المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


من النوابغ الخالدة في الشعر الغنائي الحضرمي (1-2)..تجليات الصدق والمحبة بين : المحضار والشاعر أحمد عبود باوزير

سقيفة عذب القوافي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-03-2013, 04:12 PM   #1
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي من النوابغ الخالدة في الشعر الغنائي الحضرمي (1-2)..تجليات الصدق والمحبة بين : المحضار والشاعر أحمد عبود باوزير

من النوابغ الخالدة في الشعر الغنائي الحضرمي (1-2)..


تجليات الصدق والمحبة بين : المحضار والشاعر أحمد عبود باوزير


رياض عوض باشراحيل


السيد حسين أبوبكر المحضار والشيخ احمد عبود باوزير "أبوحسن" نابغتان غنائيتان حضرميتان في مجالي الشعر والتلحين الأول مشهور والآخر مغمور، عاشا بجوار بعض متقاربين في القلوب والعقول والأرواح، وفي السكن بأحضان مدينة الشحر، أحبا الحياة فعاشاها عشقا وإبداعا ومتعة وألقاً وأملاً، جمعتهما اواصر المحبة والصداقة على حب الشعر والفن والإبداع وحب الشحر الذي فاح عبقا يتضوع من أبيات وقوافي كل منهما، رغم الفارق الابداعي الذي لابد وان يكون عادة بين كل نابغة وآخر أو شاعر ومثله بحكم طبيعة التكوين الشخصي الفكري والوجداني الذي يختلف من شخص لآخر فيختلف التفكير والشعور حتى وان عاشا في بيئة وظروف حياة واحدة . هذا الاختلاف الذي يميل هنا بوضوح الى ترجيح كفة الشاعر الكبير حسين المحضار، دون أن ينتقص هذا من منزلة الشاعر الكبير أحمد عبود باوزير – عليهما رحمة الله - .

لقد شاءت يد الأقدار أن تستلم وديعتها فيرحل الى جوار ربه الشاعر الشيخ باوزير في العام 1967م فذرف عليه صديقه المحضار دموعا ساخنة وبكاه بكاء مرا ورثاه بقصيدة عصماء تشع إيمانا واحتسابا ورضى بقضاء الله وقدره في خلقه، وتقطر أبياتها من رحيق الحكمة التي تفرزها المحن والآلام والشدائد في الحياة ومنها فقد الأحباء والأصدقاء وفي تلك القصيدة شدا المحضار:

مــن بـعـدنا ايش صار يا"بـوحـسـن" *** قـلـبـت لك الأيــام ظـهــر المـجــن
فـلـيـقـضـي الــرحـمـن ماكان قـــاض *** مـــــــا عــــنــــدي إعــــــــتراض
فــيــمــا قـضــاه الله مــا عــنــدي إعـــــــتراض


ونعى شاعرنا باوزير وبكاه كل من عرفه وحبه وحب فنه وشعره وإنسانيته، ولكنهم نعوه الى محبه وصديقه الحميم المحضار فأنشد:

نــعــوك لـي قـالـــوا حـبـيــبـك ظـعـــن *** وأخـتــار دار الآخــره لــه وطــــن
يـابــوحسـن قـوّضت وإيش ذا القـواض *** مـــــــا عـــــــنــدي إعـــــــــتراض
فــيــمــا قـضــاه الله مــا عــنــدي إعـــــــتراض


ويحشد شاعرنا تعابير الفقد والأسى والحزن المعبرة عن ألم الفراق في هذا المصاب، ويسكبها في هذا البيت المؤثر الباكي الحزين الذي عبر فيه عن دموع الشحر المدينة التي أحبها وعمل بها وتزوج وعاش فيها باوزير رغم ان مولده كان بمنطقة "حورة" بحضرموت، وكذلك عدن التي عاش فيها وعمل بها زمنا كتعبير عن بكاء الوطن كله على الشاعر الكبير باوزير ..

بـكـت عـلـيـك الشـحر وبـكت عـدن *** والـشـعـر والـصـوت الـشجي الحـسـن
وبـكـت لـعـيـان الـصـحـاح المـراض *** مـــــــا عـــــــنــدي إعــــــــــــتراض
فــيــمــا قـضــاه الله مــا عــنــدي إعـــــــتراض


ويختتم المحضار مرثيته الغنائية بالحكمة البليغة والعبرة والعظة المستوحاة من العمق الأيماني للشاعر، وتغلغل الدين الاسلامي وأصوله ومبادئه في وجدانه فيخاطب الأحياء ناصحا وواعظا لهم قائلا :

مـهـمـا حـزنـّـا مـا يفـيــد الـحـزن *** المــوت حـق والـقـبـر حـق والكـفــن
كـم فـيــه مـن عـبـره لـنـا وإتـعـاظ *** مـــــــا عـــــــنــدي إعــــــــــــتراض
فــيــمــا قـضــاه الله مــا عــنــدي إعـــــــتراض


ولشاعرنا باوزير روائع غنائية كثيرة تعد من عيون الشعر الغنائي الحضرمي لايمكن ان تغيب عن ذاكرة الفن الخالد ولا عن صفحات التاريخ الفني الحضرمي مهما تطاول عليها الزمن ومنها أغنية "يانود نسنس" التي سجلها الفنان "عمر غيثان" في مطلع الستينات لإذاعة عدن ولازلنا نسمعها وتهز مشاعرنا الى اليوم، وستظل تبث فيض المحبة الصادقة والأحاسيس النقية السامية للوطن والأهل على مر الأجيال، وفيها قال الشاعر باوزير:

يا نــود نسنس من قــدا العـربان خابرنا
كـيـف استوت حالاتهم من بعد ما سرنا
وابـعــث تحيــاتي اليهــم كـلـمــا هـبـيـت
لا حـــل للفُــرقة محـيـنـة منهــا صاليت


فالشاعر يخاطب النسيم البارد المنعش "النود" القادم من مرابع الأهل والصحب والخلان ويسأله عن حال الأهل والأحباب بعد فراقهم وابتعاده عنهم ويحثه حمل تحياته وأشواقه الحارة لهم. ويواصل شاعرنا باوزير بعث رسائل الحب والحنين والأشواق لأهله وأحبابه عبر النسيم العليل فيقول له :


وقـل لـهـم انـي بهـم قـلبـي يــذكــرنــا
وخـيالهم مازال كـل لـيلـه يـسـامــرنــا
ولا يـقولون انـني قـد سـرت وتنـاسـيـت
لا حـل للفـرقـه مـحينـه مـنـهـا ونـيـــت


أما الألم والأسى والعذاب والشقاء الجاثم بوجدان الشاعر في غربته فترفده مصادر ثلاثة: الفراق، الشوق، الذكريات:

مـاشـي خــلاف فراقـهـم لــي هــو معذبـنـا
ولا خلاف الـشـوق والتذكـار مـتـعـبـنــا
لا هـم بـدا ودو ولانـا ياعـرب وديــــت
لا حـل للفـرقـه مـحينـه مـنـهـا ونـيـــت


ويرفع شاعرنا يده الى السماء ويدعو ربه ويسأله العودة السريعة الى الوطن والقرب من الأهل والأحباء واللقاء بهم لأنه لا يطيق الغربة الطويلة لأكثر من شهرين ولا يقدر على احتمالها ..

يـارب كـمـا فـرقــتــنا سـالـك تقـربـنـا
واكـثر عـلى شهـريـن غـربه لا تغـرّبنـا
لانـني ذكـري بهـم إن جـيــت أو بـتّـيـت
لاحـل للفـرقـه مـحينـه مـنـهـا ونـيـــت


ويتجلى الشاعر في اطلاق النفثة العبقرية في الصياغة وروعة التعبير عن مشهد اللقاء الذي يأمل أن لا يعقبه فراق بقوله: "غثنا بلقياهم"، فالوصال وجمع الشمل واللقاء يقع في وجدان الشاعر وقع الغيت على الأرض العطشى فيرويها ويحييها. لذلك فلا عجب في ان يترنم شاعرنا بحلم اللقاء قائلا:

غـثنـا بلقيـاهـم الـيـهـم رب عــــودنــــا
وبـعـد جمع الـشـمل سـالك لا تـفـرّقـنـا
ما في الفراق إلا المشقّه منها صاليت
لا حـل للفـرقـه مـحينـه مـنـهـا ونـيـــت


ويطرق الشيخ باوزير في ختام قصيدته الوجدانية باب مولاه جل شأنه سامع الدعاء ومجيب الداعي ومعطي المحتاج، مناديا لربه ومتضرعا اليه جمع الشمل واللقاء بعد الفراق المضني الشاق:

بـعـد الـفـراق الـشاق يابلجـود تجـمعـنا
يامن اذا تكـلـمت او ناديــت تسـمـعـنـا
ياسامع النادي على بـابـك انــا نـاديـت
لا حـل للفـرقـه مـحينـه مـنـهـا ونـيـت


ولعل المساجلات الشعرية و فن الدان قد جمع الشاعرين واحتضنهما في حلقاته التي تضم لفيف من الشعراء يتساجلون حول قضية ما من قضايا السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية او من القضايا العاطفية. وقد نظم المحضار قصيدته الشهيرة (كذا تلقين يادنيا) على لحن الشيخ باوزير في أغنيته التي قال باوزير في مطلعها:

كـما ما كـانت الحـالة *** ولما اليــوم والـلـيـلة ولا حـادث بدا
شهر وسنين قد مرّت *** وانا ساهن ومترجي عبر وقتي سدى
عـلــي طـــال المـدى *** وبقعه مثلما كانت ولا ناقص ولا زايد
نهض ياشعب وتقدم كفى لما متى راقد


وذلك عندما وصل اليه الفنان كرامة مرسال طالبا منه صياغة كلمات عاطفية ينظمها على قالب هذا اللحن الشجي الذي تعبر كلماته عن أحداث سياسية واجتماعية مر بها الوطن وعبر عنها الشاعر باوزير منذ زمن، فصاغ المحضار اغنيته ذائعة الصيت (كذا تلقين يادنيا)، التي قال في مطلعها:

كـذا تـلـقـيـن يـا لـدنـيـا *** تردين الوفي عيّـاب والعايب وفي
ويبقى المعرفي منكور *** في عينيك والمنكور يبقى معرفي
مــتــى بــا تـنـصـفــي *** عليّ طالت المدة وهل الشهر وتناصف
اذا برقت في القبلة ترفع فوق يالطارف


ان التواصل والارتباط الوثيق بين الشاعرين كان مبنيا على قاعدة الحب والصدق والوفاء، الحب للإبداع والفن والشعر ، والصدق والوفاء لو شائج الرفقة الوجدانية والأخوة والصداقة والصحبة النبيلة .


في الحلقة الثانية .. الرائعة الغنائية (ولف المحبة محين) هل هي للمحضار أم لباوزير ؟! .. وما حقيقة وجود قصائد لشعراء آخرين في دواوين المحضار ؟؟
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة باشراحيل ; 07-03-2013 الساعة 08:09 PM
  رد مع اقتباس
قديم 07-03-2013, 04:43 PM   #2
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

كـما ما كـانت الحـالة =ولما اليــوم والـلـيـلة ولا حـادث بدا
شهر وسنين قد مرّت = وانا ساهن ومترجي عبر وقتي سدى
عـلــي طـــال المـدى = وبقعه مثلما كانت ولا زايد ولا ناقص
نهض ياشعب وتقدم كفى لما متى راقد=
أعتقد أنه: ( ولا ناقص ولا زايد ) لست جازما

كأنه يتحدّث من قبره يشاركنا الهم
الله يغفر لهما ويرحمهما


نتابع........
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 07-03-2013, 05:55 PM   #3
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

كـذا تـلـقـيـن يـا الـدنـيـا
مــتــى بــا تـنـصـفــي؟

......
هؤلاء البشر ، سكان الأرض يطالبون بالعدالة .
روحك ترفرف بيننا أيها الشاعر الحاضر الغائب
  رد مع اقتباس
قديم 07-03-2013, 08:07 PM   #4
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]
كـما ما كـانت الحـالة =ولما اليــوم والـلـيـلة ولا حـادث بدا
شهر وسنين قد مرّت = وانا ساهن ومترجي عبر وقتي سدى
عـلــي طـــال المـدى = وبقعه مثلما كانت ولا زايد ولا ناقص
نهض ياشعب وتقدم كفى لما متى راقد=
أعتقد أنه: ( ولا ناقص ولا زايد ) لست جازما

كأنه يتحدّث من قبره يشاركنا الهم
الله يغفر لهما ويرحمهما


نتابع........

الشكر الجزيل لأستاذنا المؤرخ الأديب سالم علي الجرو على هذه المداخل الضافية ..

والملاحظة السليمة كما ذكرت استاذنا في عبارة ( ولا ناقص ولا زايد ) وليست كما كتبت في المقال .. وهي خطأ طباعي سأقوم بتصحيحه في الأصل ..

وتقبل خالص تحياتي وتقديري .
  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2013, 09:04 AM   #5
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]
كـذا تـلـقـيـن يـا الـدنـيـا
مــتــى بــا تـنـصـفــي؟

......
هؤلاء البشر ، سكان الأرض يطالبون بالعدالة .
روحك ترفرف بيننا أيها الشاعر الحاضر الغائب

صدقت والله .. اديبنا واستاذنا سالم علي الجرو ..

لازالت وستظل روحه الطاهرة تعيش معنا وطائر فكره يغرد بقضايانا وهمومنا المعاشة ..

تقبل تحياتي .
  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2013, 09:45 AM   #6
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

يبدو للقارئ العجل أن الشاعر المحضار ميله غنائي طربي لا دخل له في نفوس تتعذّب لا تحس بأجواء الطرب ومن يتأمل جيدا في شعره يجده ذاك الشاعر المعانق للوتر المتجاوب مع الإيقاع والنغم ، يقول من واقع معاناته ومعاناة المستضعفين في الأرض:

شهر وسنين قد مرّت
• وانا ساهن ومترجي
• عبر وقتي سدى


( أنا ـ وقتي ) ضمير المنتظرين فرج مثله ، وهنا تحددت وظيفة أخرى تلك هي وظيفة القيادة والتوجيه:
نهض ياشعب وتقدم كفى
فعل أمر: ( إنهض ) أمر موجه إلى شعب يأمره بالتقدم ويوبخــه:
• كفى من سكوت وخنوع .
• لما متى راقد؟؟؟؟؟؟؟


كأن الشاعر المحضار فارق الوتر والنغم وتجرد مثله مثل منبري أصقع الآذان لكنه من دائرة النغم يحرّض ويؤجج المشاعر .
ليس هذا فحسب بل يبتهل إلى الله فيبكيك وينقلك إلى رحاب الصفاء بمدائحه النبوية .
شاعر يكثر الحديث عنه ولن نصل إليه إلا بالتقريب فهو أكبر وأكثر من أن يحيطه وصف ولله الصفات العلا .
  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2013, 11:04 AM   #7
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]
يبدو للقارئ العجل أن الشاعر المحضار ميله غنائي طربي لا دخل له في نفوس تتعذّب لا تحس بأجواء الطرب ومن يتأمل جيدا في شعره يجده ذاك الشاعر المعانق للوتر المتجاوب مع الإيقاع والنغم ، يقول من واقع معاناته ومعاناة المستضعفين في الأرض:

شهر وسنين قد مرّت
• وانا ساهن ومترجي
• عبر وقتي سدى


( أنا ـ وقتي ) ضمير المنتظرين فرج مثله ، وهنا تحددت وظيفة أخرى تلك هي وظيفة القيادة والتوجيه:
نهض ياشعب وتقدم كفى
فعل أمر: ( إنهض ) أمر موجه إلى شعب يأمره بالتقدم ويوبخــه:
• كفى من سكوت وخنوع .
• لما متى راقد؟؟؟؟؟؟؟


كأن الشاعر المحضار فارق الوتر والنغم وتجرد مثله مثل منبري أصقع الآذان لكنه من دائرة النغم يحرّض ويؤجج المشاعر .
ليس هذا فحسب بل يبتهل إلى الله فيبكيك وينقلك إلى رحاب الصفاء بمدائحه النبوية .
شاعر يكثر الحديث عنه ولن نصل إليه إلا بالتقريب فهو أكبر وأكثر من أن يحيطه وصف ولله الصفات العلا .

الله الله الله ..

توصيف رائع من الاستاذ الناقد سالم علي الجرو ينم عن احساس راق وتذوق عال بسمو الكلمة ودلالاتها في التعبير عن الواقع والحياة ..

بيد ان البيت الذي قمت بتوصيفه التوصيف الجميل والعميق في آن معا استاذي هو للشاعر احمد عبود باوزير كما جاء في المقال وليس للمحضار .. وجل من لا يسهو .

والى المزيد من الكشف عما وراء السطور استاذي الجرو .

وتقبل تحياتي .
  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2013, 12:39 PM   #8
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باشراحيل [ مشاهدة المشاركة ]
من النوابغ الخالدة في الشعر الغنائي الحضرمي (1-2)..


تجليات الصدق والمحبة بين : المحضار والشاعر أحمد عبود باوزير


رياض عوض باشراحيل


السيد حسين أبوبكر المحضار والشيخ احمد عبود باوزير "أبوحسن" نابغتان غنائيتان حضرميتان في مجالي الشعر والتلحين الأول مشهور والآخر مغمور، عاشا بجوار بعض متقاربين في القلوب والعقول والأرواح، وفي السكن بأحضان مدينة الشحر، أحبا الحياة فعاشاها عشقا وإبداعا ومتعة وألقاً وأملاً، جمعتهما اواصر المحبة والصداقة على حب الشعر والفن والإبداع وحب الشحر الذي فاح عبقا يتضوع من أبيات وقوافي كل منهما، رغم الفارق الابداعي الذي لابد وان يكون عادة بين كل نابغة وآخر أو شاعر ومثله بحكم طبيعة التكوين الشخصي الفكري والوجداني الذي يختلف من شخص لآخر فيختلف التفكير والشعور حتى وان عاشا في بيئة وظروف حياة واحدة . هذا الاختلاف الذي يميل هنا بوضوح الى ترجيح كفة الشاعر الكبير حسين المحضار، دون أن ينتقص هذا من منزلة الشاعر الكبير أحمد عبود باوزير – عليهما رحمة الله - .

لقد شاءت يد الأقدار أن تستلم وديعتها فيرحل الى جوار ربه الشاعر الشيخ باوزير في العام 1967م فذرف عليه صديقه المحضار دموعا ساخنة وبكاه بكاء مرا ورثاه بقصيدة عصماء تشع إيمانا واحتسابا ورضى بقضاء الله وقدره في خلقه، وتقطر أبياتها من رحيق الحكمة التي تفرزها المحن والآلام والشدائد في الحياة ومنها فقد الأحباء والأصدقاء وفي تلك القصيدة شدا المحضار:

مــن بـعـدنا ايش صار يا"بـوحـسـن" *** قـلـبـت لك الأيــام ظـهــر المـجــن
فـلـيـقـضـي الــرحـمـن ماكان قـــاض *** مـــــــا عــــنــــدي إعــــــــتراض
فــيــمــا قـضــاه الله مــا عــنــدي إعـــــــتراض


ونعى شاعرنا باوزير وبكاه كل من عرفه وحبه وحب فنه وشعره وإنسانيته، ولكنهم نعوه الى محبه وصديقه الحميم المحضار فأنشد:

نــعــوك لـي قـالـــوا حـبـيــبـك ظـعـــن *** وأخـتــار دار الآخــره لــه وطــــن
يـابــوحسـن قـوّضت وإيش ذا القـواض *** مـــــــا عـــــــنــدي إعـــــــــتراض
فــيــمــا قـضــاه الله مــا عــنــدي إعـــــــتراض


ويحشد شاعرنا تعابير الفقد والأسى والحزن المعبرة عن ألم الفراق في هذا المصاب، ويسكبها في هذا البيت المؤثر الباكي الحزين الذي عبر فيه عن دموع الشحر المدينة التي أحبها وعمل بها وتزوج وعاش فيها باوزير رغم ان مولده كان بمنطقة "حورة" بحضرموت، وكذلك عدن التي عاش فيها وعمل بها زمنا كتعبير عن بكاء الوطن كله على الشاعر الكبير باوزير ..

بـكـت عـلـيـك الشـحر وبـكت عـدن *** والـشـعـر والـصـوت الـشجي الحـسـن
وبـكـت لـعـيـان الـصـحـاح المـراض *** مـــــــا عـــــــنــدي إعــــــــــــتراض
فــيــمــا قـضــاه الله مــا عــنــدي إعـــــــتراض


ويختتم المحضار مرثيته الغنائية بالحكمة البليغة والعبرة والعظة المستوحاة من العمق الأيماني للشاعر، وتغلغل الدين الاسلامي وأصوله ومبادئه في وجدانه فيخاطب الأحياء ناصحا وواعظا لهم قائلا :

مـهـمـا حـزنـّـا مـا يفـيــد الـحـزن *** المــوت حـق والـقـبـر حـق والكـفــن
كـم فـيــه مـن عـبـره لـنـا وإتـعـاظ *** مـــــــا عـــــــنــدي إعــــــــــــتراض
فــيــمــا قـضــاه الله مــا عــنــدي إعـــــــتراض


ولشاعرنا باوزير روائع غنائية كثيرة تعد من عيون الشعر الغنائي الحضرمي لايمكن ان تغيب عن ذاكرة الفن الخالد ولا عن صفحات التاريخ الفني الحضرمي مهما تطاول عليها الزمن ومنها أغنية "يانود نسنس" التي سجلها الفنان "عمر غيثان" في مطلع الستينات لإذاعة عدن ولازلنا نسمعها وتهز مشاعرنا الى اليوم، وستظل تبث فيض المحبة الصادقة والأحاسيس النقية السامية للوطن والأهل على مر الأجيال، وفيها قال الشاعر باوزير:

يا نــود نسنس من قــدا العـربان خابرنا
كـيـف استوت حالاتهم من بعد ما سرنا
وابـعــث تحيــاتي اليهــم كـلـمــا هـبـيـت
لا حـــل للفُــرقة محـيـنـة منهــا صاليت


فالشاعر يخاطب النسيم البارد المنعش "النود" القادم من مرابع الأهل والصحب والخلان ويسأله عن حال الأهل والأحباب بعد فراقهم وابتعاده عنهم ويحثه حمل تحياته وأشواقه الحارة لهم. ويواصل شاعرنا باوزير بعث رسائل الحب والحنين والأشواق لأهله وأحبابه عبر النسيم العليل فيقول له :


وقـل لـهـم انـي بهـم قـلبـي يــذكــرنــا
وخـيالهم مازال كـل لـيلـه يـسـامــرنــا
ولا يـقولون انـني قـد سـرت وتنـاسـيـت
لا حـل للفـرقـه مـحينـه مـنـهـا ونـيـــت


أما الألم والأسى والعذاب والشقاء الجاثم بوجدان الشاعر في غربته فترفده مصادر ثلاثة: الفراق، الشوق، الذكريات:

مـاشـي خــلاف فراقـهـم لــي هــو معذبـنـا
ولا خلاف الـشـوق والتذكـار مـتـعـبـنــا
لا هـم بـدا ودو ولانـا ياعـرب وديــــت
لا حـل للفـرقـه مـحينـه مـنـهـا ونـيـــت


ويرفع شاعرنا يده الى السماء ويدعو ربه ويسأله العودة السريعة الى الوطن والقرب من الأهل والأحباء واللقاء بهم لأنه لا يطيق الغربة الطويلة لأكثر من شهرين ولا يقدر على احتمالها ..

يـارب كـمـا فـرقــتــنا سـالـك تقـربـنـا
واكـثر عـلى شهـريـن غـربه لا تغـرّبنـا
لانـني ذكـري بهـم إن جـيــت أو بـتّـيـت
لاحـل للفـرقـه مـحينـه مـنـهـا ونـيـــت


ويتجلى الشاعر في اطلاق النفثة العبقرية في الصياغة وروعة التعبير عن مشهد اللقاء الذي يأمل أن لا يعقبه فراق بقوله: "غثنا بلقياهم"، فالوصال وجمع الشمل واللقاء يقع في وجدان الشاعر وقع الغيت على الأرض العطشى فيرويها ويحييها. لذلك فلا عجب في ان يترنم شاعرنا بحلم اللقاء قائلا:

غـثنـا بلقيـاهـم الـيـهـم رب عــــودنــــا
وبـعـد جمع الـشـمل سـالك لا تـفـرّقـنـا
ما في الفراق إلا المشقّه منها صاليت
لا حـل للفـرقـه مـحينـه مـنـهـا ونـيـــت


ويطرق الشيخ باوزير في ختام قصيدته الوجدانية باب مولاه جل شأنه سامع الدعاء ومجيب الداعي ومعطي المحتاج، مناديا لربه ومتضرعا اليه جمع الشمل واللقاء بعد الفراق المضني الشاق:

بـعـد الـفـراق الـشاق يابلجـود تجـمعـنا
يامن اذا تكـلـمت او ناديــت تسـمـعـنـا
ياسامع النادي على بـابـك انــا نـاديـت
لا حـل للفـرقـه مـحينـه مـنـهـا ونـيـت


ولعل المساجلات الشعرية و فن الدان قد جمع الشاعرين واحتضنهما في حلقاته التي تضم لفيف من الشعراء يتساجلون حول قضية ما من قضايا السياسية او الاجتماعية او الاقتصادية او من القضايا العاطفية. وقد نظم المحضار قصيدته الشهيرة (كذا تلقين يادنيا) على لحن الشيخ باوزير في أغنيته التي قال باوزير في مطلعها:

كـما ما كـانت الحـالة *** ولما اليــوم والـلـيـلة ولا حـادث بدا
شهر وسنين قد مرّت *** وانا ساهن ومترجي عبر وقتي سدى
عـلــي طـــال المـدى *** وبقعه مثلما كانت ولا ناقص ولا زايد
نهض ياشعب وتقدم كفى لما متى راقد


وذلك عندما وصل اليه الفنان كرامة مرسال طالبا منه صياغة كلمات عاطفية ينظمها على قالب هذا اللحن الشجي الذي تعبر كلماته عن أحداث سياسية واجتماعية مر بها الوطن وعبر عنها الشاعر باوزير منذ زمن، فصاغ المحضار اغنيته ذائعة الصيت (كذا تلقين يادنيا)، التي قال في مطلعها:

كـذا تـلـقـيـن يـا لـدنـيـا *** تردين الوفي عيّـاب والعايب وفي
ويبقى المعرفي منكور *** في عينيك والمنكور يبقى معرفي
مــتــى بــا تـنـصـفــي *** عليّ طالت المدة وهل الشهر وتناصف
اذا برقت في القبلة ترفع فوق يالطارف


ان التواصل والارتباط الوثيق بين الشاعرين كان مبنيا على قاعدة الحب والصدق والوفاء، الحب للإبداع والفن والشعر ، والصدق والوفاء لو شائج الرفقة الوجدانية والأخوة والصداقة والصحبة النبيلة .


في الحلقة الثانية .. الرائعة الغنائية (ولف المحبة محين) هل هي للمحضار أم لباوزير ؟! .. وما حقيقة وجود قصائد لشعراء آخرين في دواوين المحضار ؟؟

استاذ/رياض باشراحيل

أنت غواص المواسم ففي كل موسم غوص تغوص في قاع البحر وتخرج لنا درر من أحشائه؛؛؛؛؛
  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2013, 01:06 PM   #9
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باشراحيل [ مشاهدة المشاركة ]
الله الله الله ..

توصيف رائع من الاستاذ الناقد سالم علي الجرو ينم عن احساس راق وتذوق عال بسمو الكلمة ودلالاتها في التعبير عن الواقع والحياة ..

بيد ان البيت الذي قمت بتوصيفه التوصيف الجميل والعميق في آن معا استاذي هو للشاعر احمد عبود باوزير كما جاء في المقال وليس للمحضار .. وجل من لا يسهو .

والى المزيد من الكشف عما وراء السطور استاذي الجرو .

وتقبل تحياتي .


لا نقلل من حق الشاعر أحمد عبود باوزير عندما ترجح كفّة الشاعر العملاق وينتزع منا جزء من حقوقه الأدبيــة:
النص التالي معنيّ به المحضار دون منافس

يبدو للقارئ العجل أن الشاعر المحضار ميله غنائي طربي لا دخل له في نفوس تتعذّب لا تحس بأجواء الطرب ومن يتأمل جيدا في شعره يجده ذاك الشاعر المعانق للوتر المتجاوب مع الإيقاع والنغم ، يقول من واقع معاناته ومعاناة المستضعفين في الأرض

ليس هذا فحسب بل يبتهل إلى الله فيبكيك وينقلك إلى رحاب الصفاء بمدائحه النبوية .
شاعر يكثر الحديث عنه ولن نصل إليه إلا بالتقريب فهو أكبر وأكثر من أن يحيطه وصف ولله الصفات العلا .
أشكرك أستاذي للتنبيه
  رد مع اقتباس
قديم 07-04-2013, 01:14 PM   #10
الخليفي الهلالي
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم علي الجرو [ مشاهدة المشاركة ]
يبدو للقارئ العجل أن الشاعر المحضار ميله غنائي طربي لا دخل له في نفوس تتعذّب لا تحس بأجواء الطرب ومن يتأمل جيدا في شعره يجده ذاك الشاعر المعانق للوتر المتجاوب مع الإيقاع والنغم ، يقول من واقع معاناته ومعاناة المستضعفين في الأرض:

شهر وسنين قد مرّت
• وانا ساهن ومترجي
• عبر وقتي سدى


( أنا ـ وقتي ) ضمير المنتظرين فرج مثله ، وهنا تحددت وظيفة أخرى تلك هي وظيفة القيادة والتوجيه:
نهض ياشعب وتقدم كفى
فعل أمر: ( إنهض ) أمر موجه إلى شعب يأمره بالتقدم ويوبخــه:
• كفى من سكوت وخنوع .
• لما متى راقد؟؟؟؟؟؟؟


كأن الشاعر المحضار فارق الوتر والنغم وتجرد مثله مثل منبري أصقع الآذان لكنه من دائرة النغم يحرّض ويؤجج المشاعر .
ليس هذا فحسب بل يبتهل إلى الله فيبكيك وينقلك إلى رحاب الصفاء بمدائحه النبوية .
شاعر يكثر الحديث عنه ولن نصل إليه إلا بالتقريب فهو أكبر وأكثر من أن يحيطه وصف ولله الصفات العلا .

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باشراحيل [ مشاهدة المشاركة ]
الله الله الله ..

توصيف رائع من الاستاذ الناقد سالم علي الجرو ينم عن احساس راق وتذوق عال بسمو الكلمة ودلالاتها في التعبير عن الواقع والحياة ..

بيد ان البيت الذي قمت بتوصيفه التوصيف الجميل والعميق في آن معا استاذي هو للشاعر احمد عبود باوزير كما جاء في المقال وليس للمحضار .. وجل من لا يسهو .

والى المزيد من الكشف عما وراء السطور استاذي الجرو .

وتقبل تحياتي .

لا مكان هنا للمهاترات فقط هذا للتوضيح ؛؛؛؛؛
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas