الجنوب العربي المحتل " رسالة الى الشيخ الجليل عبد الرب النقيب

[حد من الوادي]

رسالة الى الشيخ الجليل عبد الرب النقيب

الخميس 20 نوفمبر 2014 03:20 مساءً

عبد الكريم سالم السعدي

بداية نرحب بالشيخ المناضل عبدالرب النقيب, أبن الجنوب وأحد الغيورين على وحدة وتحرير الجنوب , ونحن كجنوبيين نفاخر برجال الجنوب أينما حلوا لمواقفهم الداعمة لقضيتهم ولإيمانهم بعدالة تلك القضية سواء كانوا في الداخل أو الخارج .

وليسمح لي شيخنا الجليل الشيخ عبدا لرب النقيب بالعروج على ما حملته مبادرتهم ذات السبع نقاط والتي جاءت لتؤكد نوايا الشيخ الطيبة وحرصه على محاولة المساهمة في انتشال وطنه الجنوب من ضيق التباين والاختلاف إلى براح القبول بالآخر والاتفاق , ويبدو لي من الوهلة الأولى لقراءة نقاط تلك المبادرة إن الشيخ النقيب قد حمل مهمة طرح هذه المبادرة دون أن تتاح له فرصة نقاشها أو حتى الاستماع إلى الآراء المختلفة على الساحة الجنوبية فيما يخص هذه النقاط التي يعرف الجميع أنها ليست جديدة بل هي ما تقدمت به جماعة الثوابت الستة عشرة إلى لجنة الدكتور محمد حيدرة مسدوس والتي قوبلت بالرفض من قبل كافة القوى الثورية المشاركة في تلك اللجنة الحوارية .

ما نود إيصاله للشيخ الجليل عبدالرب النقيب هو إن نقاط هذه المبادرة كانت جزء من مبادرة تقدم بها مجلس من مجالس الثورة الجنوبية لم يعد يحضرني اسمه لكثرة المسميات التي أطلقها على نفسه وما أتذكره إن هذا المجلس كان احد المكونات الثورية الجنوبية الحاضرة في لجنة الحوار التي كان يديرها الدكتور محمد حيدرة مسدوس والدكتور عبدالرحمن الوالي وهي اللجنة التي استمرت أعمالها ما يقارب الستة أشهر شارك فيها كل الطيف الجنوبي , وقد تمت مناقشة هذه الثوابت وإجراء الحوارات المطولة بشأنها خلال تلك الأشهر الستة توصلت في نهايتها كل القوى باستثناء من تقدم بها إلى قناعة تامة إن لا جدوى في مناقشة الكثير مما حملته تلك الثوابت الخاصة بعد ذلك كانت أول ردة فعل لجماعة الثوابت الخاصة إن قاموا بإعلانها بفردية مقيتة كاتفاق من وجهة نظرهم عبر منبرهم قناة عدن لايف في خطوة تؤكد أنهم ليسوا مبالين بما يطرحه وما يريده شعب الجنوب بقدر ماهم مهتمون بما تمليه عليهم نزواتهم وما تزينه لهم أطماعهم وحبهم للاستحواذ على مشروع الجنوب القادم وتوجيهه إلى حيث تكمن رغباتهم !!

اليوم عادوا مرة أخرى بعد ماراتون طويل من الاستقطاب وتمزيق المكونات وتشكيل الجبهات ليسوقوا تلك الثوابت الخاصة بهم عبر بوابة الشيخ الفاضل المناضل عبدا لرب النقيب مستغلين سمعة الرجل الطيبة وأياديه البيضاء وإخلاصه لقضية شعبه وهذا لعمري دأبهم في اختيار وسائل نضالهم فهم دائمي البحث عن الأسماء اللامعة ليطفئوا نورها في مقابل إن يقطعوا شوطا باتجاه مشاريعهم الخاصة على حساب تلك الأسماء وتاريخها فقد استهدفوا في ما مضى اسم السيد علي سالم البيض وجعلوا منه من خلال أطروحاتهم مجرد رجلا لا يسعى إلا إلى الرئاسة واليوم السيد البيض تخلى عنهم وعن مشروعهم بعد أن اكتشف هشاشة فكرهم ولم يبقى منه لديهم سوى( صورة واسم) مازالوا يصرون على توظيفها , بعد ذلك اتجهوا صوب السيد حسن احمد باعوم واستغلوا الحالة الصحية للرجل الذي أصبح أمره بأيدي من هم حواليه من أولاد لم يبلغوا بعد سن الرشد السياسي ولعبوا على كل الأوتار حتى أنجزوا لحنا نشازا مشوها عمل على جر السيد باعوم ومعه أشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة من مجلس الحراك السلمي الجنوبي باتجاه مشروعهم الذي يعلمه القاصي والداني !!

شيخنا الجليل الأستاذ عبدا لرب النقيب اعلم أننا نكن لكم كل تقدير وإكبار ونؤكد لكم أننا لا يراودنا أدنى شك في أنكم قد تبنيتم المبادرة بوطنية لا حدود لها وبروح الأب المحب لأبنائه ولكن ما نقوله هو الحقيقة التي عايشناها وللتدليل على ذلك سأورد لسيادتكم بعض مادار كردود على هذه النقاط في لجنة الحوار الجنوبي الذي أدارها د.محمد حيدر مسدوس ود. عبدا لرحمن الوالي والذي كنت احد أعضائها والتي أوقفتها وأضاعت جهودها تلك الأسس الخاصة جدا وإصرار أصحابها على تبنيها رغما عن الجميع .

اولا :-

قرار فك الارتباط لم ينهي الوحدة اليمنية كما يراد أن يسوق له وبإمكان الجميع العودة إلى فحوى وحيثيات هذا القرار الذي جاء ليؤسس فقط لجمهورية اليمن الديمقراطية( دون الشعبية) التي تسير على هدى اليمننة وتقبل بالتعاطي مع الدستور اليمني المعمول به آنذاك , وللتوضيح فأن الخطاب الجنوبي يؤكد ويتمسك بأن من أنهى الوحدة اليمنية هو خطاب الرئيس اليمني المخلوع علي عبدا لله صالح الذي ألقاه في ميدان السبعين يوم 27 ابريل 1994م والذي أعلن من خلاله الحرب على الجنوب ولم يكن إعلان فك الارتباط هو من أنهى الوحدة بل كان هروبا مرة أخرى لهذه القيادة التي تمثل فصيلا جنوبيا محددا ولكن هذه المرة الهروب كان إلى الماضي لهذه الفئة !!

ثانيا :-

إذا كانت المبادرة تسلم وتؤمن في فقرتها الثالثة بأن التحرير والاستقلال والتمسك بالهوية الجنوبية وبناء الدولة الحرة المستقلة ورفض أي مشروع ينتقص من هذا الحق .... الخ , فالمؤتمر الجنوبي الجامع يؤمن بهذه الفقرة بل ويرتكز عمله عليها كهدف جنوبي لا فصال فيه ( أي أن المؤتمر الجنوبي الجامع يقوم على هذه الفقرة جملة وتفصيلا) وهذا يعني أن لا حاجة للمبادرة إذا توافرت النوايا الطيبة , فالمبادرة لن تجدي طالما قد قطع المؤتمر الجنوبي الجامع شوطا طويلا متبنيا نفس الهدف الذي تطرحه المبادرة في فقرتها الثالثة .

ثالثا :-

الفقرة الرابعة كانت مثار جدل واسع في لجنة د.مسدوس الأمر الذي أدى إلى إلغائها من قبل السيد علي سالم البيض ذاته لأنه لم يقبل أن يتم تسويق اسمه رئيسا في ظل ثورة لم تصل بعد إلى هدفها في التحرير والاستقلال , ولإدراكه بأن الشارع الجنوبي اليوم لا يحتاج إلى رئاسة بل يحتاج إلى قيادة توافقية جماعية تقود العمل الثوري وتعالج جراح الأمس وتصنع اشراقة الغد .

رابعا:-

الفقرة الخامسة لن تتحقق طالما وبعض الأطراف تحاول فرض نفسها على الشارع الجنوبي بقوة المال والإعلام فلن يكون هناك دولة جنوبية مدنية حضارية والبعض يزاحم عل صدارة المشهد السياسي الثوري ولا يقبل بالمشاركة في زمن أصبح يقوم على الشراكة في كل نواحي الحياة اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا , لا احد ينكر أننا لدينا في الجنوب إرثا صنعته تجربة مريرة لن نستطيع أن ندلف إلى المستقبل دون إيجاد المعالجات والحلول لتبعاته ونتائجه ومن يحاول القفز على ذلك سيقود إلى إعادة إنتاج الماضي بكل مآسيه !!

ختاما يا شيخنا الجليل نذكر بأن المؤتمر الجنوبي الجامع قد أغلق كل أبواب التسويف والمغالطات إمام محبيها فقد تواصل مع كل القوى السياسية الثورية على الساحة بما فيها قوى الثوابت الخاصة ولم يغلق الباب أمام من مازالوا يراجعون مواقفهم وقد وضع رؤى وأنجز وثائق تنظم عملية المشاركة بحيث تحفظ لكل طرف حقه بالمشاركة وفق تواجده على الساحة واتساع امتداده , وأننا نطالبكم باسم أبناء الجنوب إن تكونوا في صف من يريد جنوب لكل أبناءه ولا يسعى للاستحواذ والسيطرة وفرض الذات فأنتم من الهامات التي يراهن عليها أبناء الجنوب وتاريخكم لا ينكره احد .. تحياتنا لكم بعدد شهداء ثورة الجنوب وجرحاها ومعتقليها وبعدد الثكلى والأرامل الجنوبيات وبعدد حصى الجنوب المحتل الأسير الذي ينتظر أن يتحرر من أسره بأيدي طاهرة لا تسعى لإخراجه من قيود الاحتلال اليمني لتضعه في قيود الأنانية والتملك والاستئثار!!


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}