المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الطب والأسره > سقيفة الأسره
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


الآم الواقع (قصة روووووعه)

سقيفة الأسره


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-10-2006, 07:11 PM   #1
دمعة حزن
غير مسجل


افتراضي الآم الواقع (قصة روووووعه)

آلآم الواقــــــــع

ملاحظه قبل قراءة القصه:
.. القصه مزيــج من الواقع والحقيقه والخيال .. هناك مشاهد واقعيــه وأخــرى حقيقيه .. وأخـرى قـد لا تحدث الا بالخيــال فقــط وهناك مشاهد دراميه خياليه ايضا ، ولكن .. جميع الاوضاع النفسيه لابطال القصه أوضاع من صميم الواقع بغض النظر عن طبيعة المشاهد المعاشــة .. كاتب القصة (حارس الارواح)

رفعت مريم عينها لفوق ، واطالعت الساعه المعلقه على جدار غرفة نومها ، وكانت الساعه تشير تقريبا للخامسه صباحا . وبعد ثواني من التأمل في عقارب الساعه ... نزلت مريم عيونها باتجاه الارض ، والضيق والالم والحسره واضحين بملامحها ..

رجعت مريم بذاكرتها الى ماضي قريب ... قبل ست شهــور تقريبا ... وبالتحديد في فبراير من سنة سبع وتسعين ( 1997 ) .. يوم ما دخلت عليها أمها الغرفه وقالت الها :
ام مريم : مريم ... بغيتج بموضوع مهم ..

سالتها مريم باهتمام :
مريم : موضوع شوه اميه ؟!

قعدت ام مريم على الكرسي المقابل وقالت :
ام مريم : شوفي يا مريم ... انتي والحمدالله اتخرجتي من الجامعه قبل شهر واحد .... صح ..
ردت عليها مريم بهدوء :
مريم : هيه صـح ... اتخرجت في الفصل الدراسـي الاول.. وبعدني ما اشتغـلت ؟!

ضحكت ام مريم وقالت :
ام مريم : انزين توج متخرجه ....ما صارلج شهر واحد وتبين تشتغلين على طول .. وعلى الاقل... ريحي شوي ...

ومع بابتسامه ممزوجه بالضيق قالت مريم :
مريم : شو اسوي .. خايفه اقعد وقت طويل وانا ما مشتغله .. وساعتها.. بعاني من الملل ووقت الفراغ الطويل ... وربيعاتي اللي اتخرجوا قبلي قالولي مآسي عن حالتهم بعد التخرج ... سائت حالتهم النفسيه بشكل فظيع .. خصوصا في السنة الاولى اللي تلي التخرج ..

حركت ام مريم كتوفها وهيه تسأل :
ام مريم : يعني اللي يشتغلون ....حالتهم احسن ؟


وبهدوئها المعتاد قالت مريم :
مريم : اكيد ... على الاقل ايلاقون شي يشغلهم ويقضي وقت فراغهم ...

سكتت ام مريم ثواني ثــم قالت :
ام مريم : كلامج صحيح ... موزه بنت جارتنا متخرجه قبل سنتين وقاعده في البيت .. وامها اتقول انها وايد تعبانه نفسيا .. واتقول ان السنه الاولى بعد التخرج اتعذبت معاها وايد ... مع ان موزه كانت دوم اتحن واتقول متى بتخرج ..

ابتسمت مريم وهيه اتقول :
مريم : صدقج يا اميه .. يوم كنا ندرس في الكليه ... كنا دوم انفكر وانقول متى بيي اليوم اللي نتخرج فيه .. ويوم اتخرجنا نتمنى نرجع ولو يوم للحياه الجامعيه بكل ما فيها من متاعب .... حنينا للكليه وبنات الكليه .. حنينا للمحاضرات والدكاتره .. الطيبين منهم والغلسين ...

سكتت مريم لحظات وبعدها تابعت :
مريم : اتذكر يوم كنت في السنه الثانيه بالكليه .. كنت دوم احن وازن على اربيعتي واقولها متى بنتخرج ... وهيه دوم تبتسم واتقولي : يا مريم .. لا تفكرين بها الموضوع بتاتا .. وعيشي يومج بكل حلاوته .. وصدقيني... مافيه اسرع من الايام .. وما بتوعين الا وانتي متخرجه .. وقاعده في بيتكم .... وساعتها بتتمنين ترجعين ولو ساعه وما بتقدرين ...

وبابتسامه خفيفه ردت عليها امها :
ام مريم : ربيعتج معاها كل الحق ... الانسان لازم ايعيش يومه .. ويترك المستقبل بكل ما فيه لتصريف الخالق ..

حركت مريم راسها باشارة الايجاب وقالت :
مريم : صدقتي يا اميه صدقتي ..و

قاطعتها ام مريم وقالت :
ام مريم : خذتنا السوالف ونسيتيني الموضوع اللي كنت ناويه اقوله ..

سألتها مريم باهتمام متزايد:
مريم : هيه صدق .. شو الموضوع......

صمتت ام مريم لحظات ثم قالت :
ام مريم : الموضوع هذا مرتبط بالموضوع اللي كنا اناقشه قبل شوي ..

استغربت مريم من كلام امها وقالت :
مريم : ما فهمت ..شو علاقة موضوعج ... بموضوع الملل والضيق اللي يعقب التخرج ..

ابتسمت ام مريم وقالت :
أم مريم : بوضحلج اكثر .. كيف تقدر البنت انها تكسر الملل والفراغ بعد التخرج ..

فكرت مريم دقيقه وقالت :
مريم : أحسن حل انها تشتغل او ..

قاطعتها امها وهيه اتقول :
ام مريم : او شوه .

سكتت مريم لحظات وهيه اتفكر ، وهمت انها اتجاوب ... لكن امها سبقتها وكأن الصبر نفذ منها وقالت :
أم مريم : انها اتعرس .. وفي ها الحاله بتلتهي بالريل والعيال ... .

بدت الدهشه واضحه على ملامح مريم وهيه اتقول :
مريم : يعني... تبيني اعرس ..

ردت ام مريم وهيه اتحرك ايدها :
ام مريم : هيه .. شوفيها لو عرستي .. وانتي مب صغيره.. وانا يوم كنت بسنج كنت معرسه وعندي عيال ...

سكتت مريم لحظات اطول وهيه اتفكر .. وفي النهايه جاوبت بحذر :
مريم : . افهم من كلامج انه في واحد متقدملي ..

ابتسمت ام مريم وقالت :
ام مريم : طول عمرج ذكيه ... وتفهميني دايما ... كلامج صح ... في واحد متقدملج .. ومتقدملج من زمــــان بعد .. من يوم ما كنت صغيره ..

فتحت مريم عينها من شدة الاستغراب وقالت :
مريم : امي ... انتي شو اتقولين .. كيف متقدملي من زمان ... لا... ومن يوم ما كنت صغيره بعد ... وبعدين انا ما سمعتج من قبل تتكلمين بها الموضوع ؟!

ردت ام مريم بهدوء :
ام مريم : شوفي يا مريم ... انتي ( محيره ) لولد عمج راشد من يوم ما كنتوا صغار .. يعني ابوج عطى كلمه لعمج انج اتكونين زوجة ولده لما تكبرين...

زاد تأثير المفاجاه عند مريم وقالت :
مريم : انا محيره لولد عمري راشد ... اول مره ادري ...

قاطعتها امها وقالت :
ام مريم : والحين دريتي ... شو ردج ...

سكتت مريم لحظات ثم قالت :
مريم : بصراحه يا امي .. انا ما ارتاح ابدا لولد عمي راشد ... وراشد معروف عنه انه لعاب وايد .. وما يقر في البيت دقيقه وحده .. وانا سمعت بعد ... انه يمشي مع شله تعبانه و ..

قاطعتها امها بسرعه وقالت :
ام مريم : ما عليج من هذا كله .. يوم بيعرس بيعقل .. وبيستوي خوش ريال .. وياما رياييل كانوا طايشين ومتهورين قبل الزواج ... وانصلحوا بعده ..

حركت مريم ايدها وردت بانفعال :
مريم : وانا ليش اخاطر وآخذ واحد طايش على أمل اصلاحه بعدين... ليش ما اخذ واحد صالح من البدايه .. بدل الدخول في مغامره مب مضمونة العواقب ..

سكتت امها شوي يوم حست ان كلام بنتها منطقي وقالت بصوت اهدى :
ام مريم : شو انسوي ... الواقع يفرض علينا ها الشي ... ابوج عطى كلمه لعمج وانا اعرفه زين ...لا يمكن يتراجع ابدا عن كلمته ... انتي الحينه اتوكلي على الله وانشا الله ما يصير الا كل خير .. وبعدين هذا ولد عمج .. من لحمج ودمج .. اكيد بيراعيج وبيعطيج كل حقوقج... و بتكسبين اجر كبير لو قدرتي تصلحينه و..

ردت عليها مريم بعد ما خف انفعالها :
مريم : ولو ما قدرت اصلحه .. بشو بيكون مصيري .. بتتحملون ذنبي وعذابي طول عمركم ..

ما عرفت ام مريم بشواتجاوب .. وعشان جذيه سكتت .. ولهذا تابعت مريم وقالت بعد ما خفت من لهجتها :
مريم : يا اميه.. انا ما ابغي اعصي امركم ... وطاعتكم واجبه علي .. وكلامكم على العين والراس .. لكن .. هذا زواج وعشرة عمر... واي خلل في اساسه وقواعده بيتسبب في هدم حياتي الزوجيه كلها.... ويمتد تأثيره على مستقبلي كله ..

جاوبتها امها والصدق يلمع بعيونها :
ام مريم : صدقيني يا بنتي ها الشي مب بيدي ... الشور والامر كله عند ابوج .. وانا... لاحول لي ولا قوه ..

ترددت مريم قبل لاتقول بصوت هادي وايد والخجل بدا ينرسم على وجها :
مريم : انزين ... ليش ما اتزوجوني ولد عمي الثاني ... اخو راشد الصغير حمد ... ماشاالله عليه .. خلوق ومؤدب ودين .. وانا احترمه واعزه وايد و ..

ردت عليها امها بابتسامه خفيفه وقالت :
ام مريم : معاج حق ... بس حمد ( محير ) ومحجوز حق اختج الصغيره ظبيه.

بدا الاحباط واضح على ويه مريم بعد سماعها عن سلسلة الحجوزات وكأنهم قاعدين في شركة طيران ... وقالت :
مريم : اسمحليلي يا اميه اقولج اني ما موافقه على راشد ... وابيج تقنعين ابوي بها الشي .. وانا ما مستعده اخاطر بمستقبلي عشان ....

قطع كلامها صوت طرق خفيف على الباب .. واتحركت ام مريم باتجاه الباب وفتحته ... واول ما انفتح الباب ... دخل عليهم ابو مريم وقال :
بو مريم : السلام عليكم ..

رد ام مريم السلام فقالت :
ام مريم : وعليكم السلام .

وبصوت عالي قال بو مريم :
بو مريم : هاه ام مريم.... خبرتي بنتج عن الموضوع .
ام مريم : هيه خبرتها .. بس ..

قاطعها بو مريم بصوت مرعب وقال :
بو مريم : بس شوه ...

وبصوت خافت قالت ام مريم :
ام مريم : بنتك ما مقتنعه فيه .. واتقوله انه طايش ومتهور و ..

وبصرخه عنيفه قاطعها ابو مريم وقال :
بو مريم : شو ها الكلام ياحرمه.. مقتنعه ولا ما مقتنعه .. هذا ولد عمها ولازم تاخذه .... انا عطيت كلمه لاخوي ولا يمكن اتراجــع عنها ولو على قص ارقبتي.

اتكلمت مريم للمرة الاولى من بداية كلامهم :
مريم : يا بويه.... الله ايخليج .. انا راشد هذا ... ما ارتاحله ابدا و ..

وبصوت اعلى قال بومريم :
بو مريم : شو ها المنكر اليديد اللي منتشر بين بنات اليوم ... هذا ما ارتاحله .. هذا ما داش خاطري ... قلبي عايفنه .... وما ناقص الا اتقول ..هذا ما حبيته و .

قاطعته مريم بصوت باكي :
مريم : يا بويه انا ما قلت جذبه بس ..

قاطعها ابوها بصوت منفعل وقال :
بو مريم : لا بس ولا شي بتاخذين ولد عمج راشد يعني بتاخذينه ... انا كلمتي ما تنزل الارض ابدا .. وانتي الحينه .... تبين على آخر زمن... تفضحين ابوج واتصغرين راسه جدام اخوه ..

سكتت مريم وما عرفت شو اتقول .. وفي ها اللحظه مسكها ابوها من ايدها ، واطالعها بنظره ناريه وقال بصوت حاد ومخيف اختزن فيه كل اصراره :
بو مريم : هاه ... موافقه..

نظرلته مريم بنظره خوف ورعب ... والتفتت صوب امها واطالعتها بنظرات حزينه .. وكأنها تطلب من امها التدخل واقناع ابوها بتغيير رايه ... لكن الام نزلت راسها للارض وهيه تتهرب من نظرات بنتها .. وكأنها اتقول: اسمحيلي يا بنتي ما بيدي شي ... والتفتت مريم مره ثانيه باتجاه ابوها وحطت عينها بعنيه بنظرة توسل... وكأنها تترجى ابوها وتطلب منه الرحمه ... وكأنها اتقول .. ارحمني يا يبا .. ارحمني من مستقبل مظلم ومصير مجهول ..

لكن .. الرحمه ما عرفت طريجها لقلبه .. أو انها موجوده لكن العناد او العقل المتحجر رفض هذا الطلب ..

وفي النهايه نزلت مريم راسها للارض بعلامة الاستسلام لواقع مرير وقالت في النهاية :
مريم : اللي اتشوفه ابوي ..

ابتسم ابوها وقال :
بو مريم : على بركة الله .. الاسبوع الياي بتكون الملجه .. وكلها شهرين بالكثير وبتكونين في بيت ريلج ...

انفتضت جسم مريم وهيه اتقول :
مريم : بها السرعه ؟!

حرك بو مريم ايده وقال :
بو مريم : عمج عوض وايد مستعيل .. يبا يفرح بولده .. وبعدين احنا ما علينا قصور.. وكل التكاليف مقدور عليها ...

حاولت مريم بيأس انها اتأخر كل هذا وقالت :
مريم : يا بويه ... راشد مخلص الثانويه من ثمان سنين .. ولين الحين ما اشتغل و ...

ضحك بو مريم من خاطره وهوه يقول :
بو مريم : وليش يشتغل .. ابوه ماشاالله عليه... عنده مجموعة شركات .. ومع هذا... اطمني.... راشد الحينه يشتغل عند ابوه بوظيفة مشرف عام على جميع مشاريع الشركة ..

حست مريم باحباط بعد ما فشلت ها المحاولة وقالت للمره الثانيه :
مريم : اللي اتشوفه يا بوي ..

سكتت مريم بعد ه الكلمه وغرقت في بحر من التفكير في مستقبل مجهول .. مستقبل فرضه عليها واقعها الأليم .. البنت محجوزه لولد عمها ...
.....وساعتها قالت في خاطرها... وبكل الالم والحزن :


حيرتوني لابن العــم وما دريتوا
................................... انهـــــــا في النفس حســره وضيقه
عقدتوني بحبل واهي وما وعيتوا
................................... انكم قطعتوا كــــل الرجاء و البصيـره
بتزفوني بكل فرحكـم وما علمتوا
................................... أن الكـدر والألــم واقـــع بعيشــــه


ومرت الايام وملجة مريم ... وعاشت ايام الملجه مثل كل البنات ... لكنها عاشتها غير .. لان زوجها كان قليل الزيارات .. شحيح الهدايا ... قليل الاهتمام فيها وبمشاعرها .. وما كانت تسمع منه أي كلام حلو سواء اكان مجامله او حتى كذب ...

لكنها اصبرت على أمل انه يتغير .. وقالت يمكن يتغير بعد العرس ...
وبعد شهرين عرست مريم .. كان العرس ضخم بحق... ومع ان مريم وزوجها راشد من سكان منطقة ( القطاره ) بمدينة العين .. الا ان العرس استوى بخيمه ضخمه في الساحه الكبيره بجوار حديقة العاب ( الهيلي )......

... وطوال الاربع الشهور اللي اعقبت العرس .. ما عاشت مريم الا بكل كدر وضيق والم ... راشد وبدل ما يتغير .. زاد طيشه وتهوره .. ما يقعد في البيت الا وقت الغداء او العشى او النوم .. يعني كفندق لا اكثر .. واصبرت مريم وحاولت اتغيره لكنه كل يوم يستوي اسوأ من اللي قبله ..

غرفة النوم اللي المفروض اتكون مكان للراحه والهدوء .. حولها لاستديو غنائي ... شرايط الاغاني والسيديهات الانجليزيه من ( الروك ) و ( الجاز ) و( الديسكو ) متشره في كل انحاء الغرفه ..

وفي منتصف الغرفه وبمقابل السرير كان هناك جهاز ستريو ضخم وعالي التقنيه .. وفي منتصف الجهاز شاشه كبيره كلها ازار .. ويعمل ها الجهاز بتقنيه متقدمه تسمى الصوت الدائري المحيطي ( DOLBY DIGITAL SURROUND ) ..... وهذا معناه ان الصوت ينتشر بعنف بكل ارجاء الغرفه ... وعلى طرف الغرفه الايمن كانت هناك سماعات صغيره اطلع صوت حاد مثل المطرقه وتسمى بسماعات التردد العالي ( super tweter ) ، وفي الجهه الثانيه اليسرى توجد ساعات حجمها اكبر وترددها واطي ( super woofer ) واطلع صوت يشبه الطبل او مرات يسمونه ( البيس bass )....

وكان كل هذا... يمثل صداع ما ينقطع لمريم ... وحاولت اكثر من مره تقنعه ان ها التصرفات تصرفات شباب طايشين .. مب ريال متزوج وعلى ذمته حرمه ... لكنه كان دايم الاستهزاء فيها .. ويقول : هذي حياتي واعيشها مثل ما احب ...

واليوم ... وبها اللحظه بالذات .. قررت مريم اتحط حد لكل هذا .. لازم اتواجهه .. وتجبره انه يحترمه ويقدرها .. ويمنحها كل حقوقها ..
وو ..
ما قطع تفكيرها .. وحبل الذكريات الطويله اللي كانت هايمه فيها الا صوت الباب وهو ينفتح.... ودخول ريلها راشد للغرفه ..

ولحظتها التفتت مره ثانيه للساعه ولاحظت انها اتجاوزت الساعه سته الصبح .. و قالت :
مريم : صباح الخير ..

جاوبها راشد بابتسامه باهته وساخره وقال بكل ثقل دم :
راشد : وانتي من أهله ؟ّ!

استفزها جوابه واستهزائه وقالت :
مريم : انته عارف كم الساعه الحينه ؟!

رد عليها بكل استهزاء وهوه ايأشربايده على الساعه المعلقه على الجدار ..
راشد : امم .. العقرب الصغير تحت.. وبنص الدايره تقريبا .. والعقرب العود فوق وبنص الدايره بعد ... يعني كم تستوي الساعه ... احزري ... انا اقول يمكن اتكون الساعه ست ...
 
قديم 05-10-2006, 07:12 PM   #2
دمعة حزن
غير مسجل


افتراضي

احمر ويه مريم من كثر الغصه والضيق وقالت بانفعال :
مريم : وليش متأخر لين الحينه ..

ضحك راشد ضحكه طويله و ساخره وقال :
راشد : عشتوا ... مريوم قامت اتعصب واتحاسبني وين ساير ووين ياي ..

وفجاه انفعل راشد وقال :
راشد : انا كم مره قايلج لا تسأليني ها السؤال ... انا انسان حر .. احب اعيش حياتي مثل مابي ... و بحريه كامله ... اطلع واهيت على كيفي .. فهمتي ولا لا ..

حست مريم بخوف من كلامه لكنها قالت باصرار :
مريم : بس انا زوجتك ولي حقوق عليك .... من حقي انك تقعد معاي ... واتراعيني.... واتشوف كل طلباتي الماديه والنفسيه وو ..

قاطعها راشد بضحكه عاليه وايد وقالت :
راشد : الله عليج يا الفيلسوفه .... فكينا بس من فلسلفتج الاجتماعيه ... وخليني ارقد ... تراني اليوم وايد تعبت ...

ردت عليه مريم بهدوء :
مريم : وشوه متعبنك ..

ابتسم راشد بابتسامه خبيثه وهوه يقول:
راشد : من طول القعده .. وعلى فكرى ترى القعده كانت وايد حلوه اليوم ... لعب ورقه وشيشــه وبنــات ووو ..

صرخت مريم في ويهه وقالت :
مريم : واشكره اتقولها بويهي ... تقعد مع بنات يا راشد ..

استمر راشد في ضحكه واستهزائه وقال ببرود عجيب :
راشد : مب انتي زوجتي .. والزوج لازم ايصارح زوجته بكل شي .. وبعدين انتي لازم تفرحين يوم اتشوفين زوجج سعيد ومبسوط ..

حست مريم باحتقان شديد في كل شعره من جسمها.. بسبب استهزائه الغير معقول بمشاعرها وقالت بصوت عالي:
مريم : انته من شوه مخلوق... من حجر ..

ماسوالها راشد أي اعتبار واتجاهل سؤالها تماما .. ووقف جدام المنظره وبطل وفك لفة الشعر اللي رابط فيها شعره .. وانسدل شعره الطويل بنعومه على كتفه .. وبعدها طلع من الدرج سيديهات اغاني واختار منهم السي دي اللي عجبه وحطاه في المسجل وطول على الصوت بشده.. واستلقى على السرير وهو يردد كلمات الاغنيه على لسانه ..

وها التصرف ...كان له اثره العنيف على مريم اللي اقتربت من المسجل .. وسكرته بكل قوتها ... ولحظتها التفت الها راشد وقالت بكل عصبيه :
راشد : شو فيج ... ليش سكرتي المسجل ..

ردت عليه مريم بكل عصبيه :
مريم : ممكن اسألك سؤال واحد ..

بدا الضيق واضح على ويه راشد وقال :
راشد : اللهم طولك يا روح ... هذي الانسانه ما تبي اتعدي هاليله على خير ..اتفضلي اسألي يا سيدة الحسن والجمال ...

وبكل انفعال وقهر قالت مريم :
مريم : انته ليش اتزوجتني ..

ابتسم راشد بسخريه وقال :
راشد : لنفس السبب اللي اتزوجتيني عشانه .

ردت عليه بدهشه :
مريم : شو تقصد .

رد عليها بهدوء قاتل :
راشد : لانج كنتي محيره لي لما كنت صغيره .. يعني كنتي من ضمن أملاكي .. ومستحيل حد غيري ياخذج قبل لا اتمتع فيج انا اولا و ...

سكت راشد لحظات وبعدها تابع ببرود وهوه يطلع الولاعه ويشعل صلب سيجاره :
راشد : الحياه تجارب .. وانا اعتبرج تجربه مفيده و ..

قاطعته مريم بشده وقالت :
مريم : اتسمي اللي بينا مجرد تجربه و تنتهي..

جاوبها راشد ببرود قاتل رهيب وهوه يردد كلمات اغنيه لمطرب معروف :
راشد : تجربه كانت .. كانت حكيمه ... عمر المجرب حكيم ..

صرخت مريم بويهه :
مريم : بس انا بنت عمك ... يعني لحمك ودمك ..


مسك راشد صدره بيده ، وبدا يتحسسه بالكامل وقال ببرود وسخريه :
راشد : لحمي ودمي داخل جسمي ... ما اظن انه طلع واتشكل بصورتج ..

سكتت مريم لحظات بعدما ما بلغ الغضب عندها اعلاه .. وبعدها.. انفجرت بصرخه عظيمه اختزنت فيها كل مشاعرها المكبوته وقالت :
مريم : راشد ... الحينه ... وبها اللحظة لازم انحط حد لكل شي .. يا أنك تستوي مثل باقي الازواج ... وتعطيني كل حقوقي الزوجيه ... يا أما تتركني لحال سبيلي... واعيش حياتي بعيده عنك ...

ابتسم راشد بمكر وقال :
راشد : عرضج مقبول يا بنت العم ...

ردت عليه مريم بدهشه :
مريم : شو قصدك ..
راشد : يعني خلاص ... دورج انتهى ...شبعت منج ... مالج لازوم عندي .. سيري بيتكم وانتي طالق .. طالق ... طالق ....

اتراجعت مريم للخلف من شدة الصدمه ... لانها ما كانت تتوقع ان راشد يطلقها بمنتهى السهوله وكأنه يدخن صلب سيجاره...
صحيح ان حياتها معاه كانت كلها مراره .. لكنها ما تمنت ابدا توصل لها النهايه ...
ما كانت تتمنى ابدا انها تحمل ها اللقب ... اللقب اللي يرعب الكثير من البنات
لقب ... مطلقــــه ...
اللقب اللي بيصير واقــــع أليم لازم تتعايش معاه ..
الواقع اللي بيحمل معاه كل آلام الدنيا ......
آلام الواقع
......

وتستمر الآلام في الجزء الثانــي

##############################################


آلام الواقـــــــــــع الجــــــــزء الثانـــــــــي

فتحت مريم عيونها... والتفتت حواليها وهيه تتطالع الموجودين بالغرفه بنظرات زايغه وحايره... وكانت امها واقفه تتطالعها مع ابوها بالاضافه لاختها ظبيه ...
وظلت تناظرهم بنظرات غريبه ومذعوره ... وكأنها قايمه من ارعب كابوس بحياتها ..

واول ما التقت عيونها بعيون ابوها ... نزل ابوها عينه للارض وكأنه يتحاشى النظر في عيون بنته من شدة الندم والحسره .. ولانه معتبر نفسه السبب الرئيسي في اللي جرالها من عذاب ..

وبعد لحظات صمت طويله اقتربت امها منها وقالت :
ام مريم : هاه مريم .. اشحالج الحينه .. عساج بخير ..

ما ردت مريم وظلت اطالع امها بعيون مفتوحه بالكامل .. وكأنها ما مستوعبه لها اللحظه ما أصابها..

ولحظتها... اتكلم بو مريم بعصبيه :
بو مريم : النذل الحقير .. ما اكتفي باللي سواه من فعل جبان .. واتصل فينا وقال بكل برود وهوه يضحك : تعالوا شلوا بنتكم .. لانها طاحت واغمى عليها بعد ما طلقتها ..

ردت عليه ام مريم بعصبيه اكثر :
ام مريم : انا عمري ما شفت انسان بها السفاله وبرودة الدم ... حتى صلة الدم ما راعها وكأنها مب بنت عمه ..

اتكلمت ظبيه ولاول مره من بداية الحديث وقالت وهيه اتحاول اتهديهم :
ظبيه : يا أميه مب وقته ها الكلام .. المهم الحينه مريم .. حالتها النفسيه وايد صعبه وكلما تفتح عينها شوي .. اتغط مره ثانيه في اغمائه طويله من كثر الغصه والحره اللي فيها ...

وبصوت يغلب عليه التأثر قال بو مريم :
بو مريم : انا السبب في كل هذا .. انا اللي زوجتها غصب و.

قطعت ظبيه كلامه وقالت :
ظبيه : يا بويه... مب وقته الله ايهداك .. اللي صار صار وهذا قدر مكتوب .. والمهم الحينه.. مريم .. لازم نوقف معاها في محنتها وانخفف عنها مصيبتها.

اسكتت ظبيه بعد كلامها السابق.. ومحد علق على كلامها وله فتابعت كلامها وقالت :
ظبيه : لو سمحتم الحينه.. اطلعوا من الغرفه .. مريم محتاجه لراحه اكثر ليما تهدى نفسيتها شوي ..

واثناء ما كان ها الحوار داير كانت مريم تتلفت حواليها بنظرات غريبه وزايغه .. وكأنها بعالم ثاني ... وكأنها ترفض اللي صار... أو اتحاول الهروب من الواقع .. او اتوهم نفسها بان اللي جرى مجرد حلـم وانقضى ، او مجرد طيف وانتهــى..

وفعلا.. اتحركوا ليما غادروا الغرفـة .. تاركين مريم اتهيم في عالمها ... عالم الهم والقهر .. عالم ما يحس بألمه الا اللي بلع سمه .. وانكوى بناره .. وذاق مراراته .. وما بلع سمه ولا ذاق طعمه عذابه... ولا حس بفظاعة وبشاعته .. الا المطلقه .. المطلقــه وبس ..

ومضى اكثر من اسبوع على طلاق مريــم .. وحالتها كلما وتزداد سوءا بعد سوء .. وما كانت اتكلم حد الا فيما ندر .. انعزلت عن الناس .. وبدت اتهلوس .. تضحك فجأه واتصيح فجاه .. وها الشي.... خلى امها قلقه عليها وايد ..

ولهذا دخلت ام مريم على بنتها ظبيه في غرفتها وقالت بانفعال واضح :
ام مريم : ظبيه .. شو فيها اختج ... تصرفاتها مب طبيعية ابدا ..

ردت عليها ظبيه بهدوء :
ظبيه : يا امي ... المطلقه في العادة .. اتمر بحاله نفسيه سيئه .. وتتصرف تصرفات احنا انحسها مب طبيعية ..

نزلت دمعــه حاره من عين ام مريم وهيه اتقول :
مريم : بس انا خيفانه عليها وايد .. حالتها كلما وتسوء .. لما اقعد معاها ما اتقول الا كلمات بسيطه.. وفجأه.. تنهار واتصيح .. وبعد ثواني اتلاقينها تضحك وكأنها ما صاحت قبل شوي .. انا خايفه ايكون عقلها خف ... صدقيني اختج مب طبيعيه موول ..

سكتت ظبيه لحظات طويله وهيه اتفكر قبل لا تقول :
ظبيه : يا امي ... اعتقد انها محتاجه لعلاج نفسي بعد صدمة طلاقها .. ولا تنسين يا امي ان مريم حساسه وايد وعاطفتها عميقه جدا .. وصعب عليها تتكيف بسهوله مع وضعها وواقعها الحالي ..

استغربت ام مريم من ملاحظة بنتها وقالت :
ام مريم : يعني شو قصدج .. انوديها مستشفى الميانين ؟!

هــزت ظبيه راسها بالنفي وقالت بصرامه :
ظبيه : انا ما قلت جذيه .. وبعدين المريض النفسي غير... والمجنون غير ... ومع هذا انا عندي راي زين ..

جذبت كلمة ظبيه الاخيره اهتمام امها فقالت :
ام مريم : راي شوه ؟!

جاوبت ظبيه وهيه اتلوح بايدها :
ظبيه : جارتنا موزه .. دكتوره في علم النفس بجامعة الامارات .. بنخبرها وبنشوف رايها .. واكيد بتخبرنا بالطريقه الصحيحه اللي نتعامل فيها مع مريم ..

ارتاحت ام مريم شوية من جواب ظبيه وقالت :
ام مريم : ونعم الراي .. الحين بتصلها تلفون وبخبرها بالسالفه ..

وقامت ام مريم فعلا واتصلت على تلفون الدكتوره موزه ...
وكلها دقايق معدوده وكانت موزه موجوده عندهم بالغعل في بيتهم .. ودخلت على مريم وظلت معاها اكثر من ساعه .. وهيه تسألها مجموعة اسأله وترصد كل اجاباتها باهتمام واضح .. وادقق على تعبيرات وجه مريم وبكل التفاصيل .. واتلاحظ كل انفعالاتها وحركاتها.. و

وفي الاخير... طلعت الدكتوره من غرفة مريم .. وشافت ظبيه في طريجها واللي كانت تتريا النتيجه على احر من الحمم ... ولحظتها قالت ظبيه بكل لهفه ..
ظبيه : هاه دكتور موزه .. طمنينا شو فيها اختي ..

ردت عليها الدكتور موزه بتأثر واضح :
موزه : والله شو اقولج يا ظبيه .. حالة اختج وايد صعبه .. ما قادره تتكيف ابدا وتتأقلم مع الواقع الجديد .. ما قادره تقتنع ابدا انها مطلقه .. والمشكله الاكبر انها حساسه وايد وها الشي يزيد من صعوبة الحاله ..

ارتفع صوت ظبيه وهيه اتقول :
ظبيه : بس يا دكتوره .. اختي تتصرف تصرفات مب طبيعيه بالمره .. تضحك فجأه بدون سبب .. وبعد دقيقه تلاقينها اتصيح ... واتظل ساكته فتره طويله.. وما ترد ابدا على من يناديها ؟!!.

عدلت الدكتور موزه نظارتهـا وقالت بشكل رسمـي واضح :
الدكتوره موزه : سمعي يا ظبيه .. انتي بنيه جامعيه ومتعلمه وتقدرين تستوعبين الكلام اللي بقوله ...يا ظبيه ..المطلقه اتعاني من حاله انفعاليه حاده تختلف عن الانفعالات الواقعية اللي تتميز بها الفتاه العاديه سواء اكانت متزوجه او غير متزوجه... وتعاني المطلقه من الشعور بالقلق والاكتئاب والاحباط والصراع وعقدة الذنب وتأنيب الضمير وإيلام الذات وكره الذات ... وبالتالي فان المطلقه ما تستطيع انها تكون متزنه نفسيا ولا ثابته انفعاليا... بحيث تتأرجح بين البكاء والضحك غير الطبيعيين وبدون مبرر وفي اوقات غير مناسبه ابدا .. ولكنها تلجأ لها الشي كوسيله دفاعيه اتحاول من خلالها حماية جوانب شخصيتها المفككة وتحاول تخفي انفعالاتها الحقيقية اللي تدل على ما تعانيه من مشاعر دفينه حول طلاقها ..


ما استوعبت ظبيه كل الكلام اللي قالته الدكتوره .. وحطت ايدها على راسها وهيه اتفكر .. وفي النهايه علقت على جزئيه من كلام الدكتوره وقالت :
ظبيه : يعني تقصدين يا دكتوره .. ان الضحك المفاجىء والبكاء .. هو وسيله دفاع نفسي عند المطلقه.. عشان ما تنهار نفسيا ..

ابتسمت الدكتور موزه ابتسامه خفيفه وقالت :

د . موزه : عليج نور يا ظبيه.. هذا اللي قصدته بالضبط ..

وبصوت يغلب عليه التأثر قالت ظبيه :
ظبيه : والحل يا دكتوره ..

جاوبتها الدكتوره بهدوء :
د. موزه : سبق اني قلتلج ان مشكلة اختج انها حساسه وايد ، وبالتالي .. من الصعب عليها انها تتكيف بسرعه مع واقعها الاليم هذا وبتحتاج لوقت طويل ... وعشان جذيه.. مريم.. محتاجتنكم وايد في ها المرحله اليايه .. حاولوا تقعدون معاها اطول فتره ممكنه .. لاتذكرونها ابدا بموضوع طلاقها ... ولا تحسسوها انكم مشفقين عليها لان المطلقه حساسه وبتفهم ها التصرف بمعنى ثاني ... والافضل من هذا كله .. لازم تنشغل باي شي عشان تنسى عذابها .. واتذكروا دايما إن وقت الفراغ الطويل ممكن ايزيد من حالتها .. لان الفراغ يعني تفكير اكثر .. وبالتالي نفسيه اسوأ ..

تساءلت ظبيه باهتمــام شديد :
ظبيه : وكيف بتشغل وقت فراغها .. اختي مريم متخرجه من الجامعه من سبع شهور .. ولين الحين ما اشتغلت .. يعني عايشه اساسا بوقت فراغ طويل ..

فكــرت الدكتوره موزه ثواني قبل لا اتقول :
د. موزه :.. شوفوا أي وسيله ثانيه مناسبه .... تشترك في نادي صحي .. او جمعيه من جمعيات النفع العام او ما شابه ...

حركت ظبيه راسها بايجاب وقالت :
ظبيه : مشكوره يا دكتوره .. ما قصرتي .. تعبناج وايد ويانا ..

ابتسمت د. موزه وهيه اتقول :
د. موزه : افا عليج يا ظبيه .. مريم مثل اختي .. واحنا جيران .. وهذا واجبنا .. واذا احتجتوني بأي وقت أنا حاضره... أنتوا آمروا بس ..

ابتسمت ظبيه بامتنــان وقالت :
ظبييه : ما يامر عليج عدو .. وتسلمين يا الغاليه ... طول عمرج راعت واجب .. الله ايخليج ويطول عمرج ..

اتسعت ابتسامة الدكتوره موزه وودعت ظبيه ، وطلعت من البيت باتجاه بيتها ..

ومضى اسبوع ثاني .. وما طرأ أي تحسن يذكر على حالة مريم ... وجوم وحزن ودهشه ... كلما حاولت تنسى .. ترجع لها الذكرى الأليمة ... والسبب معروف .. لانها ما قادره تهرب من واقعها .. الواقع الاليم ... الواقع اللي يقول انها تحمل ذالك اللقب .. وأي لقـب .. لقب مطلقــه .. هاللقب المغروس بنصل حاد باعماق قلبها .. هاللقب اللي اتحس فيه من كلام الناس .. وهمساتهم .. وحتى نظراتهم ... اتحس بنظرات الشفقه بعيون كل اللي حواليها ..اتحس انها عبء ثقيل على اهلها .. مع انهم السبب في شقائها ...

وفي اليوم الاخير من هالاسبوع .. كانت مريم كعادتها طايحه على السرير واتفكر ... وبعد لحظات من التفكير والشرود والضياع بعالم الخيال .. سمعت صوت طرق على الباب .. لكنها ما قامت ولا حتى ردت على صاحبها .. ولان صاحبة الطرقات عارفه ان مريم ما راح تفتح الها .. فانها وبشكل عفوي فتحت الباب .. وكانت صاحبة الطرقات هيه ظبيه اختها اللي قالت بمنتهى الهدوء :
ظبيه : آآ مريم .. ربيعتج ساره تبى اتشوفج ...

التفتت مريم صوب اختها واطالتعها بنظره طويله ، وما جاوبت ولا قالت شي ، وهذا اللي خلى ظبيه اتعيد الجمله مره ثانيه وثالثه.. لكن.. بدون رد .. وبعد لحظات طويله من الصمت والانتظار ارتفع صوت مريم بغته وهيه اتقول :
مريم : انا كم مره قلتلكم .. ما ابغي اشوف حد ... انسوا اني موجوده ... فاهمين ولا لا .

اتفاجأت ظبيه من انفعال مريم السريع فقالت :
ظبيه : بس يا مريم هذي ...

قطع حديثهم دخول ساره المفاجىء للغرفه .. وكأنها متوقعه رفض مريم لمقابلتها .. وبأشاره من يد ساره فهمت ظبيه انها تباها تطلع من الغرفه... على اساس انها تاخذ راحتها مع مريم .. وفعلا طلعت ظبيه من الغرفه .. واول ما طالعت ظبيه التفتت ساره باتجاه مريم وقالت :
ساره : معقوله يا مريامي .. ما تبين اتشوفين رفيجة دربج واعز صديقه عندج حبيبتج سارونـــه ..

ظلت مريم جامده في مكانها .. وما بان عليها أي تأثر .. وما نطقت بأي حرف .. وهذا اللي خلى ساره اتقول ..
ساره : يا الله عاد .. الدنيا ما تستوى الزعل ... ارجعي مثل ما كنتي .. ارجعي مريم اللي الضحكه ما اتفارقها لحظه ..

ما علقت مريم على كلامها وظلت صامته .. وعشان جذيه تابعت ساره بخبث وكأنها اتحاول تنطيق مريم بالغصب :
ساره : لا اتحبكينها وايد .. شو اللي صار عشان هذا كله ... اللي صارلج شي عادي .. ممكن أي وحده اتمر بنفس ظروفج و ..

وفجأه... اصرخت مريم وكأنها اتفجــر جبال من القهر اللي بداخلها وقالت بعصبيه وهيجان شديد :
مريم : اتسمين اللي صارلي عادي .. اتسمين طلاقي واهانة كرامتي وتحطيم نفسيتي عادي .. انتي لو مريت لحظه وحده باللي مريت فيه كان ما قلتي ها الكلام ... انا قاعده اشوف الشفقه بعيون كل اللي حولي .. واسمعهم ايقولون : مسكينه اللـه ايعنيها على ما ابتلت ... واحس عمري منبوذه من كل الناس بدون ذنب سويته ...

نزلت ساره عيونها للارض في خجل وقالت بهدوء بعد ما اتفاجأت بثورة مريم المفاجاه :
ساره : يا مريم انتي حساسه شوي .. احنا كلنا انحبج ... وكلنا واقفين معاج و ..

قاطعتها مريم بانفعال أشد وجسمها يرتعش :
مريم : واقفين معاي ؟! اتحبوني ؟! .. هذا كلام بس ..

فتحت ساره عينها وهيه مستغربه ..:
ساره : انتي ليش تقولين جذيه .. احنا فعلا انحبج .. والله انا انحبج..

سكتت مريم.. وما علقت .. لكنها وبلحظة خاطفه انفجرت بموجه حاره من الصياح وهيه اتقول .:.
مريم : ها الكلام سمعته من كلا اربيعاتي في البدايه .. قالولي ما عليج ... واحنا معاج وما بنتركج ابدا .. والحينه.. و بعد اسبوعين من طلاقي .. مافي ولا وحده فكرت تتصل فيني ... اتصدقين اني دريت ان امهاتهم منعوهم من ها الشي بالقوه لاني مطلقه ..

حركت ساره ايدها في توتر وكأنها ما مصدقه :
ساره : لها الدرجه ؟!

وبألم وحرقــة قالت مريم :
مريم : واكثر يا ساره ... صدقيني أكثر .. نظرة النــاس للمطلقه وايد فظيعه ... يمكن تسمعينهم ايواسونج ويتعاطفون معاج .. لكن من داخلهم ينفرون منج ويتحاشونج ..
 
قديم 05-10-2006, 07:13 PM   #3
دمعة حزن
غير مسجل


افتراضي

سكتت ساره لحظات والتأثر واضح عليها وقالت :
ساره : طيب والحل ... تبين تستسملين للواقع واتعيشين حياتج تعيسه ..

جاوبتها مريم بيأس واحباط شديد :
مريم : ما ادري .. صدقيني يا ساره ما ادري.. والله ما ادري ..

قالت ساره بانفعال :
ساره : لا يا مريم ... لازم تتكيفين مع الواقع بكل ما فيه من آلام .. واتحاولين تنسين و

قاطعتها مريم بعنف :
مريم : حاولت واااايد وفشلت ..

ردت عليها ساره بهدوء .
ساره : هذا لانج عايشه بفراغ .. وكلما زاد وقت الفراغ زاد التفكير .. وكلما فكرتي اكثر اتركمت الهموم والاحزان عليج اكثر ...

هدت مريم شوي بعد ما مسحت دموعها وقالت :
مريم : وشو تبيني اسوي .. انتي تدرين اني ما اشتغل .. ولا محصله شي اسويه و .

قطعت ساره كلامها لما قالت :
ساره : ممكن تقضين وقتج باي شي .. اممم ... مثلا .. سجلي بمعهد تدرسين فيه لغه ... او شاركي بأي نشاط ثقافي .. او ...

سكتت ساره بعد كلمة لو الاخيره وهذ اللي خلى مريم تسألها باهتمام :
مريم : أو شوه ..

ظلت ساره اتفكر لحظات قبل لا تقول :
ساره : سمعيني يا مريم ... انا عارفه زينه انج شاله هموم كبيره على قلبج .. هموم كابسه على صدرج مثل الجبال .. وبالتالي فانتي محتاجه لتفريغ كبيره لها المشاعر .. وبنفس الوقت اتسلين نفسج ..

بدا الاستغراب واضح على مريم وهيه اتقول :
مريم : ما فهمت ... شو تبيني اسوي ..

جاوبتها ساره بهدوء :
ساره : اشتركي بخدمة.. الانترنت ...
وبدهشه قالت مريم :
مريم : الانترنت ؟!

ردت ساره بابتسامه :
ساره : هيه الانترنت .. ولا تخافين ترا الفواتير رخصوها وصارلت الحينه ( ستة دراهم في الساعه ) **(( سنة 97 ((..

سكتت مريم لحظات وقالت :
مريم : هيه بس ... شو بستفيد اذا دخلت موقع او موقعين او حتى عشره في اليوم و ..

التقطت ساره نفس قصير ثم قالت :
ساره : انا ما قلت تدخلين موقع ولا عشره .. ادخلي موقع واحد بس ..

اتساءلت مريم باهتمام متزايد :

مريم: موقع مثل شوه .!!.

وبصوت واطي قالت ساره :
ساره : موقع المحادثه بالرسايل ( الشات)

بدا الغضب واضح على مريم وهيه اتقول :
مريم : الشات .. مب هالموقع اللي يتحاور فيه الناس ... شباب كانوا او بنات .

جاوبتها ساره :
ساره : هيه ..

رفعت مريم صوتها بغته وقالت :
مريم : انتي شو اتقولين يا مريم .. تبيني ادخل شات واختلط مع شباب واتكلم معاهم بعد ...

ابتسمت ساره لتخفيف توتر مريم وقالت :
مريم : اول شي محد بيعرفج .. وبعدين انتي مب مجبوه انج اتكلمينهم .. ممكن اتردين عليهم بكلمات بسيطه .. او حتى ماتردين نهائيا ..

اتساءلت مريم بدهشه :
مريم : عيل... شو بستفيد من دشتي الشات ..

جاوبتها ساره بهدوء :
ساره : بتكتبين كل اللي بخاطرج ... واتفرغين فيه كل آلامج .. من خلال كتابة شعر او نثر اتعبرين فيه عن احساسج .. وبنفس الوقت بتتسلين و تضحكين من خلال تعليقات الزوار ، يعني تفريــغ نفسي لمشاعرج فيه و

قاطعتها مريم بعناد واصرار :
مريم : بس انا رافضه ها الفكره من الاساس ..كيف تبيني اعيش بواقع خيالي مع ناس فاضيه ما يربطني فيهم الا كلمات تنرسم على الشاشه ..

ابتسمت ساره وقالت :
ساره : مؤقتا يامريم مؤقتا ... صدقيني هذا هو الحل الوحيد المتوفر حاليا .. واول ما تشتغلين انشا الله .. جابلي شغلج وودري النت ..

سكتت مريم لحظات وغرفت في تفكير عميق ثم قالت :
مريم : بس اخاف ادمن النت !

ضحكت ساره وهيه اتقول :
ساره : لازم تتحكمين بنفسج واتكون ارادج قويه .. عشان ما تغرقين في بحوره ..

طال صمت مريم ها المره .. وبعدها قالت :
مريم : ما عليه .. بجرب ..على الاقل ارتاح شويه من الافكار السوداء اللي اطاردني كل ثانيه ..

مدت ساره ايدها اليمنى لحقيبتها الصغيره وطلعت منها ورقه صغيره وقالت :
ساره : عيل خلينا نبدا من الحين .... قومي افتحي كمبيوترج وبسلفج مؤقتا الباسوورد مالي ليما تشتركين بالخدمه ...

قامت مريم في الحال وشغلت الكمبيوتر واللي ما كانت تستخدمه الا في دروسها الجامعيه ...
وبعدا ما اشتغل الكمبيوتر... مسكت ساره الماوس .. وفتحت برنامج الاتصال بعد تعريفه... ودخلت الباسوود .. وبدا الاتصال .. وبعد ثواني بسيطه اشتبك الكمبيوتر بشبكة المعلومات الدوليه ... وبدت ساره اتعلم مريم اصول استخدام النت .. وطريقة التخاطب باستخدام التراسل الفوري او شبه الفوري ( الشات ) ..

وبعد ما اتقنت مريم اغلب القواعد ... بدت في الابحار في ها العالم اللامتناهي ... ولساعات طويله .. وبعد ايام قليله .. ما كانت مريم اتفارق النت ابدا .. الصبح والظهر والعصر وطول الليل.. وتتضايق وايد اذا قامت دقايق قليله للاكل او حتى لقضاء حاجه ...
صار النت عالمها الحقيقي ... واهلها ما اعترضوا على ها الشي دام انها كافيه خيرها شرها .. ولان نفسيتها صارت احسن ..
كانت دايما تفتح على صفحة ( الحوار العام ) في احد غرف الشات المعروفه .. واتقول كل اللي في خاطرها .. واتفرغ كل همومها على شكل ابيات شعريه او نثريه او حتى هلوسة كلام .. أي كلام .. المهم انها اتفضفض .. وما كانت اترد في ( الحوار العام ) على الشباب ولا حتى البنات الموجودات..... وتكتفي بشوفة تعليقاتهم ... وكانت تتجاهل التجاوزات الاخلاقيه من بعض الشباب اللي يدخلون عليها في غرفة ( الحوار الخاص ) .. وماكانت اترد عليهم ابدا لانها عارفه زين ان هدفهم الاكبر هو تصيد البنات ... والتسلي فيهم ..

وفي مره من المرات وبينما كانت تكتب شعر ونثر في ( الحوار العام ) دخل واحد من شباب النت السيئين.. وكان يفوح من كلامه قلة الادب والتفاهه ... وكان يتكلم بكل سفاهه ويهاجم الزوار واحد وراء الثاني ... ليما شاف الاسم الرمزي ( النك نيم ) لمريم .. وحاول يتحرش فيها .. لحظتها.. قال كلام عفوي ناتج عن سوء تربيته .. لكنه ما كان يدري تأثير ها الكلام على مريم ....بالذات..لانه كتب وقال :

الشاب: انتي بنت مو متربيه ومحد يباج والكل يعرف عنج انج خايسه ومحد يطيق ايشوف ويهج و .

هالكلام... ممكن يكون مألوف بالنسبه للبنات اللي يدخلون هالمواقع .. واي بنت عاديه في مكانها كانت ممكن تتجاهله او ترد عليه بهدوء او تشتمه على قد شتيمته ..
لكن بالنسبه لمريم كان الموقف مختلف .. لان كلماته اخترقت اعماقها فجأه وكأنه واقف جدامها . واتذكرت الايام المره مع راشد واتخيلت ها الشاب التافه هوه راشد بعينه .. راشد اللي ظلمها وحطمها ودمر مستقبلها.. و على طول ردت عليه بشكل هستيري عنيف ,وبدون وعي وادراك كافيين.. وكأنها تبى اتبرأ نفسها من ذنب طلاقها جدام الناس الموجودين وهيه في الاساس بريئه .. وقامت اطرش رساله وراء رساله على ( العام ) وكانت تكتبت باستمرار على الشاشة..
مريم : احلف.. احلف اني بنت خايسه ... اذا انته ريال احلف اني بنت خايسه ومو متربيه ...

والولد يتجاهل رسايلها .. وهيه تكررها على العام في كل دقيقه ... ليما انترست الشاشه من كلامهــا .. وتصرفها هذا كان لا ارادي نابع من ألم دفين انفجر في اعماقها ... ألم ما يحس فيه الا المطلقه وحدها .. وحدها دون غيرها ..

وبنفس ها الوقــــــــــــــت ....
وفي بيت ثاني موجود في منطقة ( الصاروج ) اللي تبعد عن المكان اللي تسكن فيه مريم ( القطاره ) بحوالي ( 15 ) كيلومتر في الجهه الشرقيه من مدينة العين ...
في هاك البيت... كان شخص اسمه عادل فاتح الكمبيوتر على نفس ها الصفحه وعلى الحوار العام .. وكان يراقب الردود اول باول .. وبعد ثواني بسيطه دخل عليه اخوه خالد وهوه يقول :
خالد : هلا عدول اشحالك ..

التفت عادل لخالد وقال :
عادل : هلا خالد .

اقترب خالد من عادل أكثر وقال :
خالد : عادل .. شو قاعد اتسوي..

رد عليه عادل بدون اهتمام :
عادل : ما شي .. قاعد على الشات اسولف مع الشله . ..

رد خالد بانفعال :
خالد : والله قاعدين اتضيعون وقتكم على اشياء فاضيه ما منها ادنى فايده ..

نزل عادل راسه للارض وقال :
عادل : شو انسوي... قاعدين نتسلى ونقضي وقت فراغنا .

ارتفع صوت خالد وهوه يقول :
خالد : اقضوا وقتكم باشياء تنفعكم ...

ابتسم عادل وقال :
عادل : بنفكر باقتراحك مستقبلا ..

وبابتسامه مماثله قال خالد :
خالد : ما اعتقد ... المهم ... انا ساير برع .. عندي شغله وبخلصها ..

جاوبه عادل بسرعه :
عادل : فمان الله ..

قبل لا يتحرك خالد وبالصدفه.. القى نظره خاطفه على الشاشه .. ولاحظ عليها تكرر اسم بعينه اكثر من مره في صفحة الموقع.. وكان ها الاسم هو الاسم الرمزي ( نك ) لمريم .. لحظتها شعر خالد وكأنه اتلقى رساله نفسيه مجهوله من شخص مجهول ومن مكان مجهول فقال :
خالد : آآ عادل ليش ها الاسم يتكرر وايد وشو معناه ؟!

التفت عادل صوب خالد .. قبل لايلتفت مره ثانيه على الاسم وقال :
عادل : هالاسم الرمزي ( آلام _ الواقع ) اسم رمزي لبنيه .. وانا عرفت ها الشي من كتاباتها .. وهيه تدخل النت اربع وعشرين ساعه ..و

قاطعه خالد باهتمام غريب وهوه يكرر نفس السؤال :
عادل : ليش الاسم يتكرر وايد على الشاشه ..
قال عادل بهدوء
عادل : ها البنيه بالذات ما الها خص بحد .. كل اللي اتسويه انها اتحط اشعار ونثر وكلام حزن وغـم وهـم .. ولا ترد على حد .. وكأنها وحده متعقـدة ... بس اليوم في واحد من الشباب استفزها وشتمها قبل شوي .. ولهذا ردت عليه بكل قوه ..
 
قديم 05-10-2006, 07:13 PM   #4
دمعة حزن
غير مسجل


افتراضي

سكت خالد لحظات وهوه يفكر وقال :
خالد : وكل وحده تنشتم هنيه اترد بنفس الاسلوب العنيف ..

حركت عادل راسه بالنفي وقال :
راشد : لا ... في العاده البنيه تتجاهل ها الشي .. او ترد على قد الشتمه .. بس هذي اول مره صراحة اشوف بنت اترد بها العنف .. وتبى الصدق انا مستغرب منها وايد .. لاني ومن خلال ملاحظتي لكتاباتها عمري ما شفتها اترد بها الطريقه... او حتى اترد اصلا ... .

اتساءل خالد بدهشة :
خالد : انته قلتلي انها تدخل النت من فتره طويله .. واكيد متعوده ومستعده لتقبل أي كلام مهما كان جارح ..

جاوبه راشد وهو ايهز كتفه :
راشد : المفروض جذيه ...

سكت خالد فتره اطول وهو يفكر .. ويفكر..
وفجأه .. شعر خالد بألم نفسي خفي يخترق قلبه ... ألم ما حس فيه بسابق حياته .. وما عرف شو مصدره .. ولا طبيعته ... شعر كأنه يشارك انسان ثاني آلامه ... اتخيل وكأن الاحساس اتجاوز الحدود... وانطلق يخترق كل العوائق ليصل في النهايه لقلب انسان ثاني .. انسان ما يعرف هويته ولا يدري بمكانه ....
وفي النهايه قال خالد بعد ما اتجاهل آلامه :
خالد : شو اللي يخلي هالبنت اترد بكل ها الحماس والصدق والعفويه ... وكأن كلام ها الولد الفاسق.... فجر بركان خامد من الالم داخلها ...وبنفس الوقت تدخل النت طول اليوم ... ومختاره اسم ( آلام _ الواقع ) .. الا اذا كانت ...

حرك عادل ايده وهو يتساءل بلهفه :
عادل : الا اذا شوووه ؟!

ما جاوبه خالد .. وظل يفكر . وفي الاخير قال له :
خالد : آآ .. عدول .. خوز شوي ...

تساءل عادل :
عادل : ليش ؟!

رد عليه خالد بسرعه :
خالد : انته خوز وبعدين بخبرك ..
قام عادل من الكرسي .. وحل محله خالد .. واول ما اعتدل على الكرسي قال :
خالد : عدول .. ما اقدر اطرشلها رساله بدون ما يشوفها كل الموجودين ..

استغرب عادل من سؤاله وقال :
عادل : هيه طبعا .. تقدر اطرش رساله على ( الحوار الخاص ) .. وكل اللي بتسويه انك تضغط على الـ ( نك ) مالها.. واول ما اتشوفه طلع على مربع الكتابه .. اكتب الرساله اللي تباها وبتوصل رساله خاصه الها و..

نفذ خالد كل اللي قاله عادل بسرعه .. ولهذا قاله عادل :
عادل : لا تعب نفسك مع ها البنيه بالذات... ما ترد على حـد ابدا ... مستحيل اترد .. صدقني مستحيل اترد ..

اتجاهل خالد كلامه وكتب الرساله بسرعه وطرشها وكتب فيها..
خالد : ممكن أسألج سؤال واحد بس ؟!

بعد ثواني بسيطه وصلت الرساله لمريم اللي ما زالت بقمة انفعالها بسبب هذاك الشخص اللي مس وتر حساس باعماقها .. واول ما شافت الرساله فكرت تتجاهلها .. لكن.. وبدون سبب.. غلبها الفضول .. ولاول مره منذ دخول مريم هذا الموقع اترد على رساله خاصه وكتبت بمنتهى الاختصار..
مريم : سؤال شو؟!! ..

رد عليها خالد بكل ثقه بعد ما اتلقى الرساله مباشرة وكتب: ..
خالد : انتي قاعده تتألمين لانج مطلقه .. صح ..

هزت المفاجأة كل ذرة بكيان مريم .. وحست برعشه في كل اطراف جسمها ..واتساءلت بعنف .. كيف عرف اني مطلقه .. كيف قدر يخترق حاجز الزمان والمكان ويوصل لاعماقي... ويكتشف حقيقتي .. وكل اللي شافه مني مجرد كلمات تتسطر على ا لشاشه ..

زادت ربكتها وحاولت اترد عليه وتسأله .. لكنها حست برعشه في جسمها .. واول ما ضبطت نفسها .. فاجأها انقطاع خط الاتصال بالنت .. وحاولت اتعيد الاتصال .. لكن .. طلعلها اطاراحمر يفيد بوجود اخطاء كبيره في برنامج التشغيل ..
وهذا معناه انها لازم تعيد تشغيل الكمبيوتر عشان تقدر تتصل مره ثانيه ..
واتذكرت مريم ان كمبيوترها وايد بطىء ..
واتساءلت في خاطرها .. هل ينتظرها هذاك الشخص المجهول ليما ترجع مره ثانيه وتتمكن من الاتصال بالنت مره ثانيه ....
ويجاوبها عن سؤال.... يتردد صداه في اعماقها ..
كيف اخترق احشائها.. واكتشف آلامها...
... آلام الواقع .......

وتستمــر الآلام في الجـــــــزء الثالــث ..

##############################################

آلام الواقـــــــــــــــــــــع الجـــــــــــــــــــــــــزء الثالـــــــــــــــــــث ..

بعد ما أرسل خالد رسالته الاخيره .. انتظر لحظات وهو يتريا الرد .. وطال انتظاره .. ولما يأس من الرد قال لاخوه عادل :
خالد : شو السالفه ليش ما ترد ؟!..

جاوبه عادل بهدوء بهدوء :
عادل : انا قلتلك من قبل.... هذي ما ترد على حد ..

التفت خالد تجاه عادل وقال بدهشة:
خالد : بس هيه ردت قبل شوي ؟! ..

حرك عادل كتفه بتعجب وقال :
عادل : ما ادري ... يمكن طرشتلك رساله بالغلط ..

سكت خالد شويه وبعدها قال :
خالد : انا بطرشلها رساله ثانيه .. يمكن الرساله الاولى ما وصلت لأي سبب من الاسباب ..

وبسرعه كبيره كتب خالد رساله جديده وضغط زر الارسال .. وعلى طول طلعت على الشاشه نافذة اتقوله ان المستخدم الآخر غير موجود ...
ولهذا التفت خالد لعادل وقال :
خالد : شو السالفه .. وين سارت ..

صمت عادل ثواني وهوه يفكر قبل لايقول :
عادل : يمكن اطلعت من الموقع نهائيا .. بعد مازعلت من كلام هذاك الولد ..

حس خالد باحباط و لهذا صمت فتره .. لكن عادل تابع كلامه وقال :
عادل : او يمكن... انقطع عنها النت .. او صار عندها خطأ في البرنامج خلى الموقع يسكر ..

اتساءل خالد بلهفه :
خالد : واشكثر يبالها عشان ترجع ..

جاوبه عادل ببساطة :
عادل : على حسب ... يعني بالكثير دقايق معدوده ..هذا.. اذا حبت اصلا ترجع.

سأله خالد مره ثانيه :
خالد : والحين شو اسوي ..

حرك عادل ايده وقال :
عادل : لازم اتخلي الـ ( نك ) مالك على ( الحوار العام ) دايمـــا ، عشان لما ترجع اتشوفه وترسلك رساله ..

نفذ خالد كلام عادل مباشره .. وكتب كلمة ( وينــك ) وضغط زر الارسال وهوه يكرر عملية الكتابه والارسال كل دقيقه تقريبا وينتظر...واثناء ما كان ينتظر .. رفع عادل ايده اليسرى واطالع الساعه وقال :
عادل : عن اذنك خلود... انا رايح

التفتله خالد وقال :
خالد : وين بتسير

جاوبه عادل :
عادل : بعد شويه بيمرون ربعي علي .. وينسير سينما العين .. وينشوف العرض الاول لفلم عن السفينه البريطانيه ( تايتنك ) ..

اتساءل خالد بفضول فقال :
خالد: مب هذي... هيه السفينه العملاقه اللي غرقت في ( 15 / 4 / 1912 ) لما اصطدمت السفينة بجبل جليدي .

هــز عادل راسه بايجاب وهوه يقول :
عادل : هيه بالضبط ..

بدت الدهشه واضح على ملامح خالد وهوه يقول :
خالد : بس ها الفلم على ما اذكر ..مسوينه عدة مرات في امريكا ... شو اليديد ها المره ؟! .

ابتسم عادل وقال :
عادل : ها المره غير .. اسلوب جديد وفكر جديد في تصوير وعرض الفلم ... ومخرج ها الفلم هو المخرج العالمي ( جيمس كاميرون ) اللي ابدع في تصوير المشاهد واعطى صوره دقيقه وحية للاحداث .. واختار ممثلين غير مشهورين لاعطاء الفلم اكثر مصداقيه مثل الممثل ( ليوناردو ديكابريو ) والممثله ( كيت وينسلت ) والفلم اتكلف اكثر من ( 200 مليون دولار ) واستخدم فيه احدث تقنيات الصوت والصوره في العالم .... وكل ربعي اللي شافوا الفلم في دبي قالوا عنه انه رهيب ...

سأله خالد :
خالد : وليش ها الضجه الاعلاميه على ها السفينه بالذات؟!

فكر عادل في الاجابه ثواني ثم قال :
عادل : اعتقد بسب حجمها الكبير بحيث انها كانت اكبر بمئة مره من اكبر سفينه في ذاك الوقت .. او يمكن بسبب عدد ا لناس اللي ماتوا فيها واللي قدروا بحوالي بألف وخمسمية شخص ..و ..

قاطعه خالد وقال :
خالد : بس العالم مر بكوارث اكبر بكثير من كارثه ها السفينه ، ومع هذا ما سمعنا عنها ولا حد اهتم فيها الناس اهتمامهم بها السفينه ..

احتار عادل من كلام خالد وسأله :
عادل : عيل... وبرايك .... شو سبب الاهتمام الكبير بها السفينه بالذات ؟؟

حرك خالد ايده وقال :
خالد : اذا تبى رايي .. ومثل ما اعتقد ... لان صاحب السفينه ( يهودي الاصل ) كون امه يهوديه.. وانته اتعرف ان اليهود مسيطرين على زمام الاعلام في ( هوليوود ) .. ودايما يصورون انفسهم مظلومين ومنكوبين وناس شرفاء ..

هز عادل راسه بحيره وقال :
عادل : والله يمكن ..... المهم خالد... بخليك الحين .. واذا تبى شي اتصلي تلفون .. باااااي ..

رد عليه خالد بهدوء :
خالد : مع السلامه ..

اتحرك عادل بهدوء ليماغادر الغرفه ، وعيون خالد ترصده ، ليما اختفت صورته من عدساتها ، وبعدها .. التفت خالد مره ثانيه جهة الشاشه .. واتفاجأ بوجود اكثر من رساله خاصه .. وبدون ما يرد عليها .. والظاهر انه انشغل بحديثه مع عادل ونسى يطالع الشاشه .. وكانت كل الرسائل مكتوب فيها نفس الجمله ...الجمله اللي كتبتها مريم وكتبت فيها :
مريم : كيف عرفت...

وبسرعه كبيره كتب خالد بعد ما استوعب الموقف :
خالد : من خلال اسلوبج .. وانفعالج الغير طبيعي .. والنك اللي داخله فيه ( آلام_ الواقع ) ... وقبل هذا كلــه ... احساس ..

ردت عليه مريم وكأنها ما قرت من كلامه الا الكلمه الاخيره وكتبت :
مريم : احســاس ..

ومباشرة كتب الها خالد :
خالد : هيه احساس .. وفي بعض الاحيان.... الاحساس يسبق العقل ...

وبانفعال صادق كتبت مريم :
مريم : انته ريال؟! .... مستحيل اتكون ريال!! ... انته اكيد بنيه ...

استغرب خالد من كلامها وظل فتره ايفكر .. وفي النهايه كتب الها :
خالد : والله اني ريال ... وبعدين انتي ما شفتي اسمي الرمزي ( النك ) اللي هوه ( ألم _ الامارات ) .. يعني اكيد بكون ولد ... لكن .. شو اللي خلاج اتظنين اني بنيه ..
ردت مريم مباشره :
مريم : لانك قلت احســاس ... والرياييل ما عندهم احساس .. الرياييل وحوش .. وما تلقى منهم الحرمة الا كل مذله ومهانه ...

وبانفعال متزايد كتب خالد :
خالد : يا اختي ... الرياييل ... مب كلهم واحد .. اتلاقين فيهم الزين والشين .. حالهم حال الحريم ..و.

كتبت مريم بانفعال اكبر :
مريم : انته اتقول جيه لانك ريال ولازم ادافع عنهم ..

وبحركه سريعه من انامل خالد كتب :
خالد : صدقيني يا اختي .. انا ما ادافع عنهم .. انا قاعد انقلج الواقع بصدق صحيح انج مريتي بتجربه قاسيه مع ريال ما عرف قدرج ... لكن هذا... ما يعطيج الحق اتعممين تصرفاته على كل الرياييل ..

استغربت مريم من كلامه وكتبت :
مريم : وشو دراك اني ريلي كان سيء ... ليش ما يكون العيب فيني ... وانا قاعده ابرىء نفسي .

ابتسم خالد وكتب :
خالد : اتصدقين لو قلتلج ما ادري ... ما ادري ليش ... حاس انج وايد اتعذبتي وانظلمتي مع ريال ظالم جائر ... ما عرف قدرج ولا قيمة الدره اللي معاه ..

حست مريم باضطراب في مشاعرها بسبب كلامه الاخير.. وهمت انها اتجاوبه باي بشي ، لولا ان امها نادتها من خارج الغرفه وقالت :
ام مريم : مريم ...تعالي بسرعه اباج الحينه ..

ارتبكت مريم وهيه اترد على امها واتقول :
مريم : لحظه ... دقيقه بس .

وبارتباك شديد كتبت رساله باصابع مرتجفه لدرجة ان الاخطاء الاملائيه اكثرت عندها وكتبت :
مريم : آآآ الم الامارات .. اميه تباني بسرعه ..

وبارتباك اكثر كتب خالد :
خالد : وكيف بلتقي معاج بعدين ..

كتبت له بتوتر عالي :
مريم : ما ادري ... ما ادري .. ولا قولك ... خذ ( الايميل ) مالي .. وضيفني عندك على الماسنجر..

وبسرعه خارقه رد خالد :
خالد : الماسنجر ... شو الماسنجر .. انا ما اعرف شي بالنت ..

وقفت مريم في مكانها وكتبت له الكلمات الاخيره قبل لا اتسكر النت :
مريم : انته اكتب ها الايميل ... وبعدين دور حد ايخبرك عن الماسنجر ... ياالله مع السلامه ...

التفت خالد لليمين والشمال وهوه يدورعلى قلم وورقه .. وحصل قلم وورقه صغيره موجود على الطاوله المقابله .. وعلى طول اتناولها وكتب الحروف الموجوده على الشاشه .. وبعدا ما خلص ارسل رساله كتب فيها : مع السلامه .. ولكن .. طلعتله نافذه اتخبره بان المستخدم غير موجود حاليا ...

وبعدها رفع سماعة التلفون واتصل برقم اخوه عادل وقال :
خالد : هلا عدول... وينك ..

رد عليه عادل :
عادل : اهلين .. الحين مره بدخل السينما ..
ساله خالد بلهفه :

خالد : عدول .. شو يعني الماسنجر ..

استغرب عادل من سؤاله وقال :
عادل : الماسنجر برنامج تراسل فوري غير مرتبط بموقع ... يعني يعتبر من الوسائط المتعدده وهو مرتبط اساسا بخدمة البريد الالكتروني اللي اتقدمها شركة ميكروسوفت مجانا لخدمة المشتركين و..

قاطعه خالد وقال :
خالد : انا ما عليه من هالتفاصيل .. انته اتعرف اتشغله .

جاوبه عادل ببساطة :
عادل : طبعا .. انا دايمن اشتغل عليه .. بس ليش ..

سكت خالد فتره وبعدها جاوب بهدوء :
خالد : عندي الايميل مال هاييك البنيه .. انا اشتبكت معاها مره ثانيه .. وما قدرت اتكمل وعطتني ايميل مالها وقالت ضيفني عندك ..
ضحك عادل وقال :
عادل : بل بل عليك .. من اول مره .. عطتك ايميلها ... انته اللي تنصحنــا واتقول لا اتضيعون وقتكم باشياء تافهه .. الحين قمت اتشيت مع بنات .. وعلى الماسنجر بعد ..انته يا خلود اتسوي جذيه ؟!!

حس خالد بضيق من عادل وكأنه ما يرضى على مريم اعتبارها مجرد بنت على النت وقال بانفعال وعصبيه :
خالد : بس خلاص لا تحشرنا .. يوم بترجع بنتفاهم .. يا الله باي ...

استغرب عادل من عصبية خالد لكنه قال :
عادل : مع السلامه ..

وانهى خالد المكالمة بسرعه ، لكن فكره ظــل مشغول
مشغول جـــدا ...

**************

طول الليل ظلت مريم اتفكر وأتأنب نفسها على اللي صار ... كيف سمحت لنفسها وعطت شاب غريب عنها ايميلها وطلبت منه ايضيفها ... هذا مب من اخلاقها ولا تربيتها.. كيف فكرت اصلا اتراسل شاب وهي معتبره كل الشباب مجرمين او حتى سفاحين بسبب قساوة التجربه اللي مرت فيها ...
ظلت تسأل نفسها طول الليل ... كيف ... كيف.. وبنفس الوقت... كانت حاسه برابط خفي يشدها بقوه لها الشخص بالتحديد .. ليش .. ما تدري ..

وبها الاثنــاء... كان خالد ايفكر بنفس هالتفكير ... كيف رضى على نفسه انه يكلم بنت غريبه ولو عن طريق الشات .. لا اخلاقه ولا تربيته ولا مبادئه ولا سلوكه يسمحوله بها الشي .. ولكن .. حتى خالد ... كان حاس بأغلال غليظه اتشده بعنف نحو ها الانسانه بالتحديد ... ليش ... ما يدري .

***************

في اليوم الثاني .. وقريب الساعه ثنتين الظهر ... كان خالد وعادل قاعدين مع بعض بمواجهة الكمبيوتر .. وعادل قاعد ايضيف ايميل مريم لمفضلته .... واول ما انتهى من هالعمل قال :
عادل : خلاص تم اضافتها يا بوالوليد ..

ساله خالد بسرعة :
خالد : يعني اقدر اراسلها الحينه ..

هز عادل راسه باشارة النفي وقال :
عادل : لا .. لانها مب ظاهر على الماسنجر بوضع الاتصال.. يعني يمكن مسكره النت او ما فاتحه البرنامج .

اتساءل خالد مره ثانيه :
خالد : وكيف اعرف انها متصله او فاتحه الماسنجر .

جاوبه عادل بهدوء :
عادل : بتحصل علامه خضراء بجانب اسمها الرمزي ..او ايميلها اذا كانت متصله .. وعلامه حمراء اذا ما كانت متصله ..

حرك خالد ايده وتساءل :
خالد : والحين شو انسوي ..

وبهدوءه المتعاد جاوب عادل :
عادل : انخلي البرنامج مفتوح ليما تدخل النت وتفتحه ..

ظهرت بوادر نفاذ الصبر على خالد وقال :
خالد : بنصبر .. ما النا غير الصبر ..

سكت خالد ثواني بعد كلامه الاخير .. وبعدها تابع وقال :
خالد : الا قولي يا عادل ... متى طيارتك باجــر..

التفت عادل لخالد وقالت :
عادل : الفجر.. الساعه اربعه تقريبا ..

حرك خالد راسه باشارة الايجاب وقال :
خالد : وكم ساعه تقريبا تاخذون من مطار دبي ليما توصلون امريكا ..

سكت عادل ثواني للتفكير وقال :
عادل : يعني حوالي عشرين ساعه .. لان الطياره تتوقف في مطار هيثرو في بريطانيا ..

ساله خالد :
خالد : ومتى بترد ان شاء الله من امريكا .

بعد تفكير بسيط جاوبه عادل :
عادل : بعد ست شهور انشا الله .. في عطلتهم اللي ايسمونها ( كريسمس ) ..

ابتسم خالد وقال :
خالد : الله ايوفقك .. انا ادري ان دراسة الطيران المدني صعبه شوي و ..
قاطعه عادل بسرعة وهو يقول :
عادل : البنيه فتحت الماسنجر .. واسمها الرمزي باين على الشاشه ..

التفت خالد للشاشه واول ما شاف اسمها الرمزي مسك عادل من كتفه وسحبه وجلس مكانه وقال :
خالد : عدول لو سمحت فارج الحينه .. واذا احتجتك بناديك ..

قام عادل من مكانه وهو يبتسم :
عادل : ما اعتقد بتحتاجني ..

جاوبه خالد وهوه يحرك ايده باشارة الطرد وقال :
خالد : عدوول مب وقته الحينه ..

ابتسم عادل وهو يغادر الغرفه .. وبعدها التفت خالد للشاشه مره ثانيه وظل ايراقبها باهتمام .. وبعد ثواني انفتحت نافذه جدامه وهنيه انتبــه لوصول رساله من الطرق الثاني اللي هيه مريم وكانت اتقول :
مريم : السلام عليكم ..
 
قديم 05-10-2006, 07:14 PM   #5
دمعة حزن
غير مسجل


افتراضي

رد عليه خالد بسرعه وكتب :
خالد : وعليكم السلام والرحمة ..

كتبت مريم باختصار :
مريم : اشحالك..

جاوبها خالد بحروف مكتوبه :
خالد : بخير وعافيه اشحالج انتي ..

وباختصار متكرر جاوبت مريم :
مريم : تمام ..

عند ها النقطه اتوقف الطرفين عن الكتابه لانهم.... وما عرفو كيف يبدون ... ولهذا اتجرأ خالد وكتب :
خالد : بغيت اقولج .. اني طول الليل كنت افكر بالموقف اللي صارلي معاج امس .. وما قدرت اشيلج ابدا عن بالي ..

بعد ما قرت مريم رسالته الفوريه ظلت اتفكر لحظات وكان خاطرها اتقوله انها تحمل نفس الشعور او حتى اكثر .. لكن حيائها واخلاقها منعوها من ذلك ، لكنها قالت بدهشه :.
مريم : وليش اتفكر فيني .. ؟!

ابتسم خالد بينه وبين نفسه وقال :
خالد : اتصدقيني لو قلتلج ما ادري ... من امس وانا حاس برباط شديد يربطني فيج ... بدون ما اعرف هويته ولا طبيعته ..

اشتدت دهشة مريم من كلامه وحاولت اتغير الموضوع ولهذا قالت :
مريم : ممكن اسألك سؤال ..

رد عليها مباشرة وكتب :
خالد : اتفضلي ..

انرسمت حروف مريم على الشاشه فكتبت اتقول :
مريم : شو رايك باللي قاعدين انسويه .. ما تعتقد انه غلط .. بنيه قاعده اتكلم ولد على النت برسايل مباشره ..

اتوقف خالد لحظات عن الكتابه وهو يفكر بجواب لسؤالها وفي النهايه كتب :
خالد : بصراحه .. ما يجوز . او حتى حرام .. والعلماء ...ناقشوا ها المسأله وافتوى بعدم جواز ها لشي واعتبروه مثل رمسة التلفون . وقالوا ما يجوز البنت اتكلم الشاب باي وسيله من وسائل الاتصال سواء بالتلفون او النت .. لكنهم اجازوا بعض الحالات الخاصة بالنت مثل مناقشه بعض القضايا الاسلاميه والاجتماعيه في المنتديات او غيرها .. اما السوالف العاديه والضحك والتعارف وما شابه.. فهذا لايجوز اطلاقا ..

استغربت مريم من كلامه وقالت :
مريم : عيل ليش قاعد اتراسلني ..
ابتسم خالد بينه وبين نفسه وكتب :
خالد : بتصدقيني لو اقولج اني ما ادري ... وكل اللي اقدر اقوله ان مرات الواقع يفرض علينا امور احنا رافضينها من الاساس ..

جاوبته باستغراب :
مريم : الواقع ؟!

رد عليها خالد بانفعال :
خالد : هيه الواقع .. الواقع اللي خلقه النا الله تعالى .. وهو اللي قدر النا التعارف .. ومع انه في الاساس غير مشروع .. لكن يشفعلي في هذا ان هدفي نبيل وشريف ..

وباستغراب متصاعد قالت مريم :
مريم : هدفك نبيل ومشروع .. ما فهمت .. تقدر اتوضحلي اكثر ..

اتوقف خالد فتره عن الكتابه وبعدها تابع :
خالد : قبل لا اوضحلج ها الشي .. بغيتج اتجاوبيني على سؤالي ..

اتساءلت مريم بحذر :
مريم : أي سؤال ..

اتتردد خالد لحظات قبل لا يكتب :
خالد : اول شي بغيت اقولج .. اني متأكد تماما انج انظلمتي مع ريال ما عرف قدرج ولا قدر ايصونج ..

تساءلت مريم بدهشه متصاعدة :
مريم : للمره الثانيه اسالك ... شو دراك انه ظالم ..

جاوبها خالد مباشرة :
خالد : وللمره الثانيه اقول ..احساس ... الاحساس اللي استنكرتي وجوده عند الرياييل.... هو اللي قاعد الحينه.... يلهمني الحقيقه ..
ظلت مريم لحظات وهيه اتفكر وبعده كتبت :

مريم : انزين .. شو سؤالك ..

رد عليها خالد :
خالد : بغيت اسأل .. اذا ها الشي ما يضايقج ... عن ملابسات طلاقج ..

حست مريم بألم يعتصر قلبها .. وكأنها ما كانت تتمنى حد يسألها ابدا عن ها الفتره المريره من حياها ومع هذا جاوبت :

مريم : شو اقولك يا ....

كتب خالد بسرعه ..
خالد : خالد .. اسمي ... خالد ..

تابعت مريم كتابتها للحروف والدموع تنزل بالغصب من عينها وهيه ماتدري ليش تكتب ها الكلام لخالد بالذات :
مريم : شو اقولك يا أخ خالد .. ابتليت بوحش كاسر .. ما عنده ذرة احساس ولا عواطف .. همه بس تلبية شهواته ...وانا عمري بحياتي ما شفت انسان بها البشاعه وبرودة الدم والتكبر .. عذبني وذلني ومسح كرامتي ... وكان يعتبرني مثل الجاريه عنده او حتى اقل .. وحتى لو كنت جاريه كان بيعاملني احسن .. كنت عنده مثل أي قطعة اثاث او أي شي يشتريه بفلوسه .. ومع اني بنت عمه ومن لحمه ودمه، الا انه ما راعاني وطلقني وطردني مثل ال***ه الجرباء ... وانا الصراحه مستغربه وايد .. كيف ها الانسان النذل البشع ايكون عنده كل ها الثروه والخير .. كيف الله يرزق ها الانسان الوضيع والحقير والجبان كل ها الخير والثروه .. كيف .. كيف؟!

ابتسم خالد وكتبلها :
خالد : يا اختي ... في بعض الاحيان... ما تكون الثروه الخير نعمه على صاحبها .. وممكن تتحول لنقمة وعذاب وانتقام من الله ضد صاحبها الظالم والله تعالى ايقول في كتابه (( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهــم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون )) صدق الله العظيم ..

حست مريم بشيء من الراحلة لكلامه ثم كتبت :
مريم : الحمدالله على كل حال ..

كتبلها خالد :
خالد : المهم الحين .. لازم تنسين الماضي وتفتحين صفحه يديده ومشرقه لمستقبل احسن انشا الله ..

ابتسمت مريم وكتبتله :
مريم : مستقبل .. أي مستقبل ينتظر وحده مطلقه مثلي ..

رد عليها خالد بانفعال :
خالد : وشو فيها المطلقه ..المطلقه انسانه حالها حال كل البشر .. وما ينقص من قدرها ابدا كونها مطلقه دام انها شريفه وعفيفه .. وبعدين.. أي انسانه بالعالم ممكن اتمر بنفس الظروف اذا الله تعالى كتبلها ذلك .

ابتسمت مريم بمرارة وكتبت .. :
مريم : هذا كلام بس .. اما الواقع .. يختلف تماما ..

استغرب خالد وكتب :
خالد : ليش اتقولين جذيه ؟!!

رد مريم على سؤاله بسؤاله لما كتبت :
مريم : انته مثلا .. وعلى ما اعتقد... شاب في مقتبل حياتك .. بترضى تربط نفسك بوحده مطلقه ؟!!.

جاوبها خالد بصدق :
خالد : اذا دخلت قلبي وكنت مقتنع فيها ... ليش لا .. ما يفرق عندي ابدا اذا كانت مطلقه او لا .. دام انها انسانه شريفه وعفيفه وحنونه ومن اصل طيب وكريم .

ردت عليه مريم بانفعال وكتبت :
مريم : هذا كلام اتقوله بس .. يعني كلام انشائي .. يعني في عالم الخيال لا غير .. اما في عالم الواقع فمن المستحيل تنفيذه ابدا .. صدقني مستحيل ابدا .

اتوقف خالد لحظات وهو يفكر وبعدها تابع :
خالد : لا .. مب كلام .. وباثبتلج بالفعـــل قبل الكلام صدق ما اقول ..

وبدهشه عارمه كتبت :
مريم : ما فهمت شو قصدج؟!!.

رد عليها خالد بكل جرأه و صدق :
خالد : يعني انا مقتنع فيك ... وقلبي مرتاح لج .. وحاس انج الانسانه الانسب لي ....

اتفاجأت مريم بالكلمات المسطره امامها على الشاشه ..وظل وقت طويل وهيه مبحلقه في الشاشه اللي امامها و متردده تكتبله .. ولهذا كرر خالد نفس الرساله . وفي النهايه ردت وقالت :
مريم : انته بوعيك؟!! .. كيف ترتبط بانسانه ما تعرفها ولا شفتها .. وكل اللي يوصلك منها مجرد كلمات تتسطر على الشاشه ..

رد خالد بثقه غريبه :
خالد : اتصدقين لو قلتلج ما ادري .. ومع هذا... ان حاس او حتى متأكد انج الوحيده اللي بتسعدني واللي بحاول بكل ما املك اسعادها ..

وباستغراب متصاعد قالت :
مريم : وشو دراك اني صادقه بالاساس .. انته عارف ان عالم النت وخصوصا الشات مليان كذب وكذب .. واللي ايدور الصدق فيه كأنه يدور نقطة ماي في بحر .. او حبة رمل في صحراء... واحتمال اكون جذابه واقص عليك في كل اللي قلته.

رد عليها خالد بثقه :
خالد : ادري ... ادري ان عالم النت وخصوصا الشات مليان بالكذب.. ومع هذا انا اعتبرج ... ذرة من صدق في عالم من الكذب ... صدقيني انا شاعر فيج وكأنج حقيقه واقعه جدامي ..

فكرت مريم فتره بكلامه وبعدها تابعت :
مريم : وانته مقتنع بالاساس من زواج النت ؟!!

جاوبها خالد بصدق :
خالد : تبين الصدق .. ما كنت مقتنع ولا زلت ما مقتنع .. بس ما ادري .. مرات الواقع يفرض علينا اشياء احنا رافضينها بالاساس ..

ردت مريم بانفعال اكبر :
مريم : وشو هالواقع اللي يفرض عليك ها الشي ..

وبكل صدق الدنيا رد عليها خالد :
خالد : الواقع هوه ...... انتـــي ...

حست مريم باضطراب متزايد بمشاعرها ...و شعرت وكأن القلب ينبض لاول مره بصدرها ... القلب اللي ما عرف الا طعم المراره والالم .. ولهذا قالت والاحلام بدت تتراءى بخيالها ..
مريم : والله ماادري شو اقولك بس ..

رد عليها خالد بانفعال :
خالد : لا تقولين شي غير انج موافقه .. وصدقيني انا مقتنع تمام الاقتناع فيج .. ومتعلق فيج قبل لا اشوفج او حتى اسمع صوتج ...

ترددت مريم وحاولت انها اتجاريه ليما ينتهي اللقاء فكتبت :
مريم : حتى لو وافقت على كلامك العجيب والغريب او المجنون حتى .. انته ما تعرف شي عني .. كيف بتتقدملي مثلا ... وانا مستحيل ابدا ابدا اعطيك رقمي واسم عيلتي ولا حتى اسمي .. اتأكد من ها الشي تماما ..

سكت خالد لحظات وبدا يفكر وقال :
خالد : اكيد بنحصل طريقه مناسبه .. ولا... اقولج ... بعطيج اقتراح مناسب اذا كان ها الشي ما يضايقج ..

اتساءلت مريم
مريم : اتفضل ..

جاوبها خالد :
خالد : شو رايج تتصلين باختي ... انا بعطيج رقم تلفون هاتفها المتحرك .. وانتي تقدرين تتصلين من تلفون عمومي .

جاوبت بانفعال :
مريم : لا مستحيل انا استحي .. شو بتقول اختك عني ..

رد عليها بهدوء :
خالد : لا تخافين .. انا بخبر اختي بالوضوع قبل لا تتصلين .. وبترد عليج بكل ادب واحترام ...

ارتبكت مريم وهيه تكتب :
مريم : اسمحلي اخوي ما اقدر.. والله ما اقدر..

وبكلمات توسل ورجاء كتب خالد :
خالد : الله ايخليج ..هذا هوه الحل الوحيد .. لا تكسرين قلبي واتضيعين علينا الفرصه الاخيره ..
استغربت مريم اكثر واكثر من توسله ورجائه وهو في الاساس ما يعرفها.. ولهذا كتبت :
مريم : يستوي خير .. لكن في البدايه لازم افكر .. انا بعدني ما مقتنعه بفكرة الزواج ونفسي عايفه الرياييل خصوصا بعد التجربه المره اللي مريت فيها ..وبعدين انا ما متخيله اتزوج بها الطريقه ( زواج بالانترنت )!!!!!.
جاوب خالد بحماس غير عادي :
خالد : انا بعطيج مهله لين باجر عشان اتردين علي... وفي حال موافقتج .. ادخلي على الماسنجر وبلغيني .. وعكس ها الشي .. بيكون هذا آخر لقاء بينا .. وبتكونين سبب في عذابي مستقبلا .. ولهذا ارجوج انج اتفكرين زين... وفي كل الاحوال انا احترم رغبتج مهما كانت .. وواللي فيه الخير يقدمه ربج .. والحينه .. بترخص منج .. على أمل اني القاج باجر ..

فكرت مريم لحظات وبعدها ردت :
مريم : فما الله وحفظه ..

وسكرت مريم النت حتى بدون ما تتريا جواب آخر من خالد ، وهيه في قمة استغرابها ودهشتها ومامصدقه ابدا للي صار .. وظلت اتفكر .. واتفكر ..و
والله اعلم ... وين هداها تفكيرها ...

*********

بعد ما انتهى خالد من محادثته الكتابيه مع مريم .. قام من على الكرسي واتحرك باتجاه الصاله في الدور العلوي ... وشاف الساعه المعلقه فيها واللي كانت تشير للساعه ثلاث الظهر .. ولمح اخوه عادل وهو واقف برع في البلكونه .. وعلى طول سار عند اخوه وقاله :
خالد : عدول .. شو فيك وافق برع ؟ !.

جاوبه عادل وهوه يطالع السماء :
عادل : شوف يا خالد .. شوف هذيك الغيوم اللي يايه من صوب الشرق .. هذي باذن الله حامله معاها المطر مثل ما متعودنا كل سنه في مثل ها الوقت من السنه في شهر سبعه وثمانيه من الصيف بالتحديد ..

ابتسم خالد وقال :
خالد : هذي الظاهره ايعرفونها اهل العين زين... ففي صيف كل سنه وبالتحديد في شهر سبعه وثمانيه .. وخصوصا بعد الظهر نلمح الغيوم وهيه يايه من جهة الشرق يعني من صوب سلطنة عمان ... عكس الشتاء اللي الغيوم فيها اتيي من صوب الغرب يعني من صوب بوظبي .. والسبب معروف .. وهو تأثر المدينه بامتداد ( منخفض الهند الموسمي ) .. لان الرياح الموسميه اتأثر على سلطنة عمان ويمتد تأثيرها ليوصل للعين تحديدا وبعض انحاء الامارات في بعض الاحيان.

رد عليه عادل بهدوء :
عادل : صدقت .. والغيوم في العاده توصل بعد الظهر واتنزل حمولتها ليما تتلاشي جريب المغرب ..

واثناء كلامهم .. بدأ المطر يهطل .. وهالمره بدأ يهطل بشده غير معهوده .. واستمر لمدة نص ساعه والمطر يتساقط بكل قوه وعنف .. وها الشي خلا عادل يتساءل :
عادل : غريبه .. اول مره اشوف المطر يطيح بها القوه في الصيف ... صحيح ان المطر مرات يطيح بغزاره.. لكن مب لها الدرجه ..

رفع خالد عينه للسماء وشاف الغيم وقال :
خالد : السبب في ها السحاب اللي في السماء ، وها السحاب ايسمونه ( بالركام المزني ) ويتكون اساسا من تراكب طبقتين ... وحده حاره والثانيه بارده .. فيحصل تكاثف كبير ويطيح مطر غزير ... وها الحاله نادره في الصيف .

قاطعه عادل وقال :
عادل : ما فهمت .. وضحلي اكثر ..

جاوبه خالد بهدوء وتركيز :
خالد : افترض ان عندك ملعقه بارد .. وحطيتها على بخار ماي ساخن .. شو بيصير ..

رد عادل بهدوء :
عادل : اكيد بتنقط ماي وايد ..

ابتسم خالد وقال :
خالد : نفس الشي قاعد يصير في طبقات الجو العليا و ..

قطعت كلامهم صوت انثوي قادم من خلفهم ، وكان الصوت يعرفونه تماما لانه لاختهم روضه فقالت :
روضه : شباب .. شو قاعدين اتسوون ..

جاوبها عادل ببرود :
عادل : ما شي قاعدين انطالع المطر ..

قالت روضه بانفعال :
روضه : شو رايكم نطلع نتمشى بالسياره برع شويه .. الجو وايد حلو .. وانا واختكم الصغيره مهرا ضايقين وايد من يلسة البيت ..وخاطرنا نطلع شوي.

جاوبها عادل بحماس:
عادل : افا عليج .. ما طلبتي .. البسوا ثيابكم بسرعه وبنترياكم في السياره انا وخالد و ..

قاطعه خالد :
خالد : لا انا ما اقدر اسير.. أنا .

وبنفعال شديد قطع عادل كلامه وهوه يقول :
عادل : بستير يعني بتسير .. ولا تبى اتخليني بوسط ثنتين بنات .. يحشروني ويصدعون براسي ..

ابتسم خالد وقال :
خالد : ما عليه ... عشان خاطرك ...بسير ..
ضحك عادل :
عادل : يا الله سرينا

وفعلا نزلوا للسيارة وقعدوا فيها ، بانتظار قدوم اخواتهم الثنتين
روضه ومهره ...

*****

اتحركت السياره بعد ما احتل عادل مكان السايق وقعد خالد بالكرسي المقابل بينما قعدت روضه واختها مهرا في الكراسي الخلفيه …وكانت السياره اللي راكبينها من نوع لكزس ( LX470 ) ذات الدفع الرباعي ..

واتحركت السياره في شوارع العين ..وكان الجو جميل بالفعل .. وظلوا ساكتين .. وماقطع هالصمت الا صوت روضه لحظة ما قالت :
روضه : آآ شباب ... ليش ما انسير صوب الوديان .. اكيد الوديان الحينه تجري والناس متيمعين هناك ...

التفت الها خالد وقال :
خالد : توه المطر طايح .. وما اعتقد ان السيل وصل لمجرى الوادي الحينه .

ردت عليه مهرا ها المره :
مهرا : يا خالد .. المطر نزل بغزاره لمدة ساعه كامله .. وما اتوقف الا من دقايق ... يعني اكيد الوادي يجري الحينه .. وبعدين احنا مب خسرانين شي ، تراها كشته ونزهه والوديان مب بعيده لها الدرجه ..

جاوبها عادل ها المره وقال :
عادل : بما اني مسافر باجر الفجر بابنات .. فما برفض الكم أي طلب اليوم .. انتوا آمروا بس ...

وعلى طول لف عادل السياره واتحرك جهة وديان منطقة ( خطم الشكله ) .. واثناء ما كانت السياره تتحرك قالت روضه :
روضه : آآ عادل .. لو سمحت .. حطلنا أي شريط اغاني ... عنبوه .. يالسين بصخه وكأنا بمأتم ..

التفت خالد صوب روضه واطالعها بنظرات تشف عن عدم الرضا وقال :
خالد : كم مره قايلج اني ما اسمع اغاني .. وكم مره قايلكم ان الاغاني حرام وما يجوز تسمعونها ..

ردت عليه روضه ببرود :
روضه : لا تحبكها وايد ... احنا طالعين نتمشى ونفرفش .. وما فيها شي لو سمعنا موسيقى هاديه او اغنيه حلوه اتغذي روحنا واتريح قلبنا ... وبعدين احنا بعدنا صغار مب شياب... ولازم نتمتع بشبابنا شوي ..

سكت خالد وما جاوبها .. لانه يدري ان النقاش ما ينفع معها... وياما نصحها لكن بدون فايده لكنه قالها بمنتهى الحزم :
خالد : شوفي ... ما بتسمعون اغاني وانا موجود ... فهمتي ..

حركت روضه بوزها بضيق وعصبيه .. وهنيه ادخل عادل وقال :
عادل : يا جماعه .. انا عندي حل وسط .. انتوا نسيتوا ان هالسياره يابها الوالد بطلب خاص من اليابان وان المواصفات اللي فيها غير موجوده في السيارات المتوفر في سوق الامارات ..

اتساءلت روضه بفضول :
روضه : وشو علاقة ها الشي بموضوعنا ؟؟

ضحك عادل وقال :
عادل : لو ركزت شوي .. بتلاحظين وجود مسجل خلفي في السياره .. وها المسجل فيه فتحتين... تقدرين ادخلين فيهم سماعات الراس ( الهيد فون ) وهذا معناه انكم تقدرن تسمعون اغاني بروحكم و بدون ما يدخل ( المطوع ) اخوكم ويمنعكم ..

التفت خالد صوب عادل واطالعه بنظرات عصبيه .. لكنه ما علق وفضل السكوت .. ولحظتها طلع عادل سماعتين راس ( هيد فون ) وناول الاولى لمهرا والثانيه لروضه اللي ما صدقت تاخذها الا وهيه محطيه شريط في المسجل الخلفي .. وبدت تسمع هيه واختها ...

التفت خالد صوبهم وشاف اخته روضه ومهرا وهم حاطات الهيد فون بأذونهم و يسمعون الاغنيه ويدندنون معاها بصوت خفيف ... وهوه من داخله يتألم لفعلهم هذا .. لكنه شو ايسوي... هذا هوه الواقع .. ولازم يتحمله بكل آلامه ... ومرات الواقع يفرض على الانسان ما يرفضه تمامـا ..

وبعد دقايق معدوده وصلت السياره لطرف الوادي وساعتها قال عادل :
عادل : غريبه ما شي ناس ...

التفت خالد صوبه وقال :
خالد : هالشي طبيعي .. لان الوادي ما فيه قطرة ماي ... وبعدين ما اتشوف الغيوم الكثيفه اللي في السماء .. يعني احتمال ايطيح المطر باي وقت ..

اتساءل عادل :
عادل : وشوانسوي الحينه ..

جاوبه خالد بانفعال :
خالد : احسن شي نرجع .و

صرخت روضه بويهه وقالت :
روضه : لا ... شو نرجع .. احنا ما صدقنا طلعنا وتبانا نرجع .. عادل .. اخطف ها الوادي .. يمكن شي وديان بعده...

نفذ عادل كلامها بسرعه وكأنه كان عازم على ها الخطوه من البدايه .. واتحرك ببطء شديد لان ارضيه الوادي كانت وايد وعره والحفر كانت منتشره في كل ارضيه الوادي .. واول ما وصل عادل لنص الوادي تقريبا وبلحظة خاطفه .. انهمر المطر بغزاره فظيعه من السماء وكانها خيوط تهبط من السماء .. وانحجبت الرؤيه تماما عن السايق وهذا اللي خلى عادل يوقف فجأه بنص الوادي .. ولحظتها قالت روضه :
روضه : شو فيك وقفت ؟! ليش ما تتحرك ..

جاوبها عادل بانفعال قوي :
عادل : كيف اتحرك وانا ما اشوف شي جدامي .. اخاف اطيح بحفره او ادعم الصخر اللي على اطراف الوادي .و

قبل لا يكمل عادل كلامه سمعوا اصوات اشياء ترتطم بسيارتهم بقوه واتحركها ولما التفتوا للجهة اليسرى .. شافوا ماي السيل يجري في الوداي بشدة ويضرب سيارتهم بكل قوه وعنف ويسحبهم باتجاه اعماق الوادي ..

ولحظتها صرخت روضه صرخه عوده وتبعتها اختها مهرا .. وعادل كان يحاول ايلف السياره عكس اتجاه السيل .. عشان ما تنجرف السياره .. ويضغط على دواسة البترول بكل قوته .. ولكن .. مع ان ماكينة ومحرك اللكزس جباره وتعادل قوة ( 250 حصان ) .. الا انها ما قدرت تصمد امام قوة الطبيعه اللي خالقنها الرب .. وبدت المكينه تصرخ معلنه العجز عن مواجهة قوة السيل ...وبدت السياره تنجرف بوضعيه خطيره والامطار لازالت تنهمر بكل قوتها ..

كل هذا وخالد كان صامت .. وكأنه ما مستوي شي .. ولما حس الجميع بشدة وخطورة الموقف بدت روضه تدعي ربها ولحقتها مهرا وشاركهم عادل نفس التصرف مع انه ماسك السكان ويصارع امواج السيل الثائـر.

ورغم خطورة الموقف ابتسم خالد وقال :
خالد : يا سبحان الله ... الحين قاعدين تدعون ربكم .. وانتوا قبل دقايق كنتوا تعصونه وتسمعون الاغاني ... يعني وقت الخطر والشده عرفتوه ووقت الفرج والراحه نسيتوه ..

ردت عليه روضه والدموع بدت اتسيل من عينها :
روضه : الحين مب وقته يا خالد .. اتصل باي حد .. شوفوا أي حد ينقذنا .
وبانفعال بلغ مداه قال عادل :
عادل : ليما نتصل تلفون واييونا بنكون في خبر كان ..

قاطعته روضه بصوت يائس :
روضه : ما في أي حد على اطراف الوادي عشان ينقذونا ..

قال عادل بيأس اكبر :
عادل : حتى لو شي ناس .. محد بيخاطر بحياته وبيدخل بسيارته بها السيل الجارف .. واللي يفكر يدخل كانه يحكم على نفسه بالموت *** (( حدث ذلك حقيقة في السنه الماضيه عندما دخل احد افراد مدينة العين بسيارته لانقاذ عائله اماراتيه ولقي حتفه معهم )) ***

صرخت روضه من قمة راسها والدموع اتغرق ويها بينما اختها جالسه وعيونها زايغه وما عارفه شو اتسوي والسياره تنجرف بسرعه اكبر وقالت :
روضه : يعني شوه .. ما شي طريقه نطلع من هنيه و ..
 
قديم 05-10-2006, 07:31 PM   #6
قمران
حال قيادي
 
الصورة الرمزية قمران

افتراضي

بعد أسبوع بأخلص قراءة القصة

المهم شكرا

والله يكون في عون مريم
التوقيع :
 
قديم 05-10-2006, 07:32 PM   #7
اصيل
حال قيادي

افتراضي

يسلموووووووووو ذوقك اختي الحضرميه
علي القصه بس بعدني ماكملتها كلها
بس احساسها وكلمتها تشدك لمعرفة نهايتها
ولي عوده اخري اختي ولا ننحرم من ابداعك
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
 
قديم 05-10-2006, 07:35 PM   #8
دمعة حزن
غير مسجل


افتراضي

تسلمون اخوتي قمران واصيل على مروركم الطيب
وبالفعل هي قصة اكثر من رائعه
بحاول اكملها ان شاء الله

في انتظار ردودكم بعد نهاية القصه
 
قديم 05-10-2006, 07:37 PM   #9
دمعة حزن
غير مسجل


افتراضي

قبل لا تكمل كلامها حسوا بالماي يتسرب للسياره بعد ما ارتفع منسوب ماي الوادي .. وبدا الصريخ باعلى مستوياته وروضه تطلم خدها ومهرا تنتفض من الخوف والرعب ...

ولحظتها ادخل خالد وقال :
خالد : بس اسكتوا .. الصريخ مامنه فايده .. خلونا انفكر ...

رد عليه عادل اللي ما اتحمل ها لموقف وبدت ادموعه في السيلان بسرعه اكبر من السيل نفسه .. وقال :
عادل : شو تبانا انسوي يا خالد .. المطر من فوقنا والسيل محاصرنا من كل صوب .. صدقني ما شي امل .. ما شي امل ..

سكت خالد فتره يفكر وقال :
خالد : آآ عدول .. وين حبل ( القلص ) اللي بالسياره .. دلني على مكانه وانا بحاول اطلع من السياره و اربط الحبل باي صخره في قعر الوادي عشان ما تنجرف السياره ..

فكره عادل ثواني قبل لا يقول بكل يأس وحسرة :
عادل : الحبل موجود بالسياره الثانيه .. وانا اليوم الصبح منزلنة من هالسياره.

بها الوقت بس .. شعر خالد باحباط شديد ...
ولحظتها .. شعر انه لا مفر من مواجهة واقعهم بكل ما يحمل آلام ..
حتى لو كان الواقع هو الموت بكل آلامه الفظيعه ..
والموت جزء لا يتجزأ من واقعنها .. وآلامه صايبتنا لا محاله ..
ويجب تقبلـــه بكل ما يحمل من آلام ..
آلام الواقع ...

وتستمر الآلام في الجزء الرابــع ...

##############################################

آلام الواقع – الجزء الرابــــــــــع



كان الموقف والظرف عصيب جدا ... والموت على بعد خطوات أو حتى أدنى منهم .. والسياره .. على وشك الانجراف... وعادل... قاعد يضغط على دواسة البترول بكل قوته في محاوله يائسه لمنع انجرافها ... وصرخات روضه ومهره كانت أعلى من صوت جريان السيل الهادر نفسه ..

وخالد... قاعد يفكر بأي طريقه ممكن تنقذهم ... لكنه ما وجد حــل قريب .. ولما اتقطعت فيهم السبل .. وضاقت عليهم الارض بما رحبت.... صرخ فيهم خالد بأعلى صوته :
خالد : بس .. اسكتوا... خلونا على الاقل... نتمسك بالامل الأول والأخير

سكتوا فجأه وهم مدهوشين من كلامه ولهذا قال عادل :
عادل : أي أمل يا خالد ..الأمل انتهى و ..

قاطعه خالد بثقه عجيبه وقال :
خالد : لا .. الامل موجود .. وامل كبير .. املنا بالله تعالي ..

ردت عليه روضه بانفعال :
روضه : يا خالد .. من فتره واحنا قاعدين ندعي وندعي ربنا .. ولين الحين ما صار شي .. الحاله كلما اتزيد سوء.. والسيل على وشك انه يجرفنا معاه .

التفت الها خالد وقال بلهجه صارمة :
خالد : هذا لأنكم ... ما دعيتوا ربكم ..

استغربت روضه من كلامه وقالت :
روضه : عيل... شو كنا انسوي ؟!

وبانفعال صادق رد خالد :
خالد : الدعاء المستجاب له شروط... ومن أهمها.. الدعاء بقلب صادق تائب عازم على عدم العوده لسابق عهده من المعاصي ... ساعتها بس .. يمكن ربكم يتمنن عليكم ويقبل دعواكم ..

ردت روضه بسرعه :
روضه : خذني على قد عقلي وفهمني .. شو تباني اسوي ..

جاوبها خالد بهدوء عجيب ما يتناسب ابدا مع الموقف اللي هم فيه :
روضه : قبل شويه كنتوا تعصون ربكم وتسمعون الاغاني .. والحينه .. وعشان ربكم يقبل دعائكم .. لازم تنوون و بقلب صادق انكم ما ترجعون لها العمل ابدا ما استطعتوا ولحظتها يمكن تنفتح ابواب السماء وينقبل دعائكــم..

كان الموقف ما يتحمل أي تفكير من روضه ولهذا قالت بقلب صادق :
روضه : اعاهدك ياربي أن كتبت لي الحياه .. اني ما ارجع لسابق عهدي من معاصي ..

وكررت مهرا نفس ها الدعاء وبنفس الصدق والإخلاص... وتمتم عادل بنفس الكلمات ..

وبعد ما سمعهم خالد .. أشار الهم بأشارة الصمت .... واتعلقت العيون بخالد .. وشخصت الابصار ... وارتجفت القلوب ... ورفع خالد ايده للسماء ... واتركزت عينه بالسماء وهوه يطالع ماي المطر المنهمر منها .. ويحس بماي السيل يزحزح السياره .. وبكل صدق وخشوع الدنيا دعى ربه وقال :

خالد : يارب ... إن كنت ترى أن الحياة زيادة لنا في رضاك فاكتبها لنا إن شئت .. وإن كنت ترى .. انها زيادة علينا فيما لا تحب .. فأخذنا بما تأخذ به عبادك الصالحين ... يارب .. انت القائل في كتابـــك .. بســم الله الرحمــن الرحيــم (( وقيــل يـا أرض إبلعي مـاءك ويـاسماء أقلعـي ))... فاجعل الأرض تبلع .. واجعل السماء تقلع .. وارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين ..

بعد كلمة ودعاء خالد الأخير ساد المكان صمت رهيب .. والكل يتلفت حواليه و ينتظر الفرج والنجاة من العذاب ... وبعد ثواني معدوده ... بدأت السماء فعلا تقلع عن المطر ليما تلاشى تدريجيا .. وبعدها بلحظات أقصـر بدت الارض تبلع .. بحيث انخفض وقل منسوب الماي بالوادي.. في مشهد مدهش وغير معقول وما يتصدق .. وهذا اللي خلى عادل ايقول :
عادل : مو مقعوله .. اللي قاعد ايصير معجزه .و

قاطعه خالد بسرعه :
خالد : لا ... مب معجزه .. المعجزه أمر خارق للعاده و الطبيعه ولا يؤتى الا للانبياء... وكل اللي صار الحينه أمر طبيعي .. والله تعالى مسبب الأسباب هو اللي سبب الاسباب لنجاتنا ..

رد عليه عادل بانفعال ممزوج بالدهشة :
عادل : كيف مب معجزه يا خالد .. المطر وقف... وبنقول طبيعي .. مرات المطر يوقف فجأه مثل ما انهمر فجأه ... لكن الوادي .. كيف قل الماي فيه بها الصوره المفاجئه..؟!!

ابتسم خالد بهدوء وقال :
خالد : قلتلك ... الله تعالي هو مسبب الاسباب ..

وبانفعال متزايد قال عادل :
عادل : وشو السبب ... قولي ؟!

رفع خالد ايده اليمنى وهوه ايأشـر فيها على نقطه معينه وعلى مكان محدد في الطرف الايمن من الوادي وقال :
خالد : لاحظ يا عادل هذيك المنطقة هناك .. هاي المنطقه اصلا قناة فرعيه من ها الوادي الكبير .. وهالقناة كانت مسدوده بحاجز طيني صلب كبير عشان يحمي المناطق القريبه من ماي الوادي.. وها الحاجز ما تحمل هالمره سرعة الماي الكبيره فانهار وبالتالي اندفع جزء كبير من ماي الوادي في القناة الفرعيه .. وبالتالي قل منسوب الماي في الوادي بصوره مفاجئه .....

التــقط خالد نفس عميق ثم تابع كلامه وقال :
شفت كيف.... الله تعالى هو اللي سبب الاسباب .. يعني كان مقدر النا سلفا ... انكون هنيه في بطن الوادي .. ويصير اللي صارلنا من محنه و ندعيه للنجاة.. وقدر لنا بعد.. ان الحاجز الطيني ينهار في ها اللحظه قبل لا تنجرف سيارتنا وانموت في بطن الوادي ...

سكت عادل وعلامات الدهشه مرسومه عليه وقال :
عادل : سبحان الله ..

اتلفت خالد حواليه في توتر خفيف وقال :
خالد : المهم الحينه .. تحرك بسرعه ... احتمال يرتفع منسوب الماي مره ثانيه بعد ما ينترس الوادي الفرعي ...

ولحظتها ، ما كذب عادل خبر .. ومباشرة اتحرك ببطء ليما وصل لطرف الوادي وطلع منه بسلام وهو يتجــه صوب الشارع الرئيسي ، وهنيه التفت خالد باتجاه خواته البنات واللي آثار الصدمه والخوف مازالت عليهم .. وقال..
خالد : ها يا بنات .. انوديكم وادي ثاني ..

صرخت روضه من كل قلبها وقالت :
روضه : لا لا .. خلاص .. رجعونا البيت .. يلست البيت أرحم بوايد من الرعب اللي شفناه ...
ابتسم خالد وما علق على كلامها بينما واصل عادل خط سيره باتجاه البيت

********

وبها الوقت كانت مريم قاعده اتفكر.. واتفكر بالكلام اللي وصلها من خالد على شكل رسائل مكتوبه ... والذهول مازال ساري بكيانها ... وسألت نفسها اكثر من مره .. كيف تتصرف .. هل اتوافق على طلبه .. وكيف تضمن اصلا انه صادق .. الاحتمال الأكبر... والأكبر جدا انه يكون من شباب النت الكذابين .. وهذا هو الاحتمال الارجح ... صراع بين عقلها و قلبها .. ولكن ..
لحظة ... ليش قالت قلبها .. وشو دخل قلبها أصلن بالسالفه ؟! ... كل اللي بينها وبينه مجرد كلمات تنخط على الشاشه و .. لكن... ما تدري ليش دايمن ها الشخص على بالها .. ليش ؟! ماتدري !! ..

واثناء ما كانت غارفه في دوامة من التفكير العميق دخلت عليها اختها ظبيه .. واللي لاحظت شرود مريم الشديد ، ولهذا قالت :
ظبيه : مريومه ... شوفيج سرحانه ..

انتبهت مريم لوجود ظبيه وللكلمة الاخيرة اللي قالتها فردت :
مريم : ما شي والله .. مصدعه شوي ..

حطت ظبيه ايدها على جبهة مريم وقالت :
ظبيه : مب شانج مصخنه ..

ابتسمت مريم وقالت :
مريم : لا لا عادي ما فيني شي ..

ابتسمت ظبيه بدورها وقالت :
ظبيه : هذي اول مره اشوفج تبتسمين من يوم ما .....

سكتت ظبيه وما كملت كلامها ، ولهذا أنابت مريم عنها في التكمله قالت :
مريم : من يوم ما اطلقت صح ..

سكتت ظبيه وكأنها ندمت على جملتها وحاولت اتغير الموضوع فقالت :
ظبيه : المهم مريومه ..بغيت اسألج .. شو المواقع اللي ادشينها في النت ... مواقع اسلاميه .. أو منتديات الحوارت الاجتماعيه والادبيه ..

ابتسمت مريم وقالت بصدق :
مريم : لا هذا ولا ذاك ..
اتساءلت ظبيه باهتمام :
ظبيه : عيل ..

جاوبت مريم بكل صراحه :
مريم : الشات ..

اندهشت ظبيه من كلام اختها ومن صراحتها وقالت :
ظبيه : مريومه انتي شو صارلج ؟!.. ما احيدج جذيه ... مبادئج واخلاقج ما يسمحولج بدخول ها المواقع السخيفه ..

جاوبتها مريم بضيق :
مريم : اللي صار عاد .. دشيتها بلحظات ضعف و يأس واحباط .. يعني مثل المهدىء أو حبة مسكن... اللي تريح الجسم بعض الوقت ..
قالت ظبيه بانفعال صارخ :
ظبيه : مهمن كان .. اللي سويته غلط بغلط.

ردت مريم بهدوء :
مريم : ادري يا ظبيه ادري ... ومب هذا المهم ..

سالتها ظبيه باندهاش :
ظبيه : عيل... شو المهم ...

اترددت مريم قبل لا اتقول :
مريم : ما بتصدقين يا ظبيه... شو اللي صار لي ...

وباندهاش متصاعد قالت ظبيه :
ظبيه : وشو اللي صارلج ...

وبهدوء قالت مريم:
مريم : شوفي يا ظبيه انتي اختي.. وعزيزه على قلبي ... وعمري ما خبيت عنج شي انتي بالذات .. ولهذا... بخبرج بكل اللي صارلي .. يمكن احصل مشوره طيبه عندج .. اتريحني نفسي ، واطمن بالي ، وتشرح صدري واتهدي سري ..

وبعد ايمائه خفيفه من راس ظبيه ، بدت مريم تروي لظبيه كل التفاصيل .. تفاصيل ما جرالها مع خالد .. وبعد ما انتهت من السرد قالت مريم بلفهه :
مريم : هاه ظبيه .. شو رايج ...

سكتت ظبيه لحظات وهيه اتفكر ثم قالت بانفعال:
ظبيه : سالفه ما ادش العقل ابدا .. وواضح انه من شباب النت اللعوبين ... وانتي انسانه متعلمه وعاقله ومتربيه .. وعارفه ان الشات.. عالم من الكذب الصريح .. صح ولا انا غلطانه ..

جاوبتها مريم :
مريم : ادري .. والله ادري ...لكن .. ما ادري ليش .. أثر فيني وايد ها الانسان ..و ..

قاطعتها ظبيه :
ظبيه : يا مريم ..انتي مريتي بتجربه قاسيه .. وطبيعي اتكون مشاعرج مضطربه ومشوشه خلال هاي الفتره ..

اتساءلت مريم بدهشه :
مريم : بس المفروض اني اكره كل الرياييل .. مب احس بميل لواحد منهم ..
اطالعتها ظبيه بنظره حانيه قبل لا تقول :
ظبيه : يعتقد الكثيرين أن المطلقه و بحكم تجربتها بتكره كل الرياييل .. والواقع ايقول أن بعض الحريم كان شعورهم العكس .. لأنه في بعض الحالات.. اتحاول المطلقه انها تتمسك بأي ريال اتشوفه مناسب ... عشان ينقذها من محنتها.. وبنفس الوقت يحسسها انها ما زالت مرغوبه .. بعد شعورها بنفور الناس وانصرافهم عنها ...

سكتت مريم لحظات بعد تعليق اختها الاخير وبعدها قالت :
مريم : وبشوه اتشورين علي ..

ردت ظبيه بهدوء :
ظبيه : اول شي .. لازم تقتنعين تماما أن اللي سويته غلط بغلط .. بديتي بغلطة الشات .. وكبرتيها بغلطة الماسنجر .. واتماديتي اكثر لما اوهمتي عمرج انج ممكن تتزوجين عن طريق الانترنت وانتي عارفه زينه انه مستحيل او مصيره الفشل مع ريال يغلب الظن فيه انه لعوب وبعالم مليان كذب وكذب ... ونصحيتي لج ...انج تتركين كل هذا وتنسين ها الشخص تماما واللي واضح انه من الشباب الطايش اللعوب ... وبعدين خبريني .. كيف بينظرلج ها الشاب ؟! ...ما بتكونين بنظره اكثر من بنت لعوب سمحت لنفسها بدخول اماكن مشبوهه مثل هاي المواقع ... كيف بيثق فيج ... صدقيني هذا قاعد يتسلى فيج ويعلب بعوطفج .. والاحسن انج تتركينه نهائيا قبل لا تنصدمين مره ثانيه .. وجرح الصدمه الاولى بعده ما برأ ولا طاب لليوم ..
 
قديم 05-10-2006, 07:39 PM   #10
دمعة حزن
غير مسجل


افتراضي

حست مريم بمنطقية كلام اختها ظبيه .. ولهذا قالت :
مريم : انتي اتشوفين جذيه ..

ردت ظبيه بحزم :
ظبيه : اكيد طبعا .. واكثر من جذيه لازم تنقطعين نهائيا عن الشات والماسنجر.. وتقطعين علاقتج نهائيا ومن هاللحظه بهذا الشاب .. لان ما وراهم الا الدمار ... دمار للوقت .. ودمار للنفس ....

سكتت مريم وبعدها قالت بكل صدق :
مريم : اوعدج اني ما ادخل الشات نهائيا بعد اليوم ..

عقبت ظبيه على كلامها وهيه تتطالعها بعيون حاره وقالت :
ظبيه : والماسنجر بعد ... وتنسين أمر هالشاب نهائيا ..

فكرت مريم لحظات وبعدها قالت بصدق:
مريم : بنسى امر ها الشاب نهائيا ... والماسنجر بخصصه لصديقاتي المعروفات بس ...

هزت ظبيه راسها باشارة الايجاب وقالت ..
ظبيه : اللي فيه الخير يقدمه ربج ...

ردت مريم بعفويه :
مريم : ان شاء الله .

بعد كلمة مريم الاخيره ، بحقلت ظبيه في عيونها للحظات قبل لا تتحرك واتغادر الغرفه في هدوء ، وهيه تاركه وارها مريم اللي كانت مصممه في خاطرها على وضع حد نهائي لعلاقتها مع ذلك الشاب ..
وللأبـــد ..

********

وفي اليوم الثاني .. وعند الساعه ثلاث الفجر... جلس خالد وراء مقود سيارته ..وهوه يسوقها .. و كان على وشك انه يوصل البيت بعد ما وصل اخوه عادل لمطار دبي الدولي اللي اتوجه بدوره للولايات المتحدة الامريكية ... واول ما وصل خالد للبيت ... اتوضأ .. وصلى بعض الركعات .. وبعدها جلس يسبح ربه بانتظار آذان الفجر .. واول ما أذن الفجر اتجه مباشره للمسجد القريب من بيتهم .. وصلى الفجر في جماعة .. وظل في المسجد يسبح ويقرأ القرآن الى أن اقتربت الشمس من الشروق .. ساعتها .. رجع مره ثانيه بيتهم .. وغرق في نومه عميقة .. نومه جرته لعالم ثاني .. عالم الاحلام .. أو عالم الرؤى .. ورأى فيما يرى النائم ... رأى بنت شابه تلبس ثوب ابيض ناصع ..و كانت تتحرك بين الاشجار الخضراء ... وشاف سحابه بيضاء صغيره اطارد البنت بين الشجر .. والبنيه تجري بسرعه ... و شاف ينابيع من الماي الشفاف الصافي تتدفق على الارض ..وبلحظه خاطفه شاف البنيه الشابه وهيه تسقط على الارض وتتألم بشده . ومع ألمها حس خالد بألم حقيقي .. وكأنه في الواقع.. وكان الحلم واضح جدا .. وكأنه حقيقه ملموسه .. وصحى من نومه مفزوع وآثار الالم لازالت تسري بجسمه.

وبعد ثواني سمع آذان الظهر ... والحلم لازال يتراءى بخياله .. وظل ايفكر ويفكر بالحلم... واللي شاف فيه ... السحاب .. والشجر .. والماي .. والثوب الابيض .. والألـــم اللي اصاب هذي الشابه اللي ماعرفها... والالم اللي حس فيه هوه بنفسه ولازال يحس فيه ...... ولكن .. ما لقى أي تفسير واضح.. ومع هذا بدت فكره عجيبه غريبه تتكون في راسه ...

وكالعاده قام خالد من مكانه و راح المسجد وصلى ورجع البيت مره ثانيه ...
واول ما دخل غرفة عادل المسافر ... فتح الكمبيوتر وفتح النت ... وظل ينتظر الموعد مع مريم بعد ما فتح برنامج الماسنجر ... وظلت عيونه معلقه بالشاشه على أمل دخولها والافكار تعصف بخياله ...

وبنفس الوقت اللي قام خالد فيه من نومه .. قامت مريم وهيه مدهوشه من الحلم اللي شافته وكأنه حقيقه واقعه ... شافت شاب لابس ثياب بيضاء ... وحواليه اشجار خضراء .. وفوقه سحابه بيضاء كانت اطارده بين الشجر والماي يجري من تحت اريوله .. وبلحظه خاطفه سقط ها الشاب على الارض وبدأ يتألم .. ومع آلامه شعرت هيه نفسها بآلام شديده وكأنها حقيقه واقعه وقامت من النوم والألم لازال ساكن بجسمها ... وفكرت بتفسير لها الحلم الغريب اللي كان اشبه بالحقيقه .. لكنها ما لقت أي تفسير .. وبالتالي قررت تتجاهله وتنسى امره ... وبعد ذلك .. قامت مريم، وصلت صلاة الظهر ..وفتحت النت ... ثـم فتحت موقع اسلامي .. تقرأ فيه بعض المواضيع والقضايا الاسلاميه .. لانها وعدت اختها انها ما تدخل الشات نهائيا .. وكانت عند وعدها فعلا ...
ولكن ... ومع انها حاولت تنسى أو تتناسى كلام خالد وموعد خالد ... الا انها حست بدفعه قويه من اعماق نفسها ..لمراسلته حتى لو مرة اخيره فقط .. وابلاغه رفضها الكامل لطلبه .. مهما كانت الظروف والاسباب ..

وحست مريم باضطراب وشوشره ما حست فيها بكل حياتها ... مره اتفكر وتقرر انها تنساه نهائيا وما ترد عليه ابدا ... ومره اتفكر بابلاغه قرارها الاخير بالرفض ... وبين صد ورد .. وجزر ومد ..
.. قررت مريم انها اتخبره بقطع العلاقه نهائيا ورفضها الكامل لطلبه .... صحيح انها وبلحظة ضعف ويأس واحباط اخطأت وراسلته .. لكن... المبادىء والاخلاق لا مساومه عليها ... بترفض طلبه وتعتبره مجرد تجربه اتعلمت منها الكثير ... وانه لا عذر لانسان يدعوه للخطأ مهما كانت الظروف ...
ولهذا .. فتحت الماسنجر .. وهيه ناويه انها تراسله للحظات بسيطه عشان تأمره انه يبعد نهائيا عنها ... واتقوله انها ما بتدخل شات ولا بتكلم شاب على الماسنجر بعد ها اللحظه .. وفعلا فتحت الماسنجر .. وهيه ناويه اتسوي هذا الشي ..

وأول ما فتحت الماسجنر شافت اسم خالد الرمزي على الخط فقالت:
مريم : السلام عليكم .
كتبلها خالد بسرعة ولهفه : ..

خالد : وعليكم السلام ..

وببرود شديد كتبتله مريم :
مريم : اسمعني زين يا أخ خالد .. هذي آخره مره اراسلك فيها .. وانا اعترف اني غلطيت يوم راستلك ... يمكن الظروف النفسيه والياس والاحباط اللي مريت فيهم هم اللي دفعوني لها الشي .. لكن الغلط غلط .. ولازم انصحله .. وانا قررت اني ما دخل الشات ولا افتح الماسنجر نهائيا بعد ها المره ... واتمنى منك اتسوي نفس الشي .. وصدقني يا أخ خالد ... مستحيل يصير زواج ناجح عن طريق النت .. شيل ها الفكره نهائيا من راسك .. لا انته اتعرفني ولا اعرفك ..واي شاب او فتاه اتفكر تتزوج بها الطريقه بيكون مصير زواجهم الفشل بالتأكيد .. والحين بترخص منك لاني بسكر الماسنجر وما بفتحه مره ثانيه .. واعتبر طلبك مرفوض نهائيا .. وفي امان الله ..

وفعلا كانت على وشك انها تغلق البرنامج نهائيا .. وتطوي ها الصفحه للابد .. لولا انها شافت كلمات عجيبه تنرسم على الشاشه .. كلمات اصابتها بالذهول والعجب لانها كانت اتقول وبخط خالد :

خالد : السحاب الأبيض .. الشجر .. المـاي .. الثوب الابيض .. الألـــم ..

اتفاجأت مريم بشدة باللي اتشوفه عيونها واتذكرت حلمها القريب فكتبت:
مريم : شو تقصد ..؟!

ابتسم خالد وكتبلها :
خالد : اقصد... هذا هو الحلم اللي آلمج اليوم صح ..

اندهشت مريم وكتبت :
مريم : وشو دراك اني حلمت ها الحلمت واتألمت لاجله ؟!!

جاوبها خالد بثقه مشوبه بالحذر :
خالد : لاني حلمت نفس الحلم وشعرت بنفس الالم ..

زاد اندهاش مريم وكتبت :
مريم : ما فهمت .. وضح اكثر ...

وبسرعه كبيره كتب خالد :
خالد : ما سألتي نفسج .. انا كيف عرفت انج مطلقه وتتألمين في المره الاولى يوم شفت اسمج وقريت كلامج في الشات ..
ردت عليه باندهاش :
مريم : سألت ... وسألت وايد ... لكن.... ما حصلت جواب شافي وكل اللي قلتلي اياه انك عرفت من خلال اسلوبي ومن خلال.. احساس.

وبسرعه وحماس كبير كتبلها خالد :
خالد : بالضبط .. اللي بينا إحساس... اللي بينــأ اكثر من مجـرد اتصــال بالنت ... اللي بينها نــوع مــن (( الاتصال التخاطري الا حسي)) .. صحيح انه حاله نادره جدا .. لكني شعرت فيه ... وحسيت بأنه حقيقه وواقع أعيشه..

وباندهاش اكبر كتبت مريم :
مريم : (( الاتصال التخاطري الا حسي )) !! .. شو هذا بعده .. انا أول مره اسمع فيه ..

رد عليها خالد برد مطول وبشكل رسمي :
خالد : صحيح ان ها الحاله نادره .. وهيه موجوده احيانا بين الأم واعيالها أو التوائم المتطابقه.. ولكن.. ممكن تنوجد ها العلاقه بين اشخاص ما تربطهم أي علاقه دم ... وبدقه اكثر .. هذي الظاهره عباره عن لغة من لغات النفس حال اليقظة و تحدث غالباً بين طرفين مرتبطين نفسياً برباط المودة و الآلفة و الرحمة و غالباً ما يتم التخاطر في أوقات النهار و ذلك بان تحدث حالة شديدة من المشاعر الفياضة من الفرح او الحزن من المرسل إلى المستقبل و ينبغي ان يكون المستقبل في حالة ارتياح نفسي و المرسل في حالة توتر و تأزم ... و عندها يتم الإرسال التخاطري بين الطرفين.... ** (( معلومات حقيقية )) **

ولاحظي اني كنت في حالة ارتياح نفسي لما شفت اسمج على الشاشه لاول مره وانتي كنتي في قمة توترج وانفعالج .. وانتي اللي كنتي ترسلين الالم والضيق وانا كنت استقبله وكنا نتخاطر في وقت الظهر يعني ساعات النهار .

سألته مريم باهتمام وشك وقالت :
مريم : وفيه حالات مسجله من قبـل ؟!!

جاوبها خالد بسطور طويله ...
خالد : هيه نعم ... ومن بين الحوادث المعروفه .. ان احدى الفتيات كانت تتمشى في ردهة بيتها ثم وقعت و هي تبكي و تتألم من أوجاع في ساقها اليمنى و عند وصول الطبيب اختفت هذي الآلام فجأة , و بعد فترة من الزمن عادت أليها صديقتها التي كانت في عطلة خارج المدينة واللي حدثتها عن واقعة سقوطها من على ظهر الجواد الأمر اللي أدى لكسر في ساقها اليمنى ، و الغريب هنيه ان وقت هالحادثه كان هو نفسه الوقت الذي شعرت فيه الفتاة بالآلام في ساقها اليمنى....

والحادثه الثانيه كانت سنة 1947 وكان بطلها شخص يسمى السيد ( أيرز ) وهذا الشخص.. حل ضيف على عائله .. هيه عائله السيد ( كليفورد ماك ) وزوجته اللي كانوا من سكان نيويورك المنزل رقم 56 وست شارع 54 .. والحادثه صارت بعد ما اتعشوا .. حيث انهم وبعد العشى قعدوا يسولفون ويتضحكون... ولحظتها استأذنت زوجة صاحب البيت (كليفورد ماك) لدخول الحمام .. وبعد ثلث ساعه من السوالف شعر الضيف (ايرز) ان زوجة صاحب البيت صارلها مكروه .. ولهذا قفز على ريوله وهو يصيح ويصارخ ويقول .. فلنكسر باب الحمام ... فاستغرب صاحب البيت من كلامه .. وبعد الحاح شديد ولحظة ما فتحوا الباب حصلوا زوجة صاحب البيت مغمى عليها في البانيو ووجها مغمور بالماي .. وبعد ما عملولها الاسعافات الاوليه اتعافت من آثار الحادث .. وكان هذه بفضل احساس ضيفهم السيــد (ايرز) *** (( حوادث حقيقة مسجله )) ***

اتوقفت مريم فتره وهيه اتفكر والذهول مخيم عليها وهيه ما قادره اتصدق وفي النهايه كتبت :
مريم : بس انته اتقول انها حالات نادر جدا ..

كتبلها خالد بهدوء :
خالد : بس موجوده ... وما تدرين... يمكن الرب زرعها فينا لحكمه ما يعلمها سواه .

اتساءلت مريم بمزيد من الدهشة :
مريم : وانته كنت اتعرف ها الشي من البدايه ..

جاوبها خالد بسرعه :
خالد : انا ادركت ها الشي من البدايه .. بس ما كنت متأكد تماما .. لكن .. وبعد ما شفت هاييك الرؤيا .. واطابقت مع رؤياج .. زاد يقيني .. وأتاكدت ان المج حقيقي .. وعلى فكره انا كنت احس بآلالام مجهوله اثناء ما كنتي معرسه .. يعني لما كنتي تتعذبين مع ريلج .. وزادت الآلام بصوره حاده بلحظه مفاجئه واعتقد انها لحظة طلاقج وماكنت عارف شو سبب ها الآلام... والحينه تقريباعرفت السبب..... وصدق احساسي فيج.. وانا متأكد وواثق كل الثقه أنج بنيه طيبه وحساسه وحنونه..

جاوبته مريم بسرعه وبدون وعي :
مريم : اتصدق ... نفس الشعور كان يدور بكياني .. لكني كنت اصده دايما ..وابعده عن تفكيري واحساسي ...

تابع خالد كتاباته وقال :
خالد : لا تفكرين ابدا اني مقتنع بفكرة الزواج بالنت .. انا رافض ها الفكره تماما .. ولو ما كنت مقتنع بان اللي بينا شي عظيم واكبر بكثير من مجرد اتصال بالنت .. شان ما فكرت مجرد تفكير بها الشي ..
 
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الحبيب الجفري الأم المربية هي البداية الحقيقية لمناهضة التطرف من السادة سقيفة إسلاميات 0 09-10-2011 03:05 PM
الأ م ثم الأم ثم الأم ؟ خذني معاك سقيفة المرأه 4 06-20-2011 10:21 PM
قصة منيره تناهيد شاب سقيفة الفكاهه 14 06-19-2011 02:57 PM
قصة مؤثرة عن الأم تاج العليب فؤاد باطويح الســقيفه العـامه 8 05-23-2011 02:33 PM
اجمل ماقيل عن الأم محمد مدكور سقيفة عذب الكلام 1 12-08-2010 02:29 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas