المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


رجل حضر الزيارة ثم كتب هذا !!

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-07-2010, 09:45 PM   #1
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي رجل حضر الزيارة ثم كتب هذا !!

رجل حضر الزيارة ثم كتب هذا !!

'صلوا على رسول الله' 'مدد يا شيخ العرب' لا يمكن لقدميك أن تخطو أول خطوة داخل مسجد السيد أحمد البدوي بمدينة طنطا – 92 كيلو متر شمال القاهرة - إلا وحتما أن تسمع أذناك هذه العبارات التي تترد على ألسنة العشرات من الدراويش والمجاذيب الذين يحيطون بالمسجد من كل جانب يرتدون ثيابا غريبة ويلتحفون بأشياء أغرب وتبدو وجوههم وكأنها لم تلامس الماء منذ عشرات السنين لتعرف ومنذ اللحظة الأولى أيضا أن طنطا تشهد هذه الأيام مولد السيد أحمد البدوي.
'ليس من سمع كمن رأى أي' فمهما سمعت أو قرأت عن الموالد التي تقام في أنحاء مصر شمالها وجنوبها شرقها وغربها فلن تنتابك تلك الحالة النفسية الغريبة التي تحل عليك عندما تخالط زوار هذه الموالد وتعايش أحداثها بل وتحاول أن تتفاعل مع هؤلاء الناس الذين حملوا أمتعتهم وتركوا أحوالهم وراء ظهورهم متجهين إلى هذه الموالد مظنة التقرب لله بزيارة قبور الأولياء وأملا في تحقيق كل أمنياتهم بدعوة مستجابة – حسب اعتقادهم – عند مقامات هؤلاء الأتقياء إذ تستشعر وأنت بين هذه الجموع بأنك انتقلت بروحك وجسدك داخل لوحة من تلك اللوحات التي تصف عالم الدراويش الذي ولى .


شخصية البدوي



على مدار مئات السنين ومنذ عام 675 هجريا – العام الذي توفي فيه البدوي – يحتفل الآلاف من أبناء الطرق الصوفية بمولد البدوي الذين يعودون بنسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيعتقدون أنه 'أحمد البدوي بن علي المكي بن إبراهيم بن علي بن أبو بكر بن إسماعيل بن عمر بن علي بن عثمان بن الحسين بن محمد بن محمد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن علي تقي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الإمام علي الهادي' وقد عرف بالبدوي والملثم لملازمته اللثام .
ويروي هؤلاء أن البدوي ولد عام 596هـ في زقاق الحجر بمدينة فاس المغربية في عهد الخليفة الموحدي الناصر محمد (610هـ) .ونشأ في بيئة علمية ثم هاجر مع أبيه إلى مكة سنة 603هـ وهو ابن 7 سنوات واستغرقت الرحلة إلى مكة 4 سنوات واستقر فيها من 607هـ وحتى وفاة والده سنة 627هـ .
وجاء البدوي إلى مصر سنة 637هـ وقيل 635هـ بعد رحلة إلى العراق قابل فيها عبد القادر الجيلاني وأحمد الرفاعي 'شيخ الطريقة الرفاعية ' ونزل البدوي ببلدة ' طنتدا' التي تعرف الآن بمدينة طنطا – عاصمة محافظة الغربية - ضيفاً على أحد تجارها وهو ركن الدين تاجر الزيت والعسل والعلف وذلك في 14 ربيع الأول 637هـ في عهد السلطان العادل الأيوبي بن الكامل محمد.
ويقول هؤلاء إن البدوي آثر الإقامة على سطح منزل ركن الدين ما يقرب من 12 سنة لم يفارقه لذاك عرف بـ 'السطوحي' ثم لما مات ركن الدين انتقل البدوي إلى دار ابن شحيط شيخ البلدة وقضى فيها بقية عمره وهي 26 سنة حيث توفي في 12 ربيع الأول 675هـ.
غير أن هناك الكثير من المحققين والمؤرخين الذين يبطلون نسب البدوي وينفون صحة نسبه للحسين بن علي رضي الله عنهما إذ لا يثبت لديهم هذا النسب فقد ذكر الرازي في كتابه الشجرة المباركة أن الحسن بن جعفر بن الإمام علي الهادي من المختلف في كونه أعقب أم لا مما يعني أن هناك قول للنسابين بأن الحسن المذكور غير معقب. وأما الشريف أبن الطقطقي في كتابه الأصيلي فلم يذكر من بين المعقبين من أبناء جعفر بن الإمام علي الهادي ابن أسمه الحسن وكذلك فإن النساب العبيدلي في كتابه (التذكرة في الأنساب المطهرة) لم يذكر لجعفر أبناً اسمه الحسن وكذلك فإنَّ أبن عنبة في عمدته لم يذكر لجعفر أبناً معقباً أسمه حسن.
وكما أن هناك تشكيك في نسب البدوي فإن هناك كثيرون أيضا شككوا في حقيقته وحقيقة دوره إذ يرون أن الرجل وحوادثه لم تكن سوى خطة من خطط إعادة المجد العبيدي الفاطمي - كما يُسَمى- فهي مؤامرة للقضاء عَلَى الإسلام متلبسة بلباس أهل البيت ولكن عن طريق آخر غير صريح ولا مباشر وهذا هو طريق التصوف حيث يدعي البدوي وأمثاله أنهم من أهل البيت ولو كَان من أبعد بلاد الله تَعَالَى عن جزيرة العرب فضلاً عن أن يكون عربياً فضلاً عن أن يكون من قريش .

استعداد كبيرة


ما أن تقترب من ميدان السيد البدوي لا تخطئك عيناك من مشاهدة هذه الاستعدادات الضخمة التي أقامتها الحكومة المصرية بوزارتها المختلفة لاستقبال زوار مولد البدوي الذي يمتد لأسبوع كامل إذ تجد أن وزارة الداخلية قد أعدت عدتها ونصبت العديد من 'الصواووين' أحدهما خصصته كنقطة للشرطة العامة والمباحث بما فيها مندوبي أمن الدولة والآخر لشرطة المطافئ وثالث لشرطة المرافق فضلا عن اثنين من رجالها اللذان يقفان في استقبال الجماهير على باب ساحة المسجد وهم على ظهري جوادين في حين تجد 'صيوانين' آخرين لوزارة الصحة أحدهما للكشف والمتابعة وتقديم الإسعافات الأولية والثاني للحملة القومية للتطعيم فيما تجد 'صيوان' لوزارة التموين يجلس فيه عدد كبير من موظفي وقيادات الوزارة في انتظار تلقي أية شكاوي مرتبطة بفساد السلع أو التلاعب بالأسعار كما أكد لنا السيد أحمد زكي أحمد المفتش في الرقابة التموينية بالإضافة إلى إعلان مديرية التموين بالمحافظة لحالة الطوارئ استعدادا للمولد الأحمدي فتقدم مئات الأطنان من الدقيق والسكر لمواجهة حاجات زوار المولد'..كذلك لا يمكن أن تغيب وزارة الكهرباء أو وزارة الأوقاف أو محافظة الغربية عن الحدث فلكل منهم 'صيوان' علقت على مدخله لافتة كبيرة ترحب بالسادة الضيوف والزائرين .

وبجوار 'صواووين' الحكومة تقع 'صواووين' أخرى للطرق الصوفية المشاركة في احتفال البدوي فهذا 'صيوان' للطريقة الأحمدية البدوية تعلن فيه عن تقديم خدماتها لزوار المولد ومحبي آل البيت وهذا للطريقة النقشبندية وهذا للبيومية وهذا لأبناء العارف بالله أحمد كرامة والشيخ شلتوت وآخر لأبناء سيدي صالح الشافعي الخليلي الكبير وهكذا .
أما مآذن وقبة المسجد البدوي فقد زينت وغطتها الأنوار الملونة من كل جانب حتى أضحى ليل الباحة التي تفصل بين مدخل المسجد وبوابته وكأنها نهارا .

مولد يا صاحبي



على باب المسجد تشهد حالة من الازدحام ربما لا يشابهها إلا ما يحدث في الحج للبيت العتيق فأناس داخلون للمسجد وآخرون خارجون منه وعلى طرفي الباب يقف الدراويش بملابسهم المثيرة للتعجب والدهشة ويمسكون في أيديهم بعصى صغيرة في حين يلتف حولهم العديد من الناس فيتمسحون بهم ليأخذوا 'البركة' ويعطوهم ما تجود به أيديهم في مقابل تمتمة لا يسمعونها يحسبها العاطي أدعية مقبولة كما يجاور هؤلاء الدارويش نساء يحملن بين أيديهن حلى يطلقون عليه 'ما شاء الله' لبيعها للزوار فهي تأتي بالخير للابسها وبركة من البدوي.

ولا يختلف حال الباب من الداخل عنه في الخارج فما أن تعبر قدماك باب المسجد حتى تشاهد نفس المشهد وإن قلت حدته نتيجة التواجد الأمني الذي يحاول أن ينظم عملية الدخول والخروج فضلا عن أن مدخل مقامي السيد البدوي وسيدي مجاهد لا يبعد سوى مترين على الأكثر من الباب الرئيسي .

وبعد عدة خطوات تصبح واقفا في ساحة المسجد الذي يتسع لآلاف المصلين فتجد من حولك مئات الأسر المصرية 'رجالا ونساء وأطفالا ' والتي جاءت من كل أنحاء البلاد حيث احتلت كل أسرة منهم مكانا في المسجد حيث اتخذته سكنا لأيام إقامة المولد وقد حملوا معهم أمتعتهم فتجد البعض وهم يتناولون الطعام وآخرون نائمون وآخرون يتسامرون وآخرون يتجولون في المسجد وآخرون قد آثروا الخروج ربما للتسوق أو التجوال في مدينة طنطا .

ولا تعدم من مشاهدة البعض من الدراويش الذين اتخذ كل منهم ركنا في المسجد وقد جلس ليلتف حوله البعض من الفضوليين أو أولئك الذين استشعروا أن هؤلاء الدراويش من أصحاب الكرامات والحظوة وأنه يجب التودد إليهم والتقرب منهم لينالهم ' من الحب جانب '.

وتقع عيناك على هذه المجموعات التي اتخذت بجوار المنبر مكانا للتجمع وإقامة ما يعتقدون بأنها حلقات للذكر فهذه مجموعة النقشبندية وهذه الأحمدية وهذه لسيدي الشيخ صالح وهكذا ..فتحت كل لافتة تحمل اسم طريقة تجلس مجموعة من الناس 'رجالا ونساء وأطفال وشباب وفتيات ' يقودهم رجل غالبا ما يرتدي ثوبا نظيفا وعلى رأسه عمامة كبيرة وتملأ وجه لحية كثيفة يجلس مستندا إلى الحائط ينشدون الأناشيد ويصفقون بأيديهم ويتمايلون يمنة ويسرة .

تجربة مثيرة

لم أستطع مقاومة فضولي من الاقتراب من إحدى حلقات الذكر هذه وأسرتني تجربة المشاركة وقد كان ذلك حيث انضممت لحلقة الذكر التي أقامتها مجموعة سيدي صالح حتى يمكنني التعرف عن قرب على ما يفعل هؤلاء وكالعادة فقد جلست حيث انتهت الحلقة وكان ذلك بجوار رجل مسن يبدو أنه كان في حالة من الوجد والتفاعل بشدة مع تلك الأناشيد التي كان يرددها شيخهم الذي توسط الحلقة .

حاولت أن أمسك بورقي وقلمي من أجل أن أسجل ملاحظاتي غير أن عين الشيخ التي كانت تنظر إلي بين الحين والآخر جعلتني في حالة قلق وتوتر دفعتني إلى محاولة إيهامهم بالتأثر بما ينشدون وإلا انكشف أمري وعلموا أنني صحفي ولا يعلم ماذا سيحدث لي ساعتها سوى العليم الخبير .

قفزت لرأسي فكرة أن أسجل بهاتفي المحمول ما يدور في الجلسة دون أن يشعر بي أحد وبالفعل سارعت إلى فتح المسجل وكأنني أنظر في هاتفي هل اتصل بي أحد أم لا وكان قد بدأ الشيخ وقتها في الحديث عن البدوي فتحدث عن مناقبه ورد بحسب اعتقاده ما يثيروه أعداءه حوله ملقبا إياه بالمفترى عليه وطالبا في الوقت ذاته من هؤلاء الذين يقللون من فضله بأن يتعلموا أولا ويعوا سيرة هذا الرجل قبل أن يحكموا عليه .

ولم تخل بالطبع محاضرة الشيخ حول البدوي من سرد مجموعة من القصص والروايات حول خوارقه وكراماته التي يذهلك أن ترى تصديقا كاملا على وجوه الناس لها ومن ذلك قصة محاولة ابن دقيق العيد شيخ الإسلام في وقت البدوي أن يختبر البدوي فأرسل له أحد تلامذته لاختباره وهو يخبئ كتابا في ملابسه فقال له البدوي أخرج ما معك من كتاب واسأل ما شئت فتعجب الرجل ولما رد البدوي على أسئلته قال البدوي للرجل اذهب لشيخك وقل له إن لديك خطأين في مصحفك أحدهما في سورة يسن والآخر في سورة طه .

وما أن انتهى الشيخ من محاضرة حتى وجدته بدأ في الإنشاد والتصفيق بصوت عالي وهو ما شاركه فيه كل المجموعة الجالسة وبالطبع كان الجميع يحفظون ما يقوله الشيخ ويرددون معه دون خطأ واحد إلا أنا وشيئا فشيئا بدا يتجمع حوله أناس كثيرون جاءوا من أنحاء المسجد .
وفي جانب من جوانب الحلقة تجمعت العشرات من النسوة والفتيات اللائي أخذن ينشدن مع الشيخ ويزغردن ويصفقن ثم قامت واحدة منهم بإخراج زجاجة 'برفان حريمي' من حقيبتها لتبدأ في الرش على رؤوس الرجال بين الحين والآخر لتختلط الرائحة الطيبة بالأناشيد والتصفيق .. ثم ليأتي دور الأكل الذي كان قد أعد سابقا ليقوم أحد الرجال بالتوزيع على الجالسين فيأكلون ويتسامرون .



داخل المقام

ا أن انتهيت من جلسة مجموعة سيدي صالح بعد أن تناولت طعامهم مخافة أن ينكشف أمري في حال رفضي للطعام قمت بالإسراع لاستطلاع ما يحدث في تلك الحجرة التي تضم ضريح البدوي لتملأ عيني قبل الوصول لباب الحجرة تلك الزينات واللافتات الخضراء والحمراء التي انتشرت حول الباب وما أن اقتربت من باب الحجرة حتى وجدت رجل يمسك بقطعة من القماش المبلول غير أن لونها اصطبغ باللون الأحمر لأعرف منه أنه يسمح عتبه المقام بقماش مبلول بالشربات 'عصير الفراولة' وعلى جانبيه يجلس رجل وامرأة أمام كل منهما إناء مملوء بالماء وعدة أكواب يسقون بها الداخلين والخارجين من المقام ولا مانع من تلقي بعض الصدقات مقابل ذلك .

لا تصدق نفسك عندما ترى هذه العشرات الداخلة إلى الضريح وهم يقومون برفع أيديهم ووضعها على رؤوسهم بطريقة معينة كتحية للبدوي وهو ما يذكرك بتلك التحية الهتلرية التي فرضها القائد الألماني على شعبه عند رؤيته وهي التحية التي تعد أخف وطأة من أولئك الذين يقومون بالسجود على عتبة الضريح ويمرمغون وجهوهم .

وما أن تعبر قدماك عتبة المقام حتى تجد نفسك بين العشرات من الرجال والنساء والأطفال والفتيات الذين يطوف أغلبهم حول الضريح وكأنه كعبة الله في حين تجد البعض وهو يتمسح بالضريح وآخرون وقد جلسوا القرفصاء وأمسكوا بالسور الخشبي المحيط بالقبر يقبلونه ويذرفون الدموع وآخرون وقد سجدوا بجواره دون استقبال قبلة أو مراعاة للزحام .

وفي أحد جوانب الغرفة يلفت نظرك ذلك الزحام والتدافع على برواز زجاجي يقبله الناس وما أن تقترب حتى ترى نحت في صخر لقدمين يعتقد الناس أنه للرسول – صلى الله عليه وسلم – وذلك دون سند شرعي أو حتى من قبل المؤرخين .
وفي بقية أركان الغرفة يجلس عشرات آخرون دون فواصل أيضا بين رجال أو نساء فتجد بعضهم يتسامرون وآخرون يدعون بما يريدون فتصل إلى مسامعك بعض الأدعية التي ربما تتوافق مع الشرع وأكثرها مما يخالفه ويتجاوز الحد من مثل ' انجدني يا بدوي ' و 'اشفي لي مرضي يا شيخ العرب' وغيرها .

لا تعدم أيضا داخل المقام من وجود المجاذيب والدراويش ومن يعانون من متاعب نفسية ربما وجدوا من المقام وما يحدث فيه فرصة جيدة للتنفيس عما بداخلهم ففي لحظة تفاجأ برجل مهيب يرتدي أجمل الثياب وأغلاها ويمسك بزجاجة عطر يمر علي الضريح فيرشها وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة أو أن يدخل رجل استحسن صوته فيضع يديه على أذنيه وينشد بصوت عالي وهو يطوف حول القبر أو أن تجد امرأة متبرجة وترتدي ثيابا غير شرعية تمسك بحقيبة ممتلئة بالحلوى فترميها فوق رؤوس الزائرين أو بشاب تحسبه من العاقلين فيصرخ بأعلى صوته فجأة ' يا حبيبي ..'.وهكذا.

ووسط الطوافين وجدنا رجلا في الأربعينات من عمره تمسك بطرف ثيابه فتاة لم تكمل عقدها الثاني ويمسك الرجل بصورة 'فوتوغرافية' لرجل مسن للغاية يرتدي عمامة كبيرة على رأسه يمر بها على الطوافين والجالسين ويقول بصوت عال سيدي سليمان أبو حراز فلما استوقفته أسأله هل يمكنني أخذ الصورة لم يتردد وأعطاني إياها ليخرج بأخرى من حقيبة بيده ولما سألته من هذا.. قال إنه أحد أولياء شمال سيناء ..ولما سألته لماذا توزع صورته على الزائرين قال أنا لا أوزعها ولكن فقط أمررها عليهم ..فسألته لماذا فقال أشعر بترحاب في مقام البدوي عندما أفعل ذلك ..والحقيقة أنني لم أفهم ماذا يقصد .


رفقاء البدوي



والغريب في المسألة أن المولد مولد البدوي ومع ذلك فإنك تجد الزائرين يتجهون لزيارة مقامات وأضرحة أخرى داخل المسجد في غرفتين مجاورتين لغرفة قبر البدوي الغرفة الأولى تضم قبر سيدي عبد العال الأنصاري الخليفة الأول للبدوي وقبر آخر يضم جسدي سيدي نور الدين وسيدي عبد الرحمن نجلي سيدي عبد العال وقبر ثالث يضم جسد سيدي أحمد محمد حجاب الذي توفي عام 1978م إذ كان إماما للمسجد البدوي ويقال إنه بشر الرئيس المصري أنور السادات بالانتصار على اليهود وطلب منه أن يتعهد له إذا ما انتصر أن يدفن في المسجد البدوي بجوار مقام السيد أحمد البدوي وهو ما نفذه السادات .. أما في الغرفة الثانية فيقع قبر سيدي مجاهد الخليفة الثاني للبدوي .

وكما تجد العشرات ينهالون على زيارة مقام البدوي لا تعدم أيضا من زائرين لهذه المقامات المجاورة وإن كانت كثافة الزيارة بطبيعة الحال أقل بل ربما تجد الكثيرين ممن دخلوا هذه المقامات بطريق الخطأ مظنة أن تكون للبدوي .

وبجوار كل مقام من هذه المقامات تجد خادما للمقام لا يتردد في أن يجيبك عن بعض الأسئلة الأولية حول صاحب المقام لعل وعسى أن تكون إجاباته سببا في أن تدخل يدك لجيبك وتخرج منها 'ما فيه النصيب'.


كشف العورات



تستغرقك الساعات وأنت في المسجد البدوي لا تشعر بالوقت وكيف ذهب فكل صورة من هذه الصور تشدك لتتأملها حتى يؤذن عليك آذان إحدى الصلوات لتنتبه أنه يجب أن تذهب للوضوء لأداءها وما أن تذهب إلى دورات المياه حتى تطالعك صورة أخرى من الصور السلبية التي تمتلأ بها هذه الموالد فها هي دورات المياه تمتلأ بالرجال والنساء والشباب والفتيات الذين يقومون بالوضوء بجوار بعضهم البعض ولك أن تتخيل صورة امرأة أو شابة تتوضأ بجوارك فترفع عن ثوبها لتغسل ساقها فتظهر عورتها أمام الرجال أو أن تشمر عن أكمامها فتبدو للعالمين يديها في حين يجلس على مسافة صغيرة بعض النسوة اللائي يتناولن الطعام وقد افترشن بلاط دورات المياه لتبدو الصورة وكأنها سداح مداح لا رابط في المسألة ولا علاقة لما يحدث بالذكر أو الذاكرين .. إنه المولد .

والمثير أن تجد الكثير من بين هؤلاء الذين تكلفوا مشقة السفر وعناءه لزيارة الأولياء والتبرك بهم يسمعون الآذان ولا يتحركون لوضوء أو صلاة فتقام الصلاة وهؤلاء عنها لاهون وكأن الصلاة ليست فرضا أو قل إن هذا الفرض قد سقط عنهم فهم يؤدون ما هو أعلى منها .. إنهم في حضرة البدوي .


وفي داخل المسجد وأثناء الصلاة تجد من يلاعب الأطفال وتجد من هو نائم وتجد من يسامر صديقا له وتجد من يزال مشغولا في الطعام بل وتجد أناس آخرين في مواضع مخالفة لما هو عليه الإمام .


فرصة للتجارة


لعل نظرة تأمل فيما يجري بمولد البدوي وغيره من الموالد يكشف عن أن الأمر لا يعدو عن كونه فرصة للرواج التجاري على مستويين الأول منهما يخص هؤلاء الخدم والمتصوفة الذين يحصلون على نسبة لا بأس بها من النذور والصدقات التي يخرجها ألآلاف من البشر ومحبي أصحاب القبور والأضرحة والذين يقدمونها مظنة أنها صدقة يجزئ بها صاحبها والتي وصلت إلى ما يزيد عن 2 مليون جينه.


أما المستوى الثاني فيخص التجار الذين يحيطون بالمسجد البدوي فالمولد - كما يقول علي فهمي الخبير المصري بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في كتابه 'دين الحرافيش في مصر المحروسة' - سوق تجارية يعرض فيها المنتجون بضائعهم ويسعى إليه المستهلكون للشراء. ومضيفا في الوقت ذاته أن مواسم الموالد في الأقاليم المصرية ترتبط بمواسم تصريف محاصيل زراعية بعينها. وتقترن مواعيدها بمواعيد الانتهاء من جني المحصول الذي يشتهر به الإقليم الذي يقام فيه المولد.

يقول طارق فلاح صاحب محل حلويات وحمص في ميدان السيد البدوي إن المولد موسم سنوي لنا جميعا وعلى الرغم من أن الأسعار لا تختلف كثيرا عن بقية المحافظات إلا أن الناس تشتري من طنطا لنا يتميز به الحمص هنا

وهو ما يؤكده شريف السيد سليمان صاحب فرش للإكسسوارات ولعب الأطفال الذي يقول إن أيام المولد بالنسبة لنا أيام للرواج التجاري نبيع فيها ما يساوي حجم مبيعاتنا في العام كله أما ما قبل المولد وبعده فيكون السوق نائم .


ويضيف سليمان أنه لا يدخل الضريح ولا يزور مقام البدوي فهو لا يعتقد في هذه الأشياء وأن وجوده ليس إلا للتجارة متعجبا من هؤلاء الناس الذين يضعون هذه الأموال في صناديق النذور وهم يعتقدون أنها ستصل للبدوي .

حكايات الزائرين


في محاولة منا للتعرف على بعض الزائرين وأسباب زيارتهم لمولد السيد البدوي التقينا بعدة نماذج من هؤلاء وكان منهم :


طارق محمد حسن ' سباك ' من جزيرة الوراق بشبرا بالقاهرة والذي قال إنه لم يكن يقصد المجئ لمولد البدوي غير أنه كان في منطقة قريبة من طنطا لشراء بعض الاحتياجات ولم يجدها فخطر بباله أن يذهب للبدوي مؤكدا أنه لا يعتقد بأن زيارة الأضرحة تقرب لله تعالى وإنما هي مجرد عادة أخذها عن أبيه وجده فالهدف من الزيارة ' الاستباركة ' التي تعني عند طارق أخذ البركة.


أما السيد الفولي ياسين محمد والذي جاء خصيصا من مدينة مطاي بمحافظة المنيا – صعيد مصر – فيقول إنه حريص منذ عشر سنوات على زيارة مولد السيد البدوي فهو رجل كرامات وصاحب بطولات في حين ينتابه الحزن الشديد في حال تخلفه عن الزيارة في أحد الأعوام.

وأضاف الفولي أنه بمجرد دخوله لمقام السيد البدوي يشعر براحة نفسية لا مثيل لها حيث يقوم بقراءة الفاتحة والدعاء لله عز وجل بأن يشفيه من الأمراض ويدخله الجنة بحق صاحب هذا المقام .

أما أحمد زكريا الحاصل على ليسانس لغات وترجمة 'قسم عبري' من جامعة الأزهر فيقول إننا نحب البدوي لحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من نسله ولو كان نبيا بعد الرسول لكان السيد البدوي – بحسب قوله – فهو رجل تقي وولي ' ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون' .


وعن سبب زيارته لمسجد البدوي قال زكريا إنه يعمل في مدينة طنطا طوال الليل في أحد أفران الخبز وبالتالي فهو يقضي النهار كله في المسجد ولا يذهب للمنزل.

ويضيف زكريا أنه لم يكن معتقدا في هذه الزيارات في السابق غير أنه لما زار البدوي تغير حاله وسلوكه إلى الأفضل وهو ما جعله حريصا على الزيارة باستمرار .

ويستنكر زكريا قيام العديد من الأشخاص بالتكسب من وراء زيارة أضرحة الأولياء .

أما السيدة اعتماد محمد هلال ' كرداسة – الجيزة' والتي تبلغ من العمر سبعين عاما فقالت إنها لم تزر البدوي قبل ذلك وأن هذه أول زيارة لها وأن من دلتها على زيارة البدوي هي أختها الصغيرة إذ أن البدوي ولي من أولياء الله ولا تعرف عنه غير ذلك .
الموضوع منقول للفائدة والعبرة
  رد مع اقتباس
قديم 04-07-2010, 09:55 PM   #2
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

أحمد البدوي يسلب الإيمان حتى ما يبقى منه مقدار شعرة تحن إلى دين الإسلام و هو يرده أيضا .

قال الشعراني : أخبرني شيخنا الشيخ محمد الشناوى رضي الله عنه أن شخصا أنكر حضور مولده ( أي : حضور مولد البدوي ) فسلب الإيمان فلم يكن فيه شعرة تحن إلى دين الإسلام فاستغاث بسيدي أحمد رضي الله عنه فقال بشرط أن لا تعود فقال نعم فرد عليه ثوب إيمانه . 1 / 187
السطر 4
  رد مع اقتباس
قديم 04-07-2010, 10:01 PM   #3
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الحضرمي التريمي [ مشاهدة المشاركة ]
رجل حضر الزيارة ثم كتب هذا !!

'صلوا على رسول الله' 'مدد يا شيخ العرب' لا يمكن لقدميك أن تخطو أول خطوة داخل مسجد السيد أحمد البدوي بمدينة طنطا – 92 كيلو متر شمال القاهرة - إلا وحتما أن تسمع أذناك هذه العبارات التي تترد على ألسنة العشرات من الدراويش والمجاذيب الذين يحيطون بالمسجد من كل جانب يرتدون ثيابا غريبة ويلتحفون بأشياء أغرب وتبدو وجوههم وكأنها لم تلامس الماء منذ عشرات السنين لتعرف ومنذ اللحظة الأولى أيضا أن طنطا تشهد هذه الأيام مولد السيد أحمد البدوي.
'ليس من سمع كمن رأى أي' فمهما سمعت أو قرأت عن الموالد التي تقام في أنحاء مصر شمالها وجنوبها شرقها وغربها فلن تنتابك تلك الحالة النفسية الغريبة التي تحل عليك عندما تخالط زوار هذه الموالد وتعايش أحداثها بل وتحاول أن تتفاعل مع هؤلاء الناس الذين حملوا أمتعتهم وتركوا أحوالهم وراء ظهورهم متجهين إلى هذه الموالد مظنة التقرب لله بزيارة قبور الأولياء وأملا في تحقيق كل أمنياتهم بدعوة مستجابة – حسب اعتقادهم – عند مقامات هؤلاء الأتقياء إذ تستشعر وأنت بين هذه الجموع بأنك انتقلت بروحك وجسدك داخل لوحة من تلك اللوحات التي تصف عالم الدراويش الذي ولى .


شخصية البدوي



على مدار مئات السنين ومنذ عام 675 هجريا – العام الذي توفي فيه البدوي – يحتفل الآلاف من أبناء الطرق الصوفية بمولد البدوي الذين يعودون بنسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيعتقدون أنه 'أحمد البدوي بن علي المكي بن إبراهيم بن علي بن أبو بكر بن إسماعيل بن عمر بن علي بن عثمان بن الحسين بن محمد بن محمد بن موسى بن يحيى بن عيسى بن علي تقي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الإمام علي الهادي' وقد عرف بالبدوي والملثم لملازمته اللثام .
ويروي هؤلاء أن البدوي ولد عام 596هـ في زقاق الحجر بمدينة فاس المغربية في عهد الخليفة الموحدي الناصر محمد (610هـ) .ونشأ في بيئة علمية ثم هاجر مع أبيه إلى مكة سنة 603هـ وهو ابن 7 سنوات واستغرقت الرحلة إلى مكة 4 سنوات واستقر فيها من 607هـ وحتى وفاة والده سنة 627هـ .
وجاء البدوي إلى مصر سنة 637هـ وقيل 635هـ بعد رحلة إلى العراق قابل فيها عبد القادر الجيلاني وأحمد الرفاعي 'شيخ الطريقة الرفاعية ' ونزل البدوي ببلدة ' طنتدا' التي تعرف الآن بمدينة طنطا – عاصمة محافظة الغربية - ضيفاً على أحد تجارها وهو ركن الدين تاجر الزيت والعسل والعلف وذلك في 14 ربيع الأول 637هـ في عهد السلطان العادل الأيوبي بن الكامل محمد.
ويقول هؤلاء إن البدوي آثر الإقامة على سطح منزل ركن الدين ما يقرب من 12 سنة لم يفارقه لذاك عرف بـ 'السطوحي' ثم لما مات ركن الدين انتقل البدوي إلى دار ابن شحيط شيخ البلدة وقضى فيها بقية عمره وهي 26 سنة حيث توفي في 12 ربيع الأول 675هـ.
غير أن هناك الكثير من المحققين والمؤرخين الذين يبطلون نسب البدوي وينفون صحة نسبه للحسين بن علي رضي الله عنهما إذ لا يثبت لديهم هذا النسب فقد ذكر الرازي في كتابه الشجرة المباركة أن الحسن بن جعفر بن الإمام علي الهادي من المختلف في كونه أعقب أم لا مما يعني أن هناك قول للنسابين بأن الحسن المذكور غير معقب. وأما الشريف أبن الطقطقي في كتابه الأصيلي فلم يذكر من بين المعقبين من أبناء جعفر بن الإمام علي الهادي ابن أسمه الحسن وكذلك فإن النساب العبيدلي في كتابه (التذكرة في الأنساب المطهرة) لم يذكر لجعفر أبناً اسمه الحسن وكذلك فإنَّ أبن عنبة في عمدته لم يذكر لجعفر أبناً معقباً أسمه حسن.
وكما أن هناك تشكيك في نسب البدوي فإن هناك كثيرون أيضا شككوا في حقيقته وحقيقة دوره إذ يرون أن الرجل وحوادثه لم تكن سوى خطة من خطط إعادة المجد العبيدي الفاطمي - كما يُسَمى- فهي مؤامرة للقضاء عَلَى الإسلام متلبسة بلباس أهل البيت ولكن عن طريق آخر غير صريح ولا مباشر وهذا هو طريق التصوف حيث يدعي البدوي وأمثاله أنهم من أهل البيت ولو كَان من أبعد بلاد الله تَعَالَى عن جزيرة العرب فضلاً عن أن يكون عربياً فضلاً عن أن يكون من قريش .

استعداد كبيرة


ما أن تقترب من ميدان السيد البدوي لا تخطئك عيناك من مشاهدة هذه الاستعدادات الضخمة التي أقامتها الحكومة المصرية بوزارتها المختلفة لاستقبال زوار مولد البدوي الذي يمتد لأسبوع كامل إذ تجد أن وزارة الداخلية قد أعدت عدتها ونصبت العديد من 'الصواووين' أحدهما خصصته كنقطة للشرطة العامة والمباحث بما فيها مندوبي أمن الدولة والآخر لشرطة المطافئ وثالث لشرطة المرافق فضلا عن اثنين من رجالها اللذان يقفان في استقبال الجماهير على باب ساحة المسجد وهم على ظهري جوادين في حين تجد 'صيوانين' آخرين لوزارة الصحة أحدهما للكشف والمتابعة وتقديم الإسعافات الأولية والثاني للحملة القومية للتطعيم فيما تجد 'صيوان' لوزارة التموين يجلس فيه عدد كبير من موظفي وقيادات الوزارة في انتظار تلقي أية شكاوي مرتبطة بفساد السلع أو التلاعب بالأسعار كما أكد لنا السيد أحمد زكي أحمد المفتش في الرقابة التموينية بالإضافة إلى إعلان مديرية التموين بالمحافظة لحالة الطوارئ استعدادا للمولد الأحمدي فتقدم مئات الأطنان من الدقيق والسكر لمواجهة حاجات زوار المولد'..كذلك لا يمكن أن تغيب وزارة الكهرباء أو وزارة الأوقاف أو محافظة الغربية عن الحدث فلكل منهم 'صيوان' علقت على مدخله لافتة كبيرة ترحب بالسادة الضيوف والزائرين .

وبجوار 'صواووين' الحكومة تقع 'صواووين' أخرى للطرق الصوفية المشاركة في احتفال البدوي فهذا 'صيوان' للطريقة الأحمدية البدوية تعلن فيه عن تقديم خدماتها لزوار المولد ومحبي آل البيت وهذا للطريقة النقشبندية وهذا للبيومية وهذا لأبناء العارف بالله أحمد كرامة والشيخ شلتوت وآخر لأبناء سيدي صالح الشافعي الخليلي الكبير وهكذا .
أما مآذن وقبة المسجد البدوي فقد زينت وغطتها الأنوار الملونة من كل جانب حتى أضحى ليل الباحة التي تفصل بين مدخل المسجد وبوابته وكأنها نهارا .

مولد يا صاحبي



على باب المسجد تشهد حالة من الازدحام ربما لا يشابهها إلا ما يحدث في الحج للبيت العتيق فأناس داخلون للمسجد وآخرون خارجون منه وعلى طرفي الباب يقف الدراويش بملابسهم المثيرة للتعجب والدهشة ويمسكون في أيديهم بعصى صغيرة في حين يلتف حولهم العديد من الناس فيتمسحون بهم ليأخذوا 'البركة' ويعطوهم ما تجود به أيديهم في مقابل تمتمة لا يسمعونها يحسبها العاطي أدعية مقبولة كما يجاور هؤلاء الدارويش نساء يحملن بين أيديهن حلى يطلقون عليه 'ما شاء الله' لبيعها للزوار فهي تأتي بالخير للابسها وبركة من البدوي.

ولا يختلف حال الباب من الداخل عنه في الخارج فما أن تعبر قدماك باب المسجد حتى تشاهد نفس المشهد وإن قلت حدته نتيجة التواجد الأمني الذي يحاول أن ينظم عملية الدخول والخروج فضلا عن أن مدخل مقامي السيد البدوي وسيدي مجاهد لا يبعد سوى مترين على الأكثر من الباب الرئيسي .

وبعد عدة خطوات تصبح واقفا في ساحة المسجد الذي يتسع لآلاف المصلين فتجد من حولك مئات الأسر المصرية 'رجالا ونساء وأطفالا ' والتي جاءت من كل أنحاء البلاد حيث احتلت كل أسرة منهم مكانا في المسجد حيث اتخذته سكنا لأيام إقامة المولد وقد حملوا معهم أمتعتهم فتجد البعض وهم يتناولون الطعام وآخرون نائمون وآخرون يتسامرون وآخرون يتجولون في المسجد وآخرون قد آثروا الخروج ربما للتسوق أو التجوال في مدينة طنطا .

ولا تعدم من مشاهدة البعض من الدراويش الذين اتخذ كل منهم ركنا في المسجد وقد جلس ليلتف حوله البعض من الفضوليين أو أولئك الذين استشعروا أن هؤلاء الدراويش من أصحاب الكرامات والحظوة وأنه يجب التودد إليهم والتقرب منهم لينالهم ' من الحب جانب '.

وتقع عيناك على هذه المجموعات التي اتخذت بجوار المنبر مكانا للتجمع وإقامة ما يعتقدون بأنها حلقات للذكر فهذه مجموعة النقشبندية وهذه الأحمدية وهذه لسيدي الشيخ صالح وهكذا ..فتحت كل لافتة تحمل اسم طريقة تجلس مجموعة من الناس 'رجالا ونساء وأطفال وشباب وفتيات ' يقودهم رجل غالبا ما يرتدي ثوبا نظيفا وعلى رأسه عمامة كبيرة وتملأ وجه لحية كثيفة يجلس مستندا إلى الحائط ينشدون الأناشيد ويصفقون بأيديهم ويتمايلون يمنة ويسرة .

تجربة مثيرة

لم أستطع مقاومة فضولي من الاقتراب من إحدى حلقات الذكر هذه وأسرتني تجربة المشاركة وقد كان ذلك حيث انضممت لحلقة الذكر التي أقامتها مجموعة سيدي صالح حتى يمكنني التعرف عن قرب على ما يفعل هؤلاء وكالعادة فقد جلست حيث انتهت الحلقة وكان ذلك بجوار رجل مسن يبدو أنه كان في حالة من الوجد والتفاعل بشدة مع تلك الأناشيد التي كان يرددها شيخهم الذي توسط الحلقة .

حاولت أن أمسك بورقي وقلمي من أجل أن أسجل ملاحظاتي غير أن عين الشيخ التي كانت تنظر إلي بين الحين والآخر جعلتني في حالة قلق وتوتر دفعتني إلى محاولة إيهامهم بالتأثر بما ينشدون وإلا انكشف أمري وعلموا أنني صحفي ولا يعلم ماذا سيحدث لي ساعتها سوى العليم الخبير .

قفزت لرأسي فكرة أن أسجل بهاتفي المحمول ما يدور في الجلسة دون أن يشعر بي أحد وبالفعل سارعت إلى فتح المسجل وكأنني أنظر في هاتفي هل اتصل بي أحد أم لا وكان قد بدأ الشيخ وقتها في الحديث عن البدوي فتحدث عن مناقبه ورد بحسب اعتقاده ما يثيروه أعداءه حوله ملقبا إياه بالمفترى عليه وطالبا في الوقت ذاته من هؤلاء الذين يقللون من فضله بأن يتعلموا أولا ويعوا سيرة هذا الرجل قبل أن يحكموا عليه .

ولم تخل بالطبع محاضرة الشيخ حول البدوي من سرد مجموعة من القصص والروايات حول خوارقه وكراماته التي يذهلك أن ترى تصديقا كاملا على وجوه الناس لها ومن ذلك قصة محاولة ابن دقيق العيد شيخ الإسلام في وقت البدوي أن يختبر البدوي فأرسل له أحد تلامذته لاختباره وهو يخبئ كتابا في ملابسه فقال له البدوي أخرج ما معك من كتاب واسأل ما شئت فتعجب الرجل ولما رد البدوي على أسئلته قال البدوي للرجل اذهب لشيخك وقل له إن لديك خطأين في مصحفك أحدهما في سورة يسن والآخر في سورة طه .

وما أن انتهى الشيخ من محاضرة حتى وجدته بدأ في الإنشاد والتصفيق بصوت عالي وهو ما شاركه فيه كل المجموعة الجالسة وبالطبع كان الجميع يحفظون ما يقوله الشيخ ويرددون معه دون خطأ واحد إلا أنا وشيئا فشيئا بدا يتجمع حوله أناس كثيرون جاءوا من أنحاء المسجد .
وفي جانب من جوانب الحلقة تجمعت العشرات من النسوة والفتيات اللائي أخذن ينشدن مع الشيخ ويزغردن ويصفقن ثم قامت واحدة منهم بإخراج زجاجة 'برفان حريمي' من حقيبتها لتبدأ في الرش على رؤوس الرجال بين الحين والآخر لتختلط الرائحة الطيبة بالأناشيد والتصفيق .. ثم ليأتي دور الأكل الذي كان قد أعد سابقا ليقوم أحد الرجال بالتوزيع على الجالسين فيأكلون ويتسامرون .



داخل المقام

ا أن انتهيت من جلسة مجموعة سيدي صالح بعد أن تناولت طعامهم مخافة أن ينكشف أمري في حال رفضي للطعام قمت بالإسراع لاستطلاع ما يحدث في تلك الحجرة التي تضم ضريح البدوي لتملأ عيني قبل الوصول لباب الحجرة تلك الزينات واللافتات الخضراء والحمراء التي انتشرت حول الباب وما أن اقتربت من باب الحجرة حتى وجدت رجل يمسك بقطعة من القماش المبلول غير أن لونها اصطبغ باللون الأحمر لأعرف منه أنه يسمح عتبه المقام بقماش مبلول بالشربات 'عصير الفراولة' وعلى جانبيه يجلس رجل وامرأة أمام كل منهما إناء مملوء بالماء وعدة أكواب يسقون بها الداخلين والخارجين من المقام ولا مانع من تلقي بعض الصدقات مقابل ذلك .

لا تصدق نفسك عندما ترى هذه العشرات الداخلة إلى الضريح وهم يقومون برفع أيديهم ووضعها على رؤوسهم بطريقة معينة كتحية للبدوي وهو ما يذكرك بتلك التحية الهتلرية التي فرضها القائد الألماني على شعبه عند رؤيته وهي التحية التي تعد أخف وطأة من أولئك الذين يقومون بالسجود على عتبة الضريح ويمرمغون وجهوهم .

وما أن تعبر قدماك عتبة المقام حتى تجد نفسك بين العشرات من الرجال والنساء والأطفال والفتيات الذين يطوف أغلبهم حول الضريح وكأنه كعبة الله في حين تجد البعض وهو يتمسح بالضريح وآخرون وقد جلسوا القرفصاء وأمسكوا بالسور الخشبي المحيط بالقبر يقبلونه ويذرفون الدموع وآخرون وقد سجدوا بجواره دون استقبال قبلة أو مراعاة للزحام .

وفي أحد جوانب الغرفة يلفت نظرك ذلك الزحام والتدافع على برواز زجاجي يقبله الناس وما أن تقترب حتى ترى نحت في صخر لقدمين يعتقد الناس أنه للرسول – صلى الله عليه وسلم – وذلك دون سند شرعي أو حتى من قبل المؤرخين .
وفي بقية أركان الغرفة يجلس عشرات آخرون دون فواصل أيضا بين رجال أو نساء فتجد بعضهم يتسامرون وآخرون يدعون بما يريدون فتصل إلى مسامعك بعض الأدعية التي ربما تتوافق مع الشرع وأكثرها مما يخالفه ويتجاوز الحد من مثل ' انجدني يا بدوي ' و 'اشفي لي مرضي يا شيخ العرب' وغيرها .

لا تعدم أيضا داخل المقام من وجود المجاذيب والدراويش ومن يعانون من متاعب نفسية ربما وجدوا من المقام وما يحدث فيه فرصة جيدة للتنفيس عما بداخلهم ففي لحظة تفاجأ برجل مهيب يرتدي أجمل الثياب وأغلاها ويمسك بزجاجة عطر يمر علي الضريح فيرشها وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة أو أن يدخل رجل استحسن صوته فيضع يديه على أذنيه وينشد بصوت عالي وهو يطوف حول القبر أو أن تجد امرأة متبرجة وترتدي ثيابا غير شرعية تمسك بحقيبة ممتلئة بالحلوى فترميها فوق رؤوس الزائرين أو بشاب تحسبه من العاقلين فيصرخ بأعلى صوته فجأة ' يا حبيبي ..'.وهكذا.

ووسط الطوافين وجدنا رجلا في الأربعينات من عمره تمسك بطرف ثيابه فتاة لم تكمل عقدها الثاني ويمسك الرجل بصورة 'فوتوغرافية' لرجل مسن للغاية يرتدي عمامة كبيرة على رأسه يمر بها على الطوافين والجالسين ويقول بصوت عال سيدي سليمان أبو حراز فلما استوقفته أسأله هل يمكنني أخذ الصورة لم يتردد وأعطاني إياها ليخرج بأخرى من حقيبة بيده ولما سألته من هذا.. قال إنه أحد أولياء شمال سيناء ..ولما سألته لماذا توزع صورته على الزائرين قال أنا لا أوزعها ولكن فقط أمررها عليهم ..فسألته لماذا فقال أشعر بترحاب في مقام البدوي عندما أفعل ذلك ..والحقيقة أنني لم أفهم ماذا يقصد .


رفقاء البدوي



والغريب في المسألة أن المولد مولد البدوي ومع ذلك فإنك تجد الزائرين يتجهون لزيارة مقامات وأضرحة أخرى داخل المسجد في غرفتين مجاورتين لغرفة قبر البدوي الغرفة الأولى تضم قبر سيدي عبد العال الأنصاري الخليفة الأول للبدوي وقبر آخر يضم جسدي سيدي نور الدين وسيدي عبد الرحمن نجلي سيدي عبد العال وقبر ثالث يضم جسد سيدي أحمد محمد حجاب الذي توفي عام 1978م إذ كان إماما للمسجد البدوي ويقال إنه بشر الرئيس المصري أنور السادات بالانتصار على اليهود وطلب منه أن يتعهد له إذا ما انتصر أن يدفن في المسجد البدوي بجوار مقام السيد أحمد البدوي وهو ما نفذه السادات .. أما في الغرفة الثانية فيقع قبر سيدي مجاهد الخليفة الثاني للبدوي .

وكما تجد العشرات ينهالون على زيارة مقام البدوي لا تعدم أيضا من زائرين لهذه المقامات المجاورة وإن كانت كثافة الزيارة بطبيعة الحال أقل بل ربما تجد الكثيرين ممن دخلوا هذه المقامات بطريق الخطأ مظنة أن تكون للبدوي .

وبجوار كل مقام من هذه المقامات تجد خادما للمقام لا يتردد في أن يجيبك عن بعض الأسئلة الأولية حول صاحب المقام لعل وعسى أن تكون إجاباته سببا في أن تدخل يدك لجيبك وتخرج منها 'ما فيه النصيب'.


كشف العورات



تستغرقك الساعات وأنت في المسجد البدوي لا تشعر بالوقت وكيف ذهب فكل صورة من هذه الصور تشدك لتتأملها حتى يؤذن عليك آذان إحدى الصلوات لتنتبه أنه يجب أن تذهب للوضوء لأداءها وما أن تذهب إلى دورات المياه حتى تطالعك صورة أخرى من الصور السلبية التي تمتلأ بها هذه الموالد فها هي دورات المياه تمتلأ بالرجال والنساء والشباب والفتيات الذين يقومون بالوضوء بجوار بعضهم البعض ولك أن تتخيل صورة امرأة أو شابة تتوضأ بجوارك فترفع عن ثوبها لتغسل ساقها فتظهر عورتها أمام الرجال أو أن تشمر عن أكمامها فتبدو للعالمين يديها في حين يجلس على مسافة صغيرة بعض النسوة اللائي يتناولن الطعام وقد افترشن بلاط دورات المياه لتبدو الصورة وكأنها سداح مداح لا رابط في المسألة ولا علاقة لما يحدث بالذكر أو الذاكرين .. إنه المولد .

والمثير أن تجد الكثير من بين هؤلاء الذين تكلفوا مشقة السفر وعناءه لزيارة الأولياء والتبرك بهم يسمعون الآذان ولا يتحركون لوضوء أو صلاة فتقام الصلاة وهؤلاء عنها لاهون وكأن الصلاة ليست فرضا أو قل إن هذا الفرض قد سقط عنهم فهم يؤدون ما هو أعلى منها .. إنهم في حضرة البدوي .


وفي داخل المسجد وأثناء الصلاة تجد من يلاعب الأطفال وتجد من هو نائم وتجد من يسامر صديقا له وتجد من يزال مشغولا في الطعام بل وتجد أناس آخرين في مواضع مخالفة لما هو عليه الإمام .


فرصة للتجارة


لعل نظرة تأمل فيما يجري بمولد البدوي وغيره من الموالد يكشف عن أن الأمر لا يعدو عن كونه فرصة للرواج التجاري على مستويين الأول منهما يخص هؤلاء الخدم والمتصوفة الذين يحصلون على نسبة لا بأس بها من النذور والصدقات التي يخرجها ألآلاف من البشر ومحبي أصحاب القبور والأضرحة والذين يقدمونها مظنة أنها صدقة يجزئ بها صاحبها والتي وصلت إلى ما يزيد عن 2 مليون جينه.


أما المستوى الثاني فيخص التجار الذين يحيطون بالمسجد البدوي فالمولد - كما يقول علي فهمي الخبير المصري بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في كتابه 'دين الحرافيش في مصر المحروسة' - سوق تجارية يعرض فيها المنتجون بضائعهم ويسعى إليه المستهلكون للشراء. ومضيفا في الوقت ذاته أن مواسم الموالد في الأقاليم المصرية ترتبط بمواسم تصريف محاصيل زراعية بعينها. وتقترن مواعيدها بمواعيد الانتهاء من جني المحصول الذي يشتهر به الإقليم الذي يقام فيه المولد.

يقول طارق فلاح صاحب محل حلويات وحمص في ميدان السيد البدوي إن المولد موسم سنوي لنا جميعا وعلى الرغم من أن الأسعار لا تختلف كثيرا عن بقية المحافظات إلا أن الناس تشتري من طنطا لنا يتميز به الحمص هنا

وهو ما يؤكده شريف السيد سليمان صاحب فرش للإكسسوارات ولعب الأطفال الذي يقول إن أيام المولد بالنسبة لنا أيام للرواج التجاري نبيع فيها ما يساوي حجم مبيعاتنا في العام كله أما ما قبل المولد وبعده فيكون السوق نائم .


ويضيف سليمان أنه لا يدخل الضريح ولا يزور مقام البدوي فهو لا يعتقد في هذه الأشياء وأن وجوده ليس إلا للتجارة متعجبا من هؤلاء الناس الذين يضعون هذه الأموال في صناديق النذور وهم يعتقدون أنها ستصل للبدوي .

حكايات الزائرين


في محاولة منا للتعرف على بعض الزائرين وأسباب زيارتهم لمولد السيد البدوي التقينا بعدة نماذج من هؤلاء وكان منهم :


طارق محمد حسن ' سباك ' من جزيرة الوراق بشبرا بالقاهرة والذي قال إنه لم يكن يقصد المجئ لمولد البدوي غير أنه كان في منطقة قريبة من طنطا لشراء بعض الاحتياجات ولم يجدها فخطر بباله أن يذهب للبدوي مؤكدا أنه لا يعتقد بأن زيارة الأضرحة تقرب لله تعالى وإنما هي مجرد عادة أخذها عن أبيه وجده فالهدف من الزيارة ' الاستباركة ' التي تعني عند طارق أخذ البركة.


أما السيد الفولي ياسين محمد والذي جاء خصيصا من مدينة مطاي بمحافظة المنيا – صعيد مصر – فيقول إنه حريص منذ عشر سنوات على زيارة مولد السيد البدوي فهو رجل كرامات وصاحب بطولات في حين ينتابه الحزن الشديد في حال تخلفه عن الزيارة في أحد الأعوام.

وأضاف الفولي أنه بمجرد دخوله لمقام السيد البدوي يشعر براحة نفسية لا مثيل لها حيث يقوم بقراءة الفاتحة والدعاء لله عز وجل بأن يشفيه من الأمراض ويدخله الجنة بحق صاحب هذا المقام .

أما أحمد زكريا الحاصل على ليسانس لغات وترجمة 'قسم عبري' من جامعة الأزهر فيقول إننا نحب البدوي لحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فهو من نسله ولو كان نبيا بعد الرسول لكان السيد البدوي – بحسب قوله – فهو رجل تقي وولي ' ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا يحزنون' .


وعن سبب زيارته لمسجد البدوي قال زكريا إنه يعمل في مدينة طنطا طوال الليل في أحد أفران الخبز وبالتالي فهو يقضي النهار كله في المسجد ولا يذهب للمنزل.

ويضيف زكريا أنه لم يكن معتقدا في هذه الزيارات في السابق غير أنه لما زار البدوي تغير حاله وسلوكه إلى الأفضل وهو ما جعله حريصا على الزيارة باستمرار .

ويستنكر زكريا قيام العديد من الأشخاص بالتكسب من وراء زيارة أضرحة الأولياء .

أما السيدة اعتماد محمد هلال ' كرداسة – الجيزة' والتي تبلغ من العمر سبعين عاما فقالت إنها لم تزر البدوي قبل ذلك وأن هذه أول زيارة لها وأن من دلتها على زيارة البدوي هي أختها الصغيرة إذ أن البدوي ولي من أولياء الله ولا تعرف عنه غير ذلك .
الموضوع منقول للفائدة والعبرة

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مالفت نظري في الموضوع أمور عجيبة مما كتبه هذا الرجل فيه كثير من النظائر والمتشابهات في كثير من الزيارات مالسر في ذلك قد لا يكتشف هذا الا القليل من الناس ؟
  رد مع اقتباس
قديم 04-07-2010, 10:49 PM   #4
الصمصومة
مشرفة سقيفة الحوار الإسلامي
 
الصورة الرمزية الصمصومة

افتراضي

لااله الاالله
اللهم اعطني ايماناصادقا
لاحول ولاقوه الابالله العلي العظيم ... جزاك الله خيرعلى الموضوع
  رد مع اقتباس
قديم 04-08-2010, 07:38 AM   #5
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصمصومة [ مشاهدة المشاركة ]
لااله الاالله
اللهم اعطني ايماناصادقا
لاحول ولاقوه الابالله العلي العظيم ... جزاك الله خيرعلى الموضوع

------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
جزاك الله خير الفضل لله اولا ثم ثانيا للاخ الذي سافر وحضر هذه الزيارة ونقل لنا هذا الموضوع المثير فعلا للتساؤلات هل هذا مايحدث في مصر ارض الكنانة حتى اليوم ؟؟
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas