إثناء تجوالي في أحد المواقع لفت نظري صورة الشيخ الملقى على قارعة الطريق ففاضت أعياني قبل شجوني .. ولم أجد نفسي وقلمي إلا وقد سارع بكتابة بعض من خطرات ممزوجة بنزف شديد أقوم بإيرادها هنا لعلها تشرح الحال ... فإن وفقت فشكرآ لكم ... وإن أخفقت فمنكم العذر والتحية ..
يدينني سكان الرصيف
وينبذني زائريه
دون جرم أقترفته
في نهاري هذا أو نهارآ يليه
وتكرهني جميع نسائه
وتشمئز مني
ومن أحزاني قطط الحواري
ومقالب النفايات
وكلب جارتنا الأليف
يشكون جميعآ
من علوأنيني ونياح تشردي
يقولون أني
قد لوثت السماء
بترانيم نجواي وعلو شخيري
*
أتوسد الحزن وتتوسد خدي
أكياس النفايات
حين ألقي عليها بحزني
وأضع على التراب
آلآم تلازمني
منذ أن داست السنون
بأقدامها فوق جبيني
وألقمتني من أحجار المهانة
والجوع جبالآ ..
قد يكفي نصفها
لردم أحزان اليتامى
في كل قارة
تصل ألينا أخبارها
وتشرق فيها
شموس نهارها .
يشتاق الي الرصيف
كما يشتاق
حيبب لوصل حبيب
وتشتاق الي بائسة الأحجار
النازفة من أقدام
أقدام تحمل على أكتافها
مئات من الموتى
يتحركون في يأس وإنهزام
بخطى تكاد ترتشف الإحتضار
بحث عن فناء الحياة
وتحمل ماتبقى مني
من رفات غريب عابر
عابرا تسلكه الدروب ويسلكها
فنتوسد بعضنا
وتتوسدنا عتمة المساء
وتبكيني وتأن عند رحيلي
بقطرات من دمع
ليس غيري يراها
حين تودعني
في كل فجر يسبق المقيل
وتظل تنتظرني زائرآ أعود
أو جثة في كل مساء
من كل صيف
أو كل شتاء يقتل أحلامنا
يتجدد العهد بيننا
حين تغطي العتمة
عورات أجسادنا .
*
تراود الناس أوهام
قبيل كل نوم
وأحلام إن أنتصف ليلها
كل يحلم
بليلاه وحالها
وشجون الوصل واللقياء
والأماني كيف ترتقيا
وأحلامي تراوح مكانها
كل ليلة .. كل مساء
ذاتها هي ذاتها
وتكمن بين رجائين
لاتزيد ...
أن تعجل الأقدار بموتي
أو أن تلبي الأرض رجائي
وتبادر بإبتلاعي
قلمي ونزفي : عبدالقادرصالح فدعق 19-8-2008
.
.
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر صالح فدعق ; 11-02-2008 الساعة 06:10 AM