شخصيات مصرية من أصول حضرمية

[من السادة]

شخصيات مصرية من أصول حضرمية
الأنتماء الحقيقى للأرض

	تعقيباً على ماجاء ذكره في مقال الأستثمار السياسى للكاتب عبدالله بن العبدالله وما أورده من حقيقة واضحة عن العنصر الحضرمى في الخارطة السياسية الحضرمية المفقودة منذ عام 67م إلى يومنا هذا الذى نعيش فيه في صراعات سياسية لمختلف الأتجاهات والتيارات التى أصبحت عبارة عن فترينات تتسابق بوضع لوحات الخصومات مثلها كمثل المعارض التى يبداء بها تصفيات المواسم الفصولية للسنة فنجد عبارات أوكازيون يصل إلى 70% والبعض من هذه الفترينات قد تزيد نسبة الخصم أو تنقصه. لقد قرأت هذا المقال أكثر من ثلاث مرات حتى أصل إلى جوهرة ومضمونه ولقد وجدت هذا المقال في كذا موقع وطبعته حتى يتسنى لى مراجعته في ساعة صفاء ذهنى والحقيقة لقد شدنى هذا المقال وأستعرت بعضاً من أسطرة في مقالى الذى طرحته في المكلا اليوم وأستسمحت من كاتبه غيابياً حول الأستعارة وأتمنى أن أجد منه القبول وليعذرنى على هذا العمل. المهم لقد جعلنى هذا المقال أنبش مافى أرفف مكتبتى من كتب التاريخ الحضرمى والسياسى فوجدت هناك توافق في الظلم والقهر الذى وقع على هذا الشعب الحضرمى منذ القدم وتحمل هذا الظلم من تحمله ورضى بالأمر الواقع وهاجر من هاجر الذى لم يملك قوة التحمل إلى بلاد الله الواسعة حاملاً معه هموم أرضه إلى المهجر الذى رغب العيش فيه وأستوطن وهذه الهموم هى التى جعلته لا ينجرف إلى عادات وتقاليد مهجره الجديد بل كانت هذه الهموم همزة الوصل بينه وبين أرض حضرموت وهى الذاكرة التى تسعفه حينما يحاول الأنفلات من أرض حضرموت. هنا أحب أن أدون بعض من هذه الشخصيات التى هاجرت إلى مصر في عهد محمد على باشا وأستوطنت بأرض الكنانة وامتزجت بشعبها ولكنها لاتزال تئن وتحن إلى مسقط أجدادهم حضرموت فقد سنحت لى الفرصة بمقابلة المخرج المصرى والحضرمى الأصل توفيق صالح في مجلس من مجالس أخواننا الحضارم وبمعية الدكتور محمد ابوبكر حميد فوجدت الحنين والشوق الدفين لدى هذا المخرج إلى تربة أجداده ومنبعه الأساسى وأخبرنى بأنه يرغب في معاودة الأقتراب من هذه المجالس لكى يشعر بهويته الحضرمية التى لازالت مترسبه بين حنايا نفسه. والشخصية الثانية كانت عن المحامى المصرى الحضرمى الأصل حسين سالم باعبيد فقد لفتت نظرى لوحه موضوعه على باب العمارة التى بها مكتبه وأستغربت في قرارة نفسى كيف محامى ويعمل في مصر هل مصر تعانى من نقص في المحامين أم ماذا, فدخلت إلى مكتبه وطلبت مقابلته فانتظرت حتى خرج أحد الأخوة المصريين الذين يتعاملون معه ثم أذن لى بالدخول وبعد التحيات والسلام أخبرته بأننى حضرمى مقيم بالقاهرة وأرغب في توكيله لبعض القضايا فرحب بى ولكن فجرت المفاجأة التى لم يكن يتوقعها فقلت له أن أسم باعبيد هذا يخص الحضارم فقط كما هو متعارف فكيف تكون محامى مصرى وتحمل هذا الأسم فضحك وقال أصلى من مدينة المكلا ولقد هاجر جدى الأكبر أيام ولاية محمد على باشا واستوطن فى مصر في حى المغربلين وكان يعمل في تجارة العطارة وتزوج من سيدة مصرية وخلف جدى ثم جدى خلف جد والدى وهكذا لكن لازالت هناك في داخلى وداخل أخوانى واخواتى حب التوضيح عن مسقط رأس جدى الأكبر وربما أجد بعض المعلومات لديك عن مدينة المكلا وعن حضرموت بما أنك حضرمى ولازالت لهجتك الحضرمية متشبت بها فأخبرته بتزويده من الكتب عن حضرموت ومدنها لكى يطلع عليها وهذه الشخصية التى تعاقبت عبر ثلاثة أجيال لازالت هويته الحضرمية مغروسة فى كيانه. فالهوية الحضرمية حسب ماذكرها الكاتب هى الكامنة في أحشاء كل حضرمى أصيل والتى ترفض أن تستسلم لكل أنواع الهويات المعروضة عليه مهما كانت الأغراءات هي الأمل والنور الذى ينير لكل حضرمى مهاجر دورب العودة إلى أرض حضرموت مهما باعدت بينهما السنين وهى الأنتماء الحقيقى بين الأنسان وأرضه هى السد المنيع والحصين لكى لايقع في محظورات الحياة المغرية بكل أشكالها وألوانها هى الرباط المقدس المتين بين الحضرمى وحضرموت لاينقطع مهما كانت قوة الشد بينهما. لهذا يجب علينا أن نملك الثقة بأنفسنا وأن نكون مخلصين في حبنا الصادق لحضرموت حتى نصل بها إلى دولة لها كيانها الجغرافي وتضاريسها وأن نعتز بكل فخر بحضرموت وبهويتنا الحضرمية وأن نرفض كل الهويات مهما كانت المغريات هذا هو الأنتما الحقيقى لحضرموت.

نقلاً عن المكلا اليوم | القاهرة / كتب: أبوبكر باخطيب2011/4/22