أبوبكر سالم عقبة وصفحات من تاريخ عدن

[الدكتور أحمد باذيب]

مدرسة السيلة الابتدائية بكريتر التي تولى ادارتها الاستاذ ابوبكر عقبة في 1/5/1956
أبوبكر سالم عقبة: مشوار خصب غمرته الابتسامة على شفتيه والغليون بين أسنانه .. الميلاد والنشأة:الأستاذ أبوبكر سالم بوبكر عقبة من مواليد كريتر (عدن) يوم 13 سبتمبر 1930م في منزل بني في عام 1891م وسكنه عميد العائلة أبوبكر عوض عقبة وكان تاجراً في الأسماك والعمبر.

استوطن عميد العائلة شارع السبيل (قسم - A رقم 3) في حي القطيع، وهو الشارع الذي قطنته عائلات عدنية عريقة منها محمود فكري ومعروف باجرش وسالم شعلان و سعيد بازرعة و حسن علي وعلي محفوظ.

ارتبطت شهرة ذلك الشارع لأنه كان عنوان مكتب البيت التجاري الكبير (انتوني بس)، كما سكن ذلك الشارع العديد من الهنود واليهود.

ورد في المخطوط الموسوم (مقتطفات من حياتي في عدن) ويقع في 15 صفحة والذي أعده الأستاذ أبوبكر عقبة أطال الله عمره ومتعه بالصحة أن الحرب العالمية الثانية اندلعت عام 1939م وكان هو حينئذ في السنة الثانية الابتدائية بمدرسة الإقامة RESIDENCY SCHOOL (مدرسة السيلة الابتدائية لاحقاً والمتحف الحربي حالياً) وكانت تلك المدرسة الحكومية في كريتر واستوعبت طلاباً من المعلا والتواهي والشيخ عثمان للدراسة بالنظام المدمج (متوسطة + ثانوية) ووجدت إلى جانبها عدة مدارس أهلية مثل مدرسة بازرعة الخيرية الإسلامية ومدرسة النجاح في الزعفران ومدرسة الهنود في الميدان ومدرسة القديس يوسف والمعهد التجاري العدني، وفي مدينة التواهي كانت مدرسة القديس انتوني ومدرسة الهنود ، وفي الشيخ عثمان كانت هناك مدرسة كيث فولكنر التبشيرية التي عرفت بمدرسة الميشن.

[الدكتور أحمد باذيب]

الأستاذ عقبة مع باهارون ومسواط وبارحيم وغيرهم

أفاد الأستاذ عقبة في مقتطفاته بأنه أكمل المرحلة الابتدائية عام 1943م بعد الجلوس لامتحانات النقل إلى المرحلة المتوسطة/ الثانوية، فأكمل القسم الأول في مدرسة الإقامة ثم انتقل إلى ثانوية الريزميت (ثانوية لطفي أمان حالياً) بكريتر وكان من زملائه في المرحلة المتوسطة والثانوية عبدالقادر باهارون ومحمد عبدالله الصوفي ومحمد سعيد مسواط وعبده سعد عطية وعثمان عبد محمد وفؤاد عبدالله بارحيم وغيرهم.

يستطرد الأستاذ عقبة في حديث ذكرياته أن التعليم آنذاك كان على فترتين تقطعهما استراحة الغداء، الذي كان يوفر مجاناً للطلاب القادمين من خارج كريتر بالإضافة الى خدمة النقل المجاني. كان الطلاب يستغلون الفترة الثانية لإنجاز عمل المنزل Home Work (حل التمارين في مواد أساسية يحددها أستاذ المادة) وقضاء بعض الوقت في المكتبة ونشاطات رياضية مختلفة، ولذلك كان الطالب المتخرج في المدرسة المتوسطة أو الثانوية تتوفر لديه الخلفية التي تتراكم عليها الخبرة في مجال العمل.


الاستاذ ابوبكر عقبة (جالسا يمين) اثناء إحراز مدرسة التواهي بطولة ألعاب القوى عام 1954
الأستاذ عقبة مع معتوق وباسودان والعقربي وبامطرف في مركز تدريب المعلمين:

قطع الأستاذ أبوبكر عقبة دراسته الثانوية عام 1948م، وكان حينئذ في السنة السادسة (مجموع سنوات الدراسة 7 سنوات: 3 متوسط و4 ثانوي)، والتحق بمركز تدريب المعلمين الذي دشن نظامه التعليمي والتدريبي بدفعة مكونة من ستة طلاب ثانويين منهم: عبدالرزاق معتوق وعبدالحميد باسودان وجابر محمد سعيد عقربي وأبوبكر بامطرف.

أكمل الجميع عامهم الدراسي بنجاح وتم توزيعهم على المدارس المختلفة وقد استوعبوا مبادئ طرق التدريس واللوائح المدرسية التي تحدد الخطوط الحمراء التي لا ينبغي للمدرس تجاوزها باعتباره المثل الأعلى، وإرشادات أخرى جوهرية.

المدرسة الابتدائية بالتواهي أولى المحطات الوظيفية:

صدر قرار إداري بتعيين الأستاذ أبوبكر عقبة مدرساً في ابتدائية البنين بالتواهي في أول يناير 1949م وكان مديرها الراحل الكبير أحمد آل يعقوب وشغل الأستاذ عقبة إلى جانب مهمته الرئيسية في التدريس مركز سكرتير لجنة ألعاب القوى وكرة القدم، وكانت إدارة المعارف تنظم فعالية سنوية في مختلف الألعاب الرياضية وكان ذلك العرس التنافسي البهيج يقام على أرض المدرج البلدي (استاد الشهيد الحبيشي حالياً)، وشاركت فيه كل المدارس الابتدائية وكانت هناك فعاليات أخرى لطلاب المراحل الأعلى.

تحمل الأستاذ عقبة مهام مسؤولياته الرياضية في الابتدائية طيلة (5) سنوات نالت خلالها ابتدائية التواهي ترسين في الألعاب الميدانية لعامين، وأثنى الأستاذ عقبة على تلامذته في تلك المدرسة تحصيلاً وتجاوباً وسلوكاً، وفسر ذلك بأنه كان عائداً للروح الإيجابية التي سادت الأسرة في مدينة التواهي العريقة.

كما أثنى الأستاذ عقبة على التجانس والانسجام الذي ساد هيئة التدريس منهم الأساتذة: محمد صالح حسين وكمال حيدر علي وعلي غانم كليب ومحمد عبده نعمان يرحمهم الله جميعاً.


من اليمين: ابوبكر عقبة، عبدالله الاصنج، سامي خالد لقمان,فؤاد عبدالله بارحيم
حقق السجل الوظيفي للأستاذ أبوبكر عقبة طفرة نوعية في 22 فبراير 1955م عندما تلقى رسالة شكر وتقدير من مكتب مفوض المنطقة District Commissioner لإنجاحه عملية الإحصاء وقيامه بتدريب العدادين خلال الإحصاء السكاني الذي شهدته عدن عام 1955م، وكان الأستاذ عقبة حينئذ لا يزال مدرساً في ابتدائية التواهي.

العقبة والباقر وعبدالياس .. خير خلف لخير سلف

صدر قرار رسمي في الفاتح من مايو 1956م بنقل الأستاذ أبوبكر عقبة، مدرس بمدرسة التواهي الابتدائية إلى مدرسة السيلة الابتدائية (المتحف الحربي حالياً) بكريتر مديراً بالوكالة خلفاً للتربوي الكبير السيد محمد الباقر (والد التربويين المعروفين علي باقر وأبوبكر باقر، رحمهم الله جميعاً).

أدار الأستاذ عقبة مهامه التربوية والإدارية على أكمل وجه من الناحيتين النشاط الصفي والنشاط اللا صفي: مكتبة المدرسة والبستنة والرحلات والموسيقى وغيرها.

وورد في ذكريات الأستاذ عقبة أنه حصل على موافقة شركة خطوط عدن الجوية بترتيب رحلة جوية للتلاميذ حول أجواء عدن ومحمية عدن الغربية.

صدر قرار رسمي في الفاتح من يوليو 1959م قضى بنقل الأستاذ أبوبكر عقبة مديراً لمدرسة المعلا الابتدائية خلفاً للتربوي العريق الأستاذ علي عبدالياس، رحمه الله. كان الأستاذ عقبة مديراً للمدرسة الابتدائية في الفترة الصباحية، وكان التربوي الجليل الأستاذ حسن منيباري رحمه الله مديراً للمدرسة المتوسطة خلال الفترة المسائية (فترة الظهيرة) بصورة مؤقتة، لأن مبنى المدرسة المتوسطة في المعلا (المجاورة لدار سينما المعلا) كان قيد الإنشاء.

عملت هيئة التدريس تحت إدارته الحكيمة التي درست الحالة التعليمية والاجتماعية للطلاب ووضع خطة عمله للارتقاء بمستوى الطلاب، وشكل لجنة من الطلاب تعمل تحت إشرافه وكانوا من أسر ميسورة، وتم تكليفهم بجمع ما تيسر من المال الكافي لشراء ملابس وأحذية لزملائهم من الطلاب الفقراء.

الأستاذ عقبة والقامة التربوية يوسف سعيدي


الجلوس من اليمين: الاستاذ حامد الصافي، ابوبكر عقبة، عبدالقادر امين، محمد علي هيثم في دورة تدريبية للمعلمين والاخ عبدالله باذيب وزير التربية يلقي كلمة عام 1972 والزميل معروف حداد
كان الأستاذ القدير يوسف حسن سعيدي مدير المدرسة المتوسطة للبنين بكريتر خارج عدن لمدة عام واحد في دورة تأهيلية في بيروت اعتباراً من أكتوبر 1964م، فصدر قرار بتعيين الأستاذ عقبة مديراً بالوكالة لتلك المدرسة التي انتقل إليها بعد تسلم مهامه مساعد ضابط معارف Assistant Education Officer مسؤولاً عن التفتيش الاداري اعتباراً من يوليو 1964م.

وتشعبت مهامه بدءاً من التواصل مع مفوض الأراضي بشأن المباني المدرسية وترتيب الأوضاع السكنية للمدرسين والمدرسات الوافدات Expatriates.

عاد الأستاذ عقبة إلى ديوان الإدارة العامة للمعارف في أغسطس 1965م لمباشرة مهام عمله في التفتيش الإداري بعد عودة الأستاذ يوسف سعيدي من بيروت ومارس مهام عمله حتى مطلع أكتوبر 1969م.

الأستاذ عقبة عميداً لمعهد تدريب المعلمين

صدر قرار وزاري في 3 أكتوبر 1969م بتعيين الاستاذ أبوبكر عقبة عميداً لمعهد تدريب المعلمين بمدينة الشعب، وحدد المركز لتدريب المدرسين أثناء الخدمة In-service Training وتأهيلهم لمدة عام واحد، وكانت منظمة اليونسكو تنفق على داخلية المعهد وغسيل ملابس الدارسين وتدفع لهم مصروف جيب شهريا ما يعادل 20 دولاراً ونفذ الاستاذ عقبة خططه وبرامج عمله على أكمل وجه على خلفية خبرته المتراكمة فقد اختير اعتباراً من العام 1963م في عضوية لجنة الترفيعات للمعلمين والمعلمات من درجةt-1 الى درجتي T-2 و T-3 واختير مع ستة تربويين في دورة تدريبية لمدة عام واحد على نفقة الكومنولث لما وراء البحار إلى بريطانيا خلال الفترة سبتمبر 1960م حتى يوليو 1961م وأسعفه الحظ عندما التحق بكلية التربية بجامعة درهام في نيوكاسل في تربية الأطفال حتى سن العاشرة.

كما اختير الأستاذ عقبة مع ثلاثة زملاء لدورة تدريبية في المركز الإقليمي لتدريب كبار موظفي التعليم في الدول العربية ومقره بيروت وذلك خلال الفترة من أكتوبر 1965م حتى يونيو 1966م كما يحسب للأستاذ عقبة إشرافه على ثلاث دورات تدريبية تأهيلية للمعلمين غير المدربين لثلاث سنوات متتالية خلال الأعوام 1970/1971/1972م وذلك بعد اجتماع مع ممثل اليونيسكو ومدير التدريب برؤساء معاهد تدريب المعلمين والمعلمات وأقيمت الدورات الثلاث في مركزين: مركز للمعلمات في كلية البنات بخورمكسر، ومركز للمعلمين في متوسطة البنات بالعيدروس (كريتر).


الأستاذ عقبة من تعليم اليمن الديمقراطية إلى طيران اليمن الديمقراطي (اليمدا)

بعد أن أنجز الأستاذ عقبة مهمة الدورات التدريبية الثلاث المشار لها سلفاً أحس بصعوبة بقائه في وزارة التربية والتعليم بعد أن أعيته صعوبة التفاهم مع مسؤولين معينين فقدم طلباً بإعفائه من الخدمة اعتبارا من 30 يونيو 1972م، ويسدل الستار على آخر فصل في مشواره التربوي الذي دام قرابة ربع قرن.

تم استيعاب الأستاذ أبوبكر عقبة في طيران اليمن الديمقراطي (اليمدا) كضابط للعلاقات العامة اعتباراً من 25 يونيو 1973م براتب سنوي قدره 523.8 دينار (نحو 1569 دولارا) وأسندت مهمة أخرى للأستاذ عقبة، حيث أصبح نائب مدير العمليات الجوية وعدلت درجته لتصبح (ك 7) درجة قيادية وعدل راتبه السنوي ليصبح 1440 دينارا (نحو 4320 دولاراً امريكياً).

الأستاذ عقبة في سياتل:

عمل الأستاذ أبوبكر عقبة مديراً لشؤون الموظفين بالوكالة ونائباً لمدير العمليات الجوية بطيران اليمن الديمقراطي (اليمدا)، وكان مسؤولاً عن مطبوعات الشركة الدعائية والنشرات والمسؤول المباشر عن الضيوف الأجانب واختيار محتاجات الطيارين والمضيفات الجويات من ملابس وحقائب ومعدات تهم العمليات الجوية والتي كان يستجلبها من هونج وسنغافورة، وكان الأستاذ عقبة ايضاً ضمن أعضاء الوفد المكلف بشراء طائرة بوينج 737 من سياتل في الولايات المتحدة الامريكية.


تأزمت الأوضاع السياسية في المحافظات الجنوبية وأيقن الأستاذ عقبة بأن الأبواب باتت على وشك الإغلاق فقدم طلباً إلى قيادة (اليمدا) بمنحه إجازة طويلة في أكتوبر 1985م وأسعفه الحظ أن كان الباشمهندس سعيد ناجي سنان، رئيساً لمجلس إدارة الشركة وأحد طلبته السابقين فمنحه شهادة إلى من يهمه الأمر لخص فيها السجل الوظيفي السابق والحالي لأستاذه وشهد بحصافته وخصوبة عطائه واستقامة سلوكه.


طلبة مدرسة السيلة الابتدائية بقاعة طعام مطار عدن الدولي قبل مغادرتهم في رحلة ترفيهية في اجواء عدن والمحميات على طائرة خطوط عدن الجوية في16/12/1957
الأستاذ عقبة في رحاب بلقيس:

ورد في مخطوطة الأستاذ أبوبكر عقبة: «التحقت بعد مغادرتي عدن بشركتي بلقيس للدواجن وبلقيس للتنمية الصناعية في تعز في 2 نوفمبر 1985م وعينت مراقباً عاماً لفروع شركة بلقيس للدواجن في أنحاء الجمهورية العربية اليمنية، وبعدها حولت نائباً للمدير العام لشركة بلقيس للتنمية الصناعية في نفس الموقع وذلك عند تدشين المصانع».

«حولني السيد غازي علوان من شركاته في تعز إلى مشاريعه الاستثمارية في عدن كوكيل لأعماله كلها ومدير مبيعات مساكن مشروع واحة العريش، وبعد أن ساءت الأعمال في مشاريع مجموعة عبر الخليج وأبديت النصح في الوقت المناسب إلا أنه تخلى عني في 16 مايو 1996م. والله على ما أقول شهيد».. الاستاذ أبوبكر عقبة متزوج من أسرة معروفة وله ابن واحد يعمل في أعمال حرة وابنتان إحداهما موجهة فنية في التربية والأخرى ربة بيت.

كلمتنا للتاريخ أن الأستاذ أبوبكر عقبة قامة وهامة وطنية وشخصية عامة واجتماعية بارزة في جنوب الجزيرة العربية بشهادة الداخل والخارج ممن تربعوا على الكراسي ولكن دون وسام أو ذكر رسمي.

[الدكتور أحمد باذيب]

الأستاذ عقبة مع باهارون ومسواط وبارحيم وغيرهم

أفاد الأستاذ عقبة في مقتطفاته بأنه أكمل المرحلة الابتدائية عام 1943م بعد الجلوس لامتحانات النقل إلى المرحلة المتوسطة/ الثانوية، فأكمل القسم الأول في مدرسة الإقامة ثم انتقل إلى ثانوية الريزميت (ثانوية لطفي أمان حالياً) بكريتر وكان من زملائه في المرحلة المتوسطة والثانوية عبدالقادر باهارون ومحمد عبدالله الصوفي ومحمد سعيد مسواط وعبده سعد عطية وعثمان عبد محمد وفؤاد عبدالله بارحيم وغيرهم.

يستطرد الأستاذ عقبة في حديث ذكرياته أن التعليم آنذاك كان على فترتين تقطعهما استراحة الغداء، الذي كان يوفر مجاناً للطلاب القادمين من خارج كريتر بالإضافة الى خدمة النقل المجاني. كان الطلاب يستغلون الفترة الثانية لإنجاز عمل المنزل Home Work (حل التمارين في مواد أساسية يحددها أستاذ المادة) وقضاء بعض الوقت في المكتبة ونشاطات رياضية مختلفة، ولذلك كان الطالب المتخرج في المدرسة المتوسطة أو الثانوية تتوفر لديه الخلفية التي تتراكم عليها الخبرة في مجال العمل.


الاستاذ ابوبكر عقبة (جالسا يمين) اثناء إحراز مدرسة التواهي بطولة ألعاب القوى عام 1954
الأستاذ عقبة مع معتوق وباسودان والعقربي وبامطرف في مركز تدريب المعلمين:

قطع الأستاذ أبوبكر عقبة دراسته الثانوية عام 1948م، وكان حينئذ في السنة السادسة (مجموع سنوات الدراسة 7 سنوات: 3 متوسط و4 ثانوي)، والتحق بمركز تدريب المعلمين الذي دشن نظامه التعليمي والتدريبي بدفعة مكونة من ستة طلاب ثانويين منهم: عبدالرزاق معتوق وعبدالحميد باسودان وجابر محمد سعيد عقربي وأبوبكر بامطرف.

أكمل الجميع عامهم الدراسي بنجاح وتم توزيعهم على المدارس المختلفة وقد استوعبوا مبادئ طرق التدريس واللوائح المدرسية التي تحدد الخطوط الحمراء التي لا ينبغي للمدرس تجاوزها باعتباره المثل الأعلى، وإرشادات أخرى جوهرية.

المدرسة الابتدائية بالتواهي أولى المحطات الوظيفية:

صدر قرار إداري بتعيين الأستاذ أبوبكر عقبة مدرساً في ابتدائية البنين بالتواهي في أول يناير 1949م وكان مديرها الراحل الكبير أحمد آل يعقوب وشغل الأستاذ عقبة إلى جانب مهمته الرئيسية في التدريس مركز سكرتير لجنة ألعاب القوى وكرة القدم، وكانت إدارة المعارف تنظم فعالية سنوية في مختلف الألعاب الرياضية وكان ذلك العرس التنافسي البهيج يقام على أرض المدرج البلدي (استاد الشهيد الحبيشي حالياً)، وشاركت فيه كل المدارس الابتدائية وكانت هناك فعاليات أخرى لطلاب المراحل الأعلى.

تحمل الأستاذ عقبة مهام مسؤولياته الرياضية في الابتدائية طيلة (5) سنوات نالت خلالها ابتدائية التواهي ترسين في الألعاب الميدانية لعامين، وأثنى الأستاذ عقبة على تلامذته في تلك المدرسة تحصيلاً وتجاوباً وسلوكاً، وفسر ذلك بأنه كان عائداً للروح الإيجابية التي سادت الأسرة في مدينة التواهي العريقة.

كما أثنى الأستاذ عقبة على التجانس والانسجام الذي ساد هيئة التدريس منهم الأساتذة: محمد صالح حسين وكمال حيدر علي وعلي غانم كليب ومحمد عبده نعمان يرحمهم الله جميعاً.


من اليمين: ابوبكر عقبة، عبدالله الاصنج، سامي خالد لقمان,فؤاد عبدالله بارحيم
حقق السجل الوظيفي للأستاذ أبوبكر عقبة طفرة نوعية في 22 فبراير 1955م عندما تلقى رسالة شكر وتقدير من مكتب مفوض المنطقة District Commissioner لإنجاحه عملية الإحصاء وقيامه بتدريب العدادين خلال الإحصاء السكاني الذي شهدته عدن عام 1955م، وكان الأستاذ عقبة حينئذ لا يزال مدرساً في ابتدائية التواهي.

العقبة والباقر وعبدالياس .. خير خلف لخير سلف

صدر قرار رسمي في الفاتح من مايو 1956م بنقل الأستاذ أبوبكر عقبة، مدرس بمدرسة التواهي الابتدائية إلى مدرسة السيلة الابتدائية (المتحف الحربي حالياً) بكريتر مديراً بالوكالة خلفاً للتربوي الكبير السيد محمد الباقر (والد التربويين المعروفين علي باقر وأبوبكر باقر، رحمهم الله جميعاً).

أدار الأستاذ عقبة مهامه التربوية والإدارية على أكمل وجه من الناحيتين النشاط الصفي والنشاط اللا صفي: مكتبة المدرسة والبستنة والرحلات والموسيقى وغيرها.

وورد في ذكريات الأستاذ عقبة أنه حصل على موافقة شركة خطوط عدن الجوية بترتيب رحلة جوية للتلاميذ حول أجواء عدن ومحمية عدن الغربية.

صدر قرار رسمي في الفاتح من يوليو 1959م قضى بنقل الأستاذ أبوبكر عقبة مديراً لمدرسة المعلا الابتدائية خلفاً للتربوي العريق الأستاذ علي عبدالياس، رحمه الله. كان الأستاذ عقبة مديراً للمدرسة الابتدائية في الفترة الصباحية، وكان التربوي الجليل الأستاذ حسن منيباري رحمه الله مديراً للمدرسة المتوسطة خلال الفترة المسائية (فترة الظهيرة) بصورة مؤقتة، لأن مبنى المدرسة المتوسطة في المعلا (المجاورة لدار سينما المعلا) كان قيد الإنشاء.

عملت هيئة التدريس تحت إدارته الحكيمة التي درست الحالة التعليمية والاجتماعية للطلاب ووضع خطة عمله للارتقاء بمستوى الطلاب، وشكل لجنة من الطلاب تعمل تحت إشرافه وكانوا من أسر ميسورة، وتم تكليفهم بجمع ما تيسر من المال الكافي لشراء ملابس وأحذية لزملائهم من الطلاب الفقراء.

الأستاذ عقبة والقامة التربوية يوسف سعيدي


الجلوس من اليمين: الاستاذ حامد الصافي، ابوبكر عقبة، عبدالقادر امين، محمد علي هيثم في دورة تدريبية للمعلمين والاخ عبدالله باذيب وزير التربية يلقي كلمة عام 1972 والزميل معروف حداد
كان الأستاذ القدير يوسف حسن سعيدي مدير المدرسة المتوسطة للبنين بكريتر خارج عدن لمدة عام واحد في دورة تأهيلية في بيروت اعتباراً من أكتوبر 1964م، فصدر قرار بتعيين الأستاذ عقبة مديراً بالوكالة لتلك المدرسة التي انتقل إليها بعد تسلم مهامه مساعد ضابط معارف Assistant Education Officer مسؤولاً عن التفتيش الاداري اعتباراً من يوليو 1964م.

وتشعبت مهامه بدءاً من التواصل مع مفوض الأراضي بشأن المباني المدرسية وترتيب الأوضاع السكنية للمدرسين والمدرسات الوافدات Expatriates.

عاد الأستاذ عقبة إلى ديوان الإدارة العامة للمعارف في أغسطس 1965م لمباشرة مهام عمله في التفتيش الإداري بعد عودة الأستاذ يوسف سعيدي من بيروت ومارس مهام عمله حتى مطلع أكتوبر 1969م.

الأستاذ عقبة عميداً لمعهد تدريب المعلمين

صدر قرار وزاري في 3 أكتوبر 1969م بتعيين الاستاذ أبوبكر عقبة عميداً لمعهد تدريب المعلمين بمدينة الشعب، وحدد المركز لتدريب المدرسين أثناء الخدمة In-service Training وتأهيلهم لمدة عام واحد، وكانت منظمة اليونسكو تنفق على داخلية المعهد وغسيل ملابس الدارسين وتدفع لهم مصروف جيب شهريا ما يعادل 20 دولاراً ونفذ الاستاذ عقبة خططه وبرامج عمله على أكمل وجه على خلفية خبرته المتراكمة فقد اختير اعتباراً من العام 1963م في عضوية لجنة الترفيعات للمعلمين والمعلمات من درجةt-1 الى درجتي T-2 و T-3 واختير مع ستة تربويين في دورة تدريبية لمدة عام واحد على نفقة الكومنولث لما وراء البحار إلى بريطانيا خلال الفترة سبتمبر 1960م حتى يوليو 1961م وأسعفه الحظ عندما التحق بكلية التربية بجامعة درهام في نيوكاسل في تربية الأطفال حتى سن العاشرة.

كما اختير الأستاذ عقبة مع ثلاثة زملاء لدورة تدريبية في المركز الإقليمي لتدريب كبار موظفي التعليم في الدول العربية ومقره بيروت وذلك خلال الفترة من أكتوبر 1965م حتى يونيو 1966م كما يحسب للأستاذ عقبة إشرافه على ثلاث دورات تدريبية تأهيلية للمعلمين غير المدربين لثلاث سنوات متتالية خلال الأعوام 1970/1971/1972م وذلك بعد اجتماع مع ممثل اليونيسكو ومدير التدريب برؤساء معاهد تدريب المعلمين والمعلمات وأقيمت الدورات الثلاث في مركزين: مركز للمعلمات في كلية البنات بخورمكسر، ومركز للمعلمين في متوسطة البنات بالعيدروس (كريتر).


الأستاذ عقبة من تعليم اليمن الديمقراطية إلى طيران اليمن الديمقراطي (اليمدا)

بعد أن أنجز الأستاذ عقبة مهمة الدورات التدريبية الثلاث المشار لها سلفاً أحس بصعوبة بقائه في وزارة التربية والتعليم بعد أن أعيته صعوبة التفاهم مع مسؤولين معينين فقدم طلباً بإعفائه من الخدمة اعتبارا من 30 يونيو 1972م، ويسدل الستار على آخر فصل في مشواره التربوي الذي دام قرابة ربع قرن.

تم استيعاب الأستاذ أبوبكر عقبة في طيران اليمن الديمقراطي (اليمدا) كضابط للعلاقات العامة اعتباراً من 25 يونيو 1973م براتب سنوي قدره 523.8 دينار (نحو 1569 دولارا) وأسندت مهمة أخرى للأستاذ عقبة، حيث أصبح نائب مدير العمليات الجوية وعدلت درجته لتصبح (ك 7) درجة قيادية وعدل راتبه السنوي ليصبح 1440 دينارا (نحو 4320 دولاراً امريكياً).

الأستاذ عقبة في سياتل:

عمل الأستاذ أبوبكر عقبة مديراً لشؤون الموظفين بالوكالة ونائباً لمدير العمليات الجوية بطيران اليمن الديمقراطي (اليمدا)، وكان مسؤولاً عن مطبوعات الشركة الدعائية والنشرات والمسؤول المباشر عن الضيوف الأجانب واختيار محتاجات الطيارين والمضيفات الجويات من ملابس وحقائب ومعدات تهم العمليات الجوية والتي كان يستجلبها من هونج وسنغافورة، وكان الأستاذ عقبة ايضاً ضمن أعضاء الوفد المكلف بشراء طائرة بوينج 737 من سياتل في الولايات المتحدة الامريكية.


تأزمت الأوضاع السياسية في المحافظات الجنوبية وأيقن الأستاذ عقبة بأن الأبواب باتت على وشك الإغلاق فقدم طلباً إلى قيادة (اليمدا) بمنحه إجازة طويلة في أكتوبر 1985م وأسعفه الحظ أن كان الباشمهندس سعيد ناجي سنان، رئيساً لمجلس إدارة الشركة وأحد طلبته السابقين فمنحه شهادة إلى من يهمه الأمر لخص فيها السجل الوظيفي السابق والحالي لأستاذه وشهد بحصافته وخصوبة عطائه واستقامة سلوكه.


طلبة مدرسة السيلة الابتدائية بقاعة طعام مطار عدن الدولي قبل مغادرتهم في رحلة ترفيهية في اجواء عدن والمحميات على طائرة خطوط عدن الجوية في16/12/1957
الأستاذ عقبة في رحاب بلقيس:

ورد في مخطوطة الأستاذ أبوبكر عقبة: «التحقت بعد مغادرتي عدن بشركتي بلقيس للدواجن وبلقيس للتنمية الصناعية في تعز في 2 نوفمبر 1985م وعينت مراقباً عاماً لفروع شركة بلقيس للدواجن في أنحاء الجمهورية العربية اليمنية، وبعدها حولت نائباً للمدير العام لشركة بلقيس للتنمية الصناعية في نفس الموقع وذلك عند تدشين المصانع».

«حولني السيد غازي علوان من شركاته في تعز إلى مشاريعه الاستثمارية في عدن كوكيل لأعماله كلها ومدير مبيعات مساكن مشروع واحة العريش، وبعد أن ساءت الأعمال في مشاريع مجموعة عبر الخليج وأبديت النصح في الوقت المناسب إلا أنه تخلى عني في 16 مايو 1996م. والله على ما أقول شهيد».. الاستاذ أبوبكر عقبة متزوج من أسرة معروفة وله ابن واحد يعمل في أعمال حرة وابنتان إحداهما موجهة فنية في التربية والأخرى ربة بيت.

كلمتنا للتاريخ أن الأستاذ أبوبكر عقبة قامة وهامة وطنية وشخصية عامة واجتماعية بارزة في جنوب الجزيرة العربية بشهادة الداخل والخارج ممن تربعوا على الكراسي ولكن دون وسام أو ذكر رسمي.

[كتكوتة المجالس]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكراً
شكراً لك اخي الكريم