04-30-2010, 07:31 PM | #1 | |||||
حال جديد
|
حب الوطن عند الجواهري والمحضار
حب الوطن عند الجواهري والمحضار
كتب: عمار باطويل2010/4/30 الشاعر هو الذي يحمل شعورا وأحاسيس مرهفة تجاه كل من يحب, من محبته للإنسان أو محبته للأرض التي عاش فيها وشرب من مائها وأكل من ثمارها ونام على أحضانها أو آوى إلى جبالها وسهولها بكل شعوره وأحاسيسه من هموم وأحزان أو أفراح وسعادة لا حدود لها. فالشاعر الكبير المحضار لم يبخل بشعره على الأرض التي عاش فيها فقد قصد وأنشد أفضل الأبيات التي جعلت الكل يردد أبيات المحضار عندما يغيب عن أرض الوطن التي هي مطرح رأسه أو الأرض التي يكن لها كل الحب وكل الأشواق. فسعاد التي قصد وأنشد المحضار فيها الأبيات دليلا قاطع على حبه للأرض التي عاش في أحضانها بأفراحه وأحزانه، بل هي الأم التي يخاطبها في غيابه عنها, فهل كانت الشحر حزينة بغياب ابنها المحضار ؟ وهل الشاعر المحضار كان يشعر بحزنها عندما غاب عنها ؟! فالأبيات الشعرية الذي قالها المحضار عن سعاد تحمل معنى أن سعاد "الشحر" كانت حزينة في غايبه حيث قال: قابليني ياسعاد والبسي ثوب السعادة عدت لك والخير عاد عود الله كل عادة بعد ما طال البعاد بيننا والشوق زاد اجتمعنا والتقينا واللقاء كان بالأحضان ففي البيت الأول دليل واضح وقاطع بأن المحضار يخاطب الشحر الحزينة ويأمرها بارتداء ثوب السعادة والفرح بعد عودته إليها, فالأرض ربما تحزن على رحيل أبنائها الذين أعطوها حبهم وإخلاصهم لها , وهل كل الأبناء يحزن عندما يغادر وطنه ؟. فالمحضار عبر في أبياته عندما اجتمع مع مدينة الشحر والتقى بها كان اللقاء فريدا من نوعه فليس بالتحية أو بالقبلة بل أكبر من ذلك بكثير ألا وهو العناق الذي يتلامس فيه الجسم بالجسم وتذرف الدموع من العاشق المحضار ومدينته المحبوبة إلى قلبه وكل أحشائه ، وقال في هذا اللقاء بيتا شعريا جميلا هو: اجتمعنا والتقيناء واللقاء كان بالأحضان فالمحضار تعانق مع أرضه التي أحبها بالأحضان وليس بالسلام أو التحية العادية كما يفعل البعض من الناس وهنا صورة من صور الحب للأرض قالها لنا الجواهري في شعره عن أرضه وخاطبها من بُعد وقال: حييتُ سفحكِ عن بعدٍ فحَييني يادجلة الخير, يا أمَّ البســاتين ِ حييتُ سفحَك ظمـآناً ألوذ به لوذ الحمائِم بين الماءِ والطين يادجلة الخير ِيا نبعاً أفـارقـه على الكراهةِ بين الحِينِ والحينِ فهكذا هي الأرض تعصر أبناءها حبا وشوقا وخاصة الذين بعدوا عنها وجعلتهم يكتبون أجمل وأحلى الأبيات عن الأرض التي هي الأم الكبرى ويحبها الصغير والكبير ويبكي عليها كل من غادرها، إنه الحب السحري للأرض ولولا الأرض لم يكن هناك عذاب, فالوطن هو الألم وكلما بعدنا عنه زاد ألمنا وزادت همومنا ولكن هناك أمل بالرجوع إلى أحضان الأوطان التي يحبها ابناؤها وتحبهم بدون أدنى شك. وأخيرا وليس بأخر فالمحضار عندما اشتاق للشحر استجاب لشوقه ثلاثة أجزء حساسة من جسمه وهي الجسم والأحشاء والقلب حيث قال: شوق خلا الراس ناد ## والحشاء والقلب ناده نشر في المكلا اليوم |
|||||
05-01-2010, 03:06 AM | #2 | ||||||||
مشرف قسم الأدب والفن ورئيس لجنة المسابقة الشعر يه
|
جميل ورائع مايخطه قلمك الانيق اخي عمار باطويل .. لقد غصت اخي عمار في اعماق بحر المحضار وطلعت لنا بأروع الجواهر الثمينة مما يدل على ان الغواص محترف ماهر .. وقد تجلت هذه الجواهر في حسن ربط شاعرية المحضار بشاعرية الجواهري في ميدان حب الوطن والارض .. اسعدتنا وامتعتنا اخي عمار .. وفي انتظار المزيد .. وتقبل خالص تحياتي وتقديري . |
||||||||
05-01-2010, 08:50 AM | #3 | |||||||
شاعرة السقيفه
|
نظره فاحصه من مثقف ذكي!!
استطعت ان ترصد تفوق الشاعر الكبير المحضار رحمه الله في تصوير عشقه وتعلقه بالوطن الام وبين تصوير الشاعر العراقي الكبير الجواهري في حبه لوطنه الذي صوره بمجرد ((تحية)) قالها في البيت الاول ثم اكدها في البيت الثاني غير متجاوز اطار التحيه!! ..والتي لاتدل على التلازم والاقتراب الى حد الالتصاق كما جاء في شعر الشاعر العملاق المحضار يرحمه الله!! اهنئك على هذا الطرح المتميز وبانتظار جديدك المفيد شكري العميق على مااتحفتنا به في هذه المقارنه الفريده!! تحياتي اليك. |
|||||||
التعديل الأخير تم بواسطة الماسه* ; 05-01-2010 الساعة 08:56 AM |
||||||||
05-01-2010, 01:25 PM | #4 | ||||||
شاعر السقيفة
|
لله درك اخي عمار باطويل احسنت الاختيار في روائع المحضار
موضوع شيق امتعتنا به ربنا يعطيك الف عافية ورحم الله المحضار الذي خلف لنا هذا الكنز من الشعر الغنائي الجميل تقبل تحياتي ابو فضل سالم |
||||||
05-01-2010, 04:53 PM | #5 | |||||||
حال جديد
|
عندما اتصفح واقرأ في قصائد المحضار أشعر بأنني في الوطن وأن هذه القصائد المحضارية عبارة عن جزء لا يتجزء من حضرموت ولهذا السبب والحب العميق والمتدفق لحضرموت عشقنا اشعار المحضار الرائعة التي قصد عن مناطق كثيرة من الوطن العربي وخاصة حضرموت التي خطفت قلب حبيبها وابناءها المحضار , لأن الأرض تخطف قلوب من يحبها ولما لا وهي الأم الحنونه. في الغربة نسمع اصواتا تنادينا من الوطن فنجد من بين هذه الأصوات صوت الأرض التي احببانها وأحبتنا. الأستاذ القدير رياض باشراحيل تشرفت بتواجدك الرائع على موضوعي المتواضع فشكراً لك ونحن في انتظار مواضيعك الشيقة. |
|||||||
05-02-2010, 02:23 AM | #6 | |||||||
حال جديد
|
جمال الكلمة او الكلمات تجعلنا نكتب بالشيء البسيط عنها ونغوص في معانيها بقدر المسطاع حتى نجعل الحياة لها معنى آخر لكي نقترب إلى الجمال الحقيقي للكلمة والشعر الحضرمي والعربي عامة. الشاعرة القديرة والأخت الكريمه الماسه تشرفت كثيرا بتعليقك المميز فدمتِ مبدعة دائماً |
|||||||
05-02-2010, 02:26 AM | #7 | |||||||
حال جديد
|
الأستاذ ابوفضل سالم أشكرك على التعقيب وعلى التواجد العطر فدمت بخير دائما |
|||||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|