المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


كاتب سعودي : اليمن بعد التحرير.. خطر التقسيم وعودة الإخوان

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-13-2015, 03:34 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي كاتب سعودي : اليمن بعد التحرير.. خطر التقسيم وعودة الإخوان


كاتب سعودي : اليمن بعد التحرير.. خطر التقسيم وعودة الإخوان



Google +0 0 0 0 0

شبوة برس - متابعات - ابوظبي
الخميس 13 أغسطس 2015 01:42 مساءً



التاريخ يؤكد دائماً أن الحروب التي تجتاح دولا في وحدة هشة، تكون أوضاعها بعد الحروب أكثر ضعفاً، فكيف إذا كانت حرباً أهلية داخلية أفسحت المجال للتدخل الخارجي؟! إن قرابة عشرين عاماً من الذاكرة الجنوبية المعذبة تجاه تفوق الشمال، وتهميشه للجنوبيين والأثرة عليهم، قد تعززت بشكل أكثر قسوة ومرارة بعد الاحتلال من جانب قوات الحوثي وصالح. لكن هل سيجعل اليمن الجديد الحراك الجنوبي الذي أصبح اليوم أكثر قوة وتشبثاً بحلم استقلال جنوبه عن شماله، قانعاً باتحاد فيدرالي يتقاسم فيه الثروات والمناصب مع بقية مكونات اليمن؟


علينا أن نتذكر أن اليمن عاش منذ 2011، تطورات عديدة تمثلت في الانتفاضة الشعبية التي أسقطت الرئيس صالح، بعد مبادرة خليجية متعثرة، ومنذ عام 2006 عاشت محافظات الجنوب حراكاً مطالباً بالانفصال، لكن المبادرة الخليجية أحيت آمال الجنوب بأوضاع أفضل، إلا أن ظل صالح الكئيب كان لايزال مخيماً على اليمن، ليعيش الجنوب مرة أخرى رعب الخطر القادم من الشمال ومعاناته مع احتلال صالح والحوثيين لعدن.

ستثمر حرب تحرير اليمن حزمة من الحقائق الجديدة، وأوضاعاً كانت في طور الاختمار، أو في مرحلة التخلق قبل «عاصفة الحزم» بسنوات وربما بعقد أو عقدين، كما أن مسار الحرب نحو تحرير الشمال، سوف يثمر تحديات كانت متوقعة أو محتملة، وقوى سياسية جديدة صاعدة، بينما ستعيد قوى أخرى تشكيل نفسها، وتغيير جلدها، واستعادة بعض أو جل ما خسرته في السنوات التي أعقبت تخلي الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن الحكم إثر المبادرة الخليجية، التي تهاوت تحت احتلال الحوثيين لصنعاء في سبتمبر الماضي، ليخلق صعود الحوثيين الصادم مع حليفهم علي صالح، واقعاً جديداً، وخسوفاً لقوى أخرى، حتى بلغت الأزمة ذروتها مع زحف «الانقلابيين» نحو جنوب اليمن واحتلال عدن، التي دفعت السعودية والإمارات لتشكيل تحالف عربي لتحرير اليمن عبر «عاصفة الحزم» التي تمكنت، بعد قرابة أربعة شهور، من تحرير محافظات الجنوب زاحفة نحو الشمال، وشمال الشمال، ليجد اليمنيون أنفسهم في أحضان يمن جديد، رغم كل آماله، وأحلامه، ووعوده العذبة، إلا أنه على أعتاب مرحلة قاتمة، تتمثل في تهديدات حقيقية ومخاوف ارتكاسات، يأتي في مقدمتها احتمال تقسيم اليمن وانفصال شماله عن جنوبه، الذي يسعى التحالف إلى عدم وقوعه والحيلولة دون انجراف القوى الجنوبية نحوه، ومنها عودة «الإخوان المسلمين» إلى لعب دور سياسي أكبر مما يتوقع، وأخطر مما كانوا قد قنعوا به في السنوات الأربع الأخيرة.

الوحدة والانفصال
تضمنت وثيقة مؤتمر الرياض الذي عقد في 17 مايو الماضي مجموعة من القرارات المتصلة بشكل الدولة اليمنية بعد التحرير؛ مثل إقامة الدولة المدنية الاتحادية، وحل قضية الجنوب، والتعجيل بعودة صعدة إلى ما كانت عليه قبل الحرب في 2004، والدعوة إلى تكوين جديد للجيش والأمن وتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة لتأمين المدن الرئيسية، والإشراف على تنفيذ قرارات مجلس الأمن، وضمان الانسحاب الكامل لقوى التمرد من كافة المدن، وتسليم الأسلحة والمؤسسات، وتشكيل اللجنة العليا للإغاثة، وتفعيل دورها بما يضمن وصول المساعدات الإنسانية الى مستحقيها، وتدعو إلى فتح فرص عمل لليمنيين في الخليج، كما تم إنشاء لجنة وطنية لمتابعة تنفيذ مقررات وثيقة الرياض، تضم أفراداً من مختلف مكونات اليمن السياسية والمدنية للعمل على إعادة العملية السياسية في اليمن إلى مسارها الصحيح.
ستثمر حرب تحرير اليمن واقعاً جديدا، أو يمناً جديداً، بنتائج وتحديات كبيرة، مما يثير تساؤلات أهمها: هل سيبقى اليمن موحداً، فيدرالياً، أم أن شماله سينفصل عن جنوبه؟ أم أن وضعه سيكون أسوأ من ذلك، مقسماً مهشماً تطحنه لسنوات حرب أهلية.. يمن غارق في دوامة من الثأرات في مجتمع قبلي محطم؟
وقد أكد «التحالف العربي» الذي تقوده السعودية والإمارات، والرئيس هادي وحكومته، أكدوا الدوام أن وحدة اليمن والحفاظ عليه من التقسيم، ركن أساسي لهذا التحالف، ولب رؤيته وأهدافه.
ويمكننا تلمس هذه الصدقية على الأرض، فقد أعلن الرئيس هادي، وقيادة التحالف بأن تحرير اليمن من قوات صالح والحوثيين لن يتوقف عند حدود اليمن الجنوبي قبل مايو 1990، بل سيشمل التحرير جميع مدن اليمن ومحافظاته، بما فيها صنعاء العاصمة.
لكن التاريخ دائماً يؤكد أن الحروب التي تجتاح دولا في وحدة هشة، تكون أوضاعها بعد الحروب أكثر ضعفاً، فكيف إذا كانت حرباً أهلية داخلية أفسحت المجال للتدخل الخارجي؟! إن قرابة عشرين عاماً من الذاكرة الجنوبية المعذبة تجاه تفوق الشمال، وتهميشه للجنوبيين والأثرة عليهم، قد تعززت بشكل أكثر قسوة ومرارة بعد الاحتلال من جانب قوات الحوثي وصالح. لكن هل سيجعل اليمن الجديد الحراك الجنوبي الذي أصبح اليوم أكثر قوة وتشبثاً بحلم استقلال جنوبه عن شماله، قانعاً باتحاد فيدرالي يتقاسم فيه الثروات والمناصب مع بقية مكونات اليمن؟
علينا أن نتذكر أن اليمن عاش منذ 2011، تطورات عديدة تمثلت في الانتفاضة الشعبية التي أسقطت الرئيس صالح، بعد مبادرة خليجية متعثرة، ومنذ عام 2006 عاشت محافظات الجنوب حراكاً مطالباً بالانفصال، لكن المبادرة الخليجية أحيت آمال الجنوب بأوضاع أفضل، إلا أن ظل صالح الكئيب كان لايزال مخيماً على اليمن، ليعيش الجنوب مرة أخرى رعب الخطر القادم من الشمال ومعاناته مع احتلال صالح والحوثيين لعدن.
في مؤتمر الرياض في مايو الماضي كان اختلاف الأطراف اليمنية المشاركة في توقيع الوثيقة وعدم قدرتها على العمل المشترك واضحاً. فلولا جهود المملكة لما أمكن أصلا الخروج بوثيقة الحوار الوطني خلال يومين. ومن يتابع مسار الحوار الوطني في اليمن بعد خلع الرئيس صالح سيدرك مدى عجز السياسيين اليمنيين التقليديين عن الخروج بتوافق عام في وقت قصير. وكان هناك الكثير من التسريبات من داخل المؤتمر التي تشير إلى الخلافات بين مختلف الأطراف اليمنية، لذلك يمكن القول بأن تلك الوثيقة كانت تمثل توافق مختلف الأطراف على العمل مع المملكة، لكن ليس توافق الأطراف اليمنية على العمل المشترك فيما بينها. إن تطور مسار الأمور منذ يونيو الماضي حتى هذه اللحظة، لا يعني ضمانة بأن هذه المكونات سوف تكون بعد التحرير أكثر نضجاً وقدرة على الحوار والتوافق، وهم بالتأكيد سيكونون بعد تحرير اليمن، أكثر عجزاً عن العمل كشركاء. لقد خبرت الرياض خلال السنتين الأخيرتين كثيراً من الخيبات في الشيوخ والقيادات اليمنية التي كانت وفودهم لا تتوقف، وعرائضهم ومطالبهم الشخصية تنهال، وحساباتهم البنكية وحقائبهم اليدوية متخمة بالأموال.

«الإخوان» ومحاولة العودة
أبرز تغيّر حصل في خريطة القوى العسكرية في اليمن عندما دخل الحوثيون إلى صنعاء في سبتمبر 2014، كان انهيار منظومة «الإخوان المسلمين»، والتي بدأت عملها في اليمن منذ أربعينيات القرن الماضي، وساهمت في كلٍ من ثورة 1948 واغتيال الإمام يحيى حميدالدين، وثورة 1962. بدأ «الإخوان المسلمون» عملهم في السيطرة على مفاصل الدولة اليمنية منذ اللحظة الأولى لانتهاء الحرب الأهلية في اليمن (1962-1970). وقد عمل «الإخوان المسلمون» في اليمن منذ السبعينيات على توجيه أعضائهم للذهاب إلى الكليات التربوية أو العسكرية. فدخلوا الكلية الحربية وكلية الشرطة والكلية الجوية ثم تم تحويل الطلبة المتفوقين منهم إلى الأمن السياسي. وبذلك فقد استطاعوا أن يسيطروا على مفاصل مؤسستي الأمن والجيش في الدولة. أما خريجو التربية والشرطة فتم إرسالهم للخارج للحصول على شهادات عليا ثم عادوا ليسيطروا على الجامعات والنيابات والأمن السياسي الذي أصبح مسيطراً عليه من قبل عناصر «الإخوان المسلمين» (مقابل الأمن القومي المسيطر عليه من قبل علي صالح). بل حتى المدارس الأهلية في صنعاء، كانت نسبة 80 في المئة منها تتبع لجماعة «الإخوان» ونسبة 10 في المئة منها تتبع لتجار من حزب «التجمع اليمني للإصلاح» (وهو الذراع السياسية لجماعة «الإخوان» ذاتها).
وقبل خروج علي عبدالله صالح من سدة الحكم، كان لدى «الإخوان» ما يقرب من 70 في المئة من مديري الوزارات. وأما بعد علي عبدالله صالح فقد زادت سيطرتهم بشكل ملحوظ، حيث أحكموا قبضتهم تماماً على الجوازات وعلى كافة المنافذ الجوية والبحرية وعلى دوائر الضرائب.
وكان علي محسن الأحمر إخوانياً منذ أن كان في الكلية الحربية. ويشاع أنه في السبعينيات من القرن الماضي رفض ذات مرة، هو ومجموعة من الضباط، تأدية التحية للعلم، لأنه «شِرك». إن كافة المؤشرات كانت تدل على علاقته بجماعة «الإخوان»، وبشكل أساسي احتضان فرقته الأولى مدرع للإسلاميين والقاعديين السابقين وللسلفيين الجهاديين. والجديد في علاقته مع الإخوانيين هو أنه قرر الإفصاح عن ذلك لوفد من قبيلة سنحان أتى إليه للصلح بينه وبين علي صالح في 2011، فقال لهم: «أنا أنتمي لتنظيم»، وهو أمر لم يصرّح به من قبل البتة.
في عام 1991 تأسس حزب «التجمع اليمني للإصلاح» كذراع حزبية لجماعة «الإخوان المسلمين»، لكن مشاركة «الإخوان المسلمين» في الحكم في اليمن تعود إلى بدايات حُكم علي عبدالله صالح. فقد أصبح علي محسن الأحمر راعي جماعة «الإخوان المسلمين» من داخل المؤسسة العسكرية، في حين صار الشيخ عبدالله الأحمر الراعي القبلي للجماعة. وبذلك نشأت الشراكة الثلاثية للحكم، والتي دامت حتى عام 2011. وكان لكل من علي محسن الأحمر والشيخ عبدالله الأحمر وقيادات «الإخوان المسلمين»، مثل الزنداني، أجندتهم الخاصة ورغبتهم في السيطرة، ولذلك حصلت بينهم منافسات في بعض الأوقات.
وفي عام 2011 شعر «الإخوان المسلمون» بأنهم في حاجة إلى محاصرة علي صالح، فذهبوا للتفاهم مع الحوثيين. وتمت عدة لقاءات وخرجوا باتفاق من 12 نقطة. «الإخوان» حينها كانوا بحاجة لحليف استراتيجي، لكن بعد المبادرة الخليجية رأى «الإخوان» أن أمامهم فرصة للسيطرة على الدولة من دون الحاجة للحوثيين، فتراجعوا عن الاتفاق، ثم فتحوا جبهات مسلحة على الحوثيين في حجة ثم الجوف وفي دماج، التي كانت مركزاً تعليميا مهماً للسلفية عموماً وللسلفية الجهادية على وجه الخصوص. وبعد سقوط صنعاء حصل حوار آخر بين «الإخوان» وجماعة الحوثي. كان غرض «الإخوان» إنقاذ ما بقي لهم من مؤسسات وقيادات، وأن يرسلوا رسالة بأنهم ما زالوا فاعلين وقادرين على فرض الحوار مع الحوثيين. لكن في تلك المرحلة فقط رفض الحوثيون التحالف معهم.
ويُتهم حزب «التجمع اليمني للإصلاح» بعلاقته مع «القاعدة»، وتتناول هذه الاتهامات علي محسن الأحمر على وجه الخصوص، حيث توثقت العلاقة بين «الإخوان» و«القاعدة» في اليمن خلال السنوات الأخيرة، ومع تعاظم نفوذ الحوثيين، لأن «القاعدة» كانت بالنسبة لهم الأمل الوحيد لموازنة الحوثيين.
وما زال هناك تأثير لعلي محسن الأحمر ولحميد الأحمر على العناصر الإخوانية الموجودة في اليمن، من خلال المال وشبكة العلاقات. وما زال كل منهما ــ وبشكل خاص علي محسن ــ قادراً على تحريك خلايا «القاعدة» في اليمن. كذلك ما زال لـ«الإخوان المسلمين» التأثير القوي بسبب الأرضية الثقافية التي نشروها خلال العقود الماضية، والقيادات العسكرية التي ما زالت منهم، والموظفون من الدرجة الثانية والثالثة في الدولة، وبعض قنوات الإعلام التي لا تزال تحت سيطرتهم، والجامعات والمدارس الأهلية، والاستثمارات الهائلة التي لديهم، وبعض المشايخ الموالين لهم، مثل الشيخ الحنق في أرحب وأمين العكيمي في الجوف وبعض المشايخ الآخرين من مأرب وعبيدة.
لقد استفادت دول الخليج مما حصل في اليمن في كونها تخلصت من نفوذ «الإخوان المسلمين» وسيطرتهم على «الدولة» اليمنية، في الوقت الذي أصبحت فيه الدول الخليجية تمتلك ترسانة مسلحة لا نظير لها مقارنة بقدرات الإخوان المسلمين في أي مكان آخر من العالم. فقد كان حزب «الإصلاح» دولة في «لا- دولة». كان يسيطر على مؤسسات حكومية سيادية، وعلى كتائب عسكرية وميليشيات قبلية، وقد ضعف كثيراً مع تعاظم قوة الحوثيين، والذين أسهمت «عاصفة الحزم» في إضعافهم، لكن «الإخوان» الآن يحاولون العودة من جديد مستفيدين من نتائج «عاصفة الحزم».

حرب «الإخوان»!
في الحوارات التي يجريها عبدالمجيد الزنداني، يؤكد أنه يقف إلى جانب المقاومة، كما أن قادة من حزب «الإصلاح» يقولون إن من يحدد مستقبل اليمن السياسي ومن يحكمه هو الشعب اليمني نفسه. وهم الآن يقولون «قدمنا شهداء»، والزنداني عرض نفسه كبطل، وكمحرك سياسي. وفي الأيام الماضية قاموا بمسيرات استعراضية في صنعاء، وتعرض بعض كوادرهم للمداهمة والاعتقال من قبل الحوثيين.
قدم إخوان الخليج لإخوان اليمن هدية، عبر سعيهم في وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي لترسيخ تصور مفاده أنّ الدول الخليجية قامت بـ«عاصفة الحزم» لتحمي نفسها من تمدد النفوذ الإيراني، ولتستعيد السعودية علاقتها بالإسلام السياسي، تبعًا لذلك. وعلى هذا الأساس - حسب هذه الزعم - فإن التعامل مع المكوّن السني هو الأساس الذي تقوم عليه العاصفة، مما سوف سيفضي إلى التعاون مع أنشط العاملين من المذهب السني في اليمن، وهو «التجمع اليمني للإصلاح».

لكن كيف ينظر «الإخوان» إلى عاصفة الحزم؟ وكيف يصورونها ويستخدمونها؟ ينظر الإسلاميون للعاصفة على أنّها فرصة لاستعادة دورهم، عبر ترسيخ الفكرة القائلة بأنّ المشرق الإسلامي السني يُتهم بالإرهاب، وذلك لصالح الشيعة، لذا يجب التعاون مع «الإخوان المسلمين» لمواجهة هذا الخطر، سواء في اليمن أو سوريا أو العراق، والتنسيق مع تركيا السنية، بدعوى وجود ثغرات في أمن الخليج، فالصفويون يفوزون لأننا انشغلنا بـ«الإخوان»؟ وهكذا يقدم الإسلاميون أنفسهم كشركاء في «عاصفة الحزم»، فوجود محسن الأحمر، ومشاركة آل الأحمر في مؤتمرات الحوار في السعودية وقطر، وفرار الزنداني.. كل ذلك شجّع على عقد هذه المؤتمرات.
بعد وصول الزنداني إلى الرياض، قدّم نفسه كبطل وصاحب كرامات، وكقائد للمقاومة. كما أنه منذ أن بدأت «عاصفة الحزم» وحتى بعد الانتصار في تحرير عدن، تتابعت الإشارات والهجمات من «إخوان» السعودية والخليج على دولة الإمارات العربية المتحدة.

سيناريوهات وجهود
والسؤال الآن: ما هي خيارات التعامل مع الإصلاح؟
السيناريو الأول (رؤية إخوانية): منح حزب «الإصلاح» القيادة بوصفه رأس «السنّة» في اليمن. وهذا سيسهم في تقوية الزيدية وتيار الحوثي، ويعمق المشكلة الطائفية وجراحات الحرب في اليمن.
السيناريو الثاني: قمع «الإصلاح»، وتصنيفه كجماعة إرهابية، مما يدفعه نحو التحول إلى «القاعدة».
السيناريو الثالث: «الإصلاح»، شأنه شأن الجماعات المؤثرة في العهد السابق، سواء الحوثيون أو «المؤتمر الشعبي العام» بقيادة علي صالح، أو البيوت المرتبطة بأي من هذه القوى، لا يمكن إقصاؤه، لكن لا يمكن إعادة دعمه وتقوية نفوذه، بل يسمح له بأن يأخذ وزنه الطبيعي، لكن وفق قواعد الحياة المدنية الجديدة، التي تمنع استغلال الدين والطائفية وتستوعب الجميع.
مع تعاظم دور «القاعدة» و«داعش»، فإن علينا أن نقلق من مستقبل قاتم ومعتم، قد يجعل من قوات التحالف على الأراضي اليمنية، والقوات الحكومية، هماً وشغلاً لهذه التنظيمات. وعلينا أن نتذكر دائماً أن انتعاش الإسلام السياسي في أي بلد يتساوى دائماً مع انتعاش المنظمات المسلحة.
وأخيراً، لكي يتعافى اليمن، ويكون مؤهلاً للتماسك والحفاظ على وحدته، فإن جهوداً جبارة كبرى لابد أن تبذل، ولسنوات طويلة، فهذه الأمة المهددة بالمجاعة، والمحطمة التي تفتك بها الأحقاد والثارات القبلية والجهوية والمناطقية، تحتاج إلى مواجهة ذاتها والتصالح مع نفسها عبر مواجهة الماضي الأليم، وتجاوزه، لكن اليمن لن يتمكن من ذلك وحيداً، بل سيحتاج إلى دعم كبير وهائل وتنمية مستدامة، وإعادة إعمار وبرامج تأهيل، وأموال طائلة، يبدو أن مجلس التعاون الخليجي هو من سيتكفل بعبئها الأكبر.

وفي حال سعى اليمنيون الجنوبيون، وهو أمر لا يتمناه المحبون لليمن، ومع تعاظم دور الحراك الجنوبي، وكثير من قيادات المقاومة، إلى فرض الانفصال عن الشمال، وجعله واقعاً، فإن دول «التحالف العربي» لن تخوض حرباً من أجل يمن موحد، فالتاريخ منذ مئات السنين يؤكد لنا حقيقة تاريخية ملخصها: أن اليمن وحل لا يمكن لمن توغل فيه الخلاص من آثاره.

الأكثر أهمية من كل هذا هو أن حرب تحرير اليمن درس للجميع، ليس لليمنيين قوى وأفراداً وقبائل فحسب، بل حتى لدول التحالف. علينا أن نحسب الخسائر والمكاسب، ونقدر الاحتمالات وحجم المخاوف والمهددات، والحقائق والوقائع على الأرض، والمصالح الاستراتيجية التي تحققت أو تم الحفاظ عليها.
وما هو جدير بالاعتبار والتفكر والدراسة والقلق أيضاً، أنه منذ يوم 26 مارس الماضي، فإن دول «التحالف العربي» قد أصبحت مسؤولة وشريكا في كل ما يجري في اليمن حاضراً ومستقبلاً ولسنوات طويلة. لكن هل هذا يعني أن تعيش هذه الدول تأنيب ضمير مزمن، إثر كل إخفاق متوقع أو ارتكاس لجهودها ومساعيها النبيلة؟ التاريخ يجيبنا بأن المراس والواقعية والإيمان الراسخ بحماية المصالح الاستراتيجية من دون غيره، هو ما يجعل الدول أكثر مناعة من أن تكون عرضة لتأنيب الضمير، تلك الآفة المدمرة التي تجعل الدول وقياداتها مشوشة ومترددة وعرضة للاستغلال والابتزاز.

* منصور النقيدان - كاتب سعودي
عن صحيفة الاتحاد الإمارتية ..

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
قديم 08-13-2015, 04:30 PM   #2
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


قوائم أسماء جنود ألوية عسكرية للجيش اليمني في الجنوب تكشف حقائق مرة


صورة تضم اسماء جنود اللواء 25 ميكا واخرى من اللواء 15 الذي كان يتواجد بزنجبار



الأربعاء 12 أغسطس 2015 10:51 مساءً
زنجبار ((عدن الغد)) خاص:
الجيش اليمني

الجيش اليمني هي القوات الأرضية القتالية التابعة لليمن. والقائد الأعلى للقوات المسلحة هو رئيس الجمهورية اليمنية، ويمتلك الجيش اليمني قوات تبلغ 60,000 جندي.بدأت اليمن حالياً باستخدام نظام تور للحماية الجوية.
الحرب الأهلية عام 1994



حرب صيف 1994 وتعرف أيضاً بحرب 1994 أو حرب الانفصال اليمنية ،هي حرب اهلية اندلعت في اليمن صيف 1994 بين شهري مايو ويوليو بين الحكومة اليمنية في صنعاء والحزب الاشتراكي اليمني في عدن نتيجة لخلافات إمتدت منذ عام 1993 بين الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم الجنوب والمؤتمر الشعبي العام الذي كان يحكم الشمال وبعد اندلاع الحرب قام الحزب الاشتراكي بالمطالبة بالانحلال أو الانفصال لـ اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي من دولة الوحدة اليمنية التي قامت في عام 1990 بين اليمن الجنوبي بما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ممثله بالحزب الاشتراكي اليمني واليمن الشمالي بما كان يُعرف بالجمهورية العربية اليمنية ممثله بالمؤتمر الشعبي العام.

انتهت الحرب في 7 يوليو بهزيمة القوات الجنوبية وهروب معظم القادة الجنوبيين خصوصاً من قادة الحزب الاشتراكي اليمني للمنفى في الخارج ودخول القوات الشمالية وقوات جنوبية مواليه لها لعدن وهنا نشاء الجل حول نتيجة الحرب حيث يعتبره الكثير من الجنوبيين احتلالاً في حين اعتبرته الحكومة في صنعاء ممثله بالمؤتمر الشعبي العام والموالين له تثبيتاً لدولة الوحدة اليمنية وقضاء على الدعوات الانفصالية.
حرب الحوثيين
مرت أحداث صعدة بمراحل كان اخرها ما يسمى اليوم بالحرب السادسة في أغسطس 2009 والتي أعلنت فيها الحكومة اليمنية تصميمها على "إنهاء كل ما يتعلق بالحوثيين والجماعات المتمردة" ويبدو أنها الأشد من نوعها بين الطرفين كما أنها مستمرة حتى اليوم.


على الرغم من أن الحوثيين كان لهم مذهبهم الخاص منذ عام 1986 عندما تأسس تيار اتحاد الشباب المؤمن على يد صلاح أحمد فليتة والذي تعلم على يد مجد الدين المؤيدي وبدر الدين الحوثي وكان متأثرا بالثورة الإيرانية الا أن سياسة الحزب الحاكم لم تكن تلق أهمية لنمو هذا التيار لاسيما أنه كان يفيدهم ضد التنظيمات السنية المتطرفة من المذاهب الأخرى وخاصة المذهب الوهابي الذي ينظر إليه الحزب الحاكم بأنه مذهب متطرف. بالرغم من جهود الحكومة مؤخرا لانهاء هذا الصراع بوسيلة الترهيب والترغيب إلا أن بقاء الحرب طوال هذه الفترة يؤكد غموضا كامننا ورائها إذ تلجأ الحكومة أحيانا إلى إتهام جهات خارجية بدعم الحوثيين مثل إيران كان اخرها العثور على مخازن أسلحة إيرانية الصنع بحسب بيانات الحزب الحاكم في أغسطس 2009. تتهم الحكومة "المتمردين" بمحاولة إنشاء إمامة إسلامية وفقا للمذهب الزيدي، وتصفهم غالباً بالمتطرفين والإرهابيين بينما يؤكد الحوثيون حقهم في الدفاع عن أنفسهم ضد ما أسموه "النظام الدكتاتوري الفاسد" الذي يحاول القضاء على مذهبهم. خلفت الاحداث حتى الآن أكثر من 4000 قتيل من الطرفين ودمارا في البنية التحتية لمدينة صعدة بالإضافة إلى عشرات الالاف من المشردين من مواطنهم.


تفاقمت الأحداث خاصة بعد أحداث 1994 التي كانت تدعو لانفصال الجنوب عن الشمال والعودة لما قبل الوحدة اليمنية فقد أصبح هناك مشروع مشترك يمكن لكل من قادة الحراك في الجنوب وجماعات الحوثي في الشمال تأكيد ضرورة الاستقلالية عن الحكومة الحالية بالإضافة إلى اسباب مساعدة أخرى مثل الفساد المالي والإداري والفقر الذي تعيشه اليمن مقارنة بدول الخليج التي لعبت دورها أيضا في دعم حرب 1994 المؤيدة للانفصال.
العتاد العسكري
دبابات قتال رئيسية
• تي-54/تي-55- الاتحاد السوفيتي
• تي-62- الاتحاد السوفيتي
• إم-60 باتون- الولايات المتحدة
• تي-72- روسيا
مركبات استطلاع
• 125 بانهارد أي-أم-أل- فرنسا
• 50 بي دي أر إم-2- الاتحاد السوفيتي
• 60 بانهارد أي-أم-أل 245- فرنسا
مركبات قتال مدرعة
• بي إم بي-1- الاتحاد السوفيتي
• بي إم بي-2- الاتحاد السوفيتي
ناقلات جند مدرعة
• إم 113- الولايات المتحدة
• بي تي أر-40- الاتحاد السوفيتي
• بي تي أر-60- الاتحاد السوفيتي
• بي تي أر-152- الاتحاد السوفيتي
• هامفي- الولايات المتحدة
المدفعية
هاون:
• هاون أل-16 88مم- المملكة المتحدة
• 95 بانهارد أي أم أل- فرنسا
مدفعية ذاتية الحركة:
• 2أس1- الاتحاد السوفيتي
مدافع هاوتزر:
• أم-46- الاتحاد السوفيتي
• دي-20- الاتحاد السوفيتي
• أس-23- الاتحاد السوفيتي
مدفعية صاروخية
• أر أم-70- روسيا
• 280 بي أم-21- الاتحاد السوفيتي
• 30 بي أم-13- الاتحاد السوفيتي
• 30 بي أم-14- الاتحاد السوفيتي
• بي أم-24- الاتحاد السوفيتي
• 13 بي أم-27- روسيا
صواريخ أرض-أرض
• 10 أو تي أر-21- الاتحاد السوفيتي
• 12 أف أر أو جي-7- الاتحاد السوفيتي
• سكود- الاتحاد السوفيتي
مدافع مضادة للطائرات
• 200 زيد يو-23-2- الاتحاد السوفيتي
• 40 زدأس يو-23-4- الاتحاد السوفيتي
• 61-كاي- الاتحاد السوفيتي
• 120 أس-60- الاتحاد السوفيتي
• Bofors 40 mm gun- السويد
صواريخ أرض - جو
• 200 أس أيه-7- الاتحاد السوفيتي
• 120 أس أيه-9- الاتحاد السوفيتي
• أس أيه-125- الاتحاد السوفيتي
• 12 تي أو أر-M1- روسيا
• 9كاي31 Strela-1- الاتحاد السوفيتي
• تانجوسوكا M1- روسيا
• بي-15 تيرميت- الاتحاد السوفيتي
أذرع نارية صغيرة
أذرع رشاشة:
• أيه كاي ام اس- الاتحاد السوفيتي
• ايه كاي 74- الاتحاد السوفيتي
• إيه كي-47- الاتحاد السوفيتي
• طراز 56- الصين
• اس كاي اس- الاتحاد السوفيتي
• ام60 رشاش- الولايات المتحدة
• هيكلر وكوخ جي3- ألمانيا الغربية
• ايه كاي ام- الاتحاد السوفيتي
أذرغ قنص:
• قناص اس في دي- الاتحاد السوفيتي
مطلقات القنابل:
• مطلقة القنابل ام79- الولايات المتحدة
مسدسات آلية:
• ان اس في (مسدس آلي)- الاتحاد السوفيتي
• DShK- الاتحاد السوفيتي
• أيه كاي أم- الاتحاد السوفيتي
• ام60 رشاش- الولايات المتحدة
مضادات دبابات
• 3ام11 فلانجا- الاتحاد السوفيتي
• بي جي إم-71 تاو- الولايات المتحدة

المزيد


كشفت قوائم أسماء جنود بالوية عسكرية يمنية كانت ترابط بمدن الجنوب حقيقة تغييب الجنوبيين عن قوام هذه القوات لسنوات مضت .


وتظهر قوائم أسماء جنود من اللواء 25 ميكا بمدينة زنجبار تحصلت عليها "عدن الغد" بمقر اللواء 15 بزنجبار عقب هروب ميليشا الحوثي منه قبل أيام ان غالبية جنود اللواء الذي كان يعرف باسم اللواء 25 ميكا هم من محافظات الشمال .

ونثرت عشرات الاوراق التي تضم أسماء جنود اللواء وبمتابعة الأسماء يتضح ان غالبية القوة العسكرية لهذا اللواء كانت من محافظات الشمال .

ولسنوات طويلة ظل الجنوبيون يقولون بان نظام صالح عزز وجود قوات عسكرية ضخمة غالبيتها المطلقة من أبناء محافظات الشمال في مدن الجنوب لكن نظام صالح كان يرفض الاعتراف بذلك ويؤكد ان جميع القوات مشكلة من جنوبيين وشماليين .



اقرأ المزيد من عدن الغد | قوائم أسماء جنود ألوية عسكرية للجيش اليمني في الجنوب تكشف حقائق مرة ط¹ط¯ظ† ط§ظ„ط؛ط¯ | ظ‚ظˆط§ط¦ظ… ط£ط³ظ…ط§ط، ط¬ظ†ظˆط¯ ط£ظ„ظˆظٹط© ط¹ط³ظƒط±ظٹط© ظ„ظ„ط¬ظٹط´ ط§ظ„ظٹظ…ظ†ظٹ ظپظٹ ط§ظ„ط¬ظ†ظˆط¨ طھظƒط´ظپ ط/////ظ‚ط§ط¦ظ‚ ظ…ط±ط©
  رد مع اقتباس
قديم 08-26-2015, 02:58 PM   #3
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي حضرموت "والجنوب العربي "واليمن"

مستقبل الصراع اليمني بعد تراجع نفوذ "الحوثيين"


الأحد 23 أغسطس 2015 08:04 مساءً
القاهرة - ((عدن الغد)) / المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية


دخل الصراع اليمني مرحلة جديدة بعد الإعلان عن عملية السهم الذهبي في 14 يوليو 2015، وما ارتبط بتلك العملية من إنهاء تواجد الحوثيين وحلفائهم المحسوبين على الرئيس السابق علي عبد الله صالح داخل عدن في 17 يوليو 2015. إذ إن استعادة عدن شكَّل مدخلا جوهريًّا لتعزيز شرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من قوات التحالف بقيادة المملكة السعودية. وكان من شأن هذا التعزيز للشرعية إحداث تغيرات في معطيات الصراع، فمساحة الأراضي التي يُسيطر عليها تحالف الحوثيين وصالح آخذة في التراجع بوتيرة متسارعة، في ظل طموحات وتحركات قوات المقاومة الشعبية والتحالف في مرحلة ما بعد عدن نحو فرض السيطرة على مناطق أخرى في جنوب ووسط اليمن، تمهيدًا لاستعادة العاصمة صنعاء.

ما بعد عدن:

منذ انطلاقها، وبدت عمليةُ السهم الذهبي غير مقتصرة على عدن، حيث ذكر اللواء عبد الله الصبيحي -قائد قوات عملية السهم الذهبي- عقب استعادة عدن، أن القوات ستتحرك لاستعادة مناطق أخرى كلحج وأبين وتعز وإب. وعطفًا على هذه الرؤية كانت تحركات التحالف وقوات المقاومة الشعبية محكومة بضرورة تحرير المزيد من الأراضي كآلية للضغط على الحوثيين وحلفائهم، ولذا تعرضت خرائط النفوذ لتغيرات كبيرة، لا سيما مع إعلان قوات الرئيس عبد ربه منصور هادي يوم 10 أغسطس 2015 عن سيطرتها التامة على محافظة أبين الجنوبية، وهو ما أعطى للقوات الموالية للرئيس منصور هادي النفوذ الأكبر في جنوب اليمن.

وبوجه عام تكشف التطورات العسكرية للصراع (في مرحلة ما بعد تحرير عدن) عن دلالتين رئيسيتين:

أولا- جغرافيا الصراع: بالرغم مما يبدو عليه الصراع في صورته الراهنة على أنه صراع مناطقي بين الجنوب الخاضع بشكل كبير لسيطرة القوات الموالية للرئيس منصور هادي والشمال (الخاضع لسيطرة تحالف الحوثيين وعبد الله صالح)، فقد سعت القوات الموالية للرئيس منصور هادي إلى تبديد هذه الصورة النمطية عبر التوسع في المعارك في الوسط والشرق. فقد فتحت عملية السهم الذهبي المجال لسيطرة قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني (المواليين للرئيس منصور هادي) على إقليم عدن بالكامل، والمتضمن محافظات عدن ولحج وأبين والضالع. كما أعلنت القوات الموالية للرئيس منصور هادي يوم 15 أغسطس 2015 عن سيطرتها على محافظة شبوة. ويسيطر الجيش الوطني اليمني على محافظتي المهرة وحضر موت، باستثناء مدينة المكلا التي لا تزال خاضعة حتى الوقت الراهن لنفوذ تنظيم القاعدة. وبالتوازي مع هذه المعارك، فإن معارك أخرى تدور في مأرب شرقًا، وفي تعز والبيضاء وإب بوسط اليمن.

وفي هذا الإطار، تبدو ثمة مناطق استراتيجية حاكمة في الصراع الدائر حاليًّا، أهمها تعز التي تُعد المحور الأساسي الذي يمكن من خلاله الانتقال إلى الشمال، وتعزيز قوات منصور هادي في الجنوب، ناهيك عما تمثله تعز من أهمية استراتيجية في خطط استعادة العاصمة صنعاء وتقويض النفوذ الحوثي.

ثانيًا- الاستراتيجية العسكرية: حيث دشنت عملية السهم الذهبي لاستراتيجية عسكرية مغايرة من جانب قوات التحالف (بقيادة السعودية) والقوات الموالية للرئيس منصور هادي، هذه الاستراتيجية تستند إلى التنسيق والتداخل بين الهجمات الجوية لقوات التحالف والقوات المدربة المنتشرة على الأرض. وتجلت هذه الاستراتيجية أثناء عملية تحرير عدن، فقد اعتمدت العملية على عناصر عسكرية يمنية تلقت تدريبها في المملكة السعودية، وتم إمدادها بأسلحة متطورة من المملكة والإمارات. وبالتزامن مع تحركات هذه العناصر اليمنية واشتباكها مع الميليشيات الحوثية، كانت مقاتلات التحالف توفر غطاء جويًّا للقوات، وتعرقل التعزيزات القادمة للحوثيين من المناطق الأخرى، مثل تلك التي كانت قادمة من البيضاء وأبين، بالإضافة إلى الدعم العسكري النوعي المتمثل في عملية إنزال مظلي لأسلحة متنوعة تضمنت "آر بي جي" وصواريخ "لو" بنوعيها الموجهة والمحمولة لتدمير الدروع والدبابات.

واستمرارًا لهذه الاستراتيجية، قامت قوات التحالف في 4 أغسطس 2015 بعملية إنزال جوي لأسلحة في منطقة الضباب بمدينة تعز لتقديم الدعم التسليحي لقوات المقاومة الشعبية بقيادة حمود سعيد المخلافي، وفي الشهر ذاته عبرت نحو 100 آلية عسكرية سعودية الحدود اليمنية لنقل جنود يمنيين تم تدريبهم في المملكة السعودية بهدف المشاركة في العمليات القتالية ضد الحوثيين في مأرب وشبوة. كما أن بعض التقارير تحدثت خلال الفترة الماضية عن مشاركة قوات برية إماراتية في المعارك بجنوب اليمن.

بالإضافة إلى ذلك الدعم؛ فإن قوات التحالف تقوم بتوجيه ضربات مستمرة لمناطق تجمعات الحوثيين، وتعيق مسارات الإمداد الخاصة بهم، ومن ضمن هذه المسارات محافظة الحديدة الساحلية التي يوظفها الحوثيون لتمرير تعزيزات إلى تعز، وهو ما دفع البوارج البحرية التابعة لتحالف دعم الشرعية إلى القصف المتكرر لمواقع عسكرية تابعة للحوثيين في مناطق من قبيل الدريهمي جنوب ميناء الحديدة. ولا يمكن إغفال أن الهدف الرئيسي من هذه العمليات مساندة قوات المقاومة الشعبية في تعز، وفرض السيطرة التامة على المناطق الساحلية، كما أن تقدم القوات البحرية التابعة للتحالف في هذه المنطقة قد يكون تمهيدًا لعملية إنزال بحري عن طريق شواطئ مديرية الدريهمي للمشاركة في استعادة محافظة الحديدة من الحوثيين.


مستقبل المفاوضات:

أحدثت عمليةُ السهم الذهبي تحولا هائلا في موازين القوى، فخلال الشهور الماضية ظل الحوثيون يعوّلون على أفضليتهم الميدانية بصورة أدت إلى إخفاق محادثات جنيف خلال شهر يونيو الماضي. بيد أن هذه الأفضلية باتت (في ظل المعطيات الراهنة للصراع) معرضة للتقويض. وفي هذا السياق تبدو المواقف المعلنة من زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي والرئيس السابق عبد الله صالح معقدة، فكلاهما يصدر تصريحات منتقدة للرئيس منصور هادي وقوات التحالف بقيادة الرياض. وبالتوازي مع هذه الانتقادات فإن ثمة مرونة طرأت على موقفهما من المفاوضات، وقد دلل على هذا الأمر دعوة عبد الله صالح لإيقاف الحرب من خلال البيان الذي نشره يوم 16 يوليو 2015 على الفيسبوك، وكذلك تصريح زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي يوم 3 أغسطس 2015 "أن الحلول السياسية كانت ولا تزال متاحة وممكنة". فضلا عن مؤشرات التراجع عن المواقف السابقة على غرار الموقف من قرار مجلس الأمن 2216.

وسيؤدي الاستمرار في النهج العسكري إلى إشكاليات جوهرية لطرفي الصراع، إذ إن اعتماد تحالف دعم الشرعية على قوات يمنية متنوعة التوجهات أمر محفوف بالمخاطر، لا سيما مع مطالب البعض بانفصال الجنوب اليمني. كما أن انتشار السلاح بصورة غير مسبوقة قد يؤدي إلى تعزيز أدوار الفاعلين الآخرين من غير الدولة (على غرار النموذجين السوري والليبي) بصورة ستؤدي إلى انعدام الاستقرار بشكل دائم، وتنامي نفوذ التنظيمات الإرهابية (القاعدة، والدولة الإسلامية) داخل اليمن، وبالتبعية امتداد هذه التهديدات لدول الجوار. بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن استمرار الصراع سيؤدي إلى المزيد من التدهور للأوضاع الإنسانية في اليمن.


ومن جهةٍ أخرى، فإن تكلفة الاستمرار في المسار العسكري ستكون باهظة بالنسبة للحوثيين وحلفائهم؛ حيث إن مساحة نفوذهم تتعرض للتقلص بوتيرة متسارعة، ومعها تتراجع قدراتهم التسليحية، لا سيما مع الحصار البحري المفروض عليهم من قوات التحالف لمنع وصول المساعدات لهم من الخارج. علاوة على ذلك؛ فإن التعرض لخسائر عسكرية قد يُفضي إلى انقسامات في صفوف تحالف الحوثيين، وتراجع الحاضنة المجتمعية المؤيدة لهم، وخاصة في شمال اليمن. ومن هذا المنطلق يمكن أن تقدم المفاوضات الجارية في سلطنة عمان المدخل الرئيسي للحوثيين وعبد الله صالح للخروج من الصراع بمكاسب سياسية تضمن لهم البقاء في المعادلة السياسية وعدم الاستبعاد.
وسيظل في التحليل الأخير، من غير المنطقي التعاطي مع الصراع اليمني كمعادلة صفرية، فالمعارك لن تؤدي في نهاية المطاف إلى القضاء كليًّا على التواجد الحوثي في اليمن، كما أن الحوثيين وحلفاءهم لن يتمكنوا من الاحتفاظ بالسلطة لفترة طويلة. ومن ثم سيكون من الأفضل البحث عن صيغة توافقية لتسوية الصراع تستدعي في الوقت ذاته توافقًا بين القوى الإقليمية المنخرطة في الصراع (علي وجه التحديد السعودية وإيران) لتهدئة الأوضاع في اليمن.

محمد بسيوني عبد الحليم
باحث في العلوم السياسية



اقرأ المزيد من عدن الغد
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas