حضرموت " بيت الحضارم.. بلا سقف / كتب: سالم مسهور

[حد من الوادي]

بيت الحضارم.. بلا سقف

12/29/2011 المكلا اليوم / كتب: سالم مسهور


مفجع ما صدر بتاريخ 2011/12/23م عن المجلس الأهلي بشأن البراءة من مؤتمر الفيدرالية المزمع انعقاده في المكلا، مفجع لأنه جاء في أعقاب تحذير ما يسمى مجلس الحراك في حضرموت من هذا المؤتمر معتبراً ذلك مؤامرة على القضية اليمنية الجنوبية، وحجم الفاجعة يستحق النظر من وجهين، وكلا الوجهين عبوس كظيم، فلله وحده المشتكى والمستعان.

ذكر الأخ محمد العوادي في أحد ندواته أن المجلس الأهلي هو بيت الحضارم، وقبل أن يكون بيتاً نذكر الأخوة في المجلس الأهلي أنهم جميعاً لم يأتوا بإرادة أبناء حضرموت وأنما جاؤوا من باب اجتهادي تراضى فيه من تراضى وفقاً لما طلب من الجميع عبر أوراق عمل اشتملت ما سمي لاحقاً بـ"الرؤية والمسار" وبرغم التحفظات الأولى على السقف الحضرمي فيما يخص المجلس فلقد تجاوز العديد من النخب الحضرمية أن يكون البيت الحضرمي بلا سقف حتى يحين موعد وضع السقف الملائم لهذا البيت الحضرمي المولود اجتهاداً.

وليس من الملائم في هكذا توقيت محاسبة المجلس الأهلي خلال ستة أشهر من انطلاقته، فهو مازال (يحبو) فلن نحاسبه وسنتجاوز عنه الكثير من الإخفاقات وغيرها غير أن النقطة الأكثر بروزاً هي فيما أعقب مؤتمر القاهرة في نوفمبر 2011م ومع ظهور مجموعة الـ 19 وفيها بعض من عناصر المجلس الأهلي، حيث طرح المهندس بدر باسلمه مؤتمر الفدرالية والذي أذاع أنه برعاية المجلس الأهلي مما أعتبر خطوة صحيحة موفقة تجاه مصلحة حضرموت بغض النظر عن الغايات القصوى من هذا المؤتمر وما ستحصده حضرموت لأن الجميع مقر بأن المؤتمر لن يضع سوى تصورات للوضع اليمني عموماً.

البيانات كلها كانت صريحة وموثقة ويمكن العودة إليها من خلال موقع (المكلا اليوم)، أذن لا حاجة لأحد أن يتراجع عن مواقفه، ونحن هنا من شديد الحرص على مشروعنا الحضرمي بسقفه (الأعلى جداً) نقول لقد سجل المجلس الأهلي موقفاً هزيلاً لا يمكن القبول به تحت أي بند كان، بل لتسقط جدران هذا البيت كلها غير مأسوف عليها، فهو كمسجد ضرار على أبناء حضرموت جميعاً فالبيت الذي لا يأوي أبناءه ويحميهم لا يستحق الوجود أبداً.

بغض النظر عن كل شيء فما استبشر به أبناء حضرموت من هذا المجلس الأهلي أنه سيعبر عنهم ولو بصوت ضعيف، ولو كان بلا سقف، المهم أن يخرجنا من شتات أكثر من أربعة عقود مظلمة وظالمة، لكن أن يكون المجلس الأهلي مرتعداً خائفاً من علو صوت الحراك الجاهل فهو نقيصة في المجلس وفي كل من ينتمي إليه.

أول مواجهة مع أحد الخصوم للمشروع الحضرمي سقط هذا المجلس، وعلينا المسارعة ليس بالتشفي فيه بل بمخاطبته بالحسنى أن أفيقوا فأنتم من أردتم أن تكونوا في هذا المكان وفي داخل البيت الحضرمي تمثلون وطناً عزيزاً كريماً، كيف تفرون من مواجهة الجهلة السائرين بغير هدى، أؤلئك ضلوا طريقهم وأصواتهم مرتفعة افزعوكم بصوتهم، وما أصواتهم إلا كصوت الحمير وهي أنكر الأصوات وأنتم بذلك جميعاً تعلمون وتعرفون، فيا خيبة الرجاء فيكم.

المسألة ليست صراع نقبل فيه دائماً أن نقبل الصفعات، بل صراع لاستعادة وطن وبناء دولة، هذا هو سقفنا وسقف كل حضرمي، الخوف والخشية لا تصنع أوطان ولا تأتي بحق وكرامة، تجاوز المراحل تحتاج إلى قدرة في الإيمان بالقضية، من العدل والإنصاف تسجيل المواقف لصالح الوطن الحضرمي قبل الخشية من موقف هذا أو ذاك، فإذا أنتم خشيتم من الدهماء فماذا أنتم فاعلون في مواجهة تتار اليمن أذن ؟.

وما الحراك اليمني في حضرموت سوى حالة من حالات العمى، تماماً كمن أمده الله بالصحة والعافية وغيب عنه العقل والرشد، دعونا نعيدها إلى سبتمبر 2007م عندما صرخت جنبات حضرموت (حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية)، كان القنوبيين في عدن آنذاك يطالبون علي عبدالله صالح بحقوق العسكر والمسرحين فيما أعقب هزيمتهم النكراء في حرب صيف 1994م، كانت قضيتهم حقوق أفراد بينما كانت حضرموت تطالب بما هو أعلى من ذلك.

للأسف استغل القنوبيين في الضالع وما حولها من ثالوث الفساد والإفساد حالة من ذهبت عقولهم وسيروهم في معركتهم الخاسرة عقلاً وشرعاً، ليفكوا ارتباطهم بما شاءوا فتلك هي قضيتهم لا تعنينا بمقدار ما نستفيد منها لمصلحة حضرموت، السير في غياهب الضلال لن تقود إلى مرجعية وطنية صحيحة، أنهم يرفضون في القنوب اليمني كل طرق التفاهم، فلم يعترفوا بحق لحضرموت ولن يعترفوا عقلية العسكر هي من تديرهم وما حضرموت عندهم غير بقرة معلقة على رقبتها رقم (5).

أن لم يكن في بيت الحضارم المزعوم ركن شديد نأوي إليه فلا حاجة لنا بهكذا بيت فهو بيت عنكبوت نسجت خيوطها على وهن ووهم، نريد شيئاً عظيماً من عزتنا وكرامتنا، نريد أن ترتفع رؤوسنا بذكر هذا المجلس وغيره من مكونات الحضارم، (فن الممكن) لا يسوّق عندنا بهكذا كيفية فإما أن تكون حضرموت وأما لتخرجوا من بيتنا.