لمن وجبت المحبة عند ابن شهاب ؟

[نديم الصفاء]

هو : السيد الشريف الهاشمي القرشي شافعي المذهب / أبوبكر بن عبدالرحمن بن محمد بن علي بن عبدالله بن عيدروس بن علي بن محمد بن شهاب الدين بن عبدالرحمن بن الشيخ شهاب الدين بن عبدالرحمن بن علي بن أبي بكر السكران بن عبدالرحمن السقاف ابن محمد مولى الدويلة بن علي بن علوي بن الفقيه المقدم محمد بن علي بن محمد صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيدالله ابن المهاجر الى الله أحمد بن عيسى وينتهي نسبه الى الحسين بن علي وأبن فاطمة الزهراء بنت سيد الوجود محمد صلى الله عليه وآله وسلم ...
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
لذي سلم والبان لولاك لم أهوى = ولا ازددت من سلع وجيرانه شجوى
ولولاك ما انهلت من الخد أدمعي = لتذكاتر ما الروحاء تحويه من أحوى
فأنت الحبيب الواجب الحب والذي = سريرة قلبي دائما عنه لا تطوى
وأنت الذي لم أصب الا لحسنه = ولم يله عن ذكراه سري ولو سهوا
وحيث أتخذت القلب مثوى ومنزلا = ففتشه وأنظر سيدي صحة الدعوى
أبى الحب الا ان اذوب صبابة = وغصن شبابي كاد للبين أن يذوى

[/poet]
متى ما تمكنت المحبة في قلب المحب ، واستأثرت عن غيرها بكل ماعداها فالى غير جمالها لاينظر المحبوب وفي غير حسنها لا يتحدث وفي ماعدا طيفها لايتخيل ولايتفكر . تُرى آثارها في أقواله والافعال ، وفي مقامه والترحال ، اذا تحدث عن محبوبة كان لحديثه حلاوة وجمال . يرى السامع معاني هذا الحب في سطورٍ نثرها واشعارٍ نظمها ومعانٍ صاغها .
هذا السيد الكريم يتحدث عن محبوبه بلسان عربي فصيح وبوزن شعري أدبي جميل ، واصفا ولعه بهذا المحبوب ، فذكره على لسانه في كل الاوقات ، ومحبته وجبت عليه حينما دامت معه في هنيّئاته واللحظات ، فصبى لحسنه وجماله ، وأنزله في مهجته وأحشائه ... .... ... بالطبع يتشوق قارئ هذه الابيات الى معاني مابعدها حتى يتعرف على تلك الشخصية العظيمة التي سيطرت على لبّ هذا السيد لتكون بهذا المستوى الكبير من المحبة والتعظيم ... فلنستمع الى مختارات من بقية هذه القصيدة :
[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
حبيب اله العرش مأمونه الذي = بغرته في الجدب تستمطر الانوا
نبي براه الله من نور وجهه = وأوجد منه الكون جلّ الذي سوى
وبانت لدى ميلاده ورضاعه = براهين آى لا ترد لها دعوى
واسرى به الرحمن من بطن مكة = الى القدس يختال البراق به زهوا
فقدمه الرسل الكرام وهل ترى = لبكر العلا غير ابن آمنة كفوا
الى الملأ الأعلى الى الحضرة التي = بها ربه ناجاه يالك من نجوى
فاولاه ما أولاه فضلا ومنّة = وأشهده بالعين ما جلّ ان يروى
أتى وظلام الشرك مرخ سدوله = وبالناس عن نهج الرشاد عمى أروى
فمازال يدعوهم بحكمة ربه = الى اليمن والايمان والبر والتقوى
فصدقه أهل السوابق والأولى = اتيح لهم أن يشربوا كاسه صفوا
وكذبه قوم عن الحق قد عموا = وصموا باعجاب النفوس وبالطفوا
فهاجر من بطحاء مكة ساريا = وباتت عيون القوم عن نوره عشوى
وماراعهم الا الصباح وأن رأو = على رأس كل منهم الترب محثوى
وأم مع الصديق أكالة القرى = تلين له الشجوى وتطوى له الفجوا
وفيها فشا الاسلام وانبسجت بها = عيون الهدى والحق وانزاحت الاسوا
وناصره الانصار فيها وآمنوا = به وارعووا عن جهلهم أحسن الرعوى
ولما شكى العافون ما حلّ عندما = بانيابها عضتهم السنة السنوا
دعا فاستهل الغيث سبعا بصيب = مريع سقى سفل المنابت والعلوا

[/poet]

بعد سرد هذه المختارات من السيرة العطرة لهذا المحبوب العظيم والرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وما أكرمه الله به من المعراج والبعثة وماناله من اذى المشركين وتصديق الموحدين يقف هذا السيد أمام سيد الرسل وخاتم الانبياء ليطلعه على ما في قلبه وليناجيه وجها لوجه ومحب لمحبوب فيقول :

[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="" bkimage="" border="none,2,gray" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
ألا يارسول الله يامن بنوره = وطلعته يستدفع السوء والبلوى
وياخير من شدت اليه الرحال من = عميق فجاج الارض تلتمس الجدوى
اليك اعتذاري عن تأخر رحلتي = الى سوحك المملوء عمّن جنى عفوا
على أن خمر الشوق خامرني فلم = يدع فيّ عرقا لا يحن ولا عضوا
واني لتعروني لذكراك هزة = كما أخذت سلمان من ذكرك العروا
وها أنا قد وافيت للروضة التي = بها نير الايمان ما انفك مجلوا
وقفت بذلي زائرا ومسلما = عليك سلام الخاضع الرافع الشكوى
صلاة وتسليم على روحك التي = اليها جميع الفخر أصبح معزوا
عليك سلام الله يامن توجهت = الى سوحه الركبان تطوي الفلا عدوا
سلام على القبر الذي قد حللته = فأضحى بأنوار الجلالة مكسوا
اليك ابن عبدالله وافيت مثقلا = بأوزار عمر مر معظمه لهوا
غفلت عن الاخرى وأهملت أمرها = وطاوعت غي النفس في زمن الغلوا
ومنك رسول الله أرجو شفاعة = تغادر مسود الصحائف ممحوا
ولي في عريض الجاه آمال فائز = بمارامه من فيض فضلك مبدوا
على عتبات الفضل أنزلت حاجتي = وتا الله لايمسي نزيلك مجفوا
وقد صح لي منك إنتماء ونسبة = اليك لسان الطعن من دونها يكوى
وقد مسني من أهل بيتي وبلدتي = أذى وكثير منهم أكثروا العدوى
فكن منصفي فالصبر ضاق نطاقه = وخذ لي بحقي يا أبن ساكنة الابوا
وقابل بألطاف القبول مديحة = مبرأة عن وصمة اللحن والاقوا
بمدحك تزهو لا برونق لفظها = وترجو على الاتراب أن تدرك الشأوا
تؤمل أن يسقى محررها غدا = من الكوثر المورود كأسا بها يروى
وصلى عليك الله ما انهل صيب = من المزن فاخضلت بجناته الجنوا
صلاة كما ترضى معطرة الشذى = تفوح بها في الكون رائحة الغلوى
ويسر الى أرواح آلك سرها = وصحبك والاتباع في السر والنجوى

[/poet]

ولنا لقاء ثانٍ وثالث ووقفات أخرى وأخرى باذنه تعالى مع ابداعات هذا الشاعر الفذ والعالم المتمكن والبحر المتدفق سليل بيت النبوة ومعدن الرسالة السيد / أبوبكر بن شهاب ...