المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!


مدينة شبام كوكبان

تاريخ وتراث


مشاهدة نتائج الإستطلاع: هل يجب المحافظه على المدن التاريخيه من خلال:
المحافظه على نظافتها 1 33.33%
الا كتفاء بالنمط المعماري القديم 0 0%
توثيق تاريخها 1 33.33%
استعمالها كمراكز ومجاميع ثقافيه 1 33.33%
المصوتون: 3. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

إضافة رد
قديم 12-28-2003, 03:55 AM   #1
الكوكباني
حال جديد

افتراضي مدينة شبام كوكبان

- الموقع : تقع شبام كوكبان إلى الشمال الغربي من صنعاء على بعد نحو ( 43 كيلومتراً ) تقريباً .

- شبام وأراضيها المجاورة : تعتبر واحدة من المدن ذات التاريخ العريق التي تعود إلى ما قبل ( القرن السابع قبل الميلاد ) ، وأول ظهور لها كان في نقش النصر الموسوم بـRES.3945 ) ) الذي دونه " كرب إل وتر بن ذمار علي " مكرب سبأ في ( القرن السابع قبل الميلاد ) حيث أشار إلى أنها كانت واحدة من مدن مملكة " نشن " ـ مدينة السوداء في الجوف ـ إلى جانب " وادي ضهر " وغيرها ، وبعد أن هزم هذا المكرب ملك مملكة " نشن " المدعو ( س م هـ ى ف ع ) ضم كل ممتلكاته إلى مملكة سبأ ، وبعدها بدأ السبئيون يتجهون إلى الاستيطان في قيعان الهضبة الوسطى خاصة قاع البون وقاع الرحبة وصنعاء وقاع سهمان وقاع جهران ، وأقيمت عليهم وفي أطرافهم العديد من المدن السبئية ، وشبام واحدة من المدن التي استطونها السبئيون لتوسيع رقعة الدولة السبئية وتثبيت أركانها وتأمين حدودها ، وانتقلت إلى هذه المدينة بعض العشائر السبئية ـ نسبة إلى " سبأ القبيلة " وليس " سبأ الدولة " ـ ، والعشائر الفيشانية ـ نسبة إلى " قبيلة فيشان " وهي شريكة " قبيلة سبأ " وهما القبيلتان اللتان باتحادهما كونتا " دولة سبأ " ـ ، نلمس ذلك بوضوح في الجانب الديني ، فهذه العشائر الجديدة ـ وعقب وصولها ـ قامت ببناء معبدين لها في جبل اللو ـ جنوب غرب شبام كوكبان ، ـ الأول خاص بالإله ( عثتر ) ـ إلـه قبيلة سبأ ـ والثاني خاص بالإلـه ( المقة ) ـ إله قبيلة فيشان ـ ؛ لدرجة أن اسم معبد ( المقة ) يحمل نفس اسم المعبد الرئيسي القائم في حاضرة ـ عاصمة ـ السبئيين مدينة مأرب معبد ( أوم ) ـ المشهور محلياً في مأرب بمحرم بلقيس ـ ، ولكن ميزوه هنا بأنه معبد ( أوام ) فـي جـبـل اللو ( أوم / ذع رن / آل و) ؛ وبذلك وبعد ( القرن السابع قبل الميلاد ) أصبحت مدينة شبام كوكبان مدينة سبئية محضة ، وتتميز عن " شبام الغراس " بأنها تكتب في النقوش بصيغة ( ش ب م ) ، بينما الأولـى تـكتـب بصيغة ( ش ب م م ) ، وتميز ـ أيضاً ـ " بشبام أقيان " ، ويذكر لنا أحد نقوش ( القرنين الأول والثاني الميلاديين ) حدوث مشكلة بين كبير أقيان شبام ومركز الدولة الحاكمة في سبأ ، وقـد ذهـب علـى إثرها كبير أقيان ـ كبير تعنى اصطلاحاً حاكم منطقة إدارية محدودة بتجمع قبلي معين ـ إلى مأرب لحل تلك المشكلة ، وتدل هذه الحادثة على أن مدينة شبام كانت لها مركز الصدارة لدى الأسرة التقليدية الحاكمة في مأرب .

وقد وصلت هذه المدينة إلى رٌقي ثقافي وديني رفيع تمثل بنحت الصخور لتشكل فيها غرف تم استخدامها كمقابر ، وهي تنتشر على صخور جبل اللو ـ جبل ذخار حالياً ـ المواجهة للمدينة .

وفي الجانب الديني فقد كان هناك معبدي الإلهين ( عثتر ) و ( المقة ) عـلى سفح جبل اللو يشرفان على المدينة ، وشيدت الطريق إليهما ، وهى اليوم طريق المشاة الصاعدة في جنوب غرب المدينة والتي تصل إلى الأعلى إلى كوكبان ، وفي الفترة الإسلاميـة سميت شبام يعفر نسبة إلى الملوك من " آل يعفر " الذين اتخذوها عاصمة لدولتهم خلال الفترة من ( 847 - 997 ميلادية ) ، وأقاموا فيها التحصينات الدفاعية والأسوار فضلاً عن القصور والمساجد والحمامات والأسواق ويرتبط الجامع الكبير في شبام كوكبان باليعفرية .

- أهم معالم مدينة شبام كوكبان القديمة :

1- المجمع التعبدي في جبل اللو ( جبل ذخار ) :

تشير كثير من النقوش التي عُثر عليها في جدران المباني الحديثــة إلى أن جبل اللـو ـ الذي يطلق عليه اليوم ذخار ـ كان يضم في قمته مجمعاً تعبدياً دينياً يشمل على معبدين كبيرين الأول للإله ( عثتر ) والثاني للإله ( المقة ) ، وإليهما كان سكان المدينة يتوجهون بالطقوس الدينية المختلفة وكانت هناك طريق تصل بين المدينة عند سفح الجبل والمعبدين في أعلى قمة الجبل ، وهي اليوم نفسها طريق المشاة التي تقع جنوب غرب المدينة والتي تصل اليوم إلى بوابة مدينة كوكبان في أعلى قمة الجبل ، إلا أن استمرار الاستيطان في المدينة ـ إلى وقتنا الحاضر ـ جعل الأهالي يعملون على نقل أحجار المعبدين لاستخدامها في المباني التي تم إنشاؤها في الفترة اللاحقـة ، وهناك يرى الزائر لمدينة شبام تباين أحجار المباني ما بين أحجار أثرية وأحجار حديثة الهندام .

كما بنوا مداخل المنازل الحديثة بعتبات علوية من نقوش ذلك المعبدين ، وعلى جدران المباني اليوم الكثير من النقوش المكتوبة بخط المسند استخدمت كحلية معمارية تزين بها المباني الحديثة .

أمّا الطريق القديمة التي تربط بين مدينة شبام والمعبدين فهي لازالت موجودة ، وتسمى ـ حالياً عقبة كوكبان ـ ، وتم استخدام الطريق في العصور التاريخية اللاحقة حتى الآن ، وهي طريق منحوتة بالصخور ، وأثناء الحروب مع العثمانيين كانت تلك الطريق تغلق من أعلى الجبل بواسطة سقاطات حجرية ضخمة ، وبذلك لا يمكن الصعود إلى حصن كوكبان لأنه محاط بتحصينات طبيعية صعبة المرتقى .

2- مقابر شبام كوكبان الصخرية :

تنتشر العديد من المقابر الصخرية على منحدرات جبل كوكبان ، وتشرف فتحات هذه المقابر على مدينة " شبام كوكبان " ، وهي ـ من الداخل ـ عبارة عن غرف مختلفة الأحجام المنحوتة في الصخر تشابه كثيراً مقابر " شبام الغراس " إلا أنها تعرضت للعبث والنبش ولم يبق فيها أي أثر لجثث الموتى أو حتى بعض العظام ، واستخدمت هذه الغرف من قبل أهالي المدينة كمخازن لعلف الماشية أو كمأوى للسكن ، وتعكس لنا هذه المقابر الصخرية مدى إيمان اليمني القديم بعقيدة " البعث والخلود " ما بعد الموت أي إيمانهم بوجود حياة أخرى ؛ لذلك كانت توضع إلى جوار المتوفي الكثير من أدواته اليومية التي سيحتاجها بعد عودته من العالم الآخر .

- وصف المقابر الصخرية : قام النحات اليمني القديم بفتح باب على شكل مستطيل يفتح إلى الداخل ثم توسع في الداخل على هيئة غرفة واحدة وأحياناً غرفتين أو أكثر حسب احتوائها للجثث المدفونة فيه أو أفراد أو بشكل جماعات أو أسر أو عائلات أو …. ، أما أبعادها فقد تصل أحياناً إلى ( 2.5 × 3 متر ) ، ومداخلها يصل ارتـفـاعها ما بين ( 1.5 -2 متر ) واتساعـهـا ما بين ( 1 - 1.20 متراً ) ، حفرت في جدرانها الداخلية كوات كانت توضع فيها الأثاث الجنائزية والتي تضم الكثير من الأدوات والأواني الفخارية وغيرها .

3- الشواهد الأثرية والتاريخية :

الشواهد الأثرية والتاريخية لمدينةشبام كوكبان التي شهدتها خلال الفترات الإسلامية بمراحلها المتطورة في مجال الفن المعماري لازالت قائمة البنيان متمثلة في العمارة الدينية وتتمثل في المساجد والأضرحـة وعمائر مدينة تتمثل في السوق القديم ومكوناته ودار الحجر " السمسرة " ودار الحكومة " الموظفين " والحمام القديم وعمائر حربية تتمثل في سور المدينة وبواباته وأبراجه المحكمة .

وكل هذه العناصر تعكس طابع وسمات المدينة العربية الإسلامية في بداية القرون الوسطى ، ويمكن تفصيل المكونات الأثرية والتاريخية التي لازالت قائمة في مدينة شبام كوكبان باعتبارها مقصداً سياحياً هاماً في حركة البرامج السياحية المنظمة بشكل مجموعات سياحية أو بالنسبة للسياحة الفرديـة وأبــرز معالمها الرئيسية ما يلي :-

أ- الجامع الكبير :

يقع " الجامع " وسط مدينة " شبام كوكبان " ، بُني في ( القرن الثالث الهجري ) ، وينسب بـنـاؤه للأمير " اليعفري أسعد بن أبي يعفر " ( 282-331 هجرية ) أحد حكام دولة بني يعفر الذي اتخذ مدينة شبام عاصمة لها .

وتأتي أهمية هذا الجامع لقدم تأريخ بنائه إضافة إلى تخطيطه المعماري الذي يعتبر صورة مصغرة للجامع الكبير بصنعاء ، وتخطيطه على نمط التخطيط الشائع في الجوامع الأولى التي انتشرت في معظم أرجاء العالم الإسلامي وهو ذو الصحن المكشوف ، وتحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ، وتوجد سماة مشتركة بين زخرفة مصندقاته وبين زخارف مصندقات الرواق الشمالي للجامع الكبير بصنعاء من حيث تشابه العناصر الزخرفية التي زينت سقفه .

- التخطيط العام : يتكون الجامع من الصحن ـ الصرح ـ ، يحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ، ويتكون من أربع بلاطات بواسطة ثلاثة صفوف من الأعمدة وصف آخر يطل على الصرح ، وكل صف يتكون من تسعة أعمدة على بعضها عقود مدببة ، والأعمدة تأخذ الشكل الإسطواني ، ويختلف قطرها من عمود لآخر ، وسقف هذا الجزء من الجامع عبارة عن مصندقات خشبية عليها زخارف هندسية ونباتية بشكل وريدات ودائرة مفرغة وأشكال نجمية تدل على براعة ومقدرة الفنان اليمني .

- المحـراب : المحراب يتوسط جدار القبلة ، ويقوم على عمودين محلقين يحملان عقداً نصف دائري ، وباطن المحراب مطلي بالجص تزينه عناصر زخرفية على هيئة محارة ووريدات ثلاثية متعددة يؤطرها عقد مقوس بارز من الجص يتوسطهما شريط كتابي نصه : ( كلما دخل عليها زكريا المحراب ) ، ويعلو تيجان الأعمدة عقد مقوس يزينه شريط كتابي نصه : ( الحسين صفوة الله ) ، يتوسط العقد درع بارز من الجص ، ويعلو العقد عناصر زخرفية قوامها دراعان بارزان ، ويحيط به شريط من الزخارف النباتية الجصية ، ويحيط بها شريط كتابي مستطيل أفقياً وعمودياً نصه : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ( آية الكرسي ) ، كما يزين يسار المحراب عناصر زخرفية جصية مختلفة قوامها عقد محور تزينه زخارف نباتية وشريط كتابي نصه : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ، ويعلوه شريط كتابي بالخط الفاطمي المؤرق نصــه : ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم لعلكم تفلحون ) ، وإلى يمين المحراب هناك محراب آخر ربما الأقدم لبيت الصلاة عليه عقد مفصص يقوم على عمودين مختلفين يعلوه شريطان كتابيان نص الشريط الأول : ( إنا فتحنا لك فتحاً مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، ويتم نعمته عليك ) ، ونص الشريط الثاني : ( إنما يعمر مساجد الله ) ، وتنتهي الآية بقوله تعالى : ( وعسى أن يكونوا من المهتدين ) .

- الرواق الشرقي : الرواق الشرقي يتكون من بلاطتين يفصلهما صف من الأعمدة وعلى البلاطة المطلة للصحن أقيم جدار يغلق إلى الصحن .

- الرواق الجنوبي : الرواق الجنوبي يتكون من ثلاث بلاطات يفصلها صفان من الأعمدة ، وجدار الصحن المكون من سبعة أعمدة مربعة ، أما أعمدة الصف الأول فتتكون من تسعة أعمدة إسطوانية الشكل تحمل تيجاناً مختلفة الأشكال ، والصف الثاني يتكون من سبعة أعمدة ودعامة تحمل عقداً مدبباً يتصل بالجدار الجنوبي .

- الرواق الغـربي : الرواق الغربي يتكون من بلاطتين يفصلهما صف من الأعمدة ، ويغلق هذا الرواق الجنوبي جدار ـ له باب يفتح للصحن ـ وعلى عتبة الباب نقش مكتوب بخط المسند ، وهذا يشير إلى أن معظم الحجارة التي بني بها الجامع منقولة من مواقع أثرية ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام .

المئذنـة : تقع المئذنة في الزاوية الجنوبية الشرقية للجامع ، وتتكون من أربعة أقسام :

الأول : عبارة عن قاعدة مربعة الشكل مبنية من الحجر عليها زخرفة نباتية بشكل غائر متماسكة ببعضها ، يعلوها شريط من الكتابة طمس نصه تماماً .

الثاني : مبني من الآجر مكون من ثمانية أضلاع عليها زخرفة هندسية بشكل معينات .

الثالث : بدن إسطواني الشكل تدور به خمسة أشرطة كتابية تعلوها شرفة .

الرابع : بدن إسطواني يضيق بشكل هرمي إلى الأعلى ، تزينه زخرفة هندسية بهيئة مستطيلات .

- المداخل الرئيسية : يصعد إلى الجامع بواسطة درج تؤدي للبوابة الرئيسية في الجدار الشرقي ، ويتقدم البوابة طلة مربعة الشكل مقامة على عمودين ، وتحمل سقفاً مقبباً ، والمدخل مربع الشكل عليه عتبة تحمل عقداً مستديراً معشقاً بزجاج أبيض ، ويفتح على رواق القبلة ، ويقابل البلاطة الرابعة لبيت الصلاة باب آخر على يمين الباب الرئيسي ليؤدي إلى الرواق الجنوبي، ويوجد باب آخر في الجدار الغربي مغلق حالياً .

ويعد جامع شبام من أهم معالم الآثار الإسلامية بما يزخر به من تخطيط معماري وزخرفة فنية تعطينا فكرة واضحة عن نمط البناء السائد في تلك الفترة ، كما نتعرف من خلاله على العلاقات الحضارية والفنية المتبادلة بين اليمن والأقطار الإسلامية الأخرى ، ويتضح ذلك جلياً من خلال العقود المدببة التي وجدت في الجامع ، وهي تشبه أعمدة جامع " أحمد بن طولون " في مصر .



ب - حصن كوكبان :

- الموقع : هو حصن مشهور يطل على مدينة شبام كوكبان ، ويرتفع بحوالي ( 3000 متر ) عن مستوى سطح البحر ، واسم الحصن قد ذكره " الهمداني " ، وقد نقل " الحجري " قـول " ياقوت" بأنه : " سمي كوكبان لأن قصره كان مبنياً بالفضة والحجارة وداخلها الياقوت والجوهر ، وكان ذلك الدر والجوهر في الحصن يلمع بالليل كما يلمع الكوكب ، فسمي بذلك " ، وقـد اشتهر الحصن منذ أن اتخذه " المطهر شرف الدين " معقلاً حصيناً أثناء معاركه الحربية ضد الأتراك ، واستعصى عليهم إخضاعه لسيطرته عليه ، كما كان مركز إمارة " آل عبد القادر من أحفاد الإمام شرف الدين " في نهاية حكم الأئمة الضعاف من " بني القاسم " ، وقد اشتهر من أهل كوكبان عدد من الأدباء والشعراء والعلماء المعروفين ، كما ازدهر أسلوب الغناء المنسوب إليه في العصر الحديث ، أما اسم الحصن فينسب إلى " كوكبان أقيان بن زرعة " ، وهـو من أشهر معاقل اليمن وأبعدها صيتاً وأعظمها ذكـراً وأمنعها .



- التخطيط المعماري للحصن :

- المدخل الرئيسي : يقع على الضلع الشمالي لجدار الحاجز الأوسط للقلعة ، ويفتح إلى الشرق منه باب واسع يغلق بمصراعين من الخشب غطي الجزء الخارجي منه بصفائح من المعدن ، ويمثل المدخل جزءاً من السور الأوسط الذي يدور حول القلعة ، أما الجزء الواقع على يسار المدخل فهو عبارة عن بناء مرتفع يسمى ـ القشلة ـ ، ويتكون من طابقين يحتوي الطابق الأسفل على عدد من الحجرات تفتح على الساحة الداخلية ، ويماثله الطابق الثاني ، ويعلو هذا الجزء ممر عليه عدد من المزاغل المستخدمة لرمي السهام في حالة الدفاع عن القلعة ، وفي الطرف الشمالي الشرقي برج دفاعي مستدير الشكل ، وفي الجهة الشرقية من البرج فتحة دائرية تؤدي إلى نفق محفور تحت الأرض يتم النزول إليه عن طريق عدد من الدرج ، وهذا النفق ينفذ إلى أسفل المدينة ، ويزين الجزء الأعلى للمدخل من الداخل لوحة من حجر البلق مصقولة عليها كتابات لعدد من الأبيات الشعرية بخط النسخ تمتدح الحصن ، وتحدد تأريخ عمارته واسم المدخل إلا أن هذه الكتابات طمست منها مقاطع كثيرة مما يحول دون قراءتها .



ج - ضريح الأمير شمس الدين :

" الأمير شمس الدين " هـو " الابن الثاني للإمام شرف الدين " شارك مع والده في حروب كثيرة ، ودخل في نزاع وخلافات مع " أبيه " و " أخيه المطهر " على الاستئثار بالسلطة مما أضعف شوكة حكم " الإمام شرف الدين " بل وأدى إلى انهيار هذا الحكم بعد ذلك ، وكان الخلاف بين " الإمام شرف الدين " وابنه " شمس الدين " مـن ناحيـة وبين " شمس الدين " وأخيـه " المطهر " مـن ناحيـة أخرى قد بلغ ذروته في سنة ( 925 هـ ) .

- الموقع : يقع ضريح الأمير " شمس الدين " على الناحية الجنوبية الشرقية لمدينة " شبام كوكبان " وهو من المعالم الأثرية الإسلامية الهامة .

- التخطيط المعماري : الضريح عبـارة عن بناء مربع الشكل تعلوه قبــة ، طـول ضلعـه من الداخـل ( 5.10 متر ) شيد بالأحجار السميكـة الصلـدة ، ويتوسط جـداره الجنوبي مدخل أبعاده ( 1.50 × 1.20 متر ) ، يعلوه عتب حجري عليـه نص كتابـي محفـور بخـط النسخ يقرأ : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ، ويعلو العتب نافذة صغيرة ، وعلى يمين ويسار النافذة كتابات محفورة في الجانب الأيمن : ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ويحيط بكتلة المدخل عقد مدبب ، وعلى جانبي المدخل كتابات بخط النسخ :

الأيمن ( عمرت بتاريخ …... شهر ربيع الأول 933 هـ )

الأيسر ( عامر هذه القبة المباركة ……….………… )

وتغطي السقف قبة نصف كروية ترتكز على حنايا ركنية بارزة من الداخل ، ويحتوي الجانب الجنوبي لساحة القبة من الداخل تابوت خشبي تحيط به مصاطب مرتفعة أقيمت حول القبور .

- الزخارف الفنية داخل قبة الضريح : تزين واجهات الأعمدة في داخل قبة الضريح زخرفة نباتية محفورة على الجص ، ويدور حول إطار المحراب شريط كتابي بخط النسخ يقرأ : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، هو الله لا أله إلا هو عالم الغيب والشهادة …. ) وينتهي ( وهو العزيز الحكيم ) ويعلو شريط المحراب عقد مدبب تزينه كتابات غير واضحة ، تتوسطه زخرفة جصية مكونة من دائرة هندسية بداخلها كتابات مكررة ( الله ) .

أما الحنايا الركنية معظمها زخارف جصية محفورة نفذت بمهارة عالية حيث غطيت إطارات الحنايا الركنية بزخرفة هندسية على شكل مربعات ، كما زخرفت بزخارف نباتية على شكل مراوح تخيلية، كما يعلو محراب القبلة شريط كتابي بخط جميل كلماته متداخلة ، ويحيط بالتابوت الخشبي من جوانبه الأربعة زخرفة كتابية نفذت على أرضية نباتية أهمها على الواجهة الشمالية تتضمن اسم وألقاب صاحب التابوت ، وعلى جانبي التابوت توجد أربعة قبور عليها شواهد من حجر البلق .

الأول أبعاده ( 88 × 59 سم ) وسمكه ( 2.5 سم ) عليه إطار كتابي يقرأ : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله عليً ولي الله وفاطمة أمة الله والحسن والحسين سبطا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ) ، والناحية اليمنى من إطار الشاهد : ( الحمد لله الذي لا يبقى إلا وجهه ولا يدوم إلا ملكه لا إله إلا هو واحد أحد فرد صمد ) ، ويتكون الشاهد من ( 15 سطراً ) ، وهو باسم السيدة " حصنة " يرجع تاريخه إلى 10 ربيع الأول سنة ( 1056 هـ ) ، وهو لا يختلف كثيراً عن بقية شواهد القبور الأخرى باستثناء أسماء وألقاب وتاريخ وفاة صاحب كل قبر ، وبصورة عامة فإن ضريح " شمس الدين " بكوكبان يعد آية فنية فريدة وأثراً جمالياً رائعاً في فن العمارة والزخرفة التي تعكس أزهى ملامح الحضارة الإسلامية في اليمن .

د- السوق المركزي القديم :

يقع السوق في وسط المدينة بجانب " الجامع الكبير " بالمدينة كما كان سائداً في تخطيط المدن الإسلامية الأولى مثل الكوفة والبصرة والفسطاط وسامراء ، ويتكون السوق من مجموعة من المحلات الصغيرة المفتوحة على جانبي الشوارع الضيقة للسوق ، وكان يخصص لكل صناعة أو سلعة تجارية جزء خاص بها من السوق العام .

ويضم السوق القديم في مدينة شبام كوكبان ـ حالياًـ ما يزيد عن ( 160 محلاً تجارياً ) ـ دكاناًـ موزعة على عدة أجزاء وممرات بحسب نوع الصناعة أو السلعة التجارية التي يشغلها مثل سوق المعطارة وسوق القشر وسوق المحدادة وسوق الحب وسوق الزبيب …إلخ .

ويمكن إيضاح تخطيط مساحة محل تجاري " دكان " كنموذج .

- مسقطه مستطيل وأبعاده حوالي ( 2.20 متر ) عرضاً ( × ) ( 4.80 متر ) طولاً ، يحتوى على باب خشبي يفتح على الشارع الضيق للسوق وهيئة الباب على شكل مستطيل حوالي ( 1.20 متر ) عرضاً ( × ) ( 1.60 متر ) ارتفاعاً ، وتتقدم الدكان ظلة ـ سقيفة ـ محمولة على عمودين إمَّا حجرية أو خشبية .

هـ - دار الجمرك " السمسرة " :

تقع " السمسرة " بالقرب من الجامع الكبير على بعد ( 100 متر ) ، وتطل على ساحة سوق المدينة ، وهي عبارة عن بناية مكونة من ثلاثة أدوار ـ طوابق ـ ويوجد بأعلى بوابتها الرئيسية ـ التي تتوسط واجهة المبنى ـ نص تأسيس مغطى معظمه بطبقة من مادة الجص لا يظهر سوى كلمة " تاريخها" والراجح أن ما يليها هو تاريخ بناء " السمسرة " كتب بالحروف العربية على طريقة حساب الجمل الذي يعتمد على تحويل الحروف العربية إلى أرقام عددية ، وهو أسلوب شاع استخدامه في تسجيل تاريخ المباني في نهاية النصوص الإنشائية على العمائر الإسلامية .

وتنسب هذه السمسرة إلى السيدة الشريفة " آمنة بنت عبد القادر " ضمن الأعمال الخيريـــة التي أوقفتها لمدينة " شبام كوكبان " على وجه الخصوص .



و - دار الحكومة :

تقع " دار الحكومة " على يسار الداخل من الباب الرئيسي لمدينة شبام كوكبان ، وتتكون من ثلاثة أدوار ـ طوابق ـ منها الطابق الأول هو أصل المبنى القديم ، أما الطابق الثاني والثالث فقد أضيفا حديثاً ، والمدخل الرئيسي يتوسط واجهة المبنى المطلة على الشارع يعلوه عقد حجري نصف دائري ، أعلى العقد لوح من الرخام نقشت عليه كتابة عن طريق الحفر الغائر بخط النسخ الذي نفذ بأسلوب فني متقن يمثل النص التأسيسي للمبنى على هيئـة آبيـات شعـريــة يتخللها تاريخ الإنشاء نصه سنة ( 1200 هجرية ـ 1785 ميلادية ) .



ز- الحمام القديم :

يقع " الحمام القديم " في الجهة الشمالية لسور المدينة ، ويشغل مساحة صغيرة ؛ لذلك نجح المعمار اليمني في تصميمه على هيئة مستويات عديدة حتى تستوعب مساحته الصغيرة الصالات المكونة للحمام ، وهي الصالة الباردة والصالة الدافئة والصالة الساخنة بالإضافة إلى صالة خلع الملابس ، وهو طراز الحمامات الرومانية الذي انتشر في الحمامات الإسلامية المبكرة مثل حمام " قصير عمراً " في بادية الشام ، ويحتوى الحمام على قبة تغطي المساحة التي تلي المدخل الرئيسي ، وبأسفلها توجد قبة دائرية الشكل وزينت هذه القبة بزخارف كتابية جصية ولكنها غطيت بطلاء من الرنج الزيتي والمائي الحديث بأسلوب رديء جداً مما أدى إلى طمس تلك النصوص الكتابية الهامة ، ويرجح أن هذا الحمام هو حمام المدينة القديمة ، ويعود تاريخه إلى فترة حكم الدولة اليعفرية في ( القرن الثالث الهجري) ( القرن التاسع الميلادي ) ، ويعتبر الآن هو الحمام الوحيد في المدينة لذلك فهو يستخدم للنساء يومين من الأسبوع وباقي الأيام يستخدم للرجال .

ح - أسوار المدينة وبواباتها :

إن مدينة " شبام كوكبان " محصنة طبيعياً لموقعها الذي يستند على جبل " حصن كوكبان " ، وأجزاء منها يحيط بها سور سميك من الطين المخلوط بالتبن ينطبق عليه وصف " قطب الدين النهرواني " أثناء فتح الوالي العثماني " سنان باشا " التركي لمدينة " شبام كوكبان " في مطلع ( القرن السادس عشر الميلادي ) حيث أشار بأن سور المدينة كان من الطين الشديد كالحديد محصناً بجدار شاهق البناء كان طولـه حوالي ( 72.40 مترات ) وعرضه حوالي ( 3 مترات ) ، ولازالت بقايا السور القديم الذي يرجع تاريخه إلى مطلع ( القرن التاسع الميلادي ) قائمة في الجهة الشمالية من المدينـة ، كما يوجد بقايا برج إسطواني الشكل به فتحات ـ مزاغل ـ وهو من التحصينات الدفاعية عن السور والمدينة .

وكان للمدينة قديماً أربع بوابات تغلق عليها وتتحكم في حركة الدخول إليها والخروج منها وكانت تسمى :

- بوابة الشقي في الناحية الشمالية

- بوابة المعين في الناحية الشمالية الشرقية

- بوابة الفجرين في الناحية الجنوبية الشرقية

- بوابة الأهجر في الناحية الجنوبية

وهدمت عندما اجتاحت قوات الجيش العثماني المدينة وخلعت أبوا بها الخشبية القوية ، كما أن أسماء هذه البوابات قد تغيرت مع مرور الزمن مثال ذلك البوابة الرئيسية للمدينة يطـلق عليها حالياً " باب المدينة " .



ط -المدخل الرئيسي " باب المدينة " :

يقع على الطريق الرئيسي للمدينة يفتح عليها باب بعقد نصف دائري يليه مقوس مرتكز على كتف عمود حجري مكون من قطعة واحدة من الحجر بينما الكتف الآخر الأيمن أكمله المعمار اليمني بمدماك حجري ومقدار الارتفاع من مستوى الأرض حتى بداية العقد المقوس ( 2.60 متر ) وعرض المدخل حوالي ( 2.20 متر ) ، ويوجد في المستوى ما بين العقد النصف دائري والعقد المقوس نص التأسيس نفذ بالنحت البارز على الحجر بأسلوب خط النسخ نصه : السطر الأول ( ما شاء الله ) والسطر الثاني ( سنة 1332 هجرية ) ، يلاحظ من هذا النص أنه تمت عمليات تجديد وصيانة لهذه البوابة في ( سنة 1332 هجرية ـ 1913 ميلادية ) .

ويغلق على المدخل باب خشبي من مصراعين مصفحين بأشرطة من الحديد المثبتة بواسطة مسامير حديدية كبيرة الحجم ، ويفتح في مصراعه الأيمن باب صغير ـ خوخة ـ ، يعرف عند أهل شبام كوكبان ـ الفرخ ـ ، ومـقدار ارتفاع الباب الخشبي حـوالــي ( 1,50 متراً ) وطول الخوخة ـ الفرخ ـ ( 1,20 متراً ) وعرضه ( 72 سم ) ، ويغـلـق الباب مـن الداخل بواسطـة الضرابـة الخشبية ـ القفل الخشبي القديم ـ فيما يغلق باب الخوخة من الداخل بواسطة مزلاج حديدي صغير .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اِسألوا الرملة في الأحقاف ...والصخور الجبلية " اِسألوا التاريخ عني حضرمية حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 2 07-08-2011 03:14 AM
تكريم الشيخ الطّيّب سالم علي الجرو الســقيفه العـامه 25 06-28-2011 12:15 PM
شبام الحب(ديوان شعر) ابوسعدالنشوندلي سقيفة عذب القوافي 11 05-08-2011 10:31 PM
شبام الحب(ديوان شعر) ابوسعدالنشوندلي سقيفة عذب القوافي 5 05-08-2011 10:28 PM
مدينة شبام تشهد المطلع السنوي للألعاب الشعبية (حافة شبام) يماني وشامخ كياني سقيفة الأقتصاد وقضايا المجتمع 0 12-05-2010 11:02 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas