04-29-2006, 07:07 PM | #1 | |||||
حال نشيط
|
التخدر بالقات والتوهم بالمنجزات(الحاكمية يمانية والإدارة إمامية)
المقال التالي منقول من كتاب الحاكمية يمانية والإدارة إماميه لللكاتب أمذيب صالح والكتاب صدر نهاية العام 2005 عن دار عبادي للنشر وحوى العديد من المواضيع الهادفة إلى إصلاح الوضع الإداري للدولة اليمانية التي قال انها تدار بطريقة عسكر الإمام الموروثة من الأتراك وماتبعه من تدخل العسكر المصريين . والكتاب عبارة عن عدة مقالات للكاتب في صحيفة الايام منذ العام 1990 إلى 2004 م ومن ثنايا الكتاب إقتبست المقال التالي عن القات ألذي يشخص فيه حالة متعاطي القات . وإن شاء الله في الايام القادمة أقدم قرأة في هذا الكتاب بنشر فهرسه والمقدمه لما حواه من تشخيص للحالة الراهنة والضعف الحاصل في بنية الدولة وهيبتها.
))))التخدر بالقات والتوهم بالمنجزات((( إن معظم القوانين والنظم والتغيرات السياسية والاقتصاديه في اليمن تصنع تحت تأثير احد المخدرات العقليه يسمى (القات) ورغم أن اليمنين المخدرين به قالوا فيه الكثير دفاعا عنه من شعر ونثر وإفتاء إبتداء بالإمام احمد الذي إمتدحه بالشعر و إنتهاء بالفتوى التي تبيح تناوله رداً على تحريمه من بعض فقهاء في السعودية إلا ان معظم الدول الأخرى في العالم حرمته قانونا وغلظت في عقوبته بإعتباره مخدراً ضاراً بالعقل. أما في اليمن السعيد فإن الحكمة اليمانية جعلت معظم القيادات في أجهزة الدوله والمنظمات الساسية و المنظمات الاهليه يقبلون على مضغ القات وخزن هذا المخدر في اشداقهم ساعات طويله ويثرثرون طويلا ويحللون مشاكلهم ويتوهمون كثيرا من الحلول لها كل مساء يتبخر معظمها صباح اليوم التالي ثم يتكرر المشهد كل يوم فيتعرض عقل المخدر بالقات إلى تناقضات يوميه من تفاكير عظيمه واوهام كبرى في الليل إلى اعمال دونيه وافعال صغرى في النهار هذا التكرار في التناقض اليومي للسلوك يولد حالة من الفصام في الفكر والسلوك وخاصة عندما يكون الشخص على درجة عالية من العصبية والتوتر وحينما إستفسرت عن تأثير القات على تناقضات سلوك اليمني المخدر بالقات من أحد الاصدقاء وهو طبيب نفسي متخصص أكد لي أن هناك مايسمى ( بالفصام الشخصي التعودي ) أي أن العادة المتكررة تصنع الفصام فما بالك إذا كان الشخص مفصوما أصلا قبل القات . ان بعض الشركات الامريكية تعتبر الادمان على التدخين أو على الخمر ينقص من كفاءة العامل ويعتبر شرطا سلبيا في أداء الموظف وقدرته فما بالك حين يعلمون ان معظم المسئولين في اجهزة الدولة في اليمن ومؤسساتها الدستورية مخدرون بالقات وبعضهم مسمم بالدخان التبغ المفخخ ( النارجيله) في آن واحد ومع هذا يحكمون ويقدرون الأمور المتعلقة بعمل الاخرين ويقتبسون الأفكار والنظريات الحديثة ويفهمونها بطريقة مختلفة ويطبقونها بجاهلية عصرية وحداثة عقيمة. إن كل اناني إنفصامي صاحب سلطة أو تأثير إجتماعي يحب التغير دائما والإحلال والإبدال بإستمرار للأفكار والأشخاص والنظم والتركيبات الإجتماعية والإقتصادية فهو يريد التعبير عن نفسه بالتجديد دائما والتغيير الذي لايتوقف فمادام لا يستطيع التعبير عن نفسه بالفن المتلون والمتغير والمتجدد على الدوام فإنه يحول الدولة إلى مسرح للتجارب والتغيرات في هياكلها وأعمالها و أشخاصها فلا تستقر به صورة معينة عن الحياة إنها مجرد انعكاس لموجات الأوهام الفكرية التي في ذهنه . انه صاحب نفسية قلقة مضطربة لا تشعر بالطمأنينة على مصالحها إلا بإحداث اضطراب فيما أمامه وفيمن حوله .فعدم الاستقرار والإستبداد المركزي هو القانون الرئيسي للحكم والاداره . الحاكمية يمانية والإدارة إمامية أن الدولة في اليمن رغم دستورها الذي يوحي بالتنظيم الديمقراطي للحكم وتوحي بعض انظمته الإدارية بالحداثة والمعاصرة فإنها مبنية عرفا وسلوكا وقانونا وممارسة على المركزية الطاغية التي تخلق الاستكبار والاستبداد في أجهزة الدولة وتعاملاتها . فالمركزية الشاملة في الحكم والإدارة هي جوهر النظام في اليمن رغم شكليات الامركزية الإدارية ةوالمالية الباهته التي يطالب بها الدستور على مستوى السلطة المحلية بينما هي مفقودة اصلا على المستوى المركزي . فمع قيام الوحدة عام 90 كان يتوقع الناس ان تطغى محاسن الشطرين على مساوئهما في الحكم والإدارة . لكن قوى المركزية الإدارية والتسلط الموروثة في الشمال عن فردية الحكم الإمامي والإدارة العسكرية التركية اللتين عززتهما الإدارة العسكرية المصرية بعد الإطاحة بالإمام البدر في سبتمبر 62قد تأصلت في بنية الدولة ونفسيتها خلال الصراعات السياسية للقوى المسلحة على السلطة وتربت على هذه المركزية التسلطية أفواج من قوى الحكم والإدارة التي ترعرعت فيها على بالفساد المالي والإداري في الدولة المجتمع دون وازع من قانون او ناه عن منكر بسبب إنعدام الرقابة والمحاسبة المنظمة . وهذه القوى التي كسبت من التسلط المركزي فوائد ومغانم عديدة تمسكت بكل نظام مركزي يحافظ على المركزية في القوانين والقرارات و قاومت كل تغيير فيها . هذه القوى رفضت كل النظم المالية والغدارية الخالية من المركزية والدواوينية المعمول بها في الجنوب الموروثة عن الإدارة البرطانية بينما قبلت هذه القوى كل النظم التي كانت بها لوثة مركزية او مس شمولي وخاصة في تنظيم الدولة واجهزتها . كما انه من المؤسف ان معظم القوى الخيرة في الشمال تتوارى تدريجيا عن مواقع الفاعلية والتأثير. أما معظم قوى الحكم والإدارة في الجنوب التي تربت على الطغيان السياسي والمركزية في الحكم والامركزية النظامية في الإدارة والشدة في الرقابة والقسوة في المحاسبة فقد تعرضت للتشريد والإقصاء المنظم عبر تخريجات مختلفة من إنفصالية وخصخصة و هيكلة و تقاعد وتعطيل وتسريح وقوى فائضة وخلافها كسياسة وقائية للتخلص من اعداء المركزية وانصار الامركزية حفاظا على مصالح الفساد وصيانة لآلية الإفساد الناتجة عن المركزية الطاغية و إستبدادها في الدولة بمختلف اجهزتها وادواتها في المجتمع . و إذا كانت اهداف حرب 94 هي تخليص الاجهزة العسكرية والمدنية في الجنوب من الولاء و التعصب الحزبي فإن المصالح الانانية لقوى الحكم والادارة في الشمال قد حولت اهداف هذه الحرب إلى التخلص من قوى الحكم والإدارة في الجنوب مركزيا ومحليا حتى على مستوى المحافظات الجنوبية بدعوى وهمية ظاهرها تقوية وشائج الإتحاد وتفويت فرصة الانفصال ودعوى حقيقية باطنها تقوية اعمال الفساد ومزاولة نهب الاموال .......... أن الناس في اليمن مايزالون مشدودون بحكم الاوضاع القبلية المتخلفة وبحكم المركزية الإستبدادية الديوانية للدولة إلى قيادات الماضي صاحبة السلطة المتمثلة في " العاقل " " الشيخ " والسلطان " و " الإمام " ............ وحينما قال الرسول الكريم صلى الله علية وسلم ((بأن الإيمان يمان والحكمة يمانية )) أي ان اهل اليمن اصحاب ايمان وحكمة كان يعلم بأنهم سينطلقون بعقيدة الاسلام وحكمة شريعته في مشارق الارض ومغاربها . غير أن ما يؤسف له ان لم يبق لليمانية اليوم في بلادهم سوى حاكمية مركزية متسلطة بالبيروقراطية والإستبداد وإدارة عشوائية متفردة بالأنانية والفساد تسودان تركيبة الدولة واجهزتها المختلفة يمكن إيجازها في صيغة جديدة هي " الحاكمية يمانية والإدارة إمامية ". ========================================= للأسف هذا حالنا في دولة النهب والفساد والمركزية الطاغية دولة تدار من دواوين ومقاليل قات كما صور ذلك مؤلف الكتاب بالغلاف مجموعة من المخدرين المخزنين المضطربين الأغبياء المصابين بالإنفصام يديرون دولة ويحركونها كيفما شائو لديهم من التهم والاباطيل ما يغنيهم ويصورة لنا هذه الايام ما نسمعة كل يوم سبت من إجتماع رئيس الدولة والاحزاب يوم خميس في مقيل الرئيس كما يقال (على عودي قات ) لتدارس اوضاع البلاد او الانتخابات الصورية التي لا تسمن ولا تغني من طغيان النظام وزبا نيتة . |
|||||
04-29-2006, 09:26 PM | #2 | |||||
حال نشيط
|
ياخي مقالك في الصميم الله يعطيك العافية
|
|||||
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
|