المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الحوار السياسي
سقيفة الحوار السياسي جميع الآراء والأفكار المطروحه هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الجنوب العربي و ليل سياسي على الجنوب

سقيفة الحوار السياسي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-29-2015, 01:36 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

الجنوب العربي و ليل سياسي على الجنوب


الجمعة 28 أغسطس 2015 10:27 مساءً

ليل سياسي على الجنوب


د.احمد علي عبد اللاه
مقالات أخرى للكاتب
هل يتحرك الإقليم باتجاه الفصل بين قضيتي ‘‘الجنوب‘‘ و‘‘الشمال‘‘ ؟
عدن من فردوس آدم إلى جمر كربلاء
عَصَفت وما حَزَمت.. فمَن سيحمي الجنوب ؟
هل هي مخاضات فك الارتباط في اليمن ؟
مُرٌّ وبغيض يا ‘‘ يناير‘‘
ماذا قدمت الوحدة اليمنية لحلم القوميين العرب ؟
كُنْتُ في عدن
------------

الجنوب لديه قضية كبيرة تسعى أطراف محلية وخارجية للضغط عليها بشدة لتعليبها وتجفيف الجروح بملح الانتظار مرحلياً تحت ذرائع الضرورات الحربية التي تتطلب قبل أي شيء وحدة الصفوف لمواجهة الخصوم. وهو أمر مفهوم، إلا أن الكثيرين يعتقدون بأنه يحتوي على غموض ومخاطر، خاصة مع ضمور الشق السياسي للحراك الجنوبي بتكويناته المتعددة، وغياب أوزان محورية ورمزية جامعة تستطيع أن تخلق تكافؤ بين الاستحقاقات الجنوبية ومتطلبات الحرب الجارية.. مما يجعل المقاومة في الجنوب منكشفةً سياسياً وبلا صوت حقيقي، ويعرّض الحاضنة الجماهيرية إلى عوامل التعرية التدريجية أو محاولات تفريغ معنوي، وتحميلها على رياح التاثير الاقليمي والاطمئنان لتوجهاته.


ينبغي أن يدرك السياسيون والمتسيسون، الكتاب المثقفون والنسّاخ، المقاومون الحقيقيون وناطرو الحصاد، أن دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية الشقيقة تنظر للوحدة اليمنية من مرأى براجماتي داخلي ولن تفعل أمراً لا تقتنع بأنه يخدم استقرارها وأمنها هي أولاً، ولا تعتبر أن الوحدة أو فك الارتباط تحملان ثقلاً أيديولوجياً أو فرائضياً، فهما أمران يتم التعامل معهما من منظور مصلحة الخليج وأمنة الداخلي بشكل حصري، كمتغير زماني تحت فعل الظروف الجيوسياسية. هكذا وبكل بساطة وهو أمر شديد البداهة والواقعية، وليس في ذلك عيب بالنسبة لهم، لكنه بالضرورة مصيري جداً بالنسبة لأهل الجنوب، ومهم لهم معرفة تفاصيل كل شيء لاستجلاء الحقائق والتعامل معها.

هناك فراغ حقيقي في الجنوب، وحتى في زمن المليونيات كان هناك فراغ تسده المسيرات وصوت الزعماء عبر الأثير ساعات ثم يتجلى مجدداً، وكان هناك شهداء وجرحى وأعداد كبيرة من الأسرى .. ومع ذلك كان الجنوب ممتلئ بالفراغ. واليوم بعد ملاحم وبطولات قدمتها المقاومة الجنوبية دفاعاً عن الوطن وبدافع التحرير الكامل واستعادة الدولة، ومع كل الانتصارات، إلا أن هناك فراغ في الجنوب لا تملؤه حتى المقاومات والوجوه القريبة من قلوب الناس.

من سيملأ هذا الفراغ "الرباعي" الملبوس بالمقامات والعواطف والأعلام الجنوبية الجميلة المُرفرفة على المرتفعات والأعمدة وسطوح البيوت الحزينة، والمعنويات الدافقة، ومن يمثل الجنوب مقاومةً وشعباً وحراكاً واهدافاً ومصيراً ؟ ومن المخول للتحدث بإسمه ؟.

هناك معادلة رياضية وهي أنه لو كان هناك خمسة مليون مقاوم (بعدد سكان الجنوب افتراضاً) أو خمسة مليون حراكي مجتمعين على هدف واحد، دون أن يكون هناك ممثل رسمي يُجمَع عليه من الأغلبية أو يكون هناك إئتلاف منظم يلتف حوله الأغلبية، سيكون هناك خمسة مليون فراغ، وفراغ مضاف كمتلازمة جنوبية، وسيتكلم الناس عن ذلك ويتعامل الكل مع الجنوب على أنه جسد منتفخ قابل للانفجار والتعفن.

لقد جرب الجنوب مرحلة ٢٠١١ وما تسمى بثورة التغيير وهي زلزال شعبي حقيقي تم تفريغه من خلال الاحزاب الراجلة والراكبة، والمبادرات وصولجانات الحوار الذي كانت أهم مآثره التاريخية هي استهانته بقضية الجنوب والالتفاف عليها من خلال "الاقليم الشرقي" الذي كان سيُمنح حكماً "باهي الطلّة"، معرجن على ورق، ويبقى بعُهدة شركاء دولة الخلافة الموعودة، بينما تظل أنابيب النفط مشرعة نحو الايادي السوداء التي ستتكاثر بشكل ثوري... وتم الإلتفاف من خلال مشروع الأقاليم الذي بدوره كان حادثة ترقيعية وخطأ تأسيسي ساهم بما وصلت إليه اليمن في الوقت الحاضر، وما يزال مع الأسف هاجساً روحياً للدواعي الاعلامية وهروباً من ضرورة الخروج عن النص الهزيل لاصحاب المعالي.

ولهذا لا يظن أهل الجنوب أن التضحيات البشرية الكبيرة التي قدموها والتدمير الهائل الذي لحق بمدنهم وقراهم، يمكن أن يكون سبب كاف ومباشر لاستعادة الدولة الجنوبية، دون أي جهود سياسية ومواقف صلبة لمقاومة أي التفاف من الداخل والخارج.

حين تسكت الرصاص ويذهب المقاومون إلى ثكنات ما يسمى بالجيش الوطني وتلعب عدن دور "العاصمة البديلة" ويلتئم فيها التواقون للأدوار السياسية والتجارية وتنتقل اليها الاحزاب اليمنية بمقراتها وبكوادرها وتزحف نحوها أفواج من بيروقراطيي المؤسسات الرسمية ... الخ، سيكون ليل سياسي بهيم قد حلَّ في سماوات الجنوب، ولهذا لابد الآن من التقاط الفرصة الأهم توازياً مع عمليات التطبيع المتوقعة للوضع في الجنوب، وأن يكون هناك فعل سياسي بشكل غير مسبوق من حيث نوعيته وقوامه وقدراته ومكانته، يقنع الداخل والخارج بأن هناك ضرورات مستجدة وموثوقة على الارض نجحت في إحداث تغيير نوعي في التفكير الاستراتيجي، وفي المقاربة المطلوبة لتلبية احتياجات المنطقة في الاستقرار والذي ستكون دولة الجنوب واحدة من أهم ركائزه.
وإذا لم يتوفق الجنوبيون في تدبر أمرهم فإن المسألة تبقى معلقة بإرادة الآخرين وتفسيراتهم "الجيوبوليتية" المترعة بفقاعات التنظير المكتئب في الداخل والخارج، حتى يرث الله المقاومة ومن حولها.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas