المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


في مساجلة تنبض بقضايا المجتمع ومعاناته .. نبض الشارع الحضرمي ومعاناته من الكهرباء، والأمن، والفساد، وطائرة بدون طيار..

سقيفة عذب القوافي


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 01-19-2014, 12:37 AM   #1
باشراحيل
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه

افتراضي في مساجلة تنبض بقضايا المجتمع ومعاناته .. نبض الشارع الحضرمي ومعاناته من الكهرباء، والأمن، والفساد، وطائرة بدون طيار..

في مساجلة تنبض بقضايا المجتمع وهمومه وأزماته


نبض الشارع الحضرمي ومعاناته من الكهرباء، والأمن، والفساد، وطائرة بدون طيار..


رياض عوض باشراحيل


الشعر تعبير عن الحياة وصورة من صورها وصحيفة من صحف الزمان والمكان والتاريخ ، فيعبر الشاعر عن مكنون مشاعره وعن هموم حياته وأفراحها في شعره الذي يعكس ثقافته ووعيه الابداعي وتتجلى فيه قضايا مجتمعه والحياة العامة فتبرز ساطعة في ثوب الشعر بصوره الفنية وقيمه الجمالية المعبرة عن تلك القضايا والأحداث والمواقف . ومن المهم التنبه للاتصال والصلة الوثيقة بين الشعر والزمن الذي يعبر عنه فيستمد منه موضوعاته ومعانيه ليرى فيها الناس صورة نفوسهم وحياتهم بحلوها ومرها في الحاضر وترى الأجيال اللاحقة تأريخهم في المستقبل.

وحول ازمة الكهرباء التي تعاني منها حضرموت ، وأزمات الأمن والأمان ، والفساد ، وطائرة بدون طيار ، جرت موضوعات هذه المساجلة في الشحر بين الشاعرين عمر عبدالرحمن حميد وجمال عبدالله حميد ، فالانقطاعات الدائمة والمتلاحقة للتيار الكهربائي ولفترات زمنية طويلة قد تسببت في اتلاف الاجهزة الكهربائية التي تكلف المواطن الكثير من المال وكذلك اتلاف ثلاجات المنازل والشركات ومابها من مواد غذائية كاللحوم والأسماك والدجاج والبيض والخضار وغيرها ، وحول ذلك جاء تصوير معاناة المواطن من آفة "طفي لصي" للكهرباء بأسلوب شعبي وعفوي ساخر ، فالمواطن العادي عندما يضيق ذرعا بشخص ما تسبب في ايذائه ومعاناته ماذا يفعل للوهلة الاولى كرد فعل مباشر لهذه المعاناة ، لاشك ان المواجهة قادمة وأنه من الممكن أن يشتبك معه بالأيدي والسواعد والأقدام ويكيل له "الكفوف" ، ولأن معاناة الشاعر جمال عبدالله حميد ومعاناة الحضارم والشاعر منبرهم وصوتهم وضميرهم الحي سببها وزير الكهرباء وهو عضو في مجلس وزراء وحكومة بلادنا فلا يبالي الشاعر من الاشتباك مع الوزير او حتى مع الحكومة مادامها سببا في سوء أحواله وتردي أوضاعه فيبث الشاعر همه وزفرات ألمه ومعاناته بصوت عال قائلا :

كهـرباء منها نعاني كل ليلة لص وطف
ودي إلا في وزير الكهرباء نعـطيـه كـف
والحكومة كلها مش هو وبس تبغى كفوف


ويبدو أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي عند الشاعر عمر عبدالرحمن حميد اضافة الى اتلافه ثلاجة الشاعر فانه أيضا اتلف ما تختزنه من مواد غذائية مختلفة تسببت في تمزيق جيبه وإهدار ما بحوزته وإلحاق الخسارة في ماله بالألوف :

الفـريـزر ما يـبـرد ما لقى لـي شي بـرف
والذي موجود وسطه قد تبهدل واحتسف
والسبب هو الكهرباء لي خسرت نحن ألوف


ويظهر أن تعدد الأزمات الاجتماعية ومحاصرتها للمجتمع قد ألقت بثقلها ومعاناتها على كواهل الناس ومنهم الشعراء ، ولأنهم ألسنة المجتمع فانه لم يجدِ مع تلك الازمات جميل الصبر ولا ذرف الدموع الساخنة ، فيتساءل الشاعر جمال حميد في مناجاة وحوار مع نفسه قائلا : متى با تصلح الأحوال وتزين الظروف ؟!

كـلّـما صيّحت ما حـد لي رثى و إلا نصف
كم وكم عا لبهدلة صابر وكم دمعي ذرف
بس متى با تصلح الاحوال وتزين الظروف


وبفقدان الأمن والأمان والسلم الاجتماعي في البلاد ، وإزهاق الأرواح دون حق ، أصبحنا بعد نعمة الأمن وتحكيم الشرع وكأننا نعيش بشريعة الغاب . فالقوي يأكل الضعيف ، واستخفاف بالأرواح ما بعده استخفاف ، وإهانة الانسان وقتله وكأنه دجاجة أو خروف كما قال شاعرنا جمال :

صارت الدنيا مثيل الغاب روّح من ضعف
ضاع منا الأمن والإنسـان قدره اليـوم خف
هـان دمه في الـزمـن هـذا كأنه إلا خـروف


ويصب الشاعر عمر حميد جام غضبه على الفساد والفاسدين ، فالفساد والرشوة أصبحت كالضريبة الرسمية لا تنجز معاملة لمواطن ولا يعطى حق له إلا بها ، والفاسدين قد فقدوا الاحساس بالعيب وزال عن محياهم ماء الحياء والخجل ، وشاعرنا لا يرى ما رآه زميله الشاعر جمال بأن الأمن قد ضاع ولكنه يقرر أن الأمن قد زال من هذا الوطن وأصبح المواطن يعيش ضنك الحياة وشظف العيش لذلك قال :

زال منا الأمن وأصبح عيشنا كله شظف
والـفـسـاد أصبح مرسّـم في بلـدنا للأسف
لا حياء عا وجه كل مسئول فاسد لا كسوف


لقد عانت الجماهير من آفة الفساد بكافة الوانه وأطيافه الذي انتشر في هذا الزمن بمجتمعنا فتراجع الحق والإنصاف والعدل امام سيادة الغش والرشوة والتحايل ، وحول قضية الفساد ومعاناة نتائجه الاجتماعية وانعكاسها على ارزاق الناس ومعيشتهم وأعمالهم مما جعل سلوك الشعوذة يبرز في المجتمع كبديل عن غياب العمل قال شاعرنا جمال :

والتـعـامـل صـار كـلـه غـش وتحايـل ولـف
بالزلط يمشي الغلط والصدق شيكه ما انصرف
والـذي ماله عـمـل شعـوذ ولقّـى له صـروف


ويتجلى شاعرنا جمال في ربط هجمات الطائرات الامريكية بدون طيار بما تحدثه من ذعر وخوف وقلق في نفوس المواطنين من النساء والرجال ، فتمحو تلك المخاوف السكينة في النفس وتزيل الطمأنينة اللازمة لاستقرار الحياة في الوطن . لذلك حق للشاعر جمال حميد أن يتساءل في استفهام إنكاري قائلا :

كيف يحلى العيش لك والقلب كل ماله رجف ؟!
دوب طيـارة بـلا طيـار تـقـصــف مـن طــرف
ذعر حل في الناس ما تقدر على وصفه الحروف


ويرد الشاعر عمر حميد على زميله الذي عكس مشاعر الجماهير وصور الخوف والقلق وذعر الناس من هجمات طائرات بدون طيار وكشفه لباطل الفساد وحث على الوقوف في صف العدل والحق :

لا تخـاف إلا من الله من خلافه لا تخف
وأنقـد الباطل وأما الحق في صفه وقف
با يخيبوا دوب شفهم لي مع الباطل وقوف


ونسمع في الأخير من الشاعر عمر حميد صوت الاسى والمرارة وإيقاع الالم والحزن حيث يؤكد أن كل هذه الازمات مجتمعة تحط بأحمالها الثقيلة على كاهل الكادح الفقير والمعدم المقل فتزيده على هموم لقمة عيشه وحياته هموما أخرى تجعله يصطلي بنار المعاناة إضافة الى التهميش والاستخفاف والنفور منه لشح أحواله المادية وقلة دخله ، فينفث الكادح زفراته الحرى ويتأوه من معاناة وآلام ومرارة وأحزان أبو ثلاث نقاط وثلاثة حروف – على حد تعبير الشاعر- أي من معاناة سياط (الفقر) المؤلمة لذلك قال شاعرنا عمر :

المقل أصبح مهمش كل واحد به استخف
والذي هـو كـان جنبه مـال عنه وانحرف
آه مـنـه بـو ثــلاث نقاط وثـلاثـة حروف


وهذا المقال قد سبق وان نشر الجزء الأكبر منه في جريدة "30" نوفمبر ، ولأن الصدق والحث عليه هو هدف الشاعر عمر وديدنه فجاء قوله عن المقال المنشور :

المـقـال اللي كـتـبـته ما عبر شـاخـط ورف
له صدى قد رن صوته في المكاتب والغرف
يوم فيه الصدق واضح ما توقع في الرفـوف


لقد أخلص الشاعران في هذه المساجلة لرسالتي الشعر والمجتمع في آن معا ، وكان صوتهما الناقد للأوضاع في المجتمع صوت الواقع والحكمة والضمير ، وصوت الموقف والجرأة والغضب في الحق معبرا عن نبض الشارع ، وصوت الحس الوطني والإنساني المضمخ بأحلام البسطاء والمشارك للفقراء احاسيسهم والملتزم بقضايا وهموم الجماهير الشعبية الحضرمية .
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas