النقد الزوجي.. فن

[ابوبروج]

النقد الزوجي فن ....

تتمتع المرأة في هذه الأيام بشخصية قوية وقوة عقلية وبصيرة نافذة لم تعد كما كانت سابقاً، لقد فتحت أمامها الجامعات والمعاهد ومجالات العمل المختلفة فمن النساء القاضية والمحامية والأستاذة الجامعية والمدرسة والطبيبة والمهندسة والباحثة العلمية ............الخ
لقد دخلت كل المجالات بقوة وأثبتت جدارتها في كل الميادين ، ولكن المرأة بالإضافة إلى ذلك كله فهي زوجة وأم وربة بيت ولا يمكن أن تنسلخ عن طبيعتها وإلا أصبحت كائناً مشوهاً ليس له ملامح واضحة، فكيف تتعامل تلك المرأة ذات القدرات المتنوعة في بيت الزوجية ؟
عزيزتي حواء::......
لا شك أن الله سبحانه وتعالى أعلم بطبيعة المرأة من نفسها ولذلك جعل القوامة للرجل ومعنى ذلك أن يحمل الرجل المسئولية الكاملة عن بيت الزوجية لا يعيش في عالم منفصل فهو يحتاج إلى الرأي والمشورة ، والزوجة الحكيمة هي التي تقف بجانب زوجها في إدارة الأمور، وهنا تظهر قدراتها المختلفة في النقد واللوم وانتظار الفشل لتوجيه الكلمات التي تدل على حكمتها وقلة حكمة زوجها، وعدم قدرته على الإدارة الصحيحة للأمور، وتتمرس في هذا المجال وتصبح قدراتها أكثر تميزاً ولا تراعي إحساس الإنسان الذي يعاشرها، فتوجه له النقد أمام أهله وإخوانه وأصدقائه، وتتكلم عن ذلك لأهلها وصديقاتها، ويشعر الزوج أنه محاصر، وأن تلك الزوجة التي كان من المفترض أن تكون له سنداً أصبحت مصدراً للمشاكل والإزعاج.
وتحدث المشاكل ويرتفع الصوت، وتخرج المشاكل إلى خارج بيت الزوجية، ويتحدى الزوج فيصبح لا يطيق لزوجته كلمة حتى لو كانت بقصد طيب، وهي كذلك تعتبر كل كلمة من زوجها هي تحقير لها ولشخصيتها، وهنا يدخل الخلاف بين الزوجين، ويصبح عدم الحديث أفضل ، ويبدأ الفشل يظهر في كافة الأمور وتوشك السفينة على الغرق.
لا شك أن الزوجة الحكيمة تحسن التصرف ونقد الأمور بطريقة بناءة تساعد على الاستمرار وليس على التدهور، تشارك زوجها الرأي والمشورة وتناقشه وتلفت انتباهه إلى أمور تراها هي بصورة مختلفة ، وتحاول إقناعه باللين والمودة .
وتترك له فرصة التجريب والمحاولة، فإذا ثبت صحة وجهة نظرها، لا شك أن زوجها سوف يقدر رأيها دوماً ويحترمها، ولن يسير في أمر دون مشورتها وهي غرضها من ذلك ليس التحكم والسيطرة ولكن نجاح الحياة الزوجية .
مما لا شك فيه أن للزوجة وجهة نظر معينة ، وكذلك للزوج أيضاً، وإذا كان القصد أن يظهر أحدهما سطوته وتحكمه بالآخرين وأنه يقدر على غدارة شؤون حياة الأسرة بدونه فهذا العمل لا يؤدي إلى النجاح، لأن القصد أن يكون المشورة والرأي السديد الذي لا يؤدي إلى الندم وإلقاء اللوم على الآخر بدلاً من تحمل المسئولية، دوماً تحدث في حياتنا أخطاء منها الصغيرة التي يمكن أن تغفر بسهولة ومنها الكبيرة التي لا يمكن للزوج أو للزوجة نسيانها بسهولة.
ولكن تظهر الشجاعة والجرأة إذا اعترف الذي أخطأ بالخطأ وتحمل تبعات ذلك، وهذا سوف يوفر له التعلم الحقيقي لمواجهة صعوبات الحياة ، ولن يمر بنفس الخطأ مرة ثانية ، ولن يكون ذلك إذا تعرض المخطئ سواء الزوج أو الزوجة للجلد بسياط الألسن المختلفة التي تصفه بالفشل وعدم الدراية بإدارة الأمور، فتعلمي دوماً أن لا تركزي كل جهودك في نقد الآخرين والسخرية منهم ولكن ساعديهم إلى تجاوز الأخطاء وتحمل المسئولية والجرأة والمبادرة في كافة الأمور
فالنقد أسلوب وسلاح ذو حدين ، يستفيد منه من أحسن استخدامه بعبارة جميلة فينتقد دون جرح للمشاعر أو إهانة أو تحقير، وإنما ينتقد مع احترام الطرف الآخر ، ووسائل النقد عديدة بين الزوجين، فقد يكون النقد بالكلام أو بالرسالة أو بالهدية أو بالإشارة... وأعرف صديقاً انتقد زوجته بشريط كاسيت سجل عليه صوته وهو يحدثها عن تصرف قامت به وكان لهذا الأسلوب أثر طيب في حياته وأعرف زوجة سجلت حديثها على شريط الفيديو وأعطته لزوجها فشاهد الزوج الشريط وتأثر به تأثيراً كبيراً.... فالنقد بين الزوجين مهارة وفن ...

الدكتور جاسم المطوع

[قلب وااافي]

موضوع موفق...
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

[ابوبروج]