المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الأدب والفن > سقيفة عذب القوافي
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


خلف تفتح قلبها مساء

سقيفة عذب القوافي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-23-2004, 08:58 PM   #1
عمر خريص
مشرف سقيفة التراث
 
الصورة الرمزية عمر خريص


هواياتي :  القراءة والكتابة
عمر خريص is on a distinguished road
عمر خريص غير متواجد حالياً
افتراضي خلف تفتح قلبها مساء

خلف تفتح قلبها مساء ، المجموعة القصصية الأولى للقاص المبدع الأستاذ علي سالم اليزيدي صدرت قبل عامين ضمن سلسلة (إبداعات يمانية ) التي يصدرها مركز عبادي مع نادي المقه ، والمجموعة تحتوي على عشر قصص كتب أقدمها عام 1974م وكتب أحدثها عام 2001م ، وقد تركتني هذه التواريخ في حيرة من أمري لا أجد لها تعليلا مناسبا، ولا تبريرا منطقيا غير انها ربما تكون منتخبة من اضبارة الكاتب خلال مراحل عمره الابداعي انتقاها ربما(أيضا) يكون عشوائيا حينما سنحت له فرصة نشر نادرة في مسيرة حياته الأدبية والصحفية ، وهي كانت عزيزة المنال فيما سبق ، ونحن نعلم ان حلم المبدع هو ان يرى ما أبدعه وكتبه منشورا موجودا بين يدي الناس وتلك أغلى أمانيه ، ومن خلال هذه المراحل لم ألاحظ تغيرا جذريا في البناء الفني للقصة عند الكاتب ربما يعزى هذا الأمر الى حدوث تغيرات او اعادة صياغة ، فالمجموعة في تقاربها الفني كأنها كتبت في أعوام متقاربة متأخرة من تجربة الكاتب الإبداعية ، ففي نضوجها ما يؤكد على استنتاجنا هذا من خلال القراءات الأولى للمجموعة ، الخيط الرفيع الذي يشذ عما قيل سابقا هو إيغاله في الرمز الى درجة (الفانتازيا) مثلما ورد في قصصه (خلف تفتح قلبها مساء1999م ،واللسان الثالث أيضا في نفس العام) .، في هذه المجموعة القصصية استطاع الكاتب في أحداثها وتناوله لها ان يتوغل في المألوف من واقع حياتنا اليوميه بمبضع الجراح الفني وان يستخرج أبطال قصصه من بين أظهرنا جاعلا من هذه المألوفات مادة فنية وادبية يحكي فيها ويروي عن هموم واشجان ومعاناة انسانه وشخصياته في إطاره القصصي المحبب ، فحادثة عابرة لا يكاد يلتفت اليها احد الا في حديث عابر ، يصور لنا فيها الانفعالات الانسانية ويستبطنها، كاشفا الغطاء عن رغبات وأمنيات وتطلعات لا يكشف عنها ويظهرها إلا ذلك الموقف العادي العصيب ، وهي طبعا معادلة صعبة ان تجعل من موقفا عاديا عصيبا صعبا في تصاعد أحداثه ولكنه إعادة خلق الحدث فنيا يتناسب مع السرد الإبداعي الذي تعامل معه القاص ، مثل هذا نراه في قصته (العبور) ففي حدثها العادي الذي يصور لنا فيه القاص مرور سيارة محملة بالركاب بطن الوادي الممطر والمهدد بجريان السيل فيه ، هذا الاجتياز أو (العبور) يصور صراع الانسان مع قوى الطبيعة ، وتمسكه وتثبته بالحياة والبقاء ، وخوض غمار هذا التحدي (رغما عنهم) ببذل الجهد الخارق وعمل المستحيل من اجل النجاة ، وقد هيا لنا القاص بداية هذا المشهد الدرامي بوصفه الأنيق لابطال هذه القصة كاتبانقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة وانحدرت السيارتان تهبطان المرتفع الجبلي نحو بطن الوادي في رشاقة وخفة وانطلقتا في المسير على خط الطريق ، ورويدا رويدا أخذت الشمس تغوص في الأفق الغربي وغاب وجهها البلوري وهبط الظلام واشتعلت الأضواء ، واصبح كل من بداخل السيارتين لا يرى سوى الظلام والجبال والأشجار على جانبي الطريق واتاحت طريق الوادي الممتده والمنبسطة أمام العجلات الانطلاق الحر في زيادة السرعة وقد جعل هذا الأمر المسافة تتباعد فيها بين السيارتين شيئا فشيئا ، وبقى المقصد هو الوصول الى نهاية الوادي ، والى تلك الاضواء التي تنبعث من منازل القرية المنتصبة على التلال المقابلة . ومضت بضع دقائق حتى تحدث سائق السيارة الثانية وبصوت رافع ــ لقد ابتعدوا ! ولم يتلق اجابة ، الا ممن كان بجانبه في الصف الامامي حيث يجلس رجل ذو قامة قصيرة وشعر اشيب وفي منتصف العمر والى جانبه رفيق السفر شاب انيق المظهر وذو شنب كثيف اسود ولم يثير هذا الاهتمام الفتاة التي برفقة أمها في المقعد الأوسط ولم تبدي الأم إنصاتا ، ولم يكن هذا يعني شيئا للطفلين وامهما القابعين في المقعد الخلفي للسيارة ، واعاد السائق الحديث لنفسه :
ـ أشاهد الاضواء ، ولكنها ليست قريبة ، انهم يسرعون !)
.. ثم يتصاعد هذا المشهد في احداثه ،
(ــ المطر ينهمر بكثافة ، يجب ان نعبر هذا الوادي !
وانحرفت السيارة قليلا واهتزت ثم عادت الى المسار واندفعت الى الامام وماهي الا لحظات حتى هوت ثم تقافز من بداخلها عن مقاعدهم وتوقفت ، واطلقت الام أم الفتاة صيحة ارعبت الطفلين فأطلقا للبكاء عنانه .
في الخارج كان الماء يتدفق كأنه بحيرة ، ولمعت حزمة ضياء خاطفة ، وانطلقت زفرة محنوقة من صدر السائق وسألت ام الفتاة السائق :
ــ مالذي حدث ، لم توقفت ؟!
ـــ لقد غاصت العجلات الامامية في حفرة .
ـــ اللهم نسألك اللطف ..!
وعلاء الضجيج ، أسرعت الام تطوق طفليها وتقبلهما ، ورفعت الفتاة عينيها المليئتين بالدموع الى السماء ، وتواصلت زخات المطر محدثة صوتا بالارتطام بالسيارة ، وعلى الارض بدأت تتشكل بحيرات صغيرة تتسع وتحاصر المكان وبين الحين والآخر كان صوت الرعد يدوي ،)
وتبلغ الرمزية عند قاصنا المبدع علي في قصته (أحلام ) التي كتبها عام 1975م الى الحد الفاصل بين الوهم والحقيقة حينما يحاول ان يعالج وضعا سياسيا متأزما ، يكاد المساس برموزه خيانة عظمى ، انه صراع داخلي يعتلج الصدور الحره والضمائر اليقظة ، كتب فيها :ـ
( ــ قلت ــ هل تعرف ملامحها ، هل مازلت تتذكر بعضا منها؟
قال :ــ نعم اعرفها ولا اعرفها وأنا أول عشاقها واول من قبل خدها ، لقد كانت جميلة ، عيناها ذواتا لون عسلي ، وعلى قدها يطيح الشباب والكهول ، حماتها لا يساومون في بيعها او تركها ، لديهم من السيوف والحراب مالا يملكه ملوك الزمان ، انها جميلة رضعت اهدابها من ينابيع السحر ، وطبع فجر الزمان على خدها وردة قانية انفردت بها عن بنات جنسها ، انها.. وسكت ..
قلت :ــ ولم السكوت ، لماذا لا تقاوم ؟
قال :ــ وهل سكت ؟ أنا مازلت اقاوم ، ولم يخالجني شعور باليأس ، فهذا يسعدها .. لقد سرقوا بريق عينيها العسليتين ، ذبلت وردة خدها وماتت ابتسامتها ، ولكن .. لا تتصور أنها تزداد جمالا بحزنها هذا .. ومازالت تنتظرني ومازلت أملها . حاولوا منعي ومازلت ..) .
ولعل بطل هذه القصة قد ادرك حلمه ولعله فعلا عمل شيئا يتوج نضاله هذا بما تحقق من حلمه القديم .
ولا نستثني شي من المجموعة القصصية للقاص فكلها ذات مستوى عالي جميل ، اهتم فيها بالتفاصيل الدقيقة حيث برزت لنا معالم الصورة واضحة وادركنا من ورائها مايريد ان يقوله لنا .
التوقيع :
وماتوفيقي الا بالله

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

التعديل الأخير تم بواسطة عمر خريص ; 01-23-2004 الساعة 09:01 PM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ميناء خلف وفرضة المكلا أبو صلاح الســقيفه العـامه 2 07-09-2012 02:42 PM
حضرموت محتجون يقطعون الطريق بالقرب من خزانات الوقود الاستراتيجية بمنطقة خلف حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 07-02-2011 02:36 AM
يتساؤلون...لماذا خلف أبناء حضرموت رجال أعمال ومؤسسات خيرية ؟ صلاح يسلم ديان حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 0 06-19-2011 02:02 AM
صنعاء حزب الرئيس"البلد لا يمكن أن يهرول خلف مجموعة من الكاذبين والفاسدين سياسياً واخل حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 1 12-07-2010 12:16 AM
الرأس فيه الوجع يالحضرميه..مابترسي في خلف إلا إذا مفتاح يتصالح ومرسال. عيون المكلا سقيفة عذب القوافي 37 11-04-2010 10:30 AM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas