النماذج التوضيحيه للخوارج

[الخاتم*]

النموذج الاول ( ذو الخويصره )
بعث سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه الى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن ببعض المال وصله وهو بالجعرانه بعد هزيمة هوازن بحنين , فأخذ يوزعه ويتألف به قلوب صناديد اهل نجد الحديثي الاسلام .
همهم بعض القريشين من مسلمي الفتح الطلقاء وبعض الانصار ايضا قائلين (يعطي صناديد اهل نجد ويدعنا )
ولاكن لم يتجراء احدا منهم ان يواجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا , فقد كانو يعلمون و إن كانت انفسهم تحدثهم بالاحاديث انه رسول الله وان ما يفعله لا يكون الا مطلق العدل الى ان جاء احد الاعراب النجدين الغلاض الاجلاف فجاء النبي صلى الله عليه وسلم من امامه فلم يعطه ثم جاءه من احد جانبيه فلم يعطه ثم جاءه من الجانب الاخر فلم يعطه فقال له (اتقي الله يامحمد انك لم تعدل )!
قال ابو سعيد الخدري رضي الله عنه بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسما اتاه ذو الخويصره وهو رجل من تميم ( فقال يارسول الله اعدل )
فقال ( ويلك ومن يعدل اذا لم اعدل ؟ قد خبت وخسرت اذ لم اكن اعدل )
فقال عمر ( يارسول الله ائذن لي فيه فاضرب عنقه )
فقال ( دعه فإن له اصحاب يحقر احدكم صلاته مع صيلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرئون القرئان لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميه ينظر الى نصله فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر الى رصافه فما يوجد فيه شيء ثم ينظر الى نضيه وهو قدحه فلا يوجد فيه شيء ثم ينظر الى قذذه فلا يوجد فيه شيء قد سبق الفرث والدم آتيهم رجل اسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأه او مثل البضعه تدردر ويخرجون على حين فرقه من الناس )
قال ابو سعيد الخدري رضي الله عنه (فاشهد اني سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وسلم واشهد ان علي بن ابي طالب قاتلهم وانا معه فامر بذالك الرجل فلتمس فأتي به حتى نظرت اليه على نعت النبي صلى الله عليه وسلم الذي نعته) صحيح البخاري (3610) صحيح مسلم (1064)
يرى ذا الخويصره ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس الا بشرا مثله فلا يعترف له بالعصمه ولا بالحكمه ولا بالعدل ويرا بجهله ان العدل هو التسويه بين الناس في العطاء بغض النظر عن المصالح الشرعيه
وفي روايه اخرى لابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال بعث علي بن ابي طالب الى النبي صلى الله عليه وسلم بذهبيه فقسمها بين الاربعة: الاقرع بن حابس الحنضلي ثم المجاشعي وعيينه بن بدر الفزاري وزيد الطائي ثم احد بني نبهان وعلقمه بن علاثه العامري ثم احد بني كلاب فغضبت قريش والانصار وقالو ( يعطي صناديد اهل نجد ويدعنا )
قال ( انما اتالفهم ) فاقبل رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناتئ الجبين كث اللحيه محلوق فقال ( اتقي الله يا محمد )
فقال ( من يطع الله اذا عصيت ؟ ايامنني الله على اهل لارض ولا تامنونني ؟) فسأل رجل قتله احسبه خالد ابن الوليد فمنعه فلما ولى قال (ان من ضئضئ هذا او في عقب هذا قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرميه يقتلون اهل الاسلام ويدعون اهل الاوثان لان انا ادركتهم لاقتلنهم قتل عاد)صحيح البخاري (3343) صحيح مسلم (1064)
من مجموع الاحاديث التي يذكر فيها هذا الرجل يعلم انه بدوي من بني تميم اسود اللون محلوق الرئس غائر العينين ناتئ الجبين بين عينيه اثر السجود ناتئ الوجنتين كث اللحيه عليه ثوبان ابيضان مشمر الازار او مقلص الثياب اي ثيابه قصيره مرتفعه فوق سيقانه هذا اول الجهال اهل الكبر الذين يضنون انهم اعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم واذا كان هذا قد اعترض على النبي صلى الله عليه وسلم في وجهه فهو وامثاله يكونون بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وعلى خلفائهه ثم على من بعديهم من الحكام اشد اعتراض ولذالك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إن من شيعته ) و (إن من اصحابه ) و (إن من ضئضئ هذا ) يعني من ذريته المعنويه من هم على مذهبه وعلى شاكلته