حكايات من مصر... ابن بطوطة

[بوبيان]

وصف ابن بطوطة دمياط بأنها فسيحة الأقطار متنوعة الثمار عجيبة الترتيب اخده من كل حسن نصيب وقال ايضاً سورها حلوى وكلابها غنم .
وهو يعني بذلك أن اهل دمياط كانوا يتركون اغنامهم سائمه مهملة ليلا ونهارا ... من اطرف الحكايات
التي حكاها ابن بطوطة في دمياط هده الحكاية العجيبه الاتيه:
الشيخ جمال الساوى:
كان الشيخ جمال الساوى جميل الصوره حسن الوجه ، وقد حدث أن تعلقت باالشيخ امرأه من أهل ساوه أحبته وعشقته وكانت تراسله وتعترض طريقه كلما سار وتدعوه لنفسها وهو يمتنع ويبتعد وذلك لخشيته
من الله وخوفه من ارتكاب الفاحشه..
فلما لم تجد المرأه سبيلا إليه وأعياها أمره فكرت في حيله لأصطياده واتفقت مع امرأه عجوز تصدت له الى المسجد ..
ـ مولانا الشيخ ... اني في حاجة إليك .. فاتجه إ ليها الرجل الطيب مسرعالعلها في مأزق وتحتاج مساعدته .. وعندما اقترب منها قالت وهي تمد يدها بخطاب:
ياسيدي اتحسن القراءه؟
قال نعم قالت له هدا خطاب وصلني من ولدي وأحب أن تقرأه على..
فقال لها على الرحب ياسيدتي ولما فتح الخطاب بادرته قائله ياسيدي ان ابني مرسل الخطاب له زوجه
تنتظر بحوش الدار باالداخل فلو تفضلت بقراءته بين بابي الدار بحيث تسمعك وتعرف اخبار زوجها فأجابها لطلبها وسار قليلاً حتى توسط بين البابين وفي لحظه أغلقت العجوز الباب وخرجت المرأه العاشقه ومعها جواريها فتعلقن به وأدخلنه الى دارهن باالقوه وأغلقت عليه الابواب وراودته المرأه عن نفسه فلما رأى أن لاخلاص له قال لها :
سمعا وطاعة اني حيت تريدين ولكن أرجو أن تريني بيت الخلاء ورأته أياه ولما اختلى بنفسه أخرج أخرج موس كانت بجيبه وحلق حاجبيه ودقنه فتغير شكله وهيئته واصبح منفرا فلما رأته على هده الصوره
استقبحت هيئته واستنكرت فعلته وأمرت باخراجه فورا من منزلها وبذلك عصمه الله وحفظه
وقد بقى على هيئته فيما بعد وصار كل من يريد أن يسلك طريقه يحلق رأسه ولحيته وحاجبيه .