فقه الحسد كما رأيته مختصراًعند أبن القيم رحمه الله

[أبو صلاح]

فقه الحسد كما رأيته مختصراًعند أبن القيم رحمه الله

ا لحسد :
لغة: يقال حسده ، يحسدُه ، وحسَّده: إذا تمنى أن تتحول إليه نعمته وفضله ، أو يسلبهما هو،: والحسود: من طبعه الحسد ذكرا كان أم أنثى[ أنظر - المعجم الوسيط ، مجمع اللغة العربية، الطبعة الثالثة "مادة: حسد" ،1 /178.]
" الحسد " عرفه أبن القيم رحمه الله في كتابه [هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى 1/ 11 ]
قال رحمه الله ( ...فإنه داء كامن في النفس، ويرى الحاسد المحسود قد فضل عليه وأوتي ما لم يؤت نظيره فلا يدعه الحسد إن ينقاد له ويكون من
إتباعه. )واستدل بأدلة كثيرة من أولها حسد إبليس لآدم عليه السلام ،وذكر حسد اليهود وضرب أمثلة على ذلك وذكر في اعلام الموقعين أيضا من كبائر الذنوب وقال عنه -الْحَسَدُ - وَفِي السُّنَنِ أَنَّهُ يَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأْكُلُ النَّارُ الْحَطَبَ ....
وفي الفوائد له أيضا أن الحسد من الظلم والبغي ،وقال في" الفوائد 1 /159" (فإن الحسد في الحقيقة نوع من معاداة الله فإنه يكره نعمة الله على عبده وقد أحبها الله وأحب زوالها عنه والله يكره ذلك فهو مضاد لله في قضائه وقدره ومحبته وكراهته ولذلك كان إبليس عدوه حقيقة لأن ذنبه كان عن كبر وحسد)
وقال في بدائع الفوائد حول الفرق بين العائن والحاسد قال أن كل عائن حاسد ولا بد وليس كل حاسد عائنا فإذا استعاذ من شر الحسد دخل فيه العين وهذا من شمول القرآن الكريم وإعجازه وبلاغته وأصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها الساحر والحاسد ...
وذكر تلازم السحر والحسد أيضا وقرن بين شر الساحر والحاسد في سور القرآن الكريم وكثيرا ما يجتمع في القرآن الحسد والسحر ....
وذكر في "إغاثة اللهفان " أن البغي والحسد يؤديان للكفر بالله تعالى وضرب أمثلة على ذلك تكذيب الملوك والعصاة في أقوام متقدمة وقتلهم الأنبياء في وهي تمني استصحاب عدم النعمة فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة الرسالات التي تدعو لدين الله .كما أن الحسد يمنع من قبول النصيحة والعدل .
والحاسد يكون من الجن والإنس حيث ذكر رحمه اله في "بدائع الفوائد 3 / 97 " قال :(وقول من شر حاسد إذا حسد يعم الحاسد من الجن والإنس فإن الشيطان وحزبه يحسدون المؤمنين على ما آتاهم الله تعالى من فضله كما حسد إبليس أبانا آدم وهو عدو لذريته كما قال تعالى إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا فاطر 6 )
والحسد يكون الأذى منه بالقلب واللسان والجوارح ،وجعله ثلاث مراتب أولها ماذكرته آنفاً أما الثانية وهي تمني استصحاب عدم النعمة فهو يكره أن يحدث الله لعبده نعمة وأن يبقى على ماعليه أكان ضعفا أو فقراً أو جهلاُ أو غيره أما المرتبة الثالثة حسد الغبطة وهو تمني أن يكون له مثل حال المحسود من غير أن تزول النعمة عنه فهذا لا بأس به ولا يعاب صاحبه بل هذا قريب من المنافسة.
فأنه بين العلماء أشد وبين طلبة العلم أشد مع أنه كان الأولى والأجدر أن يكون أهل العلم أبعد الناس عن الحسد وأقرب الناس إلى كمال الأخلاق.
ونصيحتي لنفسي وللمسلمين بتقوى الله وحسن التوكل عليه , ودعاء الله عبادة ومسألة والحرص على الأذكار والتعوذ من الشيطان .

الفه وكتبه العبد الفقير الضعيف " الحضرمي أبو صلاح "غفر الله له ولوالديه والمسلمين

[سلفيّ]

جزاكم الله خيراً ،، نقل طيب

[اميرة الوادي]

جزاك الله خير الجزاء استاذي المؤلف ابوصلاح
الله ينفعنا بكم
وأسأل الله أن يوفقك وان يجعل ماسطرت يمينك في ميزان حسناتك
دمت بخير