ما لم سيحرمون من المشاركة

[سالم علي الجرو]

	في[ جريدة الأيام ـ العدد: 4753 ـ 4 أبريل 2006 ] ، دعا الشيخ: عبدالرزاق راجح ( الكندي ) مشائخ وأعيان وأبناء عدد من فروع قبائل كندة الذين استلموا وثائق شرف وحصانة في اليمن المحروس والذين لم يستلموا ، والمثير في ذلك الإعلان أن البعض لا يزال ـ رغم شيوع الديموقراطية ـ يمارس الوصاية وكأنه خارج دائرة الزمن أو أنه قادم من عباءة الأمس القريب الغير محببة إلى النفوس ، لا قل المنفرة أو الغير مطابقة للحياة المعاصرة . كما قرأنا في الصحافة فإن ملتقى قبائل كندة باليمن الميمون هو وآلياته الدائمة هيئة مؤسسية اجتماعية مدنية ، إنسانية ، مستقلة ، منطلقة من دستور الجمهورية اليمنية والقانون المدني والقانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الأربع وجميع العهود والمواثيق الإنسانية والدولية . وإن الهدف العام في المقام الأول هو العناية والرعاية الاجتماعية والتنموية الشاملة لجميع أبناء قبائل كندة في اليمن والخارج ، ثم الإسهام بالرعاية الاجتماعية الإنسانية لجميع فئات المجتمع اليمني المستحقة لذلك . بعيدا عن الحشو والخطاب النخبوي ، وقراءة للواقع ومنه نقول والأجر على الله: إن عشيرة كندة التي تعرضت للشتات بعد حروب طاحنة فيما بينها في وقت مضى ، ولعل مخطوطة عوض بن عمر الجرو: [ الفرج بعد الشدة في تاريخ كندة ـ القرن التاسع الهجري ] لخصت تلك الأحداث الدامية بين أمراء كندة وأيضا الحروب فيما بينها وبين عشائر أخرى ، إن هذه العشيرة العملاقة مطالبة اليوم بالعودة إلى لحمتها وقوتها المؤثرة في النسيج الاجتماعي للبلاد القائمة على النسيج العشائري الواعي لمهماته الوطنية . لن نحيد عن الأعراف اليمنية وهي أعراف العشائر العربية التي عرفت عنها المجتمعات الأخرى واقتبست بعض النظم والقوانين من تلك الأعراف ، حيث تملي علينا أن نلتزم بسلوك العربي الشهم المقدام ، المضياف ، حامي الحمى والديار ، الغيور على بني جلدته وأرضه . فبادئ ذي بدء على بيوت كندة أن تثبت أنها لوحة جميلة تعبر عن شيم وقيم ونبل وفضائل من ذلك النسيج وهذا يتطلب التنسيق مع العشائر الأخرى والمشاركة في حل مشاكل كثيرة مترسبة كالثأر وغيرها من المشاكل المزمنة التي تؤخر البلاد والعباد ، وتكون بهذا شاركت في حقن الدماء وتلطيف الأجواء ، وهذا أهم عمل إنساني . أما الرعاية الاجتماعية لمن يستحق فقط كما جاء في أدبيات الملتقى ، فما أجملنا وأفضلنا عندما نطبق الحديث النبوي الشريف: [ فكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ] ، ذلك أن هذه العشيرة العملاقة لم تعد حبيسة كل الماضي فعقول أبناء تنوعت بما يمكن أن نطلق عليه الثراء الفكري والعلمي على امتداد الفضاء العربي بشقيه الآسيوي والإفريقي ، ومن غير الممكن القبول بنصوص يغلب عليها مسحة من الاستبداد وفرض الرأي الواحد. أن تكون النصوص معبرة عن وصاية ـ كما هو الحال في ديارنا الجميلة ـ غلب عليها الخطاب المستبد ، الشبه حزبي والشبه سياسي في وقت يشهد فيه المجتمع اليمني تواصل الرحم من خلال العودة إلى الجذور لا من أجل مزيد من الفرقة بل مزيدا من التكاتف والتعاضد . أن تكون النصوص أو لغة الخطاب محشوة بالعبارات الخالية من المضامين على أرض الواقع والهدف الأساس وثيقة شرف وحصانة قبائل كندة ، فذلك ما لا يستسيغه الحذق والفهم والإدراك والنظرة الإصلاحية ، ذلك أن للقبائل أعراف سبقت في مصداقيتها تلك الأعراف التي تدوس عليها بعض الدول الكبرى ، ثم أن قبائل كندة مطالبة بالتطبيع مع القبائل الأخرى من خلال اللقاءات الودية الحميمة المفعمة بالكرم والتسامح والإخاء ، ومتى ما حدث ذلك فإن اليمن بخير وفي خير وحتما سينال العطاء المناسب من لدن الأبناء البارين ، فما الذي أدخل قوانين اللعبة ونصوص السياسة في موضوع عشائري صرف يتعلق ببعض البطون المطمورة من قبيلة عريقة في البلاد السعيدة؟ ومن يحرم أو يشرع حقوق أفراد وجماعات أملتها الأعراف وحبكها التاريخ قبل أن يؤكدها دستور البلاد؟ . إن في العبارات الواردة في إعلان أمين سر الهيئة التحضيرية لملتقى قبائل كندة ما يشير إلى لوحة سياسية مصبوغة بلهجة عسكرية وإن شئت بفوقية مثل: [ ... سرعة استكمال الإجراءات الشرعية والقانونية.... ـ .. وتسليمها لأمين السر في أقرب وقت ممكن ـ مستوفية الشروط كاملة ـ كونه لا يقبل تمثيل الفرع إلا بوثيقة شرف موثقة ومسلمة إلينا ـ ... والإسراع باستكمال الإجراءات الشرعية والقانونية الموجبة وتسليمها إلينا بأقرب وقت ممكن لما له من أهمية ، ما لم سيحرمون من المشاركة في الملتقى وهيئاته الدائمة ـ ... وغيرنا هو المسئول فقط عن أي قصور أو إعاقة في هذا الاتجاه ـ الرعاية الاجتماعية لمن يستحق ] . إنني أتساءل: أين هو الاتجاه نحو الكمال ومن المسئول عنه حتى نحمل الآخر القصور أو الإعاقة في هذا الاتجاه ؟ . أي إجراءات شرعية وقانونية لمن نصب نفسه فجأة أمين سر والناطق الرسمي العام لملتقى قبائل كندة؟ أية شرعية أتت به؟ ما الخطب حتى تسلم الوثيقة في أقرب وقت ممكن، والمعذرة: ما هي تلك الوثيقة؟ . ما هي الشروط الكاملة ومن وضعها ومن ناقشها قبل أن تكون سارية المفعول؟ من الذي سيحرم من من انتمائه العشائري؟ . وأخيرا: عبارة: [ الرعاية الاجتماعية لمن يستحق ] . [ لمن يستحق ] للخروج عن الالتزام ، وهذا أسلوب ليس ذكيا بل دبلوماسيا ، ثم من يا سادتي يحدد أولا ما هي الرعاية الاجتماعية المنشودة ، ويحدد من يستحق ومن لا يستحق في بلاد يستحق جميع أهلها ما يعيدهم إلى الصدارة . إن بطون كندة يتوجب عليهم الإطلاع على تاريخ كندة ليكونون امتداد لذلك الحضور في عهود سحيقة مضت ، ولست أقصد العودة إلى الملك فلكل زمان دولة ورجال غير أنني من دعاة العودة إلى الفضائل ونبل سبعون ملكا خلّدوا من الأعراف ما يوحد شتات أمة فكيف ببطون عشيرة جار عليها الزمان فتقطعت أوصالها واستضعف كثير من رجالاتها ، هي الآن مطالبة بالعودة إلى الجذر ليس بطريقة الترويج والتسويق والاستغلال ولكن بالطريقة التي دأبت عليها العشائر في لم الشمل واستعادة الحضور للجميع بموجب العرف المعروف لدى قبائل اليمن وأخص بالذكر لدى قبائل حضرموت حيث بصمت كندة في تلك الديار تشهد عليها حصونها ومآثرها في الوادي الطويل . وليس الخطاب السياسي أو الأسلوب الإنتهازي الذي يستغل البساطة والسماحة . إنني أهيب بأفراد ومجموعات عشيرة كندة بأن يلتزموا بأعراف القبائل اليمنية وعلى كل شيخ أن يطبع علاقاته مع مشائخ العشائر الأخرى التي بدونها لا يمكن للود والإخاء والتراحم والتساند والمعاضدة لما فيه خير الجميع أن تجد لها حضور فاعل في النسيج الاجتماعي اليمني . إنها فرصة للتميز بخصال رفيعة في المعاني والوقار عاشها أجدادنا قبل أن تزل بنا الأقدام نحو واقع لم ينطل على أحد ، باتت فيه الأنانية قوة دفع والمصالح الضيقة أهداف على حساب الأهداف الإنسانية الراقية . إن صفات النبل والفضائل هي التي تؤدي بنا إلى مشروعات إنسانية وليس الإعلان العالمي لحقوق الإنسانى المسيّس !!! ، ذلك العالم الذي يتفرج على جثث الأبرياء المحروقة ظلما في بعض أصقاع المعمورة . إنه ذات العالم الذي يشفط أموال المستضعفين في الأرض بطريقة أو بأخرى مما ولّد غنى فاحش في شطر من الكرة الأرضية وفقر مدقع في الشطر الآخر من يدري لعل مصدر القرار القادم يأتي من العشائر الحية المتزينة بالفضائل والنبل والشهامة......

[الدكتور أحمد باذيب]

لقد اثرت فضولنا الى مخطوطة عوض بن عمر الجرو: [ الفرج بعد الشدة في تاريخ كندة ـ القرن التاسع الهجري )
ننتظر منك ان تتحفنا ببعض ماجاء فيها ان امكنك ذلك
مع كل التقدير

[سالم علي الجرو]

هذه المخطوطة اختفت بسب أنها تشير إلى أنساب قوم هم اليوم موزعين في مربعات أخرى ، وحتى لا تحدث ما يشبه الفتنة حجبت عن الظهور . هكذا ذكرها العلامة المؤرخ: علوي طاهر الحداد في كتابه: تاريخ حضرموت .

[عيون المكلا]

مندهشة من مداخلتك وكأنك موافق وغير موافق على جمع الشمل والتعارف .
هل لك ان تقول لاختك عيون بصريح العبارة عن موقفك هذا ...وللعلم الاعيان لكنده كثير
من رئيس وزراء سابق وحالي ومنهم اعيان في المملكة ومنهم قيادات لو اجتمعت لكان (وعلوي ان ...) اي
سيكون العودة الى الماضي من اولويات اجنداتهم وبعدها كما قالوا الحضارم (ياعبيد ...).

[سالم علي الجرو]

أنا تحدثت عن الوصاية التي جاءت في غفلة من الزمن . كيف أتت ومن جاء بها؟ وأنت تعلمين أن نظام الوصاية في ديارنا معمول به وكأنه جزء من ثقافتنا أو أنها من الحقائق المسلم بها .

[hguvhr]

كل تلك لاهداف سياسية ومصالح انية وذاتية ضيقة للاسف الشديد ونحن في غفلة ونغت وفي سبات عميق

[سالم علي الجرو]

كثير ظنوا مثل ما أنت تظن ، ولا أدري أخي هل من حقنا أن ننبه الآمنين الغافلين إلى مثل هكذا استغلال وكيف؟ أدلي بدلوك ، فـ [ إماطة الأذى عن الطرق صدقة ] .

[ابوبدر]

شكرا للكاتب والاديب المبدع سالم بن على الجرو على هذة الوجبة الدسمة فعلا مادبة شهية وليس اطراء
سؤالى بارك اللة فيك الم يقم احد من ال الجرو الكرام بالبحث هنا او هناك عن هذا الكنز الثمين لعل وعسى (المخطوطة) تكون فى احد الزوايا المنسية او بالسؤال فى المكتبات الخارجية بواسطة النت خاصة مكتبة ازمير التركية التى تحدثت دراسة لمركز الاهرام بوجود ملايين المخطوطات العربية فيها ؟؟؟
ايضا هناك كتاب للشيخ باحنان صدر منتصف القرن العشرين بعنوان مشابة لهذا العنوان وماذا تقصد بقولك ان كندة اليوم فى مربعات مختلفة ؟؟؟؟؟
شكرا مرة اخرى على هذا الطرح والاسلوب المميز

[سالم علي الجرو]

شكرا أبو بدر .... عنوان كتاب باحنان: [ جواهر تاريخ الأحقاف ]

[سالم محمد بلفقيه ((الشرقاوي))]

كم نحن بحاجه لقراءة اطروحاتهم واّراءهم السياسية وغيرها من المسائل من هؤلاء استاذنا القديرالاديب سالم بن علي الجرو , على امثالك تقع امانه تنبيه الامه لكثير من الحقائق التي يراد لها ان تختفي , وكذلك يجب على امثالكم تنوير الامه بحقائق الامور الحياتية وتحديد المواقف التي يجب ان تكون عليها الامه في وقت تعيش الامه حائرة بلا قيادة ولاربان ,, فهي تعود الى رجال الدين واهل الفكر والادب الذين حملو امانه تأريخ الامه وشرفها 0

تحياتي وتقديري لك استاذي 00