المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > تاريخ وتراث > تاريخ وتراث
تاريخ وتراث جميع مايتعلق بتاريخنا وموروثنا وتراثنا الأصيل !!


(5)اليمن في عيون سائحة(اليوم الرابع من شبام الى سيؤن

تاريخ وتراث


إضافة رد
قديم 01-17-2002, 11:00 PM   #1
شيخ القبايل.
حال قيادي

Exclamation (5)اليمن في عيون سائحة(اليوم الرابع من شبام الى سيؤن

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

اليوم الرابع : من شبام الى سيؤن

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
ضاحية شبام بيوتها على سفح الجبل
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
مانهاتن الصحراء .. هكذا يلقبونها نظرا لبيوتها الطينية الشاهقة المبنية منذ مئات السنين
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
صور من سوق البلدة ازقتها

السابعة والنصف صباحا وقد غمرت الشمس المشرقة كل مكان ، وكنت خارج اسوارالبلدة وقد اشتد بي الحر . قابلت رجلا مسنا على دراجته وكان لطيفا جدا .
تمشيت حول المدينة قليلا ، وهاهي الساعة 10:45 وقد انهكني الحر تماما . فجلست للاستراحة ،ولمحت رجلا مسنا اخر راكبا حماره وحين مر بقربي نظر باستغراب الى هذا المخلوق الذي اغمي عليه في مكان مجهول بين النخيل . ولم استطع حتى ان اقول له مرحبا ، ومضى لكنه عاد بعد حوالى نصف ساعة ، ليجدني في ذات المكان واردفني على حماره . وكان يلبس قميصا اصفر فاقعا لونه . وسالني بفضول من اين انا . ثم تحولت المحادثة الى نقاش حول النزاع الاسرائيلي الفلسطيني ، كما حدث معي كثيرا كلما علم احدهم انني فلسطينية ، خلال رحلتي كلها .
واخبرني انه كان يعمل في فلسطين قبل الاحتلال .. وانه يحس بالاسى على اولئك الذين فقدوا ارضهم وعلى الذين تشردوا في المنفى (كما هو حالي ).
لم تكن حرارة الجو رطبة كالمكلا ، لكنني احس بضغط قوي على قلبي كأنّ عليه ثقلا شديدا مستمرا . ولا اكاد استطيع التنفس بعمق ، وشعري جف حتى غدا مثل كومة القش . – كانه حزمة متصلبة جافة - . وماكنت اعرق ، لكنني تبللت من الماء البارد الذي رششني به عبود !حين لجأت اليه في سكن العمال . وهو فندق سابق تحول سكنا للموظفين . وكان منزلنا فيه خلال اليومين السالفين . وكلما اشتد بي الحر اعود الى هنا واستظل بظل الاشجار واترك عايدة تتمشى وحيدة في شوارع شبام .
واخبرتني لاحقا ان امرأة دعتها لشرب الشاي ، الذي احبه ، لكنني كنت (حرّانة) جدا وغير نشيطة ، فلم اهتم .
كلما صببت الماء على بدني تبخر في ثوان ، لا ادري كم تبلغ درجة الحرارة ولا اريد ان اعرف ، فلو عرفت لما تحمل عقلي ذلك ! . دعاني عبود للدخول الى المبنى فهو افضل واجلسني في غرفة المكتب القديمة. وشغل المروحة باقصى طاقتها . واحسست برغبة في الانغماس في ماء بارد . وان انام قليلا بعدها فانا مجهدة بالتاكيد . وسبب هذا انني نمت ليلة البارحة 3 ساعات فقط ، كما ان استيقاظنا قبل الخامسة فجرا يوميا انهك قوانا .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
غروب الشمس على مسجد في سيؤن

الساعة الان السابعة مساء ، ونحن محظوظون لوجود فرص كثيرة كي نتجول .. واقامتنا بالفندق لاتكلف سوى 600 ريال لليلة ، واستيقظنا فجرا ثم سالنا عاملا بالفندق ان كان يستطيع ارشادنا الى دليل يقودنا عبر الصحراء ، اندهش من طلبنا المجنون ، لكنه تعاون معنا باحضار زميل له سيكون دليلنا في سفر عبر الصحراء!
جلسنا في مقهى وسط المدينة ، وهي منطقة السوق ، في مكان يثير الانتباه ، واشترت عايدة صندوقا خشبيا آمل ان لايكون كبيرا وعائقا لنا في رحلتنا . وكان الرجال يجلسون على الدكك والشباب يلعبون (الضمنة ) واخرون يجلسون وهم ياكلون البزر(اللب) ويتحدثون ويبصبصون في الرائح والغاد .
والمثير لاهتمامنا رؤية الرجال يترافقون مع بعضهم وهم مرحون ومتشابكوا الايدي ، في مودة انسانية بريئة . وهو مالا نراه في أي بلد غربي ، اللهم الا رؤيتنا للشواذ من الرجال وهم يفعلون هكذا . انه من الصعب ان اتخيل رؤية امريكي او أي غربي يفعل هذا ببراءة وصداقة عادية .. والفكرة الشائعة التى تصف العربي بالجلافة هي فكرة خاطئة كما يبدو ..
قابعة في مكاني ، اتامل واتمنى لو اني اسجل وقع الخطى واختلاط الاصوات ، وهدير الموتوسيكلات المستمر ، وطرقعة قطع (الضمنة) ، واحاديث الناس ، وخشوع المؤذنين ، هذه صورة عظيمة لمدينة تنبض بالحياة ، انها ليست كالقرى الصغيرة التي مررنا بها ، وجميل ان يسبر المرء فوارق الحياة وتناقض الصور – فبعد ليلة هادئة بجوار المسبح ، الى ضجيج حي متزاحم لايكاد الواحد يسمع من ضجيجه صوتا ! . وجلس سائحان هولنديان ، وقد تدلت من رقابهم احدث اجهزة التصوير ، بقربي وصرفا انتباهي عن الناس الى حديث عابر قصير معهم ثم تركاني في خلوتي وركبا سيارتهم .
تحرشت بنا الكلاب ونبحت علينا حينما طلبنا من السائق ان يوصلنا الى اقرب مكان من الجبل لنلتقط بعض الصور المناسبة لمدينة شبام ، فقطع بنا الوادي الرملي حتى وصل الى اخر مكان يمكن للسيارة ان تصله ثم اخبرنا عن المسالك التي توصلنا الى هناك .. ونحن اكملنا سيرنا في الوادي ولم نكد نغادر السيارة بضعة خطوات حتى خرجت فجأة مجموعة من الكلاب البرية ، ونبحت علينا بشكل هستيري نباحا عاليا ، وكانت تبدو خارج نطاق السيطرة !! . انني لا استطيع الاقتراب حتى من الكلاب الاليفة ، وكنت اطلب من اصدقائي اذا زرتهم او زاروني ان يتركوا كلابهم بالخارج ، او اعتذر عن الدخول . كل ذلك لكي اتفادى الكلاب مااستطعت . وانا الان في منتصف الوادي حائرة كيف اهرب ، وتاكدت انها سوف تعضني ، بينما عايدة تقهقه من خوفي ، وتطمئنني انها تنبح فقط وتخاف من مهاجمة الناس ، لان الناس هنا يعاملون الكلاب معاملة قاسية كلما صادفتهم في درب . لكن ذلك لم يهدئ من روعي .. وقد ارعبني نباحها اكثر مما لو عضتني فعلا . وسارعت الخطا صاعدة ، لكن عايدة كانت كانت تتباطأ مرتاحة في السير وتتاخر عني ( واكتشفت لاحقا انها كانت تسجل اصوات الكلاب ، وتعد لي (مقلبا) حتى تخيفني به اثناء منامي ) .
وتبوأت مكاني على التلة ، ولم يعد شغفي بان لايفوتني شروق الشمس الرائع على شبام . او ضياع الفرص السانحة لالتقاط صور مختارة من هناك , وماكدت اصعد اعلى الصخرة حتى فوجئت بقطيع اخر من الكلاب النابحة في الجبل ، حتى كادت تنتابني حالة من الهستيريا والجنون . لكنني تمالكت اعصابي .. ولم تقترب الكلاب مني بعد ذلك وانشغلت بالتمتع بمنظر الشروق .
هناك تشابه مع الفرق الكبير بين هذه المجموعة من الكلاب التي تلاحقنا . وبين جموع الاطفال الذين تجمهروا حولنا ظهر امس في سيؤن وهم يصرخون ويلاحقوننا في الازقة والحارات ، وخبر السائحتين ينتشر بينهم كالنار في الهشيم فيزدادون ويزدادون !! ويتقافزون امامنا وخلفنا ..ويحيطون بنا من كل جانب وصرخاتهم تعلو وتعلو !!.. وتراهم يتدفقون من كل زاوية ويعترضون مسيرنا وكل منهم يريد ان نصوره ..ويشدون ملابسنا ويحاولون ان يضعوا اكفهم على عدسات الكاميرا !!..ويطلبون الاقلام .. حتى اذا حدثناهم بالعربية يقل الحاحهم ويهدأون نوعا ما ، والفتيات اكثر هدوئا من الصبيان وهن خجولات ، وكلما مررنا بجوارهن يرسلن القبلات في الهواء او يطلقن التحايا !.. بهدوء من وراء النوافذ . والحناء منقوش على اكف الكثيرات منهن ، بالمقارنة مع اطفال صنعاء الذين سنراهم لاحقا . وحين اطلقت فتاة تحيتها لنا من خلال النافذة سحبتها امها الى الداخل !، لكن عندما رددنا التحية بالعربي لوحت لنا الام محيية ودعتنا لتناول الشاي معها !. اعتذرنا عن قبول الدعوة وتحدثنا معها عند مدخل الدار ، كانت تضع الكحل الغامق على عينيها وكانت تبدو جميلة رغم انها ابقت الخمار على وجهها ولم نر سوى عينيها .
وكلما مررنا بالاطفال مرة اخرى ينادوننا باسمائنا التي يتذكرونها : " عايدة ..عايدة " " هلقا … هلقا " ( العرب لا يحسنون نطق اسمي .. ولعلهم يتساءلون ماهذا الاسم اذا كانت اصولي عربية .. وربما لايصدقون انه اسمي لكنني اشرح لهم ان ابي هو من اختار لي هذا الاسم الالماني !!.. ولست مسؤولة عن هذا الاسم الذي التصق بي !!.) .
وكلما مر الاطفال بي وانا جالسة في المقهى يرحبون : " مرحبا هيلقا .. اين عايدة ؟ " وتحس بزهوهم كونهم يعرفون اسمي، وربما كرروا الذهاب والجيئة وكرروا في كل مرة القاء التحية !!..
الرجل الجالس قريبا مني يحدق في بنظراته الثاقبة ولا يكف عن التحديق او يصرف وجهه عني .. ونظراته تغضبني وتقلقني !. وكلما تجاهلت تحديقه لي بالنظر في اتجاهات شتى عله يكف عن النظر في وجهي دون جدوى . ان بشرته لونها ارجواني وهو لون اكرهه في الناس ، ولم تكن عايدة بقربي ، لقد ذهبت تبحث عن صندوق بمواصفات معينة .. لا ادري هل ستجد طلبها .
واتذكر ان والدي كان لديهما صناديق خشبية منمنمة بنقوش فضية وذهبية حينما كنا نعيش في عمان . وكان ابي يضع فيه العابى التى لم اعد استخدمها بعدما كبرت . وكان بقربي طفل غرير لايتجاوز السادسة يبحلق في ببراءة .. ويهمس : قلم ! . الاطفال في اليمن يطلبون من السياح اما قلما او التقاط صورة .. لكنهم لا يشحتون مالا !!. ويلبس الناس في عموم انحاء اليمن تي-شيرت من نوع واحد .. حتى انك تجد بين كل خمسة اشخاص واحد يلبس نفس النوع من القمصان .

هاقد تحلق حولي مجموعة من الاطفال ليتحدثوا معي .. لذا سوف اتوقف عن كتابة مذكراتي الان .
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 01-18-2002, 03:44 AM   #2
الشبامي
المشرف العام
 
الصورة الرمزية الشبامي

افتراضي

جميل اخي باذيب
ابرز مالفت انتباهي في هذا اليوم من الرحله هو
اقتباس :
وكان بقربي طفل غرير لايتجاوز السادسة يبحلق في ببراءة .. ويهمس : قلم ! . الاطفال في اليمن يطلبون من السياح اما قلما او التقاط صورة .. لكنهم لا يشحتون مالا !!.

نعم هذا هو الطفل في حضرموت عزة نفس رغم الفقر الذي يحيط بالبعض فلم يطلب سواء قلم لكي يكتب !!!!!!!
وهذه شهاده اخرى للأنسان الحضرمي اليمني من سائح غربي!!!!
  رد مع اقتباس
قديم 01-19-2002, 03:43 AM   #3
عادل بامعس
حال جديد


الدولة :  المملكة العربيه السعوديه(جده)
عادل بامعس is on a distinguished road
عادل بامعس غير متواجد حالياً
Talking تشكر يامحمدباذيب وشكر خاص للمقيمين بسقيفه الشبامي

السلام عليكم تشكر يا محمد باذيب على الموضوع الشيق والصور الجميله الغريب انك ماصورت بوحضرم وهم يمضغون القات المشوه بسمعتهم نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة تشكر على الرحله الجميله .
التوقيع :
بامعس3

التعديل الأخير تم بواسطة عادل بامعس ; 01-19-2002 الساعة 03:48 AM
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2002, 12:49 AM   #4
الاقليد
حال جديد

Thumbs up

اخي باذيب
موضوع يستحق الشكر عليه ومجهود بذل من اجل اخراج هذه الحقات بشكل جميل ومرتب اتمنى لك التوفيق ومزيدا ياباذيب يالذيب
التوقيع :
الاقليد
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2002, 12:50 AM   #5
الاقليد
حال جديد

Thumbs up

اخي باذيب
موضوع يستحق الشكر عليه ومجهود بذل من اجل اخراج هذه الحلقات بشكل جميل ومرتب اتمنى لك التوفيق ومزيدا ياباذيب يالذيب
  رد مع اقتباس
قديم 01-20-2002, 02:43 PM   #6
ابن الأحقاف
مشرف

افتراضي

للاخ / باذيب الشكر على جهده الطيب وللسائحه الثنى على نقل
صوره حيه من تجوالها في حضرموت ولا هلنا واخواننا وابنائنا المجد
والعزه في رسم الاخلاق والقيم والمعاني الحميده في اذهان ومذكرات
من يزورهم ويعايشهم
واكرر شكري وتقديري للاخ محمد باذيب
التوقيع :
ابن الاحــقــــــــــــــــــــــــــــــــا ف

{ رَ أيْتُ سُكوتِي متجــراً فلزمتُهُ *
إذآ لَمْ يُفِدْ رِبْحاًفَلَسْتُ بِخآسِرِ }
  رد مع اقتباس
قديم 09-18-2005, 03:11 PM   #7
بدر مبارك بامعس
حال جديد

شكرا

شكرا لك يا الشبامي على هذا الموقع والى الامام دائما





أخوك:
بدر مبارك سالم مبارك بامعس
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الجنوب العربي" " مجموعة الأزمات الدولية " تبحث عن " صوت جنوبي موحد في اليمن حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 3 12-21-2011 01:26 AM
حضرموت"والجنوب العربي"واليمن: مأزق الاندماج ومفارقات الانفصال والوحدة حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 07-13-2011 04:35 AM
شبام الحب(ديوان شعر) ابوسعدالنشوندلي سقيفة عذب القوافي 11 05-08-2011 10:31 PM
شبام الحب(ديوان شعر) ابوسعدالنشوندلي سقيفة عذب القوافي 5 05-08-2011 10:28 PM
الحضارم السلفيون ابوسعدالنشوندلي سقيفة إسلاميات 0 12-12-2010 02:24 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas