المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


تحليل للصحفي منير الماوري.. اليمن: الرئيس رحل لكن التوريث لم يفشل

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-18-2011, 01:14 AM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

تحليل للصحفي منير الماوري.. اليمن: الرئيس رحل لكن التوريث لم يفشل


تحليل للصحفي منير الماوري.. اليمن: الرئيس رحل لكن التوريث لم يفشل


أهم اللاعبين وأبرز الأخطاء في ثورة التغيير اليمنية

المصدر أونلاين- خاص: منير الماوري


ملحوظة استهلالية:

حرصا من الكاتب على الوقت الثمين لفئة المنشغلين جدا من القراء السياسيين جرى نزع معظم التفاصيل الإضافية التي لا تتعلق مباشرة بالموضوع المحدد في العنوان من صلب المقال إلى جزء خاص بالهوامش في أسفل المقال بما لا يخل بالتحليل الأساسي. ومن لا يخشى انقطاع الكهرباء ( من القراء داخل اليمن) قبل إكمال قراءة المقال فبإمكانه الرجوع لهوامش كل فقرة أولا بأول للاطلاع على الإضافات المشوقة.


أهم اللاعبين وأبرز الأخطاء في ثورة التغيير اليمنية

لكي يتسنى لنا معرفة أسباب إطالة أمد الثورة اليمنية، رغم رحيل الرئيس علي عبدالله صالح، وظهوره فيما بعد في السعودية، حافي القدمين، يتعين علينا أولا تحديد اللاعبين المؤثرين في مسيرة هذه الثورة سلبا أوإيجابا على المستويين الداخلي و الخارجي. كما يتعين علينا النظر من زاوية بعيدة لأفعال كل لاعب من هؤلاء اللاعبين بعيدا عن أقوالهم، من أجل التقاط صورة متكاملة لمجمل الأحداث دون الخوض في التفاصيل الصغيرة، أو الأخطاء التكتيكية:


اللاعبون المحليون
1. المعتصمون في الساحات

هؤلاء المعتصمون هم أساس الثورة وأهم اللاعبين الإيجابيين لإنجاحها، وبدونهم لم يكن اليمنيون ليحلموا بأدنى تغيير. وبفضل وجودهم المستمر في الساحات أصبح التغيير قريب المنال رغم تأخر الحسم عن موعده المفترض بالمقارنة مع الثورتين المصرية والتونسية. فالشباب والكهول المعتصمون في الساحات يتحملون تضحيات جسيمة ولكن لأنهم ارتضوا النضال السلمي فإن هذا النوع من النضال رغم قدسيته، لا يختلف كثيرا في وضع كوضع اليمن عن الدعاء بتكسير أقدام الأشرار، أما التكسير الحقيقي فإنه أصبح مناطا بفاعلي الخير المجهولين، الأمر الذي جعل الثورة اليمنية تنتظر الفرج من المجهول عاجزة عن أداء أي فعل ثوري حقيقي لتغيير موازين القوى على الأرض. نعم لم نكن نحن أصحاب الفعل الثوري المباشر لإجبار صالح على الرحيل حتى وإن كانت ثورتنا هي السبب غير المباشر لكل الأحداث اللاحقة لها. ولسنا هنا بصدد الحديث عن قدسية وعظمة ما قام ويقوم به المعتصمون أو التطرق إلى تضحياتهم فهذا ليس موضوعنا حاليا، ولكن الغرض هو تقييم أخطائهم الإستراتيجية كما يلي:


أولا: أهمل الثوار الخطر المحدق بثورتهم المتمثل في الإعلام المضاد والأكاذيب التي يرددها، فرغم قدرتهم على إيصال رسائلهم الإعلامية عن طريق وسائل مناصرة لهم مثل قناة سهيل على سبيل المثال وقناة الجزيرة ومواقع المعارضة إلا أن تركهم للمحطات المحلية الممولة من المال العام في أيدي العصابة الحاكمة كان خطأ استراتيجيا فادحا، لأن الإنجاز الثوري في نظر المواطن الريفي اليمني وفي نظر المراقب الخارجي على حد سواء لا يمكن رؤيته إلا إذا ظهر عبر الإعلام الحكومي الرسمي. وكان بإمكان الثوار منذ الأيام الأولى السيطرة على الإذاعات الإقليمية في المحافظات الرئيسية وكذلك إذاعة صنعاء القريبة من مقر الاعتصام، ومحطات التلفزة المتعددة، ولم يكن المطلوب منهم تجييرها لصالحهم ولكن منعها من التطبيل لعصابة القتل والتدمير كان كفيل بتغيير موازين القوى على الأرض بصورة دراماتيكية خصوصا في أوساط القوات المسلحة والأمن التي لا يسمح لها إلا بمشاهدة ما تبثه المحطات المؤيدة للعصابة الحاكمة. ولم يدرك الشباب حتى اللحظة أن إعلام العصابة الحاكمة مازال يقرأ نشرة أخبار الأمس منذ 33 عاما حتى الآن دون تغيير في مضمونها، ولم يتبق كما قال الشيخ صادق الأحمر سوى أن يعلن الإعلام اللوزي أن الرئيس خرج من الحمام.


ثانيا: أهمل المعتصمون في الساحات أربع فرص على الأقل كانت سانحة للحسم عن طريق الفعل الثوري أو الزحف البشري على المؤسسات السيادية في العاصمة، أول هذه الفرص كانت بعد مجزرة جمعة الكرامة في الثامن عشر من مارس الماضي التي دانها العالم أجمع، ولم يستغل الثوار الفرصة لتغيير موازين القوى على الأرض بأساليب ثورية كان قد بررها لهم النظام عن طريق لجوئه للعنف. أما الفرصة الثانية فقد كانت بعد يومين من مجزرة جمعة الكرامة، عندما أنشق اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية، وتبعه عدد كبير من قادة القوات المسلحة والأمن والوزراء والسفراء، وكان على المعتصمين أن يستغلوا الفرصة للتصعيد من أجل إجبار الرئيس على الرحيل من البلاد أو الهرب من دار الرئاسة لكنهم لم يفعلوا. وجاءت الفرصة الثالثة بعد توقيع قيادات المؤتمر الحاكم على المبادرة الخليجية ورفض الرئيس التوقيع عليها، أما الفرصة الرابعة والأكثر أهمية التي لم يقتنصها المعتصمون في الساحات فقد كانت في الرابع من يونيو الماضي عقب الإعلان عن رحيل الرئيس وأركان حكمه، جراء محاولة اغتيال جماعية تعرضوا لها حيث أبدى النظام حينها تخبطا غير مسبوق وعجز حتى عن اسعاف المصابين في وقت مناسب ولو اقتنص الثوار الفرصة لهرب بقية أركان النظام مفجوعين من أن يطالهم حادثا مشابها، خصوصا أن معظمهم لم يكونوا على دراية بتفاصيل ما يجري سوى أن قصر الرئاسة تعرض للهجوم وأن الرئيس وأركان حكمه بين الحياة والموت ولم يكن هناك أي فرصة أفضل من هذه لتغيير موازين القوى على الأرض عن طريق زحف بشري شامل على القصر أو حتى بعض المؤسسات السيادية الأخرى مثل مقر الحكومة والمحطات الإعلامية المملوكة للشعب لإعلان إعادتها إلى الشعب، لكن الثوار اكتفوا بالفرجة والبرع في الساحات مع تقديرنا لتضحياتهم الجسيمة وإجلالنا لدماء الشهداء من بينهم.


ثالثا: لم يدرك المعتصمون في الساحات أن الاستراتيجية التي تقوم عليها خطة العصابة الحاكمة سواء قبل إصابة الرئيس أو بعد إصابته هي اللعب بعامل الوقت على أمل أن يؤدي الملل والإحباط إلى إفراغ الساحات من المعتصمين، وقد نجح النظام في تحقيق ذلك جزئيا في حين لم يبدأ المعتصمون بعد في التفكير عمليا في عمل ثوري لحسم المسألة برمتها، ظنا منهم على ما يبدو أن سلمية الثورة لا تعني مطلقا الدفاع عن النفس.


رابعا: رغم استمرار قادة الاعتصام ورموز الساحات في لوم قادة المعارضة الممثلة في أحزاب المشترك على لجوئهم للحوار وتعويلهم على المبادرات السياسية الخارجية، فإن الثوار في الوقت نفسه ظلوا ينتظرون نتائج هذه المبادرات التي أطالت وقت الثورة، ولم يقدموا ( بتشديد القاف) أو يقدموا على ( بتسكين القاف) أي خيار ثوري يخالف الدور الذي يقوم به قادة العمل السياسي.


خامسا: نجح المعتصمون في الساحات في تنظيم أنفسهم ونزع فتيل الخلافات التي حاولت الأجهزة الأمنية زرعها في أوساطهم، ولكنهم لم ينجحوا في ترتيب أوضاع المحافظات المحررة أو تقديم أنفسهم بديلا لإدارة شؤونها عقب رحيل السلطة منها. كما لم ينجحوا في تعرية المندسين من الكتبة والمرتزقة المستمرين في محاولاتهم إشعال الفتن بين أنصار المعارضة، وتشويه أسماء بعينها، كانت مكسبا كبيرا للثورة وعن طريقها جرى أول تغيير حقيقي في موازين القوى لصالح الشعب.


خامسا: نجح المعتصمون في تكوين ائتلافات ولجان قوية داخل الساحات، ولكن شباب الساحات لم يتمكنوا من عزل أنفسهم عن تعليمات قادة أحزابهم المهادنة للسلطة، أو المستجيبة لأساليب المماطلة والمراوغة، الأمر الذي أساء للثورة، ولم يفد الأحزاب المنظمة للثورة، ونقل دفة القيادة من أيدي الشباب المقدام إلى أياد مرتعشة تحسب الكلفة بأسلوب تجاري لا ثوري فانتهى بهم الأمر إلى مضاعفة الكلفة بدلا من تخفيضها، حيث أن الحسم السريع كان أقصر الطرق وأفضلها لاختصار الكلفة.


سادسا: خرج المعتصمون في مظاهرات عارمة تطالب بتشكيل مجلس انتقالي، ولكن عندما رأينا شبابا من بيننا مثل الثائرة الشجاعة توكل كرمان والثائر البطل خالد الآنسي وغيرهما يعلنون أسماء رجال سياسة جرى اختيارهم بذكاء غير مسبوق، لما يتمتعون به من سمعة طيبة ووطنية لا غبار عليها، اعترض بعض الشباب أو أعضاء ائتلافات معينة بحجة عدم استشارته أو عدم إدراج اسمه في القائمة، مع أن الثائر الحقيقي لا يجوز أن يضع اسمه في أي قائمة ولا يجوز أن يضع نفسه بديلا لسلطة فانية، وعلى الثوار الحقيقيون أن يدعموا أي جهد مثل هذا كفرض كفاية وليس فرض عين على كل شخص، والمجال مفتوح لكل من يريد أن يضحي من أجل وطنه في أي موقع كان.


2. قادة المعارضة:

سوف أقصر هنا حديثي هنا على قادة أحزاب اللقاء المشترك كونهم انخرطوا في العمل التفاوضي أكثر من غيرهم وعولوا على الخارج أكثر من غيرهم وقد حققوا نجاحات سياسية ليس هذا مجال الحديث عنها، ولكن الأخطاء التي وقعوا فيها تتلخص في الآتي:

أولا: بذل قادة اللقاء المشترك جهدا مضنيا وطويلا محاولين تجيير العامل الإقليمي والدولي لصالح تغيير موازين القوى في الداخل، محققين نجاحا محدودا، وكان الأجدر بهم أن يركزوا جهدهم على الصعيد المحلي عن طريق الاندماج الكامل مع الشباب وبالتالي تغيير العامل الإقليمي والدولي تبعا لذلك حيث أن الخارج لم يتعامل مع علي عبدالله صالح منذ حرب 1994 إلا استجابة للأمر الواقع، وهذا ما كان يجب على قادة المعارضة إدراكه.


ثانيا: أدى التعويل المبالغ فيه لقادة المشترك على العامل الخارجي إلى ضرر أكبر وهو تعرضهم لضغوط إقليمية ودولية هائلة قوضت مكانة هؤلاء القادة على الصعيد المحلي خصوصا بين أنصارهم وقواعد أحزابهم.


ثالثا: من الواضح أن إدراك قادة المشترك لخطورة الأوضاع الاقتصادية في اليمن وفراغ الخزينة العامة هو أحد العوامل إن لم يكن أهمها الذي أجبرهم على الرضوخ للضغوط الإقليمية والدولية لتقديم تنازلات ظنا منهم أن الخارج لن يتعاون مع أي حكومة قادمة في اليمن إلا إذا رضخت هذه الحكومة لمطالب الخارج سلفا، ولم يدرك قادة المشترك أن الخارج يهمه استقرار اليمن أكثر من معظم القوى السياسية في الداخل، ومثلما تعامل الخارج مع نظام صالح تحت ضغط الأمر الواقع فلن تجازف أي قوة اقليمية أو دولية على مقاطعة أو معاقبة اليمن لمجرد موقف سياسي يتماشى مع المصلحة السياسية العليا ليس للشعب اليمني فقط بل للدول المعنية أيضا.


رابعا: أدى عشم قادة المشترك في دول الجوار والدول العظمى لمساعدة البلاد بعد تغيير النظام إلى إهمال مصدر اقتصادي أكثر جدوى قد يحل الأزمة الاقتصادية للبلاد على مدى خمس سنوات قادمة، وهذا المصدر هو استعادة الأموال اليمنية المودعة في البنوك الخارجية بأسماء رموز العصابة الحاكمة، وبدلا من التفكير في إعطاء هؤلاء ضمانات تحفظ لهم سرقاتهم، فقد كان التشدد معهم أكثر جدوى لمستقبل البلاد ليس من أجل استعادة الأموال فحسب بل لمنعهم أيضا من استخدام هذه الأموال في زعزعة استقرار البلاد مستقبلا وشراء المرتزقة والبلاطجة أثناء محاولاتهم المحتملة لاستعادة الحكم المنزوع من أياديهم أو الحفاظ عليه كما هو جار حاليا.


خامسا: أهمل قادة المشترك التواصل مع الأصوات المستقلة في الخارج للاستفادة من وجودهم في عواصم أوروبية وعربية وأميركية مكتفين فقط بالتواصل مع أعضاء أحزابهم، غير مدركين أن الثورة قد جمعت روحيا بين أصحاب الرؤى المختلفة ولا يجب الاستغناء عن أي جهد لا في الداخل ولا في الخارج من أجل أنجاح الثورة.



3. قادة الجيش المؤيدين للثورة

يأتي اللواء علي محسن الأحمر على رأس هؤلاء القادة، الذين أنقذوا أنفسهم وطهروا تاريخهم بالانضمام للثورة وأفادوا الثورة في تغيير موازين القوى على الأرض، ولكن اللواء علي محسن الأحمر الذي جاوز السبعين من عمره لم يعد يتمتع بنفس الإقدام أو ما نطلق عليه في اليمن " الدعممة" التي كان يتمتع بها الرائد الشاب علي محسن الأحمر عندما كان في أواسط الثلاثينات من عمره عام 1978، حين تمكن من تصعيد زميله الرائد الفخري علي عبدالله صالح إلى المنصب الأول في البلاد، وإنقاذه من السقوط بعد أقل من ثلاثة أشهر من تصعيده في العام ذاته، بفضل " الدعممة" التي ربما تكون أكثر جدوى من حكمة الشيوخ وحساباتهم البطيئة. ومن هنا نستطيع حصر أخطاء الضباط الموالين للثورة في الآتي:

أولا: عدم التفريق بين سلمية الثورة وسلبية الثورة، فالثورة السلمية لا تعني أن يقف جناحها العسكري مكتوف اليدين أمام غرور وعنجهية أبناء رئيس العصابة، وكان على هؤلاء الضباط مساعدة المعتصمين في الساحات على تحقيق تصعيد نوعي، او على الأقل عدم منعهم من التصعيد.

ثانيا: من أبرز أخطاء الجنرالات المؤيدين للثورة عدم استغلال نفوذهم على ضباط وصف ضباط الحراسات المرابطة لحماية الإذاعة والتلفزيون من أجل تسهيل استيلاء الشباب عليها، وإعلان البيانات عبر منبر حكومي، أو على الأقل ايقاف الحرب النفسية التي يقودها حسن اللوزي وعبده الجندي ضد المنتسبين للثورة، وإسكات الأصوات الرخيصة المسيئة لمسيرة التغيير والمؤيدة لقتل شباب اليمن.

ثالثا: أهمل الضباط الموالون للثورة العمل التكتيكي لتفكيك جناح العصابة الحاكمة عن طريق استغلال الخلافات الدائرة بين نجل الرئيس واولاد عمه وعلى رأسهم يحي صالح، الأمر الذي جعل أولاد الرئيس وأولاد أخيه يقفون صفا واحدا في وجه الخطر الثوري المحدق بهم جميعا مؤجلين خلافاتهم إلى ما بعد إنجاح التوريث في حين أن الطرف الثائر لم يتمكن من تأجيل خلافاته مع الآخرين إلى ما بعد إفشال التوريث.

رابعا: الانصات كثيرا للخارج وتجنب وضع الخارج تحت الأمر الواقع بما لا يتماشى مع أهمية الحسم الثوري.
خامسا: اهمال التعاون مع قبائل أرحب من أجل السيطرة على القاعدة الجوية في صنعاء ومطار صنعاء المدني وذلك لمنع رموز الفساد من الهروب أو تهريب الأموال للخارج عن طريق طائرات العصابة الحاكمة.

4. أبناء الشيخ الأحمر:

رغم الحملة الإعلامية الشرسة المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات على أبناء الشيخ الأحمر من جانب العصابة الحاكمة، إلا أن موقف هؤلاء الأبناء من الثورة سوف يسجله لهم التأريخ بأحرف من ذهب، ويكفيهم فخرا تأسيسهم لقناة سهيل التي لعبت وتلعب دورا عظيما في رفع معنويات الثوار والتعبير عنهم بنجاح فاق توقعاتي الشخصية، ولكن ما دام الهدف هنا هو التركيز على الأخطاء فيمكن إجمالها فيما يلي:

أولا: عدم الاستفادة من الأعراف القبلية بتوجيه داعي عام لقبائل اليمن من أجل تجييش قبائل حاشد وبكيل ضد العصابة الحاكمة عقب استهداف منزل الشيخ الأحمر في الحصبة، فقد اكتفى أبناء الشيخ الراحل عبدالله الأحمر بالدفاع الشرس عن أنفسهم بأنفسهم مستعينين بأعداد محدودة من قبائل العصيمات من حاشد ونهم من بكيل وغيرهم من المؤيدين تطوعا، ولكن كان يجب عمل ما يمكن عمله للتحالف مع قبائل أرحب المحاذية لمطار صنعاء والقبائل الأخرى من أجل تصعيد الموقف لصالح الثورة بعد أن بدأ النظام بإطلاق الرصاصة الأولى.

ثانيا: كان على أبناء الشيخ الأحمر الاستفادة من نفوذهم على قادة حزب الإصلاح من أجل إنهاء حالة الارتعاش والانتظار التي تسود القيادات العليا في الإصلاح بما يخالف طموح وشجاعة القواعد والقيادات الإصلاحية الوسطى.

5. قبائل بكيل المؤيدة للثورة

أثناء الصراع العنيف الذي دار في حي الحصبة بين أنصار الشيخ صادق الأحمر وقوات أحمد علي المغتصبة، ظلت قبائل بكيل المؤيدة للثورة تنتظر أن تطلب حاشد المساندة، وكان الوضع واضح للعيان بأن التدخل لنصرة الثورة واجب دون انتظار الداعي القبلي. وكان على قبائل بكيل المتحالفة مع المملكة السعودية استغلال فرصة تعليق المنح المالية من اللجنة الخاصة لتغيير الواقع على الأرض دون الشعور بالإحراج من الأشقاء، ولكن البعض منهم للأسف حول كفه نحو أحمد علي لتعويض العوز المالي إلى أن استأنفت السعودية ضخ الأموال قبل شهرين.

6. أقارب الرئيس صالح

من أبرز الأخطاء الإستراتيجية التي ارتكبها أبناء وأقارب الرئيس صالح في حق أنفسهم أولا قبل وطنهم ما يلي:

أولا: اعتقادهم بإمكانية نجاح الحكم بالقوة وبدون قناعة من غالبية الشعب
ثانيا: اعتقادهم بإمكانية نجاح التوريث بعد كل ما حصل في أرض اليمن وتونس ومصر.
ثالثا: رفضهم للمبادرة الخليجية التي تمنحهم حصانة غير مسبوقة في التاريخ وبضمانات دولية وإقليمية لم يحصل عليها أقارب مبارك ولا بن علي.
رابعا: اعتقادهم بأن أبناء اليمن المنتسبين للحرس الجمهوري والأمن المركزي سوف يستمرون في ولائهم لهم رغم الجرائم التي يرتكبوها في حق الوطن.
خامسا: اعتقادهم بأن أبناء اليمن جبناء وشعب اليمن "شعب عرطة" ولن يرفع السلاح للدفاع عن نفسه في وجه العصابة الحاكمة
سادسا: اعتقادهم بأن تجويع الشعب وعقابه بقطع الكهرباء والماء والمحروقات والمشتقات النفطية عنه سوف يجعله يركع لإرادتهم.

سابعا: اعتقادهم بأن عمالتهم للخارج ستعفيهم من المحاكمة أو تبقيهم في الحكم

ثامنا: اعتقادهم بأن الأموال التي يهدرونها في واشنطن على جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة يمكن أن تتفوق على أبناء اليمن الوطنيين الذين يعملون ليلا ونهارا بإمكاناتهم البسيطة على فضح جرائم الأسرة الحاكمة ضد أبناء شعبهم في صنعاء وتعز وعدن وكل محافظات اليمن وألحق أبناء اليمن الشرفاء في الخارج هزائم منكرة بجماعات الضغط الممولة من أحمد علي اعتمادا على الحق والإقناع، وقد يأتي اليوم الذي تروى فيه قصص هذه النجاحات في المعارك ضد أحمد علي وأعوانه.

7. الحزب الحاكم

من أخطاء رجالات الحزب الحاكم أنهم لم يقتنصوا الفرصة لحماية أنفسهم فيما عدا القليل منهم عن طريق الانضمام للثورة وحصر الخسائر في الأسرة الحاكمة فقط والاستمرار في المشاركة بالحياة السياسية اليمنية بعيدا عن الفساد ودعم المستبدين.

8. قادة كتائب الحرس الجمهوري

من أخطائهم أنهم لم يقتنصوا الفرصة التاريخية لإثبات وطنيتهم وأنهم يحرسون الوطن ولا يحرسون صبية صغار إرهابيين وفاسدين.

9. قادة الأمن المركزي

من أخطائهم أنهم لم يقوموا بانقلاب داخلي يعتقلون فيه الدخلاء عليهم من أبناء الأسرة الحاكمة ويعلنون انضمامهم الجماعي للثورة، كما فعلت بعض كتائبهم.

10. نائب الرئيس عبدربه منصور هادي

هذا النائب لم يرتكب خطأ ولكنه ارتكب خطيئة كبرى وأفصح عن غباء وحمق لا مثيل له في التاريخ لأنه أهدر فرصة تاريخية كانت ستجعله من عظماء اليمن لو أنه فعل ما فعله عمر سليمان في مصر بقراءة سطر واحد يعلن فيه تنحي الرئيس. ولكن سذاجة هذا الرجل وتردده سوف تجعله يخضع للمحاسبة ويتحمل أخطاء أحمد وطارق وعمار ويحي.

اللاعبون الخارجيون:
11. الولايات المتحدة الأمريكية

أولا: من أخطاء الرئيس باراك أوباما في اليمن أنه اعتمد في الحصول على معلوماته عن هذا البلد البعيد من شخص واحد فقط هو مستشاره لمكافحة الإرهاب، وهذا الشخص يبدو متعاطفا مع المجرم صالح نظرا لما تربطه به من علاقة شخصية تعود إلى أواخر السبعينات وأوائل الثمانينات، عندما كان جون برينان يعمل في محطة مهمة داخل السعودية، وكان صالح حينها حليفا مطيعا.

ولم يدرك الرئيس أوباما ولا مستشاره المخلص أن صالح أصبح يشكل عبئا ثقيلا على الولايات المتحدة يجب التخلي عنه كما تخلت عن مبارك وبن علي.
ثانيا: يظن بعض السياسيين في الولايات المتحدة أن نجل الرئيس وأقاربه مازالوا مقبولين في اليمن إذا ما خرج صالح من الحكم، غير مدركين أن هؤلاء لا يمكن أن يحققوا استقرارا أبدا، وأن الولايات المتحدة تغامر بتبنيها لهؤلاء لأن كراهية اليمنيين العميقة لهم ولفسادهم وجشعهم ينعكس سلبا على شكل عداء منقطع النظير ضد الولايات المتحدة من جانب غالبية اليمنيين الذين بدأوا يتظاهرون علنا ضد أميركا والسعودية على حد سواء.


ثالثا: من أخطاء الولايات المتحدة في اليمن محاولة تعويض المملكة العربية السعودية عن الموقف الأميركي الصارم ضد مبارك في مصر بإطلاق ايدي السعودية في اليمن والبحرين، وقد تنجح السعودية في إفشال ثورة البحرين لاعتبارات طائفية وجغرافية من حيث حجم ومساحة البحرين ولكنها لن تنجح في إفشال ثورة اليمن مهما بذلت من مساع فقد خرج الشباب ولن يعودوا مدحورين حتى لو أدى ذلك إلى فنائهم جميعا وفناء أعدائهم.

رابعا: من أخطاء الولايات المتحدة الأميركية ما أفصح به السفير الأميركي لقادة المعارضة في صنعاء بأنهم في حاجة ماسة إلى العون السعودي المالي بعد نجاح الثورة ولا بد من مراعاة عدم اغضاب السعودية لهذا السبب، وتناسى السفير الأميركي أن أموال صالح لو جرى تجميدها في الغرب لكانت أفضل عونا لليمنيين من أي دعم سعودي لا يصل إلا للفاسدين.

خامسا: من أخطر أخطاء الولايات المتحدة أنها لم تقنص الفرصة الذهبية السانحة لتحسين صورتها في اليمن وتقليل خطر القاعدة عن طريق الدعم الواضح والصريح للثورة اليمنية السلمية ضد عصابة الفساد الحاكمة، واختارت أن تمسك العصا من النصف في انتظار من ينتصر أولا لكي تدعمه، غير مدركة أن أي عصابة حاكمة لا يمكن أبدا أن تنتصر على شعب من الشعوب وأن النصر النهائي دائما للشعب. هذا الموقف المتخاذل يخدم تنظيم القاعدة ويقوي مشاعر العداء بين أبناء الشعب اليمني للولايات المتحدة.

سادسا: أهملت الولايات المتحدة الفرصة التاريخية الناتجة عن حب كثير من اليمنيين لشخص باراك أوباما واعجابهم بشعار التغيير الذي حمله للحكم، ولم تدرك الولايات المتحدة أن هذا الشعار هو نفسه ما يرفعه اليمنيون اليوم الذين يتوقون للتخلص من الحكم العائلي.

سابعا: أخطأت الولايات المتحدة لأنها لم تدرك تبعات انقسام الأسرة الحاكمة، وأهمية انحياز أهم أنصار الرئيس صالح وأكثرهم دراية بألاعيبه، وعلى رأسهم اللواء علي محسن إلى الثورة وما يمثل ذلك من فرصة لكشف أساليب صالح في التلاعب بورقة الإرهاب.

ثامنا: أخطأت الولايات المتحدة في عدم قراءتها لعبارات المجلس العسكري المؤيد للثورة بقيادة اللواء علي محسن الذي يستخدم عبارات أصدقاءنا في أمريكا وأوروبا، ويمد يديه لصداقة الجميع في الداخل والخارج بمن فيهم خصومه السابقون في صعدة، في حين أن الصبية الجدد من حلفاء أمريكا المفترضين يصنعون خصوما جددا كل يوم ولا يجوز لدولة عظمى أن تربط مصالحها وسمعتها بصبية فاسدين، بل كان على الولايات المتحدة أن تعمل على إقامة علاقات إستراتيجية بالدول والمؤسسات والشعوب وليس بالأفراد المكروهين المعادين لشعوبهم والمنبوذين في بلدانهم.

تاسعا: أخطأت الولايات المتحدة بتفويض بالاعتماد المبالغ فيه على النفوذ السعودي في اليمن حيث أن هذا النفوذ قد يعرقل الثورة ولكنه لن يساعد على تحقيق الاستقرار مطلقا.

12. دول الاتحاد الأوروبي

يأتي على رأس أخطاء أوروبا في اليمن، إشراك دول عربية في مجموعة أصدقاء اليمن لنشر الديمقراطية والحداثة مع أن تلك الدول تخشى من الديمقراطية أكثر من خشيتها من الإرهاب. ومن أخطاء أوروبا التفرج على ما يجري في اليمن دون محاولة التأثير على القرار الأمريكي والسعودي المعيق للتغيير السريع في اليمن.

13. السعودية

لو كنت صاحب قرار في السعودية لحاربت الخطر القادم من اليمن عن طريق الدعم القوي والصريح للثورة اليمنية ضد نظام صدام الصغير، لأن هذا سوف يكسبني صداقة وعرفان الشعب اليمني، ولن يجعل السعودية بمثابة الدولة المعادية دوما لطموحات اليمنيين في التغيير منذ عام 1962.

الخطر الحوثي في اليمن لن يقضي عليه سوى العدالة وقيام الحكومة المركزية في صنعاء بواجباتها، وأما الوقوف ضد الثورة اليمنية بمثل هذه الشراسة ومحاولة ترميم صالح وأعادته إلى اليمن وتشجيع التوريث في البلاد وإغداق الأموال على العصابة الحاكمة لشراء الولاءات فإنه سوف ينعكس مستقبلا بالسلب على استقرار السعودية نفسها، وقد يدفع الكثير من أبناء اليمن إلى الانضمام للحركة الحوثية.

كما أن الحكم القادم في صنعاء قد يهيمن عليه تيار ديني متحالف مع التيارات الدينية الساعية لقلب نظام الحكم داخل السعودية من أتباع المؤسسة الدينية المتطرفة داخل المملكة، ولن يحمي السعودية من الأخطار المفترضة القادمة في اليمن سوى كسب صداقة الشعب اليمني وترك التآمر عليه وعلى ثوراته ومحاولاته لتحقيق عيش كريم داخل أراضيه.

السعودية تآمرت على الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي وأشركت علي عبدالله صالح في جريمة اغتياله، والسعودية حاولت التآمر على ثورات عربية كثيرة، وهذا هو الخطأ الجسيم الذي ترتكبه في اليمن وعلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن يدرك أن اليمن ليس البحرين وأن الشعب اليمني قادر على إنجاح ثورته حتى لو تطلب الأمر النضال ضد السعودية ذاتها أو الاستعانة بدول إقليمية ودولية أكثر قوة وتأثيرا من السعودية.

14. الإمارات والكويت

من أخطاء دولتي الإمارات والكويت المضي في الركب السعودي دون مراعاة المصالح المستقبلية لهاتين الدولتين مع اليمن وثوار اليمن، الذين سيحكمون اليمن لسنين قادمة وربما يساعدون هاتين الدولتين ضد التغول السعودي.

البحرين

يأتي في مقدمة أخطاء البحرين قبولها في أراضيها لأموال حرام مسروقة من شعب فقير هو الشعب اليمني والسماح باستغلال هذه الأموال بما يؤذي الشعب اليمني.

15. قطر

يأتي في مقدمة أخطاء قطر عدم تبنيها وتواصلها مع ثوار اليمن كما تفعل مع الأشقاء الليبيين، وتركيزها فقط على تيار سياسي واحد، وإهمال التواصل مع المعارضين اليمنيين في الخارج القادرين على التأثير الإيجابي لصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

16. عمان

الحياد الكامل لسلطنة عمان فيما يتعلق باليمن يصب في مصلحتها، ولا يوجد ما يمكن مؤاخذة السلطنة على هذا الحياد.

17. مصر

الثورة المصرية تقف إلى جانب ثورة اليمن ولكن حتى الآن لم نلحظ أي تسهيلات للثوار اليمنيين عبر الإعلام المصري المحرر أو داخل الأراضي المصرية.

18. تونس

يأتي في مقدمة أخطاء تونس أنها لم تتحول بعد إلى منارة للحريات العربية عن طريق استقبال المعارضين العرب وتقديم تسهيلات لهم بمن فيهم المعارضون اليمنيون ولم تبادر حتى بطرد سفير العصابة اليمنية الحاكمة من أراضيها.



هوامش:

1- رحل الرئيس علي عبدالله صالح من بلاده في الرابع من يونيو المنصرم حافي القدمين، ليس لأنه لم يجد وقتا كافيا لارتداء فردتي حذائه كما تنبأ بذلك شيخ مشائخ حاشد صادق الأحمر قبل رحيل صالح بأيام، ولكن لأن صالح بوغت بهجوم حارق داخل مسجد قصر الرئاسة، بعد أن كان قد خلع فردتي حذائه بإرادته عند دخوله للصلاة قبيل الحادث بدقائق، حيث يتوجب على المسلمين ترك أحذيتهم خارج المصليات حفاظا على طهارة المساجد.

ومن البديهي أن فريق الإسعاف الذي نقل صالح من موقع الحادث إلى المستشفى ثم إلى السعودية، لم يتوقف لحظة واحدة للبحث عن حذاء صالح بين أكوام الأحذية المحروقة فقد كانت حياة صالح أهم من حذاء صالح. أما ظهور صالح عاري القدمين في السعودية فقد جاء أثناء زيارة مستشار الرئيس الأميركي له في جناحه الملكي حيث تعمد الرئيس اليمني أن يظهر للمصورين التلفزيونيين أن قدميه لم تتعرضا للبتر جراء الحروق، مذكرا المشاهدين اليمنيين بما فعله القائد الميداني للحركة الحوثية السيد عبد الملك الحوثي في إحدى مقابلاته لإظهار سلامة أطرافه من أي جروح. الغرض هنا من إيراد هذه المفارقة ليس السخرية مما حدث لصالح، ولكن الغرض هو التهكم الذاتي على أنفسنا لأن الرئيس رحل ولم نقتنص الفرصة للاستفادة من رحيله. ويجري حاليا ترميمه وإعادة تأهيله للعودة ليس من أجل الحكم بل ليستمر في أداء دوره كمظلة لعصابة الفساد وصبية العبث، ونحن قابعون دون تحرك لفرض واقع ثوري جديد.


2- بمثل هذا الكلام حاولت استفزاز سفير بلادنا في القاهرة الدكتور عبد الولي الشميري المعروف بتأييده القوي للثورة قائلا له إن شباب التغيير لا يحق لهم المفاخرة بطرد صالح من القصر لأن من قام بذلك هو فاعل مجهول قد لا يكون له أي علاقة بالثورة، فأجابني سفير الثورة بقصة ذات دلالة عن امرأة كان لها جار مؤذ ينغص عيش أولادها. لم تستطع المرأة إيقاف هذا الجار عند حده فاكتفت بتكرار رفع يديها إلى السماء راجية من الله أن يكسر له رجليه ليكف عن أذيتها وأذية أبنائها الصغار. وكان الابن الأكبر لهذه المرأة ينصت مرارا لدعاء والدته على الجار المؤذي فتفتقت في ذهنه فكرة سرعان ما بدأ تنفيذها بأن طلب من والدته تزويده بصحن مليء بالحلبة فلبت الأم طلب ولدها الشاب دون أن تدري ما يرمي إليه. لم يأكل الابن الحلبة وإنما دلقها على درج المنزل قبيل مجيء الجار المؤذي الذي سرعان ما انزلق في الحلبة وانكسرت رجليه. وعندما علمت الأم بما حدث قالت لابنها الحمد لله لقد استجاب الله لدعائي، فأجابها الابن سريعا: نعم يا أمي دعاؤك على هذا الرجل كان له دور كبير في تكسيره، ولكن لا تنسي أيضا دور الحلبة.


3- قصة نشرة الأمس هي قصة مشوقة تستحق إيرادها هنا بشيء من التصرف، فعندما كشف اللواء علي محسن في إحدى مقابلاته الصحفية عقب انشقاقه من النظام أنه أنقذ صالح من السقوط ثلاث مرات، فإن إحدى هذه المرات التي يقصدها كانت بلا شك أثناء محاولة الانقلاب الناصري ضد صالح بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه الحكم عام 1978، ففي 15 أكتوبر من ذلك العام كانت معظم وحدات القوات المسلحة تحت سيطرة الانقلابيين الناصريين السلميين، باستثناء اللواء الأول مدرع بقيادة المقدم محسن سريع وأركان حربه الرائد علي محسن، إضافة إلى قوات القائد محمد السنباني الذي كان مترددا بين تأييد الانقلاب وتأييد صالح وينتظر من يفشل أولا كي يعلن وقوفه ضد الفاشل. ويبدو أن صالح كان على علم مسبق بالانقلاب ويخشى نجاحه فهرب إلى تعز والحديدة، في حين أن علي محسن حرك قواته فورا إلى إذاعة صنعاء إدراكا منه حينها لأهمية الرسالة الإعلامية، وعندما دخل الإذاعة طلب من المذيعين قراءة النشرة، فقالوا ليس لدينا نشرة اليوم، فقال لهم بكل بساطة اقرؤوا نشرة أمس، وكانت نشرة الأمس تتضمن أخبار زيارات صالح التفقدية لدوائر ومواقع في تعز والحديدة، فظن المستمعون بمن فيهم العسكريون أن كل شئ على ما يرام بينما فشل الناصريون حتى في إذاعة بيان الانقلاب.

وتحرك بعدها علي محسن إلى موقع القائد العسكري السنباني وكان واحدا من ملايين من سمعوا نشرة أمس فخاطبه علي محسن بحزم حرك قواتك لقد أفشلنا الانقلاب، ولم يكن الانقلاب حينها قد فشل إلا إعلاميا، ولكن السنباني حول الفشل الاعلامي إلى فشل حقيقي بالتعاون مع علي محسن ومحسن سريع، ومازالت اذاعة صنعاء تقرأ نشرة أمس حتى يومنا هذا دون تغيير، الرئيس طلع الرئيس نزل الرئيس خرج من الحمام.


4- لفت انتباهي مشاركة لأحد أعضاء منتدى المجلس اليمني تتعلق بالأخت الثائرة توكل كرمان، أعيد إيرادها هنا مع شكري الجزيل لصاحب المشاركة المجهول الذي اختار لها عنوانا مستفزا بقوله: " هــــــــــنا : نُدين توكل كرمان !!" وجاء في ما يلي:

في الـ3 من فبراير .. تهورت توكل كرمان .. وفجرت انتفاضة شبابية لاسقاط النظام .. وقلنا توكل تحلم وتتهور ! بعدها انفجر غضب شعبي ونزل الى الساحات اكثر من 6 ملايين يمني يصرخون في وجه النظام .. فقلنا والله انها اخت رجال ! و في الـ11 من مايو تهورت توكل مرة اخرى .. سحبت معاها 3000 شاب الى مجلس الوزراء .. واكتفينا بالتفرج .. والشماتة والتشفي !

وعندما اشتد عود الرئيس مرة اخرى قلنا ياليتنا كنا زحفنا وراءها ..

في الـ4 من يونيو غادر الرئيس المخلوع البلاد واحتفلت كرمان بانهيار صنم النظام ونادت الجيش الموالي للثورة بحسم الامور وتخيير ابناء الرئيس بين التسليم او التصفية .. فقلنا بدأت تخرف !

وعندما اكتشفنا ان النظام لم يسقط واولاد الاحمر بلعوا السنتهم وعلي محسن دخل في غيبوبة غامضة .. قلنا معها حق كان يجب ان نحسم الامور بعد رحيل الرئيس الى السعودية بساعات ..
والان !!!!!

تعلن عن تشكيل مجلس تم اختيار اعضاءه باحتراف .. في خطوة يجب ان تمثل غطاءً سياسياً للثورة .. سنسمع الان الاخوان والسلفيين والعسكريين والمنبطحين والمندسين والمتردية والنطيحة وما أكل السبع كلهم يدينوا هذه الخطوة وينعتوها بالتهور مرة اخرى .. توكل كرمان تمثل روح الثورة الحقيقية .. وكل من يتهمها بشق الصف , يشق الصف هو من حيث لايعلم !! فمتى سنحترم انفسنا ياناس ؟؟ متى سنتعلم ؟؟ متى ؟؟؟

5- قد لا يعرف إلا القليل من العسكريين المخضرمين أن الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي كان يقرب إليه كثير من الضباط المنتمين قبليا إلى منطقة سنحان، ونصح كثير من الضباط الفخريين منهم أن يلتحقوا بالكليات العسكرية للحصول على شهادات تؤهلهم للترقي التلقائي في السلك العسكري، ولكن خلفه المقدم أحمد الغشمي، كان يتوجس خيفة من هؤلاء خوفا من طموح علي عبدالله صالح السنحاني أو الأحمر ( لا ندري ماذا كان يسمي نفسه في تلك الأيام)، حيث أدرك الغشمي أن الرائد الفخري علي عبدالله صالح، لم يقبل بنصيحة الحمدي أن يلتحق بكلية عسكرية كما فعل غيره من ضباط سنحان، وأراد اختصار طريق الترقي عن طريق الشراكة مع أحمد الغشمي في جريمة الغدر التي أودت بحياة الرئيس الحمدي، فعمد الغشمي إلى قطع الطريق على الرائد الطموح بزجره عند المجيء إلى صنعاء وإصدار أوامر عسكرية لا لبس فيها تفرض عليه البقاء في محافظة تعز مهما كانت الظروف.

كما عمد الغشمي إلى توزيع ضباط سنحان الآخرين على محافظات أخرى بعيدة من صنعاء، وكان من بين المبعدين حينها الرائد علي محسن الأحمر الذي نقله الغشمي إلى الحديدة، بالتزامن مع محاولة استقطابه ضد ابن قريته علي عبدالله صالح، مقابل ترفيعه في الجيش وجعله من المقربين، غير أن علي محسن تسرع في إبلاغ صديقه علي عبدالله صالح هاتفيا بعرض الغشمي، وشاءت الأقدار أن تنفجر حقيبة تفاريش به، أثناء قدوم الرائد علي محسن من الحديدة إلى صنعاء وكان حينها في طريقه برفقة المقدم محسن سريع، لزيارة أحمد الغشمي في مكتبه، فأضطر الرجلان لتغيير مساريهما حيث أسرع محسن سريع إلى المستشفى للبكاء على رئيسه وابن قبيلته همدان، في حين أن الرائد علي محسن أسرع الخطى للتواصل مع من تبقى في صنعاء من ضباط وصف ضباط ينتمون إلى سنحان وتمكن من تحريك دبابات محسن سريع التابعة لما كان يسمى حينها اللواء الأول مدرع الذي أصبح فيما بعد الفرقة الأولى مدرع، وتم إحكام السيطرة على القيادة العامة للقوات المسلحة، ومنع الدخول إليها، عن طريق محمد خليل حارس الإذاعة والتلفزيون حاليا. وفي ذات الوقت اتصل علي محسن بعلي صالح إلى تعز .

وكان صالح حينها قد ودع لتوه رئيس الأركان علي صالح الشيبة الذي انطلق على متن مروحية متجها إلى صنعاء دون أن يعلم بالحادث فما كان من صالح إلا أن اتصل به لا سلكيا للعودة من الجو إلى تعز بالمروحية مهددا بقصفها إن لم يعد الشيبة، وكان غرضه أن يستقل المروحية معه إلى صنعاء من أجل الاستيلاء على الحكم حسب القصة التي نعرفها جميعا، وكان هناك نوع من التكامل بين علي محسن وعلي صالح حيث أن علي صالح يحب الشهرة والصيت ويسعى أن يكون رئيسا بأي ثمن في حين أن علي محسن كان معروفا بصمته ورغبته في التواري عن الظهور من أجل وكان يعشق لعب دور الرجل الثاني أو الرجل الأول من وراء الكواليس.


خاص بالمصدر أونلايـــن
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas