إضاءات الأستاذ الشاعر: صالح سالم عميّر

[سالم علي الجرو]

جهد يستحق المباركة والتهنئة لفوائد القيّمة على الشباب ذوي المواهب والملكات الشعرية:

كتاب - أوزان الشعر الشعبي العامي و قوافيه - 1 -
لمؤلفه : جيلاني علوي الكاف
=====================

أول ما يلمسه القارئ ، في الكتاب الموسوم – أوزان الشعر الشعبي العامي و قوافيه -
لمؤلفه الصديق الشاعر الفنان : جيلاني علوي الكاف ، الأسلوب الجميل الجلي الواضح ، البعيد عن التنظير الممل المعقد ، و القريب من التطبيق الشائق الممتع ، و الذي يتمثل في مجمل الأشعار المتنوعة الرائعة ، للكثير من شعراء الفصحى و شعراء الدان و الأغنية ، التي يستعين بها – الشاعر و الفنان - و يتمثلها بشكل موسع ليبرهن بها على صحة ما يذهب اليه من أفكار و رؤى و آراء ..
و الحق أنني أمضيت وقتا ممتعا رائعا ، و أنا أطالع هذا الكتاب ، المفعم بأعذب الأشعار ، لشعراء كثر ، وكل ما أتمنى أن يحظى هذا البحث الضافي الجميل ، الذي بذل فيه مؤلفه جهدا وافرا مضنيا ، باهتمام كل الشعراء ، و بالذات شعراء الأغنية و الدان في بلادنا ، وأخص بالذكر الأجيال الجديدة الناشئة الواعدة منهم ، كون هذا البحث دون أدنى شك ، سيختصر عليهم الطريق ، و سوف يساعدهم كثيرا ، في مشوارهم الطويل الشاق ، في كيفية كتابة الأشعار الموزونة ، الخالية من الأخطاء الوزنية ، التي تعيب أو تشوب أكثر أشعارهم المنشورة للأسف ، من خلال تعلم موازين الشعر و بحوره ، و كيفية التقطيع العروضي السليم و القافية الصحيحة له .

و يرى مؤلف الكتاب أنه يمكن تصنيف الشعر الشعبي العامي من حيث الوزن الى 6 أنواع :

* أولا : الشعر الشعبي العامي المتفقة أوزانه مع أوزان بحور الخليل :
=====================================

و يستشهد الباحث بالكثير من الأمثلة و النماذج ، فهاهو أمرؤ القيس يقول على البحر الطويل في مطلع معلقته الشهيرة :
قفا نبك من ذكرى حبيب و منزل
بسقط الوى بين الدخول فحومل
والشاعر الشعبي ربيع سليم يقول في قصيدة عدد أبياتها حوالى 71 بيتا على نفس البحر :

بروق الظفر و النصر في الأفق نمنمت
و ثجت على الغناء خواصب مزونها
ثم يدوّن الباحث تفاعيل البيتين المتطابقين و التقطيع العروضي لهما :
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن
و يسترسل في ضرب الأمثلة ..
ثم ينتقل الى البحر المديد ، و يذكر من النماذج الشعرية الفصيحة على هذا البحر قول عمر بن أبي ربيعة :
لا شفاني الله منها و لكن
زيد في القلب عليها الضلوع
و يسجل نماذج شعرية عامية كثيرة على هذا البحر / كقول المحضار :

قال من باتت عيونه سكواكب
ما معه صاحب خلاف الكواكب
و كذا قول الشاعر :
ياحمول الشب وش بايشلك
كودنا شلك الى ما تحية ..
أو قول كندي :
ريتنا المارود و انت المداوي
لا دخلت الدار تنشد عليّه .. الخ .. الخ
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن - مكرر -

و يقدم لنا الباحث عشرات النماذج ، من كل البحور الشعرية العربية المعروفة ، و من مجزوءها و مخلعها و منهوكها ، مع تقطيعها العروضي و تفعيلاتها .

فمن البسيط :
نالت على يدها مالم تنله يدي
نقش على معصم أوهت به جلدي
نماذج كثيرة منها :

هيثم عوض قال ريت الأرض في ودره
با سلي القلب ما بات شي مغبون
أو قول عمر كرامة - ساكن بلدة بور - :
بوصالح ايقول قد له وقت يتصبر
قد له ثنعشر سنة صابر و هو مقهور
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
مستفعلن فاعلن مستفعلن مفعول أو فعلان

و من الوافر قول عمرو بن كلثوم :
الا هبي بصحنك فاصبحينا
و لا تبقي خمور الأندرينا و لآخر :
لنا من ربـّة الخالين جارة
تواصلُ تارةَ و تصدُّ تارة
و بالعامية :
رسولي قوم بلغ لي إشارة
الى عند المليح الحالي الزين
أو :
على بالي مكاني ما نسيتك
و قلبي مسكنك يامن هويتك
ثم يتناول المؤلف بالشرح و التفصيل و ضرب الأمثلة ، الكامل و الرجز و الهزج و الرمل و السريع و المنسرح و الخفيف و المضارع و المقتضب و المجتث و المتقارب و المتدارك ..

و للحديث صلة ..

[سالم علي الجرو]

كتاب - أوزان الشعر الشعبي العامي و قوافيه 2 - -
لمؤلفه : جيلاني علوي الكاف
=====================
بداية أعبر عن شكري الجزيل ، لكم أحبائي ، لاستقبال هذه السطور باهتمام و حفاوة ملحوظين ، لدرجة أن بعض المواقع نشرت مشكورة تلك السطور كاملة ، كسقيفة الشبامي – صفحة عذب القوافي - و دار القلم ..

... أشرت في الصفحة السابقة ، الى أن مؤلف الكتاب أ. جيلاني علوي الكاف ، يرى أنه يمكن تصنيف الشعر الشعبي العامي من حيث الوزن الى 6 أنواع :

* أولها : الشعر الشعبي العامي المتفقة أوزانه مع أوزان بحور الخليل ، و تناولت بالشرح هذا النوع في تلك الصفحة ..

و ثاني هذه الأنواع – أقول - كما يرى الباحث جيلاني علوي الكاف :
* الشعر الشعبي العامي الذي ينتمي الى البحور المزيدة ، أي بعض بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي ، أو البحور المستحدثة ، و غيرها ، و لكن تفاعيلها من حيث العدد في الأشطر أو الأبيات تزيد عن المقرر عند الخليل
* فإذا كان بحر الرجز عند الفراهيدي في البيت التام يتكون من 6 تفاعيل ، مثل قول بعضهم :
لا يورث العلم من الأعمام ِ ... ولا يرى بالليل في المنام ِ
أو :
فِيْ أَبْحُرِ الأرْجازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ ** مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُ

فإنه في الشعر العامي يتكون من 8 تفاعيل أو أكثر ، كأن تكون 4 في الشطر الأول – الصدر – و أربع في الشطر الثاني – العجز - و أتى الباجث ببعض النماذج من الشعر الشعبي العامي :
كقول العلامة علي بن محمد الحبشي :
قال الفتى الحبشي شجاني البارحة صوت الطرب
حرّك دواعي العشق مني شب نار العشق شب
مستفعلن مستفعلن مستفعلن مستفعلن – مكرر -
و أغنية عبدالقادر الكاف :
ماهو سوى يازين نتعذب كذا ماهو سوى
الشوق في قلبي و في عينيك آيات الهوى
كل ما نظرته في عيونك ارتجف قلبي رجيف
في البحر غارق يالطيف دركاه يا أهل الخليف

و من بحر الرجز ذي الثماني التفاعيل في البيت الواحد أقوال الحكيم أبي عامر الشهيرة .
و هذا الوزن الشهير ، يسميه شعراء – الشبواني – ب المثمون ، و كل قصائد الشبواني التي تسمى – المبدأ – تقال على هذا الوزن ..

* و يذكر الباحث نماذج من الشعر الشعبي العامي على وزن بحر الرمل المزيد ، على أن نموذج بحر الرمل المعروف على سبيل المثال هذا البيت الشهير :
جادك الغيثُ إذا الغيثُ همَى
يا زمان الوصل في الأندلس ِ
أو أغنية عبدالقادر الكاف :
ربما مليت مني يارفيق
ربما حصلت لك غيري عشيق
ربما غروك أصحاب الفضول
فاعلاتن فاعلاتن فاعلات – مكرر -

أما نماذج بحر الرمل المزيد في رأي الباحث مثل :

سر حبي فيك غامض سر حبي ما انكشف
ايش لي خلاني أعشق فيك و العشقة تلف
ايش أوقعني في اشباكك وانا عيني تشوف
أو قصيدة يسلم أحمد باحكم :
في دقيقة و القمر ولى و فاجأنا الظلام
في دقيقة وانقطع حبل المودة و الوئام
أو قول مبارك الشبامي :
كل من ذريه عذارى يقعد الا في الطرف
ريت عنده زقر واحد لا دعا الداعي شرف
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلات – مكرر -
و هذا الوزن أي الرمل المزيد ، يسمى المخموس عند شعراء الشبواني .

* و يذكر الباحث نماذج من الشعر الشعبي العامي على وزن بحر الهزج المزيد ، على أن نموذج بحر الهزج المعروف على سبيل المثال هذا البيت :

جنابُكَ ظلُّ فردوس ٍ
بهِ هَزَجَ الشحاريرُ
مفاعيلن مفاعيلن
مفاعيلن مفاعيلن
أما بحر الهزج المزيد كما يرى الباحث :
كقول محفوظ التوي :
خرج ذا فصل في كل سبع لقوا يا عوض سهرة
و ذكرونا إذا شفتوا شعاع الجاه و الزهرة
مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن مفاعيلن – مكرر -
و قول المحضار :
مضى رمضان و الشوق الذي في القلب لم يمضي
و هذا البحر أي – البحر الهزج – يسميه شعراء الشبواني المسدوس .

* و يذكر الباحث نماذج من الشعر الشعبي العامي على وزن البحر الممتد ، أحد البحور المهملة ، على أن نموذج بحر الممتد في الشعر العربي كقول الشاعر :
ألف أهلا ً و سهلا ً بالحبيب المثالي
أهيف القدّ ، وردي الخد ، بدر الكما ل ِ
فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن – مكرر -
أما في الشعر الشعبي و الغنائي ، فهذا البحر متوفر بكثرة لافتة ، و يسميه شعراء الشبواني – المربوع – كقول الشاعر :
بو عوض قال صَبْرن يا الزبرْ ع المخالع
مثلما يصبر الصوري .. على بحر بوكين

[سالم علي الجرو]

كتاب - أوزان الشعر الشعبي العامي و قوافيه - الثالثة و الأخيرة -
لمؤلفه : جيلاني علوي الكاف
===================================
أشرت في الصفحتين السابقتين ، الى أن مؤلف الكتاب أ. جيلاني علوي الكاف ، يرى أنه يمكن تصنيف الشعر الشعبي العامي من حيث الوزن الى 6 أنواع :

* أولها : الشعر الشعبي العامي المتفقة أوزانه مع أوزان بحور الخليل ، و تناولت بالشرح هذا النوع في تلك الصفحة ..

و ثاني هذه الأنواع :
* الشعر الشعبي العامي الذي ينتمي الى البحور المزيدة ، أي بعض بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي ، أو البحور المستحدثة ، و غيرها ، و لكن تفاعيلها من حيث العدد في الأشطر أو الأبيات تزيد عن المقرر عند الخليل .. و تناولتهما فيما سبق .

* والنوع الثالث هو :
الشعر الشعبي العامي المشتملة أوزانه على أكثر من بحر أي – البحور المتنوعة -
كالنموذج التالي :
حيا ليالي جميلة مرت بسفح الجبل
مثناة بحر الطويلة مابين أرباب الجميل
أهل الشروع الطويلة
واهل الوفاء و الجود من سابق دويل
و وزن هذه القصيدة يشمل بحرين البحر المجتث و البحر الرجز .
و مثل قصيدة حداد بن حسن : ردده ردِّه بردِّه ، و قصيدة المحضار : وين صندوق الكتب و الطوابع .. الخ

* النوع الرابع و هو :
الشعر الشعبي العامي المكتوب على نمط أسلوب الشعر الشعبي الحديث – الشعر الحر - كأشعار : عبدالله سلام ناجي في – نشوان و الراعية - .

* النوع الخامس و هو :
الشعر الشعبي العامي الذي تشكل أوزانه بحورا مستقلة خارجة عن بحور الفراهيدي – بحور المولدين ، البحور الجديدة ، و البحور الافتراضية – و البحور الجديدة و هي 6 بحور ، 4 منها مكتشفها مؤلف الكتاب ، و بحران من استنباط د. محمد عبده غانم .

أما البحور الأربعة الجديدة التي اكتشفها الباحث :
* أولها المكتشف ، و أنموذج من الشعر الغنائي على البحر المكتشف -
لا تلقي لها سوم ، قدها سومها الجبل
مفعولات فعلان ، مفعولات فاعلن
* و ثانيها المتشابه ، و أنموذج على – البحر المتشابه - :
ما يحتاج ذا كله ، خل الغنج ذا خله
مفعولات مفعولا ، مفعولات مفعولا
* وثالثها المشتق ، و أنموذج منه :
يا وادي الروح و الرحمة ، و النور و الخير و الألطاف
مستفعلن فاعلن فعلن – مكرر -
* و رابعها البحر الغنائي و أنموذج منه قول المحضار :
يا بداوين في الصحراء ، ضائعة بينكم بَكرة
حيث سارت فؤادي سار ، إفتكر قبل ما تختار

* و أما – البحر المتعاقب – و – البحر المتناوب – و هما من اكتشاف د: محمد عبده غانم ، فأنموذج الأول :
كيف لا أودّك ، يا منى الخواطر
فاعلن فعولن ، فاعلن فعولن
و أنموذج الثاني أي - المتناوب - : فعولن فاعلن فعولن فاعلن – مكرر -
و لم يورد الدكتور غانم لهذا البحر نموذجا من الشعر .

* و ثمة أنموذج من - البحر المستطيل - بحر بني مغراه ، كما يسميه الباحث ، قول المعلم عبد الحق الدموني :
بني مغراه يا مبرك الجمعة و لثنين
لهن تشريف زايد لياليهن يسرّين

* النوع السادس و الأخير من أنواع الشعر الشعبي العامي من حيث الوزن كما حددها مؤلف الكتاب هو :
* الشعر الشعبي العامي الخاص بالأغنية :

* و أنموذج منه على وزن – بحر القوما -
ياربنا ادخلنا ، في جنة الرضوان
يارب سلمنا ، من لهبة النيران