المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


قصة سيف بن ذي يزن و ملك الفرس على اليمن

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-09-2003, 11:41 AM   #1
ابن حضرموت
حال نشيط

افتراضي قصة سيف بن ذي يزن و ملك الفرس على اليمن

لما طال البلاء من الحبشة على أهل اليمن ، خرج سيف بن ذي يزن الحميري من الأذواء بقية ذلك السلف ، و عقب أولئك الملوك ، و ديال الدولة المفوض للخمود . و قد كان أبرهة انتزع منه زوجته ريحانة بعد أن ولدت منه ابنه معد يكرب كما مر و نسبه فيما قال الكلبي سيف بن ذي يزن بن عافر بن أسلم بن زيد بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد الجمهور ، هكذا نسبه ابن الكلبي ، و مالك بن زيد هو أبو الأذواء . فخرج سيف و قدم على قيصر ملك الروم و شكى إليه أمر الحبشة ، و طلب أن يخرجهم و يبعث على اليمن من شاء من الروم ، فلم يسعفه عن الحبشة ، و قال الحبشة على دين النصارى . فرجع إلى كسرى و قدم الحيرة على النعمان بن المنذر عامل فارس على الحيرة و ما يليها من أرض العرب ، فشكى إليه ، و استمهله النعمان إلى حين و فادته على كسرى ، و أوفد معه و سأله النصر على الحبشة و أن يكون ملك اليمن له . فقال : بعدت أرضك عن أرضنا ، أو هي قليلة الخير إنما هي شاء و بعير و لا حاجة لنا بذلك . ثم كساه و أجازه ، فنثر دنانير الإجازة و نهبها الناس يوهم الغنى عنها بما في أرضه . فأنكر عليه كسرى ذلك . فقال : جبال أرضي ذهب و فضة ، و إنما جئت لتمنعني من الظلم . فرغب كسرى في ذلك ، و أمهله للنظر في أمره ، و شاور أهل دولته ، فقالوا في سجونك رجال حبستهم للقتل ابعثهم معه فإن هلكوا كان الذي أردت بهم ، و إن ملكوا كان ملكا إزددته إلى ملكك . و أحصوا ثمانمائة و قدم عليهم أفضلهم و أعظمهم بيتا و أكبرهم نسباً و كان وهزر الديلمي .
و عند المسعودي و هشام بن محمد و السهيلي أن كسرى وعده بالنصر و لم ينصره و شغل بحرب الروم ، و هلك سيف بن ذي يزن عنده ، و كبر ابنه ابن ريحانة و هو معد يكرب و عرفته أمه بأبيه ، فخرج و وفد على كسرى يستنجزه في النصرة التي وعد بها أباه ، و قال له : أنا ابن الشيخ اليمني الذي وعدته . فوهبه الدنانير و نثرها إلى آخر القصة .
و قيل إن الذي وفد على كسرى و أباد الحبشة هو النعمان بن قيسبن عبيد بن سيف بن ذي يزن . قالوا و لما كتبت الفرس مع وهزر و كانوا ثمانمائة ، و قال ابن قتيبة كانوا سبعة آلاف و خمسمائة ، و قال ابن حزم كان و هزر من عقب جاماس عم أنو شروان ، فأمره على أصحابه و ركبوا البحر ثمان سفائن فغرقت منها سفينتان و خلصت ست إلى ساحل عدن . فلما نزلوا بأرض اليمن ، قال وهزر لسيف : ما عندك ؟ قال : ماشئت من قوس عربي و رجلي مع رجلك حتى نظفر أو نموت . قال أنصفت . و جمع ابن ذي يزن من استطاع من قومه ، و سار إليه مسروق بن أبرهة في مائة ألف من الحبشة و أوباش اليمن ، فتواقفوا للحرب ، و أمر وهزر ابنه أن يناوشهم القتال فقتلوه ، و أوباش اليمن ، فتوافقوا للحرب ، و أمر وهزر ابنه أنه يناوشهم القتال فقتلوه و أحفظه ذلك . و قال : أروني ملكهم . فأروه إياه على الفيل عليه تاجر و بين عينيه ياقوتة حمراء ثم نزل عن الفيل إلى الفرس ، ثم إلى البغلة . فقال وهزر ، ركب بنت الحمار ، ذل و ذل ملكه . ثم رماه بسهم فصك الياقوتة بن عينيه ، و تغلغل في دماغه ، و تنكس عن دابته وداروا به ، فحمل القوم عليهم و انهزم الحبشة في كل وجه ، و أقبل وهزر إلى صنعاء ، و لما أتى بابها قال : لا تدخل رايتي منكوسة . فهدم الباب ، و دخل ناصبا رايته فملك اليمن و نفى عنها الحبشة و كتب بذلك إلى كسرى و بعث إليه بالأموال . فكتب إليه أن يملك سيف بن ذي يزن على اليمن على فريضة يؤديها كل عام ففعل ، و انصرف وهزر إلى كسرى .
و ملك سيف اليمن و كان أبوه من ملوكها و خلف وهزر نائبا على اليمن في جماعة من الفرس ضمهم إليه و جعله لنظر ابن ذي يزن بصنعاء . و انفرد ابن ذي يزن بسلطانه ، و نزل قصر الملك و هو رأس غمدان ، يقال إنه الضحاك بناه على اسم الزهرة و هو أحد البيوت السبعة الموضوعة على أسماء الكواكب و روحانيتها ، خرب في خلافة عثمان قاله المسعودي .
و قال السهيلي : كانت صنعاء تسمى أوال ، و صنعاء اسم بانيها صنعاء بن أوال بن عمير بن عابر بن شالخ . و لما استقل ابن ذي يزن بملك اليمن وفدت العرب عليه يهنوه بالملك ، و لما رجع من سلطان قومه و أباد من عدوهم ، و كان فيمن وفد عليه مشيخة قريش و عظماء العرب لعهدهم من أبناء إسمعيل و أهل بيتهم المنصوب لحجهم ، فوفدوا في عشرة من رؤوسائهم فيهم عبد المطلب ، فأعظمهم سيف و أجلهم و أوجب لهم حقهم و وفر من ذلك قسم عبد المطلب من نبيهم . و سأله عن بنيه حتى ذكر له شان النبي صلى الله عليه و سلم و كفالته إياه بعد موت عبد الله أبيه عاشر ولد عبد المطلب ، فأوصاه به و حضه على الإبلاغ في القيام عليه ، و التحفظ به من اليهود و غيره ، و أسر إليه البشرى بنبوته و ظهور قريش قومهم على جميع العرب . و أسنى جوائز هذا الوفد بما يدل على شرف الدولة و عظمها لبعد غايتاه في الهمة ، و علو نظرها في كرامة الوفد ، و بقاء آثار الترف في الصبابة شاهد الحال في الأول . ذكر صاحب الأعلام و غيره أنه أجاز سائر الوفد بمائة من الإبل و عشرة أعبد و صائف و عشرة أرطال من الورق و الذهب و كرش مليء من العنبر و أضعاف ذلك بعشرة أمثاله لعبد المطلب .
قال ابن إسحق : و لما انصرف وهزر إلى كسرى غزا سيف على الحبشة و جعل يقتل و يبقر بطون النساء ، حتى إذا لم يبق إلا القليل جعلهم خولاً و اتخذ منهم طوابير يسعون بين يديه بالحراب ، و عظم خوفهم منه ، فخرج يوماً وهم يسعون بين يديه ، فلما توسطهم و قد انفردوا به عن الناس ، رموه بالحراب فقتلوه ، و وثب رجل منهم على الملك . و قيل ركب خليفة وهزر فيمن معه من المسلحة ، و استحلم الحبشة و بلغ ذلك كسرى ، فبعث وهزر في أربعة آلاف من الفرس و أمره بقتل كل أسود أو متنسب إلى أسود و لو جعداً قططاً ففعل ، و قتل الحبشة حيث كانوا ، و كتب بذلك إلى كسرى ، فأمره على اليمن فكان يجبيه له حتى هلك . و استضافت حشابة ملك الحميريين بعد مهلك ابن ذي يزن و أهل بيته إلى الفرس ، و ورثوا ملك العرب و سلطان حمير باليمن بعد أن كانوا يزاحمونهم بالمناكب في عراقهم ، و يجوسونهم بالغزو خلال ديارهم . و لم يبق للعرب في الملك رسم و لا طلل إلا أقيالا من حمير و قحطان رؤساء في أحيائهم بالبدو لا تعرف لهم طاعة ، و لا ينفذ لهم في غير ذاتهم أمر ، إلا ما كان لكهلان إخوتهم بأرض العرب من ملك آل المنذر من لخم على الحيرة و العراق بتولية فارس ، و ملك آل جفنة من غسان على الشام بتولية آل قيصر كما يأتي في أخبارهم .
و قال الطبري : لما كانت اليمن لكسرى بعث إلى سرنديب من الهند قائداً من قواده ، ركب إليها البحر في جند كثيف ، فقتل ملكها و استولى عليها ، و حمل إلى كسرى منها أموالاً عظيمة و جواهر . و كان وهزر يبعث العير إلى كسرى بالأموال و الطيوب ، فتمر على طريق البحرين تارة و على أرض الحجاز أخرى . و عدا بنو تميم في بعض الأيام على عيره بطريق البحرين ، فكتب إلى عامله بالانتقام منهم ، فقتل منهم خلقا كما يأتي في أخبار كسرى . و عدا بنو كنانة على عيره بطريق الحجاز حين مرت بهم و كان في جوار رجل من أشراف العرب من قيس ، فكانت حرب الفجار بين قيس و كنانة بسبب ذلك و شهدها النبي صلى الله عليه و سلم و كان ينبل فيها على أعمامه أي يجمع لهم النيل .
قال الطبري : و لما هلك و هزار أمر كسرى من بعده على اليمن ابنه المزربان ، ثم هلك فأمر حافده خرخسرو بن التيجان بن المرزبان ، ثم سخط عليه و حمل إليه مقيدا ، ثم أجاره ابن كسرى و خلى سبيله ، فعزله كسرى و ولى باذان فلم يزل إلى أن كانت البعثة و أسلم باذان و فشا الإسلام باليمن كما نذكره عند ذكر الهجرة و أخبار الإسلام باليمن .
هذا آخر الخبر عن ملوك التبابعة من اليمن و من ملك بعدهم من الفرس ، و كان عدد ملوكهم فيما قال المسعودي سبعة و ثلاثين ملكا في مدة ثلاثة آلاف و مائتي سنة إلا عشرا ، و قيل أقل من ذلك فكانوا ينزلون مدينة ظفار . قال السهيلي زمار و ظفار اسمان لمدينة واحدة ، يقال بناها مالك بن أبرهة و هو الأملوك و يسمى مالك و هو ابن ذي المنار ، و كان على بابها مكتوب بالقلم الأول في حجر أسود :
يوم شيدت ظفار فقيل لمن أنت فقالت لخير الأخيار
ثم سيلت من بعد ذلك قالت إن ملكي أحابش الأشرار
ثم سيلت من بعد ذلك قالت إن ملكي لفارس الأحرار
ثم سيلت من بعد ذلك قالت إن ملكي لقريش النجار
ثم سيلت من بعد ذلك قالت إن ملكي لخير سنجار
و قليلا ما يلبث القوم فيها غير تشييدها لحامي البوار
من أسود يلقيهم البحر فيها تشعل النار في أعالي الجدار
و لم تزل مدينة ظفار هذه منزلا للملوك ، و كذلك في الإسلام صدر الدولتين ، و كانت اليمن من أرفع الولايات عندهم ، بما كانت منازل العرب العاربة ، و داراً لملوك العظماء من التبابعة و الأقيال و العباهلة . و لم انقضى الكلام في أخبار حمير و ملوكهم باليمن من العرب ، استدعى الكلام ذكر معاصريهم من العجم على شرط كتابنا لنستوعب أخبار الخليفة ، و نميز حال هذا الجيل العربي من جميع جهاته ، و الأمم المشاهير من العجم الذين كانت لهم الدول العظيمة لعهد الطبقة الأولى و الثانية من العرب و هم النبط و السريانيون أهل بابل ، ثم الجرامقة أهل الموصل ، ثم القبط ، ثم بنو إسرائيل و الفرس و يونان و الروم الآن بما كان لهم من الملك و الدولة و بعض أخبارهم على اختصار ، و الله ولي العون و التوفيق ، لا رب غيره و لا مأمول إلا خيره .
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حضرموت ليست من اليمن: قراءة تاريخية / كتب: د. أحمد بافرط حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 12-17-2011 07:44 AM
ماذا قالوا عن اهل اليمن0؟؟ مدهون الســقيفه العـامه 11 10-27-2011 10:06 PM
تحليل للصحفي منير الماوري.. اليمن: الرئيس رحل لكن التوريث لم يفشل حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 07-18-2011 01:14 AM
السفير البريطاني في صنعاء: عدم استعداد الرئيس وأسرته لمناقشة نقل السلطة سيكون له عواق حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 07-18-2011 12:49 AM
حميد الأحمر: الجيش أصبح وقوداً للرغبات الشاذة وأرواح أبناء اليمن تزهق لمكاسب رخيصة حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 01-07-2011 01:51 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas