المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة إسلاميات
سقيفة إسلاميات حيث التسجيلات الصوتيه وسير عظماء التاريخ الإسلامي ومبدعيه
التعليمـــات روابط مفيدة Community التقويم مشاركات اليوم البحث


ماذا يعني الولاء؟

سقيفة إسلاميات


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-14-2009, 07:28 PM   #1
اشواق الشمري العراقية
حال جديد

افتراضي ماذا يعني الولاء؟

هدية متواضعة من كتابي سؤال وجواب في التحذير من سخط الله
سؤال: ماذا يعني الولاء؟
جواب: أصل الولاء هو المحبة والقرب ، وأصل العداوة البغض والبعد ومن المحبة ينشأ الود ومن الود تنشا الطاعة.
يقول تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا( )
ومن يوده الودود سينعم قلبه بالحب والله جلا وعلا في علاه هو من قام بإنشاء ذلك الحب ، ومن فيض بركاته أحبه ويحبه المؤمنون ، المتيقنون إنهم ملاقوه لا محالة وكما يقول سبحانه وتعالى: وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ( ). فما أروع هذا الحب! الذي يجعل من المؤمن المحب لربه متخذا لطابع السكينة التي هي: الصفة المفردة التي تدل على إن الإنسان استطاع أن يسود مملكته الداخلية ويحكمها ويسوسها . وهي الصفة المفردة التي تدل على انسجام عناصر النفس والتوافق بين متناقضاتها وانقيادها في خضوع وسلاسة لصاحبها وهو أمر لا يوهب إلا لمؤمن محب لله .
وأنت تقرأ هذه السكينة في هدوء صفحة الوجه .. ليس هدوء السطح بل هدوء العمق .. هدوء الباطن .. وليس هدوء الخواء ولا سكون البلادة ، وإنما هدوء التركيز والصفاء واجتماع الهمة ووضوح الرؤية .. وكأنما الذي تراه أمامك يضم البحر بين جنبيه . والبحر ساكن لكنه جياش يطرح أللآلي ، والأصداف والمراجين من أعماقه لحظة بعد لحظة فهو غني الغنى اللانهائي . وهذه خاصية المؤمن.. هدوء يشبه شعاع الثريا( ) لماذا؟! لأن علاقة المؤمن بما حوله علاقة خاصة متميزة مختلفة .. علاقته بالأمس والغد وعلاقته بعمله ونظرته للأخلاق.
فالأخلاق بالمعنى الواقعي والمعنى الفلسفي هي أن تشبع رغباتك بما لا يتعارض مع حق الآخرين في إشباع رغباتهم هم أيضا فهي مفهوم مادي اجتماعي بالدرجة الأولى وهدفها حسن توزيع اللذات . أما الأخلاق بالمعنى الديني فهي بالعكس أن تقمع رغباتك وتخضع نفسك وتخالف هواك وتحكم شهواتك لتتحقق برتبتك ومنزلتك العظيمة كخليفة عن الله ووارث للكون المسخر من أجلك .. فأنت لا تستحق هذه الخلافة والسيادة على العالم إلا إذا استطعت أولا أن تسود نفسك وتحكم مملكتك الداخلية . ومفهوم الأخلاق هنا فرادى وهدفه بلوغ الفرد درجة كماله وإن كانت هناك ثمرة اجتماعية فأنها تأتي بالتبعية فالمجتمع الذي يتألف من مثل هؤلاء الأفراد لابد أن يسوده الوئام ، والسلام ، والمحبة.
فسبحان الذي يحب المؤمنين ، ويلقي عليهم محبته ، كما ألقاها على كليمه موسى عليه السلام وألقيت عليك محبة مني( ).
وحينما ينشأ الحب بلا أدنى ريب سينشأ الولاء لله الذي هو التأييد والنصرة . فما أروع الحب الذي يعيش في خلجات النفوس ، ليرتقي بها بلا جوانح ، نحو الصفاء ، لتنال الراحة والطمأنينة . و بدعوة الحب لله دعا سيد الخلق محمدُ  ، قومه والناس كافة قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ( ) وفي هذه الآية الكريمة صرح الله سبحانه وتعالى أن حب الناس له يقترن بحبهم لنبيه وأن إتباع نبيه موجب لمحبته جلّ وعلا ذلك المتبع ، وذلك يدل على أن طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم هي عين طاعته تعالىٰ .
وحب الله الخالق هو حب ، لا يحسه إلا من ذاقه ، حب يجعل من روح صاحبه مبتهجة بعلياء الرب ورضاه ، وحينها سيوالي العبد ربه موالاة مختلفة عن موالاته لشبيهه من الخلق الضعيف ، فحب العبد الضعيف لعبد آخر مثله هو حب مختلف عن حب الله ، ولا وجه مقارنة بين حب العبد وحب الله وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يتَخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ أي: نظراء ومثلاء يساويهم في الله بالعبادة والمحبة والتعظيم والطاعة . ومن هذا المنطلق لابد أن يكون حبك لنظيرك ، حباً مختلفأً ، عن حب الله القوي، المتين ، والموالاة أيضا يلزم أن تكون موالاة مختلفة إذ إن الموالاة التامة ، التي يفجرها ينبوع الحب لا تصح إلا لله سبحانه وتعالى . يقول تعالى:  قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ( ). هو إله واحد عليك أن تطيعه , وأن تحبه، والمحب يطيع من أحبَّ لا يعصيه أبداً . يقول ابن المبارك :
تعصي الإله وأنت تُظهر حبه
هذا لعمري في القياس شنيع
لو كان حبك صادقـــــا
إن المحب لمن يحب مطيـع
فلتتقِ الله في كل ما تصنع ، و اعلم أن التقوى هي لباس المؤمنين وبلا تقوى لن يكون هنا لك ولاء خالص والله يريد الولاء الخالص ، يريد عبادة حب وشوق، وإجلال، وتعظيم لذات الله ، وتقوى خالصة والتقي الحقيقي هو الذي يطيع الله ولا يعصيه لترسيخ أسس الإيمان وإضاءة القلب وبعث النور فيه.
يقول الله عز وجل: بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ( ). وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال ((تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج)( ) وأعظم ما في العبادة أن تحب قبل أن تطيع، لتصل إلى السمو والكمال الروحي، فبالحب ستندفع نحو الخير وستصل أعلى مواقف الجهاد، جهاد على النفس الأمارة بالسوء وغرائزها، حينها سيتحول الألم إلى بلسم ، والقلق إلى راحة، وسيفتح إمامك ألعلي القدير من حُبه بريقاً، ببصيصه تنشد رضاه لترضى.
تقول السيدة رابعة العدوية أمدها الله برحمته في الآخرة: ((سوف أتحمل كل ألم ، واصبر عليه ، ولكن عذابا اشد من هذا العذاب يؤلم روحي ، ويفكك أوصال الصبر في نفسي ، منشأه ريب يدور في خلدي هل أنت راضي عني؟ تلك غايتي )). الرضا رضا الله بمحبته وطاعته وهذا ما كان يرجوه السلف الصالح من هذه الأمة الإسلامية( ) خُبيب بن عدي الصحابي الجليل حينما خيرُه المشركون في كيفية قتله أتدرون ماذا قال؟ قال:
وما أبالي حين أُقتل مسلمـاً على أي شــقُ لله مصرعـي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزعِ

لم يبال ويخاف الموت كما يخاف الناس من الموت اليوم وهذا لإنه أحبَّ الله وأحبِّ رسوله ، وبالحب نادى رجل آخر المنية وقال: بشوق اللهفان والمحب إلى الله: يا ملك الموت عجل وخذني فقد اشتقت إلى لقاء ربي . إنظروا ماذا يفعل الحب وكيف يقرب المسافات بين الله الذي في العلياء وبين العباد الذين على الأرض! وإذا ما عرف المسلم الحب وذاق حلاوة الأيمان سيعرف بكل تأكيد إنشاء الله معنى الولاء . يقول رسول الهدى: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وطعمه أن يكون الله عز وجل ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب في الله وأن يبغض في الله وأن توقد نار عظيمة فيقع فيها أحب إليه من أن يشرك بالله شيئا))( ).
أما أن تطيع بلا حب فبهذا سيفتح الشيطان أمامك أبواب كثيرة وسوف لن تستطيع تلافي الدخول فيها أو بأحدها لأنك تفقد عنصر مهم جدا ، ذلك الشعور النبيل الذي به ترتقي الشعوب ، وبه تلقم الأم صغيرها الحليب ، وبه يثمر الشجر ، وبه يتقرب الناس بعضهم إلى بعض ، وبه كافح أمير الأنبياء وسيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الكفار، وجعل راية الإسلام ترف عاليا.
فالحب هذا شيء عظيم، وحين يكون الله تعالى هو المحبوب ، سيكون المردود من الله ، أن يكون جل جلاله سمع المحبين الذي يسمعون به وبصرهم الذي يبصرون به، وما أن تصل القلوب إلى تلك المرحلة ستسجد القلوب تحت عرش الرحمن ، وتلك أعلى درجات المحبة.
وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((إذا أحب الله عز وجل عبدا قال لجبريل : يا جبريل إني أحب فلاناً فأحبه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي جبريل في أهل السماء: أن الله قد أحب فلانا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض )) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال: قال (( رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول يوم القيامة أين المتحابون بجلالي اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي ))( ).
وفي كتاب إحياء علوم الدين للإمام الغزالي: أن الله قال: لداود عليه السلام: ((يا داود ابلغ أهل ارضي ، أني حبيب لمن أحبني ، وجليس لمن جالسني ، ومؤنس لمن أنس بذكري ، ما أحبني عبد من قلبه إلا قبلته لنفسي وأحببته حبا لا يتقدمه أحد من خلقي .. من طلبني بالحق وجدني ، ومن طلب غيري لم يجدني ، يأهل الأرض .. هلموا إلى كرامتي.. وأنسوا بي أؤانسكم .. وأسارع إلى محبتكم..)) ( ).
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تعلم اللهجة الصنعانية دمعة الســقيفه العـامه 10 12-11-2009 01:06 PM
مصادر امنية ومحلية تؤكد القبض على الحوثي !؟ رهج السنابك سقيفة الأخبار السياسيه 14 10-20-2009 12:39 PM
وصف من يتمنى هزيمة الجيش باللئيم، وقال: ليس جيش علي عبدالله صالح، ماذا بعد لا سمح الل حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 2 09-29-2009 12:41 AM
حيدر في زيارة خاصه ذكريات المنفى الجزء الاول (بــــــــــــطل الجنوب العربي) الانفصالي سقيفة الحوار السياسي 5 07-27-2009 12:29 AM
الجزء الاخير مع فضائية الجزيرة .. العطاس : مقتنع تماما بقرار الانفصال ! حد من الوادي سقيفة الأخبار السياسيه 2 04-22-2009 04:25 PM


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas