لذلك ننتقد الرئيس هادي إشفاقا عليه من سوء حاشيته!

[حد من الوادي]

لذلك ننتقد الرئيس هادي إشفاقا عليه من سوء حاشيته!

عدن حرة

الأحد 2016-07-24 10:28:34 PM
.
عماد مهدي الديني
.
حينما ننتقد علناً ممارسات فساد كارثي وغير مسبوق بدائرة الرئيس هادي،فهذا لايعني اطلاقاً أننا نحقد عليه أو نحسده وأقاربه أو نسعى لابتزازهم ومنازعتهم الملك والجاه، أبداً وانما اشفاقا عليه من سوء حفنة مرتزقة حاشيته ممن سلمهم مصير بلد ومستقبل شعب تائه اليوم بين ويلات حرب هوجاء دخلت عامها الثاني دون أي أفق للسلام أوبارقة نهاية مقبلة تلوح بالأفق اليمني المظلم بكل مساوئ عصابة شرعيته “التي لم تبقي ولم تذر” خيرا يذكر.
.
ننتقد الرئيس لأنه منح صلاحياته لتجار ومهربين يتحكمون اليوم- بفضل قربهم من فخامته- بأغلب واردات البلد دون أي مناقصات تذكر وبالمقابل يرفضون بكل وقاحة حتى دفع الضرائب والجمارك المستحقة للدولة أسوة بغيرهم بحجة أن دولة النظام والقانون لم تولد بعد وأنهم هم النظام والقانون والدولة والمؤتمنون عليها وعلى مقدراتها.
.
حينما نهاجم ممارسات فساد وبلطجة حاشية الرئيس ومقربيه،فإننا نخشى عليه سوء المصير، أكثر من حاشيته، و لانسعى ابدا لابتغاء هدف ما سوى الخير والصلاح للبلد ومعالجة الخطأ، وحينما نسعى بالمقابل للاشادة بنائبه ورئيس حكومته السابق خالد بحاح فإننا لا نقول إلا مانؤمن به رغم مهاجمتنا له سابقا خلال فترة حكومته،ولمعرفتنا الأكيده بامتلاكه هدفا ومشروعا وطنيا لتطوير البلاد، وبالتالي فإن أي محاولات لانصافه بأي شكل من الاشكال،لايعني إطلاقا محاولة للفت انتباهه أو التقرب منه أبدا كمايسعى البعض لمحاولة تأويل الأمور وتسيسها بغباء برجماتي مقيت، كون الرجل بكل بساطة، قد صار خارج اللعبة وبعيدا عن السلطة والجاة، وبالتالي كيف لغريق أن يعلق آمال نجاته من الموت بمن غرق أمامه، بينما يمكنه الاستعانة بأكثر من طوق نجاة أو استدعاء سباح انقاذي ماهر.
.
ننتقد فخامته حينما نرى كيف صار سماسرة الموت وتجار الحروب يديرون البلد اليوم بفضل حنكته، وكيف أعاد أقبح مخلفات نظام عفاش، ممن ثار عليهم الشعب،ليتحكموا اليوم من جديد بشؤون دولة ومقدرات شعب محاصر بالأزمات يتجاوز قوامه الخمسة وعشرين ملايين نسمة.
.
ننتقد الرئيس وسنظل ننتقده لأنه يصر على استبدل السوء بالأسوء ويجازي الاخلاص بالخيانة والنفاق بالاحسان وينتقم من الشرفاء لوطنهم في الوقت الذي يرتقي باللئام ويحتفي بكل منافق ويكرم كل افاك آثيم. ننتقد الرئيس هادي لأنه مصر على اطالة أمد الأزمة ليطول بقائه رئيسا ولوعلى حساب كل الدماء التي تسفك والبيوت التي تهدم والأسر التي تنزح وتشرد.ننتقد الرئيس لانه مصر على البقاء بكرسي عرشه المستعار خارج بلده،ولوكان ذلك على حساب كل صلاحيات شرعيته المنتهية اخلاقيا وسياسيا ومنطقيا.
.
ننتقد الرئيس لأنه حريص على الاستمرار كحاكم متعجرف بجهله لايخشى حسيبا أو رقيبا ولايدرك حتى الى أين يتجه بسفينة الملايين من أبناء شعب ممن خرجوا لتسليمه مصير مستقبلهم بكل براءة وحسن اعتقاد وطني به كمنقذ لبلدهم من الحروب والدمار.ننتقد الرئيس لرفضنا تسليمه مقدرات بلده ومصير شعبه، إلى “شلة منتفعين”يتحكمون اليوم مع الاسف، بقبضة سطوتهم الانتهازية على كل مقاليد يمن أصبح أبنائه يحلمون اليوم باللحاق بسلام وتطور أفقر دول القرن الافريقي بينما يكابر على استكمال تدمير ماتبقت من منازل هنا اوهناك.
.
* رئيس مؤسسة مراقبون للإعلام المستقل