المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > سقيفـــــــــة التمـــــيّز
سقيفـــــــــة التمـــــيّز كل ماهو مميّز وجميل يتم انتقاؤه من قبل مشرفي السقائف ووضعه هنا
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


علي أحمد باكثيــر بين موجتي الحضرمة واليمننة !!!!!!

سقيفـــــــــة التمـــــيّز


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-10-2007, 03:19 AM   #1
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down علي أحمد باكثيــر بين موجتي الحضرمة واليمننة !!!!!!

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
علي أحمد باكثيــــــــــر


ولد علي أحمد باكثير في سورابايو باندنوسيا سنة 1910 لأبوين حضرميين ولما دخل سن التعليم أعاده أهله إلى حضرموت لكي يتعلم تعلما عربيا كأترابه من أبناء المهاجرين الحضارمة الذين توارثوا التعليم وكان أبهى قيمهم الإجتماعية في الموطن والمهجر ، ولما أنهى تعليمه الإبتدائي تشبث بالوطن الأم فواصل فيه تثقفه وتعليمه وأحس بواجبه التغييري في صميم تربة موطنه الذي كان يعج يومذاك بالجدل الديني والسياسي وبرهنت على ذلك مسرحيته التي نظمها في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي بعنوان ( همام في بلاد الأحقاف ) وقد جاء في مقدمتها :

كلنا يعلم أن في حضرموت بدعا في الدين يجب أن تنكر وتزال ما في ذلك من شك وأن فيها جهلا يجب أن ينار بمصباح العلم ما في ذلك مرية وأن فيها جمودا يجب أن يدك صرحه ، وأن فيها إمتيازات أدبية وحقوقية للأشراف ولغيرهم أيضا يجب أن تبطل ، وأن فيها عادات سيئة يجب أن تصلح ، وأن فيها فوضى وقطعا للسبيل وسفكا للدماء من طبقة القبائل يجب أن يفكر في إصلاحها والضرب على أيدي المفسدين ... هذه أمور تراها العين وتسمعها الأذن وتلمسها اليد يجب على الشعب الحضرمي أن يتعاون على اصلاحها .. ..... إذا فباكثير كان مفطورا على الإصلاح ، وكان يحمل في داخله نزعة ثورية تؤهله لركوب موجات التغيير وتأييد القوى الثورية التحررية للتحرر من النزعة الإستعلائية للسادة وكهنوتهم الديني ومن سطوة القبائل أيضا وقد افتخر باكثير بالأهل في عموم حضرموت بلا عشائرية ولا قبلية فقال :

ولو ثقفت يوما حضرميا = لجاءك آية في النابغينا

لم تقف نزعة باكثير عند حضرميته وآمن بإمتداده اليمني وتأثر به كثيرا وصاغ على اثر ثورة اليمن الدستورية عام 1948 التي قامت على مقتل الإمام يحيى وسقطت بسببه بعد عشرين يوما قصيدته أمة تبعث التي نقتبس منها التالي :

ملك يموت وأمة تحيا = بشرى تكاد تكذب النعيا
ما كان أبعد أن نصدقها = سبحان من أردى ومن أحيا
اليوم تبعث أمة أنف= تبني ليعرب قبة عليا
موؤدة ثوت الثرى زمنا =سبحان مخرجها إلى الدنيا
شعب نضا الأكفان عنه وقد = بليت فأهداها إلى يحيى


أنتقد باكثير أيضا حكم الإمام يحيى ولم يغفل صونه لاستقلال موطنه فقال فيه ضمن مرثياته :

غفر الإله لعاهل بطل = صان الحمى حرا ولم يعيا
ما ضره لو قد أضاف إلى = حسناته التعمير والإحيا



من فرط حب باكثير لموطنه الأصلي حضرموت قرر الإنزراع فيه مقاوما دعوات أهله المهاجرين فتزوج بسيؤون وبعد أربع سنوات خطف الموت زوجته وأحس في الرحيل تبديدا لمرارة فقدها فسافر إلى الحجاز وتلقى هناك بعض الدروس وفي منتصف الثلاثينات هاجر إلى القاهرة والتحق بجامعة فؤآد وتخرّج من دراسته في عام 1938 .

لقد أشار باكثير إلى إبتهاجه بالإنقلاب الدستوري في صنعاء عام 1948 في ما كتبه مرحبا بــــ الفضيل الورتلاني (1) عند وصوله لمصر بعد ثورتها ( وهو المنظّر السياسي لذلك الإنقلاب ) ، غير أن باكثير خلع عليه مفاهميه القومية التي يرفضها الورتلاني وجماعته كنقيض للدعوة الإسلامية ولوحدة الأمة تحت راية الله وربما كان باكثير على علم بهوية الورتلاني فخاطبه ثائرا قوميا بقوله :

أفضيل هذي مصر تحتفل =بلقاك فأنعم أيها البطل
أنظر تجد مصرا محررة =مذ تم فيها الحادث الجلل
بعثت اليك لكي تراك وقد =نلت المنى وتحقق الأمل
وأنجاب عنها البغي وانفسحت = للمكرمات أمامها السبل
غادرتها والظلم مكتهل =وقدمتها والعدل مقتبل


من ضمن ماقاله الدكتور عبد العزيز المقالح في تحليله لنزعة باكثير الحضرمية كأولوية تليها النزعة العروبية القومية التي لم يغفل فيها اهتماماته باليمن الكبير من منظور قومي تعليقا على تقديم باكثير لمسرحيته همام في بلاد الأحقاف المشار إليها بأعلاه : أن باكثير قد يكون أخطأ التعبير أو أن التعبير هو الذي خانه عندما تحدث عن حضرموت وكأنها شعب مستقل أو شعب له كيانه المنفصل عن بقية اليمن ، وقد يكون مفهوم الشعب يومئذ لا يعني سوى المنطقة الصغيرة من الوطن الكبير وأن الوصف لا يخص حضرموت وحدها وإنما ينطبق على اليمن بكل أجزائه ، حيث ظلت تلك هي صورته ( يقصد اليمن بشكل عام ) بدع ومتاجرات باسم الدين ، وجهل لا مثيل له وامتيازات أدبية لبعض المواطنين على حساب البعض الآخر ، قبائل منفلتة وقطع للطريق وسفك للدماء وتمرد وفوضى متفق عليهامن قبل السلطتين الشاطرتين لليمن ، سلطة الإمامة الجاهلة المستبدّة وسلطة الإحتلال الدخيل البغيض .


يؤكد المقالح في جانب آخر أن باكثير كان ينظر إلى حكم الإمامة في اليمن باشمئزاز وقد تضاعف إشمئزازه بعد أن انتقل من سيؤون إلى عدن وحاول أن يقوم بزيارة لصنعاء المدينة التاريخية التي ألهبت خيال الشعراء لكنه فوجىء ( وهو اليمني ) بأنه قد يكون من السهل عليه أن يذهب إلى القمر ويزور معالم المريخ من أن يزور العاصمة التاريخية لبلاده فكل من يخرج من يمن الإمام مشبوه وكل من يدخل إليها مشبوه ، وفي عدن رأى باكثير نماذج بائسة من المؤمنين الذين يتحكم فيهم أمير المؤمنين يحيى بن حميد الدين ويؤكد المقالح أن باكثير قد حاول التسلل أثناء إقامته بمنطقة الطائف في الحجاز إلى شمال البلاد دون جدوى ويذكر أن باكثير قد حدثه في إحدى اللقاءت المطولة معه عن صلته بالثوار اليمنيين وعن نشيد تحيا اليمن الذي كتبه في منتصف الأربعينات وفيه يقول :


هذي شعوب الأرض قد صحت = ونحن في نوم عميق
غايات سيرها قد توضحت = ولم يلح لنا الطريق
إلى م نحيا كالرقيق = نرسف في القيد الوثيق
إلى م نحيا كالرقيق =إن لم نحطمه فمن ؟
تحيا اليمن = تحيا اليمن


لقد قال باكثير انه كتب هذه الأنشودة وعينه على شمال اليمن حيث الأبواب مغلقة والشعب محاصر أو سجين وأن صلته بالأحرار اليمنيين قد ظلت وثيقة وقبل التعاون مع الشهيد محمد محمود الزبيري بعد إنتقاله من باكستان ورفض التعاون مع قادة رابطة أبناء الجنوب العربي وكان يرى أن الحل يأتي من الشمال من تحرير صنعاء العاصمة التاريخية وقد صدقت نبوأته وخابت كثير من النبوآت التي رأت البداية ستكون من الجنوب نظرا لتطور أساليب الحياة وقيام بعض المدارس .

لقد كان باكثير منذ مطلع الثلاثينات يرى أن اليمن لن تكون على مستوى أرقى وقوة أعظم إلا إذا تخلصت من حكم الإمام وقضت على حكم الجمود والإنغلاق .


عاد باكثير إلى اليمن الجنوبي بعد أن حقق استقلاله في 1967 وذلك لاحساسه بأن بلاده هي مكانه الطبيعي إلا أنه وصلها في عنف الصراع السياسي بين جناحي الجبهة القومية ، فأثنى عائدا إلى مصر وفي تلك الأثناء داهمه المرض الذي مات على اثره في أواخر عام 1969

هنا يمكنني القول أن باكثير كان تواقا للوحدة اليمنية ومؤمنا بها من منظوره القومي الصرف وما حدث من صراع بين أجنحة الجبهة القومية والموت الذي عاجلة فوّت علينا رؤية المسعى أو المنحى الذي سيسلكه مع من يتوافق معهم فكريا للإسهام في تحقيق الوحدة اليمنية ... لذلك فقد كان لقومية باكثير وعدم رضاءه عن النهج الإشتراكي الذي نحت بإتجاهه الجمهورية اليمنية الجنوبية الوليدة أثره الكبير في إعادة إختياره لقاهرة المعز من جديد موطنا بديلا عن مسقط راسه في اندنوسيا ومسقط راس أبائه وأجداده في جنوب اليمن .


رحم الله باكثير

تحياتي .




(1) الفضل الورتلاني : ثائر جزائري ( اخوان مسلمين ) شارك في انقلاب 1948 ضد الإمام يحيى




المراجع :

(1) الثقافة والثورة في اليمن / عبدالله البردوني
(2) علي أحمد باكثير رائد التحديث في الشعر العربي المعاصر
للدكتور عبدالعزيز المقالح
التوقيع :
من ذكر الله ذكرا على الحقيقة نسي في جنب ذكره كل شيء
وحفظ الله تعالى عليه كل شيء
وكان له عوضا عن كل شيء
( ذو النون المصري )


****************


سلام بني الأحقاف يامن علوتمو
على ساكني سهل الجزيرة أو نجد

( الشيخ القدّال باشا )
  رد مع اقتباس
قديم 12-09-2010, 12:54 AM   #2
عفاف
حال قيادي
 
الصورة الرمزية عفاف

افتراضي

موضوع جميل ,, يعطيك العافية.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دق التحيّــــة قــــدّامــــك حضرميّـــــة

  رد مع اقتباس
قديم 12-09-2010, 02:28 AM   #3
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفاف [ مشاهدة المشاركة ]
موضوع جميل ,, يعطيك العافية.


بعد إنتظار دام ثلاث سنين نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أول سبوله في الوصر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تحياتي .
  رد مع اقتباس
قديم 12-09-2010, 08:20 AM   #4
عمر خريص
مشرف سقيفة التراث
 
الصورة الرمزية عمر خريص


هواياتي :  القراءة والكتابة
عمر خريص is on a distinguished road
عمر خريص غير متواجد حالياً
افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسرور [ مشاهدة المشاركة ]
بعد إنتظار دام ثلاث سنين نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


أول سبوله في الوصر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تحياتي .

وهذه ثالث سبوله .. ولا يهمك والبركة في عفاف ..(وخلف كل مسرور عفاف)
بالصراحة يااستاذ مسرور ولجت موضوعك وانا واضع يدي على قلبي .. وطننت (وبعض الظن حسن) ان بالموضوع أثر من دراسة الاستاذ باصديق (رحمه الله ) المنشوره بالحكمة في عدد قديم .. ولكن الموضوع طلع غير .. وعلى ذكر ثورة الدستور لي مقال صغير نشر في نشرة الفكر الغيلية من سابق بعنوان (ثورة الدستور في الشعر اليمني ) سوف ارفقه ان شاء الله مع موضوعك هذا لاحقاً .. تقبل مروري العابر وتحياتي لك .
التوقيع :
وماتوفيقي الا بالله

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 12-09-2010, 02:33 AM   #5
صالح العمودي
حال متالّق


هواياتي :  القراءة ، الموسيقى
صالح العمودي is on a distinguished road
صالح العمودي غير متواجد حالياً
افتراضي

هل بقى شي ما تيمنن في حضرموت

مشكلة بعض المثقفين ما يفرق بين نظام سياسي وبين كيان جغرافي له استقلالية وشخصية واضحة

ابو محمد
عودا حميدا يا رجل وشكرا لعفاف على رفع الموضوع نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 12-09-2010, 05:02 PM   #6
الشبامي
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسرور [ مشاهدة المشاركة ]
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
علي أحمد باكثيــــــــــر


ولد علي أحمد باكثير في سورابايو باندنوسيا سنة 1910 لأبوين حضرميين ولما دخل سن التعليم أعاده أهله إلى حضرموت لكي يتعلم تعلما عربيا كأترابه من أبناء المهاجرين الحضارمة الذين توارثوا التعليم وكان أبهى قيمهم الإجتماعية في الموطن والمهجر ، ولما أنهى تعليمه الإبتدائي تشبث بالوطن الأم فواصل فيه تثقفه وتعليمه وأحس بواجبه التغييري في صميم تربة موطنه الذي كان يعج يومذاك بالجدل الديني والسياسي وبرهنت على ذلك مسرحيته التي نظمها في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي بعنوان ( همام في بلاد الأحقاف ) وقد جاء في مقدمتها :

كلنا يعلم أن في حضرموت بدعا في الدين يجب أن تنكر وتزال ما في ذلك من شك وأن فيها جهلا يجب أن ينار بمصباح العلم ما في ذلك مرية وأن فيها جمودا يجب أن يدك صرحه ، وأن فيها إمتيازات أدبية وحقوقية للأشراف ولغيرهم أيضا يجب أن تبطل ، وأن فيها عادات سيئة يجب أن تصلح ، وأن فيها فوضى وقطعا للسبيل وسفكا للدماء من طبقة القبائل يجب أن يفكر في إصلاحها والضرب على أيدي المفسدين ... هذه أمور تراها العين وتسمعها الأذن وتلمسها اليد يجب على الشعب الحضرمي أن يتعاون على اصلاحها .. ..... إذا فباكثير كان مفطورا على الإصلاح ، وكان يحمل في داخله نزعة ثورية تؤهله لركوب موجات التغيير وتأييد القوى الثورية التحررية للتحرر من النزعة الإستعلائية للسادة وكهنوتهم الديني ومن سطوة القبائل أيضا وقد افتخر باكثير بالأهل في عموم حضرموت بلا عشائرية ولا قبلية فقال :

ولو ثقفت يوما حضرميا = لجاءك آية في النابغينا

لم تقف نزعة باكثير عند حضرميته وآمن بإمتداده اليمني وتأثر به كثيرا وصاغ على اثر ثورة اليمن الدستورية عام 1948 التي قامت على مقتل الإمام يحيى وسقطت بسببه بعد عشرين يوما قصيدته أمة تبعث التي نقتبس منها التالي :

ملك يموت وأمة تحيا = بشرى تكاد تكذب النعيا
ما كان أبعد أن نصدقها = سبحان من أردى ومن أحيا
اليوم تبعث أمة أنف= تبني ليعرب قبة عليا
موؤدة ثوت الثرى زمنا =سبحان مخرجها إلى الدنيا
شعب نضا الأكفان عنه وقد = بليت فأهداها إلى يحيى


أنتقد باكثير أيضا حكم الإمام يحيى ولم يغفل صونه لاستقلال موطنه فقال فيه ضمن مرثياته :

غفر الإله لعاهل بطل = صان الحمى حرا ولم يعيا
ما ضره لو قد أضاف إلى = حسناته التعمير والإحيا



من فرط حب باكثير لموطنه الأصلي حضرموت قرر الإنزراع فيه مقاوما دعوات أهله المهاجرين فتزوج بسيؤون وبعد أربع سنوات خطف الموت زوجته وأحس في الرحيل تبديدا لمرارة فقدها فسافر إلى الحجاز وتلقى هناك بعض الدروس وفي منتصف الثلاثينات هاجر إلى القاهرة والتحق بجامعة فؤآد وتخرّج من دراسته في عام 1938 .

لقد أشار باكثير إلى إبتهاجه بالإنقلاب الدستوري في صنعاء عام 1948 في ما كتبه مرحبا بــــ الفضيل الورتلاني (1) عند وصوله لمصر بعد ثورتها ( وهو المنظّر السياسي لذلك الإنقلاب ) ، غير أن باكثير خلع عليه مفاهميه القومية التي يرفضها الورتلاني وجماعته كنقيض للدعوة الإسلامية ولوحدة الأمة تحت راية الله وربما كان باكثير على علم بهوية الورتلاني فخاطبه ثائرا قوميا بقوله :

أفضيل هذي مصر تحتفل =بلقاك فأنعم أيها البطل
أنظر تجد مصرا محررة =مذ تم فيها الحادث الجلل
بعثت اليك لكي تراك وقد =نلت المنى وتحقق الأمل
وأنجاب عنها البغي وانفسحت = للمكرمات أمامها السبل
غادرتها والظلم مكتهل =وقدمتها والعدل مقتبل


من ضمن ماقاله الدكتور عبد العزيز المقالح في تحليله لنزعة باكثير الحضرمية كأولوية تليها النزعة العروبية القومية التي لم يغفل فيها اهتماماته باليمن الكبير من منظور قومي تعليقا على تقديم باكثير لمسرحيته همام في بلاد الأحقاف المشار إليها بأعلاه : أن باكثير قد يكون أخطأ التعبير أو أن التعبير هو الذي خانه عندما تحدث عن حضرموت وكأنها شعب مستقل أو شعب له كيانه المنفصل عن بقية اليمن ، وقد يكون مفهوم الشعب يومئذ لا يعني سوى المنطقة الصغيرة من الوطن الكبير وأن الوصف لا يخص حضرموت وحدها وإنما ينطبق على اليمن بكل أجزائه ، حيث ظلت تلك هي صورته ( يقصد اليمن بشكل عام ) بدع ومتاجرات باسم الدين ، وجهل لا مثيل له وامتيازات أدبية لبعض المواطنين على حساب البعض الآخر ، قبائل منفلتة وقطع للطريق وسفك للدماء وتمرد وفوضى متفق عليهامن قبل السلطتين الشاطرتين لليمن ، سلطة الإمامة الجاهلة المستبدّة وسلطة الإحتلال الدخيل البغيض .


يؤكد المقالح في جانب آخر أن باكثير كان ينظر إلى حكم الإمامة في اليمن باشمئزاز وقد تضاعف إشمئزازه بعد أن انتقل من سيؤون إلى عدن وحاول أن يقوم بزيارة لصنعاء المدينة التاريخية التي ألهبت خيال الشعراء لكنه فوجىء ( وهو اليمني ) بأنه قد يكون من السهل عليه أن يذهب إلى القمر ويزور معالم المريخ من أن يزور العاصمة التاريخية لبلاده فكل من يخرج من يمن الإمام مشبوه وكل من يدخل إليها مشبوه ، وفي عدن رأى باكثير نماذج بائسة من المؤمنين الذين يتحكم فيهم أمير المؤمنين يحيى بن حميد الدين ويؤكد المقالح أن باكثير قد حاول التسلل أثناء إقامته بمنطقة الطائف في الحجاز إلى شمال البلاد دون جدوى ويذكر أن باكثير قد حدثه في إحدى اللقاءت المطولة معه عن صلته بالثوار اليمنيين وعن نشيد تحيا اليمن الذي كتبه في منتصف الأربعينات وفيه يقول :


هذي شعوب الأرض قد صحت = ونحن في نوم عميق
غايات سيرها قد توضحت = ولم يلح لنا الطريق
إلى م نحيا كالرقيق = نرسف في القيد الوثيق
إلى م نحيا كالرقيق =إن لم نحطمه فمن ؟
تحيا اليمن = تحيا اليمن


لقد قال باكثير انه كتب هذه الأنشودة وعينه على شمال اليمن حيث الأبواب مغلقة والشعب محاصر أو سجين وأن صلته بالأحرار اليمنيين قد ظلت وثيقة وقبل التعاون مع الشهيد محمد محمود الزبيري بعد إنتقاله من باكستان ورفض التعاون مع قادة رابطة أبناء الجنوب العربي وكان يرى أن الحل يأتي من الشمال من تحرير صنعاء العاصمة التاريخية وقد صدقت نبوأته وخابت كثير من النبوآت التي رأت البداية ستكون من الجنوب نظرا لتطور أساليب الحياة وقيام بعض المدارس .

لقد كان باكثير منذ مطلع الثلاثينات يرى أن اليمن لن تكون على مستوى أرقى وقوة أعظم إلا إذا تخلصت من حكم الإمام وقضت على حكم الجمود والإنغلاق .


عاد باكثير إلى اليمن الجنوبي بعد أن حقق استقلاله في 1967 وذلك لاحساسه بأن بلاده هي مكانه الطبيعي إلا أنه وصلها في عنف الصراع السياسي بين جناحي الجبهة القومية ، فأثنى عائدا إلى مصر وفي تلك الأثناء داهمه المرض الذي مات على اثره في أواخر عام 1969

هنا يمكنني القول أن باكثير كان تواقا للوحدة اليمنية ومؤمنا بها من منظوره القومي الصرف وما حدث من صراع بين أجنحة الجبهة القومية والموت الذي عاجلة فوّت علينا رؤية المسعى أو المنحى الذي سيسلكه مع من يتوافق معهم فكريا للإسهام في تحقيق الوحدة اليمنية ... لذلك فقد كان لقومية باكثير وعدم رضاءه عن النهج الإشتراكي الذي نحت بإتجاهه الجمهورية اليمنية الجنوبية الوليدة أثره الكبير في إعادة إختياره لقاهرة المعز من جديد موطنا بديلا عن مسقط راسه في اندنوسيا ومسقط راس أبائه وأجداده في جنوب اليمن .


رحم الله باكثير

تحياتي .




(1) الفضل الورتلاني : ثائر جزائري ( اخوان مسلمين ) شارك في انقلاب 1948 ضد الإمام يحيى




المراجع :

(1) الثقافة والثورة في اليمن / عبدالله البردوني
(2) علي أحمد باكثير رائد التحديث في الشعر العربي المعاصر
للدكتور عبدالعزيز المقالح

موضوع ذهب ، لم ينتبه اليه احد (( وانا اولهم )) منذ سنوات ، لله درك اخي مسرور !!
شكرا أخت عفاف على رفع هذا الموضوع الهام والمفيد !!
نتمنى ان تمتلئ صفحات سقيفتنا العامره بهكذا مواضيع ولو تم رفعها من قاع الزير !!
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 12-14-2010, 03:19 AM   #7
مسرور
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية مسرور

Thumbs down

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]
موضوع ذهب ، لم ينتبه اليه احد (( وانا اولهم )) منذ سنوات ، لله درك اخي مسرور !!
شكرا أخت عفاف على رفع هذا الموضوع الهام والمفيد !!
نتمنى ان تمتلئ صفحات سقيفتنا العامره بهكذا مواضيع ولو تم رفعها من قاع الزير !!

شكرا ياكبيـــــــــــــر

خالص تقديري .
  رد مع اقتباس
قديم 04-20-2011, 01:12 AM   #8
الشبامي
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسرور [ مشاهدة المشاركة ]
شكرا ياكبيـــــــــــــر

خالص تقديري .

أنت من تستحق الشكر أخي مسرور !!
يعاد الموضوع لمكانه الأصلي مع الإحتفاظ بنسخه مكنه في سقيفة التميّز لتميّزه !!
وهنا رابط الموضوع الأصلي ، لمن اراد المشاركه !!
علي أحمد باكثيــر بين موجتي الحضرمة واليمننة !!!!!! - سقيفة الشبامي
  رد مع اقتباس
قديم 12-10-2010, 12:40 AM   #9
شيخ القبايل.
حال قيادي

افتراضي

شكرا لك يا مسرور
حتى وأنت تدعم وجهة نظرك من خلال باكثير
وشكرا للاخت عفاف على رفعها الموضوع
من وجهة نظري لايوجد شي اسمه نزعة حضرمية او عرقية
الا لسبب !
و كل البشر يحبون الانتماء الى كيانات اكبر واقوى اذا كان ذلك الانتماء منصف وبناء .
ولا تطفو على السطح النزعات الانفصالية ، أو المطالبة بحق تقرير المصير ،
الا بسبب الظلم او استحواذ فئة عرقية على مقدرات الوطن بينما يفترض أن يستظل الجميع بظل عدالته .
وأراك وأنت تقرأ عن الفضيل الورتلاني تستنكر رؤية الإخوان المسلمون الداعية الى إحياء مفهوم الخلافة
بين سطورك
المسلمون اليوم بلا مرجع أو إمام .. ومع وجوده كان المسلمون يتوحدون في ظل رأية واحدة تصنع إمبراطورية شاسعة
بمعنى أنه كلما اعتنق البشر فكرة تستحوذ على أغلب سكان البسيطة كلما كانوا الى السلام والحضارة والعمران أقرب
لذا كان اليساريون - نظريا - يقولون بالأممية . وادعاءاتهم تلك و بشكل عام فكرة إنسانية سامية و مثالية .
لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في تفيذها لسبب بسيط وهو أنهم كانوا يدعون لأمر لا يؤمنون به حق الإيمان ، مجرد كلام
ولأن عقيدة الاخوان المسلمون وفكرهم يستمد رؤيته من عقيدة لاتموت ، فسوف ينجحون يوما ما في بناء دولة راسخة
واسعة الارجاء ، واضحة الرأية ، فائقة التنظيم . وإن غدا لناظره قريب .
تحياتي
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2010, 09:38 PM   #10
نجد الحسيني
شخصيات هامه

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عفاف [ مشاهدة المشاركة ]
موضوع جميل ,, يعطيك العافية.

أن يأتي متأخرا خير من أن لا يأتي أبدا، شكرا عفاف

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صالح العمودي [ مشاهدة المشاركة ]
هل بقى شي ما تيمنن في حضرموت

مشكلة بعض المثقفين ما يفرق بين نظام سياسي وبين كيان جغرافي له استقلالية وشخصية واضحة

ابو محمد
عودا حميدا يا رجل وشكرا لعفاف على رفع الموضوع نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

هلا بالغالي صالح ،
شاء الله تعالى أن يكون حضرموت عربيا يمانيا قحطانيا .. فكلّ ما حوله تيمن ويمن
السياسة تغيّرها رياح الساسة وتلعب بها الأهواء والأمزجة
لـكن الجغرافيا والتأريخ لا تغيرهما الرياح مهما عصفت وعصرت..
وإذا ما حيدنا حضرموت من التأريخ اليماني نكون قد ألغينا ثلثي إلى ثلاث أرباع تأريخ حضرموت

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الشحري [ مشاهدة المشاركة ]
وهذه ثالث سبوله .. ولا يهمك والبركة في عفاف ..(وخلف كل مسرور عفاف)
بالصراحة يااستاذ مسرور ولجت موضوعك وانا واضع يدي على قلبي .. وطننت (وبعض الظن حسن) ان بالموضوع أثر من دراسة الاستاذ باصديق (رحمه الله ) المنشوره بالحكمة في عدد قديم .. ولكن الموضوع طلع غير .. وعلى ذكر ثورة الدستور لي مقال صغير نشر في نشرة الفكر الغيلية من سابق بعنوان (ثورة الدستور في الشعر اليمني ) سوف ارفقه ان شاء الله مع موضوعك هذا لاحقاً .. تقبل مروري العابر وتحياتي لك .

تحية وتقدير للعزيز أبي محمد الشحري،
في الانتظار على شوق وأشواق لمقال أظهر عنوانه روعته.

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]
موضوع ذهب ، لم ينتبه اليه احد (( وانا اولهم )) منذ سنوات ، لله درك اخي مسرور !!
شكرا أخت عفاف على رفع هذا الموضوع الهام والمفيد !!
نتمنى ان تمتلئ صفحات سقيفتنا العامره بهكذا مواضيع ولو تم رفعها من قاع الزير !!

هلا وغلا بالحبيب الغالي أبي صالح،
ونعم الوصف والواصف والموصوف.

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخ القبايل. [ مشاهدة المشاركة ]
شكرا لك يا مسرور
حتى وأنت تدعم وجهة نظرك من خلال باكثير
وشكرا للاخت عفاف على رفعها الموضوع
من وجهة نظري لايوجد شي اسمه نزعة حضرمية او عرقية
الا لسبب !
و كل البشر يحبون الانتماء الى كيانات اكبر واقوى اذا كان ذلك الانتماء منصف وبناء .
ولا تطفو على السطح النزعات الانفصالية ، أو المطالبة بحق تقرير المصير ،
الا بسبب الظلم او استحواذ فئة عرقية على مقدرات الوطن بينما يفترض أن يستظل الجميع بظل عدالته .
وأراك وأنت تقرأ عن الفضيل الورتلاني تستنكر رؤية الإخوان المسلمون الداعية الى إحياء مفهوم الخلافة
بين سطورك
المسلمون اليوم بلا مرجع أو إمام .. ومع وجوده كان المسلمون يتوحدون في ظل رأية واحدة تصنع إمبراطورية شاسعة
بمعنى أنه كلما اعتنق البشر فكرة تستحوذ على أغلب سكان البسيطة كلما كانوا الى السلام والحضارة والعمران أقرب
لذا كان اليساريون - نظريا - يقولون بالأممية . وادعاءاتهم تلك و بشكل عام فكرة إنسانية سامية و مثالية .
لكنهم فشلوا فشلا ذريعا في تفيذها لسبب بسيط وهو أنهم كانوا يدعون لأمر لا يؤمنون به حق الإيمان ، مجرد كلام
ولأن عقيدة الاخوان المسلمون وفكرهم يستمد رؤيته من عقيدة لاتموت ، فسوف ينجحون يوما ما في بناء دولة راسخة
واسعة الارجاء ، واضحة الرأية ، فائقة التنظيم . وإن غدا لناظره قريب .
تحياتي

شيخ القبائل حبيب قلبي،
قرعت وترا حساسا بذكرك الإخوان المسلمين..
وعلى فكرة فقد كان الباكثير من الإخوان بمعية الزبيري
ومن أصدقائه الودودين المفكر الإسلامي عبد الحميد جودة السحار.

يا ترى أين غاب مسرور تقولون ، أين راح؟

سلام على السقيفة وعلى حلانها.
التوقيع :
ما خاصمني عاقل إلاّ غلبته = ولا خاصمني جاهل إلاّ غلبني

التعديل الأخير تم بواسطة نجد الحسيني ; 12-13-2010 الساعة 09:43 PM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آل الشسخ أبي بكر بن سالم عبدالقادر شريف مكتبة السقيفه 11 12-24-2012 06:19 AM
عضو جديد يريد المشاركة باستفسار عن تاريخ حضرموت mdahmed تاريخ وتراث 7 01-26-2011 11:37 PM
سيدنا محمد هل رايته ابوعبداللاه سقيفة الحوار الإسلامي 3 02-22-2010 09:44 AM
محمد الفاتح ... صاحب البشارة النبوية عادل بجنف سقيفة إسلاميات 1 07-09-2009 10:53 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas