من وحي صور الشيخ المؤيد في السجن .. قارئ : لقد اعتقلونا جميعا

[السكيني]

نظرة في الأفق البعيد .. يا ترى أهي نظرة أمل في عدالة مفقودة ،أم أنها تأملات في الوطن الحبيب الذي ترك فيه أهلاً وأحبة ووجوها شاحبة تنتظر أبا المساكين صاحب القلب الكبير ليعيد إليها البسمة بلمسة رحمة حانية .

في الصور التي التقطت له بسجنه يفتر ثغر الشيخ المؤيد عن ابتسامة الواثق من نفسه وبراءته ، وهو يبدو وحيداً إلا من كتاب الله تعالى في مواجهة الظلم الذي أصابه ، وهي ابتسامة طالما أدهشتني ، وعادت بي سنوات إلى الوراء حيث كانت ابتسامات الشيخ للفقراء في مشاريعه الخيرية.

أيها الوطن المغدور، أيها الشيخ الجليل .. يزعمون أنهم اعتقلوا الإرهاب بشخصك ، ولم يعرفوا أنهم اعتقلوا الإنسانية ، الرحمة والعطف ، الطهر والنقاء ، الخير والمواساة ، اليد التي طالما رسمت الابتسامة على شفاه المساكين والضعفاء والمعوزين وكل من ضاقت به الحاجة ... لقد اعتقلوا كل المعاني النبيلة في حياتنا باعتقالك وليتهم يدرون.

أيها الشيخ الكريم.. لقد اعتقلوا ألف مليون فرد باعتقالك ، مليار مسلم ، كل إنسان حر وشريف في هذا العالم بمختلف أوطانه ولغاته وأجناسه وألوانه ، وليتهم يعلمون ‍‍‍‍‍.
نعم لقد اعتقلونا جميعاً ، أدموا قلوبنا ، جرحوا مشاعرنا ، انتزعوك من بيننا وأنت العزيز علينا ، فهل من صحوة ضمير تعيدك إلينا ؟‍ إلى الأيتام والفقراء الذين طال انتظارهم وهم يذكرونك مع كل اشراقة شمس يقفون معها في طابور مخبزك الخيري ، ويغادرون برغيف الخبز دون أن تغادر غربتك عنهم ؟ وأين منظمات حقوق الإنسان الأمريكية ؟ والعالمية ؟ والعربية ؟ والمحلية ؟