حضرموت ثورة التغيير في تريم هكذا ينبغي أن تسير

[حد من الوادي]

ثورة التغيير في تريم هكذا ينبغي أن تسير

أنس باحنان

السبت , 5 مارس 2011 م

انتفض أهل تريم كما انتفض كل الشعب في كل مكان من الوطن مطالبين برحيل النظام وتغييره وهذا اعتقد انه لا يختلف اثنان بشأنه , وتريم كلها هبت عن بكرة أبيها مطالبة بالتغيير , وللأمانة وربما لن يصدقني البعض ا ن قلت إن أول من تظاهر في تريم هم أطفال صغار ربما لا تتجاوز أعمارهم العشر من السنين حيث اخذوا يجوبون شوارع حارات تريم بعد خروجهم من المساجد بعد صلاة العشاء مرددين الشعب يريد إسقاط النظام , وربما كتبوا شعاراتهم على كراتين خطوها بالفحم " الصخر الأسود " الأمر الذي كان فيه إيقاظ للكبار وربما استحى البعض منا وهو يرى هؤلاء الصغار بهذه الحماسة , ولذلك نقول : إن انتفاضة الصغار هي الشرارة الأولى للانتفاض في تريم هذا ما نقوله للأمانة والتاريخ , ولكن اليوم وقد أصبحت التظاهرات والمسيرات والمهرجانات شيئا مألوفا في تريم فحببنا أن نؤكد على بعض المسائل حتى تأتي مثل هذه النشاطات أكلها وحتى لا تنحرف عن مسارها الصحيح ويختلط فيها الحابل بالنابل .


أولا : يجب أن تتجرد هذه المظاهرات عن المصالح الشخصية أو تحقيق المكاسب الحزبية الضيقة وتكون ثورة كل الشعب بمختلف توجهاته , وتذوب فيها كل الولاءات الحزبية والمذهبية والطائفية وان يكون فيها الولاء لتريم ثم الوادي ثم حضرموت ثم اليمن فالأمة بأكملها وغير هذا الطريق فانه للأسف سوف تفشل , الذي دعانا أن نقول مثل هذا القول هو إننا رأينا من يخطب في هذه الحشود ممن له انتماؤه الحزبي، نقولها بصراحة هذا إصلاحي و ذاك محسوب على الحراك وهذا برلماني وهكذا , نحن نقول من حق أي إنسان أن يخطب في مثل هذه الحشود ويعبر عن رأيه ويعلن انتمائه للمتظاهرين ولكن بعد أن يعلنها مدوية انه قد تخلى عن انتمائه الحزبي أما صاحب الوجهين فكذاب .

ثانيا : نقترح على أهالي تريم أن تشكل هيئة أو جماعة باسم الإصلاح والتغيير من كل فئات وشرائح المجتمع في تريم دون استثناء لأحد تكون هذه الجماعة هي المعبرة باسم هذه الجماهير والمنظمة والموجهة لها بعيدا عن الحزبية الارتجالية وعدم التخطيط السليم ولا شك أن العشوائية هي البيئة الخصبة التي يعمل من خلالها أعداء التغيير الذين يودون وأد الثورة أو حتى حرفها عن مسارها الصحيح .

والنقطة الثالثة وبها الختام فاني أضع جملة من الحقوق التي يجب أن يناضل من اجلها أهل تريم ويلتفون حولها واستطيع أن اعرضها في النقاط التالية ليسهل فهمها :

• إسقاط النظام وهذا قلنا لا جدال فيه وهو مطلب الكل ولكن المطالب المحلية هي على النحو التالي :
• ونبدأ من رأس أم المظالم وهو نيل متضرري كارثة سيول اكتوبر2008 حقوقهم كاملة غير منقوصة ودون تسويف ومحاسبة الفاسدين الذين تلاعبوا بهذه القضية .
• فتح ملف تحقيق في قضية التلاعب فيما يعرف بقضية اختيار تريم عاصمة للثقافة الإسلامية 2010 م .
• تشكيل هيئات ومجالس محلية من الناس الشرفاء تنوط بهم إدارة شؤون المنطقة المحلية في كل الأحوال بعد إسقاط شرعية ما يسمى بالمؤسسات الرسمية المحلية الحكومية الحالية .

• المطالبة بحق المجتمع المحلي من الثروة النفطية وتشغيل الأيدي العاملة وتوظيف المخرجات العلمية في مختلف التخصصات .
• تشكيل لجنة من الشرفاء والخيرين تعمل على لم شمل أهل تريم بمختلف توجهاتهم وتمزيق خيوط الفراق والشقاق الذي نسجها و زرعها النظام ويعمل عليها حتى هذه اللحظة تحت قاعدة فرق تسد .


• العمل على حل الكوارث الاجتماعية والاقتصادية المهددة للمجتمع المحلي منها حل مشكلة مجاري السيول بالنسبة للمناطق الشرقية , ومجاري الصرف الصحي بالنسبة لتريم .

• اعتقد أن هذه بعض من المطالب التي يمكن أن يجتمع حولها العقلاء ويعملون من اجلها ليلا ونهارا ولا يختلف حولها اثنان هي حقوق مشروعة ومقدسة ولكن شريطة الإخلاص والصدق من الجميع مع الله وعباده . نسال الله أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل فيه أهل المعصية ويأمر فيها بالمعروف وينهى عن المنكر .

[حد من الوادي]

هل تقدم حضرموت أنموذجا لحكم يمني رشيد ؟

بقلم / انس علي باحنان

الخميس , 10 مارس 2011 م

اعتقد بل واجزم إن شاء الله إن حل مشاكل اليمن سوف يكون من حضرموت , وذلك لما تتمتع به من خصوصيات ومقومات قد لا توجد في غيرها من محافظات الجمهورية الأخرى , منها الإرث التاريخي , والعمق الثقافي , والمقومات الاقتصادية , وغيرها من الخصوصيات الأخرى المتفردة بها حضرموت ومن هنا أقول : انه إذا ما تم البحث عن مخارج لحل الأزمة اليمنية الحالية فانه لن يكون إلا من حضرموت كيف ؟

إن ابرز مشاكل اليمن اليوم أنها تعيش فراغا سياسيا متخبطا على اثر تهالك المنظومة السياسية الحاكمة التي عجزت عن القيام بالنهضة التنموية المطلوبة و المعبرة عن طموحات الشعب , فبتآكلها شيئا فشيئا أصبحت البلاد مرشحة لا سمح الله إلى مزيد من الدمار والهلاك وصراعات بين مختلف الأطراف اللاعبة و المؤثرة في الحياة السياسية حيث يعتقد كل طرف منها انه الوريث القادم والمنقذ و المخلص لليمن من مشاكله لمرحلة ما بعد سقوط النظام , وهل هذا الاعتقاد هو صحيح أم انه مجرد أوهام أو تطلعات مشروعة ؟ الذي يعرف اليمن بكل تعقيداته يدرك أن هذه أوهام وأحلام يقظة أن يفكر كل شخص أو حزب أو تكتل ما انه قد يصبح بمفرده مرشحا للامساك بكل زمام الأمور في اليمن وأقصاء خصومه الآخرين .

أما الذي نعتقده نحن هو إن حضرموت بكل مكوناتها الجغرافية والثقافية والاقتصادية هي التي يمكن أن تسهم وتلعب دورا كبيرا و بارزا في حل المشكلة اليمنية المتفاقمة , وذلك بان يفسح لها المجال وتتاح لها الفرصة لتقديم أنموذج مدني لحكم رشيد و ديمقراطي ليتم فيما بعد تعميمه والاستفادة منه في كل ربوع اليمن , وحضرموت نراها أهلا ومؤهلة لذلك فيما لو سارت الأمور على خير ما يرام , لان حضرموت للأسف ظلت محرومة ومهمشة في العهد السابق ولن ينظر لها ويتعامل معها إلا على أنها البقرة الحلوب والدجاجة التي تبيض ذهبا ويجب أن تكون على الدوام هي الرافدة لخزينة الدولة والمساهمة في حل مشاكل الاقتصاد الوطني لما تتمتع به من مقومات اقتصادية نفطية , زراعية , سمكية , سياحية و بيئة استثمارية وغير ذلك وفي المقابل محكوم عليها أن تبقى على الهامش حتى إشعار آخر .

دعونا نوضح ما هو الدور التي يمكن أن تلعبه حضرموت في الوقت الراهن وما هو النموذج الذي يمكن أن تقدمه لليمن ويمكن تعميمه فيما بعد ؟

ليس بالضرورة أن يكون هو الانسلاخ والانفصال كليا عن محيطها اليمني , لان ذلك يتعارض مع الهبة الشعبية واليقظة العربية التي تعيشها الأمة والتي تسعى من خلالها جاهدة للتخلص من الأنظمة العربية الدكتاتورية الفاسدة والولوج إلى أعتاب مرحلة جديد من التوحد والقوة بأذن الله , وانفصال حضرموت أو التفكير فيه في الوقت الراهن يتعارض وظروف هذه المرحلة وتطلعاتها , ولكن لتظل حضرموت في محيطها اليمني بثرواتها وإمكانياتها التي هي ملك لكل اليمنيين بل والأمة بأكملها , ولتنفصل وتتفرد وتستقل بخصوصيتها الثقافية والفكرية والاجتماعية عن محيطها اليمني بعض الشيء وهذه القاعدة ليست خاصة بحضرموت وحدها بل يحق لكل منطقة من مناطق اليمن أن تنفرد بخصوصيتها الأمر الذي سوف يوجد في نهاية المطاف يمن قوي و متنوع و متنافس لتقديم أفضل أنموذج لحكم يمني رشيد وتنمية شاملة , لا يمن متصارع ومتقاتل على السلطة والمال والجاه والاستفراد بكل مقدرات البلاد والعباد .

أما ما هي الخطة و الآليات لتنفيذ مثل هذا الطموح وكيف نرسم ملامحه فإننا ندعو الجميع للمشاركة وإبداء الرأي حيال هذه القضية , وها نحن نلقي بحجرة في المياه الراكدة فلنسهم ونشارك في رسم ملامح و بناء مجتمع يمني مدني حر و حكم رشيد وصدق رسول الله القائل الإيمان يمان والحكمة يمانية فهل نترجم ذلك ونجسده على ارض الواقع .

وفق الله الجميع لما فيه الخير والسداد