المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > سياسة وإقتصاد وقضايا المجتمع > سقيفة الأخبار السياسيه
سقيفة الأخبار السياسيه جميع الآراء والأفكار المطروحه والأخبار المنقوله هنا لاتُمثّل السقيفه ومالكيها وإدارييها بل تقع مسؤوليتها القانونيه والأخلاقيه على كاتبيها ومصادرها !!
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


حضرموت والجنوب العربي " الجنوب ثورة الكرامة والحرّيّة

سقيفة الأخبار السياسيه


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 11-21-2014, 11:43 PM   #1
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

حضرموت والجنوب العربي " الجنوب ثورة الكرامة والحرّيّة


الجنوب ثورة الكرامة والحرّيّة

الجمعة 21 نوفمبر 2014 09:14 مساءً

عبداللاه الضباعي

إنّ ما يجري اليوم على أرض الجنوب هي ثورة الحرّيّة والكرامة ثورة الهوية والتاريخ، ليست ثورة طموحاً سياسيّاً لمنازعة حاكم ولا منافسة على مناصب أو طمعاً في مغانم، إنّها ثورة السجين على جلاّديه، ثورة مسلوب الحرّيّة والكرامة على سالبيه وغاصبيه، إنّها ثورة على قيود العبوديّة والسجون والمعتقلات التي زرعها نظام المحتل الطاغي على مدار عقدين ونيف من الزمن في طول الجنوب وعرضه، وتفنّن في قهر الشعب وإذلاله، إنّها ثورة على القهر وإهدار الحقوق، فمنذ ربع قرن ونظام المحتل المتسلّط، القمعي الظالم يعتمد سياسة العصابات والمافيات القذرة في الاغتيالات، يزوّر الحقائق، ويفتري الأكاذيب، ويعتّم على فساده وجرائمه، بآلة إعلاميّة ضخمة محتكرة، لكنّ اليوم غير الأمس، والجيل غير الجيل، وسبحان العليم الحكيم ، مالك الملك ، مغيّر الأحوال وقاهر الجبابرة، ومذلّ الأكاسرة.

لن تضيع الحقيقة وأن ضيّعت عند البعض، فإنّ التاريخ سيذكر تلك الدماء الزكيّة التي روّت تراب الجنوب، هذه الدماء التي أريقت في سبيل حرّيّة الإنسان الجنوبي وكرامته، وفي سبيل وقف تيّار الفساد الهادر، الذي ضرب جذوره في أرض الجنوب بتعمّد وسبق إصرار، واستشرى بتخطيط ماكر في أعماق بعض النفوس، سيذكر التاريخ عمق الجرح الغائر في كيان الإنسان الجنوبي وما عانته شخصيّته من تشويه وإفساد وتخريب وتدمير طاقات الأمّة ومواردها وخيراتها وثرواتها وأهدرت كلّها بين أيدي الطاغية وأعوانه وأذنابه، لا يمكن لأحد أن يزيّف ذاكرته، سيذكر التاريخ الكذبة المصطنعة التي صورها المزايدون وما كانت إلاّ أوهاماً خادعة، أحيطت بهالات من الأوهام والأكاذيب، فذهب ضحيّة زيفها وخداعها أولئك المفتونون، وثبت أمامها فرسان الحقّ الأحرار الأشاوس الأطهار، الصابرون على المرّ، القابضون على الجمر، الظاهرون على الحقّ، لا يضرّهم من خذلهم، سيذكر التاريخ أنّ أصالة شعب الجنوب لا يمكن أن تغيّب أو تمحى أو تستبدل .. إلاّ إذا استُبدل تكوينُ الإنسان نفسه فأصبح مخلوقاً آخر.

ان شعب الجنوب العظيم سطر لنا أروع معاني الصمود والشجاعة وعلمنا معنى الشجاعة الحقيقية واسمى معاني الحضارة والنضال السلمي في طلب الحرية والكرامة المسلوبة من الحكم الاستبدادي، ها هو يصنع اعظم ملحمة من ملاحم الجهاد التاريخيّة السلمية النادرة، أروع ملاحم الصراع بين الحقّ والباطل، ملحمة سلمية يقف فيها شعبنا الأعزل الصابر أمام الظلم والقهر والبغي والعدوان وآلات القتل المدمّرة، ووحشيّة إنسان تجرّد من كلّ القيم الأخلاقية والإنسانية، ملحمة يسطرها الأطفال والنساء والشباب والرجال والشيوخ المستضعفون، خُطت حروفها بدماء الشهداء، ودموع الأطفال والثكالى، ودعاء الأرامل، وجراح المعذّبين، وآلام المعتقلين،

ان الحرّيّة والكرامة توأمان لا ينفصلان، أو هما وجهان لعملة واحدة، فحرّيّة الإنسان تولد مع ولادته، وكرامته هي من إرهاصات وجوده، ألم يقل ربّنا جلّ وعلا: }ولقد كرّمنا بني آدم {، وقال الخليفة الفاروق عمر رضي الله عنه : " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً.؟! " وها قد هبّ شعبنا الجنوبي الأبيّ طلباً للحرّيّة والكرامة، بعد ربع قرن من الصبر على الذلّ والهوان، والاستبداد والطغيان، ولا عجب من كلّ ما يحدث في هذه الثورة المُباركة، لقد شاءت إرادة الله لهذا الشعب الحرّ الأصيل أن يكشف عن أصالة معدنه ونفاسته وأن يميز الخبيث من الطيّب، فالذهب يعرض على النار ليذهب خبثه ويُحرَق صدأه وتظهر حقيقته، ويسطع بريقه } فأمّا الزبد فيذهب جفاءً، وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ، كذلك يضرب الله الأمثال {.

اننا اليوم أحوج ما نكون إلى أن تتحلّى النفوس بثقافة الحرّيّة والكرامة التي تقتضي أن نحترم الإنسان أيّاً كان انتماءه ومذهبه، وأن نحترم رأيه وفكره وحقّه في التعبير بكلّ وسيلة مشروعة، وأن نلغي من قاموس تعاملنا مفردات التكفير والتخوين والاتّهام التي كانت من اختصاص واحتكار لغة لنظام المحتل وثقافته وإنتاجه، حيث جنّد كل طاقاته لصناعتها وإنتاجها، وزرعها وسقيها، وتسويقها، حتّى جعل شعبنا الأبيّ ممسوخ الكيان، مشوّه الشخصيّة، تسبق تلك الثقافة العفنة على لسانه قبل فكره، وتسيطر على فكره قبل عقله .. وهل الاستبداد والطغيان الذي يثور عليه شعبنا الأبيّ إلاّ هذا؟! فما بال البعض لا يزال تسيطر على لسانه وفكره لغة التخوين والاتّهام، والسباب والإرهاب الفكريّ والنفسيّ .؟! أيظنّ هؤلاء أنّ الشعب يتلخص من استبداد إلى استبداد، ومن ثقافة فساد إلى أختها .؟! إنّ على هؤلاء أن يراجعوا ثقافتهم فيثوروا عليها، ويتطهّروا منها وإلاّ فإنّهم ساقطون نفساً وفكراً ومجتمعاً .. ولن يقبل شعبنا بعد اليوم بمثل هذه العقليّة المتخلّفة، واللغة البائدة، والثقافة المفسدة.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas