وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ

[محمد مدكور]

عملت في مكتب لأداء فريضة الحج والعمرة وكلفت بعمل أداري لمساعدة الحجاج في موسم الحج
فرحت كثيرا وتشاورت مع زوجتي وتوصلنا إلى قرار أن نذهب معا
وكانت زوجتي مسجلة بإدارة الأوقاف وسفرها في نفس العام
اتى موعد السفر وجهزنا أمتعتنا وجاء الأهل والأصحاب لتوديعنا
متمنين لنا حج مبرور وان لا ننساهم بالدعاء
في صباح اليوم رن جرس الموبايل يبلغوني بعدم تمكني من السفر
أبلغت زوجتي وحزنت واسيتها قائلا لها لا تحزني ما في قسمة لي
أنت تسافري توكلي على الله وسأوصي عليك الحجاج
خرجنا متوجهين إلى الأتوبيس وأوصيت معارف لي من الحجاج عليها
تحرك الأتوبيس ونظراتها إلي حزينة خائفة
أشرت لها بيدي لا تهكلي هم مع السلامة
عدت لبيتي وعيني تذرف بالدموع ونابني تفكير ان اذهب إلى المعبر إلى أن يأتوا الحجاج
يئست واصرفت بعض ما ادخرت واشتريت مواد بناء
وبعد عدة أيام أتاني اتصال ان اذهب للمكتب
ذهبت وابلغوني يوجد ليك سفر ولاكن ستدفع ثلاثة مائة دولار
وافقت واتى موعد السفر وسافرت ووصلت المدينة المنورة صباحا وذهبت للمسجد النبوي لأداء صلات الفجر داخلا من باب السلام وزرت ضريح سيدنا ونبينا محمد عليه السلام ورفاقه الصحابة عمر وعثمان عليهم الصلاة والسلام
بكيت بكاء شديد عند قبر الرسول مستذكرا من سلم على الرسول يسمعه ويسلم عليه
أديت صلاة الفجر وخرجت من المسجد مررت بالباعة واشتريت هدية لابني وكان لي وحيدا بعد عشرة أخوات
سافرنا إلى مكة المكرمة مارين ببيار سيدنا علي اغتسلنا وتوضينا ولبسنا الحرام وتوجهنا إلى المسجد ذو القبلتين وصلينا
ركبنا الأتوبيس مكبرين مهللين إلى أن وصلنا مكة المحرمة وأديت فريضة العمرة متمتعا بها إلى الحج
ركبنا الأتوبيس وتوجهنا إلى السكن وبحثت عن زوجتي إلى إن رايتها وتفا جئت بي وانهمرت بالبكاء
جلست على باب العمارة واتت أخت من الحجاج تستغيث لأختها المريضة
استدعيت إسعاف وقرروا متابعة علاجها بالمشفى
رافقتهم الى مشفى الملك عبد العزيز وكثت الحاجة وأختها في المشفى وعدت بعد توقيعي على أوراق واخذوا رقم الموبايل
وفي اليوم التالي اتصلوا بي ذهبت وقرروا لها بالخروج وكان علاجها على نفقة المملكة السعودية جزاهم الله خيرا
استدعيت سيارة وأوصلتنا للسكن
تكرر علاج بعض الحجاج وكان الذهاب بسيارة الإسعاف والعودة على حسابي مما أدى إلى شح المال معي
وقفت بباب المشفى لوحدي وناجيت الله أن ييسر لي لأكمل ثمن الهدي
وفي يوم وأثناء وضوئي وجدت مبلغ من المال ونابني تفكير هل هذا المال ما ناجيت الله برزقي
حملت المال ووضعته على منصة المستوضى ليراه صاحبه وأبلغت الحضور بالأمر
عدت إلى السكن وجلست كعادتي على باب العمارة واتى ابن عمي صاحب المكتب وارد لي ما دفعت له وللمطوف ثلاثة مائة دولار و أربع مائة وأربع وأربعون ريال
فرحت فرحا كثيرا وحمدت الله وقلت نعم الدعاء مستجاب
أتممت مناسك الحج بحمد الله واشتريت الهدايا لأولادي وأحبابي

..............
الدعاء مستجاب
قصة حقيقية
محمد مدكور
غزة فلسطين