كتاب التوحيد: باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه (شرح الباب)

[باقيس]

باب من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه وقول الله تعالى: (قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ)(27) الآية.
عن عمران بن حصين رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً في يده حلقة من صفر، فقال: (ما هذه)؟ قال: من الواهنة. فقال: (انزعها فإنها لا تزيدك إلا وهناً، فإنك لو مت وهي عليك، ما أفلحت أبداً) رواه أحمد بسند لا بأس به. وله عن عقبة بن عامر رضي الله عنه مرفوعاً: (من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له) وفي رواية: (من تعلق تميمة فقد أشرك). ولابن أبي حاتم عن حذيفة أنه رأى رجلاً في يده خيط من الحمى فقطعه، وتلا قوله: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) (28).

الشرح :

الباب السابع: من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه

قوله من الشرك لبس الحلقة والخيط ونحوهما
الحلقة: كل ما كان مستديرا من المعدن، قوله "لرفع البلاء" أي بعد نزوله. وقوله "دفع البلاء" أي قبل نزوله.
مناسبة الباب: بدأ المؤلف رحمه الله تعالى ببيان التوحيد بياناً تفصيليا فبدأ ببيان ما يضاده وهو الشرك، وبدأ بالأصغر قبل الأكبر تدرّجا للمتعلم. وهذا الباب

يتعلق بالأسباب لذلك سنذكر قواعد مهمة بالأسباب:
القاعدة الأولى: الأسباب تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: الأسباب الحقيقية – وهي كل ما دل عليه الشرع أو ثبت بالتجربة المباشرة الظاهرة، والمراد بالتجربة المباشرة أن يوجد اتصال بين السبب والمسبب والمراد بالظاهرة أن يكون الاتصال ظاهراً ولو لبعض الناس من أهل الاختصاص في كل فن مثال ذلك:
1)الرقية – سبب حقيقي عن طريق الشرع
2)المطرقة – سبب حقيقي لإدخال المسمار في الجدار لأنه ثبت بالتجربة المباشرة وهي الاتصال بين المطرقة والمسمار لشق الجدار فهذا ظاهر لكل أحد.
3)جهاز اللاسلكي لفتح الباب – سبب حقيقي لفتح الباب لأنه ثبت الاتصال بين السبب والمسبَّب ولو كان هذا الظهور إنما هو لأهل الاختصاص.

القسم الثاني من الأسباب: "الأسباب الوهمية أو الموهومة" – وهي الأسباب التي نفى الشرع سببيتها أو لم تثبت بالتجربة المباشرة الظاهرة.
الأمثلة على ذلك: -
1)التطير: - نفى الشرع أن يكون التطيّر سبباً.
2)لبس التمائم لدفع البلاء أو رفعه – نفى الشرع سببيته و لم يثبت بالتجربة المباشرة الظاهرة.
القاعدة الثانية: - "ظن السبب الموهوم أنه سبب حقيقي شرك أصغر والدليل حكم الشريعة على التطيّر والاستسقاء بالأنواء أنها من الشرك الأصغر.
القاعدة الثالثة: "الأصل في الأسباب الحقيقية الإباحة إلا ما دل الدليل على تحريمه والدليل قوله تعالى: ( هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا).
القاعدة الرابعة: "كل شيء لا يحصل إلا بتوفر عدة أسباب وانتفاء عدة موانع إلا مشيئة الله". مثال ذلك الولد لا يحصل إلا بعِدّة أسباب منها الجماع والزواج قبله وانتفاء الموانع كأن يكون الرجل عقيماً والمرأة عاقراً.
القاعدة الخامسة: يصحّ شرعا وعرفا تعليق المسبب على أحد الأسباب فهذا لا ينفي بقية الأسباب مثال ذلك من ذاكر نجح، لا يعني إلقاء بقية الأسباب، كالحضور والكتابة وبهذا يحل كثير من الإشكالات التي يوردها بعض الناس على بعض الأدلة كقول النبي صلى الله عليه وسلم "من قال لا إله إلا الله دخل الجنة".
القاعدة السادسة: ترك الأخذ بالأسباب وترك التوكل على الله قدح في الشرع والعقل.
القاعدة السابعة: لا يجوز اتخاذ الأمور التعبدية أسباباً أو مسبَّبات إلا بدليل ، من ذلك ما رواه الدارمي والبيهقي بإسناد صحيح أن رجلا عطس بجانب ابن عمر فقال رجل: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، فقال ابن عمر: وأنا أقول الحمد والصلاة والسلام على رسول الله ولكن ما هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. علمنا رسول الله إذا عطس أحدنا أن يقول الحمد لله.
وجه الدلالة: أن الرجل جعل الصلاة على رسول الله مسببا عن العطاس من غير دليل شرعي فأنكر عليه ابن عمر ومثله من جعل التثاؤب سببا للاستعاذة أو التجشؤ سببا للحمدلة.
مناسبة الأدلة لهذا الباب:
جاء المؤلف بهذا الباب ليبيّن أن اتخاذ الأسباب الموهومة كلبس الحلقة والخيط ونحوهما لدفع البلاء أو رفعه أنه من الشرك الأصغر أما الآية الأولى فقد أتى بها المؤلف ليبيّن أن ذلك قد يصل إلى الشرك الأكبر.
فائدة:اتخاذ الأسباب الموهومة قد يصل إلى الشرك الأكبر بأحد أمرين:
الأول: أن يعتقد أن السبب يوجد المسبب استقلالا من دون الله.
الثاني: أن يصرف العبادة لهذا السبب رجاء حصول المسبب كفعل المشركين بالأصنام وهذا مراد المؤلف من إيراد الآية الأولى.

[العجيب2]

جزاك الله الف الف الف خير يا اخي باقيس .....
بالفعل تبذل جهد مبارك في التوعيه الدينيه .....
جعل الله كل كلمه قلتها في ميزان حسناتك .
وصراحه تستحق اسم شيخ السقيفه.

[( masterkey )]

اقتباس :

الثاني: أن يصرف العبادة لهذا السبب رجاء حصول المسبب كفعل المشركين بالأصنام وهذا مراد المؤلف من إيراد الآية الأولى. __________________

المشركين يعبدون الأصنام ويقرّون بأنها آلهتهم .. والمسلمين لايعبدون سوى الله تبارك وتعالى .. فالشيخ محمد بن عبدالوهاب يقيس على هذا .. وهذا قياس خاطئ والسبب جهله بأمور كهذه .. فهو رحمه الله توسّع في تعريف الشرك دون علم .. ومن الاسباب التي جعلته يفعل ذلك .. إفحام الخصوم له من علماء عصره .. وإبطال كل حجة يستند عليها فلجأ لتكفيرهم بالجملة ..

مشركي مكة يعتقدون الألوهية وليس الربوبية فحسب في الأصنام .. بل ومنهم الدهريين الذين لايؤمنون بالبعث .. وقد شهد القرآن الكريم عليهم بذلك .. فالشيخ محمد في ( كشف الشبهات ) مدح مشركي مكة وذم المسلمين .. بدافع الهوى والتعصّب وردّ حجة الخصوم سامحه الله ..

[ابوكرشين]

الكبائر: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وقتل النفس واليمين الغموس ... رواه البخاري.

لو اخترت : العقوق . لكان اولى وأجدر بالنقاش . لوقوع الكثير فيه ...

ابتلينا في عصرنا بمشكلة الشذوذ الفكري ( يا معين .... !!! )