المحضار مرآة عصره (( رياض باشراحيل ))مركز تحميل سقيفة الشباميحملة الشبامي لنصرة الحبيب صلى الله عليه وسلم
مكتبة الشباميسقيفة الشبامي في الفيس بوكقناة تلفزيون الشبامي

العودة   سقيفة الشبامي > الدين والحياه > سقيفة الحوار الإسلامي
سقيفة الحوار الإسلامي حيث الحوار الهادئ والهادف ، لا للخلاف نعم للإختلاف في وجهات النظر المثري للحوار !!


فوائد عظيمة في إخفاء الذكر

سقيفة الحوار الإسلامي


إضافة رد
قديم 02-24-2015, 05:32 PM   #1
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي فوائد عظيمة في إخفاء الذكر

فوائد عظيمة في إخفاء الذكر
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فوائد عظيمة في إخفاء الذكر وحيث أن السنَّةُ في الدعاء كله المخافتة، إلا أن يكون هناك سببٌ يشرع له الجهر قال -تعالى-: {ادعُوا رَبَّكُم تَضَرٌّعًا وَخُفيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبٌّ المُعتَدِينَ}[الأعراف/55]، وقال -تعالى- عن زكريا: {إِذ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا}(مريم/3).
بل السنَّةُ في الذكر كله ذلك كما قال -تعالى-: {وَاذكُر رَبَّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرٌّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهرِ مِن القَولِ بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ}[الأعراف/205] وفي الصحيحين أنَّ أصحابَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا معه في سفرٍ, فجعلوا يرفعون أصواتهم فقال النَّبيٌّ -صلى الله عليه وسلم-: أيٌّها النَّاسُ أربعوا على أنفسكم فإنَّكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً وإنما تدعون سميعاً قريباً إنَّ الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته))(22/468-469).
قال -رحمه الله-: إذا عرف هذا: فقوله -تعالى-: {ادعُوا رَبَّكُم تَضَرٌّعًا وَخُفيَةً} يتناول نوعي الدعاء: لكنَّه ظاهرٌ في دعاء المسألة متضمِّنٌ دعاء العبادة ولهذا أمر بإخفائه وإسراره. قال الحسن: بين دعوة السر ودعوة العلانية سبعون ضعفاً ولقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء ما يُسمع لهم صوت أي: ما كانت إلا همساً بينهم وبين ربهم -عز وجل- وذلك أنَّ الله -عز وجل- يقول: {ادعُوا رَبَّكُم تَضَرٌّعًا وَخُفيَةً} وأنه ذكر عبداً صالحاً ورضي بفعله فقال: {إِذ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} وفي إخفاء الدعاء فوائد عديدة:
أحدها: أنَّه أعظم إيماناً لأنَّ صاحبَه يعلم أنَّ الله يسمع الدعاء الخفي.
وثانيها: أنَّه أعظم في الأدب والتعظيم لأنَّ الملوك لا تُرفع الأصوات عندهم ومن رفع صوته لديهم مقتوه ولله المثل الأعلى فإذا كان يسمع الدعاء الخفي فلا يليق بالأدب بين يديه إلا خفض الصوت به.
وثالثها: أنَّه أبلغ في التضرع والخشوع لذي هو روح الدعاء ولبٌّه ومقصوده فإنَّ الخاشعَ الذليلَ إنما يسال مسألةَ مسكينٍ, ذليلٍ,، قد انكسر قلبُه وذلَّت جوارحُه وخشع صوتُه حتى إنَّه ليكاد تبلغ ذلته وسكينته وضراعته إلى أن ينكسر لسانُه فلا يطاوعه بالنطق وقلبه يسأل طالباً مبتهلاً. ولسانه لشدة ذلته ساكتاً وهذه الحال لا تأتي مع رفع الصوت بالدعاء أصلاً.
ورابعها: أنَّه أبلغ في الإخلاص.
وخامسها: أنَّه أبلغ في جمعية القلب على الذلة في الدعاء فإنَّ رفعَ الصوت يفرقه فكلَّما خفض صوته كان أبلغَ في تجريد همَّته وقصده للمدعو -سبحانه-.
وسادسها -وهو من النكت البديعة جداً-: أنَّه دالُّ على قربِ صاحبه للقريب لا مسألة نداء البعيد للبعيد ولهذا أثنى الله على عبده زكريا بقوله -عز وجل-: {إِذ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا} فلمَّا استحضر القلبُ قربَ الله -عز وجل-، وأنَّه أقرب إليه من كلِّ قريبٍ, أخفى دعاءه ما أمكنه.
وقد أشار النَّبيٌّ -صلى الله عليه وسلم- إلى المعنى بقوله في الحديث الصحيح: لما رفع الصحابة أصواتهم بالتكبير وهم معه في السفر فقال: ((أربِعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً إنكم تدعون سميعاً قريباً أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته)) وقد قال -تعالى-: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ}[البقرة/186] وهذا القرب من الداعي هو قرب خاص ليس قرباً عامّاً مِن كلِّ أحدٍ, فهو قريبٌ من داعيه وقريبٌ من عابديه، وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.
وقوله -تعالى-: {ادعُوا رَبَّكُم تَضَرٌّعًا وَخُفيَةً} فيه الإرشاد والإعلام بهذا القرب.
وسابعها: أنَّه أدعى إلى دوامِ الطلب والسؤال فإنَّ اللسان ا يمل والجوارح لا تتعب بخلاف ما إذا رفع صوته فإنَّه قد يمل اللسان وتضعف قواه وهذا نظير من يقرأ ويكرر فإذا رفع صوته فإنه لا يطول له بخلاف من خفض صوته.وثامنها: أنَّ إخفاءَ الدعاء أبعد له من القواطع والمشوشات فإنَّ الداعي إذا أخفى دعاءَه لم يدرِ به أحدٌ فلا يحصل على هذا تشويشٌ ولا غيرُه وإذا جهر به فرطت له الأرواح البشرية ولا بد ومانَعَته وعارضته ولو لم يكن إلا أن تعلقها به يفرغ عليه همته فيضعف أثر الدعاء ومن له تجربةٌ يعرف هذا فإذا أسرَّ الدعاء أَمِن هذه المفسدة.
وتاسعها: أنَّ أعظم النعمة الإقبال والتعبد ولكلِّ نعمةٍ, حاسدٌ على قدرها دقَّت أو جلَّت ولا نعمةٌ أعظم من هذه النعمة فإنَّ أنفُسَ الحاسدين متعلقةٌ بها وليس للمحسود أسلم من إخفاء نعمته عن الحاسد. وقد قال يعقوب ليوسف -عليهما السلام-: {لَا تَقصُص رُؤيَاكَ عَلَى إِخوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيدًا}الآية[يوسف/5]. وكم من صاحبِ قلبٍ, وجمعيَّةٍ, وحالٍ, مع الله -تعالى- قد تحدث بها وأخبر بها فسلبه إياها الأغيار ولهذا يوصي العارفون والشيوخ بحفظ السرِّ مع الله -تعالى- ولا يطلع عليه أحدٌ. والقوم أعمٌّ شيئاً كتماناً لأحوالهم مع الله -عز وجل- وما وهب الله من محبته والأُنس به وجمعية القلب ولا سيما فعله للمهتدي السالك فإذا تمكن أحدهم وقوي وثبت أصول تلك الشجرة الطيبة التي أصلها ثابت وفرعها في السماء في قلبه -بحيث لا يخشى عليه من العواصف فإنه إذا أبدى حاله مع الله -تعالى- ليقتدى به ويؤتم به- لم يبال وهذا بابٌ عظيمُ النَّفع إنما يعرفه أهله.
وإذا كان الدعاء المأمور بإخفائه يتضمن دعاء الطلب والثناء والمحبة والإقبال على الله -تعالى- فهو من عظيمِ الكنوز التي هي أحقٌّ بالإخفاء عن أعين الحاسدين وهذه فائدةٌ شريفةٌ نافعةٌ.
وعاشرها: أنَّ الدعاء هو ذكرٌ للمدعو -سبحانه وتعالى- متضمن للطلب والثناء عليه بأوصافه وأسمائه فهو ذكرٌ وزيادةٌ كما أنَّ الذكرَ سُمِّيَ دعاءً لتضمنه للطلب كما قال النَّبيٌّ -صلى الله عليه وسلم-: ((أفضل الدعاء الحمد لله)) فسمَّى الحمدَ لله دعاءً وهو ثناءٌ محضٌ، لأنَّ الحمدَ متضمِّنٌ الحبَّ والثناء. والحبٌّ أعلى أنواع الطلب فالحامد طالبٌ للمحبوب فهو أحقٌّ أن يسمَّى داعياً من السائل الطالب، فنفس الحمد والثناء متضمِّن لأعظم الطلب فهو دعاءٌ حقيقةً بل أحقٌّ أن يسمَّى دعاءً من غيره من أنواع الطلب الذي هو دونه.
والمقصود أنَّ كلَّ واحدٍ, من الدعاء والذكر يتضمن الآخر ويدخل فيه وقد قال -تعالى-: {وَاذكُر رَبَّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرٌّعًا وَخِيفَةً} فأمر -تعالى- نبيَّه -صلى الله عليه وسلم- أن يذكره في نفسه، قال مجاهد وابن جريج: أُمروا أن يذكروه في الصدور بالتضرع والاستكانة دون رفع الصوت والصياح وتأمَّل كيف قال في آية الذكر: (وَاذكُر رَبَّكَ) الآية. وفي آية الدعاء {ادعُوا رَبَّكُم تَضَرٌّعًا وَخُفيَةً} فذكر التضرع فيهما معا وهو التذلل والتمسكن والإنكسار وهو روح الذكر والدعاء. " مجموع الفتاوى" (15/15-19).
قلت: عن عائشة: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها} أنزلت في الدعاء. رواه البخاري (5968) ومسلم (447).
والله أعلم
  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2015, 07:30 PM   #2
اميرة الوادي
مشرفة سقيفة الأسره
 
الصورة الرمزية اميرة الوادي

افتراضي

جزاك الله خير الجزاء استاذي ابو صلاح
يجعلها في ميزان حسناتك
دمت يخير
التوقيع :

اللهم صل على سيدنا محمد الحبيب المحبوب ، شافي العلل ومفرّج الكروب ، وعلى آله وصحبه وسلم
  رد مع اقتباس
قديم 02-25-2015, 07:43 PM   #3
أحمد القعيد
حال جديد

افتراضي

راااااااااااااائع جدا
  رد مع اقتباس
قديم 04-24-2015, 01:13 AM   #4
الاسيف
حال جديد

افتراضي

جزاك الله خيرا
  رد مع اقتباس
قديم 04-26-2015, 05:39 PM   #5
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اميرة الوادي [ مشاهدة المشاركة ]
جزاك الله خير الجزاء استاذي ابو صلاح
يجعلها في ميزان حسناتك
دمت يخير

اميرة الوادي الله يجزيك خيراً ويكتب لنا ولك الأجر شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
  رد مع اقتباس
قديم 04-26-2015, 05:41 PM   #6
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الاسيف [ مشاهدة المشاركة ]
جزاك الله خيرا

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
  رد مع اقتباس
قديم 05-31-2015, 08:24 PM   #7
mastrone
حال جديد

افتراضي

يجعلها في ميزان حسناتك
  رد مع اقتباس
قديم 06-04-2015, 02:18 AM   #8
الزين يفرض نفسه
مشرفة القسم العام
 
الصورة الرمزية الزين يفرض نفسه

افتراضي


ألف شكر استاذي ابو صلاح

بصراحة موضوع رائع وفيه بعض المعلومات أول مرة أعرفها

جُزيت خيرا عدد حروفه .. وأضعافها
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
  رد مع اقتباس
قديم 06-07-2015, 03:26 AM   #9
الدمعه الحزينه
حال قيادي
 
الصورة الرمزية الدمعه الحزينه

افتراضي

جزاك الله خير
التوقيع :
  رد مع اقتباس
قديم 10-13-2015, 10:09 AM   #10
أبو صلاح
مشرف قسم تاريخ وتراث
 
الصورة الرمزية أبو صلاح

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mastrone [ مشاهدة المشاركة ]
يجعلها في ميزان حسناتك


يتقبل الله منا ومنك ويكتب لنا ولك الأجر
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Loading...


Powered by vBulletin® Version 3.8.9, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

new notificatio by 9adq_ala7sas