضل تحمل بين حناياها قلب يخفق بحب حضرموت (( ناس وعادات ، وتقاليد )) ..فحرصها على الافتخار بهذا الموروث الحضرمي الذي يتراء في شتى الصور دليل على قوة ايمانها وكما جاء في الأثر (( حب الأوطان من الإيمان ))...!!


.

.

[عبدالقادر صالح فدعق]

هنا قرأت بعض المعلومات الجديدة .,


لك الشكر ياعمنا موضوع جدآ رائع وتستحق عليه الشكر والتقدير .

.

[أبوعوض الشبامي]

.

ويلاحظ في تشكيل وتصميم الثوب التقليدي الحضرمي الخاص بالنساء إنه يتكون من قطعة واحدة فضفاضة بعرض يتراوح بين متر ومتر وعشرين سم ، وغالبا ما يغلب عليه اللون الأسود إن لم يكن جميعه كما شاهدنا في تلك الصور التي رفدنا بها هذا الموضوع .

صورة الثوب من الخلف

وقد راعت المرأة الحضرمية في تصميم ثيباها بين بساطة الثوب المخصص للأستعمال اليومي ، وغالبا ما يكون هذا الثوب خالياً من أي زخارف ومنمنمات ، وبين الثوب المخصص للمناسبات والذي كما نشاهده في الصورة تبرز فيها الزخارف المستوحاة من البيئة الحضرمية ، ويراعى في تصميمه بأن يكون ( ذو ذيل وقدمة ) ، فالقدمة من الأمام ، والذيل من الخلف .

وغالبا ما تكون الزخارف والمشغولات في خلف الثوب وهي من الخيوط الفضية تطعم بالخيوط اللامعة ذات ألوان مختلفة .
وتبدو للناظر للثوب بأن هناك مركزا تبدأ منه هذه الزخارف ويكون في متصف الثوب من (( الخلف )) .

ويبدو مركز بداية الزخرفة على شكل دائرة ومن هذه الدائرة تتفرع اشكال هندسية مربعات و مثلثات ..الخ ، تتواصل وتنحصر في وسط الثوب من الخلف . أما الجهة الأمامية من الثوب فغالبا ما تكون خالية من أي مظاهر زخرفية ماعدا ذلك الذي حول الرقبة (( الجيد )) .

وربما تصمم بعض النساء حزاما من الزخارف حول الصدر وفي الظهر وتطعمه بالصدف .

وتتناثر الأصداف البحرية والقواقع الصغيرة وسط زخرفات الثوب وفي وسط زخارف و اشكال توحي بالنجوم التي تلمع في السماء .

وبالنسبة للأكمام فهي تغطي اليد حتى منتصف الذراع وتعتني المرأة بزخرفة نهاية (( الكم ))

.

[إحساس حضرمية]

الله يحفظك أستاذنا القدير * أبو عوض الشبامي* على هذا الموضوع القيم والمعلومات الرائعة فيه والصور الجميلة للثوب التقليدي ..
وأسمح لي سيدي بإضافة بسيطة لعلها تجيب على تسائلكم بخصوص القصة التي ذكرتموها هنا ..

جلست اليوم مع سيدة كبيرة في السن من العائلة وكنت أحدثها عن الثوب التقليدي (( الذيل والقدمة)) وأني قرأت أنه كان هناك غزو
وإخضاع من قبل غازي لحضرموت في وقته وإذلالهم وأمرهم أن تجعل نساؤهم ذيولا طويلة يجرنها خلف ثيابهن تسحب في الأرض ..!
تعجبت كثيراً وقالت هذه قصة غير صحيحة ..!! والصحيح أننا نلتزم بتعاليم ديننا الحنيف في إسبال ثوب المرأة للستر ؛
تقول كانت الثياب طويلة كاملة ومع رفعه من الأمام بالحزام يقصر قليلاً ,وكان مازال طويل فوجب تقصيره من الأمام حتى يسهل على
المرأة التحرك بكل سهولة ويسر ...!

وهناك أحاديث شريفة تدل على ذلك :
عن أبن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء(( بذيولهن))؟
قال: يرخين شبرا، فقالت: إذاتنكشف أقدامهن. قال فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه. رواه الترمذي،
ومثله أيضا حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في (( ذيول )) النساء شبرا فقالت عائشة: إذا تخرج سوقهن، قال: فذراع.
رواه أحمد وابن ماجه. وفي هذا الحديث وعيد لمن يسبل ثيابه متكبرا على غيره، ولما سألته أم سلمة عن إسبال المرأة ثيابها لأجل أن تستر نفسها حدد
لها مقدار الإسبال في ثياب المرأة بأنه شبر تحت نصف الساق كما في تحفة الأحوذي فقالت: إذا أرخينه شبرا ستكشف قدم المرأة فعندها بين لها أن حكم
المرأة في هذا يختلف عن حكم الرجل فأجاز للمرأة أن تسبل بمقدار ذراع وهذا هوالطول الشرعي لثياب المرأة. قال الحافظ في الفتح: للنساء حالان حال
استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدرالشبر وحال جواز بقدر ذراع. انتهى. والله اعلم .

"تقبل تحياتي وتقديري وكل احترامي ولي عودة للمتابعة معكم ...

[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إحساس حضرمية [ مشاهدة المشاركة ]

الله يحفظك أستاذنا القدير * أبو عوض الشبامي* على هذا الموضوع القيم والمعلومات الرائعة فيه والصور الجميلة للثوب التقليدي .. وأسمح لي سيدي بإضافة بسيطة لعلها تجيب على تسائلكم بخصوص القصة التي ذكرتموها هنا .. جلست اليوم مع سيدة كبيرة في السن من العائلة وكنت أحدثها عن الثوب التقليدي (( الذيل والقدمة)) وأني قرأت أنه كان هناك غزو وإخضاع من قبل غازي لحضرموت في وقته وإذلالهم وأمرهم أن تجعل نساؤهم ذيولا طويلة يجرنها خلف ثيابهن تسحب في الأرض ..! تعجبت كثيراً وقالت هذه قصة غير صحيحة ..!! والصحيح أننا نلتزم بتعاليم ديننا الحنيف في إسبال ثوب المرأة للستر ؛ تقول كانت الثياب طويلة كاملة ومع رفعه من الأمام بالحزام يقصر قليلاً ,وكان مازال طويل فوجب تقصيره من الأمام حتى يسهل على المرأة التحرك بكل سهولة ويسر ...! وهناك أحاديث شريفة تدل على ذلك : عن أبن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء(( بذيولهن))؟ قال: يرخين شبرا، فقالت: إذاتنكشف أقدامهن. قال فيرخينه ذراعا لا يزدن عليه. رواه الترمذي، ومثله أيضا حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في (( ذيول )) النساء شبرا فقالت عائشة: إذا تخرج سوقهن، قال: فذراع. رواه أحمد وابن ماجه. وفي هذا الحديث وعيد لمن يسبل ثيابه متكبرا على غيره، ولما سألته أم سلمة عن إسبال المرأة ثيابها لأجل أن تستر نفسها حدد لها مقدار الإسبال في ثياب المرأة بأنه شبر تحت نصف الساق كما في تحفة الأحوذي فقالت: إذا أرخينه شبرا ستكشف قدم المرأة فعندها بين لها أن حكم المرأة في هذا يختلف عن حكم الرجل فأجاز للمرأة أن تسبل بمقدار ذراع وهذا هوالطول الشرعي لثياب المرأة. قال الحافظ في الفتح: للنساء حالان حال استحباب وهو ما يزيد على ما هو جائز للرجال بقدرالشبر وحال جواز بقدر ذراع. انتهى. والله اعلم . "تقبل تحياتي وتقديري وكل احترامي ولي عودة للمتابعة معكم ...

شكرا لأختنا احساس حضرمية حين تركت مداخلتها المفيدة والرائعة في موضوع يتعلق بثوب النساء الحضرميات ذلك الثوب الذي لم يسلم من التزوير والإفتراء التاريخي من قبل المؤرخين ، حين أدعوا بأنه رمزا من رموز الإذلال للحضارمة ، وكما نعلم أن كثيرا من كتاب التاريخ ومن أدعياء البحث في التراث تغيب عندهم الحاسة النقدية أي مكنة (( الفرز )) لا تعمل عندهم ، وإلا لو انهم تقصوا وتتبعوا التراث العربي لتبين لهم أن (( الذيل والقدمة )) وجر الذيول هو من لبس من تراث المرأة العربية ، ثم كيف يأمر قائد عباسي مشهور (( معن ابن زائدة )) الحضرميات بجر الذيول ؟؟؟
هل كان الجيش الحضرمي الذي انتصر عليه (( معن ابن زائدة )) من النساء وحين انتصر عليهن اراد أن يذلهن بجر الذيول ...؟؟؟
ولو أن هذه القصة فيها شيء من الصحة لكان أمر (( معن ابن زائدة )) الرجال بجر الذيول إذلالا ومهانة لهم ..!!




.

.

[عرض مسمار]

يعطيك العافيه على الموضوع التراثي الجميل