المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


باحث أسترالي في هجرة الحضارم: حضرموت أدهشتني بحُسن الضيافة والترحيب والتاريخ الساحر

تاريخ وتراث


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-25-2013, 11:42 PM   #1
وادي عمر
مشرف سقيفة الحوار السياسي
 
الصورة الرمزية وادي عمر

باحث أسترالي في هجرة الحضارم: حضرموت أدهشتني بحُسن الضيافة والترحيب والتاريخ الساحر



د. آيان ووكر: تأثير الحضارم الأكثر وضوحاً في المحيط الهندي هو نشر الإسلام باحث أسترالي في هجرة الحضارم: حضرموت أدهشتني بحُسن الضيافة والترحيب والتاريخ الساحر


11/24/2013 المكلا اليوم / حاوره: زياد عبدالحبيب | ترجمه: مازن عبدالحبيب



الدكتور ايان ووكر باحث أسترالي متخصص في علم الإنسان الإجتماعي يعمل في مركز الهجرة والسياسة والمجتمع "كومباس" ضمن مشروع جامعة أكسفورد لدراسات المجتمعات المهاجرة ومجتمعات الشتات "ODP". عمل لعدة سنوات في شرق أفريقيا مثل تنزانيا وكينيا وجزر القمر. وتناول في بحوثه الأكاديمية قضايا الهويات والهجرة والإنتماء والأعراق، وله دراسة أكاديمية عن هوية المجتمعات المتنقلة من أصل عربي في شرق أفريقيا، ويدرس البحث الذي هو بصدد القيام به حالياً مجتمعات المهجر الحضرمية في المحيط الهندي.


عمل الدكتور ووكر مع الجاليات الحضرمية في شرق افريقيا مثل جزر القمر، والتقى الكثير من الحضارم المهاجرين أو الذين عادوا إلى حضرموت. وأهتم بالتواصل مع الجاليات الحضرمية لاسيما المقيمة في دول الخليج العربي وخصوصاُ في المملكة العربية السعودية والإمارات. زار حضرموت العديد من المرات تعرف خلالها على الكثير من مدن ومناطق حضرموت منها المكلا والشحر وسيئون وشبام وتريم والقطن، كما عبَّر في زيارته إلى حضرموت في شهر فبراير من هذا العام عن نيته لزيارة مناطق أخرى في المرة القادمة مثل وادي دوعن وحجر والغيضه وحوف بمنطقة المهرة وايضاً ميفعه ومدينة شبوة عاصمة دولة حضرموت التاريخية لإكمال الجزء الأخير من البحث. للتعرف على أهتمامات الدكتور ايان ووكر والمشاريع البحثية التي يقوم بها، أجرينا معه هذا الحوار:
• في البداية، نحن سعداء وممتنون لكم على ترحيبكم بإجراء هذه المقابلة. سبق ان زرت حضرموت العديد من المرات. ماذا رأيت وماهي انطباعاتك عن هذا الجزء من العالم ؟
سافرت بشكل واسع إلى حد ما في حضرموت خلال الخمسة عشر سنة الماضية، وزرت حضرموت الوادي مرات عديدة- عينات، سيئون، تريم، وشبام، وكذلك الهجرين- وسافرت مرتين في الطريق الساحلي بين المكلا والمهرة، مروراً بالشحر وغيل باوزير. اعتقد أن هناك شيئين أدهشاني عن حضرموت، ولا بُد أن يدهش كل الزوار من أول وهلة. الأول، حُسن الترحيب والضيافة الغير محدودة من قبل جميع الذين قابلتهم، والشئ الثاني هو التاريخ الساحر، وثقافة المنطقة التي تبدو أكثر وضوحاً في الهندسة المعمارية للمدن.
• حضرتك مشارك في مشروع اكسفورد لدراسة مجتمعات الشتات من خلال مشروع بحث لدراسة المهجر والشتات الحضرمي في شرق افريقيا وشبه الجزيرة العربية. هل لك ان تخبرنا المزيد عن هذا المشروع وخصوصاً عن مركز الهجرة والسياسة والمجتمع ؟
هذا المشروع عبارة عن دراسة لثقافة المهجر والشتات الحضرمي، والعلاقات الإجتماعية التي يحافظون عليها في المحيط الهندي، وكيف تساهم هذه الروابط وعلاقات الناس في حضرموت مع البلدان التي يعيشون فيها، ومع بعضهم البعض في تشكيل هويتهم وسلوكياتهم. انا معتمد على كومباس، وهو مركز دراسات الهجرة في جامعة اكسفورد في المملكة المتحدة. لدينا مجموعة كبيرة ن الأنشطة البحثية في المركز. هناك عدد من الباحثين الذين يعملون في مجال الهجرات الاوروبية وايضاً في أماكن أخرى مثل كوبا، وسريلانكا والصين.
• لديك بحث بعنوان "الشتات الحضرمي في المحيط الهندي".. أين كان العمل الميداني لهذا البحث، وما هي الخلاصة التي توصلت إليها من خلاله ؟
تم تنفيذ العمل الميداني لبحثي في جزر القمر، وزنجبار، وتنزانيا، وكينيا، والأمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية وكذلك حضرموت. المشروع لايزال مستمر، لكني استنتاجاتي العامة هي أن الهوية الحضرمية قوية جداً مع الناس في بعض مناطق شرق افريقيا الذين يدركون جيداً أصول أجدادهم في حضرموت حتى اذا كانوا قد غادروا منذ عدة قرون. وبالتالي، لا تزال ثمة روابط قوية بين الناس في المهجر وفي حضرموت، ويستفيد الكثيرين من هذه الروابط للعودة للزيارة او للعيش. الكثير من كبار السن يعودون للتقاعد في حضرموت، بينما يعود الكثير من الشباب لمعرفة المزيد عن ثقافتهم وغالباً ما يبقون لإيجاد فرص عمل والاستقرار.
• الهجرات والشتات الحضرمي أخذت حيزاً كبيراً من اهتماماتك البحثية وكما أعرف فأنت مهتم بقضايا الهوية ودراسات الهجرة ومجتمعات الشتات في أماكن عديدة من العالم. ما هو الشيء المميز بالنسبة لمجتمعات المهجر والشتات الحضرمي عن غيرها ؟
أعتقد كما أسلفت أن قوة شبكة العلاقات الحضرمية والهوية الحضرمية هي السمات الأكثر تميزاً والأكثر أهمية في المهجر. حيث يتم المحافظة على هذه السمات من خلال الممارسات الثقافية كالطعام الذي يأكلونه، ومن خلال الممارسات الدينية مثل الصوفية لاسيما أن السادة يحظون باحترام في مجتمعات المهجر والشتات كما هو الحال في حضرموت، وهم غالباً ما يكونون بمثابة نقطة محورية لربط المجتمع. تأثير وجاذبية حضرموت تشجع الناس على العودة، سواء لزيارة الأسرة، أو للزواج، أو للعيش والعمل أو للزيارات.
في نفس الوقت، بالمقابل، الحضارم لديهم قدرة على التكيف مع الثقافات المحلية اينما كانوا وعلى الاندماج مع السكان المحليين، على سبيل المثال من خلال الزواج. ونتيجة لهذا، غالباً ما يحظون بالترحيب والاحترام من قبل الجيران في الكثير من مناطق شرق أفريقيا - كمثال- حيث هاجروا.
• ما هي الصعوبات التي واجهتها ويمكن أن يواجها أي باحث في الهجرات الحضرمية ؟
الصعوبات التي واجهتها شخصياً هي مجاراة الحضارم، فهم مسافرين على نطاق واسع، والقيام بهذا النوع من العمل الميداني يعني أن عليَّ أن أسافر انا نفسي كثيراً. غالباً ما أقابل نفس الأشخاص في أماكن مختلفة، أو أسافر للقاء افراد من نفس العائلة، أخوة أو أبناء عم في أماكن متباعدة مثل جزر القمر ودبي وجدة وحتى لندن.
• تقول في بحثك أن الحضارم أثروا بشكل عميق في المجتمعات التي رحبت بهم، وبالمقابل، شهدت حضرموت تأثيرات مساوية من خلال عودة بعض المهاجرين. ما نوع هذه التأثيرات ؟
تأثير الحضارم الأكثر وضوحاً في المحيط الهندي هو الدين. فالحضارم نشروا الإسلام في شرق افريقيا وإندونيسيا وحتى في أجزاء من الهند وسريلانكا. اليوم، الكثير من هذه المناطق تتبع المذهب الشافعي، نتيجة للتعاليم الحضرمية.
وبالمقابل، فقد عاد الحضارم بالكثير من السمات الثقافية التي جعلت من حضرموت تصبح فريدة اليوم: في الملبس كالفوطة، والمطبخ، وقصور تريم، وكل هذه الأشياء وغيرها الكثير امتزجت لتنتج ثقافة حضرمية مميزة جداً.
• كيف تدعم مجتمعات المهجر الحضرمي في شرق افريقيا وجنوب آسيا والجزيرة العربية والوطن الأم بعضها بعضاً، وكيف يمكن لتقارب نشاط مجتمعات المهجر في الوطن الأم ان يؤدي بشكل متوازي إلى إعادة تشكيل هوية الوطن الأم، بالتوزاي مع تجديد هويات المهجر ؟
اعتقد أن المفتاح لفهم الهجرات الحضرمية هو إنهم لا يزالون مستمرين، فالناس مستمرة في الهجرة وفي العودة. والهجرات تجدد الشعور بالهوية الحضرمية في المهجر عندما الناس يصلون من الوطن الأم حاملين معهم التأثيرات والممارسات التي ربما قد نسيها الناس في المهجر من ناحية أخرى. في الوقت نفسه، الناس في المهجر يعودون إلى الوطن حاملين تأثيرات خارجية تساهم في إحداث تغييرات في المجتمع الحضرمي والثقافة الحضرمية. ورغم كل ذلك، فحضرموت منطقة كوزموبوليتانية ورائعة جداً في دمج التأثيرات الخارجية، غير إنها تظل حضرمية.
• في مقالك "وصفة لمجتمع الشتات يحققها مليونير" تقول: "وإضافة إلى مزايا الحضارم الشخصية، يُعرف عنهم كذلك افتخارهم بهويتهم". كباحث إجتماعي، كيف يمكن لهذا أن يخدم المنطقة واستقرارها ؟
المساهمات التي يقدمها الحضارم في وطنهم هي مالية وإجتماعية، والكثيرين في المهجر يرسلون المال إلى عائلاتهم التي تعيش في الوطن، في حين أن الروابط الاجتماعية التي يحافظ عليها الناس، قد تم الحفاظ عليها عبر السنين وأحياناً عبر الأجيال.
• ما هي تصوراتك وتوقعاتك لمستقبل هذا الجزء من العالم، دعنا نقول خلال العقد أو العقدين القادمين، وكباحث اجتماعي، كيف يجب أن تكون العلاقة مع المحيط في المنطقة ؟
حضرموت شهدت تغييرات بشكل ملحوظ منذ زرتها قبل خمسة عشر سنة، فالمكلا بالتحديد تحولت إلى مدينة كبيرة وحيوية. التطورات في المواصلات، والنمو في الانترنت جعلا الروابط مع بقية العالم أسهل للحفاظ عليها. العلاقات مع الناس في البلدان الأخرى في المنطقة خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي، يبدو إنها أصبحت أقوى. وقد عملت العلاقات بين حضرموت في أجزاء مختلفة من المنطقة حيث يعيش الحضارم -لاسيما في الدول التي أصبحوا فيها مواطنين مثل المملكة العربية السعودية أو الأمارات العربية المتحدة- عملت على تقوية العلاقات بين البلدان نفسها على مستويات مختلفة.

حضارم المحيط الهندي: الشتات وشبكاته
وصفة لمجتمع الشتات يحققها مليونير



حضارم المحيط الهندي: الشتات وشبكاته المكلا اليوم / بقلم: ايان وولكر


ترجمة: محمد سالم قطن
في كتابه الموسوم بـ"في بلاد عتيقة" كشف "اميتاب غوش" النقاب عن قصة تاجر يهودي عاش في القاهرة خلال القرن الثاني عشر. كان يقوم بمحاولة استكشاف شبكة تعدد الجنسيات في المحيط الهندي. ويبدو لي الآن أنه كان قد اختار تاجراً حضرمياً.
تواجد الحضارم في المحيط الهندي لقرون عديدة. سواء كان على شواطئه الغربية حتى منطقة البحر الأحمر ومنطقة شرق إفريقيا. أو شواطئه الشرقية البعيدة حيث الهند وسنغافورا واندونيسيا. لقد ترك الحضارم بصماتهم بأكثر من طريقة. لسوء الحظ، نشير إلى إن "أسامة بن لادن" هاجرت عائلته من وادي دوعن - غربي حضرموت - إلى جدة أوائل القرن العشرين، هو أكثرهم شهرة. كذلك "أبوبكر باعشر" القائد الروحي لمنظمة الجماعة الإسلامية الراديكالية في اندونيسيا. والذي يعاني حالياً داخل احد المعتقلات الاندونيسية، هو حضرمي أيضا. لكن أيضا هناك، عائلات تجارية ناجحة مثل عائلة "السقاف" الملاك الأصليون لفندق "رافلس" الشهير في سنغافورا. وعائلة "بقشان" في العربية السعودية، وعائلة "باخريصة" في تنزانيا.
ومن السياسيين والحكام، نجد أن سلطان بروناي "حسن البلقية" و"مرعي الكثيري" أول رئيس وزراء لتيمور الشرقية المستقلة، هما أيضا ترجع أصولهما إلى حضرموت. وكذلك قادة دينيون مثل "احمد بن سميط" كبير قضاة زنجبار بداية القرن العشرين وابن عمه البعيد "السيد عيسى بن سميط" المتوفى قريباً مفتي سنغافورا. فبالفعل، نجد أن القيادات الدينية الإسلامية لمساحة تمتد من شمال بورنيو إلى بحيرة فيكتوريا. من "كوزهيكودي" إلى "مابوتو" حفظت للحضارم وسلالتهم.
الشيء الملحوظ عن هذا الشتات الحضرمي؛ ليس فقط اتساعه الجغرافي. فالشتات الصيني واللبناني والهندي كلها تتطلب شبكات بامتدادات عالمية مشابهة. لكن هذه الثلاث الأخيرة يعيبها أنها ذات عمق مؤقت.
من المحتمل إن التواجد الحضرمي في شرق إفريقيا يمتد إلفي عام إلى الوراء والتواجد الحضرمي في جنوب وجنوب شرق آسيا إلى ما قبل بضع مئات من السنين.
لقد منح الحضارم تأثيراتهم على المجتمعات التي رحبت بهم، وبالمقابل، فأن حضرموت كذلك تعرضت لتأثيرات عميقة مع عودة مهاجريها.
وكجزء من برنامج اوكسفورد لدراسات الشتات الممول من "ليفرهولمي" خلال السنتين القادمتين. سوف أقوم مع أعضاء من هذا الشتات، بتتبع العلاقات الداخلية ضمن الشتات وشبكاته في منطقتين من مناطق الهجرة الحضرمية هما شرق إفريقيا وشبه جزيرة العرب. وكذلك الأوضاع والأحوال في حضرموت نفسها التي أتاحت مثل هذا الشتات.
لكن، أين هي حضرموت ؟
لهذا أين هي حضرموت ؟ بالنسبة للكثيرين الذين سمعوا بها. فحضرموت هي واحدة من هذه الأماكن مثل؛ تمبكتو، وسمرقند، وزنجبار. بلاد غامضة ولها نفس المسحة الأسطورية. تربض في عمق جنوب شبه جزيرة العرب. وهي مهد حضارات قديمة "ورد اسمها في سفر التكوين". كانت حضرموت مركزا تجاريا لتجارة التوابل والبخور والمر واللبان. كما تأتيها قوافل الجمال محملة بالتمر، الذي يتم تسويقه في أسواق مدنها ذات البيوت الشامخة كناطحات السحاب مبنية من الطين القديم. ومصانة عن العالم الخارجي بوديان شديدة الانحدار في حوافها وصحاري غير مأهولة وقبائل معادية. وفيما قبل عام 1945م لم يتمكن من اختراق هذا الوادي البعيد، سوى عدد محدود من الأوربيين الشجعان لا يتجاوز عدد أصابع اليد.
في نفس الوقت، نجد حضرموت مكاناً "كوسمو بوليتيا" متعدد الأعراق على شكل عميق. طرق التجارة التي تخترق حضرموت جلبت التجار إليها : من البندقية ومن الحجاز ومن مرتفعات اليمن. عبر سلاسل القوافل البرية التي تعاقبت في سيرها عبر القرون. كما جلبت أيضا السفن من كل أركان المحيط الهندي إلى مينائي المكلا والشحر على خليج عدن.
حضرموت الحديثة
حضرموت اليوم هي المحافظة الخامسة في جمهورية اليمن. وعلى الرغم من إن القبائل المتحاربة قد وضعت تقريبا أسلحتها. لكن المنطقة مازالت لا ترى سوى قلة من الزوار الغربيين. الشريط الساحلي الضيق بقي "كوسموبوليتيا" في شخصيته. كما إن صناعات النفط والأسماك تجذب قوى عاملة من أجزاء اليمن الأخرى ومن شرق إفريقيا. وفيها كثافة صومالية كبيرة - اغلبهم من اللاجئين - وكلهم يعيشون في المكلا عاصمة المحافظة. لكن بعيداً إلى الداخل بـ200 كيلومتر عن الساحل، يربض وادي حضرموت حيث التأثيرات الأجنبية تبدو قليلة.
ارض الوادي خصبة ومنتجة عندما تسقط الأمطار. لكن الوادي لم يكن أبدا مكانا سهلا للعيش. فعندما تكون الأمطار كثيفة يمكن أن تغسل كل القرى وتجرفها بعيداً. مثلما حدث في الفيضانات الكبيرة عام 2008م.
وبالعكس، عندما ينعدم المطر تحل المجاعة. فأما الموت جوعاً وأما الرحيل إلى الساحل. عشرة أيام بالجمال، فوق ارض قاحلة لا ماء فيها. تسمى "الجول". ليجد الواحد منهم فرصته على مركب شراعي صغير يسمى "ضحو". والوجهة المقصودة غير معروفة "انه خيار هوبسون". ففي عام 1943م، اشترك المرض والمجاعة معاً في ضرب وادي حضرموت. وقد قيل حينها أن ثلث سكان الوادي هلكوا، والثلث الثاني هرب بعيداً إلى بلدان مثل زنجبار وجاوا.
من الواضح إن الأحوال تغيرت عبر القرون، لكن الحضارم ظلوا في حركتهم خارج واديهم ذي الأرض المغلقة. أما باختيارهم أو هرباً من اجل البقاء على قيد الحياة. حيث يبحث الفقراء منهم على عمل يدوي في أحواض ميناء جاكرتا أو أحواض ميناء ممباسا. والطبقات العليا الغنية منهم تعمل بالتجارة أو بالوعظ الديني. وتأثير النشاط الذي قامت به القيادات الدينية الحضرمية ملحوظ على خريطة العالم الإسلامي. وتقريبا نجد كل مجموعات الشتات المسلمة في المحيط الهندي تتبع المدرسة الإسلامية الشافعية التي كانت مراكز دراسته الكبرى تقع في تريم بوادي حضرموت.
لقد كونوا معاً مجموعات شتات شكلت لها هويتها المميزة في مواقع هجراتهم. في ذات الوقت الذي حافظت فيه على روابطها ببلادها الأصلية. يحولون الأموال إلى بلادهم الأصلية ويعودون إليه أيضا متأثرين بالغذاء والكساء والأثاث وزخارف العالم الحديث كالسيارات والكهرباء وحالياً بالانترنت. وبالنتيجة صار وادي حضرموت يحمل النقيضين معاً؛ مستودع للاصالة والتقاليد الحضرمية وأيضاً كبوتقة انصهرت فيها سلوكيات وأفكار خليطه ومن كل البلدان.
مشروع اوكسفورد لدراسات الشتات
هذا المشروع يعني بالروابط والعلاقات بين مختلف أجزاء الشتات متتبعا مسارات يقوم بها الأفراد لتطوير استراتيجيات تعتمد أساساً على هويتها الحضرمية. ففي هذه اللحظات أنا أقوم بتسجيل سيرة حياة صديقي "احمد" المولود في "تنجانيقا" من أب مهاجر من حضرموت إلى شرق إفريقيا في بداية القرن العشرين. وأصبح ناجحاً في الصناعات التحويلية للحوم. لكن هذا العمل الناجح جرى تأميمه بواسطة حكومة تنزانيا الاشتراكية بعد الاستقلال. فكر احمد في الرحيل. وعبر شبكة عائلته الحضرمية انتهى به المطاف في أبو ظبي حيث وجد له وظيفة ناجحة في مهنة البنوك. الآن هو متقاعد عن العمل، وعاد إلى المكلا حيث يعيش مع أسرته التي تتحدث بالسواحيلية. ويقدم الإرشادات للحضارم الشباب القادمين من شرق إفريقيا بحثاً عن أعمال في حقول النفط. ويقدم دروساً في اللغة الانجليزية للحضارم الشباب. واضعاً الانثروبولوجيين في تواصل مع أصدقائهم الحضارم في الإمارات العربية المتحدة. واستلم قريباً رسالة من ابن عم له بعيد في حيدرأباد أكتشف جذوره العائلية.
وقصة أحمد هذه مشتركة بين كثيرين. وسأتعقب بالتواصل قصته وصلاته الشرق افريقية والخليجية، لوصف وتحليل الشبكات الكثيفة من العلاقات العائلية التي سمحت للحضارم بتتبع الإمكانات الاقتصادية في كل المنطقة. لكن، في ذات الوقت عبر ناقلات للتغيير الاجتماعي في الوطن الأم - حضرموت - التي كل الطرق تؤدي إليها. سوف أتحدث مع الفقراء والأثرياء، مع العمال وقيادات الدين، المهاجرين وغيرهم ممن ظلوا مستقرين في بلادهم، كاشفاً عن التنوع في النشاطات والهويات في الشتات الحضرمي. هذا التنوع الذي جعل الشتات مستديماً ومزوداً بالمرونة اللازمة.

* كبير ضباط أبحاث الهجرة - عن كومباس بلوق جامعة اوكسفورد




وصفة لمجتمع الشتات يحققها مليونير 2/20/2013 المكلا اليوم / بقلم: أيان وولكر *


ترجمة: محمد سالم قطن
لما كنت بصدد استكمال بحثي التاريخي حول موضوع "الشتات الحضرمي في المحيط الهندي" المنشور في الشهر الماضي. قمت بزيارة المملكة العربية السعودية. هذه البلاد التي يوجد بها - ولعقود طويلة - مجتمع شتات "مهجر" حضرمي هام ومستديم، خصوصا في كل من مدينتي مكة المكرمة وجدة الحجازيتين. جماعة حضرمية امتلكت كل الوسائل المعينة على العيش والبقاء في هذا الشتات. واشتغلت بالتجارة التي وفقت فيها بأكثر من تفوقها في غيرها من بلدان الشتات ؛ شرق افريقيا على سبيل المثال.
ليس هنا أي عنصر ديني هام للهجرات الحضرمية إلى الحجاز. بمعنى مايشير اليه المثل الانجليزي "لا أحد يحمل الفحم إلى نيوكاسل" أو المثل العربي "لا أحد يحمل التمر إلى هجر". إلا إذا استثنينا حالة قدوم أعداد من الحضارم من مختلف مناطق المحيط الهندي للحج أو تلقي العلم في مكة المكرمة أو المدينة المنورة.
ويمكن لنا بكل سهولة القول بأنّ الوجود الحضرمي في السعودية قد سبق بفترة زمنية طويلة عصر الطفرة النفطية فيها. فكثير من العائلات الحضرمية أرست وجودها في جدة قبل تأسيس المملكة على يد عبدالعزيز بن سعود عام 1932م. وكان الحضارم يمارسون التجارة من خلال البحر الأحمر إلى حضرموت وعبر المحيط الهندي. وصنعوا لأنفسهم فرص معيشة موفورة عن طريق بيع السلع وتقديم الخدمات للحجاج الذين يأتون إلى هذه البلاد المقدسة في مواسم الحج. فالحج إلى مكة هو واحد من الأعمدة الخمسة للإسلام المطلوبة من كل مسلم قادر عليها. وجدة هي بوابة مكة، لكل القادمين عبر البحر، وما أكثرهم. وهكذا ظلت جدة سوقاً تجاريا كبيراً له نفس جاذبية الأماكن المقدسة المجاورة له.
سمعة الحضرمي:
اشتهر الحضارم، ليس فقط بفطنتهم وذكائهم، في إدارة الأعمال ولكن أيضا بمميزات شخصية أخرى، كالأمانة وجدارتهم بالثقة وبصراحتهم وقدرتهم على العمل الجاد. ففي السنوات الأولى من عمر المملكة، اعتمد الملك عبدالعزيز على الحضارم في بناء مملكته الجديدة. سالم بن محفوظ "مؤسس البنك الأهلي التجاري" أقرض الأموال، ومحمد بن لادن "مؤسس مجموعة بن لادن" بنى القصور والمنشآت. هكذا تسرد القصة بغض النظر عن المسحة الأسطورية. والحضارم في جدة، وفي المملكة عموما، ناجحون. ولهم تقدير عال، خاصة عند العائلة المالكة. ويعمل بعضهم أمناء صناديق وخزائن يمتلكون ثقة مستخدميهم من العائلات السعودية الثرية.
وإضافة إلى مزايا الحضارم الشخصية، يعرف عنهم كذلك افتخارهم بهويتهم وبمعاونة بعضهم بعضا. فبالتأكيد تلقى هويتهم الرعاية الدائمة. حيث تعود الآباء عند زيارتهم لحضرموت إحضار أبنائهم معهم، لكي يروا جمال موطنهم الأصلي ولكي يتعلموا ثقافته وعاداته. وفي السعودية يأكلون الأكل الحضرمي، كما يصرون على أن يتحدث أبناؤهم اللهجة الحضرمية. "لا تنادينا أبويا.. ناديني يا أبي.. يا أبا" أب يذكر ابنه بالعبارة المطلوب مخاطبته بها. وعقّب أحد الأولاد قائلاً : "لو ناديته أبويا.. لكان قد ضربني". كلمة أبويا هي سعودية عند مناداة الأب و يا أبي أو يا أبا هي البديل الحضرمي. لهذا يشجع الصغار على التحدث باللهجة الحضرمية. وعندما يكبرون يعود الواحد منهم ليتزوج امرأة حضرمية، غالباً من نفس العائلة وذات القرية.
جماعة الشتات والأنظمة المرنة للهجرة:
حضرموت اليوم هي جزء من الجمهورية اليمنية، ولكنها لم تكن كذلك من قبل. ففيما قبل الاستقلال، كانت حضرموت تتكون من سلطنتين ؛ القعيطية والكثيرية. اللتين كانتا جزءاً من محمية عدن الشرقية البريطانية. وفي عام 1967م التي تمّ فيها منح عدن والمحميات الغربية استقلالها جرى خلع السلطانين وضم حضرموت بالقوة ضمن ما كان يسمى جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الماركسية الاشتراكية.
قبل ستينات القرن الماضي، كانت القيود قليلة على حركة الحضارم نحو السعودية. واكتسب الحضارم المولودون بالسعودية جنسيتها. ومع نمو الاقتصاد السعودي، جرى فرض إجراءات الحد من الهجرة تدريجياً. لكن رغم ذلك ظل الحضارم يحصلون على بعض الاستثناءات، نظراً لسمعتهم الحسنة والتقدير الذي يحظون به لدى العائلة السعودية والسلطات الحاكمة. ولقي الحضارم الهاربون من النظام الشيوعي في جنوب اليمن الترحيب وجرى التساهل معهم في ضرورة الحصول على كفالة مواطن سعودي "وهو شرط أساسي على الأجنبي الحصول عليه من اجل الإقامة بالمملكة". و استثناءهم أيضا من "تغيير الكفلاء بتغير مهنة المقيم" وهو ضرورة أخرى. فقد تمّ السماح للحضارم المقيمين هناك بأن يكونوا تحت كفالة شخص واحد أو شركة واحدة. الأمر الذي أتاح لهم الحصول على وظائف وأعمال كما يتخيرون هم. واشتغل كثير منهم لدى عائلات حضرمية قديمة، هم كما غيرهم من السعوديين يمتلكون أعمالهم الخاصة.
وكنتيجة لهذا، أستطاع البارزون من السعوديين ذوي الأصول الحضرمية "وما أكثرهم في المملكة" كفالة أعداد كبيرة من الحضارم. وهذه الإستراتيجية صارت معقولة نسبيا، بسبب صفة التماسك اللصيق التي يتمتع بها المجتمع الحضرمي. بحيث إن أي سلوك مشين تجاه أي حضرمي مكفول سينتج عنه تداعيات اجتماعية واسعة. وهذه الخاصية هي التي يمكن بها أن نفسر - ولو عرضاً - أنه عندما أدى دعم اليمن لنظام صدام حسين خلال حرب الخليج. أدى إلى تمديد إجراءات طلب الكفالة وتطبيقها على اليمنيين. "كان اليمنيون مستثنون منها". الأمر الذي تسبب في نزوح واسع لليمنيين الشماليين وعودتهم إلى اليمن. بينما بقي الحضارم "وهم قد صاروا يمنيين أيضا نتيجة للوحدة التي تحققت قبل بضع أشهر فقط من هذا التوقيت".
بقي الحضارم هناك نتيجة لقوة علاقات الحضارم فيما بينهم. هذه الشبكة من العلاقات الصريحة مكنت المهاجرين من الحضارم في المملكة من الحصول على كفلاء سعوديين من أصل حضرمي لتقديم أوراقهم. بينما لايملك اليمنيون الشماليون مثل هذه العلاقات.
وخلال الحقبة الماركسية في جنوب اليمن، لم يتمكن إلا القليل من الحضارم المقيمين بالمملكة من زيارة وطنهم. فالذين يحملون الجنسية السعودية يلقون الصعوبات في الحصول على التأشيرات. والمقيمون الحضارم الآخرون ممن يحملون جوازات جنوبية يتخوفون أنهم عند نزولهم لزيارة وطنهم، قد يجري منعهم من العودة مر ة أخرى. كما جرى اعتقال بعضهم بدعوى أن ّ ارتباطهم بالعمل في السعودية يعد تشكيلا لعلاقات رجعية. أما بعد الوحدة اليمنية، فقد تراخت القيود. حيث أنه خلال العشرين عاما الماضية أصبحنا نرى المهاجرين الأكبر سناً وقد تمكنوا من إعادة علاقتهم بذويهم وأهاليهم في قراهم الأصلية. لكن الجيل التالي المولود بالسعودية لم تكن لهم تجربة مباشرة بالوطن الأم. إلا أنه من خلال شبكة الترابط الحضرمي المشار إليها سلفاً وأيضا من خلال ما طبعه فيهم آباؤهم من خصائص، أصبح لديهم بعض الاهتمام بثقافة وطنهم الأصلي.
الشيخ عبدالله بقشان ونشأة الشتات الحضرمي:
من بين رجال الاعمال الحضارم الذين كفلوا الحضارم بالمملكة، نجد احمد سعيد بقشان وابنه عبدالله. فما زال الحضارم يتذكرون كيف كفلت عائلة آل بقشان المئات منهم. احمد سعيد بقشان أسس "مجموعة بقشان السعودية " في عشرينات القرن الماضي. وهي تعد من اكبر شركات الاعمال بالمملكة العربية السعودية. والتي لديها الآن اهتمامات بقطاعات السيارات والعقارات والاتصالات ومستحضرات التجميل والعطور. وهو، كحضرمي، أخذ ابنه عبدالله إلى حضرموت وهو مازال طفلاً. كما أن عبدالله - فيما بعد - تزوج امرأة من حضرموت.
وفي عام 2002م، وكنتيجة للمفاوضات الناجحة عن الحدود اليمنية السعودية وإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين. قام الشيخ عبدالله بقشان بزيارة العودة له إلى حضرموت، منذ غيابه عنها لأكثر من ثلاثين عاماً.
وقد صُدم لغياب البنية التحتية ولمرأى الفقر في المنطقة التي انحدرت عائلته منها وهي منطقة وادي دوعن. بدأ في الاستثمار بتمويل إنشاء الطرقات وكهربة القرى وفي النشاطات الشبابية وفي التعليم وفي الصحة. وهو الآن يسيّر عددا من البرامج والمشاريع الخيرية في حضرموت أبرزها والذي لقي إشادة واسعة مشروع استثماره الخيري في قطاع التعليم والحصول على منح دراسية للطلاب الحضارم. كما أنه يستثمر أيضا، ولكن على المستوى التجاري في قطاعات أخرى. وعلى أية حال، فهو يساهم في مجالات ثقافية بحماس كبير لترقية موطن آبائه وأجداده.
وخلال زيارته الأولى لحضرموت مطلع عام 2002م، اصطحب معه عدداً من أصدقائه. البعض منهم لم يرى حضرموت من قبل. وبهذا، أخذ الشيخ عبدالله ينسج خطوطاً جديدة في نسيج الترابط الحضرمي. وأضاف شبكات ترابط جديدة عصرية مثل شبكة " بلاد حضرموت" وهي مجموعة منشأها في مدينة الرياض ولها صفحتها على الفيس بوك. وتنظم زيارات دورية للحضارم، الكبار منهم والشباب، إلى موطن أجدادهم الأصلي. كما تقوم طائرته الخاصة مرتين في الشهر برحلتي ذهاب وعودة إلى حضرموت مرتين في الشهر. وعادة ما تكون هذه الرحلات في عطلة نهاية الأسبوع. حيث يقوم هو بتوفير الإقامة وسيارات نقل الضيوف من موقع إلى آخر.
الجيل القديم من المهاجرين الحضارم في المملكة، الذين يحتمل أنهم قد ولدوا في حضرموت، ولكنهم لم يجدوا الفرصة المواتية للعودة اليها، وكذلك أولئك الذين أصّر آباؤهم على انتقال هويتهم الحضرمية معهم. مؤكدين أهمية القيم الاجتماعية الحضرمية والسلوك الثقافي الحضرمي، عادوا أيضاً دون استثناء. وفي حماس يناسب فرحتهم بانتعاش هويتهم الحضرمية من جديد.
أما الجيل الجديد فيبدو أنه متردد. فالبعض متحمس كالجيل القديم. والبعض الآخر مرتبك بشأن هذه المسألة. "لقد كانت رحلة مثيرة" أجابني أحد الشباب المولود في السعودية عن مشاركته في الزيارات التي ينظمها الشيخ عبدالله. ويضيف: "لقد كانت إجازة جميلة، لكن الاحتمال الكبير هو أنني لن أعود إلى هناك" ومع ذلك فهو يشير إلى أنه وجد خلال الرحلة من يشاركه هذا الرأي، وهو يعرف من هم ؟ لكنه لم يلتق معهم بعد الرحلة. وهذا الانطباع ربما يكون له دوره في التمهيد لروابط جديدة يجري التأسيس لها في الشتات.
لم يتسنى لي حتى الآن اللقاء بأناس يرفضون الاشتراك في الزيارات التي ينظمها الشيخ عبدالله لحضرموت. ولكن بالتأكيد هناك البعض منهم. فآثار العيش الطويل في بلاد المهجر تتضمن كلا التعبيرين ؛ الرغبة في الاندماج أو العكس. والشباب، خصوصاً، وهذا ليس مستغرباً. عادة ما يكونون مترددين في القبول بالهوية الحضرمية. أخبرتني امرأة شابة كيف أن بعض صديقاتها من السعوديات الحضرميات الأصل في المدرسة يفكرن في تغيير أسمائهن عن طريق حذف البادئة "با" من اسم العائلة. وهي نموذج معروف في بداية اسم الحضرمي. تغيير الاسم بإزاحة الدليل الظاهري المشير لأسلافهم، والتأكيد بذلك على هويتهن السعودية.
ونشاطات بناء هوية المهجر الحضرمي التي ينظمها الشيخ عبدالله بقشان هي نشاطات باهرة. فقد عُرف عنه حماسه لكل الأشياء الحضرمية. وأنا لم أسمع باسمه يتردد إلا عندما كان هو في زيارة لحضرموت عام 2006م. حيث أصبحت أعماله الخيرية في مجالات التعليم والصحة حديث الناس هناك وبمثابة المعلومات العامة. يتحدث عنها الناس على الرغم من بعض النقد. لكن عموماً صار مطرح تقدير الناس وإعجابهم نتيجة تلك الاعمال الخيرية ورعايته للجماعة الحضرمية بالمملكة. ومن الواضح فقد أضحى الشيخ عبدالله بقشان أحد ابرز القوى المحركة لصيانة الهوية الحضرمية في البلاد. كما انه المشجع لجعل هوية الشتات تلفت انتباهها نحو الحضارم. وهذا الشعور المتزايد يمكن اعتباره ولو جزئياً جانبا من نتائج النشاطات والفعاليات التي قام بها هذا الرجل.
لكل متحمس من هؤلاء مقعد ثابت في طائرته. والكثيرون يقومون بزيارات منتظمة لحضرموت. أناس يزورون قرى أسلافهم - حتى لو قلنا أنهم يزورونها كسوّاح. فالتجربة تؤكد الشعور بالتضامن مع الآخرين في المملكة وتنشأ شبكات من العلاقات الاجتماعية وتترسخ وتنشط صفحات على الفيسبوك، ويتلاقى الناس اجتماعيا ويؤسسون لعلاقات مهنية.
وفي المجتمع السعودي الواسع، نجد الكثير ممن يهتم بهذه النشاطات مع وجود جماعة ذات أصول حضرمية يجري التئام هويتها. ولهذا فالسؤال هو: هل تستطيع أن تبني شتاتا، إذا كان لديك المال الكافي ؟ الجواب: ربما يكون نعم.

* كبير ضباط أبحاث الهجرة - عن كومباس بلوق جامعة اوكسفورد
التوقيع :
[SIZE="4"]
[COLOR="DarkGreen"]
وادي عمر كنز المنى

والمسرة باطوف عاعشبة عشية وبكرة باعيش في قربة اذا سرحت ماسية

يااهل وادي الخير وادي الوفاء

طابت مراعية
[/COLOR
]
[/SIZE
]
  رد مع اقتباس
قديم 11-27-2013, 05:43 AM   #2
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .
موضوع رائع ومفيد نرحب بمثل هذه المواضيع والابحاث عن تاريخ الحضارم والمقالات التي تنشر عنهم في الخارج
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas