المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > التقنيه والعلوم > مكتبة السقيفه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الذكرى الثالثة على وفاة العلامة احمد بن علوي بن علي الحبشي

مكتبة السقيفه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-10-2011, 05:56 AM   #1
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

الذكرى الثالثة على وفاة العلامة احمد بن علوي بن علي الحبشي

الذكرى الثالثة على وفاة العلامة احمد بن علوي بن علي الحبشي




حضرموت اليوم / سيئون / صالح محمد باصالح

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


صادف شهر جماد الأول لهذا العام 1432ه مرور ثلاثة أعوام على وفاة السيد/ احمد بن علوي بن علي الحبشي رحمة الله رحمة الإبرار الذي يعتبر من ابرز رجال العلم والتربية على مستوى اليمن وخارجه ولد السيد / احمد بن علوي الحبشي بمدينة سيئون 1340ه وبها نشأ وترعرع في محيط أسرة توارثت العلم كابر عن كابر .



شرع في طلب العلم على مشايخ عصره وقد حباه الله بقريحة وقادة وفهم ثاقب وهمة سامية فأخذ عن الكثير من علماء عصره بحضرموت .. وغيرها من بلاد العالم الإسلامي.

ومن ابرز من اخذ عنهم من العلماء:

ـ والده علوي بن علي الحبشي.

ـ عمه محمد بن علي الحبشي.

ـ الإمام : عبدالله بن عمر ألشاطري

ـ العلامة : حسن بن إسماعيل الحامد

ـ العلامة : سالم بن حفيظ وغيرهم



رحل الى الحرمين الشريفين واندونيسيا وغيرها من البلدان واتصل خلال تردده إلى تلك البلدان بكثير من علمائها وصلحائها .. وانتفع به وبعلومه العديد من طلاب العلم وغيرهم من أهل تلك البقاع.



يعد المترجم له : واسع العلم 00 نافذ البصيرة حسن الأخلاق والشمائل ، اشتهر بشدة تواضعه وحرصه على نفع الناس ، رحيما حليما ، باذلا نفسه ووقته وهمته في خدمة العلم .. لذا غدا رحمه الله ، عين علماء سيئون وصدر رجالاتها ..



برز للتدريس في رباط الإمام علي .. وفي مسجد ه المعروف بمسجد الرياض فكان يتصدر درس المنهاج



وكان يواظب على حضور كافة المجالس العلمية بسيئون ، ومنها مجلس الروحة الذي يعقد عصرا من كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك في مسجد الرياض .. والذي يحضره العديد من العلماء وطلبة العلم وعامة الناس من سيئون ومن المناطق المجاورة لها ..



للعلامة العديد من الآثار النافعة منها :

ـ ترتيبه لديواني جده الإمام علي بن محمد الحبشي . الحميني والواقع في (4) مجلدات والحكمي في مجلد واحد.

ـ ضبط وتنقيح كتاب ( فتح الاله فيما يجب على العبد لمولاه)

ـ تقديم لكتاب ـ إتحاف النبيل بشرح بعض معاني حديث جبريل ـ للإمام طاهر بن حسين بن طاهر



كما أن له العديد من القصائد الشعرية والكثير من المكاتبات بينه وبين عدد من العلماء .



توفي بجاكرتا مساء يوم الاثنين السابع من جماد الأولى سنة 1429هـ وشيعه الأهالي في موكب جنائزي مهيب من كافة جزر الأرخبيل الاندونيسي ودفن بجوار والده طيب الله ثراه
.
التوقيع :
كلما تعلقت بغير الله أذاقك الله الذل على يديه لا ليعذبك ولا ليحرمك __بل رحمة منه لتعود إليه__
أخيكم المحب في الله
  رد مع اقتباس
قديم 06-10-2011, 10:31 AM   #2
ابو سراج الهاشمي
حال متالّق
 
الصورة الرمزية ابو سراج الهاشمي

افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الحمد لله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه، لا راد لما قضاه ولا معيد لما أمضاه، وصلى الله وسلم على نبيه ومصطفاه سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واتبع هداه، وبعد: فهذه نبذة يسيرة من سيرة وأخبار عالم سيئون وبقية السلف فيها فضيلة شيخنا الإمام العارف المربي العلامة الكبير السيد أحمد بن علوي الحبشي – تغمّده الله بواسع رحمته، وأسكنه فسيح جنته، وأخلفه على الإسلام والمسلمين بالخلف الصالح – والذي يُعَدُّ مِنْ أبرز رجال العلم والتربية والدعوة إلى الله ليس على مستوى مدينة سيئون وحدها، بل على مستوى بلاد اليمن وخارجها، وحقيقة الحال أن الفقيد رحمه الله أشهر من نار على علم، وشهرته تغني عن ترجمته، وهو ليس بحاجة أن يقوم أحد بالترجمة له أو التعريف به أو الحديث عنه، ولكن من باب أداء جزء من الوفاء تجاه ذلك العالم الرباني كتبت هذه العجالة، وعليه فإن الحديث عن هذه الشخصية العظيمة سيدور حول المحاور التالية:
أولاً:نسبه الشريف
هو العلامة الداعي إلى الله خليفة السلف الصالح السيد الجليل أحمد بن العلامة السيد علوي بن الإمام الشهير علي بن مفتي الشافعية بمكة السيد محمد بن حسين بن عبد الله بن شيخ بن عبد الله بن محمد بن حسين بن أحمد بن محمد بن علوي بن أبي بكر الحبشي... إلى آخر النسب الشهير.
ثانياً: ميلاده ونشأته
وُلِدَ – رَحِمَهُ الله – بمدينة سيئون سنة 1340هـ وبها نشأ وترعرع في محيط أسرة توارثت العلم والصلاح كابراً عن كابر، وتحت رعاية عمِّهِ الإمام محمد بن علي، وعمَّتِهِ الصالحة الشريفة خديجة بنت علي رحمهما الله، وقد أهَّلَتْهُ تِلْكَ التربية المباركة لأن يدخل في غمار طلاب العلم الشريف الآخذين منه بأوفر حظ ونصيب.
ثالثاً: طلبه للعلم ومشايخه
شرع – رَحِمَهُ الله – بطلب العلم على مشايخ عصره وقد حباه الله بقريحة وقادة وفهم ثاقب وهمة سامية لا تعرف الكلل والملل، فأخذ عن الكثير من علماء عصره بحضرموت وغيرها من بلاد العالم الإسلامي وسنقتصر في هذه العجالة على ذِكْرِ أبرزهم:
1- والده السيد علوي بن علي (ت1373هـ)
العلامة الجليل المولود بمدينة سيئون، أخذ وتربى على يد أبيه الإمام علي بن محمد الحبشي، وعلى يد عدد من رجال عصره، وبرز بعد وفاة والده كأحد الشخصيات العلمية والدعوية المرموقة، سافر في سبيل الدعوة إلى الله إلى بلاد إندونيسيا واستقر به المقام ببلدة الصولو، وهناك أخذ عنه وانتفع به الجم الغفير من أهل تلك البلاد وظل مرشداً وداعياً حتى وفاته سنة 1373هـ ودفن بجوار مسجده المسمى (مسجد الرياض) بالصولو، وقد أخذ المترجم له السيد أحمد بن علوي عن أبيه بالمراسلة حيث كان والده يقوم على رعايته وتربيته بما يرسله إليه من مكاتبات تتضمن مواعظ غالية ونصائح عالية كان لها عظيم الأثر في تكوين شخصيته الفذة.
2- عمّهُ السيد محمد بن علي (ت 1299-1368هـ)
الإمام العالم الداعي إلى الله ولد بسيئون ونشأ في حجر والده وتربى بتربيته وتحت نظره ورعايته وتأدب به واقتبس من علومه ومعارفه، رحل إلى بلاد الحجاز وجاوه وقام بخلافة والده خير قيام فالتف الناس حوله وانتفعوا به لاسيما طلاب العلم، توفي بسيئون عام 1368هـ وقد لازمه المترجَم له ملازمة الظل للشاخص، وأخذ عنه أخذاً تاماً حتى تخرج على يديه، ولذا يُعَدُّ عمّه الإمام محمد شيخُ فتحهِ ومنحه، وإليه ينتسب.
3- عمّته الشريفة: خديجة بنت علي (1298-1353هـ)
المولودة بسيئون نشأت وتربت في حجر والدها الإمام وتأدبت به في جميع أحواله ولاحظها الملاحظة التامة وذكرها في بعض قصائده مثنياً عليها، ومحرضاً لها على انتهاج سيرة السلف الصالح فنشأت على حالة عظيمة من التقوى والصلاح حتى اشتهرت في تلك الديار وقد أخذ عنها الكثير من نساء عصرها ورجاله، ولها ديوان مشهور، وقد استمرت داعية إلى الخير حتى وفاتها بسيئون رحمها الله.
4- الإمام عبد الله بن عمر الشاطري (1290-1361هـ)
ولد بتريم، وأخذ العلم عن كثير من الشيوخ بحضرموت وسافر إلى الحجاز لطلب العلم، تصدر لنشر العلوم والتربية والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة قرابة خمسين عاماً حتى صار شيخاً لعلماء عصره، وتخرج على يديه الجم الكثير من طلاب العلم من شتى البلدان حتى وفاته، وقد أفرد سيرته وأخباره تلميذه العلامة الشهيد محمد بن سالم بن حفيظ في كتاب سمّاه (نفحات الطيب الحاجري).
5- العلامة حسن بن إسماعيل الحامد (1305-1367هـ)
المربي الداعي إلى الله، ولد بعينات، وقدم تريم صغيراً في السادسة من عمره، وأقام في رباطها الشهير طالباً للعلم حتى عام 1324هـ ثم عاد إلى بلده ناشراً للعلم والدعوة إلى الله، وابتنى بها رباطاً سنة 1340هـ وقد انتفع به خلق كثير من أهل تلك النواحي حتى وفاته، للشيخ محمد باحنان مؤلف في مناقبه وسيرته يسمى (الشرف الأصيل في مناقب ابن إسماعيل).
6- العلامة حسين بن عبد الله الحبشي (1296-1368هـ)
العلامة الصالح القدوة المولود بثبي، تربى على يد أبيه الإمام عبد الله بن علوي وأخذ عن كثير من شيوخ عصره وتربى بهم حتى صار عالماً من كبار علماء حضرموت، وصدراً من صدور محافلها، مع استقامة وتقى وعبادة منقطعة النظير، أخذ عنه طلاب العلم واستفادوا من سعة علومه وشريف خلاله توفي بثبي رحمه الله.
7- العلامة السيد سالم بن حفيظ (1288-1378هـ)
الفقيه المسند المعمر ولد بجاوه وسافر وهو صغير بمعية والده إلى حضرموت حيث شرع في طلب العلم على يد علمائها فأخذ عن جملة كبيرة منهم وفي مقدمتهم الإمام عيدروس بن عمر الحبشي، والإمام عبد الرحمن بن محمد المشهور، كما رحل إلى الكثير من البلدان وأخذ عن الجم الغفير من أهل العلم ذكرهم في كتابه (منحة الإله)، وقد أخذ عنه جماعة من الطلاب وانتفعوا به بحضرموت وخارجها ولم يزل باذلاً نفسه لنفع الأنام حتى وفاته بحوطة مشطة رحمه الله.
8- الإمام مصطفى بن أحمد المحضار (1282-1374هـ)
وليد القويرة ودفينها، نشأ وتربى بين يدي والده، أخذ عن جملة كبيرة من علماء حضرموت وجاوه وانتفع بشيوخه انتفاعاً عظيماً حتى صار نائباً عنهم وقائماً في مقامهم، وقد أجمع علماء عصره على علو شأنه ورفعة مقامه وتقدمه على علماء زمانه، له مكاتبات ووصايا نافعة وتلاميذ كثر لا يمكن إحصاؤهم، رحمه الله.
9- العلامة عبد الله بن صالح الحبشي (ت 1385هـ)
ولد بالحوطة وبها نشأ وأخذ عن جملة من مشاهير وقته حتى ظهر عالماً يشار إليه بالبنان فانتفع به وأخذ عنه طلاب العلم وتصدر للتدريس برباط تريم، وكان متوسعاً في العلوم لا سيما علم الفلك، واستمر على الإفادة والنفع حتى وفاته رحمه الله.
10- الإمام محمد بن هادي السقاف (1291-1382هـ)
شيخ عصره المولود بسيئون وبها كانت وفاته، نشأ على يد أبيه العلامة الشهير هادي بن حسن وأخذ عن كثير من علماء عصره حتى تخرج على أيدي شيوخه وبرز عالماً كبيراً اجتمعت القلوب على محبته وصارت إليه الزعامة العلمية والتربوية في عصره، وتتلمذ على يديه خلق كثيرون، له بعض المؤلفات المفيدة، وقد جمع بعضاً من ترجمته نجله العلامة حسين بن محمد، كما جمع بعض تلاميذه رحلاته ومواعظه، رحمه الله.
11- العلامة محمد بن سالم العطاس (1269-1382هـ)
القدوة المربي ولد بحريضة ونشأ تحت كفالة عمه الإمام عبد الله بن أبي بكر العطاس، وأخذ عن كثير من الشيوخ وتصدر لنشر العلم والدعوة إلى الله مع استقامة تامة وسير كامل على منهج السلف الصالح، أخذ عنه وانتفع به جماعة من طلاب العلم، توفي بحريضة، رحمه الله.
12- الإمام علوي بن عبد الله بن شهاب (1303-1386هـ)
الداعية الشهير المولود بتريم وبها كانت وفاته طلب العلم على ايدي شيوخ بلدته حتى نبغ وفاق أقرانه وظهر صيته في البلدان وأجمع على تقديمه علماء حضرموت وصار المشار إليه بالبنان في عصره وقد قام بنشر العلم والدعوة إلى الله حتى استغرقت جل أوقاته وأخذ عنه أعداد كبيرة جداً من طلاب العلم وقد جمع نبذة من سيرته تلميذه العلامة عمر بن علوي الكاف في مؤلف أسماه (تحفة الأحباب).
13- الإمام جعفر بن أحمد العيدروس (1308-1396هـ)
خليفة السلف الصالح ولد بـ(بور) ونشأ بها نشأة صلاح وتقوى على يد جده السيد عبد القادر بن سالم، وسافر إلى جاوه وأخذ عن علمائها ثم عاد إلى حضرموت مواصلاً الأخذ عن شيوخها حتى برز إماماً جمع الله له وعليه القلوب، فأقبل عليه الطلاب والمحبون من كل مكان، وشهرته تغني عن ترجمته، توفي بتريم، رحمه الله.
14- العلامة أحمد بن موسى الحبشي (1317-1398هـ)
ولد بسيئون ونشأ في محيط صالح وبيئة حسنة تحت رعاية عمه إبراهيم تلوح عليه آثار النجابة أخذ عن علماء عصره كالإمام محمد بن هادي السقاف والإمام أحمد بن حسن العطاس والإمام علي بن محمد الحبشي وجد واجتهد، وكان شيوخه يثنون عليه ثناءً حسناً وقد أخذ عنه الكثير من الطلاب وهو يعد من كبار العلماء المتفق على سعة علمهم وجلالة قدرهم ورفعة مقامهم وكانت وفاته بسيئون، رحمه الله.
15- العلامة محمد العربي التباني (1315-1390هـ)
الشهير بشيخ العلماء، ولد بالجزائر ورحل سنة 1332هـ لطلب العلم إلى الحرمين واستقر بمكة وقد نفع الله به كثيراً من طلاب العلم ويعد الكثير من علماء الحجاز المتأخرين من تلاميذه له العديد من المؤلفات، توفي بمكة رحمه الله.
16- السيد علوي بن عباس المالكي (1327-1391هـ)
علامة الحرمين وأحد صدور علماء الإسلام في عصره، ولد بمكة، وبها كانت وفاته، أخذ العلم عن والده وعلماء عصره، تصدر للتدريس في المسجد الحرام بالإضافة إلى منزله المبارك تخرج عليه ما لا يحصى من طلاب العلم من مختلف البلدان له العديد من المؤلفات العلمية المفيدة، رحمه الله.
17- الشيخ حسن بن محمد المشاط (1317-1399هـ)
محدث الحرمين وأحد كبار العلماء في عصره، ولد بمكة وتخرج من المدرسة الصولتية، وتصدر للتدريس فيها وفي الحرم الشريف وبالإضافة إلى منزله المبارك، وأخذ عنه جمع غفير من طلاب العلم الذين انتشروا في الأصقاع، له مجموعة مؤلفات نافعة، وفاته بمكة المكرمة، رحمه الله.
18- الإمام عمر بن أحمد بن سميط (1303-1396هـ)
قاضي زنجبار، ولد بجزر القمر ونشأ تحت رعاية أبيه، ثم رحل به والده إلى حضرموت وهو في سن الصبا، وتنقل في بلدانها للأخذ والاتصال بعلمائها ونهل من حياض العلم والعلماء حتى امتلأ فعاد إلى زنجبار وواصل الأخذ على والده وعلى غيره من الشيوخ، وبعد أن تضلع من العلوم قام بنشرها وتصدى لبثها بالإضافة إلى توليه القضاء بها، وقد مدحه كثير من أعيان عصره وحرص على الأخذ عنه الكثير والكثير من شتى النواحي والأقطار، توفي بجزر القمر، رحمه الله.
19- العلامة سالم بن أحمد بن جندان (1324-1389هـ)
المؤرخ المحدّث المسند، ولد بسرباية وبها تلقى علومه الأولية، ثم أخذ عن جملة من علماء عصره وبرز عالماً نحريراً وداعية مؤثراً وقد أخذ عنه الكثير من طلاب العلم والدعاة إلى الله وتعرض في سبيل ذلك إلى الكثير من الأذى، له مؤلفات عديدة تدل على سعة علمه، وكان كثير الأسفار، صادعاً بالحق لا يخاف في الله لومة لائم، توفي بجاكرتا رحمه الله.
20- العلامة حامد بن محمد السري (1310-1396هـ)
الأديب المتفنن المربي نشأ تحت رعاية أبيه محدث اليمن ومسندها الإمام محمد بن سالم نشأة دينية علمية راقية تجلى ذلك في انفتاح ذهنه وبروزه في المجال العلمي على صغر سنه كما أخذ عن الكثير من العلماء أمثال الإمام علي بن محمد الحبشي والإمام أحمد بن حسن العطاس سافر إلى إندونيسيا في شبابه للدعوة إلى الله والأخذ حيث أدرك بها جملة من العلماء كالإمام محمد بن أحمد المحضار والإمام أحمد بن عبد الله العطاس وغيرهم، له الكثير من التلاميذ من بلدان شتى وكانت وفاته بمدينة المالانغ بجاوه الشرقية، رحمه الله.
رابعاً: رحلاته في سبيل الدعوة إلى الله
بما أن المترجم له من أسرة ألفت تحمل مشاق السفر في سبيل نشر العلم والدعوة إلى الله وليس أدل على ذلك من هجرة والده إلى الصولو بإندونيسيا حتى وفاته بها وقد سبقهم إلى ذلك جدهم العلامة محمد بن حسين المتوفى سنة 1296هـ الذي سافر إلى الحجاز من أجل الدعوة إلى الله حتى صار مفتياً للشافعية بمكة وقد احتذى حذوهم وسار على نهجهم المترجم له، فكان كثير الأسفار في سبيل العلم والدعوة إلى الله، وله في ذلك رحلات إلى الحرمين الشريفين وبلاد إندونيسيا وغيرها من البلدان وقد اتصل خلال تردده إلى تلك البلدان بكثير من علمائها وصلحائها وأخذ عنهم وانتفع به وبعلومه العديد من طلاب العلم وغيرهم من أهل تلك البقاع.
لله قوم إذا حلوا بمنزلة
حل الرضا ويسير الجود إن ساروا

تحيا بهم كل أرض ينزلون بها
كأنهم لبقاع الأرض أمطار

خامساً: أخلاقه وشمائله (رحمه الله)
يعد المترجم له نسخة من السلف الصالح وتذكاراً لسلف الأمة الأوائل وأكابر الصالحين الأخيار، واسع العلم نافذ البصيرة كثير العبادة حسن الأخلاق والشمائل، اشتهر بشدة تواضعه وموت نفسه بالكلية وحرصه على نفع الناس والنصح لهم، رحيماً حليماً لا تخشى بوادره باذلاً نفسه ووقته وهمته في خدمة العلم وأهله يذكر الله كل من رآه متجلياً ذلك في طلعته البهية النورانية وقد جمع الله به وله وفيه قلوب كثير من أهل عصره وهو ممن أجمع الناس على محبته واستقامته الكاملة واتباعه الكامل للهدي النبوي الشريف وقد بلغ في درجات الفضل ومراقي الصلاح مبلغاً برزت فيه وراثة السلف الصالح، وكان الناس وعلى وجه الخصوص طلاب العلم يعدونه بمثابة الأب الشفيق لهم، لهذا غدا – رحمه الله – عين علماء سيئون وصدر رجالاتها.
وخلاصة القول، فقد كان رحمه الله مصدراً من مصادر العطاء الرباني الذي تكرّم الله به على المتأخرين وجاد به عليهم، ولهذا يندر أن يجود الزمان بأمثاله فكان الأولى الإحجام وإمساك أعنة الأقلام عن الخوض في عباب وصف هذا الإمام والحديث عن شمائله الغراء.
وقد عجبت مني محاسن وصفه

وقالت أتدري ما تقول وما تحكي

متى يصف الأنوار من هو أكمه

أيحسن وصف الشمس من هو في الحلك

فدونك حدّث عن معاني صفاته

بلا حرج كلا فما فهمت بالإفك

سادساً: تصدره للدعوة إلى الله وثناء العلماء عليه
بعد أن رأى فيه مشايخه الأهلية الكاملة أجازوه وأذنوا له بالنفع العام والخاص فبرز للتدريس في رباط جده الإمام علي وفي مسجده المعروف بمسجد الرياض، فكان رحمه الله يتصدر درس المنهاج ما عدا يوم الجمعة فكان ويأتي أثناء تقريره للكتاب بما يبهر الألباب وربما حصل في ذلك الدرس العديد من المناقشات في بعض المسائل العويصة فينبري المترجم له إلى حل ما أشكل منها وتوضيح ما انبهم فيها كما كان يواظب على كبر سنه على حضور كافة المجالس العلمية والروحية المعقودة بسيئون ولا يفوت ذكر مجلس الروحة الذي يعقد عصراً من كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك في مسجد الرياض والذي يحضره العديد من العلماء وطلبة العلم وعامة الناس من سيئون ومن المناطق المجاورة لها وكذلك كان ديدنه في حضور مجالس العلم والتصدر فيها أينما حل وارتحل سواء في بلاد الحجاز أو في غيرها ولهذا فإنه يصعب حصر تلاميذه إذ كان رحمه الله مقصوداً بالأخذ وطلب الإجازة العلمية الشرعية المسندة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من بلدان كثيرة كالحجاز والشام ومصر والمغرب وغيرها من البلدان وذلك لمكانته وعلو إسناده.
وقد أثنى على المترجم له جملة من شيوخ عصره ووصفوه بأحسن الأوصاف، ونكتفي هنا بما قاله في حقه إمام عصره سيدنا العلامة عبد القادر بن أحمد السقاف متّع الله به في بعض مكاتباته له: «والمقصود بالكتاب وشريف الخطاب أخونا المنيب الأواب المعدود من خيار الأصحاب الغني عن الإطناب أخي وصديقي ورفيقي في طريقي السيد الصفوة البعيد عن الجفوة السالك طريق خيار الأبوة أهل الفتوة: أحمد بن علوي الحبشي» إلخ المكاتبة...
كما قال في مكاتبة أخرى: «وأخونا الصادق في الأخوة والمعدود من أهل الفتوة والآخذ نصيبه من أسرار ميراث النبوة الصابر الظافر المعدود من الأكابر: أحمد بن علوي الحبشي؛ رفع الله له الرتبة، وأهل له الغربة، وجعله من خواص الأحبة...» إلى أن قال فيه: «وكتابكم الأول والثاني وصل، والمبادرة بجوابك يا حبيبي من أعظم المهمات، لأني أفرح بكتبك وأعدها من الذخائر...» الخ ما قاله متّع الله بحياته.
سابعاً: آثاره وانتقاله إلى جوار ربه
للمترجم له العديد من الآثار المباركة النافعة ومنها خدمة تراث علماء اليمن وحضرموت خصوصاً، من ذلك :
1- ترتيبه لديواني جده الإمام علي بن محمد الحبشي (الحميني) والواقع في أربعة مجلدات، و(الحكمي) في مجلد واحد.
2- جمع وترتيب وصايا وإجازات جده الإمام علي الحبشي، في مجلد ضخم.
3- ضبط وتنقيح مولد جده الإمام علي الحبشي المعروف بـ(سمط الدرر).
4- ضبط وتنقيح كتاب (فتح الإله فيما يجب على العبد لمولاه) لجده مفتي الشافعية محمد بن حسين الحبشي.
5- ضبط وتنقيح كتاب (مفتاح الألباب في علم الإعراب) لجدّه محمد بن حسين (أيضاً).
6- تقديم لكتاب (إتحاف النبيل بشرح بعض معاني حديث جبريل) للإمام طاهر بن حسين بن طاهر (ت 1246هـ).
كما أن له بعض المؤلفات التي قام بجمعها ومنها:
1- منتخب الصلوات على سيد السادات.
2- حزب الجمعة.
3- أنس الفؤاد في الأدعية والأوراد.
4- مكاتبات الإمام علي الحبشي (لم يكمل).
كما أن له العديد من القصائد الشعرية والكثير من المكاتبات بينه وبين علماء عصره، وقد ظل المترجم له قائماً بوظائفه المباركة أحسن قيام حتى مطلع شهر ربيع الثاني من هذا العام حيث سافر إلى إندونيسيا للدعوة إلى الله وحضور الاحتفال السنوي المقام في ذكرى جدّه الإمام علي بن محمد، والذي يقام بمدينة الصولو بجاوه الوسطى، وقد استقبله أهالي تلك البلاد استقبالاً يليق لمقامه وانتفعوا به أيما انتفاع، وقد غادر الصولو متوجهاً إلى جاكرتا في طريق عودته إلى الحرمين ومنها إلى حضرموت وهناك شاءت الأقدار الإلهية أن ينتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً، وكانت وفاته بجاكرتا مساء يوم الاثنين السابع من جمادي الأولى سنة 1429هـ، وتم نقل جثمانه الشريف إلى مدينة الصولو حيث شيّعه الأهالي عصر اليوم التالي في موكب مهيب وأعداد لا تعد ولا تحصى من كافة جزر الأرخبيل الإندونيسي، ودفن بجوار والده الإمام علوي، صُلِّي عليه صلاة الغائب وأقيمت مراسيم التأبين في كثير من مناطق اليمن وبلدان العالم الإسلامي، ورثاه الكثير من الشعراء ومنهم العلامة والمفكّر الإسلامي أبو بكر العدني بن علي المشهور بقصيدة قال فيها:
تتابع الأخيار نحو الآخرة
في رحلة جبرية متواترة

يخلوا الزمان عن الرجال كمثلما
تخلوا الرياض عن الزهور النضرة

وقضى الإله على الإمام المحتذى
حبشينا نسل البيوت الفاخرة

إن يُنجز الوعدُ الأخير بجاوة
بُعد على بعد البلاد الظافرة

ظفرت به من بعد أن ظفرت بمن
قد حلها من أسرة متكاثرة

يا سيدا قد طاب أصلاً وأعتلى
فوق الملا فاسأل عليه مآثره

يا أحمد الحبشي عشت مجاهدا
في نشر علم الدين بين الحاضرة

وهديت أقواما إلى نهج الألُى
وسقيت بالأداب عجفا ضامرة

وعليك من سمت التواضع حلة
رسمت طريق القوم رسم الذاكرة

ولك الفضائل جمة قد حزتها
من والديك ومن شيوخ الدائرة

وبك المجالس قد سَمت وتزينت
وبنثر سمط الدر صارت عامرة

وبهيبة الأشياخ نلت مكانة
من سرها تسري الطيوب العاطرة

كل الشيوخ إذا رأوك تهللوا
وصفوك بالحسنى فحزت مفاخره

ما للزمان ولم يكن من شأنه
قبض النفوس الصالحات الذاكرة

قد هزنا بوفاة أحمد شيخنا
في فجأة ما مثلها من فاقرة

أواه يفنى الصالحون ومالنا
من مثلهم غير النفوس الحائرة

من ذا يعوضنا بمثله في الورى
يا رب عوضنا رجالا شاكرة

عوض بني الإسلام في أشياخهم
وأكرم بني الحبشي ذاتاً ظافرة

من مثله أو من مضوا من أهله
من شيدوا مجد الليالي الغابرة

أنعم بهم من سادة حبشية
علوية أبوية متضافرة

منهم إمام القوم ذاك علينا
من حل في سيؤن حتى الساهرة

من أسس الإرث المصان بحكمة
وفتوة في الكون صارت ظاهرة

يا سادة ذهبوا وأبقوا ذكرهم
بين الأنام كضوء شمس سافرة

جازاكم الرحمن عنا جنة
طابت حِلالاً للقلوب الصابرة

وسألت ربي أن يجدد في الورى
أمثالكم أهل الوجوه الناظرة

وكذاك يخلفكم علينا بالذي
يحي المآثر في العصور الجائرة

من نسلكم وبنيكمُ وأهل الهدى
من عانقوا علم الأولى ودفاتره

والختم بالمختار طه المصطفى
والآل والأصحاب ثم عساكره

والتابعين وكل من سلك الهدى
نمط السلامة في الحروب الدائرة

وقد ترك – رحمه الله – ذِكراً حسناً وأبناء بررة وتلاميذ ومحبين كثر، جعل الله الخير فيهم وأهلهم لحمل التركة التي خلفها لهم شيخهم ووالدهم وجعلهم خير خَلَفٍ لخير سَلَفٍ، وجبر مصاب الأمة بفقده، وأخلف عليها بعمومها وخصوصها بخلف صالح، وأمتع ببقية علماء الأمة وصلحائها في عافية إنه سميع مجيب، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الكاتب: عبد القادر بن عبد الله بن علي المحضار
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 06-10-2011, 10:36 AM   #3
سلطان شبام
حال جديد

افتراضي

رحمه الله تعالى

الله يمدنا بمدد الصالحين العارفين .. وجوههم عليها نور علم وخشية
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 06-10-2011, 03:56 PM   #4
صقروادي عمد
حال جديد
 
الصورة الرمزية صقروادي عمد

افتراضي

الله يغفرله
  رد مع اقتباس
قديم 06-13-2011, 05:59 AM   #5
من السادة
مشرف سقيفة المناسبات
 
الصورة الرمزية من السادة

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صقروادي عمد [ مشاهدة المشاركة ]
الله يغفرله

آمين يارب العالمين
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas