المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > شؤون عامه > الســقيفه العـامه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


"الأسد الشيخ وهمة الشباب"

الســقيفه العـامه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-11-2008, 02:30 PM   #1
بدر السقيفه2008
حال نشيط
 
الصورة الرمزية بدر السقيفه2008

افتراضي "الأسد الشيخ وهمة الشباب"






كلما رأيته يمشي متوكئًا على عصاه وقد احدودب ظهره، لا ينساب إلى خاطري فكرة أنه شيخ قد نال منه الزمن، وإنما تُجمِع كل ذرة في كياني على أنه طود عظيم تصدى لعصف السنين، أشعر أنه هو الذي ترك آثارًا على الأيام، وليست هي التي خلفت آثارها عليه، أبصر في هيئته الضعيفة قوةً هائلةً تلقي بظلال هيبتها على كل من رأى الأسد الشيخ.
"عم عبد الله"، هكذا يناديه الجميع بمن فيهم آباء قد جاوزوا الستين، هذا لأنه قد بلغ الثامنة والتسعين من عمره، ويندر أن ترى من في مثل هذا العمر على قيد الحياة، وأكثر منه ندرة أن ترى من بلغ هذه السن يمشي على قدميه.
قد استوقفتني أحواله كثيرًا، وطالما كان موضع تفكير وتأمل لدي، كلما تحدثت إليه وأصغيت لكلماته شعرت بأنه لسان التاريخ، إذ يسرد على أسماعي مواقف وشخصيات تاريخية قد عاصرها بنفسه، كنت أتناولها بالدراسة في طفولتي في مادة التاريخ، وقد اقترنت هذه التأملات بواقع الشباب، حيث كنت أعقد المقارنة بين هذا الشيخ الفاني وبين شباب أمتنا، حقًا قد بهرني ذلك الشيخ بعلو همته وجلده وشدة بأسه، لقد جعلني أكتشف ضعفي وخور عزيمتي.
استوقفني شدة محافظته على صلاة الفجر في جماعة، إذ يخرج من بيته قبل الفجر ليكون ضمن الأفواج الأولى التي تدخل المسجد، وأحيانًا يأتي قبل قدوم مقيم الشعائر ليفتح المسجد، فيجلس منتظرًا بالخارج وهو الآتي من بعيد، ولا أتذكر يومًا صليت فيه الفجر دون رؤية هذا الأسد الشيخ، سوى مرات معدودة لم أجده، وعندما كنت أخرج من المسجد كانت تأخذني المفاجأة حيث أراه عائدًا من الصلاة في مسجد آخر.
أقف بجانبه في الصلاة وألصق قدمي بقدمه تلك التي التف فيها أصبع على أصبع من شدة الهرم، فأزداد إعجابًا به: كيف يقف على هاتين القدمين في الصلاة ويرفض تمامًا أن يصلي وهو قاعد، وإذا رأيته يتخلى عن عصاه ويضعها على الأرض لا يتكيء عليها في صلاته، انتابني شعور بأنه يكسر سطوتها ويمرق من سيطرتها وكأنه يُعلِمُها بأنه غني عنها.
فقارنت بين همته وبين همتنا، أين نحن من المحافظة على الصلوات عمومًا وصلاة الفجر على وجه الخصوص؟ إن المرء فينا إذا صلى الفجر شهرًا متواصلًا شعر بأنه قد حقق إنجازًا عظيمًا، أما هذا الشيخ الهرم فهو صورة معاصرة لسلف هذه الأمة في المحافظة على الصلوات، إنه يذكرني دائمًا بحديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فمنهم: ((ورجل قلبه معلق في المساجد))[متفق عليه].
إنني أقول في نفسي لا ريب أن هذا الشيخ يجد الراحة في صلاته، هذا الكنز الذي نفتقده، والذي كان يعبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: ((أرحنا بها يا بلال))، [صححه الألباني]، فيالها من همة تتضاءل أمامها الهمم، وعزيمة تفضح العزائم الزائفة، إن همة هذا الشيخ في طلب العلا تجعل الصرخات تنطلق لتوقظ كل من نام عن صلاة الفجر بعد أن نامت همته.
هذه همة الأسد الشيخ، فأين همة الشباب؟!
تأملت في أحوال هذا الشيخ، فوجدته مستمسكًا ـ بعلم أو بدون علم ـ بنصيحة جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته؛ حين قال أمين السماء لأمين الأرض: ((واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس))[صححه الألباني]، وعلى مثله ربى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، فها هو أبو ذر رضي الله عنه يقول: (فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((هل لك إلى البيعة ولك الجنة؟))،قلت: نعم، وبسطت يدي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((وهو يشترط على أن لا تسأل الناس شيئًا))، قلت: نعم، قال: ((ولا سوطك إن سقط منك حتى تنزل فتأخذه))، [صححه الألباني].
وهكذا كان عم "عبد الله"، لم أعهده يسأل الناس شيئًا، ولا حتى أن يناولوه عصاه، أو يساعدوه في الدخول أو الخروج من المسجد، وذات مرة عندما هم بالخروج من المسجد أحضرت له حذاءه، فنهرني بشدة وكأني قد ارتكبت جرمًا في حقه، مع أنه ليس منعزلًا عن الناس والاختلاط بهم، بل على العكس من ذلك، فهو اجتماعي للغاية، فقلت إنها العزة ولا ريب، فيقيني أن هذا الرجل كان عصاميًا لا عظاميًا، يعتمد على نفسه لا تقوم قائمته على أكتاف غيره، فليت شبابنا يدركون ذلك، فالكثيرون منهم يركنون إلى الغير في رسم معالم حياتهم المستقبلة، بل وفي صناعتها أيضًا، قد تملكهم الخور والعجز، قد تهاوت عزائمهم، وهزلت هممهم.
هذه همة الأسد الشيخ، فأين همة الشباب؟!
كشأن أي مسجد يرد أن تصدر بعض الأخطاء من المصلين، ومع الأسف قد يتغافل عنها حتى من له نصيب من العلم، أما هذا الشيخ فقد كان نموذجًا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والذي هو سبب خيرية هذه الأمةنقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ))[آل عمران:110].
فكثيرًا ما كان يجهر ـ بفطرته السليمة ـ بكلمة الحق، فعلى سبيل المثال: ينصح المصلين ويعظهم بحرمة المرور من بين يدي المصلي، ويستعظم هذه الفعلة، ويذكر لهم الحديث بالمعنى دونما أدنى تكلف، وتظهر على قسماته أمارات الإخلاص والغضب لله، نحسبه كذلك والله تعالى حسيبه.
بل الأعجب من ذلك أنه يبادر إلى فعل ما ينصح الناس بفعله، فلقد رأيته يقف فترة طويلة عند خروجه من المسجد الذي امتلأ عند الباب بالمسبوقين من المصلين، فأحرج بفعله الشباب والأحداث الذين تحملهم العجلة غالبًا على المرور بين يدي المصلي، فصنعوا مثل صنيعه، فقلت في نفسي: من أين لهذا الشيخ البسيط بكل هذا الفقه؟! وكان هذا دأبه في كل خطأ يراه، فأين همة شبابنا في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والنصح لجميع المسلمين، مالي أراهم عن العمل للدين متقاعسين، وعن الدعوة للخير عازفين، وعن نصرة الإسلام معرضين؟
لو كان الشيوخ كلهم مثل عم "عبد الله" لكفونا، فلا يبقى إذًا لنصرة هذه الدين مثل الشباب، لكن أين هممهم، وأين بذلهم، وأين شعورهم بالمسئولية تجاه هذا الدين وهذه الأمة؟ أين أشباه أسامة بن زيد ومصعب بن عمير؟ من يحمل هم هذا الدين إن لم يحمله الشباب؟!
هذه همة الأسد الشيخ، فأين همة الشباب؟
عندما أجلس إليه مستمعًا لحديثه العذب مشتمًا عبق الماضي من خلاله، ينطلق لساني بقول: "ماشاء الله لا قوة إلا بالله"، فأنا استمع لرجل حاضر الذهن، قوي الذاكرة، لم يصب عقله ما يصيب أقرانه، بالإضافة إلى هذه الحيوية التي تشع منه، وهذه اللياقة البدنية العالية التي يتمتع بها مقارنةً بغيره من المسنين، فلم أستطع إخفاء دهشتي ولهفتي لمعرفة أحواله بالماضي، فأخبرني أنه قد حفظ أعضاءه في شبابه، فحفظها الله عليه في شيبته، فهو لم يدخن في حياته "سيجارة واحدة"، ونشأ منذ حداثة سنه على حب الطاعة فصرفته عما يغضب الله تبارك وتعالى.
وهذا يذكر بالعالم الشافعي الجليل أبي الطيب الطبري، والذي كان دعوبًا ضحوك السن، محبًا لأهل الفضل، بلغ عمره الثمانين، خرج مع طلابه في سفينة، فلما قاربو الشاطئ قفز من السفينة، فأراد الطلاب أن يقفزوا فما استطاعوا، فقالوا: كيف استطعت و أنت في الثمانين؟
قال: هذه أعضاء حفظناها في الصغر، فحفظها الله علينا في الكبر.
فأحسب عم "عبد الله" أنه كان كذلك، فأين الشباب الذين دمروا صحتهم بالمخدرات والتدخين والجنس المحرم وهم في ريعان الشباب؟ فليت شعري كيف يكون حالهم عندما يتمكن منهم الهرم والشيخوخة، إن المرء ليحزن عندما يرى شبابًا في عمر الزهور يلهثون من جراء الصعود في السلم، أو مع قليل من السير، وهذا لعمري عين ما يريده أعداء الإسلام
.
مؤامرة تدور على الشباب ليعرض عن معانقة الحراب
مؤامرة تدور بكل بيت لتجعله ركامًا من تراب
مؤامرة تقول لهم تعالوا إلى الشهوات في ظل الشراب
مؤامرة مراجيها عظام تدبرها شياطين الخراب
أيها الشباب:
هذه همة الأسد الشيخ فأين همة الشباب؟!
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 08-11-2008, 02:35 PM   #2
بدر السقيفه2008
حال نشيط
 
الصورة الرمزية بدر السقيفه2008

افتراضي

مؤامرة تدور على الشباب ليعرض عن معانقة الحراب
مؤامرة تدور بكل بيت لتجعله ركامًا من تراب
مؤامرة تقول لهم تعالوا إلى الشهوات في ظل الشراب
مؤامرة مراجيها عظام تدبرها شياطين الخراب
  رد مع اقتباس
قديم 08-11-2008, 03:35 PM   #3
المفتــــــــــري
حال نشيط
 
الصورة الرمزية المفتــــــــــري

افتراضي

يعطيك العافيه على ماسطرت
وفعلا ..........هو الذي ترك اثاره على الايام
نسأل الله ان يهدينا ويصلحنا جميعا وامثال هذا الشيخ قدوتنا
تحياتي لشخصك
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
آل الشسخ أبي بكر بن سالم عبدالقادر شريف مكتبة السقيفه 11 12-24-2012 06:19 AM
مجموعه من ارقام الهواتف والايميلات لبعض المشايخ والدعاة امبراطور حضرموت سقيفة الحوار الإسلامي 8 01-11-2010 06:24 PM
ياقحوطة الشيخ محمد بن عبد الوهاب في تريم ! الحضرمي التريمي مكتبة السقيفه 0 10-15-2009 11:20 AM
الشيخ الفضلي عن الفيدرالية " لا لن أقبل ولن يقبل أي جنوبي شريف بهذا وهذا خيار ولى زمن حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 08-07-2009 01:56 AM
موسوعة صوفية حضرموت الواثق بالله سقيفة الحوار الإسلامي 3 05-01-2009 03:48 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas