القراءة السطحية عند البعض للمثل (( قع درة توكل سكر ))...!!

[أبوعوض الشبامي]

.

ما أن يمر المثل (( قع دره توكل سكر )) إلا وينتشي بعض من غير الحضارمة والذين يبحثون عن هفوات توسم الحضرمي بالخوف والسلبية والجبن ، والعلة أن بعضا من ابناء حضرموت ويظهر لي بأنهم (( موالدة )) أو تنقصهم الرؤية في قراءة مدلولات هذا المثل وغيره من الأمثال وهؤلاء المتسلقين على الابحاث والكتابة يسيئون الى فهم التراث الحضرمي في شتى صوره ...!!

ولو وقفنا وقفة الفاحص لمعنى ومدلول هذا المثل فإننا أما قراءتين له :
القراءة الأولى : من المعروف أن الدرة (( النمل )) من المخلوقات التي خلقها الله ووهبها ميزة الصبر والنشاط الدؤوب والانضباط والنظام والتعاون والحرص نحو السعي للرزق وتجميعه حبة حبة . وتخزين هذا الرزق في بيوتها تحسبا لقادم الأيام .. وما أشبه الرجل الحضرمي بسلوك النمل ...!! فهو صبور حريص على السعي نحو مصادر الرزق وجمعه وتخزينه لقادم الأيام ، ومن تشبه بالنملة (( الدرة )) في صبرها وسعيها بالتأكيد سيأكل السكر ..فالمثل يحث على الاقتداء بالدر من هذا المنظور لا من منظور الضعف كما يعتقد البعض ..

القراءة الثانية للمثل للذين ينظرون اليه من منظور الضعف نسوق لهم هذه القصة وعليهم استخلاص مدلولاتها
قال تعالى (( حتى إذا اتوا على وادي النمل قالت نملة يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون )) سورة النمل الآية 18 ..!!
هنا لا بد من وقفة مع كلمة (( يحطمنكم )) وهذه الكلمة كانت محل استهزاء من الكفار والملحدين وكانوا يظنون بأن كلمة (( يحطمنكم )) هي هفوة تسيء للإسلام فقالوا بأن كلمة (( يحطمنكم )) بمعنى التكسير والتهشيم للشيء الصلب والشديد القوي ، فكيف يكون لنملة أن تتحطم وهي ليست من مادة قابلة للتحطيم ؟؟؟
وزعموا بأن الكلمة لم تأتي في موضعها وروجوا لهذا التفسير حتى مضت أعوام فأظهر الله عالم استرالي أجرى بحوثا طويلة على تلك المخلوقة الضعيفة (( النمل )) ليجد ما لايتوقعه إنسان على وجه البسيطة ، لقد وجد أن النملة تحتوي على نسبة كبيرة في تكوينها تشبه مادة الزجاج ...؟؟ لهذا أن كلمة (( يحطمنكم )) لم تأتي من فراغ بل من عند عليم بصير

والانسان عدو ما يجهل ويعاند ويكابر عن جهل منه ...فسبحان من تجلت عظمته في خلقه للنمل .. أما عن نفسي أفضل أن أكون درة تأكل سكر ولا كلب يأكل الجيف ...!!



.