حياة البسطاء.. ومسيرة العظماء..ابن شملان .. نظيف اليد واللسان

[حد من الوادي]

حياة البسطاء.. ومسيرة العظماء..ابن شملان .. نظيف اليد واللسان

الأحد, 31 يناير 2010 07:50 حضرموت اليوم / سيئون / عبدالله باعظيم

هناك أعلام يمتلكون حب القلوب والنفوس .. يتركون بصماتهم في وجداننا ، ليس بما ينفقونه من أموال، ولكن بجمال خصالهم وفعالهم، ولقد كان الفقيد فيصل بن شملان نجماً من النجوم التي اختفت من سمائنا ، ونحن بأحوج ما نكون إليها خاصة وأن حلكة الظلام تزداد يوماً بعد يوم في هذا الوطن ولكننا مؤمنون وراضون بقضاء الله وقدره ..


إننا في هذا المقام نتذكر بعضاً من مزايا كريمة ومواقف عظيمة من حياة هذا الرجل العظيم ..


1) أن أبرز ما ميز بن شملان (النزاهة) وهي السمة التي عرفه بها جميع المواطنين وللتدليل على ذلك نذكر بعض الأمثلة :


- عندما تولى بن شملان مصفاة عدن في 1977م بعد تخلي الجانب البريطاني ولم يجد المسئولون من هو أكفأ في إدارتها من أبي تمام ، ذهب إلى الكويت للتفاوض مع إحدى الشركات للاستثمار في المصفاة، فأهدي له قميصين وساعة ذهبية، وعند عودته قام مباشرة بتسليمها للأخ عوض بامطرف كبير المحاسبين بالمصفاة والتي ضمها إلى ممتلكات المصفاة، فكانت تجرد سنوياً حتى تولى شخص آخر وقام بالتصرف بها .


- تولى بن شملان إدارة الوزارة الذهبية باليمن (وزارة النفط) والتي كان يسيل لها لعاب الفاسدين، وذلك لما يحصل فيها من النهب والاختلاسات والتي لم تعد تخفى على أحد، ولكن أبا تمام أثبت أن المعادن الأصيلة تظل على لمعانها، فلا تؤثر فيها الأيام وتقلبات الأحوال والأماكن ، وعندما لم يتم تنفيذ مشروعه لتجفيف منابع الفساد بهذه الوزارة قدم استقالته تاركاً السيارة التي كانت بحوزته في حوش الوزارة ليستقل سيارة أجرة إلى بيته .. في مشهد نادر الحدوث في هذا البلد .


2) كان بن شملان زاهداً في مغانم الحياة، غني النفس ولا أدل على ذلك :


- أن نعرف أن بن شملان رحمه الله توفي وراتبه هو (58) ألف ريال يمني فقط .


ومما يذكره رئيس الحملة الانتخابية الرئاسية أن أحد الميسورين أعطاه (10000) دولار للحملة على أن يكون 50 % من المبلغ مصروف خاص للمهندس بن شملان، فلما أعطي له المبلغ رفض رفضاً قاطعاً أخذ قائلاً أن هذا المبلغ يجب أن يبقى ضمن مبلغ الحملة العام ، بل كان يصرف من جيبه الخاص مما يستخدمه شخصياً، ومن ذلك أن أحد صغار المشائخ طلب منه مبلغ خمسين ألف ريال، ولما لم يكن لديه سيولة أخذ المبلغ كعهدة من مبلغ الحملة وبمجرد استلام راتبه الشهري قام بتسديد المبلغ وتصفية العهدة ، كما يذكر ذلك الأستاذ زيد الشامي رئيس حملته الانتخابية .


- لقد كان أبو تمام رغم تواضعه الجم وخلقه الرفيع الذي يعرفه به الجميع إلا أنه رجل جريء في قول الحق بل كان بحق قائد التغيير والمواقف والمبادئ .


فعندما تراجع وأحجم الكثير عن خوض الانتخابات الرئاسية باسم المشترك خوفاً مما ينتظرهم هنا برز أبو تمام وهو يعلم أنه لن ينافس حزب، ولكنه سيواجه دولة بكل مقدراتها وإمكانياتها، وخرج أبو تمام إلى مئات الألوف التي رأت فيه الأمل ، وقال : أخرجتني جيوش الفقراء، أخرجني الفساد الذي ينخر في كل جزء من الدولة، وقال قولته المشهورة : لقد تدحرجت كرة التغيير .


- لقد كان ابن شملان ربما الوحيد في مجلس النواب الذي كان الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رحمهما الله - لا يقاطع حديثه حتى يكمل، ولقد كان وفياً للجماهير حين استقال من مجلس النواب عندما تم تمديد المجلس سنتين إضافيتين .


- لقد بكى اليمنيون بقلوبهم قبل عيونهم أبا تمام؛ لأنهم رأوا فيه التواضع والنزاهة والزهد، رأوا فيه القيم النبيلة والسجايا العظيمة، رأوا فيه المبادئ الوطنية والإسلامية ، رأوه كالألماس الذي لم تزده الأيام إلا بريقاً ولمعاناً ونقاء وصفاء ، ويكفيه أنه مات بعد أن نطق بالشهادتين موصياً أن يدفن في البلد الذي يموت فيه، وأن لا تقام له أية مراسيم، وأن يدفن بعد الصلاة الأولى لوفاته .



رحمك الله أبا تمام .. ستظل الألسن تلهج لك بالثناء والأيادي تمتد بالدعاء ..